هدية
2022-10-06 - 1444/03/10التعريف
تعريف الهدية: أولاً: تعريفها لغة الهدية في اللغة: (بعثةُ لطفٍ) [معجم المقاييس في اللغة، مادة (هدي)، ص (1067) ]، وما أَتْحَفتَ به غيرك [ينظر: لسان العرب، مادة (هدي)، (15/357) ] .
وقيل: هي ما بَعَثْتَه لغيرك إكراماً أو تودداً [ينظر: التوقيف على مهمات التعاريف ص (74)، عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (4/216) ] . ثانياً: تعريفها اصطلاحاً الهدية في اصطلاح الفقهاء: جرى الفقهاء على ذكر الهدية في باب الهبة [ينظر: تبيين الحقائق (5/91)، مواهب الجليل (6/49)، مغني المحتاج (2/397)، الروض المربع ص (328)]؛ لأن الهدية نوع من الهبة، وقد عرّف الفقهاء الهبة بأنها: تمليك من غير عوض [ينظر: حاشية ابن عابدين (5/687)، شرح حدود ابن عرفة (2/552)، شرح المحلي على منهاج الطالبين (13/110)، المقنع ص (164)، المحلى (9/123) ].
ثم إنهم قالوا: إن كان هذا التمليك يقصد به وجه الله - تعالى - عبادةً محضةً من غير قصد في شخص معين، ولا طلب غرض من جهته فهذا صدقة [ينظر: تبيين الحقائق (5/104)، الذخيرة للقرافي (6/223)، مغني المحتاج (2/397)، منتهى الإرادات (2/22)، مجموع الفتاوى (31/269) ] .
وإن كان المقصود منه الإكرام، أو التودد أو الصلة، أو التألف، أو المكافأة، أو طلب حاجة، أو نحو ذلك، فهو هدية [ينظر: مغني المحتاج (2/404)، الشرح الكبير لابن قدامة (17/6)، مجموع الفتاوى (31/269)، الإنصاف (7/164)]، فبناءً على هذا يمكن القول بأن الهدية: تمليك من غير عوض، لغير حاجة المُعْطَى.
الهدية في اصطلاح التسويقيين: هي ما يمنحه التجار والباعة للمستهلكين من سلع أو خدمات دون عوض؛ مكافأة، أو تشجيعاً، أو تذكيراً. ذهب الحنفية، والمالكية إلى أن الهبة هي الهدية، فكل مالا يقصد به وجه الله من التمليكات بلا عوض، فإنها هبات. [ينظر: بدائع الصنائع (6/115)، تكملة شرح فتح القدير (9/56)، مواهب الجليل (6/49)].
مما سبق يتبين أن الهدية عند أهل التسويق أوسع مدلولاً منها عند الفقهاء؛ فالتسويقيون أدخلوا في الهدية الخدمات، بخلاف الفقهاء؛ فعلى سبيل المثال ما تقدمه بعض محلات تغيير زيوت السيارات، أو غسيلها من بطاقات عند كل غسلة أو تغيير، على أنه إذا اجتمع عدد معين من هذه البطاقات،؛حَصَلَ الجامع على غسلة مجانيّة أو فحص مجاني أو غير ذلك من الخدمات؛ فهذا الحافز الترغيبي هدية عند التسويقيين.
أما الفقهاء: فلا يدخل ذلك في مسمى الهدية عندهم؛ لأن الهدية في اصطلاحهم تمليك عين من غير عوض لغير حاجة المُعْطَى[ينظر: بدائع الصنائع (6/116)، الشرح الصغير للدردير (3/223)، فتح الجواد (1/625)، الإنصاف (7/134)، المحلى (9/124)]، والخدمة ليست عيناً، بل هي منفعة. فهدية الخدمة حقيقتها عند المالكية [ينظر: مواهب الجليل (6/61)، منح الجليل (8/201-202) ]، والشافعية [ينظر: حاشية قليوبي وعميرة (3/112)، قلائد الخرائد (1/653) ]، والحنابلة [ينظر: الإنصاف (7/164)، الشرح الكبير لابن قدامة (17/344) ] هبة منفعة. وأما عند الحنفية [ينظر: بدائع الصنائع (6/116-118)، البحر الرائق (7/285)، ملتقى الأبحر (5/150)، تكملة شرح فتح القدير (9/3-4) ] فهي عارية أو إباحة نفع؛ لأن هبة المنافع عندهم، لا تكون إلا عارية.
العناصر
1- تعريف الهدية .
2- الفرق بين تعريفي الفقهاء والتسويقيين للهدية .
3- حكم الهدية .
4- حكم قبول هدايا الكفار .
5- صور من أنواع الهدايا الترغيبية .
6- المكافأة على الهدية .
7- طبقات الناس في الهدايا .
8- الأحوال التي ترد فيها الهدية .
9- حكم الهدية على قضاء الحاجات .
10- الآثار الإيجابية المترتبة على الهدية .
11- من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في الهدايا .
الايات
1- قالت ملكة سبأ بلقيس لما خافت من سليمان عليه السلام، قالت للملأ من حولها: (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ * فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ) [النمل:35-36].
2- قوله تعالى: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً) [النساء:4] .
3- قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90] .
4- قوله تعالى: (وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ....) [البقرة: 177] .
5- قوله تعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) [النساء: 86] .
6- قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى....) [المائدة: 2] .
7- قوله تعالى: (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الحشر: 9] .
الاحاديث
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: «تهادوا تحابوا » [الأدب المفرد (594) وقال الألباني حسن ] .
2- عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أجيبوا الداعي، ولا تردوا الهدية، ولا تضربوا المسلمين» [مسند أحمد (3838) وقال شعيب الأرناؤوط إسناده جيد] .
3- عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شفع لأخيه شفاعة، فأهدى له هدية فقبلها، فقد أتى بابا عظيما من الربا» [معجم الطبراني (7855) وقال الألباني صحيح ] .
4- عن بن كعب بن مالك عن كعب أن عامر بن مالك الذي كان يقال له ملاعب الأسنة قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بتبوك فعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام فأبى وأهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم: «إنا لا نقبل هدية مشرك » [الطبراني في معجمه الكبير ج 19/ ص 81 حديث رقم: 162] .
5- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عُرض عليه ريحانٌ فلا يرده؛ لأنه خفيف المحمل طيب الرائحة» [رواه أحمد وأبو داود، وصحح إسناده في صحيح الجامع الصغير] .
6- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو دعيت إلى كراعٍ لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع لقبلت» [صحيح البخاري (5178) ] .
الاثار
1- قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: لأن أهدي لأخي المسلم هدية تنفعه أحب إلي من أن أتصدق بمثلها .
2- وعنه أيضا عليه السلام: عد من لا يعودك، واهدِ من لا يهدي إليك .
3- عن الإمام علي رضي الله عنه: نعم الهدية الموعظة .
4- قال الإمام الرضا رضي الله عنه: في قوله تعالى (أكالون للسحت) . هو الرجل يقضي لأخيه حاجة ثم يقبل هديته.
5- عن عائشة رضي الله عنها أن الناس كانوا يَتَحَرّون بهداياهم يوم عائشة يبتغون بها ، أو يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم [رواه البخاري ومسلم] .
6- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بطعام سأل عنه: أهدية أم صدقة ؟ فإن قيل: صدقة ؛ قال لأصحابه: كُلُوا ، ولم يأكل ، وإن قيل : هدية؛ ضَرَب بيده صلى الله عليه وسلم فأكل معهم [رواه البخاري ومسلم] .
7- عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويُثيب عليها . [رواه البخاري] .
8- عن أبي حميد الساعدي رضي الله قال: غزونا مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبوك، وأهدى ملك أيلة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بغلة بيضاء وكساه بردا [رواه البخاري ومسلم] .
القصص
1- قال يونس بن عبيد : أتيت محمد بن سيرين، فقلت: قولوا له: يونس بن عبيد بالباب، فقال: قولوا له: أنا نائم، فقلت: قولوا له: إن معي هدية، فقال: كما أنت إذاً . قال القاضي: قول ابن سيرين، فقال: قولوا له: إنه نائم وليس بنائم، أراد به - والله أعلم - أنه نائمٌ بعد هذا الوقت، كقول الرجل: أنا قاتم غداً، قال الله عز وجل: " إنك ميتٌ وإنهم ميتون " ، وابن سيرين ممن تنزه عن الكذب لدينه وورعه. وقد روي عنه في ذم الكذب أشياء كثيرة. [الجليس الصالح والأنيس الناصح المؤلف : المعافى بن زكريا 01/221) ] .
الاشعار
1- قال الشاعر:
هدايا الناس بعضهمُ لبعضٍ *** تولد في قلوبهم الوصالا
وتزرع في الضمير هواً *** ووداً وتكسوهُ إذا حضروا جمالا
2- وقال آخر:
إن الهدية حلوةٌ *** كالسحر تجتذب القلوبا
تدني البغيض من الهوى *** حتى تصيره قريبا
وتعيد مضتغن العداوة *** بعد نفرته حبيبا
3- يقول الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله فيها ذكر بعض أحكام الهدية يقول:
ثابتةٌ بالسنن القويمة وقد روي إذهابها السخيمة
يُشرع للمسلم أن يقبلها وأن يثيب كرماً فاعلها
إذ صح مروياً عن النبي وهو دليل الخلق المرضي
وبين مسلمٍ وكافرٍ تحل مالم يخف وداً لمنعٍ قد نقل
يجوز ردها بدون مانع شرعي إذ قد منع الشارع
القاضي والأمير والشافع أن يقبلها نصاً صريحاً في السنن
وإن تكن إلى جوارٍ تهدي فقدم الأقرب عن ذي البعدِ
متفرقات
1- من وسائل الدعوة: الهدية من أسرع وسائل كسب القلوب الهدية سواء قلت قيمتها المادية أو كثرت، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - «تهادوا فإن الهدية تذهب حر الصدور» [رواه الترمذي]. وقال - صلى الله عليه وسلم - مبيناً أثر الهدية وموقفها في النفوس وأثرها: «تهادوا تحابوا» [رواه البخاري فى الأدب المفرد]. وكان - صلى الله عليه وسلم - يقبل الهدية ويثيب عليها حتي وإن كانت شيئاً يسيراً. قال - صلى الله عليه وسلم - «لو أهدي إليَّ كراع لقبلت، ولو دعيت علية لأجبت» [رواه أحمد]. وقبل - صلى الله عليه وسلم - هدية الكفار؛ فقبل هدية كسرى وقيصر والمقوقس كما أهدى - صلى الله عليه وسلم - الهدايا والهبات للكفار رغبة في تأليف قلوبهم ودلالتهم على الخير. أما موقع الهدية فى النفوس وفتح القلوب فإنه واضح جلي، هذا صفوان بن أمية يقول: لقد أعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنه لأبغض الناس إليَّ، فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلىَّ . وخير ما يُهدى للشخص المسلم، ما كانت إليه حاجة وهو إليها متطلع ويفرح بقدومها عليه [رسائل دعوية (1/24) ] .
2- قال الإمام البخاري : باب قبول الهدية من المشركين وقال أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - هاجر ابراهيم عليه السلام بسارة فدخل قرية فيها ملك أو جبار ، فقال : أعطوها آجر - هاجر -. قال الحافظ ابن حجر : قوله باب قبول الهدية من المشركين ، أي جواز ذلك وكأنه أشار إلى ضعف الحديث الوارد في رد هدية المشرك وهو ما أخرجه أبو موسى بن عقبة في المغازي عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ورجال من أهل العلم أن عامر بن مالك الذي يدعى ملاعب الأسنة قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مشرك فأهدى له فقال : إني لا أقبل هدية مشرك ، الحديث . رجاله ثقات إلا أنه مرسل وقد وصله بعضهم عن الزهري ولا يصح . وفي الباب حديث عياض بن حمار أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما من طريق قتادة عن يزيد بن عبد الله عن عياض قال : أهديت للنبي - صلى الله عليه وسلم - ناقة فقال : أسلمت ؟ قلت : لا ، قال : إني نهيت عن زبد المشركين . والزبد بفتح الزاي وسكون الموحدة الرفد صححه الترمذي وابن خزيمة [ فتح الباري ( 6/158 ) ] . وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن النهي عن قبول هدية المشركين المذكور في الحديث السابق منسوخ كما ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح ( 6 /158) . ونقل العيني عن الخطابي قوله : يشبه أن يكون هذا الحديث منسوخا لأنه - صلى الله عليه وسلم - قبل هدية غير واحد من المشركين أهدى له المقوقس مارية والبغلة وأهدى له أكيدر دومة فقبل منهما [ عمدة القاري ( 9/436 )] .
3- قال علي بن نايف الشحود: الأْصْل أَنَّهُ يَجُوزُ لِلْمُفْتِي أَخْذُ الْهَدِيَّةِ مِنَ النَّاسِ بِخِلاَفِ الْقَاضِي ، وَالأْوْلَى لَهُ أَنْ يَأْخُذَهَا وَيُكَافِئَ عَلَيْهَا ، اقْتِدَاءً بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَيُثِيبُ عَلَيْهَا [صحيح البخارى(2585 )] . وَهَذَا إِنْ كَانَتْ بِغَيْرِ سَبَبِ الْفُتْيَا ، لأَِنَّهُ إِنَّمَا يُهْدَى إِلَيْهِ لِعِلْمِهِ ، بِخِلاَفِ الْقَاضِي . وَإِنْ كَانَتْ بِسَبَبِ الْفُتْيَا فَالأْوْلَى عَدَمُ الْقَبُول ، لِيَكُونَ إِفْتَاؤُهُ خَالِصًا لِلَّهِ ، وَهَذَا إِنْ كَانَ إِفْتَاؤُهُ لاَ يَخْتَلِفُ بَيْنَ مَنْ يُهْدِيهِ وَمَنْ لاَ يُهْدِيهِ ، وَإِنْ كَانَ يُهْدِيهِ لِتَكُونَ سَبَبًا إِلَى أَنْ يُفْتِيَهُ بِمَا لاَ يُفْتِي بِهِ غَيْرَهُ مِنَ الرُّخَصِ قَال ابْنُ الْقَيِّمِ : لاَ يَجُوزُ لَهُ قَبُولُهَا ، وَقَال ابْنُ عَابِدِينَ : إِنْ كَانَتْ سَبَبًا لِيُرَخِّصَ لَهُ بِوَجْهٍ صَحِيحٍ فَأَخْذُهَا مَكْرُوهٌ كَرَاهَةً شَدِيدَةً ، وَإِنْ كَانَ بِوَجْهٍ بَاطِلٍ فَهُوَ رَجُلٌ فَاجِرٌ ، يُبَدِّل أَحْكَامَ اللَّهِ ، وَيَشْتَرِي بِهَا ثَمَنًا قَلِيلاً [حاشية ابن عابدين ( 4 / 311) ، وشرح المنتهى ( 3 / 471 )، وإعلام الموقعين ( 4 / 232) ] .
4- قال الشيخ عائض القرني: ورد في الحديث لفظ هدية، فللفائدة نتكلم عن الهدية، في كتاب الأدب المفرد: «الهدية تسل السخيمة» لكن الحديث الذي أنا متأكد منه ومتيقن: «تهادوا تحابوا» وهو حديث حسن، وورد في حديث حسن آخر: «الهدية تسل السخيمة» السخيمة هي: ما يأتي في القلب من أحقاد بين الناس، وحبذا أن تجعلها ديدنك مع جيرانك ومع أقاربك تهدي له ولو شيئاً قليلاً، لا مالاً، إنما شيئاً قليلاً، كتاباً، شريطاً، ثوباً، ملبساً؛ لأنها تسل السخيمة وتذهب الجفاء، وهي أحسن من كثير من المال، قالوا: ولو أنها قليلة؛ فإنها جليلة، ولو كانت صغيرة فإنها كبيرة، فقال عليه الصلاة والسلام: «تهادوا تحابوا» فالهدية مطلوبة ولو كان سواكاً تقدمه لأخيك المسلم، فإنه يرى أنك اعتبرته، وأنك تذكرته، وأنك احتفيت به، سوف يحفظ لك هذه اليد [دروس الشيخ عائض القرني المؤلف: عائض بن عبد الله القرني مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية http://www.islamweb.net]
5- قال الشيخ عائض القرني : الهدية التي تقدم للعامل أو للوالي أو للمسئول من أحد الناس الذين يتمصلحون غلول، لا يقول: هدية بل هي رشوة، لولا أنه في منصبه، ولولا أن عنده شيء ما له هدية، يأتي إليه يريد أن يأخذ منه أمراً، أو بينه وبين أحد الناس نقاشاً أو خصومة في أرض، فيذهب لا يتكلم في الأرض أولاً، بل يذهب ويقول لهذا المسئول: أريد أن تشرف بيتي شرف الله قدرك، أحبك في الله حباً جماً حتى ما أنام الليل من محبتك، فيقول: ماذا حدث؟! قال: أحبك أن تشرف هذا البيت، وهو لم يعزمه من قبل أبداً، فيأتي فإذا عزمه، قال: فلان اعتدى علي وخاصمني، وأخذ أرضي، ماذا ترى؟ ذاك ينصرف قلبه إذا لم يكن فيه إيمان كالجبال؛ لأن الناس عبيد من أحسن إليهم. [دروس الشيخ عائض القرني المؤلف: عائض بن عبد الله القرني مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية http://www.islamweb.net] .
6- قال الشيخ حسن أبو الأشبال: فالهدية مهما كانت قليلة الثمن فإنها تعمل عملها في القلوب؛ لأن العاقل ينظر إلى الهدية على أنها رمز، ولا ينظر إلى قيمتها أبداً، فلو أهديت لأخيك قلماً لا قيمة له ولا وزن فإنه ينظر إليه على أنه رمز للوفاء والمودة والأخوة، وأن الذي حركه إلى ذلك حبه إياه [ دروس الشيخ حسن أبو الأشبال المؤلف: حسن أبو الأشبال الزهيري مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية http://www.islamweb.net ] .
الإحالات
1- الآداب – البيهقي تحقيق عبد القدوس نذير ص 41 مكتبة الرياض الطبعة الأولى 1407 .
2- الآداب الشرعية – ابن مفلح الحنبلي 3/283 مؤسسة قرطبة .
3- الأخلاق الإسلامية – عبد الرحمن الميداني 2/429 دار القلم الطبعة الأولى 1399 .
4- الأذكار النووية – النووي تحقيق عبد القادر الأرناؤوط ص 265 دار الفلاح 1391 .
5- بهجة المجالس وأنس المجالس – القرطبي 1/280 دار الكتب العلمية .
6- جامع الأصول – ابن الأثير 11/609 الرئاسة العامة 1389 .
7- فتح الباري – ابن حجر 5/197 دار الفكر .
8- فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد – فضل الله الجيلاني 2/50 مكتبة ابن تيمية الطبعة الثالثة 1407 .
9- مكارم الأخلاق – ابن أبي الدنيا ص 350، 358 مكتبة ابن تيمية .