وكنا نخوض مع الخائضين

بركات أحمد بني ملحم

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ خطورة الغيبة على الأمم والمجتمعات 2/ تحريم الغيبة في القرآن والسنة 3/ صيانة الإسلام للمرء جسدًا وروحًا مالاً وكرامةً 4/ مساوئ الإفلاس في الحسنات 5/ من بلايا إطلاق اللسان 6/ وجوب التحرز من كثير من الكلام 7/ فن صيانة وحماية الحسنات 8/ كفارة الغيبة

اقتباس

لا شيء أهم من أن يعيش الإنسان في مجتمعه آمنًا على نفسه وماله وعرضه، ذلك لأن الإنسان شخصٌ وشخصية, وإذا كانت سلامته الجسمية والمالية هي قوام شخصه ووجوده المادي، فإن سلامته المعنوية وحفظ سمعته هي قوام شخصيته المعنوية والاجتماعية؛ لذلك فإن الإسلام بقدر ما يشدد على حرمة الإنسان فيما يرتبط بجسمه وماله فإنه أكثر تشددًا بالنسبة لما يرتبط بحرمة مكانته وجاهه وسمعته ..

 

 

 

 

يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ).

عباد الله: كلامنا اليوم عن اللذين يأكلون لحوم الأبرياء، كلامنا اليوم عن اللذين يسهرون على لحوم الناس فلا يحلو لهم الكلام إلا في أعراضهم، ولا يطيب لهم مجلس إلا على لحوم الأبرياء، ولا يهدأ لهم بال حتى يظهروا عيوب الخلق, إنها الغيبة -عباد الله- التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم، فالغيبة كما بينها رسول الله هي:‏ «ذكرك أَخَاك ‏بِمَا يَكْرَهُ», قَالَ: أَرَأَيْت‏ إِنْ كَانَ فِيهِ ‏ مَا أَقُولُ؟ قال الرسول: «إن كان فيه ما تقول ‏ فَقَدْ اِغْتَبْته، ‏وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتّه»( أي ظلمته).

فحكمها حرام بالكتاب والسنة والإجماع سلفًا وخلفًا، حرمها الله لأنها من الأمراض الاجتماعية الفتاكة التي تدمر المجتمع, وأن كل فرد من المسلمين يعيش في الدنيا بجسده وبكرامته، وأن الله حرم قتل الجسد، واعتبر القاتل من المخلدين في نار جهنم.

ومثلما حرم الله قتل الشخص حرم أيضًا قتل الشخصية فالإنسان يعيش بين الناس بشخصيته وبماء وجهه وبكرامته، ولو قتلت شخصيته وكرامته فقد انتهى الإنسان، فهل ترضى أيها المسلم أن يغتابك أحد؟!

فلماذا إذن تغتاب إخوتك؟ ولنتذكر قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ؛ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ».

عباد الله: لا شيء أهم من أن يعيش الإنسان في مجتمعه آمنًا على نفسه وماله وعرضه، ذلك لأن الإنسان شخصٌ وشخصية, وإذا كانت سلامته الجسمية والمالية هي قوام شخصه ووجوده المادي، فإن سلامته المعنوية وحفظ سمعته هي قوام شخصيته المعنوية والاجتماعية؛ لذلك فإن الإسلام بقدر ما يشدد على حرمة الإنسان فيما يرتبط بجسمه وماله فإنه أكثر تشددًا بالنسبة لما يرتبط بحرمة مكانته وجاهه وسمعته.

إن الإنسان إذا كان يعيش في مجتمع يواجه فيه اعتداء جسميًّا، فإنه بالتأكيد لا يحس بالأمن والاستقرار، وكذلك لو تعرض إلى اعتداء على مكاسبه المادية فلن يحس بالأمن والاستقرار، وكذلك الحال لو انتهكت كرامته وسمعته، بمعنى أنه يتعرض للتجريح والتشهير، فهذا أيضًا لا يحس بالأمن في ذلك المجتمع.

نعم عباد الله: كثير من الناس يغفل عن الإفلاس في الحسنات, فتجده كثير الصلاة وكثير الزكاة كثير العبادة والنوافل، ولكنه لا يتقي الله بلسانه فإذا بعمله هباء منثورًا، وإذا به في النار مفلس، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال صلى الله عليه وسلم: «إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا, وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته من قبل أن يُقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار».. (رواه مسلم).

وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بلسانه وبقول لمعاذ بن جبل: «كُفّ عليك هذا»، فيقول معاذ: "يا نبي الله! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به"؟ فقال: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكبّ الناسَ في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم»، فكم بهذه الألسنة عُبد غير الله تعالى، وأشرك، وكم بهذه الألسنة حُكم بغير حكمه سبحانه وتعالى، وكم بهذه الألسنة أُحدثت بدع.. وأُدميت أفئدة..وقُرحت أكبادكم بهذه الألسنة أرحام تقطعت.. وأوصال تحطمت.. وقلوب تفرقت, كم بهذه الألسنة نزفت دماء.. وقُتل أبرياء.. وعُذب مظلومون! كم بها طُلّقت أمهات! وقُذفت محصنات! كم بها من أموال أُكلت.. وأعراض اُنتهكت.. ونفوس أزهقت!!

يموت الفتى من عثرة بلسانه *** وليس يموت المرء من عثرة الرِّجْل

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: «هِيَ فِي النَّارِ»، قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ، وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: «هِيَ فِي الْجَنَّةِ».

عباد الله: فالمشكلة ليس فقط قي جمع الحسنات بالصلاة والزكاة والصدقة إنما المشكلة في كيفية المحافظة عليها، فهذه المرأة تصلي وتصوم ولكنها تؤذي جيرانها بلسانه؛ فأخبر رسول الله أنها في النار والثانية صيامها وصلاتها وصدقتها قليلة أي ما يخص النافلة والتطوع، ولكنها تتقي الله تعالى بلسانها وتحافظ على هذه الأعمال القليلة، فأخبر صلى الله عليه وسلم أنها في الجنة، إذن فلا تغرك صلاتك وزكاتك وصيامك وصدقتك وإذا جلست مع الناس ساهمت معهم في الغيبة، وقلت: اللهم لا تجعلها غيبة، وكأنك تستحل أعراض الناس بهذه الكلمة.

لما أقبل موسى الأشعري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستنصحًا قال: يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟ وفي رواية أي المسلمين خير؟ - ما قال صلى الله عليه وسلم خير المسلمين قوام الليل، ولا قال خير المسلمين صوام النهار، ولا قال خير المسلمين الحجاج والمعتمرون أو المجاهدون لا، ترك كل هذه الفضائل مع حسنها، وقال: «خير المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده», وفي البخاري قال عليه الصلاة والسلام: «إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفّر اللسان، تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا» رواه الترمذي.

يقول ابن القيم: قولها: «إنما نحن بك» أي نجاتنا بك، وهلاكنا بك، ولهذا قالت «فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا». قال الغزالي مبينًا معنى الحديث: إن نطق اللسان يؤثر في أعضاء الإنسان بالتوفيق والخذلان، فاللسان أشد الأعضاء جماحًا وطغيانًا، وأكثرها فسادًا وعدوانًا، قال ابن حبان: اللسان إذا صلح تبين ذلك على الأعضاء، وإذا فسد كذلك.

يقول الحق سبحانه وتعالى: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الربا اثنان وسبعون بابًا، أدناها مثل إتيان الرجل أمه، وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه». فلذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع في خطبته قال: «أيها الناس! إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا، وكحرمة شهركم هذا».

ورأى الرسول صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج أناسًا لهم أظافر من نحاس يخمشون بها وجوههم، فسأل جبريل عليه السلام من هؤلاء يا جبريل، فقال: «هم من يغتابون الناس».

وهذه عائشة رضي الله عنها تقول: قُلْتُ لِلنَّبِي صلى الله عليه وسلم: حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: «لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ». (أي لغيرت طعمه ولونه ورائحته) كلمة واحدة لو مزجت بماء البحر لمزجته فهي لم تقل سارقة أو زانية بل أشارت إشارة في ظاهرها بسيطة، ولكنها تقتل.

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَتِ الْعَرَبُ يَخْدُمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الأَسْفَارِ، وَكَانَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَجُلٌ يَخْدُمُهُمَا، فَنَامَ، وَاسْتَيْقَظَا وَلَمْ يُهَيِّئْ طَعَامًا، فَقَالا: إِنَّ هَذَا لَنَئُومٌ (أي كثير النوم ) بَيْنَكُمْ. فَأَيْقَظَاهُ، فَقَالا: ائْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ يُقْرِآنِكَ السَّلامَ، وَهُمَا يَسْتَأْدِمَانِكَ (أي يطلبان الطعام والخبز ليأكلا). فَأَتَاهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَخْبِرْهُمَا أَنَّهُمَا قَدِ ائْتَدَمَا». فَفَزِعَا، فَجَاءَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَعَثْنَا نَسْتَأْدِمُكَ، فَقُلْتَ: ائْتَدَمَا، فَبِأَيِّ شَيْءٍ ائْتَدَمْنَا؟ فَقَالَ: «بِأَكْلِكُمَا لَحْمَ أَخِيكُمَا، إِنِّي لأَرَى لَحْمَهُ بَيْنَ ثَنَايَاكُمْ». فَقَالا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاسْتَغْفِرْ لَنَا. قَالَ: «هُوَ، فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمَا».

لأن هذه حقوق للعباد وليس لله وهذا يقتضي أن يستسمح الإنسان من المغتاب وإلا يبقى حق في رقبته وذمته فهذه كفارة الغيبة، وكذلك أن يدعو للمغتاب إذا لم يعلم وليستغفر له، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إياكم الغيبة» حتى إنه قيل: إن الغيبة أشد من الزنا قال سفيان بن عيينة: الغيبة أشد عند الله عز وجل من الزنا وشرب الخمر؛ لأن الزنا وشرب الخمر ذنب فيما بينك وبين الله عز وجل، فإن تبت عنه تاب الله عليك، والغيبة لا يغفر لك حتى يغفر لك صاحبك.

(لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كانَ يُؤمِن بِالله وَاليَومِ الآخِر فَلْيَقُلْ خَيرًا أو ليَصْمُتْ»، وقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا النَّجَاةُ؟ قَالَ: أَمْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ».

ولكن ماذا يجب على من يجلسون في مجالس الغيبة فهم لا يغتابون ولكنهم يستمعون لها ويقرّونها ويوافقونهم على ذلك فهم بالتأكيد مشتركون معهم في الجريمة إذن يجب على الجالس والمستمع للغيبة أن يدافع عن أخيه الذي يغتاب، ويقول للمغتاب: اتق الله، وهذا حرام ويذكره بالله وبغضب الله.

كما فعل معاذ بن جبل تجاه كعب بن مالك عندما اغتابه أحدهم فقال معاذ له: تبًّا لك ما قلت، والله ما علمنا عليه إلا خير. ف «من رد عن عرض أخيه بالغيب رد الله عن وجهه النار يوم القيامة»، و«من نصر أخاه بظهر الغيب نصره الله في الدنيا والآخرة».

 

 

الخطبة الثانية:

أما كفارة الغيبة عباد الله: أولاً: التوبة الكاملة دون الرجوع إلى الغيبة مرة أخرى.

ثانيًا: الاستحلال من الذي اغتبته واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو مال فليتحلله اليوم قبل أن تؤخذ منه يوم لا دينار ولا درهم، فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له أخذ من سيئاته فجعلت عليه».

وثالثًا: الاستغفار له كلما ذكرته، كأن تقول اللهم اغفر لفلان, وفي كفارة الغيبة أحاديث كثيرة نذكر منها قول النبي صلى الله عليه وآله عندما سئل: ما كفّارة الاغتياب؟.. قال: «تستغفر الله لمن اغتبته كلمّا ذكرته», فإن اغتبت فبَلَغ المغتاب، فلم يبق إلا أن تستحلّ منه، وإن لم يبلغه ولم يلحقه عِلْم ذلك، فاستغفر الله له.

ولا فرق بين غيبة الصغير والكبير، والحيّ والميّت، والذكر والأنثى، وليكن الاستغفار والدعاء له على حسب ما يليق بحاله، فيدعو للصغير بالهداية وللميّت بالرحمة والمغفرة ونحو ذلك.

ورأى بعض الفقهاء ومنهم ابن تيمية وابن القيم وابن الصلاح وابن مفلح إسقاط شرط الاستحلال إذا أدى إلى أذية صاحب الحق وزيادة الجفوة بينهم. قال ابن مفلح: "وهذا أحسن من إعلامه (أي الدعاء له)، فإن في إعلامه زيادة إيذاء له، فإن تضرر الإنسان بما علمه من شتمه أبلغ بما لا يعلم، ثم قد يكون ذلك سبب العدوان على الظالم... وفيه مفسدة ثالثة... وهي زوال ما بينهما من كمال الألفة والمحبة وهذا الرأي مروي عن السلف..

 

 

 

 

 

 

المرفقات

نخوض مع الخائضين

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات