ولاية
2022-10-09 - 1444/03/13التعريف
لغة:
الولي: القريب والنصير والصاحب وهو خلاف العدو. يقول المولى عز وجل (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق) [الممتحنة: 1] وقال سبحانه (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور) [الممتحنة: 13].
وقال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم) [التوبة: 71].
اصطلاحا:
الولي: العارف بالله تعالى. قال سبحانه: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) [يونس: 62].
الولي شرعا:
فعيل بمعنى فاعل من وليه إذا قام به. ومن ذلك قوله تعالى: (وكفى بالله وليا) [النساء: 45].
وولى المرء من يلى أمره ويقوم مقامه كولي الصبى والمجنون وكالوكيل. وولى المرء أيضا من يقوم بأمره بعد وفاته من ذوى قرابته، وهذه الولاية من أسباب التوارث. الولاية اصطلاحا: سلطة شرعية تجعل لمن تثبت له القدرة على إنشاء العقود والتصرفات وتنفيذها بحيث تترتب آثارها الشرعية عليها بمجرد صدورها.
ولى الأمر اصطلاحا:
الحاكم، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم فى شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) [النساء: 59]. موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة المؤلف: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية مصر: (1-681).
العناصر
1- معنى ولي الأمر.
2- حق ولي الأمر على رعيته.
3- حق الرعية على ولي الأمر.
4- واجبات ولي الأمر.
5- دور ولاية الأمر في حماية المجتمع من الأفكار الهدامة.
6- ضوابط الإمامة في المجتمع المسلم.
7- ولي الأمر يمثل دعامة من دعائم المجتمع المسلم.
8- إقامة ولي الأمر من أهم واجبات الدين.
9- حدود صالحيات ولي الأمر.
10- وجوب طاعة ولي الأمر في غير معصية الله.
11- لا يقيم الحدود إلا ولي الأمر.
الايات
1- قَالَ الله تَعَالَى: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [الشعراء:215].
2- قال تَعَالَى: (إنَّ اللهَ يَأمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90].
3- قال تَعَالَى: (وَأَقْسِطُوا إنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الحجرات:9].
4- قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ) [النساء:59].
الاحاديث
1- عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: “كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتهِ: الإمَامُ رَاعٍ وَمَسؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ في أهلِهِ وَمَسؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ في بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ في مال سيِّدِهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ” رواه البخاري: (٢٤٠٩)، ومسلم: (١٨٢٩).
2- عن أَبي يعلى مَعْقِل بن يَسارٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: “مَا مِنْ عَبْدٍ يَستَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّة” أخرجه البخاري: (٧١٥٠)، ومسلم: (١٤٢). وفي رواية للبخاري: (٧١٥٠)، ومسلم: (١٤٢): “فَلَمْ يَحُطْها بنَصِيحَةٍ، إلّا لَمْ يَجِدْ رائِحَةَ الجَنَّةِ”. وفي رواية لمسلم: (١٤٢): “ما من أميرٍ يلِي أمرَ المسلمينَ، ثُمَّ لا يَجْهَدُ لهم وينصَحُ، إلّا لم يدخُلْ معهم الجنةَ”.
3- عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول في بيتي هَذَا: “اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارفُقْ بِهِ” رواه مسلم: (١٨٢٨).
4- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كَانَتْ بَنُو إسرَائِيلَ تَسُوسُهُم الأَنبِيَاء، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبيٌّ، وَإنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيكُونُ بَعْدِي خُلفَاءُ فَيَكثرُونَ”، قالوا: يَا رسول الله، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: “أَوْفُوا بِبَيْعَةِ الأَوَّل فَالأَوَّل، ثُمَّ أعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ، وَاسْأَلُوا الله الَّذِي لَكُمْ، فَإنَّ اللهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ” أخرجه البخاري: (٣٤٥٥) واللفظ له، ومسلم: (١٨٤٢).
5- عن عائِذ بن عمرو رضي الله عنه: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُبَيْد اللهِ بن زيادٍ، فَقَالَ لَهُ: أيْ بُنَيَّ، إنِّي سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: “إنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الحُطَمَةُ” فإيَاكَ أن تَكُونَ مِنْهُمْ. رواه مسلم: (١٨٣٠).
6- عن أَبي مريم الأزدِيِّ رضي الله عنه: أنّه قَالَ لِمعاوية رضي الله عنه: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: “مَنْ وَلاَّهُ اللهُ شَيْئاً مِنْ أُمُورِ المُسْلِمِينَ، فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجَتِهِمْ وَخَلَّتِهِمْ وَفَقْرِهِمْ، احْتَجَبَ اللهُ دُونَ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَفَقْرِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ” فجعل معاوية رجلاً عَلَى حوائج النَّاسِ. أخرجه أبو داود: (٢٩٤٨) باختلاف يسير، والترمذي: (١٣٣٢)، وصححه الألباني.
7- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: “سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ الله في ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: إِمَامٌ عادِلٌ، وَشَابٌ نَشَأ في عِبادة الله تَعَالَى، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللهِ اجتَمَعَا عَلَيْهِ، وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأةٌ ذاتُ مَنْصِبٍ وجَمالٍ، فَقَالَ: إنّي أخافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ الله خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ” أخرجه البخاري: (٦٨٠٦)، ومسلم:(١٠٣١).
8- عن عبدِ اللهِ بن عَمرو بن العاص رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ المُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ على مَنابِرَ مِن نُورٍ، عن يَمِينِ الرَّحْمَنِ عزَّ وجلَّ -وكِلْتا يَدَيْهِ يَمِينٌ- الَّذِينَ يَعْدِلُونَ في حُكْمِهِمْ وأَهْلِيهِمْ وما وَلُوا” أخرجه مسلم: (١٨٢٧).
9- عن عوفِ بن مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يقول: “خِيَارُ أئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ. وشِرَارُ أئِمَّتِكُم الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ !”، قَالَ: قُلْنَا: يَا رسول اللهِ، أفَلاَ نُنَابِذُهُم؟ قَالَ: “لاَ، مَا أقَامُوا فِيْكُمُ الصَّلاَةَ. لاَ، مَا أقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ” رواه مسلم: (١٨٥٥).
10- عن عِياضِ بن حِمارٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يقول: “أهلُ الجَنَّةِ ثَلاَثَةٌ: ذُو سُلطانٍ مُقْسِطٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحيمٌ رَقِيقُ القَلْبِ لكُلِّ ذي قُرْبَى ومُسْلِمٍ، وعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذو عِيالٍ” رواه مسلم: (٢٨٦٥).
11- عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “عَلَى المَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ والطَّاعَةُ فِيمَا أحَبَّ وكَرِهَ، إِلاَّ أنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيةٍ، فَإذَا أُمِرَ بِمَعْصِيةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ” أخرجه البخاري: (٧١٤٤)، ومسلم: (١٨٣٩).
12- وعنه، قَالَ: كُنَّا إِذَا بَايَعْنَا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمعِ والطَّاعَةِ، يَقُولُ لَنَا: “فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ” أخرجه البخاري: (٧٢٠٢)، ومسلم: (١٨٦٧).
13- وعنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: “مَنْ خَلَعَ يَداً مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً” رواه مسلم: (١٨٥١). وفي رواية عند أحمد: (٥٥٥١): “وَمَنْ مَاتَ وَهُوَ مُفَارِقٌ لِلجَمَاعَةِ، فَإنَّهُ يَمُوتُ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً”.
14- عن أنسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “اسْمَعُوا وأطِيعُوا، وَإنِ استُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشيٌّ، كأنَّ رأْسَهُ زَبيبةٌ” أخرجه البخاري: (٧١٤٢).
15- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عَلَيْكَ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ في عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأثَرَةٍ عَلَيْكَ” رواه مسلم: (١٨٣٦).
16- عن عبدِ اللهِ بن عمرو رضي الله عنهما، قَالَ: كنا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً، فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءهُ، وَمِنّا مَنْ يَنْتَضِلُ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ في جَشَرِهِ، إذْ نَادَى مُنَادِي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: الصَّلاةَ جَامِعَةً. فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: “إنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبيٌّ قَبْلِي إِلاَّ كَانَ حَقّاً عَلَيْهِ أنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُم شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ. وَإنَّ أُمَّتَكُمْ هذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا في أوَّلِهَا، وَسَيُصيبُ آخِرَهَا بَلاَءٌ وَأمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتنَةٌ يُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضاً، وَتَجِيءُ الفتنَةُ فَيقُولُ المُؤْمِنُ: هذه مُهلكتي، ثُمَّ تنكشفُ، وتجيء الفتنةُ فيقولُ المؤمنُ: هذِهِ هذِهِ. فَمَنْ أحَبَّ أنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، ويُدْخَلَ الجَنَّةَ، فَلْتَأتِهِ منيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنَ باللهِ واليَوْمِ الآخِرِ، وَلْيَأتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أنْ يُؤتَى إِلَيْهِ. وَمَنْ بَايَعَ إمَاماً فَأعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ، فَلْيُطِعْهُ إن استَطَاعَ، فإنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنْقَ الآخَرِ” رواه مسلم: (١٨٤٤). قَوْله: “يَنْتَضِلُ” أيْ: يُسَابِقُ بالرَّمْي بالنَّبل والنُّشَّاب. وَ”الجَشَرُ”: بفتح الجيم والشين المعجمة وبالراء، وهي: الدَّوابُّ الَّتي تَرْعَى وَتَبِيتُ مَكَانَهَا. وَقَوْلُه: “يُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضاً” أيْ: يُصَيِّرُ بَعْضُهَا بَعْضَاً رقيقاً: أيْ خَفِيفاً لِعِظَمِ مَا بَعْدَهُ، فالثَّانِي يُرَقّقُ الأَوَّلَ. وقيل مَعنَاهُ يُشَوِّقُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ بتحسينهَا وَتَسويلِهَا، وقيل: يُشبِهُ بَعْضُها بَعضاً.
17- عن أَبي هُنَيْدَةَ وَائِلِ بن حُجرٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَألَ سَلَمَةُ بن يَزيدَ الجُعفِيُّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ الله، أرأيتَ إنْ قامَت عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسألُونَا حَقَّهُم، وَيمْنَعُونَا حَقَّنَا، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَأعْرَضَ عنه، ثُمَّ سَألَهُ، فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “اسْمَعْوا وَأَطِيعُوا، فإنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا، وَعَلَيْكُمْ مَا حملْتُمْ” رواه مسلم (١٨٤٦).
18- عن عبد الله بن مسعود صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا !” قالوا: يَا رسول الله، كَيْفَ تَأمُرُ مَنْ أدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ؟ قَالَ: “تُؤَدُّونَ الحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللهَ الَّذِي لَكُمْ” أخرجه البخاري: (٣٦٠٣)، ومسلم: (١٨٤٣).
19- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أطَاعَنِي فَقَدْ أطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ يُطِعِ الأَمِيرَ فَقَدْ أطَاعَنِي، وَمَنْ يَعصِ الأميرَ فَقَدْ عَصَانِي” أخرجه البخاري: (٢٩٥٧)، ومسلم: (١٨٣٥).
20- عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “مَنْ كَره مِنْ أمِيرِهِ شَيْئاً فَلْيَصْبِرْ، فَإنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلطَانِ شِبْراً مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً” أخرجه البخاري: (٧٠٥٣) واللفظ له، ومسلم: (١٨٤٩).
21- عن أَبي بكرة رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: “مَن أَهانَ سلطانَ اللَّهِ في الأرضِ أَهانَهُ اللَّهُ” أخرجه الترمذي: (٢٢٢٤)، وصححه الألباني.
22- وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ، وَلاَ يَنْظُرُ إلَيْهِمْ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ: رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالفَلاَةِ يَمْنَعُهُ مِنِ ابْنِ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلاً سِلْعَةً بَعْدَ العَصْرِ فَحَلَفَ بِاللهِ لأَخَذَهَا بِكذَا وَكَذَا فَصَدَّقَهُ وَهُوَ عَلَى غَيْرِ ذلِكَ، وَرَجُلٌ بَايَعَ إمَاماً لاَ يُبَايِعُهُ إلاَّ لِدُنْيَا فَإنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا وَفَى وَإنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْهَا لَمْ يَفِ”. أخرجه البخاري: (٧٢١٢)، ومسلم: (١٠٨).
23- وعنه: أنَّ رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: “يُصَلُّونَ لَكُمْ، فَإنْ أصَابُوا فَلَكُمْ، وإنْ أَخْطَئُوا فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ”. أخرجه البخاري: (٦٩٤).
24- وعنه رضي الله عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلاَ يَنْظُرُ إلَيْهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: شَيْخٌ زَانٍ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ” رواه مسلم: (١٠٧).
الاثار
1- عن قتادة، قال: قالت بنو إسرائيل: يا رب أنت في السماء ونحن في الأرض، فكيف لنا أن نعرف رضاك وغضبك؟ قال: "إذا رضيت عليكم، استعملت عليكم خياركم، وإذا غضبت، استعملت عليكم شراركم" سير أعلام النبلاء: (5-280).
2- قال الشافعي: " آلات الرياسة خمس: صدق اللهجة، وكتمان السر، والوفاء بالعهد، وابتداء النصيحة، وأداء الأمانة " سير أعلام النبلاء: (10-42).
القصص
1- عن عروة أن المسور بن مخرمة أخبره أنه وفد على معاوية، فقضى حاجته، ثم خلا به، فقال: يا مسور ! ما فعل طعنك على الأئمة؟ قال: دعنا من هذا وأحسن. قال: لا والله، لتكلمني بذات نفسك تعيب علي. قال مسور: فلم أترك شيئاً أعيبه عليه إلا بينت له. فقال: لا أبرأ من الذنب. فهل تعد لنا يا مسور ما نلي من الإصلاح في أمر العامة؛ فإن الحسنة بعشر أمثالها، أم تعد الذنوب، وتترك الإحسان؟! قال: ما تذكر إلا الذنوب.
قال معاوية: فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه؛ فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلك إن لم تغفر؟ قال: نعم.
قال: فما يجعلك الله برجاء المغفرة أحق مني؛ فوالله ما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي، ولكن والله لا أخير بين أمرين بين الله وبين غيره، إلا اخترت الله على ما سواه، وإني لعلى دين يقبل فيه العمل ويجزى فيه بالحسنات، ويجزى فيه بالذنوب إلا أن يعفو الله عنها.
قال: فخصمني.
قال عروة: فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلى عليه. سير أعلام النبلاء (3-151)
- قال قبيصة بن جابر: قلت لمعاوية: من ترى للأمر بعدك؟ فسمى رجالا، ثم قال: وأما القارئ الفقيه الشديد في حدود الله، مروان. سير أعلام النبلاء: (٣-٤٧٧)
2- قال أحمد: كان مروان بن الحكم يتتبع قضاء عمر. سير أعلام النبلاء: (3-477).
3- عن مسروق، قال: كنت مع أبي موسى أيام الحكمين، فسطاطي إلى جانبه، فأصبح الناس ذات يوم قد لحقوا بمعاوية، فرفع أبو موسى رفرف فسطاطه وقال: يا مسروق، قلت: لبيك، قال: إن الإمارة ما ائتمر فيها، وإن الملك ما غلب عليه بالسيف. شرح التبصرة والتذكرة معرفة الصحابة: (2-137)
4- عن أبي إسحاق، قال: ما رأيت أميرا قط أفضل ولا أسخى ولا أشجع من المهلب، ولا أبعد مما يكره، ولا أقرب مما يحب. سير أعلام النبلاء: (4-384)
6- قال عبيد الله بن عمر: خطبهم عمر، فقال: لست بخير أحد منكم، ولكني أثقلكم حملاً. تاريخ مدينة دمشق (ج24-616).
7- لما ولي عمر بن عبد العزيز بكى، فقال له رجل: كيف حبك للدنيا والدرهم؟ قال: لا أحبه، قال: لا تخف، فإن الله سيعينك. تاريخ الخلفاء: (148).
8- إبراهيم بن هشام بن يحيى، حدثني أبي، عن جدي قال: كنت أنا وابن أبي زكريا بباب عمر بن عبد العزيز، فسمعنا بكاء، فقيل: خير أمير المؤمنين امرأته بين أن تقيم في منزلها وعلى حالها، وأعلمها أنه قد شغل بما في عنقه عن النساء، وبين أن تلحق بمنزل أبيها، فبكت، فبكت جواريها. سير أعلام النبلاء: (5-128).
9- عن أبي هاشم أن رجلاً جاء إلى عمر بن عبد العزيز فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، وأبو بكر عن يمينه، وعمر عن شماله، فإذا رجلان يختصمان وأنت بين يديه، فقال لك: يا عمر ! إذا عملت فاعمل بعمل هذين، فاستحلفه بالله لرأيت؟ فحلف له، فبكى. سير أعلام النبلاء: (5-78).
10- عن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع أنه دخل على فاطمة بنت عبد الملك فقال: ألا تخبريني عن عمر؟ قالت: ما أعلم أنه اغتسل من جنابة ولا احتلام منذ استخلف. سير أعلام النبلاء: (5-136).
11- دخل محمد بن واسع على الأمير بلال بن أبي بردة، فدعاه إلى طعامه، فاعتل عليه، فغضب، وقال: إني أراك تكره طعامنا، قال: لا تقل ذاك أيها الأمير، فوالله لخياركم أحب إلينا من أبنائنا. تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير والأعلام: (5-161).
12- لما بلغ الرشيد موت ابن المبارك بِهَيْت قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، يا فضل: إيذن للناس يعزونا في ابن المبارك، وقال: أما هو القائل:
الله يدفع بالسلطان معضلة *** عن ديننا رحمة منه ورضوانا
لولا الأئمة لم تأمن لنا سبل *** وكان أضعفنا نهباً لأقوانا
فمن الذي يسمع هذا من ابن المبارك ولا يعرف حقنا؟!
كتاب الورع: (129).
14- قال عبد الرزاق: كنت مع الفضيل بمكة، فمر هارون، فقال الفضيل: الناس يكرهون هذا، وما في الأرض أعز علي منه، لو مات لرأيت أموراً عظاماً. سير أعلام النبلاء: (9-289).
15- عن الفضيل قال: لو أن لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في إمام، فصلاح الإمام صلاح البلاد والعباد. سير أعلام النبلاء: (8-383).
16- عن عمار بن ليث الواسطي، سمعت الفضيل بن عياض يقول: ما من نفس تموت أشد علي موتا من أمير المؤمنين هارون، ولوددت أن الله زاد من عمري في عمره.
قال: فكبر ذلك علينا، فلما مات هارون، وظهرت الفتن، وكان من المأمون ما حمل الناس على خلق القرآن، قلنا: الشيخ كان أعلم بما تكلم. سير أعلام النبلاء: (9-289).
17- وقال أبو حاتم: حدثنا حرملة: سمعت الشافعي يقول: الخلفاء خمسة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمر بن عبد العزيز. مناقب الشافعي للبيهقي: (91).
18- وعن يحيى بن أكثم قال: كان المأمون يجلس للمناظرة يوم الثلاثاء، فجاء رجل قد شمر ثيابه، ونعله في يده، فوقف على طرف البساط، وقال: السلام عليكم.
فرد المأمون، فقال: أتاذن لي في الدنو؟ قال: ادن، وتكلم، قال: أخبرني عن هذا المجلس الذي أنت فيه، جلسته باجتماع الأمة أم بالغلبة والقهر؟ قال: لا بهذا ولا بهذا، بل كان يتولى أمر الأمة من عقد لي ولأخي، فلما صار الأمر إلي، علمت أني محتاج إلى اجتماع كلمة المسلمين على الرضى بي، فرأيت أني متى خليت الأمر، اضطرب حبل الإسلام، ومرج عهدهم، وتنازعوا، وبطل الحج والجهاد، وانقطعت السبل، فقمت حياطة للمسلمين، إلى أن يجمعوا على من يرضونه، فأسلم إليه.
فقال: السلام عليك ورحمة الله.
وذهب، فوجه المأمون من يكشف خبره، فرجع، فقال: مضى إلى مسجد فيه خمسة عشر رجلا في هيئته، فقالوا: لقيت الرجل؟ قال: نعم، وأخبرهم بما جرى، فقالوا: ما نرى بما قال بأسا، وافترقوا.
فقال المأمون: كفينا مؤنة هؤلاء بأيسر الخطب. سير أعلام النبلاء: (10-278).
19- وقال عبيد الله بن سعيد: سمعت ابن مهدي يقول: لا يجوز أن يكون الرجل إماماً حتى يعلم ما يصح مما لا يصح. تذكرة الحفاظ: (ج1-241).
20- وقال يزيد بن محمد المهلبي: قال لي المتوكل: إن الخلفاء كانت تتصعب على الناس ليطيعوهم، وأنا ألين لهم ليحبوني ويطيعوني. تاريخ الإسلام (ج 18-197).
الاشعار
1- قال ابن خفاجه:
لَعَمرِيَ لَو أَضَعتُ في مَنهَجِ التُقى *** لَكانَ لَنا في كُلِّ صالِحَةٍ نَهجُ
فَما يَستَقيمُ الأَمرُ وَالمَلكُ جائِرٌ *** وَهَل يَستَقيمُ الظِلُّ وَالعودُ مُعوَجُّ
(موقع: الديوان)
2- قال الناظم:
إنَّ المناصبَ لا تدومُ لواحدِ *** إن كنت تجهلُ ذا فأين الأولُ
فاغرس من الفعل الجميل فضائلا *** فإذا عزلتَ فإنها لا تُعزلُ
كتاب موسوعة الأخلاق؛ للخراز: (ص٤١٦).
3- قال أبو حاتم سهل بن محمد قال: أنشدني العتبي للأخطل في معاوية:
تسمو العيون إلى إمام عادل *** معطى المهابة نافع ضرّار
وترى عليه إذا العيون لمحنه *** سيما الحليم وهيبة الجبار
العقد الفريد: (1-38).
متفرقات
1- قال ابن المديني:...ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين وقد اجتمع عليه الناس فأقروا له بالخلافة بأي وجه كانت برضا أو بغلبة فهو شاق هذا الخارج عليه العصا، وخالف الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه لأحد من الناس فمن عمل ذلك فهو مبتدع على غير السنة شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1-168).
2- قال الإمام أحمد: ودفع الصدقات والأعشار والخراج والفيء والغنائم إلى الأمراء عدلوا أو جاروا، والانقياد لمن ولاه الله عزَّ وجلَّ أمركم لا تنزع يد من طاعته، ولا تخرج عليه بسيفك يجعل الله لك فرجا ومخرجا، ولا تخرج على السلطان، بل تسمع وتطيع. فإن أمرك السلطان بأمر ـ هو لله عزَّ وجلَّ معصية ـ فليس لك أن تطيعه، وليس لك أن تخرج عليه ولا تمنعه حقه ولا تعن على فتنة بيد ولا لسان، بل كف يدك ولسانك وهواك، والله عزَّ وجلَّ المعين كتاب السنة للإمام أحمد: (ص46) ضمن شذرات الذهب.
3- قال أبو زرعة الرازي: ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال في فتنة ونسمع ونطيع لمن ولاه الله عزَّ وجلَّ أمرنا ولا ننزع يدا من طاعة ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: (1-177).
4- قال ابن أبي زمنين: "فالسمع والطاعة لولاة الأمر واجب مهما قصَّروا في ذاتهم، فلم يبلغوا الواجب عليهم، غير أنهم يدعون إلى الحق ويأمرون به ويذبون عنه، فعليهم ما حملوا، وعلى رعاياهم ما حملوا من السمع والطاعة لهم أصول السنة: (ص980).
5- قال النووي: أجمع العلماء على وجوبها ـ أي طاعة الأمراء ـ في غير معصية، وعلى تحريمها في المعصية. نقل الإجماع على هذا القاضي عياض" إلى أن قال: ولا تنازعوا ولاة الأمور في ولايتهم، ولا تعترضوا عليهم إلا أن تروا منهم منكرا محققا تعلمونه من قواعد الإسلام، فإذا رأيتم ذلك فأنكروه عليهم وقولوا بالحق حيث ما كنتم، وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين، وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته، وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق شرح مسلم: ( 12/222، 223، 229).
6- يقول الشيخ عبد العزيز الراجحي: فمن خرج على ولاة الأمور أو ألب عليهم أو نابذهم أو قاتلهم؛ فإنه من أهل البدع. هذه طريقة الخوارج وطريقة المعتزلة. أهل البدع لا يرون السمع والطاعة لولاة الأمور، هذه طريقة الخوارج والمعتزلة والروافض؛ فالخوارج يرون أن ولي الأمر حتى ولو فعل ولي الأمر المعصية ولو فعل الكبيرة، ولو قتل بعض الناس أو أخذ بعض الناس؛ لا يجوز الخروج عليه كما في الحديث: " وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك " رواه مسلم في صحيحه، وذلك لأن الخروج على ولي الأمر يترتب عليه مفاسد أعظم فأنت تريد أن تنكر المنكر، لكن لا ينكر المنكر بمنكر أعظم. إذا فعل ولي الأمر مثلا معصية في أي وقت، وفي أي زمان وفي أي مكان كأن فعل بعض المعاصي شرب الخمر، كذا مثلا ضرب بعض الناس، سجن بعض الناس هذه معصية، هذا منكر هل تنكر المنكر بمنكر أعظم؟ إذا خرجت عليه أنكرت منكر بمنكر أعظم المختار في أصول السنة لابن البنا شرح عبد العزيز الراجحي: (1-39).
7- يقول محماس بن عبد الله بن محمد الجلعود: إن موالاة ولاة الأمر وعدم عداوتهم، والسمع والطاعة لهم، عبادة يؤديها الفرد المسلم لوجه الله عز وجل، يثاب على فعلها ويعاقب على تركها قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)[سورة النساء : 59] وقد ذكر الله عز وجل طاعته وطاعة رسوله فيما يقارب من أربع وعشرين آية في القرآن الكريم. انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم مادة: ط-و-ع (ص429 – 430).
بينما طاعة ولي الأمر لم تذكر إلا في الآية المتقدمة مقيدة بكونه من المسلمين، والإسلام في مفهومه الصحيح يعني تطبيق الأحكام الشرعية قولاً وفعلاً واعتقادًا، وهذا الحاكم الموصوف بالإسلام هو الذي تطلبه الأمة الإسلامية، وتريد وجوده، وتحرص على بقائه، وترى أن طاعته واجبة لأنها متصلة بطاعة الله ورسوله. وعلى ذلك تحمل الآيات والأحاديث الواردة في وجوب طاعة ولاة الأمر وعدم الخروج عليهم ما لم يقترفوا كفرًا بواحًا. انظر نيل الأوطار؛ للشوكاني: (ج5 ص367 و ج7 ص198، 199).
8- قال النووي رحمة الله تعالى في باب الوالي العادل. والوالي العادل هو الذي يتولى أمرا من أمور المسلمين الخاصة أو العامة حتى الرجل في أهل بيته يعتبر واليا عليهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم الرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته والعدل واجب حتى في معاملة الإنسان نفسه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن لنفسك عليك حقا ولربك عليك حقا ولأهلك عليك حقا ولزورك أي الزائر لك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه. فالعدل واجب في كل شيء لكنه في حق ولاة الأمور أؤكد وأولى وأعظم لأن الظلم إذا وقع من ولاة الأمور حصلت الفوضى والكراهة لهم حيث لم يعدلوا لكن موقفنا نحو الإمام أو نحو الوالي الذي لم يعدل أو ليس بعادل أن نصبر نصبر على ظلمه وعلى جوره وعلى استئثاره حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى الأنصار رضي الله عنهم وقال لهم إنكم ستلقون بعدي أثرة يعني استئثار عليكم فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ذلك لأن منازعة ولى الأمر يحصل بها الشر والفساد الذي هو أعظم من جوره وظلمه ومعلوم أن العقل والشرع ينهي عن ارتكاب أشد الضررين ويأمر بارتكاب أخف الضررين إذا كان لابد من ارتكاب أحدهما. شرح رياض الصالحين لمحمد بن صالح بن محمد العثيمين: (1-705).
الإحالات
1- الإمامة العظمى عند أهل السنة والجماعة تأليف: عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي.
2- إيضاح طرق الاستقامة في بيان أحكام الولاية والإمامة؛ لابن المبرد.
3- أصول الحكم ونظام الولاية في الشريعة الإسلامية؛ د. عبدالرحمن بن إبراهيم الحميضي.