جنة الدنيا

حسين بن شامر القحطاني

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات: أحوال القلوب
عناصر الخطبة
1/ الرضا أعظم أبواب السعادة 2/ من هو الراضي بالله وعن الله؟! 3/ عاقبة عدم الرضا 4/ كيف يتحقق الرضا؟! 5/ نماذج من رضا السلف 6/ نصيحة للطلاب وأولياء الأمور في الامتحانات

اقتباس

أعظم أبواب السعادة، وهو مستراح العابدين وجنة الدنيا، من لم يدخلْ عالمه في الدنيا لم يتذوقْ طعمه في الآخرة، وهو أعظمُ أعمال القلوب كلِها، إنه الرضا بالله -تبارك وتعالى- إنه قمةُ الإيمان وحلاوته، يقول -عليه الصلاة والسلام-: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً". أخرجه مسلم.

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله القاهر فوق عباده عزاً وسلطانًا، القادر على مراده فما اتخذ صاحبة ولا أعوانًا، قسَم خلقه شمائل وأيمانًا، أحمده على ما عمنا من فضله وأولانا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له توحيداً وإيمانًا، شهادة تكون لشاهدها عزًا وأمانًا، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله دعا إلى التوحيد سراً وإعلانًا، فهدى الله به صُماً وعُميانًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين كانوا على الحق أنصاراً وأعوانًا.   

 

أما بعد:

 

فيا أيها الناس: اتقوا الله تعالى واشكروه وأطيعوه واستغفروه: (فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ).

 

عنوان هذه الخطبة (جنةُ الدنيا).

 

أيها الموحدون: إن الأمة في هذا العصر الذي تموج فيه الفتن وتتنوع فيه المحن وتتصارع فيه الشرور لهي أحوج ما تكون إلى قوة التمسك بعرى الإيمان، وهي بحاجة إلى أن ترى حقيقة تقواها وإيمانها على أرض الواقع لتلامس حقيقة التوحيد، فهذا نهاية المطاف وغايةُ المقصد، وهذه جمعتي الثالثةُ في الحديث عن الإيمان الذي نحن بحاجة إليه أكثر من الطعام والشراب حتى تعود الأمة إلى بساط الريادة والسيادة، وحديثي اليوم من أعظم أبواب السعادة، وهو مستراح  العابدين وجنة الدنيا، من لم يدخلْ عالمه في الدنيا لم يتذوقْ طعمه في الآخرة، وهو أعظمُ أعمال القلوب كلِها، إنه الرضا بالله -تبارك وتعالى- إنه قمةُ الإيمان وحلاوته، يقول -عليه الصلاة والسلام-: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً". أخرجه مسلم.

 

وقد أرشدنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن نقول صباحاً ومساءً: "رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً"، فقال: "ما من عبدٍ مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي ثلاثَ مرات: رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ -صلى الله عليه وسلم- نبياً إلا كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامه". أخرجه أحمد.

 

فهنيئاً لك، إذا قلت هذه الكلمات كان حقاً على الله أن يرضيك، وقال -عليه الصلاة والسلام-: "يا أبا سعيد: من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ نبياً وجبت له الجنة". أخرجه مسلم. ومن قالها أيضاً كما في صحيح مسلم غفر الله له ذنبه.

 

فتأمل -يا عبد الله- عظيم الجزاء والأجر الذي يحصل عليه المسلم إذا قال هذه الكلمات الثلاث، لكن هل هذا الأجر العظيم للذي يقول هذا الكلام بلسانه أم بأفعاله؟! أنت تقول هذا الذكر ثلاث مرات صباحاً ومساءً، فهل رضيت بالله رباً أم مجرد مقولةٍ على طرف اللسان؟! من رضي بالله رباً وجبت له الجنة.

 

من هو الراضي منا بالله وعن الله؟! هل رضيت بقضاء الله وقدره في كل حال؟! هل رضيت إذا أعطاك أو منعك؟! هل رضيت بالمرض كما ترضى بالصحة والعافية؟! هل ترضى بالفقر كما ترضى بالغنى؟! إن هذا الرضا يحتاج إلى برهان، إلى عمل وتطبيق، كثيرٌ من المسلمين اليوم في حالٍ يلفت النظر ويحيرُ العقل، أقبلوا على الدنيا بكل قلوبهم، تسابقوا على زخارفها وجعلوا المالَ أكبرَ همّهم ومبلغ علمهم، بل بعضهم لا يبالي هل مكسبه من حرام أو حلال لأنه لم يرض بالله رباً وبالإسلام ديناً.

 

ما أصاب المسلمين من قسوة في قلوبهم وبعدٍ عن ربهم وتفرِقٍ وشتاتٍ إلا بعدم الرضا عن الله، مَن منّا اليوم قانعٌ وراضٍ بما أعطاه الله؟! إلى متى والواحد منا يلهثُ وراء الدنيا غير راض عن ربه يظن السعادة في المالِ والمراكب والقصور والمناصب!!

 

خُذِ القناعةَ من دنياك وارض بها *** واجعل نصيبك منها راحةَ البـدنِ

وانظرْ لمن ملكَ الدنيا بأجمعـها *** هل راح منها بغير القطن والكفنِ

 

هل رأيتم تاجراً أو وزيراً أو ملكاً دخل القبر بماله ومناصبه ومراكبه!! أما لنا فيمن غبر معتبر؟! الإسْكَنْدر المقدوني حكم نصفَ الكرة الأرضية وحكمها اثنتي عشرة سنةً لما كان على سرير الموت أوصى بثلاث وصايا، قال لأحد حاشيته الخاصين: وصيتي الأولى: ألا يحمل نعشي إلا الأطباء، والثانية: أن ينثر على طريقي من مكان موتي إلى قبري الذهب والفضة وكل ما جمعته طيلةَ حياتي، والثالثة: حين ترفعونني على النعش أخرجوا يدَي من الكفن واجعلوها معلقة للخارج وهما مفتوحتان، فاستغرب القائد من وصاياه ثم قال: يا سيدي: سأنفذ وصاياك دون إخلال، لكن أخبرني ما السر في هذه الوصايا!! فأخذ الملك نفساً عميقاً ثم قال: الوصيةُ الأولى: أردت أن يعرف الناسُ أن الموتَ إذا حَضَر فلن يرده أحد حتى الأطباء الذين نسعى إليهم إذا أصابنا المكروه، والثانية: حتى يعلم الناس أن كل وقت قضيناه في جمع المال ليس إلا هباءً منثوراً، لن نأخذ معنا منه شيئاً وسيذهب لمن بعدنا، والثالثة: ليعلم الناسُ أننا قدمنا إلى هذه الدنيا لا نملك شيئاً، فارغي الأيدي، وسنخرج منها فارغي الأيدي.

 

وأصدق من ذلك قولُه -تبارك وتعالى-: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ).

 

أيها الموحدون: إن سعادة المرء الحقيقية في الرضا بالله وعن الله، أن ترضى بالله رباً وأن ترضى عن الله مدبرًا، وهذا علاج القلب والأرق والنكد والاكتئاب، لما سئل الحسن -رحمه الله- عن سبب ما عليه الخلق فقال: من قلة الرضا عن الله. قيل: وما سبب قلة الرضا عن الله؟! قال: من قلة المعرفة بالله.

 

والرضا أن يسكنَ قلبُك إلى اختيار الله في الخير والشر، وإذا رضيت بربك حَكماً ومدبراً كانت النتيجة (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً)، يقول لقمان لابنه: أوصيك بخصال تقربك من الله وتباعدك من سخطه: أن تعبد الله لا تُشرك به شيئاً، وأن ترضى بالله فيما أحببت وكرهت.

 

وتعالوا -أيها الموحدون- نتجول في عالم وحياة الراضين بالله ليتبين حالُنا مع حالهم، إبراهيم -عليه السلام- تأملوا قصته وتدبروها بقلوبكم؛ جلس يدعو ربه أن يهب له غلاماً فبشره الله بغلام حليم، وكان عمر إبراهيم ستة وثمانين عاماً، فوهبه الله إسماعيل، فَكَبُر إسماعيل وشب وصار يسعى كما يسعى أبوه وأحبه إبراهيم حباً شديداً، وتعلّق به فرأى إبراهيمُ في المنام رؤيا يأمره ربُه أن يذبح وَلَدَه، يا لله العجب، بعد انتظار طويل لقدوم الغلام يأمره الملك العلام بذبح ولده: (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ)، يذبح ولده فلذة كبده من أجل أن يرضي ربه، البعض ما يستطيع أن يطلق لحيته ويقصر ثوبه ويهجر الأغاني والدخان ثم يقول: رضيت بالله رباً، يا بني: (إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى)، (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ)، إنه الرضا والاستسلام لأمر الله -عز وجل-.

 

وهذا رسولنا -عليه الصلاة والسلام- يدخل عليه عمر وقد رأى الحصير قد أثَّر على جسدِه وتحت رأسه وسادة من جلد، وعند رأسه جلد معلق، فبكى عمر فقال: ما يبكيك يا عمر؟! فقال: كسرى وقيصر فيما هم فيه وأنت على حصير!! فقال له -عليه الصلاة والسلام-: "أما ترضى أن تكون لهم في الدنيا ولنا في الآخرة". كل حياته رضا وتسليم.

 

وهذا عمران بن حصين -رضي الله عنه- استسقى بطنه فبقي نائمًا على ظهره طريح الفراش ثلاثين سنة لا يقوم ولا يقعد، حفروا له في سريره -وكان من جريد النخل- حفروا له فتحةً لقضاء حاجته، فدخل عليه مطرِّف بن الشخير فجعل يبكي لما يراه من حاله، فقال له عمران: لم تبكي؟! قال: لأني أراك على هذه الحالة العظيمة، قال: لا تبكِ فإنَّ أحبه إلى الله تعالى أحبُه إليَّ، ثم قال: أحدثك حديثاً لعل الله أن ينفع به، واكتم عني حتى أموت، إن الملائكةَ تزورني فآنَسُ بها وتسلِّمُ عليَّ، فأعلمُ بذلك أن هذا ليس بعقوبة بل هو نعمةٌ جسيمة. هكذا فهموا معنى الإيمان والرضا بالرحيم الرحمن. يقولون: رضينا بالله صدقاً وحقاً.

 

قال سفيان الثوري يوماً عند العابدة رابعة العدوية: اللهم ارض عنا، فقالت: أما تستحي أن تسأله الرضا عنك وأنت غيرُ راضٍ عنه!! كم واحد منا غيرُ راضٍ عن الله ولو قال بلسانه ألف مرة: رضيت بالله رباً!! فقال: أستغفر الله. فقال لها أحدُ الجلوس: متى يكون العبد راضياً عن  الله؟! اسمع -يا عبد الله- حقيقة الرضا بالله ثم احكم على نفسك، فقالت: إذا كان سرورُه بالمصيبةِ مثل سروره بالنعمةِ.

 

واسمعوا لعروة -رضي الله عنه- وهو يطبق هذه المقولة، قُتِل ولدُه ولما أراد دفنه أصابتْه الأكلةُ فَقُطِعتْ رجلُه، وكل ذلك في نفس اليوم، فجاء الناس يعزونه ولا يدرون هل يعزونه في ولده أم في رجلهِ فقال: اللهم لك الحمد على ما أعطيت، ولك الحمد على ما أبقيت، أشهدكم أني راضٍ عن ربي، ثم قال:

 

لعمـرك ما أهويت كفي لريبة *** ولا حملتني نحو فاحشة رجلي

ولا قادني سمعي ولا بصري لها *** ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي

وأعلـم أني لم تصـبني مصيبة *** من الله إلا قد أصابت فتى قبلي

 

هؤلاء الذين عرفوا ربهم ورضوا به رباً، فاللهم رضِّنا وارض عنا يا رب العالمين.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

 

وبعد:

 

فيا أيها الموحدون: "سأل موسى ربه عن ست خصال: قال: يا رب: أيُ عبادك أتقى؟! قال: الذي يذكرُ ولا ينسى، قال: فأي عبادك أهدى؟! قال: الذي يتبع الهدى، قال: أي عبادك أحكم؟! قال: الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه، قال: فأي عبادك أعلم؟! قال: عالمٌ لا يشبع من العلم يجمعُ علم الناس إلى علمه، قال: فأي عبادك أعز؟! قال: الذي إذا قَدَرَ غفر، قال: فأي عبادك أغنى؟! قال: الذي يرضى بما يُؤْتى". صححه الألباني.

 

فالغنى الحقيقي والسعادة الحقيقية وجنة الدنيا أن ترضى عن الله، وترضى به ربًا، وأن تسلِّمَ أمرك له، إن أعطاك ترضى، وإن حَرَمك فترضى ولا تشكو بثك ولا حزنك إلا لله، ولا تتسخط ولا تتبرم من قضاء الله، وأن ترضى بما جاء به رسولك -صلى الله عليه وسلم-، وأن تعمل وترضى بالإسلام ديناً، فتأتمر بأوامره وتجتنب نواهيه، فهذا هو الرضا، ولا يَبْلُغُ العبدُ مقام الرضا إلا بأربعةِ أصول فيقول: إن أعطيتني قبلت، وإن منعتني رضيت، وإن تركتني عبدت، وإن دعوتني أجبت. فكل ما يجرى في حياتك إنما يجري بأمر الله، فارض بما قدَّره الله لك ولا تجزعْ على الدنيا، وارض بالقليل واصبرْ على قدر الله فكلُّه خيرٌ، ولا تشكو من يرحمُ إلى من لا يرحم، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا مرض العبدُ بعث اللهُ إليه ملكين فقال: انظروا ما يقول لعوَّاده؟! فإنْ هو إذا جاؤوه حمد الله وأثنى عليه رفعا ذلك إلى اللهِ وهو أعلم، فيقول سبحانه: لعبدي عليَّ إنْ توفيتُه أن أدْخلَه الجنة، وإن أنا شفيتُه أن أُبدِلَه لحماً خيراً من لحمِه، ودماً خيراً من دمه، وأنْ أكفّر عنه سيئاته". رواه مالك وصححه الألباني.

 

فكن راضياً -يا عبد الله- وقانعاً بما آتاك الله، وكُنْ مُحَققاً لهذا الركنِ العظيم، وقلْ بقلبك وجوارحك: رضيتُ بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ نبياً.

 

أيها الموحدون: غداً -بإذن الله- سيستقبل الطلاب والطالبات الاختبارات، فنسأل الله أن يوفقهم وأن ييسر أمورهم وأن يحققوا الدرجات العالية في الدنيا والآخرة.

 

وهذه الأيام أيام عصيبة على الجميع، لذا ندعو الطلاب إلى الحرص على الاجتهاد والبعد عن أصحاب السوء، وأن يحرص كل أبٍ على مراقبة أبنائه وبناته في هذه الأيام حتى ولو أخذ إجازة اضطرارية للذهاب بأبنائه وبناته إلى المدارس ومن ثم العودة بهم.

 

وعلى الجميع أن يحترم العلم والكتب المدرسية وألاَّ يلقيها في الطرقات لما تحتوي عليه من آيات وأحاديث. نسأل الله -عز وجل- أن يتمم للجميع بكل خير، وأن يحفظ أبناءنا وبناتنا من كل شر، ومن أراد بهم سوءاً أو مكراً أو قيادتهم إلى المخدرات والشمة والدخان، نسأل الله أن يرد كيده في نحره إنه على كل شي قدير.

 

وصلوا وسلموا على معلم الإنسانية وهادي البشرية محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- ما هلل المهللون وكبر المكبرون، وعلى آله وصحابته الطيبين.

 

اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم ارحم موتى المسلمين واشف مرضاهم وعاف مبتلاهم.

 

اللهم رضِّنا بقضائك، وبارك لنا في عطائك، ولا تكشف عنا غطاءك يا رب العالمين.

 

اللهم عليك بأعداء الدين من الكفرة والمنافقين يا قوي يا عزيز، اللهم وأهلك بشار وأعوانه، وشل أركانه يا رب العالمين، اللهم وانصر إخواننا في سوريا واربط على قلوبهم وثبت أقدامهم وانصرهم على القوم الكافرين.

 

اللهم ولّ على مصر خيارهم، اللهم أصلح أحوال الراعي والرعية وأحوال الأمة الإسلامية، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

 

 

 

المرفقات

الدنيا

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات