وهم
2022-10-09 - 1444/03/13التعريف
الوهم لغة:
مصدر قولهم: وهم يهم (مثل وعد يعد)، وهو مأخوذ من مادّة (وه م) الّتي تدلّ- فيما يقول ابن فارس- على معان متفرّقة لا تنقاس (أي لا ترجع إلى أصل واحد)، فمن ذلك الوهم، وهو البعير العظيم، وقيل الجمل الضّخم العظيم، والوهم: الطّريق، وقيل الطّريق الواسع. والوهم: وهم القلب، يقال منه: وهمت في الشّيء أهم وهما، إذا ذهب وهمك إليه وأنت تريد غيره، ووهمت (بكسر الهاء) في الحساب أوهم وهما ووهما. إذا غلطت فيه وسهوت، ويقال أيضا أوهم من الحساب مائة، وأوهم من صلاته ركعة أى أسقط. وأوهمت غيري إيهاما ووهّمته توهيما (أي جعلت ذلك في وهمه) وأوهمت الشّيء: تركته كلّه، وأوهمت في كتابي وكلامي: أي أسقطت منه شيئا، وتوهّمت: ظننت، واتّهمت فلانا بكذا (رميته به)، والاسم التّهمة (بالتّحريك) وأصل التّاء فيه واو مثل تكلة، وأتهم الرّجل: إذا صارت به ريبة، وقولهم لا وهم من كذا، أي لا بدّ منه.
وقال ابن منظور: الوهم: من خطرات القلب، والجمع أوهام، وللقلب وهم.
وتوهّم الشّيء: تخيّله وتمثّله، كان في الوجود أو لم يكن. وقال: توهّمت الشّيء وتفرّسته وتوسّمته وتبيّنته بمعنى واحد، قال زهير:
وقفت بها من بعد عشرين حجّة *** فلأيا عرفت الدّار بعد توهّم
ويقال: وهمت في كذا وكذا أي غلطت.
وأوهمت الشّيء تركته كلّه أوهم. قال الأصمعيّ: أوهم إذا أسقط، ووهم إذا غلط. ووهم في الصّلاة وهما ووهم، كلاهما: سها
[انظر مقاييس اللغة (6/ 149)، الصحاح (5/ 2054)، لسان العرب (12/ 643- 644). والنهاية في غريب الحديث والأثر (5/ 233- 234) ] .
الوهم اصطلاحا:
قال الرّاغب: الوهم: انقياد النّفس لقبول أثر ما يرد عليها [الذريعة (184) ] .
وقال الجرجانيّ والمناويّ: الوهم: قوّة جسمانيّة للإنسان محلّها آخر التّجويف الأوسط من الدّماغ من شأنها إدراك المعاني الجزئيّة المتعلّقة بالمحسوسات [التعريفات للجرجاني (276)، والتوقيف للمناوي (341) ] .
وقال الكفويّ: الوهم (كما في القاموس) من خطرات القلب، وقيل: هو (إدراك) مرجوح طرفي المتردّد فيه، وهو عبارة عمّا يقع في الحيوان من جنس المعرفة من غير سبب موضوع للعلم، وهو أضعف من الظّنّ وكثيرا ما يستعمل الوهم في الظّنّ الفاسد [الكليات (بتصرف) (943) ] .
أمّا التّوهّم فقد عرّفه الجرجانيّ بقوله: التّوهّم هو إدراك المعنى الجزئيّ المتعلّق بالمحسوسات [التعريفات (75)، وقد عرف الوهم أيضا بما لا يخرج عن ذلك في (276). وقد تبعه في هذا التعريف للوهم، الكفوي في الكليات (314) ] .
العناصر
1- الفرق بين الوهم والخاطر والخيال .
2- الفرق بين الوهم والظن والشك .
3- الفرق بين التوهم والتصور .
4- التوهم بين المدح والذم .
5- من وهِم أن أحداً من المخلوقين يستطيع أن يغلق جميع منافذ وسبل الدعوة فقد ظن بالله ظن السوء .
الاحاديث
1- عن أبي روح الكلاعيّ- رضي اللّه عنه- قال: صلّى بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم صلاة فقرأ فيها سورة الرّوم فلبّس بعضها، قال إنّما لبّس علينا الشّيطان القراءة من أجل أقوام يأتون الصّلاة بغير وضوء. فإذا أتيتم الصّلاة فأحسنوا الوضوء.وعن عبد الملك بن عمير قال: سمعت شبيبا أبا روح يحدّث عن رجل من أصحاب النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم عن النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم أنّه صلّى الصّبح فقرأ فيها الرّوم فأوهم فذكّره. [أحمد (3/ 471) واللفظ له وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 241) وقال: رجال أحمد رجال الصحيح وقال شعيب الأرناؤوط حديث حسن] .
2- عن أنس- رضي اللّه عنه- قال: ما صلّيت خلف أحد أوجز صلاة من صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم، في تمام، كانت صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم متقاربة. وكانت صلاة أبي بكر متقاربة. فلمّا كان عمر بن الخطّاب مدّ في صلاة الفجر. وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم إذا قال «سمع اللّه لمن حمده» قام. حتّى نقول: قد أوهم. ثمّ يسجد. ويقعد بين السّجدتين. حتّى نقول: قد أوهم.[ مسلم (473) ] .
الاثار
1- عن الحكم قال: سمعت أبا وائل يقول: قال عبد اللّه: من أوهم في صلاته فليتحرّ الصّواب ثمّ يسجد سجدتين بعد ما يفرغ وهو جالس. [النسائي (3/ 30) وقال الألباني صحيح] .