الخراصون

إبراهيم بوبشيت

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات: الفكر والثقافة
عناصر الخطبة
1/المقصود بالخراصين 2/سيرة الخراصين عبر التاريخ 3/بعض الويلات التي جلبت على الأمة بسبب الخراصين 4/بعض سمات وأوصاف الخراصين 5/وسائل نشر الخراصين لأفكارهم

اقتباس

(قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) بدأ بالكذب، ونشر السموم، وقلب الناس على عثمان -رضي الله عنه- وعلى تقديس علي -رضي الله عنهما-، فوقعت الفتنة التي لا تخفى. (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) عندما تقلب أوراق التاريخ ترى بعين البصيرة، أثر أهل التخاذل، وبث روح الهزيمة في أوساطنا الداخلية؛ إنها الكلمة على أي منبر أعلنت، على إعلامنا المرئي أو المسموع، أو المقروء. ماذا...

 

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله المنفرد بالخلق والتدبير، الواحد في الحكم والتقدير، الملك الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، ليس له في ملكه وزير، والملك الذي لا يخرج عن ملكه كبير ولا صغير، المتقدس في كماله ووصفه، العليم الذي لا يخفى عليه ما في الضمير: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[الملك:14].

يا رب يا الله يا عالماً *** ما يكتم المرء وما يعلن

سبحانك اللهم يا سامع *** الأصوات إذا ما هتف المؤمن

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

 

فاتقوا الله ربكم، وأصلحوا ذات بينكم، واجعلوا سركم خيرا من علانيتكم تفلحوا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71].

 

أيها المسلمون: تأملت الواقع الذي نعيشه بآلامه وأحزانه، وكثرة ما ألم بالنفوس من الهم واستبطاء الفرج في كل مكان، وعلى كل حال، فقلت صدق الله: (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ)[الذاريات: 10].

 

قال ابن عباس: "أي لعنوا المرتابون".

 

وقال مجاهد: "أي الكذابون".

 

وقال قتادة: "الخراصون أهل الفرية والظنون" كما نقل ذلك ابن كثير –عليه رحمه الله-.

 

إن ذلك الطابور الخامس الذي يعصف في أوتار الأمة اليوم، الذي لا يزال أحفاد ابن سلول، وأحفاد ابن سبأ؛ يتناوبون مع مر الزمن.

 

ابن سبأ الصفافي الأصل اليهودي، أظهر الإسلام في زمن عثمان، فمضى بين الأقطار، استغل جهازه الإعلامي، متراميا بين الحجاز والبصرة والكوفة، ثم ذهب إلى الشام، فلم يستجب له أحد، فنزل أرض مصر، فبث سمومه، وأوغر في النفوس، وقلب الصفوف.

 

(قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) بدأ بالكذب، ونشر السموم، وقلب الناس على عثمان -رضي الله عنه- وعلى تقديس علي -رضي الله عنهما-، فوقعت الفتنة التي لا تخفى.

 

(قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) عندما تقلب أوراق التاريخ ترى بعين البصيرة، أثر أهل التخاذل، وبث روح الهزيمة في أوساطنا الداخلية؛ إنها الكلمة على أي منبر أعلنت، على إعلامنا المرئي أو المسموع، أو المقروء.

 

ماذا قال عبد الله بن سلول؟ تأمل أسلوب التهديد في زمن من؟ وبين من؟ والوحي يتنزل من السماء، قام عبر وسائله، قائلا: (لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ)[المنافقون: 8].

 

هذه كلمات المتخاذلين والمخذلين: (لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ)[التوبة: 81].

 

(إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) [الأعراف: 82].

 

فرد الله عليهم، وعلى أمثالهم في كل زمن وعصر: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ)[المنافقون: 8].

 

(قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) ماذا قال المنافق قبل كل هذا؟

 

تأملوا -عباد الله-: الواقع التي تمر به الأمة اليوم، حتى ندرك أن هناك طوائف من بني جلدتنا، يأكلوننا ويشاربوننا، ويخرجون بزينا، ولكنهم بين دفتي الحقيقة ينطبق فيهم: (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ).

 

ماذا قال من عبارة التخذيل وتخذيل الأمة عن الخير؟ (لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا)[المنافقون: 7].

 

فجاء الجواب من عند الله: (وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ)[المنافقون: 7].

 

لئن تخاذلت أمة عن أمة، لئن تخاذل القوي عن الضعيف، ولئن تخاذلنا عن نصرة المظلوم، ولئن تخاذلنا، ولئن تخاذلنا عن إغاثة المحتاجين والأرامل والمحتاجين، والمرشدين، لئن تخاذلنا يوم...، لئن منعت قنوات الإغاثة والتواصل والخير في أي بلد، وأي مكان، فجاء الجواب من الله: (وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) [المنافقون: 7].

 

ليست هي خزائن الدول، ولا ثروات الشعوب، إنما هي خزائن علام الغيوب، يصرفها عمن يشاء، يهبها لمن يشاء، يعطيها من يشاء، يعز فيها من يشاء، ويذل فيها من يشاء.

 

هو سبحانه بيده الخير، كم من عزيز قوم ذل، وكم من قوي ضعف، وكم من بلدة ومدينة ودولة كانت قوية يستعصم بها الفقراء، ويستقوي بها المستضعفون، فبدل الله -جل وعلا- أحوالها، وقلب الله ميزانها.

 

(قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) إنهم بطانة السوء التي تصد عن كل شيء من الخير، إنها التي تصدر الضلال والإضلال؛ تنشر الرذيلة، وتشيع الفاحشة، وتروج للهرج.

 

إنهم بطانة الهلاك والإهلاك في كل زمان؛ عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما استخلف خليفة الا له بطانتان بطانة تامره بالخير، وتحضه عليه، وبطانة تامره بالشر وتحضه، فالمعصوم من عصمه الله"[رواه أحمد في المسند].

 

ففي عام 218 هـ ولي المعتصم الخلافة، وكانت أمه تركية، فماذا فعل المعتصم؟

 

اعتمد على الأتراك، جعلهم حراسه، وجعلهم أهل مناصبه، وجعلهم قمة دولته، أسندت إليهم المناصب في الدولة، فماذا فعل الأتراك بالمعتصم؟ وماذا كان منهم عليه؟

 

إن المناصب لما يحوزها فئة، وتصبح مليئة بالعنصرية، فقل: عليها السلام، في يوم من الأيام.

 

(قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) إن السقوط الذي أصبنا به اليوم في أمتنا الإسلامية؛ تجيب عنه امرأة تسطر تاريخا مليء بالصدق في عباراتها وكلمتها، سألت إحدى النساء في زمن بلاد الأندلس: ما الذي أصبنا به من هذا الانهدام؟ فقالت: "دخلنا الأندلس بشجاعة وفداء طريف بن مالك، وعزيمة طارق بن زياد، وإيمان موسى بن نصير، وطموح عبد الرحمن الغافقي، وبطولة السمح بن مالك الخولاني، وتجدد الإسلام فيها بنجدة ومتانة عقيدة يوسف بن تاشفين.

 

بقينا بالأندلس ما بقينا مع الله، وضاعت الأندلس؛ لما أضعنا طريق الله!.

 

إننا إن أردنا ملك هذه الأرض التي يورثها الله لمن يشاء من عباده، فليكن طريقنا مع الله، وليكن منهجنا مع الله، وليكن حالنا مع الله، بقينا في الأندلس بهمة عبد الرحمن الداخل الذي لما قدمت له الخمر تأملوا -عباد الله-: هذا المثل بقينا في الأندلس لما قدمت الخمر إلى عبد الرحمن الداخل، فقال: "ما الذي تقدمون لي؟" قالوا: "هذه الخمر" قال: "إنني محتاج إلى ما يزيد عقلي لا إلى ما ينقص عقلي": (وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا)[النساء: 27].

 

إن أهل المغريات والشهوات والملذات لا يفرحون إلا لما يشغلوننا بقنوات الدعارة، وقنوات المجون، وتسويق البذاءة، وإسقاط شبابنا، وإسقاط ديننا، لما تنهزم المرأة، ويضل الأب، وتنحرف الأم، ويضيع التعليم، ويضيع التوجيه، وتحبس الدعوة، وتمنع أنشطة الخير، فقل: على الأمة السلام!.

 

(قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) الكلمة اليوم إن كانت في السموم معمورة، فماذا تنتظرون؟ ماذا ننتظر؟

 

إن العقائد والأفكار والمناهج، والطرق المستوردة؛ تنخر الأمة، فبدل أن تنشغل الأمة ببناء الرموز، وصناعة القادة، وغرس الثقة بالعلماء والدعاة، والأمراء، وصناعة جيل قادر مليء بالإبداع، إن رأيت أمة تنشغل بإسقاط رموزها، فقل على الأمة السلام!.

 

يوم أن يتجه الإعلام المأجور، والكتاب المستأجرون، لكي يسقطون رموز الأمة، فقل على الأمة السلام.

 

يوم أن يصبح الخراصون هم الذين يملكون منبر توجيه الأمة، فقل على الأمة السلام!.

 

بماذا وصفهم ربنا -تعالى- المعوقين؟

 

وصفهم بقوله: (لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ)[المنافقون: 5].

 

الذين لووا رؤوسهم عن نتاج العلماء والأمراء، الذين لووا رؤوسهم ولم ينظروا بعين الحقيقة على أثر التوحيد في هذه البلاد، الذين لووا رؤوسهم وما رؤوا أثر خيراتها وتعليمها وبركاتها، ماذا يا ترى نقول لهم؟

 

إن الذين لا يعرفون إلا نشر الرذيلة، وتصيد الأخطاء، ينطبق فيهم قول القائل:

 

وعين الرضا عن كل عين كليلة *** ولكن عين السخط تبدي المساوئ

 

(قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) إن الذي يتجه إلى الرذيلة فرقتهم الأموال، وأدارت فكرهم الدنيا.

 

الدنيا المسعورة التي تفعل الأفاعيل، ما رأينا -عباد الله- من يعالج قضايا المساجد!.

 

ما رأينا يعالج قضايا قلة المصلين!.

 

ما رأينا مشكلة المسكرات!.

 

الابتزاز الذي أصبح مسعورا اليوم عبر قنوات التواصل!.

 

ماذا نقول للرذيلة التي بدأت تغمر جيلا لم يبلغ السن والعقل والإدراك؟!

 

ماذا نقول لمن يعالج قضايا هي من أبسط قضايانا، ولكنها أصابتنا بالفرقة والخلاف؟!
 

(قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) بكلماتهم وعباراتهم.

 

أيها المسلمون: ماذا قال ربنا -تعالى- مبينا لنا هؤلاء الناس: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ)[المنافقون: 4].

 

اكتشفهم قبل أن تسقط في شباكهم يوما، قبل ما تجد ما تكفي به بنتك، أو تضم به ولدك.

 

ولعلك أن تنظر بنظرة إلى واقع الهرج والقتل والتشريد؛ لما يمر بإخواننا في سوريا والعراق، وفي مصر وفي فلسطين، وما ترى الواقع الأليم اليوم في اليمن.

 

(قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) إن أمتنا اليوم بحاجة إلى التماسك والتعاطف.

 

إن صفنا اليوم المسلم ينبغي أن يكثر فيه المثبتون لا المثبطون.

 

إن الصف المسلم اليوم ينبغي أن يكثر فيه من يجمع الكلمة، لا يفرق الصفوف: "لتسوون صفوفكم، أو لخالفن الله بين قلوبكم".

 

معاشر المسلمين: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)[آل عمران: 103].

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله ولي النعمة، يعز من يشاء، ويذل من يشاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير.

 

قال الله -تعالى-: (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا * أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)[الأحزاب: 18-19].

 

قال الإمام القرطبي -عليه رحمة الله-: (أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ) أي بخلاء عليكم بالحفر في الخندق والنفقة في سبيل الله –تعالى-".

 

هذا هو حالهم ينتظرون النجاح حتى يقطفونه، ولكن يوم أن تكون الأمة في أزمتها تدنى الركب عند العلماء، ويأخذ الرأي من الحكماء، يوم أن تكون الأمة في بساط التنكيل والتعليم ينتظر الرأي من أهل الرأي، ولكن يوم أن يأتي الأمن ويذهب الخوف؛ ينقلب القوم على من أعانهم، إنه العقوق للأوفياء، أنه العقوق للأمراء والعلماء والحكماء: (بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ).

 

يقول القرطبي -رحمه الله-: "أي بالغوا في مخاصمتكم والاحتجاج عليكم".

 

وقال آخر: "أذوكم بالكلام الشديد".

 

يا الله ما أعظم كلامك الذي غفلنا عنه، فلا قنوات إخبار، ولا أخبار، ولا تحاليل ولا محللين.

 

القرآن الذي هجرناه كشف لنا حقيقتهم، كشف لنا واردهم وموردهم، كشف لنا سرياتهم وعلانيتهم.

 

(قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) (أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ) شعارهم، هم: (لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ).

 

معاشر من آمن: استدركوا حياتكم قبل الرحيل، وعقولكم قبل أن تسافر، وأفكاركم قبل أن تستعمر، وألسنتكم قبل أن تستأجر، وأقلامكم قبل أن يكون الحبر من غيركم.

 

أيها المسلمون: (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) ما أعظم الرسائل التي تهدم الأمة، وتبث السموم بين قلوب أهلها.

 

إنها نصيحة أخيرة: لقد أصبحت الأجهزة الحديث عبر تويتر والواتسآب، وغيرها، يتناقل الناس كلمات وأقوال، ورسائل ومنشورات؛ تهدم بناء الأمة لا تعمرها، وتقتل الأخوة، لا صفائها وثباتها.

 

فالحذر الحذر لا تنقل ما لا تعلم، ما لم تستوثق قوله لا تنشره، وما لم تعلم مصدره، والقول ما قال: "حدثنا" فإياك أن تنقله.

 

الحذر ثم الحذر -معاشر المسلمين-: من خلافات وشجارات، وقت بين الأسر والأخوة والأصفياء والأقارب والأرحام، كلها خرص في خرص، وإفك في إفك، وتدنيس للفضيلة، ونشر للرذيلة، كل رسالة ترسلها محاسبك ربك يوم تبلى فيه السرائر، وكل كلمة تقولها وتكتبها محاسب في يوم: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)[الصافات: 24].

 

هذه إشارات الذي بلبه يدركها، والعاقل بفطنته يفقها، واللبيب بأمرها يعرفها.

 

إن رأيت فيها الثبات والخير فاسعَ إلى غراسها، ونشر كرمها، وقطف ثمارها، وإن رأيت فيها العيب فسد الخلل، وانصف الكلام بمنصاف الخير، لا منصاف الشر.

 

اللهم انصر الإسلام والمسلمين...

 

 

 

 

المرفقات
إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات