حقيقة الإسلام

محمد بن سعيد بافيل

2022-10-10 - 1444/03/14
عناصر الخطبة
1/أهمية الطاعة الله ولرسوله صلى الله عليه وسلم 2/مستلزمات الطاعة لله ولرسوله 3/ قصص رائعة في امتثال الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم 4/حقيقة الإسلام الاستسلام

اقتباس

حقيقة الإسلام إذعان وانقياد تام، وخضوع كامل؛ لأحكام الله وشرعه، في عباداتنا، ومكاسبنا، ولباسنا، وزينتنا، وسياستنا، وإعلامنا، ووعدونا، وموثقينا، وكل أحوالنا وأعمالنا. حال المؤمن الصادق والمؤمنة الصادقة، ومقالهما: لن أرض إلا بحكم الله، ولن أنظر إلا لما أذن الله النظر إليه، ولن أستمع إلا ما أذن الله باستماعه، ولن أكسب إلا ما أباح الله كسبه، ولن ....

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله الأول والآخر الظاهر الباطن، أحمده سبحانه واستغفره، وأتوب إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو حي دائم لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير.

وأشهد أن سيدنا ونبينا عبده ورسوله، الهادي إلى أقوم سبيل، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجه، واقتفى أثره إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

 

فاتقوا الله -عباد الله- فتقوى الله -تعالى- خير نسب، والعمل بها خير مكتسب: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)[التوبة: 119].

 

أيها المسلمون: طاعة الله -تعالى- وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ينبغي أن تكون في حس الإنسان المسلم وحياته، واقعا مقررا، لا يمكن تركه، ولا المحيد عنه بحال من الأحوال؛ لأن طاعة الله -تعالى- وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- أوضح دليل على صحة الإيمان: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) [الأحزاب: 36].

 

هذه الطاعة هي العلامة الصادقة على الإيمان، وهي الفيصل والفارق بين أهل الإيمان والنفاق، ولقد حفل التاريخ بأمثلة عظيمة للمستجيبين لربهم المطيعين لأمر الله -تعالى-، وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

 

وإذا جاء الأمر من الله كان لابد ولزاما بالتنفيذ والامتثال، قال أبو بكر -رضي الله عنه- صديق هذه الأمة: "لست تاركا شيئا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعمل به إلا عملت به، فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ".

 

وهذا حبر الأمة عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - كان يقول لبعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتقولون قال أبو بكر وعمر".

 

وما قصة هذه المقالة؟ كان عبد الله بن عباس يحذر فئة من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يحذرهم الحجارة المسومة تنزل عليهم من السماء لماذا؟ لأن بعضهم كان يقدم قول الشيخيين خليفتي رسول الله: أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- على قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

 

ونبينا -عليه الصلاة والسلام- في غزوة الخندق بينما القوم في كرب شديد، إذ هو يبشر أصحابه بالجنة لمن يأتيه بخبر القوم والشدة، والخوف والجوع والحصار والبرد يحيط بالصحابة الكرام -رضي الله عنهم- فلم يقم أحد، فقال عليه الصلاة والسلام: "قم يا حذيفة وأتنا بخبر القوم، ولا تذعرهم علي".

 

قال حذيفة -رضي الله عنه-: فلم أجد بد إذ دعاني باسمي أن أقوم" فقام يمشي، ومن كرامة الله له أن أصبح وكأنه يمشي في حمام دافئ من شدة البرد، كان القوم يشعرون بشدة البرد في تلك الليلة فأنزل عليه دفئا شديدا بطاعته لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

 

وصل إلى معسكر القوم، وجلس إليهم، ودنا من زعيمهم أبي سفيان، قال حذيفة: "فوضعت سهم في كبد قوسي لأرميه، ولو رميته لأصبته، لكني تذكرت قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لي: "ولا تذعرهم علي" ونهيه، فأرجعت سهمي في كنانتي، طاعة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وانقيادا لأمره" إذا قال له: "اذهب فأتني بخبر القوم، ولا تذعرهم علي".

 

عباد الله: لقد أدمن العرب على الخمر، واعتادوها ودرجوا عليها أجيالا بعد أجيال، يشربونها، ويتكسبون بها، ويتعاطونها، تجري في دمائهم كما يجري الدم في عروقهم، ثم جاء الأمر من السماء جاء الأمر إليهم: (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[المائدة: 90].

 

فما حالهم بعد هذا؟ يقول أنس -رضي الله عنه-: "أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مناديا ينادي: ألا إن الخمر قد حرمت" فقال لي أبو طلحة: اخرج فانظر ما هذا الصوت؟ فخرجت فقلت: "هذا منادي ينادي: إلا إن الخمر قد حرمت" فقال لي: اذهب فأهرقها، قال أنس: "فجرت في سكك المدينة" [رواه البخاري ومسلم].

 

وفي رواية لمسلم قال: "قم يا أنس فأرق هذه القلال" قال: "فما راجعوها ولا سألوا عنها بعد الخبر".

 

انقياد كامل، واستسلام عاجل لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فما راجعوها، ولا سألوا عنها بعد خبر الرجل، لم يطلبوا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مهلة ولا استثناء، حتى يصرفوا ما عندهم، ويضمنوا رؤوس أموالهم، لقد كسرت تلك العبوات، وشقت الأوعية، وسكبت في الشوارع؛ إنفاذا لأمر نبينا -صلى الله عليه وسلم-.

 

عباد الله: لقد كان مجتمع الصحابة -رضي الله عنهم- مجتمعا صادقا، مستسلما مذعنا، منضبطا على مستوى الذكور والإناث، والصغار والكبار، والسادة والعبيد، والراعي والراعية، والغني والفقير.

 

لم يكن تنفيذ تعاليم الشرع وأحكام الجبار -تعالى- خاصة بفئة الفقراء، أو بطبقة يستثنى منها أقوام، تقول أم سلمة -رضي الله عنها-: "لما نزلت آية: (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ)[الأحزاب: 59] خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية" [رواه أبو داوود].

 

وروى البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) شققن مروطهن فاختمرن بها".

 

وتصور -رضي الله عنها- المشهد في رجال هؤلاء النسوة، فتقول: "لقد أنزلت سورة النور: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل فيها، ما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها، فأصبحن يصلين الصبح متعجرات كأن على رؤوسهن الغربان".

 

هكذا صحة التوحيد، واستقامة الدين، وصدق الإيمان، وخالص المحبة، كم سمعنا رجالا ونساء عن حكم حجاب المرأة فكيف كانت الاستجابة؟

 

أيها المسلمون: لقد كان هذا التنفيذ العجيب لصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأوامر الشرع فرديا وجماعيا، بل كان هذا التنفيذ يدل على فقه عظيم، ونضج تام، ومنزلة عالية عند ملك الملوك.

 

انظر إلى سرعة استجابتهم - رضي الله عنهم - وهم يصلون مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد رأوه خلع نعليه في صلاته، فخلعوا نعليهم، فلما انصرف، قال عليه الصلاة والسلام: "لما خلعتم نعالكم؟" قالوا: يا رسول الله، رأيناك خلعت فخلعنا.

 

إنهم عباد صادقون، يملكون حبا صادقا، وإيمانا راسخا، في المهج، وإذعانا لا يقبل شكا، ولا ترددا ولا ارتيابا، بل بمجرد أن خلع النبي -صلى الله عليه وسلم- نعليه خلعوا نعالهم، الأمر عندهم لا يحتمل تأخيرا ولا تفكيرا، ولا ترددا ولا ارتيادا.

 

قال عليه الصلاة والسلام: "إنه أتاني جبريل -عليه السلام- وأخبرني أن بهما خبث".

 

أيها الأحبة: وتأتي غزوة أحد لتخلف حوالي 70 شهيدا من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورضي الله عنهم أجمعين- ومن لم يقتل، جرح جراحات عظيمة، وأصاب المسلمين كرب عظيم، وتبين للمشركين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر لم يقتلوا بحسب ما كانوا يظنون، فخشي الصحابة أن يرجع الكفار، وأن يستديروا لاستئصالهم، لكن الأمر من النبي -صلى الله عليه وسلم- صدر بالخروج من ميدان المعركة إلى حمراء الأسد، وعدم الرجوع إلى المدينة، والصحابة -رضي الله عنهم- تعلوهم جراحات أليمة، إنهاك وتعب شديد من آثار المعركة.

 

لم يطلبوا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تخفيفا ولا تأخيرا، إنما صدر الأمر النبوي فسارعوا ونفذوا وامتثلوا دون تخاذل ولا اعتراض قوله جل جلاله: (الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)[آل عمران: 172-174].

 

في مشهد آخر يشهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو جالس بين أصحابه رجلا يلبس خاتم من ذهب، ولا يدري ذلك الرجل أنه قد نزل التحريم بلبس الذهب على الرجال، فلما رائه النبي - صلى الله عليه وسلم- نزعه من يده وطرحه، وقال: "يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده" فقيل للرجل بعدما ذهب النبي -صلى الله عليه وسلم-: "خذ خاتمك وانتفع به" بعه واستفد من ثمنه، فقال: "لا والله لا أخذه أبدا وقد طرحه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".

 

لقد كان بمقدوره أن يأخذ هذا الخاتم ويبيعه وينتفع بثمنه؛ لكنه رضي الله عنه أبى أن يأخذ ما طرحه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

 

هذا حال القوم، هذا غيض من فيض من حال قوم يتبعون الأوامر، ولا يسألون: لماذا؟ وكيف؟ ولما؟

 

ينفذون الواجب والمستحب والمندوب، وأي شيء يصدر عن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يسارعون إلى تنفيذه، ولا يسألون عن درجته، دون تردد، ولا نفاق، ولا نقاش، ولذا نالوا ما نالوا من رضوان الكريم، ومنازل الصادقين.

 

اللهم اجعلنا لشرعك وقافين، عند حدودك رجاعين، اللهم اجعلنا لك ولنبيك مطيعين يارب العالمين.

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدى سنة نبيه الكريم.

 

أستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه، وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه.

 

أما بعد:

 

فيا أيها المسلمون: حقيقة الإسلام الاستسلام التام والانقياد الكامل والخضوع الصادق لأمر الله، ودينه وشرعه، وقوله وخبره.

 

المسلم الحق لا يتردد في امتثال أمر الله وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولو خالف هواه ورغبته، ولو عارض مصالحهم الدنيوية، ومطامعه المادية، وعاداته القبلية، يقولون: (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) [البقرة: 285].

 

الإسلام الحق أن نصدق ما جاء في كتاب ربنا، وما صح من حديث نبينا -صلى الله عليه وسلم-، لا نعارضه بعقولنا، ولا بأذواقنا، ولا بأهوائنا، ولا بسياساتنا، لا نرد شيئا من أخبار، أو حقائق ديننا؛ لنقدم عليه أقوال البشر، ونظرياتهم، واكتشافاتهم، وأنظمتهم.

 

وهل يصدق العبد في إيمانه وتوحيده حين لا يسلم لشيء من أخبار الوحي، ولا يصدق علومه، إلا إذا دلت عليه اكتشافات العلوم الحديثة، وأثبتته النظريات المعاصرة، كلا، والله إنه بذلك يقدم ويصدق كلام البشر، وأقوالهم على كلام الله -تعالى- ورسوله ووحيهما.

 

أيها الأخوة: التسليم لشرع الله -تعالى- ودينه لا يتفق مع عرض ثوابت الدين ومسلماته، وأحكامه للحوار، والاستفتاء والنقاش: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[النور: 63].

 

حقيقة الإسلام إذعان وانقياد تام، وخضوع كامل؛ لأحكام الله وشرعه، في عباداتنا، ومكاسبنا، ولباسنا، وزينتنا، وسياستنا، وإعلامنا، ووعدونا، وموثقينا، وكل أحوالنا وأعمالنا.

 

حال المؤمن الصادق والمؤمنة الصادقة، ومقالهما؛ لن أرض إلا بحكم الله، ولن أنظر إلا لما أذن الله النظر إليه، ولن أستمع إلا ما أذن الله باستماعه، ولن أكسب إلا ما أباح الله كسبه، ولن أرتدي إلا ما يرضي الله، ولن أقول إلا ما يحب الله، لن أوالي إلا من أذن الله بولايته، ولن أعادي إلا من أمر الله بمعاداته.

 

إننا نمتحن كما امتحن من قبلنا، ونبتلى بالأعداء القريبين والبعيدين، ونبتلى بالخوف أو الجوع، أو المرض أو الفقر، أو غيرها، ولا كاشف لتلك البلايا والمحن إلا بالثبات على الحق، والصبر على المحنة، والاستقامة على الشرع والمبادرة بتنفيذ أمر الله وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

 

وإن شياطين الإنس والجن يرجفون، ويمكرون عند الشدائد والمصائب، ليدفعوا المسلمين للتخلي عن الثوابت، والانحراف عن الجادة، والتجرد من القيم والمبادئ، ولا –والله- لا عز للأمة، ولا نجاة، ولا فلاح، إلا بالعودة الصادقة لدين الله، والاستجابة التامة لشرعه وحكمه: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا)[النساء:65].

 

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد بن عبد الله، اللهم ارض عن خلفائه الراشدين...

 

 

 

 

المرفقات

الإسلام

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات