أسباب مغفرة الذنوب

عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ طبيعة ابن آدم وقوعه في الخطأ والذنب 2/ من أسباب مغفرة الذنوب 3/ التوبة من أفضل القربات وأحبها إلى الله 4/ من أسباب مغفرة الذنوب الإكثار من ذكر الله 5/ إن الحسنات يذهبن السيئات 6/ كل إنسان بصير بعيوب نفسه، بصير بأخطائه وزلاته 7/ من ضرورات التوبة رد الحقوق لأصحابها

اقتباس

التوبة من أفضل القربات وأحبها إلى الله، قال الله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) والله جلَّ جلاله كما لكرمه وجوده يفرح بتوبة عبده إذا تاب إليه يقول صلى الله عليه وسلم: «لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ إذا تاب إليه، من أحدكم على راحلته عليها زاده وشرابه فانفلتت منه فيأس منها فأتى ظل شجرة فاضطجع فيها وقد يأس من راحلته فما هي إلا أن رأى قائمةً عنده فأخذ بخطامها، وقَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ» ..

 

 

 

 

إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه، ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا؛ ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ؛ فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل؛ فلا هاديَ له، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه، وعلى آلهِ وصحبِهِ، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين.

أمَّا بعد:

فيا أيُّها الناسُ: اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى، عباد الله، إن من طبيعة ابن آدم وقوعه في الخطأ والذنب، فليس أحد منا معصوم: «كلنا خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ»، ولا أحد يسلم من وقوع خطأ أو ذنب، لكن الله من فضله وكرمه جعل للعباد أسبابًا لما اغترفوا من الذنوب والخطايا، ذلك أن مغفرة الذنوب غالية على كل مسلم، ومطلب كل مؤمن، لأن بمغفرة ذنوبه ينال السعادة في الدنيا والآخرة: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) وقال في دعاء المؤمنين: (وَقِهِمْ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، فعلى المؤمن الحرص على نيل الفضل العظيم بتعاطي الأسباب التي جعلها الله أسبابًا لمغفرة الذنوب والمعاصي، فمن أسباب مغفرة الذنوب التوبة النصوح إلى الله، وهي الرجوع إلى الله، والإنابة إليه من ذنب ارتكبه أو واجب أخل به، وهذه التوبة لها شروطها معينة فمنها أولاً أن يقلع العبد المسلم من ذلك الذنب الذي وقع فيه؛ لعلمه أن الله يغفر ذلك الذنب ولا يرضى فيقلع من هذا الخطأ ويندم على ما مضى ويعقد العزم الصادق على أن لا يعود إلى مثل تلك المعصية، وإن كانت مظالم للعباد في أموالهم ردها إليهم واستباحهم عن من قال في أعراضهم إن أمكنه ذلك.

أيها المسلم: وهذه التوبة من أفضل القربات وأحبها إلى الله، قال الله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) والله جلَّ جلاله كما لكرمه وجوده يفرح بتوبة عبده إذا تاب إليه يقول صلى الله عليه وسلم: «لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ إذا تاب إليه، من أحدكم على راحلته عليها زاده وشرابه فانفلتت منه فيأس منها فأتى ظل شجرة فاضطجع فيها وقد يأس من راحلته فما هي إلا أن رأى قائمةً عنده فأخذ بخطامها، وقَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ».

أيها المسلم: وقد أمر الله نبيه بالاستغفار والتوبة قال الله جلَّ وعلا: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) وقال نوج عليه السلام: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)، وأمر الله عباده بالتوبة فقال: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، ونبينا صلى الله عليه وسلم كان كثير الاستغفار، كثير التوبة إلى الله، وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يقول صلى الله عليه وسلم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ الله فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً» وفي لفظ أنه قال: «إِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ» يعدون له في المجلس الواحد مرارًا: «ربِّ أغفر لي وتب عليّ» فصلوات الله وسلامه عليه، وقد أمرنا الله أن نختم صالح الأعمال بالاستغفار، فأمرنا أن نختم قيام الليل بالاستغفار(الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ) و(كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) وقال: ( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فجاء بالاستغفار ختام أعمال الحج، وكان صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة بقي مستقبل القبلة قدر ما يقول: «اسْتَغْفَرُوا اللَّهَ، اسْتَغْفَرُوا اللَّهَ اسْتَغْفَرُوا اللَّهَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ»، فالاستغفار جبر لما حصل من الخلل والنقص في العبادة.

ومن أسباب مغفرة الذنوب توحيد الله وإخلاص الدين له، وإفراده بجميع أنواع العبادة، فإن الله إنما خلق الخلق ليعبدوه وحده لا شريك له (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) فالتوحيد هو أساس الملة، وهو أساس قبول للأعمال وأصل مغفرة الذنوب: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) فهم مهتدون في الدنيا آمنون يوم القيامة من عذاب الله، لأن بفضل الله أن مآل الموحدين من المخلصين إلى جنات النعيم وإن عذبوا على قد ما اقترفوا من المعاصي، والشرك بالله محبط لكل الأعمال (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ) والشرك لا يمكن معه مغفرة الذنوب لأن الله يقول: ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)، فتوحيد الله يهدم كل الذنوب يقول صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلاَمَ يَجر مَا قَبْلَهُ» وفي الحديث القدسي يقول الله: «يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً».

أيها المسلم: ومن أسباب مغفرة الذنوب كثرة الأعمال الصالحة الواجبة والمستحبة، فالأعمال الصالحة سببٌ لمغفرة الذنوب: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)، فمن ذلك الوضوء الشرعي الذي جعله الله شرطًا لصحة الصلاة لا يقبل الله صلاة بلا طهور، هذا الوضوء الشرعي الذي أمر الله به المسلم عند كل صلاة هو مع إخلاص النية لله من أسباب مغفرة الذنوب قال الله جلَّ وعلا: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، فالوضوء الشرعي سبب لمغفرة الذنوب يقول صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ - أَوِ الْمُؤْمِنُ - فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ - فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ - فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ من رجليه كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلاَهُ مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ - حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ" وفي الحديث الآخر في الذكر بعد الوضوء أنه صلى الله عليه وسلم أخبر أن المسلم إذا توضأ فأسبغ الوضوء ثم قال: "أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ» وهذا فضل الله وكرمه، فالمسلم توضأ وحسن النية بقلبه أن هذا الوضوء يقصد بها طاعة الله واتباع محمد صلى الله عليه وسلم يرجو به من الله مغفرة ذنوبه فمع قوة الإخلاص واليقين يرجى للمسلم الخير إن شاء الله.

ومن أسباب مغفرة الذنوب أيضا الصلوات الخمس، فالصلوات الخمس من أعظم مكفرات الذنوب يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ لمَا بَيْنَهُنَّ ما اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ» ويقول أيضا: «مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ كَمَثَلِ نَهَرٍ جَارٍ غَمْرٍ ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هل يبقى من درنه شيء؟»، قالوا: لا، قال: «كذلك الصلوات الخمس يمح الله بهن الذنوب الخطايا»، ومن ذلك أيضًا التأمين خلف الإمام يقول صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَمَّنَ الإِمَامُ فَأَمِّنُوا فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ الله له مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» وقال: «إِذَا قَالَ الإِمَامُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. فَقُولُوا اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، فوافق قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلاَئِكَةِ، غَفِرَ الله لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، ومن ذلك نوافل الصلوات فإنها سبب لمغفرة الذنوب يقول صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الوُضُوءَ ثُمَّ يُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ مُقْبِلاً عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ إِلاَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ»، وقال عثمان في حديث الوضوء لما أنى النبي الوضوء قال: أنه صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، إلا غَفِرَ الله لَهُ»، ومن أسباب أيضا مغفرة الذنوب البعد عن كبائر الذنوب والآثام، قال الله جلَّ وعلا: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمًا)، وقال: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ).

ومن أسباب مغفرة الذنوب الإحسان إلى الخلق، وبذل المعروف، وكفّ الأذى، يقول الله جلَّ وعلا: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، ويقول الله جلّ وعلا: (وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، أبو بكر الصديق رضي الله عنه لما قطع ما كان يعطوا ما يحصدوا من المال قال الصديق: لا وربِّ إني أحب أن يغفر الله لي، وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِى بِطَرِيقٍ إذ أصابه الْعَطَشُ فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَها فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ الْعَطَشِ من الظمأ، فقَالَ لَقَدْ أصاب هَذَا الْكَلْبَ مثل ما أصابني، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلأَ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ حَتَّى رَقِىَ فَسَقَى الْكَلْبَ، فقال الله: فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ»، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: أوى لَنَا فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ لأَجْرًا، فَقَالَ: «نعم، إن فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ صدقةَ»، وشر من ذلك الإساءة للناس وظلم العدوان عليهم والله يقول: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا).

ومن أسباب مغفرة الذنوب الإكثار من ذكر الله ودعاءه قال الله عن المؤمنين: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ* رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ* رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ* رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ* فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى).

ومن أسباب المغفرة الاجتماع على ذكر الله، يقول صلى الله عليه وسلم: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ»، ومن أسباب مغفرة الذنوب استغفار الملائكة للمصلين في مساجدهم، يقول صلى الله عليه وسلم: «صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي المسجد تُضَاعَّفُ عَلَى صَلاَتِهِ فِي بَيْتِهِ وسُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدِ فَصَلَى، لَمْ تَزَلِ الْمَلاَئِكَةُ تُصَلِّى عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مُصَلاَّهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ اغَفَر له، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، وَلاَ يَزَالُ فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاَةَ» فضلاً من الله وكرم.

عباد الله، فارغبوا فيما رغبكم الله فيه، وحاولوا تخفيف ذنوبكم وأوزاركم بكثرة الأعمال الصالحة، والتوبة إلى الله مما سبق، فعسى الله أن يقبل توبتنا ويمحو خطيئتنا، والله جلَّ وعلا يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويقبل توبة العبد ما لم يغرغر، ما لم تبلغ الروح الحلقوم، فتوبوا إلى الله واستغفروه مما كان وما كان سلف، نسأل الله مغفرة الذنوب وستر العيوب إنه على كل شيء قدير، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقولٌ قولي هذا واستغفروا الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنَّه هو الغفورٌ الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ.

أما بعدُ:

فيا أيُّها الناسُ: اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى، عباد الله، التوبة إلى الله مطلوبة من كل مسلم أن يتوب إلى الله من ذنوبه وخطاياه، وكل منا بصير بعيوب نفسه (بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ)، كل منا بصير بعيوب نفسه، بصير بأخطائه وزلاته، بصير بتجاوزاته، بصير في إخلال بواجباته، بصير في ارتكابه المحرمات لا يأتي الإنسان عن جهل منا أو نسيان لكن عند عمد، نسأل الله السلامة والتجاوز والعفو.

أخي المسلم: لعلك في هذه الدنيا ابتليت بأنواع من البدع والضلالات والدعايات المضللة ممن يدعو إلى عبادة غير الله، والتأله لغير الله، والذبح لغير الله والاستغاثة بغير الله، وطلب المدد من غير الله، وطلب الشفاء للمرضى من غير الله، لعلك ابتليت بشيء من هذا فتب إلى الله من هذا الذنب العظيم الذي إن لقيت الله به لقيته لا عهد لك، لقيته وأنت خارج مخلد في النار فتب إلى الله من هذا الذنب العظيم والشرك الكبير.

أيُّها المسلم: لعلك ابتليت بشيء من طرق الصوفية المنحرفة الذين يدعون الناس إلى الباطل ويحسنون البدع ويعلقونهم بمشايخ طرقهم ويغلون فيهم حتى يجعلهم أنداد لمحمد صلى الله عليه وسلم يخضعون لهم ويطيعون لهم لأمورهم، فتب إلى الله من ذلك، وتخلص من هذه الطريقة السيئة الخبيثة.

أيُّها المسلم: لعل فكرك تلوث بأفكار هدامة وآراء شاذة ودعايات مضللة، لعلك اقترفت ببعض الدعايات المضللة واعتنقت بعض الأفكار المنحرفة التي فيها سب لله ورسوله ودين الإسلام وانتقاص الله، فتقي الله في نفسك وتب إلى الله من هذا الذنب العظيم (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ) فتب إلى الله ورجع إليه.

أيُّها المسلم: لعلك ابتليت في بعض الأفكار الحديثة القادمة للأمة التي غايتها محاربة الإسلام، محاربة مبادئ الإسلام، محاربة فضائل الإسلام، يحابون الإسلام في أقوالهم وبكتاباتهم على اختلاف مشاربهم ومواردهم لكنك إن قرأت كتاباتهم وجدتها كتابات منحرفة بعيدة عن الهدى، بعيدة عن الطريق المستقيم، إن هي إلا أفكار سيئة وآراء ضالة تواصوا عليها واجتمعوا عليها، وأصبحوا دائمًا يروجون لها بوسائل الإعلام المختلفة كلٌ يدعو إلى ضلالته، هذا ينادي أن الإسلام لا يصلح لهذا العصر فيطعن في أحكامه ومبادئه وفضائلهن، هذا يطعن في الإسلام، هذا يطعن في أمة الإسلام، هذا يطعن المتمسكين بالإسلام يصف المتمسكين بهذا الدين بكل وصف قبيح سيء ولا يعلم أن هذا محاربة لله ورسوله.

أيُّها المسلم: فتب إلى الله، أيها السلم، إن كنت ممن سخرت قلمك في الدفاع عن الباطل، والدفاع عن المضلين، والدفاع عن المجرمين، فتقي الله وتب إلى الله، وعد إلى رشدك، وانتهي عن هذا الخطأ العظيم، وتب غلى الله جلَّ وعلا يقبل توبتك.

أيُّها المسلم: إن كنت ممن ابتليت بالسلوكيات المنحرفة فتب إلى الله واستغفر الله وانب إليه ما دمت في هذه الحياة، إن كنت أخي المسلم، ممن علق في شبهة الربا، واستبحت الربا، وأقمت معاملاتك على الربا المحرم بكتاب الله وسنة رسوله وإجماع الأمة فتب إلى الله (وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ).

أيُّها المسلم: إن كنت ممن أخذت الرشوة فتب إلى الله منها، فإن الرشوة ذنب عظيم ومكسب خبيث، إن كنت أخي المسلم ممن أخذ الرشوة بالتساهل في بعض أمور العامة فأخللت بها وجاءت هذه الرشوة ووقعت للعامل إنجاز العمل وأنت تعلم خلاف ذلك لكن لأجل الرشوة تساهلت بمشاريع عامة، وتهاونت بها وتساهلت أخطاءهم وأمضيت العمل على ما فيه من علة نظرًا لهذا المال أعطيت إياه تسكيت لك وشراء لضميرك فوقعت لهم أن المشروع متكامل ذو موصفات مستوفي جميع الشروط والله يعلم وأنت تعلم أنها كذب وافتراء، فتب غلى الله، هذه المبالغ أخرجها من حسابك إبراء للذمة الذي وضع ستر للمسلم تخلص من هذه الأموال الخبيثة.

أيها المسلم: إن كنت قد انتهكت من الأموال العامة وأخذت شيء منها فتب إلى الله وأرجع في رقم حساب الذمة تخلصًا منها قبل أن تلقى الله، إن كنت أيُّها المسلم، خنت شركاءك ومساهمين معك في أمور كثيرة، فتب إلى الله ورد الحقوق إلى أهلها وتخلص منها في هذه الدنيا، إن كنت خنت في المواريث وما أكل من حقوق الأيتام والقاصرين، فتب إلى الله وتخلص منها وأعطي كل ذي حق حقه، إن كنت خنت الزوجة وجدت صداقها وتساهلت بحقوقها والنفقة عليها فتب إلى الله وتخلص من هذا الذنب العظيم.

أيُّها المسلم: فكر في حياتك، وفي أعمالك، وتخلص من هذه الدنيا من كل أمر يخالف شرع الله حتى تلقى الله وأنت على عمل صالح، فإن التوبة تمحو ما قبلها، فتب إلى الله، والعاقل والمنصف والذي يبادر بالتوبة إلى الله ليس القوي من يأكل الحرام ويتحايل عليه إنما القوي الذي عنده دين يحدثه ويمنعه من أكل الحرام، وإن طاب أكله وإن كثر عدده لكن خوف المسلم ربه يرفض تلك الأمور، فكم أفسدت الرشوة من مشاريع؟ وكم ضرت الأمة من هذه الرشاوى الباطلة؟ التي قضت على كثير من مصالح العامة وكم وجد الناس في كثير من المشاريع العامة؟ خلل ونقصًا وضعفا ويظهر بعد حين ما فيها من العيوب لماذا لأن المشرف والمنفذ تهاون في الأمر لأجل أنه أعطى رشوة لهذا المسئول فتهاون وتساهل وتغاضى عن كل خلل نظرًا لهذا المال اكتسبه ومكتسب خبيث فلعن الله الراشي ولعن المرتشي وقال جلَّ وعلا: (وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ).

فلنتقِ الله في أنفسنا، ولنتخلص من المكاسب الخبيث والمصالح الذاتية، ولنتب إلى الله ممن حصل وكان، فعسى الله أن يمَّن بتوبة نصوح إنَّه على كل شيء قدير.

واعلموا رحمكم اللهُ أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ، ومن شذَّ شذَّ في النار.

وصَلُّوا رَحِمَكُم اللهُ على عبد الله ورسوله محمد كما أمركم بذلك ربكم قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التَّابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك، وإحسانك يا أرحمَ الراحمين.

اللَّهمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمَّر أعداء الدين، ونصر عبادك الموحدين، وجعل اللَّهمَّ هذا البلاد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللَّهمَّ انصر إخواننا المجاهدين في سوريا، اللَّهمَّ ثبت أقدامهم وربط على قلوبهم، وأذل عدوهم المسلط عليهم، وأنزل به بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ عبدَ الله بنَ عبدِ العزيزِ لكلِّ خير، اللَّهمّ كن له عونا ونصيرا، اللَّهمَّ أمده بثوب الصحة والسلامة والعافية، وجعله بركته على نفسه وعلى المجتمع المسلم، اللَّهمَّ وفق ولي عهده نايف بن عبد العزيز وأعنه على مسئوليته وسدده في أقواله وأعماله، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، اللَّهمّ أنت اللهُ لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنَّزل علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك، وبلاغًا إلى حين، اللَّهمّ أنت اللهُ لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنَّزل علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك، وبلاغًا إلى حين، اللَّهمّ أنت اللهُ لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنَّزل علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك، وبلاغًا إلى حين، اللَّهمَّ أغثنا، اللّهمَّ أغثنا، اللهمَّ أغثتنا، اللَّهمَّ سقي رحمة لا سقي بلاء ولا هدم ولا غرق، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
عبادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُرْكم، واشكُروه على عُمومِ نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرَ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
 

 

 

 

 

 

المرفقات

مغفرة الذنوب

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات
عضو نشط
زائر
11-03-2022

  • جزاك الله خبر