عداوة الكافرين للمسلمين وما يترتب على ذلك

محمد بن علي السعوي

2022-10-09 - 1444/03/13
عناصر الخطبة
1/شدة عداوة الكافرين للمسلمين وبعض مظاهر ذلك 2/تجلية القرآن لصفات الكافرين وشدة عداوتهم للمسلمين 3/تكالب الكفار على المسلمين وتحالفهم ضدهم 4/وجوب نصرة المسلمين وبعض وسائل ذلك 5/بعض صفات اليهود وأخلاقهم المشينة 6/بعض العقائد الضالة للنصارى 7/الحذر من كيد الكافرين والحث على التمسك بالإسلام

اقتباس

أيُّها المسلمون: وحتى تعلموا مدى الكراهيةِ والعداوةِ التي يُكنها، ويُظهرها اليهود والنصارى للمسلمين، اقرؤوا كتابَ الله -تعالى-، ففيهِ بيانٌ لما تكنهُ قلوبُ أهلِ الكتابِ من طويةٍ سيئة، وحسدٍ بغيض، تجاه الإسلام والمسلمين، فاضت به ألسنتهم: (وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)[آل عمران: 118]. وما تزالُ تلك صفاتهم لا تتغير، ولذلك...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله مهلك الظالمين، والمنتقم من المجرمين، نحمدهُ سبحانه، وهو أعلمُ بالمعتدين، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له: (نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) [الأعراف: 196].

وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، سيدَ المرسلين، وإمامَ المتقين، صلواتُ الله وسلامُه عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

 

أمَّا بعد:

 

فيا أيُّها المسلمون: اتقوا الله -تعالى-، واعلموا أنَّ الكافرين من أعداءِ المؤمنين، ولقد أخبرَ الُله عن ذلك، كي يَحذرون، قال تعالى: (إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا) [النساء: 101].

 

ومعلومٌ أنَّ العدو يسعى في إيذاءِ عدوهِ ما استطاعَ إلى ذلك سبيلاً، فمن مظاهرِ عداوتهم: أنَّهم (لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ) [التوبة: 10].

 

أي لا يحفظون في مؤمنٍ عهدًا ولا أمانة.

 

قال تعالى: (كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ) [التوبة: 8].

 

فهم نقضت العهود والمواثيق.

 

ومن مظاهرِ عداوتهم للمؤمنين: مُحاربتهم للإسلام باسمِ مُحاربةِ الأصوليةِ والتطرف والإرهاب، وما فتئُوا -قاتلهم الله- يُخططون للقضاءِ على الإسلام؛ لأنَّهُم يرونه هو الخطرُ الأكبر الذي يُهددهم، ويُهددُ مَصالحهم، يقولُ أحد زُعماءَ اليهود: "نحنُ لا نخشى الاشتراكيات، ولا الثوريات، ولا الديمقراطيات، نحنُ فقط نخشى الإسلام".

 

أيُّها المسلمون: وحتى تعلموا مدى الكراهيةِ والعداوةِ التي يُكنها ويُظهرها اليهود والنصارى للمسلمين، اقرؤوا كتابَ الله -تعالى-، ففيهِ بيانٌ لما تكنهُ قلوبُ أهلِ الكتابِ من طويةٍ سيئة، وحسدٍ بغيض، تجاه الإسلام والمسلمين، فاضت به ألسنتهم: (وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) [آل عمران: 118].

 

وما تزالُ تلك صفاتهم لا تتغير، ولذلك نبهنا اللهُ -عز وجل- إلى أخذِ الحيطةِ، والحذرِ منهم، فقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ) [آل عمران: 100].

 

إنَّ اليهود والنصارى -أيُّها المسلمون- هم أعداؤكم، ولا يَرضون منكم ولا عنكم، حتى تكونوا يهودًا أو نصارى مثلَهم؛ كما قال تعالى: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) [البقرة: 120].

 

وإنَّ هؤلاءِ الأعداءُ يَودون لكم الكفر بعد الإيمان، كما قال تعالى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) [البقرة: 109].

 

وقال تعالى: (وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة: 217].

 

أيَّها المسلمون: إنَّ الألمَ يعتصرُ قلبَ كلَّ مؤمنٍ لما يحصلُ في فلسطين وفي العراق، وفي كلِّ أرضٍ يُوجدُ فيها المسلمون، ممن يُسامون سوءَ العذابِ من قبلِ أعدائهم الكافرين.

 

لقد تكالبت قوى الشرِّ والعدوانِ، من اليهودِ والنصارى ومن حالفهم، على المستضعفينَ مع تخاذلِ كثيرٍ من المسلمين عنهم، حتى الدُعاءَ لم يبذلوهُ لإخوانهمُ المُقاتَلين المظلومين، وذلك لقُسوةِ القلوبِ في هذا من جانب، ومن جانبٍ آخر إرضاءً للكفرةِ والفجرة.

 

أيُّها المسلمون: لقد تحالفت أممُ الكُفر والضلال؛ أعداءُ الله وأعداءُ المؤمنين ضدَّ الإسلام وأهلهِ باسمِ الإرهاب، وما الإرهابُ إلاَّ فيهم ومنهم، فالإسلامُ هو دينُ السلام، والمسلمونَ هُم أهلُ السلام، وسببُ الأمان، أمَّا الكفرُ فهو الضلال، والكفَّارُ من اليهودِ والنصارى وغيرهم من مللِ الكفرِ والشرك، حتى وإن ادَّعوا رغبتهم بالسلام هم سببُ الفتنِ والعَداءِ والفساد.

 

أيُّها المسلمون: خُذوا الحيطةَ من مكرِ الكافرينَ وفتنتهم، وقفوا مع المسلمين في محنتهم، وناصرُوهم بأنفسِكم وأموالِكم ودعائِكم، ضدَّ أعدائهم وأعدائكم.

 

اللهمَّ يا عزيزُ يا حميد، ويا ذا البطشِ الشديد، نسألُكَ أن تنتصرَ لعبادك المؤمنينَ المظلومين، وأن تبطشَ بالظالمين، والملأ الحاقدين.

 

اللهمَّ يا من يُجيبُ المضطرَّ إذا دعاهُ، ويكشفُ السوء.

 

اللهمَّ إنَّ عبادك المغلوبينَ على أمرهم في فلسطين وفي العراق وفي كلِّ أرضك، قد أصابهم الضُر، ولحقهم السُوء، اللهمَّ فاستجب لهم، واكشف ما هم فيه من السُوء.

 

اللهمَّ أنزل عليهمُ السكينة، وافتح لهم من رحمتكَ ما تشملُ به أمواتهم وأحياءَهم، يا أرحم الراحمين.

 

اللهمَّ واخذل أعداءَهم، وشتت شملَ الباغين عليهم، يا قويُّ يا عزيز.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله: (بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)[ الروم: 5] نحمدهُ سبحانه: (لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)[يوسف: 100].

وأشهدُ أنَّ لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له: (يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [المائدة: 97].

وأشهدُ أن محمدًا عبدهُ ورسولهُ، أرسله الله رحمةً للعالمين، وهو بالمؤمنينَ رؤوفٌ رحيم، صلوات الله وسلامهُ عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

 

 

أمَّا بعد:

 

فيا أيُّها المسلمون: اتقوا الله -تعالى- وخُذوا حذركم من أعدائكم، واعلموا أنَّ الله هو مولى الذين آمنوا وناصرُهم: (فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) [الحج: 78].

 

معشر المسلمين: إنَّ اليهودَ والنصارى -أيُّها المسلمون- قومٌ كفَّار ومشركون، قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) [المائدة: 78 - 79].

 

وقال تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) [المائدة: 72].

 

(لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [المائدة: 73].

 

أيَّها المسلمون: من باب التذكير سأبين شيئا مما عليه اليهود والنصارى من أحوال مشينة لتكونوا على بصيرة من أمركم في أخذ الحذر منهم.

 

أيها المسلمون: إنَّ اليهودَ قد لعنهم الله وغضبَ عليهم: (وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ) [المائدة: 60].

 

إنَّ اللهَ -تعالى- لعنَ اليهودَ بسبب كفرهم، وقولهم على اللهِ -تعالى- قولاً عظيماً؛ كقولهم: (يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء) [المائدة: 64].

 

غُلَّت أيديهم، ولعنوا بما قالوا، بل يداهُ مبسوطتان ينفقُ كيف يشاء، وكونهم: (لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) [المائدة: 79].

 

وكونهم ينقُضون ميثاقهم، ويخونون الأمانة، قال تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ) [المائدة: 13].

 

أيُّها المسلمون: من أخلاقِ اليهودِ وصفاتهم، التي ذكرها اللهُ -تعالى- في كتابهِ، والتي لم تزل ولا تزالُ فيهم، مما يُوجبُ علينا أخذُ الحيطةِ والحذرِ من هؤلاءِ الأعداء؛ من ذلكَ كِتمان الحقِّ، وإلباس الحقِّ بالباطل، قال تعالى: (وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 42].

 

ومن ذلك: بغضَهم وغيظهم على المؤمنين، وفرحهم بكلِّ مُصيبةٍ تُصيبُ المؤمنين، ممَّا يدلُ على شدةِ العداوةِ لهم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ * هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 118- 119].

 

(إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [آل عمران: 120].

 

أيُّها المسلمون: وأمَّا النصارى فهم قومٌ يسعونَ في هذهِ الحياةِ الدنيا، على جهلٍ وضلال، وشركٍ وإضلال، فمن عقائدهم الفاسدةِ الضالة، التي أخبرنا اللهُ عنها؛ زعمهم أنَّ الله -تعالى- هو المسيحُ بن مريم، وكذلكَ زعمهم أنَّ اللهَ ثالث ثلاثة: (وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [المائدة: 73].

 

(أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [المائدة: 74].

 

(مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) [المائدة: 75].

 

(قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [المائدة: 76].

 

أيُّها المسلمون: إنَّ النصارى هُم الذين يُسمَون بالصليبيين، نسبةً إلى الصليبِ الذي صُلب عليه عيسى -عليه السلام- في زعم اليهود، وصدَّقهم النصارى بذلك، واللهُ -تعالى- يقولُ: (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا) [النساء: 157].

 

(بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) [النساء: 158].

 

أيُّها المسلمون: إنَّ النصارى -وقد فسدوا وضلوا- يُريدون إضلالَ المسلمين، وهُم يُدركون تمامَ الإدراك، أنَّهُ لن يكونَ لهم تأثيرٌ ولا سيطرة على المسلمين إلاَّ بشيءٍ واحد، وهو أن يحُولوا بين المسلمين وبين التمسكِ بدينهم، وهو التمسكُ بالكتاب والسنة، فإذا تركَ المسلمونَ التمسكَ بدينهم، حصل لهم ما أرادوا، ولقد أمرَ اللهُ تعالى باتباع صراطهِ المستقيم، ونهى عن اتباع السُبل حتى لا يحصل التفرق، قال تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام: 153].

 

أيُّها المسلمون: خُذوا حذركم من أعدائِكم، وتمسكوا بدينكم الحق: (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) [يونس: 32].

 

اللهمَّ رُدَّ كيدَ الأعداءَ في نحورهم، واكفنا والمسلمين شرورهم.

 

 

 

المرفقات

عداوة الكافرين للمسلمين وما يترتب على ذلك.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات