حذر المؤمنين

ياسر الطريقي

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات: التربية
عناصر الخطبة
1/ الحذر مطلب مُلحٌّ في حياة المسلم 2/ الأمر الإلهي بالتيقظ والحذر من العدو 3/ طائفة من الآثام حذّر منها الشرع 3/ حذر المسلم من مخططات الأعداء والتغريبيين 4/ حذَرُ المؤمن الفطِن من نفسه والشيطان

اقتباس

التَيَقُّظُ والحَذَرُ, والتَحَفُّظُ والاحتِرازُ مِن كُلِّ مَا يَضُرُّ بالدينِ, والنَّفْسِ, والمجْتَمَعِ، مَطْلَبٌ مُلِحٌّ في حَياةِ المسلم, بَلْ صِفَةٌ مِن صِفَاتِ شَخْصِيَّتِهِ, وعَامِلٌ من عَوامِلِ الحِفَاظِ على هوِيَّتِهِ. ولا يَحِقُّ للمؤمنِ أنْ يَكونَ سَاذِجَاً لا يَدْرِي ما يُحَاكُ حَوْلَه؛ بَلْ المؤمنُ فَطِنٌ حَذِرٌ, لَيْسَ بِالْخِبِّ ولا الخِبُّ يَخْدَعُه. واللهُ -جَلَّ وعَلا- في كِتَابِه أَمَرَ...

 

 

 

 

إن الحمد لله, نحمده, ونستعينه, ونستغفره... وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبدُه ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

 

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَإِنَّ أَفْضَلَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ-صلى الله عليه وسلم-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، فاتقوا اللهَ -عباد الله- حقَّ تُقاه, فمن اتقى اللهَ وراقبَه وأطاعَهُ وقاه.

 

أيها المؤمنون: التَيَقُّظُ والحَذَرُ, والتَحَفُّظُ والاحتِرازُ مِن كُلِّ مَا يَضُرُّ بالدينِ, والنَّفْسِ, والمجْتَمَعِ، مَطْلَبٌ مُلِحٌّ في حَياةِ المسلم, بَلْ صِفَةٌ مِن صِفَاتِ شَخْصِيَّتِهِ, وعَامِلٌ من عَوامِلِ الحِفَاظِ على هوِيَّتِهِ. ولا يَحِقُّ للمؤمنِ أنْ يَكونَ سَاذِجَاً لا يَدْرِي ما يُحَاكُ حَوْلَه؛ بَلْ المؤمنُ فَطِنٌ حَذِرٌ, لَيْسَ بِالْخِبِّ ولا الخِبُّ يَخْدَعُه.

 

واللهُ -جَلَّ وعَلا- في كِتَابِه أَمَرَ بالتَّيَقُّظِ والتَّأَهُّبِ والحَذَرِ من العَدُوِّ, فَقَال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا) [النساء:71].

 

ويَدْخُلُ في هذا جَميعُ المَضَارِّ المُحْتَمَلَةِ من العدوِّ, فالحَذَرُ مَشْرُوعٌ لحمايةِ الدينِ وأَتْبَاعِه مِن كَيْدِ الأَعَدَاءِ الحَاقِدِين, وعُمَلائِهِم الخَائِنِين, ومن شرِّ الظالمين, وخطرِ المُفْسِدِين.

 

وَحَذَّرَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- من شُرِورٍ كَثِيرَة, أَعْظَمُهَا الشِّركُ, وذَرَائِعُهُ, فقال –كما -في الصحيحين- عن عائشةَ وابنِ عباسٍ -رضي الله عنهم-: "لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى! اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ".

 

ونَهَى عنْ [الغُلُوِّ في إطرائه], فقال كما في البخاري عن الفاروقِ: "لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ؛ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ".

 

وحَذَّرَ الشَّرَعُ مِنْ كُلِّ مَا يُدَنِّسُ طَهَارَةَ القَلْبِ وصَفَاءه, ونَقَاءَ العِرْضِ، ونَزَاهَتَه, كالنَّظَرِ إلى مَا حَرَّمَ اللهُ النَّظَرَ إِليه: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور:30].

 

والخَلْوَةِ بالمرأةِ الأَجْنَبِيَّةِ, كما في الصحيحين عن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ!"، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ الله، أَفَرَأَيْتَ الْحَمْو؟ قَالَ: "الْحَمْوُ الْمَوْتُ" أي: احْذَرَوهُ كما تَحْذَرُونَ الموت.

 

وكخُرُوجِ النساءِ, والتَّبَرُّجِ والسُّفُور: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) [الأحزاب:33].

 

(وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور:31].

 

وحَذَّرَ الشَّرْعُ مِنْ كُلِّ مَا يَشُقُّ الصَفَّ, ويُفَرِّقُ الأُمَّةَ والمُجْتَمع, فَأَمَرَ بالقَوْلِ الحَسَن: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) [الإسراء:53].

 

وجَعَلَ التَّقْوَى أَسَاسَ التَّفَاضُل: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات:13].

 

وحَذَّرَ مِن الغِيبةِ والنميمةِ والسُّخريةِ بالمسلمِ واحْتِقَارِه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [الحجرات:11]. 

 

ومِنْ سُوءِ الظَّنِ بالمسلمِ العَدْلِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [الحجرات:12].

 

ونَهَى عن التَّنَازُعِ: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال:46].

 

وحَذَّرَ الشرعُ من كُلِّ ما يُزَعْزِعُ الثَّبَاتَ, ويُخِلُّ بالاستِقَامةِ, فنَهَى عن مُخَالَطَةِ أَهْلِ الفُجُورِ: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [الأنعام:68].

 

ومن الرُّكُونِ إلى أَهْلِ الظُّلمِ: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) [هود:113].

 

ومِنْ مُدَاهَنَةِ أَهْلِ البَاطِل: (فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ * وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) [القلم:8-9].

 

وحَذَّرَ من التَنَازُلِ عن بَعْضِ الشَّرْعِ إِرْضَاءً لأَهْلِ الكُفْرِ: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ) [المائدة:49].

 

أيُّهَا المؤْمِنُ الفَطِن: لا يَتِمُّ الحَذَرُ إلا بالعِلْمِ بالمَحْذُور, والشّرُّ لا يُمْكِنُ دَفْعُهُ إلا بِمَعْرِفَتِهِ وأَهْلِهِ, ولله دَرُّ حُذَيفَةَ بْنِ اليمان؛ إذْ يَقولُ، كما في الصحيحين: "كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- عَنْ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي".

 

ومن هذا قولُ الشاعر:

عرفْتُ الشَّرَّ لا للشَّرِّ *** لكنْ لِتَوَقِّيهِ

وَمَنْ لمْ يعْرِفِ الشَّرَّ *** مِنَ الخيرِ يقعْ فيهِ

 

فَلا مَنَاصَ للمُؤمِنِ مِن مَعْرِفَةِ أَهْلِ الشِّرِ، والوقوفِ على مُخَطَّطَاتِهم؛ لِيَحْذَرْهَا, ويُحَذِّرَ مِنْهَا, ويَكُونَ على بَصِيْرَةٍ من أَمْرِه, وأن يُدْرِكَ كَيْدَ أَعْدَائِهِ وحَقِيقَتهم, حتى لا ينالوا منه على حين غِرَّة.

 

وتَأَمَّلْ ذَلِكُمُ المؤمن الحَذِر الذي اطّلع على مُخَطَّطَاتِ المفسدِين, وهُمْ يَأْتَمِرُونَ ويَتَشاوَرُونَ في قَتْلِ مُوسى, فَجَاءَ سَاعياً إليه مُحذراً: (وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) [القصص:20].

 

عبادَ الله: وفي المجتمعاتِ الإسلامية أَعْدَاءٌ للدينِ والهويَّة، يَسْعَونَ لِتَغْرِيبِ البلادِ, ونَشْرِ الفَسَادِ باسْمِ الحُرِّية, والمساواةِ بينَ الرجلِ والمرأة, وَقَدْ حَقَّقُوا بَعْضَ مَآرِبِهم في زَمَنٍ ضَعُفَ فِيهِ حَذَرُ المؤمنين, فَظَهَر في المجتمعِ السُّفُور, وخَالَطَ بعض النساءِ الرجال, في صُوُرٍ يَندى لها الجَبِين, مُخْجِلَة لَيْستْ من الدِّين, تُبْهِجُ المُنَافِقِين, فاحْذَرُوهُم؛ إِذْ قَال الله فِيهم: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) [المنافقون:4].

 

أقول هذا وأستغفر الله, فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدُ لله على إحسانِه, والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه, وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه, وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

 

أما بعد: أيها المؤْمِن الفَطِنْ: احْذَرْ  مِن مَعْصِيَةِ الله ومَخَالَفَةِ رَسُولِه: (لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور:63].

 

واحْذَرْ النَّفْسَ وخِدَاعَهَا: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) [يوسف:53].

 

واحْذَرْ اللسانَ وزَلَّاتِه: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق:18]. وفي الصحيحين عن أبي هريرة: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ".

 

واحْذَرْ الشُّبُهَات: "فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فقد اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ".

 

واحْذَر الشيطانَ ووسَاوِسَهُ، ومَدَاخِلَهُ, وخُطُواتِه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) [البقرة:168].

 

واحْذَرْ أصحابَ البِدَعِ والشهواتِ, ورُفَقَاءَ السُّوءِ، والبطَّالين, فالمرءُ على دينِ خَلِيلِه, والصاحِبُ سَاحِب, وبِصُحْبَةِ الأَخْيَارِ يَعْلُو المرءُ ويسمو, وبمخَالَطَةِ الفُجُّار يَسْفُلُ ويَخْبُو: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة:119].

 

وصلوا وسلموا عباد الله على محمد بن عبد الله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

اللهم ارْضَ عن الخلفاء الراشدين, وعن سائرِ أصحابِ نبيك أجمعين, وعنا معهم بفضلك وإحسانك  وجودك يا أرحمَ الراحمين...

 

اللهم أعز الإسلامَ والمسلمين... اللهم انصر عبادَك الموحدين في الشام وفي كل مكان, اللهم انصرهم نصراً مؤزراً على عدوك وعدوهم, اللهم ولِّ عليهم خيارهم, واكفهم شَرَّ أشراهم.

 

اللهم وأصلح إمامنا, وولي أمرنا, وارزقه البطانةَ الصالحة  التي تعينه على الحق, وتدله إليه.

 

اللهم آت نفوسنا تقوها, وزكها أنت خير من زكاها, أنت وليها ومولاها. اللهم ادفع عنا الغلاء, والوباء والربا والزنا, والزلازل والمحن, وسوء الفتن, ما ظهر منها وما بطن.

 

اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا كرباً إلا نفسته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا غائباً إلا رددته يا حي يا قيوم.

 

ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان, ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا, ربنا إنك رؤوف رحيم.

 

 

 

 

 

المرفقات

المؤمنين

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات