من أسباب تغيير حال المسلمين

عبدالعزيز بن محمد السدحان

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ سنة الأسباب 2/ سنة التغيير 3/ أحوال الناس قبل الإسلام وبعده 4/ تدهور حال المسلمين 5/ أسباب التغيير 6/ مبشرات نبوية

اقتباس

إن تغير أحوال المسلمين مرهون بتغيير أنفسهم إلى ما يرضي الله تعالى كما قال -عز وجل-: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الرعد: 11]، فمتى غير المسلمون أحوالهم وأصلحوا شؤونهم بدّل الله حالهم إلى أحسن حال، ورفع شأنهم وأعلى مكانتهم. والناظر بعين الاعتبار إلى أحوال الناس قبل ظهور الإسلام يرى عجائب وغرائب من الجهالات والظلمات التي أضلت الكثير عن طريق الهداية والرشاد ..

 

 

 

 

معاشر المسلمين: لقد كان من سنة الله تعالى أن هيّأ الأسباب ورتب عليها المسببات، فأسباب للمعاش وأسباب للاستطباب وأسباب لغير ذلك من شؤون الحياة، إلا أن أعظم الأسباب ما كان موصلاً إلى مرضاة الله والفوز بثوابه، فمتى ما أُخِذ بتلك الأسباب التي جعلها الله أسباب نجاة وفلاح كانت نتيجةُ الأمر نجاةً وفلاحًا، فإن كانت الأخرى ذهب الفلاح والنجاة وأعقبها الذل والخسران.

معاشر المسلمين: ومن أوضح الأمثلة بل من أعظمها وأهمها حال أمة الإسلام اليوم وما آلت إليه تلك الحالُ من ضعف ومذلة بعد أن كانت تتبوأ مكان العزة والكرامة، تسود ولا تساد، وتقود ولا تقاد، تأمر بأمر الله فتطاع، وتنهى بنهي الله فلا تعصى، ذلت لها الأمم ودانت لها الدول، وكانت مضرب المثل بين الأمم، لا بالقوة فحسب، بل بالأمن والأمان والعدل والاطمئنان، إلى أن كان ما كان من تغير أحوال وتبدل مقامات، فأصبح كثير من المسلمين عبرة للمعتبرين بعد أن كانوا قدوة للآخرين.

معاشر المسلمين: إن تغير أحوال المسلمين مرهون بتغيير أنفسهم إلى ما يرضي الله تعالى كما قال -عز وجل-: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الرعد: 11]، فمتى غير المسلمون أحوالهم وأصلحوا شؤونهم بدّل الله حالهم إلى أحسن حال، ورفع شأنهم وأعلى مكانتهم.

والناظر بعين الاعتبار إلى أحوال الناس قبل ظهور الإسلام يرى عجائب وغرائب من الجهالات والظلمات التي أضلت الكثير عن طريق الهداية والرشاد، فالأصنام تدعى وترجى، ومجالس الخمر معمورة صباح مساء، والظلم مرفوعة رايته وقد تلوثت في أوحاله أقدام الكثيرين. شاهد المقال: أن حياتهم لم تزل في ظلمات الجهل والفوضى حتى بعث الله محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، فأخرجهم الله به من الظلمات إلى النور، ومن الذل والمهانة إلى العزة والمكانة، فأمسكوا بزمام الأمور، وتوالت الفتوحات والانتصارات، ولم يزالوا في رفعة وعزة بسبب تمسكهم بدينهم، ومع تقادم الزمن بدأ الضعف يدب إليهم بسبب بعدهم عن دينهم، ويزداد ضعفهم بقدر ابتعادهم عن دينهم.

معاشر المسلمين: وكما هو مشاهد ومسموع ومرئي في وقتنا هذا زاد تكالبُ أعداءِ الإسلام على المسلمين، ومن أعظم أسباب ضعف المسلمين وقوة عدوهم الإعراضُ عن حكم الله تعالى، والجهل به في كثير من بلاد المسلمين، حتى أصبح أمر التوحيد غريبًا في كثير من بلاد الإسلام، فكيف يرجى النصر والحدود معطلة في كثير من بلاد المسلمين؟! وكيف يرجى النصر والقبور تدعى من دون الله؟! وكيف يرجى النصر ورواد أبواب السحرة والمشعوذين يترددون عليها صباح مساء؟! وكيف يرجى النصر وقد أضيعت الصلاة في كثير من مساجد المسلمين؟! والله، إن تلك الأمور أشد فتكًا في المسلمين من أعدائهم.

ومن أسباب ضعفهم أيضًا: الإعجاب والتبعية المطلقة لأعداء الإسلام ومحاكاتهم في جميع أو أكثر شؤونهم، وكذا العصبية الجاهلية لجنس أو لون أو لسان.

معاشر المسلمين: وإذا كان ذلك كذلك فإن تغيير تلك الحال المخزية المزرية لا بد لها من أسباب، أعظم تلك الأسباب: التمسك بالكتاب والسنة منهجًا وعقيدة، ففي ذلك الفلاح كله والخير كله، فلا فلاح إلا بالأخذ بهما معًا وتحكيمها في جميع مجالات الحياة: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [آل عمران: 132]، (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [آل عمران: 31]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي"، والنصوص في هذا المعنى كثيرة كثيرة.

وبكل حال فالتمسك بالكتاب والسنة من أعظم أسباب الفلاح في الدين والدنيا، ومن لازم التمسك بهما محاربة البدع والتحذير منها، وعدم الغفلة أو التهوين من شأنها مهما صغرت، فإن البدع إذا غفل عنها زاد انتشارها، فكيف إذا أقرّها من علمها أو هوّن من شأنها؟! لا شك أنّ هذا من الجهالة بمكان، بل هو من أعظم أسباب الهزيمة النفسية، ويُلقى أكثر حمل هذا على من زعم الإصلاح بخلاف ما كان عليه منهج سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

معاشر المسلمين: ومن أسباب عزة الأمم ورفعتها: الالتفاف حول علماء الأمة الراسخين في العلم، المعروفين بصلاح المعتقد وسلامة المنهج، فالقرب من أولئك والاستئناس بآرائهم والصدور عن رأيهم فيه مصلحة عظيمة للأمة وشبابها، فعلماء السنة أدرى الناس بمعالجة قضايا الأمة، وهم أبصر الناس بمجاراة واقعها وإيجاد الحلول الناجعة لها، فأولئك الثلة من العلماء لا تصدر آراؤهم إلا بعد النظر في النصوص الشرعية، فثوابهم مضاعف مأجور، وخطؤهم غير مأزور بل مأجور، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا اجتهد الحاكم فحكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فحكم فأخطأ فله أجر واحد".

معاشر المسلمين: ومن أسباب تغيير الحال أيضًا إعادة النظر في تاريخ المسلمين المجيد التليد، لا من باب التسلية والمواساة والتواكل، بل من باب شحذ الهمم وبعث العزائم، وكيف كان المسلمون الأوائل أقوياء حسِّيًا ومعنويًا، وكيف كان تمسكهم بدينهم واعتزازهم به حتى دانت لهم الأمم وخضعت لهم الأعداء، نصروا الله فنصرهم، وأعزوا الإسلام فأعزهم الله به. فوالله، لو نصر المسلمون ربَّهم لنصرهم ربُّهم، فالله تعالى لا يخلف الميعاد: (إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد: 7]، أما إن كانت الأخرى (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) [محمد: 38].

معاشر المسلمين: من أسباب تغيير الحال: الحذر من اليأس والقنوط وقتل الهمم والعزائم؛ لكثرة ما يُرى ويُسمع من مصاب الإسلام في أي مكان أو زمان، فعلى المسلم أن يغلق عن نفسه باب اليأس والقنوط بأحكم الأقفال وأوثقها، وأن يحسن الظن بالله تعالى، وأن يستشعر معاني الآيات المحذّرة والمرهبة من اليأس، كقوله تعالى: (لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) [الزمر: 53]، وقوله تعالى: (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ) [الحجر: 56]، وقوله تعالى: (وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ) [يوسف: 87].

وعلى المسلم أيضًا أن يتذكر النصوص المبشرة والدالة على حصول اليسر بعد العسر: (حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [البقرة: 214].

معاشر المسلمين: ومن أسباب تغيير الحال: استشعار المسؤولية من كلّ فرد من أفراد المجتمع، وذلك أن يشعر كل واحد من المسلمين -مهما كان موقعه وشأنه- أنه مسؤول ومساءل، فيبدأ بإصلاح نفسه وبيته، ثم تتسع دائرة الإصلاح حتى تشمل جلساءه وجيرانه ومجتمعه.

وليعلم كل واحد منا أنه على ثغر من ثغور الإسلام، فليحذر أن يؤتى الإسلام من قبله، فعلى الكاتب منا أن يسخِّر قلمه لخدمة الإسلام ونصرته، وعلى التاجر أن يراقب الله في تجارته بيعًا وشراءً، وعلى المسؤول في أي موقع أن يستشعر مرضاةَ الله في جميع شأنه، وعلى أفراد المجتمع جميعًا التعاون على البر والتقوى، ومن أعظم ذلك بذل التناصح بينهم، وأولى الناس ببذل النصح المعروفون بالصلاح، فعليهم المبادرة بنشر الخير وبالنصح في المساجد والمحافل بعلمٍ وحلمٍ ورفق، وعلى كل من منَّ الله عليه بطاعة واجبة أن يبادرَ بنصحِ من قصّر في تحصيلها؛ فعلى أهل الجمعة والجماعة أن يتفقّدوا بيوتهم وجيرانهم وأصحابهم، فمن كان مقصّرًا في الصلاة منهم أن يبادروه بالنصح والترغيب في الخير والترهيب من وخيم عاقبة المعصية، وعلى أهل الأموال الذين حفظوا أموالهم من الحرام أن يناصحوا التجار الآخرين وأن يذكروهم بالله تعالى.

وبكل حال فعلى كل مسلم أن يبادر ببراءة ذمته بالنصح والمثابرة، عليه بالمكاتبة إلى المسؤولين وزيارتهم عند حدوث منكر، كل ذلك بعلم وبصيرة.

معاشر المسلمين: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أسباب خيرية الأمة: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ) [آل عمران: 110].

معاشر المسلمين: إن اجتناب المعاصي والحذر والتحذير منها من أعظم أسباب فلاح الأمة؛ فالمعاصي مفتاح لكل شر ومغلاق لكل خير، وبسببها يتصدع كيان الأمة وتزول هيبتها، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتم بالزرع، واتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم".

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية:
 

 

 

 

معاشر المسلمين: ومن أسباب فلاح الأمة: التنبه لمكائد الأعداء والحذر منها في جميع شؤون الحياة، كل بحسب طاقته؛ ذلكم لأن المكائد إذا غفل عنها فإنها تتنامى وتزداد بحسب تجاهلها وعدم إلقاء البال لها، وفي الوقت نفسه تتبلّد أحاسيس كثير من الناس تجاهها، ومن ثم يستمرئونها ويتأقلمون عليها.

وبكل حال فليعلم أن كيد شياطين الإنس والجن مستمرّ في شره واستفحاله، والواجب على كل مسلم أن يحذر ويحذّر من الخداع ببريقه.

معاشر المسلمين: ومن فلاح الأمة وقوتها: عدم التهويل من شأن العدو إلى حدّ إدخال الرعب في قلوب ضعاف الإيمان واليقين، وذلك بذكر عدد العدو وعدته وعتاده بصورة تظهره بمظهر الغالب الذي لا يغلب، فهذا مما يعين على فقدان الشعور، بل مجرد التفكير بالنصر.

ولا شك ولا ريب أن هذا من الخطورة بمكان؛ إذ إن الهزيمةَ النفسيةَ أعظم من الهزيمة الحسية، فالهزيمةُ الحسيةُ مؤقتة بوقت تزول بزواله، أما المعنوية فتبقى ملازمة أصحابها أمدًا طويلاً.

وبكل حال فالحذر الحذر من التضخيم والمبالغة في إظهار العدو، بل الأولى بالمسلم أن يكون سببًا في شحذ الهمم والعزائم وحث النفس على حسن الظن بالله تعالى، وكذلك على فعل ما يستطاع من الأسباب والوسائل التي تكون عونًا بعد الله تعالى في هزيمة العدو وكسر شوكته: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) [الأنفال: 60]، فالقوة قوتان: القوة المعنوية بالإيمان قولاً وعملاً واعتقادًا، والقوة الحسية إعدادًا وتربية.

معاشر المسلمين: ومن أسباب النصر أيضًا: التفاؤل والقطع بأن النصر للإسلام وأهله، كما جاءت بذلك النصوص الكثيرة التي تدل دلالة واضحة على ذلك، من ذلك قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [التوبة: 33].

وقد ذكر بعض المفسرين عند هذه الآية عددًا من الأحاديث النبوية المبشرة بظهور الإسلام وعزته، فمن ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى"، فقالت عائشة -رضي الله تعالى عنها-: يا رسول الله، إن كنت لأظن حين أنزل الله: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) أن ذلك تام! فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إنه سيكون من ذلك ما شاء الله"، وعن ثوبان -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها". أخرجه الإمام مسلم. ومن ذلك أيضًا قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًا يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل به الكفر". أخرجه الإمام أحمد وغيره عن تميم الداري -رضي الله تعالى عنه-، ثم قال تميم -رضي الله عنه- بعد أن ساق الحديث: "قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان كافرًا منهم الذل والصغار".

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وبصفاتك العلى أن تردّ المسلمين إليك ردًّا جميلاً، وأن تبصرهم في شأن وصلاح دينهم ودنياهم.

اللهم ارزقنا العزة بعد المذلة، والكرامة بعد المهانة، اللهم أصلح عقائد من ضل منهم وارزقهم الغيرة على التوحيد والحرمات، اللهم اهد شباب المسلمين واكفهم شر شياطين الجن والإنس، اللهم احفظ نساءهم من دعاة التبرج والسفور، اللهم وفق حكامنا إلى ما فيه خير العباد والبلاد.
 

 

 

 

 

المرفقات

أسباب تغيير حال المسلمين

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات