وقاية
2022-10-11 - 1444/03/15التعريف
الوقاية لغة:
مصدر قولهم: وقى يقي وهو مأخوذ من مادّة (وق ى) الّتي تدلّ على دفع شيء عن شيء بغيره، والوقاية ما يقي الشّيء، وقولهم: (اتّق اللّه): توقّه أي اجعل بينك وبينه كالوقاية، ويقال: وقاه اللّه وقاية بالكسر أي حفظه، والوقاية (بالفتح) لغة في الوقاية بالكسر، وقيل أيضا: الوقاية بالضّمّ، والوقاء بالفتح والكسر: ما وقيت به شيئا، والأواقي جمع واقية.
ويقال: اتّقى بكذا: إذا جعله وقاية لنفسه، والتّوقية:
الكلاءة والحفظ ممّا يؤذي ويضرّ: قال تعالى: (فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ) [الإنسان: 11]، وفي الحديث الشّريف «كنّا إذا احمرّ البأس اتّقينا برسول اللّه» أي جعلناه وقاية لنا من العدوّ قدّامنا، واستقبلنا العدوّ به وقمنا خلفه وقاية (له).
وقال ابن منظور: يقال: وقاه اللّه وقيا ووقاية وواقية صانه.
ويقال: وقيت الشّيء أقيه: إذا صنته عن الأذى، وقوله صلّى اللّه عليه وسلّم في حديث معاذ «وتوقّ كرائم أموالهم» أي تجنّبها ولا تأخذها في الصّدقة، وتوقّى واتّقى بمعنى، والوقاء والوقاء والوقاية والوقاية والوقاية والواقية: كلّ ما وقيت به شيئا. قال اللّحيانيّ: كلّ ذلك مصدر وقيته الشّيء، وفي التّنزيل العزيز (وَما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ) أي من دافع [انظر المقاييس (6/ 131)، الصحاح 6/ 2528، المفردات ص (531)، البصائر (5/ 256)، لسان العرب (وق ى) (4902 ط. دار المعارف) ] .
الوقاية اصطلاحا:
قال المناويّ- رحمه اللّه تعالى-:
الوقاية: حفظ الشّيء عمّا يؤذيه ويضرّه، والتوقّي: جعل الشّيء وقاية ممّا يخاف [التوقيف على مهمات التعاريف (339) ] .
وقال الرّاغب: الوقاية حفظ الشّيء ممّا يؤذيه ويضرّه [المفردات (530) ] .
العناصر
1- الفرق بين الوقاية والتقوى .
2- درهم وقاية خير من قنطار علاج .
3- وقاية الأبناء الحقة هو أن تفتح لهم دروب الحق والهدى والنور، وأن تقرب لهم الهداية وأن يجنبوا الغواية .
4- العمل على وقاية الأبناء من المؤثرات الضارة .
5- التقوى وقاية من الضيق والكرب والعسر، ووقاية من الفقر والحاجة والفاقة .
6- سبل الوقاية من شر الشهوات .
7- أهمية معرفة أسباب وقاية المرأة من الفساد .
8- الابتعاد عن الحرام واتخاذ الحلال رزقا وكسبا وقاية من النار .
الايات
1- قوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ) [البقرة: 201] .
2- قوله تعالى: (قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ * الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ) [آل عمران: 15- 16] .
3- قوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ ) [آل عمران: 190- 191] .
4- قوله تعالى: (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ * لَهُمْ عَذابٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ) [الرعد: 33- 34] .
5- قوله تعالى: (وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ) [الرعد: 37] .
6- قوله تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ * وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) [النحل: 80- 81] .
7- قوله تعالى: (رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ* وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [غافر: 8- 9] .
8- قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ) [غافر: 21] .
9- قوله تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ) [الطور: 17- 18] .
10- قوله تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) [الحشر: 9] .
11- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) [التحريم: 6] .
الاحاديث
1- عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إذا خرج الرّجل من بيته فقال: باسم اللّه، توكّلت على اللّه، لا حول ولا قوّة إلّا باللّه» قال: «يقال حينئذ: هديت وكفيت ووقيت، فتتنحّى له الشّياطين، فيقول شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي» [أبو داود (5095) واللفظ له. وقال الألباني (3/ 959): صحيح] .
2- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه-: عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال «إنّ الميّت يصير إلى القبر. فيجلس الرّجل الصّالح في قبره، غير فزع ولا مشعوف. ثمّ يقال له: فيم كنت ؟» فيقول: كنت في الإسلام. فيقال له: ما هذا الرّجل ؟ فيقول: محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جاءنا بالبيّنات من عند اللّه فصدّقناه. فيقال له: هل رأيت اللّه؟ فيقول: ما ينبغي لأحد أن يرى اللّه، فيفرج له فرجة قبل النّار. فينظر إليها يحطم بعضها بعضا. فيقال له: انظر إلى ما وقاك اللّه. ثمّ يفرج له قبل الجنّة. فينظر إلى زهرتها وما فيها. فيقال له: هذا مقعدك. ويقال له: على اليقين كنت. وعليه متّ. وعليه تبعث إن شاء اللّه. «ويجلس الرّجل السّوء في قبره فزعا مشعوفا. فيقال له: فيم كنت؟» فيقول: لا أدري. فيقال له: ما هذا الرّجل؟ فيقول: سمعت النّاس يقولون قولا فقلته. فيفرج له قبل الجنّة. فينظر إلى زهرتها وما فيها. فيقال له: انظر إلى ما صرف اللّه عنك ثمّ يفرج له فرجة قبل النّار. فينظر إليها. يحطم بعضها بعضا. فيقال له: هذا مقعدك. على الشّكّ كنت. وعليه متّ. وعليه تبعث، إن شاء اللّه تعالى.[ ابن ماجة 2 (4268) وقال الألباني صحيح] .
3- عن عبد اللّه- رضي اللّه عنه- قال: «كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في غار، فنزلت (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) وإنّا لنتلقّاها من فيه، إذ خرجت حيّة من جحرها، فابتدرناها لنقتلها، فسبقتنا، فدخلت جحرها، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «وقيت شرّكم، كما وقيتم شرّها». وعن إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه مثله. قال: «وإنّا لنتلقّاها من فيه رطبة». وتابعه أبو عوانة عن مغيرة.[ البخاري- الفتح 6 (3317) ] .
4- عن عبد اللّه بن عمرو- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلّا وقاه اللّه فتنة القبر» [الترمذي (1074)، وقال: هذا حديث حسن غريب. وأحمد (2/ 169)، وأورده السيوطي في الجامع الصغير وحسّن إسناده الشيخ الألباني صحيح الجامع (5649) ] .
5- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: « ما من نبيّ ولا وال إلّا وله بطانتان، بطانة تأمره بالمعروف، وبطانة لا تألوه خبالا، ومن وقي شرّها فقد وقي، وهو مع الّتي تغلب عليه منهما» [أحمد (2/ 237) واللفظ له، وقال الشيخ أحمد شاكر (12/ 228): إسناده صحيح] .
6- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من وقاه اللّه شرّ ما بين لحييه، وشرّ ما بين رجليه دخل الجنّة» [الترمذي (2409) وقال الألباني صحيح] .
7- عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما-، يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا كان جنح اللّيل أو أمسيتم- فكفّوا صبيانكم، فإنّ الشّياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من اللّيل فحلّوهم، فأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم اللّه، فإنّ الشّيطان لا يفتح بابا مغلقا، وأوكوا قربكم واذكروا اسم اللّه، وخمّروا آنيتكم واذكروا اسم اللّه، ولو أن تعرضوا عليها شيئا، وأطفئوا مصابيحكم» [البخاري- الفتح 10 (5623) ] .
الاثار
1- عن قيس، قال: رأيت يد طلحة شلّاء وقى بها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يوم أحد.[البخاري- الفتح 7 (4063) ] .
2- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: كنت أقرىء رجالا من المهاجرين منهم عبد الرّحمن بن عوف، فبينما أنا في منزله بمنى، وهو عند عمر بن الخطّاب في آخر حجّة حجّها، إذ رجع إليّ عبد الرّحمن فقال: لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال: يا أمير المؤمنين، هل لك في فلان؟ يقول: لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا، فو اللّه ما كانت بيعة أبي بكر إلّا فلتة فتمّت، فغضب عمر، ثمّ قال: إنّي إن شاء اللّه لقائم العشيّة في النّاس فمحذّرهم هؤلاء الّذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم. قال عبد الرّحمن: فقلت: يا أمير المؤمنين، لا تفعل، فإنّ الموسم يجمع رعاع النّاس وغوغاء هم، فإنّهم هم الّذين يغلبون على قربك حين تقوم في النّاس، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيّرها عنك كلّ مطيّر، وأن لا يعوها، وأن لا يضعوها على مواضعها، فأمهل حتّى تقدم المدينة، فإنّها دار الهجرة والسّنّة، فتخلص بأهل الفقه وأشراف النّاس، فتقول ما قلت متمكّنا، فيعي أهل العلم مقالتك، ويضعونها على مواضعها. فقال عمر: أما واللّه- إن شاء اللّه- لأقومنّ بذلك أوّل مقام أقومه بالمدينة، قال ابن عبّاس: فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجّة، فلمّا كان يوم الجمعة عجلت الرّواح حين زاغت الشّمس حتّى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر، فجلست حوله تمسّ ركبتي ركبته، فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطّاب، فلمّا رأيته مقبلا قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: ليقولنّ العشيّة مقالة لم يقلها منذ استخلف. فأنكر عليّ وقال: ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله! فجلس عمر على المنبر، فلمّا سكت المؤذّنون قام فأثنى على اللّه بما هو أهله ثمّ قال: أمّا بعد، فإنّي قائل لكم مقالة قد قدّر لي أن أقولها، لا أدري لعلّها بين يدي أجلي، فمن عقلها ووعاها فليحدّث بها حيث انتهت به راحلته، ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحلّ لأحد أن يكذب عليّ، إنّ اللّه بعث محمّدا صلّى اللّه عليه وسلّم بالحقّ، وأنزل عليه الكتاب، فكان ممّا أنزل اللّه آية الرّجم، فقرأناها وعقلناها ووعيناها، ورجم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالنّاس زمان أن يقول قائل: واللّه ما نجد آية الرّجم في كتاب اللّه، فيضلّوا بترك فريضة أنزلها اللّه، والرّجم في كتاب اللّه حقّ على من زنى إذا أحصن من الرّجال والنّساء إذا قامت البيّنة أو كان الحبل أو الاعتراف. ثمّ إنّا كنّا نقرأ فيما نقرأ من كتاب اللّه، أن لا ترغبوا عن آبائكم؛ فإنّه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم- أو إنّ كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم- ألا ثمّ إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: لا تطروني كما أطري عيسى ابن مريم، وقولوا: عبد اللّه ورسوله. ثمّ إنّه بلغني أنّ قائلا منكم يقول: واللّه لو قد مات عمر بايعت فلانا، فلا يغترّنّ امرؤ أن يقول إنّما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمّت، ألا وإنّها قد كانت كذلك، ولكنّ اللّه وقى شرّها، وليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر ... الحديث.[ البخاري- الفتح 12 (6830) ] .
3- عن أبي الهيّاج الأسديّ قال: كنت أطوف بالبيت، فرأيت رجلا يقول: اللّهمّ قني شحّ نفسي، لا يزيد على ذلك، فقلت له ، فقال: إنّي إذا وقيت شحّ نفسي لم أسرق، ولم أزن، ولم أفعل شيئا، وإذا الرّجل عبد الرّحمن بن عوف. [جامع البيان (12/ 42) والقرطبي (9/ 21) ] .
4- عن عبد اللّه بن عمر، قال: إن نجوت من ثلاث طمعت أن أنجو، قال عبد اللّه بن صفوان ما هنّ، أنبيك فيهنّ؟ قال: أخرج المال العظيم فأخرجه ضرارا ثمّ أقول: أقرض ربّي هذه اللّيلة، ثمّ تعود نفسي فيه حتّى أعيده من حيث أخرجته، وإن نجوت من شأن عثمان، قال ابن صفوان: أمّا عثمان فقتل يوم قتل، وأنت تحبّ قتله وترضاه، فأنت ممّن قتله، وأمّا أنت فرجل لم يقك اللّه شحّ نفسك قال: صدقت. [جامع البيان (12/ 42) ] .
5- قال ابن زيد في قوله تعالى (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ) [التغابن: 16] قال: من وقي شحّ نفسه فلم يأخذ من الحرام شيئا، ولم يقربه، ولم يدعه الشحّ أن يحبس من الحلال شيئا، فهو من المفلحين.[ جامع البيان (12/ 42) والقرطبي (9/ 21) ] .
6- عن ابن عبّاس قال في قوله تعالى: (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) [التحريم: 6] اعملوا بطاعة اللّه، واتّقوا معاصي اللّه، ومروا أهليكم بالذّكر ينجكم اللّه من النّار.[ جامع البيان (12/ 157) ] .
7- عن عليّ- رضي اللّه عنه- قال: من أدّى زكاة ماله فقد وقي شحّ نفسه. [روح المعاني للآلوسي (28/ 54) ] .
8- عن عمر- رضي اللّه عنه- قال: لمّا نزلت هذه الآية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) يا رسول اللّه نقي أنفسنا، فكيف لنا بأهلينا؟ فقال «تنهونهم عمّا نهاكم اللّه، وتأمرونهم بما أمر اللّه» [تفسير القرطبي (9/ 128) ] .
متفرقات
1- قال الطّبريّ في قوله تعالى (قُوا أَنْفُسَكُمْ) أي علّموا بعضكم ما تقون به من تعلّمونه النّار، وتدفعونها عنه إذا عمل به من طاعة اللّه واعملوا بطاعة اللّه.[ جامع البيان (12/ 156) ] .