التحذير من الظلم

عبد الرحمن بن عبد العزيز الدهامي

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ تحريم الظلم والتحذير منه ومن وعاقبته 2/ من مواقف السلف في الخوف من الظلم

اقتباس

إن المتدبر لكتاب الله تعالى والناظر في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجد من التحذير والتهديد والوعيد الشديد الذي يلحق المجرمين والعتاة الظالمين ما تنخلع له القلوب، ولقد جاء التحذير من الظلم على وجه الخصوص في آيات كثيرة على وجوه متنوعة، تارة في التشديد على الظلم والتشنيع على أهله، وتارة بذكر ما حل بهم من العقوبات والمثلات، وما ينتظرهم من عقوبات يوم العرض ..

 

 

 

 

 

الحمد لله الذي حرّم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرمًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له نرجو بها أجرًا ومغنمًا، وأشهد أن محمدًا عبده ومصطفاه ونبيه المرتضى وخليله المجتبى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا.

أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله-، واتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، اتقوا الظلم فإنه منافٍ للعدل الذي قامت عليه السماوات والأرض: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) [الحديد: 25].

معاشر المسلمين: إن المتدبر لكتاب الله تعالى والناظر في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجد من التحذير والتهديد والوعيد الشديد الذي يلحق المجرمين والعتاة الظالمين ما تنخلع له القلوب، ولقد جاء التحذير من الظلم على وجه الخصوص في آيات كثيرة على وجوه متنوعة، تارة في التشديد على الظلم والتشنيع على أهله، وتارة بذكر ما حل بهم من العقوبات والمثلات، وما ينتظرهم من عقوبات يوم العرض الأكبر على رب الأرض والسماوات، وتارة بدعوة الظالمين إلى التوبة وترك الظلم، وتارة بذكر أنواع الظلم إلى غير ذلك.

ولقد نزَّه الله سبحانه نفسه العلية عن الظلم فقال -عز من قائل-: (وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ) [آل عمران: 108]، وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: "يا عبادي: إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا"، وكان أبو إدريس الخولاني -رحمه الله- إذا حدّث بهذا الحديث جثا على ركبتيه، وإنك -أيها المسلم- إذا أمعنت النظر في كتاب الله وجدت ذكرًا تكرر كثير فيما يزيد عن مائة موضع، ولا عجب في ذلك، فإن كل مخالفة تقع من الأصل فإنها ظلم منه لنفسه، سواء أكان هذا الظلم بين العبد وبين ربه أم بين العبد وبين خلقه، وحسبك في حمل الظلم ما جاء في قول ربنا -جل جلاله-: (وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا) [طه: 111]، (إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) [القصص: 37]، (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ) [الزخرف: 65].

فاتقِ الله -أيها الظالم- بالكف عن الظلم ولا تغتر بإمهال الله لك، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله -عز وجل- ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته"، ثم قرأ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود: 102]، واحذر يوم الفصل القضاء بين يدي المولى -جل وعلا- يوم يوضع الحساب ويجاء بالنبيين والشهداء: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) [الكهف: 49]، (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) [غافر: 52]، فما أتعس الظالمين وأشقاهم في دنياهم وأخراهم!! ويا خيبة على الظالمين حين يقدمون على رب العالمين: (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ * يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [غافر: 15-17]، (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ) [غافر: 18].

وإذا الـجنين بأمـه متعـلق *** يخشى القصاص وقلبه مذعور
هذا بلا ذنب يخاف جنـاية *** كيف المصر على الذنوب دهور

كيف أنت -أيها الظالم- إذا قدمت على الله ومعك الحسنات، حسنات طالما تعبت في تحصيلها واجتهدت في كسبها وإحرازها، فتجدها وقد وُضعت في صحائف غرمائك وسجلات خصومك وأنت أحوج ما تحتاج إليها، إنها الإفلاس الحقيقي والخسران المبين، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أتدرون من المفلس؟!"، فقالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته من قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار".

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلل منها، فإنه لا دينار ولا درهم من قبل أن يأخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه".

وأنت -أيها المظلوم- قر عيناك وثق بوعد ربك -جل وعلا-؛ فإن الله -عز وجل- واسى المظلومين وصبّرهم ووعدهم بيوم ينصرون فيه ويظهر فيه العدل وينتقم الله فيه من الظالمين: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) [إبراهيم: 42]. قال ميمون بن مهران -رحمه الله تعالى- عن هذه الآية: "إن هذا وعيد للظالم وتعزية للمظلوم". (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) [الأنبياء: 47].

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء"، وعند أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا...". الحديث.

وعند عبد الله بن أنيس قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يحْشُرُ اللَّهُ الْعِبَادَ، وَقَالَ: النَّاسَ، عُرَاةً غُرْلاً بُهْمًا"، قَالَ: قُلْنَا: مَا بُهْمًا؟! قَالَ: "لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ، لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَلا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ، وَعِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ حَتَّى اللَّطْمَةَ"، قَالَ: قُلْنَا: كَيْفَ ذَا؟! وَإِنَّمَا نَأْتِي اللَّهَ غُرْلاً بُهْمًا؟! قَالَ: "بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ"، قَالَ: وَتَلا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ).

(إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ): قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وإذا ظلم العبد نفسه فهو الظالم والمظلوم، كذلك إذا عدل فهو العادل والمعدول عليه، فمنه العمل، وعليه تعود ثمرة العمل من خير وشر". (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [البقرة: 286].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إمام المتقين وقائد الغر المحجلين، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

أيها المؤمنون بالله ورسوله: إن مواقف السلف من الظلم وخوفهم الشديد من سوء عاقبته أمر معلوم مشهور، فعن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: "دعتني أم حبيبة -رضي الله عنها- زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- عند موتها فقالت: قد يكون بيننا ما بين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك، فقلت: غفر الله لك ذلك كله وتجاوز وحلّلك من ذلك، فقالت: سررتني سّرك الله. وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لها مثل ذلك".

وفي صحيح مسلم عن هشام بن عروة عن أبيه أن أروى بنت أويس ادعت على سعيد بن زيد أنه أخذ شيئًا من أرضها، فخاصمته إلى مروان بن الحكم، فقال سعيد: أنا كنت آخذ من أرضها شيئًا بعد الذي سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم؟! قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا طوقه إلى سبع أراضين". فقال له مروان: لا أسألك بينة بعد هذا، فقال: اللهم إن كانت كاذبة فأعمِ بصرها واقتلها في أرضها، قال: فما ماتت حتى ذهب بصرها، ثم بينا هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت".

وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب".

وقال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: "إياك ودعوات المظلوم؛ فإنهن يصعدن إلى الله كأنهن شرارات من نار".

وقيل: لما حبس خالد بن برمك وولده، قال: يا أبتي: بعد العز صرنا في القيد والحبس، فقال: "يا بني: دعوة المظلوم سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها".

وكان يزيد بن حكيم يقول: "ما هبت أحدًا قط هيبتي لرجل ظلمته أنا أعلم أنه لا ناصر له إلا الله وهو يقول لي: حسبي الله، والله بيني وبينك".

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرًا *** فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنـام عينك والمظلـوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم

ومن وصايا الصالحين عند حضور الموت ما ذكره عبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت قال: لما حضرت عبادة بن الصامت الوفاة قال: "أخرجوا فراشي إلى الصحن -يعني إلى الدار- ثم قال: اجمعوا لي مواليَّ، وخدمي، وجيراني، ومن كان يدخل عليّ، فجمعوا له. فقال: إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي عليّ من الدنيا، وأول ليلة من الآخرة، وإنه لا أدري، لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء، وهو -والذي نفس عبادة بيده- القصاص يوم القيامة، وأحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي. فقالوا: بل كنت والدًا، وكنت مؤدبًا، قال: وما قال لخادم قط سوءًا. فقال: أغفرتم لي ما كان من ذلك؟! قالوا: نعم، فقال: اللهم اشهد، ثم قال: أما الآن فاحفظوا وصيتي: أحرج على كل إنسان منكم يبكي، فإذا خرجت نفسي فتوضؤوا، فأحسنوا الوضوء، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدًا فيصلي، ثم يستغفر لعبادة ولنفسه، فإن الله -عز وجل- قال: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) [البقرة: 45]".

وعن عطاء بن أبي رباح، قال: "حدثتني فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز أنها دخلت عليه، فإذا هو في مصلاه يده على خده، سائلة دموعه، فقلت: يا أمير المؤمنين: ألشيء حدث؟! قال: يا فاطمة: إني تقلدت أمر أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، والمظلوم المقهور، والغريب المأسور، والكبير، وذي العيال في أقطار الأرض، فعلمت أن ربي سيسألني عنهم، وأن خصمهم دونهم محمد -صلى الله عليه وسلم- فخشيت أن لا تثبت لي حجة عند خصومته، فرحمت نفسي فبكيت".

فاتقوا الله -عباد الله- وتخلصوا من المظالم واجتنبوا الآثام: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281].
 

 

 

 

 

المرفقات

من الظلم

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات