الذي يحرم النظر

ناصر بن محمد الأحمد

2014-12-18 - 1436/02/26
عناصر الخطبة
1/الجنة وأعظم نعيمها 2/عظم خسارة المحرومين من النظر إلى وجه الله يوم القيامة 3/أصناف المحرومين من النظر إلى وجه الله يوم القيامة

اقتباس

أيها المسلمون: الخسارة كل الخسارة، والحرمان كل الحرمان، بل وبعده العذاب الأليم، الذي لا ينظر الله إليه، فالله -جل وتعالى- يوم القيامة لا ينظر إلى بعض النوعيات من الناس، يصرف بصره عن بعض الفئات من الناس؛ لأنهم لا يستحقون النظر؛ ولأنهم فعلوا وارتكبوا أشياء، حرموا بسببها نظر الله لهم، فلا ينظر إليهم بـ...

 

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله ...

 

أما بعد:

 

إن أعظم نعمة للمسلم وما بعدها نعمة، ومن أجلها يعمل المسلم ويخلص هي: الجنة، فلو رزق المسلم الجنة، فقد أعطى أعظم الخير، وأجل النعم.

 

وهناك نعمة بعد هذا، وأعظم من هذا، ألا وهو: النظر إلى وجه الله –تعالى-، فهي أعظم نعمة من الجنة، قال الله -تعالى-: (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)[يونس: 26].

 

والحسنى هي: الجنة، فما هي الزيادة؟

 

الزيادة فسرها النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه النظر إلى وجه الله.

 

روى مسلم في صحيحه عن صهيب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، يقول الله -تعالى-: أتريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيرفع الحجاب فينظرون إلى وجه الله فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم، ثم تلا قوله تعالى: (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)[يونس: 26].

 

وفي المقابل -أيها المسلمون- الخسارة كل الخسارة، والحرمان كل الحرمان، بل وبعده العذاب الأليم، الذي لا ينظر الله إليه، فالله -جل وتعالى- يوم القيامة لا ينظر إلى بعض النوعيات من الناس، يصرف بصره عن بعض الفئات من الناس؛ لأنهم لا يستحقون النظر؛ ولأنهم فعلوا وارتكبوا أشياء، حرموا بسببها نظر الله لهم، فلا ينظر إليهم بعين الرحمة، ولا ينظر إليهم نظر عطف ولطف، ولا ينظر إليهم نظر إنعام وإفضال.

 

فيا حسرتهم! ويا خسارتهم! ويا سوء عاقبتهم! وخسران مآلهم!.

 

فتعال معي -يا عبد الله- نستعرض بعض نصوص الكتاب والسنة، والذي حُدد فيها بعض من يحرمون نظر المولى -سبحانه وتعالى-، لكي نتجنب فعالهم، ونترك أفعالهم، ونبتعد عن طريقهم وسلوكهم.

 

قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[آل عمران: 77].

 

المعنى: أولئك الذين يشترون الدنيا بالدين، فيختارون الحطام القليل من الدنيا، ويتوسلون إليها بالأيمان الكاذبة والعهود المنكوثة، هذا النوع من الناس يحرمون نظر الله لهم، ولا ينظر إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم؛ لأنهم يظهرون أمام الناس باسم الدين، وهم يريدون الدنيا، يظهرون أمام الناس بهيئة العلماء والمشيخة، وهم في دخيلة أنفسهم يريدون أن يتوصلوا بالعبادة التي يلبسونها أمام الناس إلى عرض من الدنيا قليل.

 

فلا يستبعد من أمثال هؤلاء، بل ولا يستغرب إذا خرجت منهم فتاوى ليست في صالح الإسلام ولا والمسلمين، أو فتاوى ترضى بعض الجهات، أو بعض الأطراف، فأمثال هؤلاء يحرمون نظر الله لهم.

 

وممن لا ينظر الله إليهم أيضاً: ما ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم، شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر".

 

فهؤلاء أيضاً لا يستحقون أن ينظر الله لهم: شيخ زان، رجل طعن في السن، واستطال في العمر فكان فوق الخمسين أو أكثر، ومع ذلك -والعياذ بالله- مبتلى بالزنا.

 

إن هذا عقوبته أن يرجم بالحجارة، حتى يموت، فهو ذو أولاد وكبير في السن، اكتمل عقله، وتم معرفته بطول ما مر عليه من الزمان، وضعف أسباب الجماع عنده لشيخوخته، ومع ذلك لم يترك هذا المنكر العظيم، فكان حقه الحرمان من نظر الملك الديان، ومن حرم نظره جل شأنه، فقد خسر الدنيا والآخرة، وذلك الخسران المبين.

 

وأما الآخر؛ فهو الملك الكذاب.

 

إن صاحب السلطان لا يخشى من أحد من رعيته، ولا يحتاج إلى مداهنة، فإن الإنسان إنما يداهن ويصانع من الكذب من يحذره ويخشى آذاه، أو معاتبته، أو يطلب عنده بذلك منزلة أو منفعة، لكن صاحب الولاية والسلطان غني عن ذلك مطلقاً، فما أعظم جريمة الملك الكذاب عند الله -تبارك وتعالى-.

 

إن الكذب مبغوض مقبوح من الفرد العادي.

 

إن الكذب منكر وبغيض عند الناس، حتى ولو صدر من أتفه شخص، فكيف بالكذب من صاحب الولاية والسلطان والمكانة؟

 

الكذب من أعظم خطايا اللسان، وهو جماع النفاق، وأعظم من ذلك أن يكون من حاكم، قال صلى الله عليه وسلم: "أربع من كن فيه فهو منافق، وإن كانت فيه واحدة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر".

 

إن مثل هذا الوالي استحق أن يحرم من نظر الله –سبحانه- لكذبه.

 

أما الثالث؛ فهو عائل مستكبر.

 

والعائل هو: الفقير، فهذا فقير ومتكبر في الغالب، يكون الكبر والارتفاع عند القرناء بالثروة والمال.

 

أما الفقير، فبماذا يتكبر على الناس، ويستحقر غيره.

 

إن الفقر مدعاة للتواضع واللين.

 

إن الفقر مدعاة لرقة القلب وانكساره.

 

أما الفقير، إذا تكبر، فهذا علامة لمرض في قلبه، مرض العجب والرياء، فكان حقه أن يسير في ركب المحرومين من نظر الرحمن -تبارك وتعالى-؛ عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من تعظم في نفسه واختال في مشيته، لقي الله وهو عليه غضبان".

 

وأيضاً من الذين يحرمون النظر من الله -جل وتعالى- غير ما سبق: من جاء ذكرهم في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عند البخاري وغيره؛ قوله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم: رجل حلف على سلعة لقد أُعطى بها أكثر مما أعطى، وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال رجل مسلم، ورجل منع فضل ماء، فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك".

 

وفي رواية: "ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا للدنيا، فإن أعطاه منها وفى له وإن لم يُعطه لم يَفِ له".

 

فهؤلاء الثلاثة أيضاً يحرمون نظر الرحمن -جل وتعالى-:

 

الأول: صاحب اليمين الكاذب، يحلف على سلعة بأنه دفعت لبائعها أكثر مما أعطى فيها، وهو كاذب في خبره، والآخر يحلف ليقتطع مال رجل مسلم، ويأخذه بغير حقه، فهذا يستحق الحرمان؛ لأنه بيمينه الكاذبة قد ارتكب أربع عظائم:

 

الأول: الكذب والافتراء.

 

والثاني: الظلم لعباد الله.

 

الثالث: عدم أداء الأمانة إلى أهلها.

 

الرابع: إباحة ما حرم الله -تعالى-.

 

إن صاحب اليمين الكاذبة وقع في الزور؛ عن عمران بن حصين -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من حلف على يمين كاذبة مصبورة، فليتبوأ مقعده من النار".

 

واليمين المصبورة، هي: اللازمة لصاحبها من جهة الحكم، فيصبر لأجلها أي يحبس.

 

وهي: اليمين الغموس، التي تغمس صاحبها في الإثم والنار.

 

الثاني: الذي يحرم نظر المولى مانع فضل الماء، الزائد على حاجته، فيعاقب مثل هذا أن يمنعه الله فضله يوم القيامة.

 

بعض الناس يبلغ بهم قسوة القلوب: أن يمنعوا فضل الماء عن غيرهم بخلاً وشحاً، نزعت الرحمة من قلوبهم، فجزاهم الله شر الجزاء، فمنعهم من فضله حيث كانوا أحوج ما يكونون إليه؛ روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تمنعوا فضل الماء لتمنعوا به فضل الكلأ".

 

وهذا نهي عن منع فضل الماء عن الماشية، فكيف بمن يمنعه عن بني الإنسان؟

 

لا يفعل هذا إلا صاحب القلب الميت، فليُعلم الآن جرم من يهلكون شعوباً بأكملها جوعاً وعطشاً وعُرياً، هؤلاء ينتظرهم سوء العاقبة يوم القيامة.

 

إن مثل هذا الصنف من البشر لا يستحقون نظر الله لهم؛ لأن الإجرام وصل بهم إلى تجويع وتعطيش بني الإنسان من الطعام والشراب، حرموا الناس من الأكل والشرب بسبب الظلم الذي أوقعوه عليهم، والأظلم منهم من حرم الناس الغذاء المعنوي.

 

أين هذه الصورة مما رواه الإمام الطبراني في معجمه الكبير: أن عمر بن الخطاب أخذ 400 دينار فجعلها في صرةٍ، ثم قال لغلامه: اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح، ثم تشاغل في بيته حتى تنظر ما يصنع بها؟ فذهب بها الغلام إليه، فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذا في حاجتك، فقال أبو عبيدة -رضي الله عنه-: وصل الله عمر ورحمه، ثم قال: يا جارية تعالي، اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، حتى أنفذها.

 

حقاً إن هؤلاء ينظر الله -تعالى- إليهم، أين هؤلاء من الذين يمنعون الماعون؟ أين هؤلاء من أولئك البخلاء الأشحاء؟.

 

وأما الثالث: -المحروم أيضاً-: فذلك الرجل الذي بايع الإمام، لم يبايعه إلا للدنيا، فإن أعطاه وفى له، وإن لم يعطه لم يف له.

 

هذا الصنف حقاً يستحق أن يحرم نظر المولى -جل وتعالى-، تجد أنه يحوم حول السلطان، ويظهر الوفاء، ويتظاهر بالولاء لا لله، ولا للدين، بل لكي يعطى ويرمى عليه من الفضلات كالكلب.

 

أمثال هؤلاء لو سنحت له أية فرصة نهب وسرق من المال العام؛ لأنه لا ذمة لديه، بل بيعته أصلاً كانت للدنيا.

 

المسلم يعطى الإمام الصالح العادل البيعة على نصرة الدين، والدفاع عن المسلمين، يرجو بفعله ذلك وجه الله -تعالى- لا ينتظر مالاً ولا مغنماً، أو أي عرض زائل، بل الصادق المخلص يرفض أن يأخذ وإن أعطى.

 

عن شداد -رضي الله عنه-: أن رجلاً من الأعراب جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فآمن به واتبعه، ثم قال: أهاجر معك؟ فأوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض أصحابه، فلما كانت غزوةٌ غنم النبي -صلى الله عليه وسلم- سبباً، فقسم وقسم له، فأعطى أصحابه ما قسم له، وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: قسمٌ قسمه لك النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخذه، فجاء به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما هذا؟ قال عليه الصلاة والسلام: "قسمة لك".

 

قال الأعرابي: ما على هذا اتبعتك، ولكني اتبعتك على أن أرمى هاهنا، وأشار إلى حلقه بسهم فأموت، فأدخل الجنة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن تصدق الله يصدقك" فلبثوا قليلاً ثم نهضوا في قتال العدو، فأتى به النبي -صلى الله عليه وسلم- يُحمل قد أصابه سهم حيث أشار، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أهو هو؟" قالوا: نعم، قال: "صدق الله فصدقه".

 

ثم كفنه النبي -صلى الله عليه وسلم- في جبته ثم قدمه فصلى عليه، فكان فيما ظهر من صلاته: "اللهم هذا عبدك خرج مهاجراً في سبيلك، فقتل شهيداً، أنا شهيد على ذلك".

 

هذا هو المؤمن الصادق.

 

أما أهل النفاق والرياء، وحب الدنيا، إنما يتقربون ويبايعون لأنفسهم ولمآربهم، نسوا الله فنسيهم، وأحبوا الدنيا فأعمى أبصارهم.

 

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذا هديتنا ...

 

أقول قولي ...

 

 

الخطبة الثانية:

 

إن الحمد لله ...

 

أما بعد:

 

إضافة إلى ما سبق ذكره، نذكر أصنافاً أخرى من الناس، من الذين يحرمون نظر الرب -جل وتعالى- عن أبي ذر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم" فقالها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرات، فقلت: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال: "المنان، والمنفق سلعته بالحلف، والمسبل إزاره"[رواه مسلم في صحيحه].

 

الأول: هو المنان: من المنة، وهو الذي يذكر إحسانه ممتناً به على من أحسن إليه، الذي يعتد بصنيعته، إن وقعت في الصدقة أبطلت الأجر، وإن كانت في المعروف كدرت الصنيعة.

 

المنان: الذي يكثر المنة على غيره، والمنة لا تليق إلا بالله -تعالى-، إذ هو الملك الحقيقي، وغيره يعطى من ملك غيره، فلم يجز له المن، فإذا منّ كأنه ادعى لنفسه الملك والحرية، وانتفى من العبودية، ونازع صفات رب البرية فلا ينظر إليه، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ)[البقرة: 264].

 

قال بعض السلف: "من منّ بمعروفه سقط شكره، ومن أعجب بعمله حبط أجره".

 

وقال الشافعي -رحمه الله-:

 

لا تحملن من الأنام  *** أن يمنوا عليك منه

واختبر لنفسك حظها *** واصبر فإن الصبر جنة

منن الرجال على القلوب *** أشد من وقع الأسنة

 

الثاني: المنفق سلعته بالحلف الكاذب، فهذا يتجرأ على الله -تعالى-، ويحلف لكي يكثر طلاب بضاعته، وهو كاذب في قسمه، فأي خديعة؟ وأي غش بعد هذا؟.

 

قال الله –تعالى-: (وَلاَ تَتَّخِذُواْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ)[النحل: 94].

 

ويقول عليه الصلاة والسلام: "الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للبركة".

 

وقال: "إياكم وكثرة الحلف في البيع، فإنه ينفق ثم يُمحق".

 

فهذا الرجل يستحق أن يحرم النظر من رب العالمين.

 

الثالث: المسبل إزاره، الذي أسبل ثوبه إلى ما دون الكعبين، فهذا يدخل في المحرومين؛ لأنه قد أتى كبيرة من الكبائر، وخالف هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- من اللباس، قال عليه الصلاة والسلام: "مما أسفل من الكعبين؛ ففي النار".

 

وقال: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة".

 

وممن لا ينظر الله إليهم أيضاً: من ذكروا في حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة لا ينظر الله -عز وجل- إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث"[رواه الإمام أحمد وغيره بسند صحيح].

 

أما العاق لوالديه؛ فلأنه شق عصا الطاعة، وعق والديه بمخالفة أمر الشرع له ببرهما وطاعتهما وجبر خواطرهما، فكان مصير هذا الإنسان أن يحرم من نظر الرحمن.

 

عن أبي بكرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟" ثلاثاً، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين" وكان متكئاً فجلس، فقال: "ألا وقول الزور، وشهادة الزور"[متفق عليه].

 

والآخر هي: المرأة المترجلة، التي تتشبه بالرجال في زيهم وهيأتهم، وطريقة كلامهم، بل ربما في لباسهم، هذه المرأة لعنت في شريعة الإسلام؛ لأنها متشبهة بالرجال، وهي بهذا تخالف فطرتها وتخرج عن الاحتشام التي أمرت به، إلى دائرة السفور والتبرج، فاستحقت أن لا ينظر الله إليها.

 

وأما الثالث، فهو: الديوث الذي لا يغار على أهله، يدخل الرجال من غير المحارم على أهله، لا غيرة عنده، ولا إباء، ولا شرف، تنكشف نساءه في الشوارع والأسواق، وقد نزعت العزة من قلبه، لا يحرص على عرضه، ولا يبالي ولا يهتم، هذا إنسان ميت القلب، فالشؤم كل الشؤم لمن كان ديوثاً -والعياذ بالله- عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن على الخمر، والديوث"[رواه الإمام أحمد سند صحيح].

 

وممن يحرمون نظر المولى -جل وتعالى-: المرأة التي لا تشكر زوجها، عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا ينظر الله -تعالى- إلى امرأة لا تشكر لزوجها".

 

أي لا تقدر حق زوجها عليها ولا تقدر، فهي جاحدة لفضله، منكرة لمعروفه، لا تصبر مع زوجها في الشدائد، ولا تظهر الفرح لأعماله، ولا السرور بأقواله، هذه المرأة محرومة من نظر الله -جل وتعالى-.

 

 

 

المرفقات

يحرم النظر

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات