التحذير من الكبر وفضيلة التواضع

بهجت بن يحيى العمودي

2022-10-10 - 1444/03/14
عناصر الخطبة
1/ التحذير من الكبر لأنه لا ينبغي إلا لله 2/ إبليس أول المتكبرين 3/ الأمم منعها الكفر من تصديق الأنبياء 4/ عاقبة الكبر في الدنيا والآخرة 5/ معنى الكبر 6/ مظاهر الكبر 7/ تواضع النبي -صلى الله عليه وسلم-

اقتباس

والكبر محرّم لا يجوز الاتصاف به إلا في مواطن القتال مع أعداء الله تعالى، وقد فعل ذلك أبو دجانة -صلى الله عليه وسلم- في غزوة أحد حينما أعطاه النبي سيفًا، فقام وأخذ عليه أن يأخذه بحقه وذلك بأن يقاتل به حتى يثلم، فقام يتبختر به بين الصفين فقال له...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

أما بعد:

فاتقوا الله، عباد الله حق التقوى واستمسكوا من دينكم بالعروة الوثقى، فبها تكون النجاة في الأولى والأخرى.

عباد الله: ما ظنكم بأقوام بالغوا في العصيان حتى تجرؤوا على ربهم وخالقهم ورازقهم صاحب الفضل والمن والإحسان، فنازعوه -سبحانه جل وعلا- في صفة من صفات كماله وجلاله -سبحانه وتعالى-.

أصروا عليها وهم يعلمون أو لا يعلمون؟! أما علموا أن ذلك يغضبه، وقد يحلّ عليهم بسبب ذلك نقمته؟!

أما عذابهم في الدنيا فكائن بالهموم والغموم والبغض من الخلق أجمعين، ويوم القيامة يحشرون كهيئة الذر على صور الرجال؛ أذلاء حقراء جزاءً وفاقًا.

عباد الله: إن من حكمة الله وعدله ورحمته بعباده -جلّ وعلا- أن أرسل إليهم الرسل وأنزل إليهم الكتب حتى تقام الحجة وتظهر لهم المحجة، فبشّر وأنذر ووعد وتوعد فقال محذرًا عباده من هذا الجرم العظيم وذلك في الحديث القدسي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "قال الله -تبارك وتعالى-: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار". رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، إنه داء الكبر -يا عباد الله-.

إخوة الإسلام: إن هؤلاء القوم المنازعين في صفة الكبر التي هي من صفات الله -جل وعلا- قد ذكرهم في القرآن منذ نزل، وأخبرنا عنهم المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فيما صحّ عنه من الخبر.

فها هو ذا إمامهم وزعيمهم إبليس -لعنة الله عليه- إذ يقول الله عنه، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَـائِكَةِ اسْجُدُواْ لآِدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَـافِرِينَ) [البقرة:34]، فما كان سبب طرده من الجنة صاغرًا ذليلاً إلا الكبر الذي منعه من طاعة ربه ومولاه، وهكذا تبعه على أثره الملأ المترفون المتكبرون ممن أزاغ الله قلوبهم وطبع عليها، فهم لا يفقهون من أقوام رسل الله وأنبيائه المحاربين لهم والمخالفين لهم، صلوات الله وسلامه على رسله وأنبيائه أجمعين.

فمن ذلك قوم نوح إذ قالوا لنبيهم: (قَالُواْ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَتَّبَعَكَ الاْرْذَلُونَ) [الشعراء:111]. وثمود قوم نبي الله صالح قالوا لمن آمن به من المستضعفين من قومه: (قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِلَّذِى ءامَنتُمْ بِهِ كَـافِرُونَ) [لأعراف:76]. وهو قولٌ قوم شعيب إذ قالوا له كما حكى الله عنهم: (وَقَالَ الْمَلاَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَـاسِرُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِى دَارِهِمْ جَـاثِمِينَ) [الأعراف:90، 91].

وهاهم قوم هود مستكبرين بقوتهم فقالوا: (فَأَمَّا عَادٌ فَسْتَكْبَرُواْ فِى الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ الَّذِى خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِـئَايَـاتِنَا يَجْحَدُونَ) [فصلت:15]. وها هو ذا موسى -عليه السلام- يواجه أعتى المستكبرين من كفار عصره فقال تعالى: (وَقَـارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَـامَـانَ وَلَقَدْ جَاءهُمْ مُّوسَى بِلْبَيّنَـاتِ فَسْتَكْبَرُواْ فِى الأرْضِ وَمَا كَانُواْ سَـابِقِينَ) [العنكبوت:39].

أما قارون، وما أدراك ما قارون؟! إنه صاحب المال والجاه والسلطان والذي أنكر نعمة الله عليه وجحد فضله فقال: (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِى) [القصص:78]، فقال تعالى: (أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) [القصص:78]، فماذا كان المصير الذي ينتظر استكباره وجحوده؟! (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ) [القصص:81]، وقال -فيما رواه عنه ابن عمر-: "بينما رجل ممن كان قبلكم يجرّ إزاره من الخيلاء خسف به، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة". رواه البخاري والنسائي وغيرهما.

فانظر -يا عبد الله- إلى عاقبة الكبر والمتكبرين، واستمع إلى قول الحق -جل وعلا- لمن سبق من القوم العالين والملأ المترفين المعاندين والمحاربين لأنبياء الله ورسله -عليهم صلوات الله وسلامه عليه أجمعين-، (فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرْضَ وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـاكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [العنكبوت:40].

اللهم أعذنا من الكبر صغيره وكبيره، وقليله وكثيره برحمتك يا أرحم الراحمين.

عباد الله: لقد أنذرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- من الكبر، وحذّرنا منه بقوله: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر".

أما مصير المتكبر يوم القيامة فإنه يكون من جنس عمله، فقد روى الترمذي والنسائي بسند حسن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان". الحديث.

إخوة الإسلام: ليس المتكبر من لبس جديدًا وجميلاً وتجمّل بهما، كلا. فقد أتى رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان رجلاً جميلاً فقال: يا رسول الله: إني رجل حبّب إليّ الجمال وأعطيت منه ما ترى حتى ما أحبّ أن يفوقني أحد، إما قال: بشِراك نعليّ، وإما قال: بشسع نعليّ. أفمن الكبر ذلك؟! قال: "لا، ولكن الكبر: من بطر الحق، وغمط الناس". أخرجه أبو داود بسند صحيح.

وقال رجل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة، قال: "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس".

والكبر محرّم لا يجوز الاتصاف به إلا في مواطن القتال مع أعداء الله تعالى، وقد فعل ذلك أبو دجانة -صلى الله عليه وسلم- في غزوة أحد حينما أعطاه النبي سيفًا، فقام وأخذ عليه أن يأخذه بحقه وذلك بأن يقاتل به حتى يثلم، فقام يتبختر به بين الصفين فقال له : "هذه مشية يبغضها الله إلا في هذه المواطن".

فالكبر المحرم -عباد الله- بطر الحق أي رفضه ورده، وغمط الناس أي أن يزدريهم ويحتقرهم ويستصغرهم.

وقد قال الفضيل: "عليك أن تخضع للحق وتنقاد له، ولو سمعتَه من صبي قبلتَه، ولو سمعتَه من أجهل الناس قبلتَه".

ومن مظاهر الكبر الإعراض بالوجه تكبرًا ونظره شزرًا، وهو النظر بمؤخرة العين وإطراقه رأسه وجلوسه، وفي صوته وكلامه، وفي مشيته وتبختره وقيامه وجلوسه وحركاته وسكناته والرغبة في أن يقوم الناس له، وعدم المشي وحده، إلا ومعه أحد، ولا يحب أن يجلس وبجواره أحد، ولا يحب أن يتعاطى بيده شغلاً في بيته أو غيره، وإسبال الثوب وجره خيلاء والتفاخر بالآباء والأجداد والأنساب والعشائر والقبائل.

واعلم -يا عبد الله- أن المتكبر لا يتكبر إلا إذا استعظم نفسه، ولا يستعظمها إلا وهو يعتقد لها صفة من صفات الكمال. وجماع ذلك يرجع إلى كمال ديني وهو العلم والعمل أو كمال دنيوي، وهو النسب والجمال والقوة والمال وكثرة الأنصار، فهذه سبعة أسباب منها ينشأ الكبر في قلوب الناس. أعاذنا الله وإياكم منه بحوله وقوته آمين.

وأثر عن الأحنف قوله: "عجبت لمن يجري في مجرى البول مرتين كيف يتكبر!!"، وأثر عن أحد الكبراء أنه كان ذا تيه وكبر فرآه مطرف بن عبد الله يسحب حلته فقال له: إن هذه مشية يبغضها الله: قال أو ما تعرفني؟! قال بلى: أوّلُك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت بين ذلك تحمل العذرة.

وقال أحد السلف: "ما دخل قلب امرئ من الكبر شيء إلا نقص من عقله مقدار ذلك".

يا مظهر الكبر إعجـابًا بصورته *** انظر خلالك فـإن النتن تشـذيب
لو فكـر الناس فيما في بطـونهم *** ما استشعر الكبر شبان ولا شيب
هل في ابن آدم مثل الرأس مكرمة *** بـأربع هو في الأقـذار مضروب
أنـف يسيل وأذن ريحها سهك *** والعين مرفـضّة والثغـر ملعـوب
يا ابن التراب ومأكول التراب غدًا *** أقصر فإنـك مأكـول ومشروب

أفما آن لك -يا عبد الله- أن تقصر عن هذا الخلق الذميم؟!

وتذكر -أخي- أن الله لا يحب المتكبرين، وتذكر أن المتكبرين لا يدخلون الجنة إن لم تدركهم رحمة الله، وتذكر الذل الذي يغشاهم يوم القيامة من كل مكان وهم على هيئة الذر في صور الرجال، أذلاء حقراء، تذكر احتقار الناس وبغضهم لهم في الدنيا، وإن أظهروا لهم المودة وجاملوهم، وتذكر أصل نشأتهم التي منها خلقوا، وإليها سيعودون، ومنها سيخرجون مرة أخرى، وأنت تقاد إلى الله بجرمك العظيم، وأنت قد نازعته في صفة من أجلّ صفاته وعظمته وكماله -جل وعلا-، وتذكر أنه مهما بلغ بهم المال والجاه والسلطان والنسب والجمال فإنهم لن يخرقوا الأرض ولن يبلغوا الجبال طولاً.

فاحذروا الكبر -عباد الله-؛ وذلك بمعرفة ربكم -جل وعلا- بأسمائه وصفاته والنظر في آثار قدرته وعجائب صنعته وكثرة نعمه التي لا تعد ولا تحصى، مع حلمه علينا بعد علمه بما اقترفته أيدينا.

وعلينا -إخوتي- التزام أخلاق المؤمنين والاجتهاد في معرفتها والعمل بها.

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم...

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المتفرد بصفات الكمال، فلا ند له ولا شريك ولا مثيل، سبحانه وتعالى العلي الكبير.

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله سيد المرسلين وإمام المتقين وأول المتواضعين لربه العلي العظيم والحاث عليه بقوله: "إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد". فصلى الله وسلم عليه وآله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

أما بعد:

فاتقوا الله -عباد الله- وتواضعوا لله -جل وعلا-، وتواضعوا لعباده من إخوانكم المؤمنين، فإنه ما زاد الله عبدًا بعفوٍّ إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله.

إخوة الإسلام: إن التواضع لله تعالى خلق يتولد من قلب عالم بالله سبحانه ومعرفة أسمائه وصفاته ونعوت جلاله وتعظيمه ومحبته وإجلاله، ومن معرفته أيضًا بنفسه وتفاصيلها وعيوبها وآفاتها.

والتواضع هو انكسار القلب لله، وخفض جناح الذل والرحمة بعباده، فلا يرى له على أحد فضلاً، ولا يرى له عند أحد حقًّا، بل يرى الفضل للناس عليه، والحقوق لهم قبله.

وهذا خلق إنما يعطيه الله -عز وجل- من يحبه ويكرمه ويقربه وهو خلق نبينا وقدوتنا وإمامنا -صلوات الله وسلامه عليه-؛ فقد كان -صلى الله عليه وسلم- أحلم الناس وأسخاهم وأعطفهم، وكان يخصف النعل، ويرقع الثوب، ويكون في خدمة أهله، وكان أشد حياءً من العذراء في خدرها، ويجيب دعوة المملوك، ويعود المرضى، ويمشي وحده ويردف خلفه، ويقبل الهدية، ويكافئ عليها، ولا يأكل الصدقة، ولا يجد من التمر الرديء ما يملأ بطنه، ولم يشبع من خبز بُرّ ثلاثة أيام تباعًا، وإنه ليعصب على بطنه الحجر من الجوع، ويأكل ما حضر، وما عاب طعامًا قط، وكان لا يأكل متكئًا، ويأكل مما يليه، ويلبس -عليه الصلاة والسلام- ما وجد، مرة بُردَة حَبِرة، ومرة جبّة صوف، ويركب تارة بعيرًا، وتارة بغلة، وتارة حمارًا، ويمشي مرة راجلاً حافيًا.

وكان يكرم أهل الفضل ويتألف أهل الشرف، ولا يجفو على أحد، ويقبل العذر من المعتذرين، وما لعن ولا ضرب أحدًا بيده قط إلا أن يجاهد في سبيل الله. وما انتقم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله تعالى، وكان -عليه الصلاة والسلام- يبدأ بالسلام من لقيه، ويقضي حاجة السائل، ولا يرسل من أخذ بيده حتى يرسلها الآخذ.

وكان يجلس حيث ينتهي به المجلس، ويكره القيام له عند قدومه، وكان يعفو مع القدرة، وكان يبتسم مع أصحابه عند ذكر أيام الجاهلية ويجلس معهم ويخالطهم -صلى الله عليه وسلم-، ولقد حمل -صلى الله عليه وسلم- ما يشتريه من السوق، وكان أبو بكر يحمل الثياب إلى السوق ويتاجر فيها، وكذلك كان عمر -رضي الله عنهم أجمعين-.

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا ينقص الرجل الكامل من كماله ما حمل من شيء إلى عياله".

وقال أبو حاتم: "الواجب على العاقل لزوم التواضع ومجانبة الكبر، ولو لم يكن في التواضع خصلة تحمله إلا أن المرء كلما كثر تواضعه ازداد بذلك رفعة لكان الواجب عليه أن لا يتزيا بغيره".

فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجنبنا وإياكم الكبر صغيره وكبيره، وأن يحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا، وأن يُكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وأن يجعلنا من الراشدين.
 

 

 

 

المرفقات

من الكبر وفضيلة التواضع

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات