نار

2022-10-10 - 1444/03/14

التعريف

أولًا: المعنى اللغوي:

 

النار: “النون والواو والراء، أصلٌ صحيحٌ يدل على إضاءةٍ واضطرابٍ وقلة ثباتٍ، ومنه النور والنار، سميا بذلك من طريقة الإضاءة؛ ولأن ذلك يكون مضطربًا سريع الحركة”(مقاييس اللغة؛ ابن فارس: (٥-٣٦٨).

 

ونار نورًا وأنار واستنار ونور، بمعنًى واحدٍ، أي: أضاء، والتنوير: الإنارة، يقال: نورت الشجرة تنويرًا، وأنارت: أي: أخرجت نورها. والنار مؤنثةٌ وهي من الواو؛ لأن تصغيرها نويرةٌ، وجمع النار على(أنيارٍ)، وأصلها(أنوارٌ)؛ لأنها من الواو، و(نورٌ) و(نيرانٌ) انقلبت الواو ياءً لكسرة ما قبلها، و(نيرةٌ)، و(نيارٌ)، وبينهم(نائرةٌ) أي: عداوةٌ وشحناء، وتنور النار من بعيدٍ: تبصرها (انظر: مختار الصحاح؛ للرازي: (ص٣٢١)، المصباح المنير، الفيومي: (٢-٦٢٩)، لسان العرب؛ لابن منظور: (٥/٢٤٠-٢٤٢)، القاموس المحيط؛ للفيروزآبادي: (١-٤٨٨). ونار الحرب ونائرتها: شرها وهيجها. ونرته وأنرته: نفرته، وامرأة نوار: نافرة عن الشر والقبيح (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر؛ لابن الأثير: (٥-١٢٦).

 

ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:

قيل: “الدار التي أعدها الله للكافرين به، المتمردين على شرعه، المكذبين لرسله، وهي عذابه الذي يعذب به أعداءه، وسجنه الذي يسجن فيه المجرمين، وهي الخزي الأكبر، والخسران العظيم الذي لا خزي فوقه، ولا خسران أعظم منه” (الجنة والنار؛ لعمر الأشقر (ص:١١).

 

وقيل: “هي دار العذاب والإهانة، أعدها الله لأعدائه الكافرين الذين كفروا به وعصوا رسله” (رسالة في أسس العقيدة؛ لمحمد السعوي (ص:٧٤).

 

وهذه أقوال وتعاريف متقاربة، وبينهما نوع اشتراك في بعض، وعلاقة المعنى الاصطلاحي بالمعنى اللغوي ظاهر في الإضاءة.

 

العناصر

1- لماذا خلق الله النار؟

 

2- تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه من النار.

 

3- أسماء النار وصفاتها

 

4- صفة الورود على النار.

 

5- بعض الأعمال المتوعد عليها بالنار.

 

6- بعض الأعمال المنجية من النار.

 

7- ألوان العذاب في النار.

 

8- سبل الوقاية من النار

 

9- الفوز الحق في دخول الجنة والزحزحة عن النار.

 

الايات

1- قال الله تعالى: (وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) [آل عمران:131].

 

2- قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً) [النساء:56].

 

3- قال تعالى: (قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ) [التوبة:81].

 

4- قال تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ *...) الآية [هود:106، 107].

 

5- قال تعالى: (وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد * سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ) [إبراهيم: 49-50].

 

6- قال تعالى: (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً) [الكهف:29].

 

7- قال تعالى: (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً) [الكهف:53].

 

8- قال تعالى: (فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ ‌مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) [الحج: 19-22].

 

9- قال تعالى: (وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ *...) الآيات [المؤمنون:103-111].

 

10- قال تعالى: (وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) [النمل:90].

 

11- قال تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ) [السجدة:20].

 

12- قال تعالى: (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) [الأحزاب66-68].

 

13- قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ *...) الآية [فاطر36-37].

 

14- قال تعالى: (هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ *...) الآيات [فاطر:55-64].

 

15- قال تعالى: (قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ * لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ) [الزمر:15-16].

 

16- قال تعالى: (وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ) [غافر:47-52].

 

17- قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ * الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ) [69-77].

 

18- قال تعالى عن حال أهل النار وهم فيها: (فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ) [فصلت:24].

 

19- قَالَ تَعَالَى: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ)[البقرة: 23-24].

 

20- قَالَ تَعَالَى: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ)[ص: 75-78].

 

21- قَالَ تَعَالَى: (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ)[الهمزة:1 -9].

 

22- قَالَ تَعَالَى: (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا) [نوح: 25].

 

23- قَالَ تَعَالَى: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) [يس: 80].

 

24- قَالَ تَعَالَى: (إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)[النَّمل: 7].

 

25- قَالَ تَعَالَى: (قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا)[الكهف 95-97].

 

26- قَالَ تَعَالَى: (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ) [الحجر:26-27].

 

27- قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)[النساء: 10].

 

28- قَالَ تَعَالَى: (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ)[المدثر: 31].

 

29- قَالَ تَعَالَى: (يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ * كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى) [المعارج: 11- 18].

 

30- قَالَ تَعَالَى: (رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ ‌غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)[الفرقان: 65-66].

 

31- قَالَ تَعَالَى: (وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ * تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ * وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ)[الْمُلْكِ: 6-10].

 

32- قَالَ تَعَالَى: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ)[المدثر: 42-48].

 

33- قَالَ تَعَالَى: (وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ)[الواقعة: 41-44].

 

34- قَالَ تَعَالَى: (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ)[الحجر: 43-44].

 

35- قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ * ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ)[الدُّخَانِ: 43-49]

 

36- قَالَ تَعَالَى: (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ* طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ* فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ* ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ * ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ * إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ * فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ)[الصافات:64-70].

 

38- قَالَ تَعَالَى: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ) [محمد:15].

 

39- قَالَ تَعَالَى: (هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ * هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ * وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ)[ص: 55 - 58]

 

40- قَالَ تَعَالَى: (جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ * هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ * وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ * هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ * قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ * قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ) [ص:56-61] .

 

41- قَالَ تَعَالَى: (وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا * لَا تَدْعُوا اليَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا)[الفرقان:14].

 

42- قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا)[النساء: 145-146].

 

الاحاديث

1- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم". رواه البخاري: (٣٢٥٩)، ومسلم: (٦١٥).

 

2- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اشتكت النار إلى ربها، فقالت: رب أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون في الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير". أخرجه البخاري: (٣٢٦٠)، ومسلم: (٦١٧).

 

3- عن رافع بن خديج -رضي الله عنه- قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء". أخرجه البخاري: (٣٢٦٣)، ومسلم: (٢٢١٠).

 

4- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم". قيل: يا رسول الله، إن كانت لكافية. قال: "فضلت عليهن بتسعة وستين جزءا، كلهن مثل حرها". أخرجه البخاري: (٣٢٦٥)، ومسلم: (٢٨٤٣).

 

5- عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه، فيقولون: أي فلان، ما شأنك أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهى عن المنكر قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه". أخرجه البخاري: (٣٢٦٧)، ومسلم: (٢٩٨٩).

 

6- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ وأَهْلُ النّارِ النّارَ، ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ بيْنَهُمْ: يا أهْلَ النّارِ لا مَوْتَ، ويا أهْلَ الجَنَّةِ لا مَوْتَ، خُلُودٌ". أخرجه البخاري (٦٥٤٤)، ومسلم: (٢٨٥٠).

 

7- عن عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اتَّقُوا النّارَ ثُمَّ أعْرَضَ وأَشاح، ثُمَّ قالَ: اتَّقُوا النّارَ ثُمَّ أعْرَضَ وأَشاحَ ثَلاثًا، حتّى ظَنَنّا أنَّه يَنْظُرُ إلَيْها، ثُمَّ قالَ: اتَّقُوا النّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ، فمَن لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ". أخرجه البخاري: (٦٥٤٠)، ومسلم: (١٠١٦).

 

8- عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قُمْتُ على بابِ الجَنَّةِ، فَكانَ عامَّةَ مَن دَخَلَها المَساكِينُ، وأَصْحابُ الجَدِّ مَحْبُوسُونَ، غيرَ أنَّ أصْحابَ النّارِ قدْ أُمِرَ بهِمْ إلى النّارِ، وقُمْتُ على بابِ النّارِ، فإذا عامَّةُ مَن دَخَلَها النِّساءُ". أخرجه البخاري: (٥١٩٦)، ومسلم: (٢٧٣٦).

 

9- عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيانِي قالا الذي يُوقِدُ النّارَ مالِكٌ خازِنُ النّارِ، وأَنا جِبْرِيلُ وهذا مِيكائِيلُ. رواه البخاري: (٣٢٣٦).

 

10- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يُقالُ لأهْلِ الجَنَّةِ: يا أهْلَ الجَنَّةِ خُلُودٌ لا مَوْتَ، ولِأَهْلِ النّارِ: يا أهْلَ النّارِ خُلُودٌ لا مَوْتَ". رواه البخاري: (٦٥٤٥)

 

11- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِذا ماتَ أَحَدُكُمْ، فإنَّه يُعْرَضُ عليه مَقْعَدُهُ بالغَداةِ والعَشِيِّ، فإنْ كانَ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ، فَمِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وإنْ كانَ مِن أَهْلِ النّارِ فَمِنْ أَهْلِ النّارِ". أخرجه البخاري: (٣٢٤٠)، ومسلم: (٢٨٦٦).

 

12- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يَدْخُلُ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، وأَهْلُ النّارِ النّارَ، ثُمَّ يقولُ اللَّهُ تَعالى: أخْرِجُوا مِنَ النّارِ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ حَبَّةٍ مِن خَرْدَلٍ مِن إيمانٍ. فيُخْرَجُونَ منها قَدِ اسْوَدُّوا، فيُلْقَوْنَ في نَهَرِ الحَيا، أوِ الحَياةِ - شَكَّ مالِكٌ - فَيَنْبُتُونَ كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في جانِبِ السَّيْلِ، ألَمْ تَرَ أنَّها تَخْرُجُ صَفْراءَ مُلْتَوِيَةً". رواه البخاري: (٢٢)، ومسلم: (١٨٤).

 

13- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَتْرُكُوا النّارَ في بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنامُونَ". أخرجه البخاري: (٦٢٩٣)، ومسلم: (٢٠١٥).

 

14- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَيُصِيبَنَّ أقْوامًا سَفْعٌ مِنَ النّارِ، بذُنُوبٍ أصابُوها عُقُوبَةً، ثُمَّ يُدْخِلُهُمُ اللَّهُ الجَنَّةَ بفَضْلِ رَحْمَتِهِ، يُقالُ لهمُ الجَهَنَّمِيُّونَ". رواه البخاري: (٧٤٥٠).

 

15- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن ماتَ يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا دَخَلَ النّارَ". وقُلتُ أنا: مَن ماتَ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا دَخَلَ الجَنَّةَ. أخرجه البخاري: (١٢٣٨)، ومسلم: (٩٢).

 

16- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَأْثَمِ والمَغْرَمِ، ومِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ، وعَذابِ القَبْرِ، ومِنْ فِتْنَةِ النّارِ وعَذابِ النّارِ، ومِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنى، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الفَقْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي خَطايايَ بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ". أخرجه البخاري: (٦٣٦٨)، ومسلم: (٥٨٩).

 

17- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "انْخَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَصَلّى رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قالَ: "أُرِيتُ النّارَ فَلَمْ أرَ مَنْظَرًا كاليَومِ قَطُّ أفْظَعَ". أخرجه البخاري (٤٣١)، ومسلم: (٩٠٧).

 

18- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "اللَّهُمَّ رَبَّنا آتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً، وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وقِنا عَذابَ النّارِ". أخرجه البخاري: (٤٥٢٢)، ومسلم: (٢٦٩٠).

 

19- عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ أهْوَنَ أهْلِ النّارِ عَذابًا يَومَ القِيامَةِ رَجُلٌ، على أخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتانِ، يَغْلِي منهما دِماغُهُ كما يَغْلِي المِرْجَلُ والقُمْقُمُ". رواه البخاري: (٦٥٦٢).

 

20- عن حارثة بن وهب الخزاعي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أَلا أدُلُّكُمْ على أهْلِ الجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ، لو أقْسَمَ على اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، وأَهْلِ النّارِ: كُلُّ جَوّاظٍ عُتُلٍّ مُسْتَكْبِرٍ". رواه البخاري: (٦٦٥٧).

 

21- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يقولُ اللَّهُ: يا آدَمُ، فيَقولُ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، فيُنادى بصَوْتٍ إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أنْ تُخْرِجَ مِن ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إلى النّارِ". أخرجه البخاري: (٧٤٨٣)، ومسلم: (٢٢٢).

 

22- عن خولة بنت قيس الأنصارية رضي الله عنها قالت: سَمِعْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، يقولُ: "إنَّ رِجالًا يَتَخَوَّضُونَ في مالِ اللَّهِ بغيرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النّارُ يَومَ القِيامَةِ". رواه البخاري: (٣١١٨).

 

23- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تَحاجَّتِ الجَنَّةُ والنّارُ؛ فَقالتِ النّارُ: أُوثِرْتُ بالمُتَكَبِّرِينَ والمُتَجَبِّرِينَ، وقالتِ الجَنَّةُ: ما لي لا يَدْخُلُنِي إلّا ضُعَفاءُ النّاسِ وسَقَطُهُمْ؟ قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى لِلْجَنَّةِ: أنْتِ رَحْمَتي، أرْحَمُ بكِ مَن أشاءُ مِن عِبادِي، وقالَ لِلنّارِ: إنَّما أنْتِ عَذابِي، أُعَذِّبُ بكِ مَن أشاءُ مِن عِبادِي، ولِكُلِّ واحِدَةٍ منهما مِلْؤُها، فأمّا النّارُ فلا تَمْتَلِئُ حتّى يَضَعَ رِجْلَهُ، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، فَهُنالِكَ تَمْتَلِئُ ويُزْوى بَعْضُها إلى بَعْضٍ، ولا يَظْلِمُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ مِن خَلْقِهِ أحَدًا، وأَمّا الجَنَّةُ فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يُنْشِئُ لها خَلْقًا". أخرجه البخاري: (٤٨٥٠)، ومسلم: (٢٨٤٦).

 

24- عن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه قال: يا رَسولَ اللَّهِ، هلْ نَفَعْتَ أبا طالِبٍ بشَيءٍ؟ فإنَّه كانَ يَحُوطُكَ ويَغْضَبُ لَكَ، قالَ: "نَعَمْ، هو في ضَحْضاحٍ مِن نارٍ، لَوْلا أنا لَكانَ في الدَّرَكِ الأسْفَلِ مِنَ النّارِ". أخرجه البخاري: (٦٢٠٨)، ومسلم: (٢٠٩).

 

25-عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أهْلِ النّارِ خُرُوجًا مِنْها، وآخِرَ أهْلِ الجَنَّةِ دُخُولًا، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ النّارِ كَبْوًا، فيَقولُ اللَّهُ: اذْهَبْ فادْخُلِ الجَنَّةَ، فَيَأْتِيها، فيُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّها مَلْأى، فَيَرْجِعُ فيَقولُ: يا رَبِّ، وجَدْتُها مَلْأى، فيَقولُ: اذْهَبْ فادْخُلِ الجَنَّةَ، فَيَأْتِيها فيُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّها مَلْأى، فَيَرْجِعُ فيَقولُ: يا رَبِّ، وجَدْتُها مَلْأى، فيَقولُ: اذْهَبْ فادْخُلِ الجَنَّةَ، فإنَّ لكَ مِثْلَ الدُّنْيا وعَشَرَةَ أمْثالِها -أوْ: إنَّ لكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أمْثالِ الدُّنْيا- فيَقولُ: تَسْخَرُ مِنِّي -أوْ: تَضْحَكُ مِنِّي- وأَنْتَ المَلِكُ! فَلقَدْ رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حتّى بَدَتْ نَواجِذُهُ، وكانَ يقولُ: ذاكَ أدْنى أهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً". رواه البخاري: (٦٥٧١)، ومسلم: (١٨٦).

 

26- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتّى يَكونَ صِدِّيقًا. وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذّابًا". رواه البخاري: (٦٠٩٤) ومسلم: (٢٦٠٧).

 

27- عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّما أنا بَشَرٌ، وإنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إلَيَّ، ولَعَلَّ بَعْضَكُمْ أنْ يَكونَ ألْحَنَ بحُجَّتِهِ مِن بَعْضٍ، وأَقْضِيَ له على نَحْوِ ما أسْمَعُ، فمَن قَضَيْتُ له مِن حَقِّ أخِيهِ شيئًا فلا يَأْخُذْ، فإنَّما أقْطَعُ له قِطْعَةً مِنَ النّارِ". رواه البخاري: (٦٩٦٧)، ومسلم: (١٧١٣).

 

28- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لَمّا أُنْزِلَتْ هذِه الآيَةُ ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: ٢١٤]، دَعا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُرَيْشًا، فاجْتَمَعُوا فَعَمَّ وخَصَّ، فقالَ: "يا بَنِي كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النّارِ، يا بَنِي مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النّارِ، يا بَنِي عبدِ شَمْسٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النّارِ، يا بَنِي عبدِ مَنافٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النّارِ، يا بَنِي هاشِمٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النّارِ، يا بَنِي عبدِ المُطَّلِبِ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النّارِ، يا فاطِمَةُ، أنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النّارِ، فإنِّي لا أمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شيئًا، غيرَ أنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّها ببَلالِها". رواه مسلم: (٢٠٤).

 

29- عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "القُضاةُ ثلاثةٌ: قاضيانِ في النّارِ، وقاضٍ في الجنَّةِ: رجلٌ قضى بغيرِ الحقِّ فعلِمَ ذاكَ فذاكَ في النّارِ، وقاضٍ لا يعلَمُ، فأَهلَكَ حقوقَ النّاسِ فَهُوَ في النّارِ، وقاضٍ قضى بالحقِّ فذلِك في الجنَّةِ". رواه الترمذي: (١٣٢٢)، وصححه الألباني.

 

30- عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يَخْرُجُ قومٌ من النارِ بَعْدَما مَحَشَتْهُمُ النارُ، فيَدْخُلُونَ الجنةَ، فيُسَمَّوْنَ الجَهَنَّمِيُّونَ". أخرجه أحمد: (٢٣٣٢٣)، وقال الألباني في تخريج كتاب السنة (٨٣٥): "إسناده حسن".

 

31- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تأكلُ النّارُ ابنَ آدمَ إلّا أثرَ السُّجودِ حرَّمَ اللَّهُ على النّارِ أن تأكلَ أثرَ السُّجودِ". أخرجه البخاري مطولا: (٧٤٣٧).

 

32- عن سليمان بن صرد اسْتَبَّ رَجُلانِ عِنْدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَغَضِبَ أحَدُهُما، فاشْتَدَّ غَضَبُهُ حتّى انْتَفَخَ وجْهُهُ وتَغَيَّرَ: فَقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً، لو قالَها لَذَهَبَ عنْه الذي يَجِدُ" فانْطَلَقَ إلَيْهِ الرَّجُلُ فأخْبَرَهُ بقَوْلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقالَ: "تَعَوَّذْ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ" فَقالَ: أتُرى بي بَأْسٌ، أمَجْنُونٌ أنا، اذْهَبْ. رواه البخاري: (٦٠٤٨).

 

33- عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنذَرتُكم النّارَ، أنذَرتُكم النّارَ"، حتى لو كان رَجُلٌ كان في أقصى السُّوقِ، سَمِعَه، وسَمِعَ أهلُ السُّوقِ صَوتَه، وهو على المِنبرِ. أخرجه أحمد (١٨٣٩٩)، وقال شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند لشعيب (١٨٣٩٩): "إسناده حسن"، وصححه الألباني في صحيح الترغيب: (٣٦٥٩).

 

34- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يُؤْتى بجَهَنَّمَ يَومَئذٍ لها سَبْعُونَ ألْفَ زِمامٍ، مع كُلِّ زِمامٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَها". رواه مسلم: (٢٨٤٢).

 

الاثار

1- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم". رواه البخاري: (٣٢٥٩)، ومسلم: (٦١٥).

 

2- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اشتكت النار إلى ربها، فقالت: رب أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون في الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير". أخرجه البخاري: (٣٢٦٠)، ومسلم: (٦١٧).

 

3- عن رافع بن خديج -رضي الله عنه- قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء". أخرجه البخاري: (٣٢٦٣)، ومسلم: (٢٢١٠).

 

4- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم". قيل: يا رسول الله، إن كانت لكافية. قال: "فضلت عليهن بتسعة وستين جزءا، كلهن مثل حرها". أخرجه البخاري: (٣٢٦٥)، ومسلم: (٢٨٤٣).

 

5- عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه، فيقولون: أي فلان، ما شأنك أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهى عن المنكر قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه". أخرجه البخاري: (٣٢٦٧)، ومسلم: (٢٩٨٩).

 

6- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ وأَهْلُ النّارِ النّارَ، ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ بيْنَهُمْ: يا أهْلَ النّارِ لا مَوْتَ، ويا أهْلَ الجَنَّةِ لا مَوْتَ، خُلُودٌ". أخرجه البخاري (٦٥٤٤)، ومسلم: (٢٨٥٠).

 

7- عن عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اتَّقُوا النّارَ ثُمَّ أعْرَضَ وأَشاح، ثُمَّ قالَ: اتَّقُوا النّارَ ثُمَّ أعْرَضَ وأَشاحَ ثَلاثًا، حتّى ظَنَنّا أنَّه يَنْظُرُ إلَيْها، ثُمَّ قالَ: اتَّقُوا النّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ، فمَن لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ". أخرجه البخاري: (٦٥٤٠)، ومسلم: (١٠١٦).

 

8- عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قُمْتُ على بابِ الجَنَّةِ، فَكانَ عامَّةَ مَن دَخَلَها المَساكِينُ، وأَصْحابُ الجَدِّ مَحْبُوسُونَ، غيرَ أنَّ أصْحابَ النّارِ قدْ أُمِرَ بهِمْ إلى النّارِ، وقُمْتُ على بابِ النّارِ، فإذا عامَّةُ مَن دَخَلَها النِّساءُ". أخرجه البخاري: (٥١٩٦)، ومسلم: (٢٧٣٦).

 

9- عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيانِي قالا الذي يُوقِدُ النّارَ مالِكٌ خازِنُ النّارِ، وأَنا جِبْرِيلُ وهذا مِيكائِيلُ. رواه البخاري: (٣٢٣٦).

 

10- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يُقالُ لأهْلِ الجَنَّةِ: يا أهْلَ الجَنَّةِ خُلُودٌ لا مَوْتَ، ولِأَهْلِ النّارِ: يا أهْلَ النّارِ خُلُودٌ لا مَوْتَ". رواه البخاري: (٦٥٤٥)

 

11- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِذا ماتَ أَحَدُكُمْ، فإنَّه يُعْرَضُ عليه مَقْعَدُهُ بالغَداةِ والعَشِيِّ، فإنْ كانَ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ، فَمِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وإنْ كانَ مِن أَهْلِ النّارِ فَمِنْ أَهْلِ النّارِ". أخرجه البخاري: (٣٢٤٠)، ومسلم: (٢٨٦٦).

 

12- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يَدْخُلُ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، وأَهْلُ النّارِ النّارَ، ثُمَّ يقولُ اللَّهُ تَعالى: أخْرِجُوا مِنَ النّارِ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ حَبَّةٍ مِن خَرْدَلٍ مِن إيمانٍ. فيُخْرَجُونَ منها قَدِ اسْوَدُّوا، فيُلْقَوْنَ في نَهَرِ الحَيا، أوِ الحَياةِ - شَكَّ مالِكٌ - فَيَنْبُتُونَ كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في جانِبِ السَّيْلِ، ألَمْ تَرَ أنَّها تَخْرُجُ صَفْراءَ مُلْتَوِيَةً". رواه البخاري: (٢٢)، ومسلم: (١٨٤).

 

13- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَتْرُكُوا النّارَ في بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنامُونَ". أخرجه البخاري: (٦٢٩٣)، ومسلم: (٢٠١٥).

 

14- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَيُصِيبَنَّ أقْوامًا سَفْعٌ مِنَ النّارِ، بذُنُوبٍ أصابُوها عُقُوبَةً، ثُمَّ يُدْخِلُهُمُ اللَّهُ الجَنَّةَ بفَضْلِ رَحْمَتِهِ، يُقالُ لهمُ الجَهَنَّمِيُّونَ". رواه البخاري: (٧٤٥٠).

 

15- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن ماتَ يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا دَخَلَ النّارَ". وقُلتُ أنا: مَن ماتَ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا دَخَلَ الجَنَّةَ. أخرجه البخاري: (١٢٣٨)، ومسلم: (٩٢).

 

16- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَأْثَمِ والمَغْرَمِ، ومِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ، وعَذابِ القَبْرِ، ومِنْ فِتْنَةِ النّارِ وعَذابِ النّارِ، ومِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنى، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الفَقْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي خَطايايَ بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ". أخرجه البخاري: (٦٣٦٨)، ومسلم: (٥٨٩).

 

17- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "انْخَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَصَلّى رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قالَ: "أُرِيتُ النّارَ فَلَمْ أرَ مَنْظَرًا كاليَومِ قَطُّ أفْظَعَ". أخرجه البخاري (٤٣١)، ومسلم: (٩٠٧).

 

18- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "اللَّهُمَّ رَبَّنا آتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً، وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وقِنا عَذابَ النّارِ". أخرجه البخاري: (٤٥٢٢)، ومسلم: (٢٦٩٠).

 

19- عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ أهْوَنَ أهْلِ النّارِ عَذابًا يَومَ القِيامَةِ رَجُلٌ، على أخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتانِ، يَغْلِي منهما دِماغُهُ كما يَغْلِي المِرْجَلُ والقُمْقُمُ". رواه البخاري: (٦٥٦٢).

 

20- عن حارثة بن وهب الخزاعي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أَلا أدُلُّكُمْ على أهْلِ الجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ، لو أقْسَمَ على اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، وأَهْلِ النّارِ: كُلُّ جَوّاظٍ عُتُلٍّ مُسْتَكْبِرٍ". رواه البخاري: (٦٦٥٧).

 

21- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يقولُ اللَّهُ: يا آدَمُ، فيَقولُ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، فيُنادى بصَوْتٍ إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أنْ تُخْرِجَ مِن ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إلى النّارِ". أخرجه البخاري: (٧٤٨٣)، ومسلم: (٢٢٢).

 

22- عن خولة بنت قيس الأنصارية رضي الله عنها قالت: سَمِعْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، يقولُ: "إنَّ رِجالًا يَتَخَوَّضُونَ في مالِ اللَّهِ بغيرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النّارُ يَومَ القِيامَةِ". رواه البخاري: (٣١١٨).

 

23- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تَحاجَّتِ الجَنَّةُ والنّارُ؛ فَقالتِ النّارُ: أُوثِرْتُ بالمُتَكَبِّرِينَ والمُتَجَبِّرِينَ، وقالتِ الجَنَّةُ: ما لي لا يَدْخُلُنِي إلّا ضُعَفاءُ النّاسِ وسَقَطُهُمْ؟ قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى لِلْجَنَّةِ: أنْتِ رَحْمَتي، أرْحَمُ بكِ مَن أشاءُ مِن عِبادِي، وقالَ لِلنّارِ: إنَّما أنْتِ عَذابِي، أُعَذِّبُ بكِ مَن أشاءُ مِن عِبادِي، ولِكُلِّ واحِدَةٍ منهما مِلْؤُها، فأمّا النّارُ فلا تَمْتَلِئُ حتّى يَضَعَ رِجْلَهُ، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، فَهُنالِكَ تَمْتَلِئُ ويُزْوى بَعْضُها إلى بَعْضٍ، ولا يَظْلِمُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ مِن خَلْقِهِ أحَدًا، وأَمّا الجَنَّةُ فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يُنْشِئُ لها خَلْقًا". أخرجه البخاري: (٤٨٥٠)، ومسلم: (٢٨٤٦).

 

24- عن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه قال: يا رَسولَ اللَّهِ، هلْ نَفَعْتَ أبا طالِبٍ بشَيءٍ؟ فإنَّه كانَ يَحُوطُكَ ويَغْضَبُ لَكَ، قالَ: "نَعَمْ، هو في ضَحْضاحٍ مِن نارٍ، لَوْلا أنا لَكانَ في الدَّرَكِ الأسْفَلِ مِنَ النّارِ". أخرجه البخاري: (٦٢٠٨)، ومسلم: (٢٠٩).

 

25-عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أهْلِ النّارِ خُرُوجًا مِنْها، وآخِرَ أهْلِ الجَنَّةِ دُخُولًا، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ النّارِ كَبْوًا، فيَقولُ اللَّهُ: اذْهَبْ فادْخُلِ الجَنَّةَ، فَيَأْتِيها، فيُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّها مَلْأى، فَيَرْجِعُ فيَقولُ: يا رَبِّ، وجَدْتُها مَلْأى، فيَقولُ: اذْهَبْ فادْخُلِ الجَنَّةَ، فَيَأْتِيها فيُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّها مَلْأى، فَيَرْجِعُ فيَقولُ: يا رَبِّ، وجَدْتُها مَلْأى، فيَقولُ: اذْهَبْ فادْخُلِ الجَنَّةَ، فإنَّ لكَ مِثْلَ الدُّنْيا وعَشَرَةَ أمْثالِها -أوْ: إنَّ لكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أمْثالِ الدُّنْيا- فيَقولُ: تَسْخَرُ مِنِّي -أوْ: تَضْحَكُ مِنِّي- وأَنْتَ المَلِكُ! فَلقَدْ رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حتّى بَدَتْ نَواجِذُهُ، وكانَ يقولُ: ذاكَ أدْنى أهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً". رواه البخاري: (٦٥٧١)، ومسلم: (١٨٦).

 

26- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتّى يَكونَ صِدِّيقًا. وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذّابًا". رواه البخاري: (٦٠٩٤) ومسلم: (٢٦٠٧).

 

27- عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّما أنا بَشَرٌ، وإنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إلَيَّ، ولَعَلَّ بَعْضَكُمْ أنْ يَكونَ ألْحَنَ بحُجَّتِهِ مِن بَعْضٍ، وأَقْضِيَ له على نَحْوِ ما أسْمَعُ، فمَن قَضَيْتُ له مِن حَقِّ أخِيهِ شيئًا فلا يَأْخُذْ، فإنَّما أقْطَعُ له قِطْعَةً مِنَ النّارِ". رواه البخاري: (٦٩٦٧)، ومسلم: (١٧١٣).

 

28- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لَمّا أُنْزِلَتْ هذِه الآيَةُ ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: ٢١٤]، دَعا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُرَيْشًا، فاجْتَمَعُوا فَعَمَّ وخَصَّ، فقالَ: "يا بَنِي كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النّارِ، يا بَنِي مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النّارِ، يا بَنِي عبدِ شَمْسٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النّارِ، يا بَنِي عبدِ مَنافٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النّارِ، يا بَنِي هاشِمٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النّارِ، يا بَنِي عبدِ المُطَّلِبِ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النّارِ، يا فاطِمَةُ، أنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النّارِ، فإنِّي لا أمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شيئًا، غيرَ أنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّها ببَلالِها". رواه مسلم: (٢٠٤).

 

29- عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "القُضاةُ ثلاثةٌ: قاضيانِ في النّارِ، وقاضٍ في الجنَّةِ: رجلٌ قضى بغيرِ الحقِّ فعلِمَ ذاكَ فذاكَ في النّارِ، وقاضٍ لا يعلَمُ، فأَهلَكَ حقوقَ النّاسِ فَهُوَ في النّارِ، وقاضٍ قضى بالحقِّ فذلِك في الجنَّةِ". رواه الترمذي: (١٣٢٢)، وصححه الألباني.

 

30- عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يَخْرُجُ قومٌ من النارِ بَعْدَما مَحَشَتْهُمُ النارُ، فيَدْخُلُونَ الجنةَ، فيُسَمَّوْنَ الجَهَنَّمِيُّونَ". أخرجه أحمد: (٢٣٣٢٣)، وقال الألباني في تخريج كتاب السنة (٨٣٥): "إسناده حسن".

 

31- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تأكلُ النّارُ ابنَ آدمَ إلّا أثرَ السُّجودِ حرَّمَ اللَّهُ على النّارِ أن تأكلَ أثرَ السُّجودِ". أخرجه البخاري مطولا: (٧٤٣٧).

 

32- عن سليمان بن صرد اسْتَبَّ رَجُلانِ عِنْدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَغَضِبَ أحَدُهُما، فاشْتَدَّ غَضَبُهُ حتّى انْتَفَخَ وجْهُهُ وتَغَيَّرَ: فَقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً، لو قالَها لَذَهَبَ عنْه الذي يَجِدُ" فانْطَلَقَ إلَيْهِ الرَّجُلُ فأخْبَرَهُ بقَوْلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقالَ: "تَعَوَّذْ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ" فَقالَ: أتُرى بي بَأْسٌ، أمَجْنُونٌ أنا، اذْهَبْ. رواه البخاري: (٦٠٤٨).

 

33- عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنذَرتُكم النّارَ، أنذَرتُكم النّارَ"، حتى لو كان رَجُلٌ كان في أقصى السُّوقِ، سَمِعَه، وسَمِعَ أهلُ السُّوقِ صَوتَه، وهو على المِنبرِ. أخرجه أحمد (١٨٣٩٩)، وقال شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند لشعيب (١٨٣٩٩): "إسناده حسن"، وصححه الألباني في صحيح الترغيب: (٣٦٥٩).

 

34- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يُؤْتى بجَهَنَّمَ يَومَئذٍ لها سَبْعُونَ ألْفَ زِمامٍ، مع كُلِّ زِمامٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَها". رواه مسلم: (٢٨٤٢).

 

القصص

1- هذا معاذ بن جبل رضي الله عنه لما حضرته الوفاة جعل يبكي، فقيل له: أتبكي وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت وأنت؟ فقال: ما أبكي جزعاً من الموت أن حلَّ بي ولا دنيا تركتها بعدي، ولكن هما القبضتان: قبضة في النار، وقبضة في الجنة؛ فلا أدري في أي القبضتين أنا.

 

2- كان شداد بن أوس رضي الله عنه إذا دخل الفراش يتقلب على فراشه لا يأتيه النوم ويقول: الله إن النار أذهبت مني النوم فيقوم يصلي حتى يصبح.

 

3- قال يزيد بن حوشب: ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز، كأن النار لم تخلق إلا لهما.

 

4- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرَّ على الذين ينفخون على الكير فسقط مغشياً عليه.

 

5- هذا الربيع بن خثيم رحمه الله مرَّ بالحداد فنظر إلى الكير فخرَّ مغشياً عليه.

 

6- كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ربما توقد له نار ثم يدني يديه منها ويقول: " يا ابن الخطاب هل لك صبر على هذا ".

 

وكان الأحنف رضي الله عنه: يجئ إلى المصباح بالليل فيضع إصبعه فيه ثم يقول: " حس، حس ثم يقول يا حنيف، ما حملك على ما صنعت يوم كذا وكذا يحاسب نفسه ".

 

7- قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ: "أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي وَهُوَ يَتَرَجَّحُ ‌وَيَتَمَايَلُ ‌وَيَتَأَوَّهُ، حَتَّى لَوْ رَآهُ غَيْرُنَا مِمَّنْ يَجْهَلُهُ لَقَالَ: أُصِيبَ الرَّجُلُ، وَذَلِكَ لِذِكْرِ النَّارِ إِذَا مَرَّ بِقَوْلِهِ -تَعَالَى-: (وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا)[الْفُرْقَانِ:13]، أَوْ شِبْهُ ذَلِكَ". 

 

8- لما ماتت زوجة الفرزدق ودفنت وقف الفرزدق على قبرها وأنشد بحضور الحسن -رحمه الله- تعالى:

أخاف وراء القبر إن لم يُعافني *** أشد من القبر التهاباً وأضيقاً

إذا جاء في يوم القيامة قائدٌ *** عنيفٌ وسوّاق يسوق الفرزدقا

لقد خاب من أولاد آدم من مشى *** إلى النار مغلول القدادة أزرقا

يساق إلى نار الجحيم مسربلاً *** سرابيل من قطرانٍ لباساً محرقا

إذا شربوا فيها الصديد رأيتهم *** يذوبون من حر الصديد تمزقا

فبكى الحسن رحمه الله -تعالى-.

 

9- قِيلَ لِلْحَسَنِ البَّصْرِيِّ: نَرَاكَ طَوِيلَ الْبُكَاءِ؛ فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ ‌يَطْرَحَنِي ‌فِي ‌النَّارِ وَلَا يُبَالِي". 

 

الاشعار

1- قال الأسود بن سريع التَميمي:

فَإِنْ تَنْـجُ تَنْـجُ مِنْ ذِي عَظِيمَـةٍ *** وَإِلا فَإِنِّـي لا إِخَـالُكَ نَاجِيَـا

المعارف؛ لابن قتيبة الدينوري: (310).

 

2- قال أحدهم:

وَفِي جَهَنَّـم مَـاءٌ مَا تَجَـرَّعَـهُ *** حَلْـقٌ فَأَبْقَى لَـهُ فِي البَطْنِ أَمْعَاءَ

مجموع رسائل الحافظ بن رجب الحنبلي: (5-523).

 

3- قال ابن المبارك:

وَطَارَتْ الصُّحُفُ فِي الأَيْدِي مُنَشَّرَةً *** فِيهَا السَّرَائِـرُ وَالأَخْبَارُ تَطَّلِـعُ

فَكَيْـفَ سَهْـوُكَ وَالأَنْبَاءُ وَاقِعَـةً *** عَمَّا قَلِيـلٍ وَلا تَدْرِي بِمَـا يَقَعُ

أَفِي الْجِنَانِ وَفَـوزٍ لا انْقِطَاعَ لَـهُ *** أَم الْجَحِيمِ فَمَا تُبْقِي وَلا تَـدَعُ

تَهْوِي بِسَاكِنِهَـا طَـوْرًا وَتَرْفَعُهُمْ *** إِذَا رَجَوْا مَخْرَجًا مِنْ غَمِّهَا قُمِعُوا

طَالَ الْبُكَاءُ فَلَـمْ يَنْفَـعْ تَضَرُّعُهُمْ *** هَيْهَاتَ لا رِقَّةٌ تُغْنِي وَلا جَـزَعُ

لِيَنْفَعَ العِلْـمُ قَبْـلَ المَـوْتِ عَالِمُهُ *** قَدْ سَالَ قَوْمٌ بِهَا الرُّجْعَى فَمَا رَجَعُوا

تاريخ مدينة دمشق: (32-473).

 

4- قال أمية بن أبي الصَّلْت: 

وَسِيـقَ الْمُجْرِمُـونَ وَهُمْ عُـرَاةٌ *** إِلى ذَاتِ الْمَقَـامِعِ وَالنَّـكَـالِ

فَنَـادَوْا وَيْـلَنَـا وَيْـلاً طَوِيـلاً *** وَعَجُّوا فِي سَلاسِلِهَـا الطّـوَالِ

فَلَيْسُـوا مَيِّتِـيـنَ فَيَسْتَرِيـحُـوا *** وَكُلُّهُـمْ بِحَـرِّ النَّـار صَالِـي

أمية بن أبي الصلت: حياته وشعره (ص: 106).

 

5- قال فروة بن نوفل: 

لَقَـدْ عَلِمْتُ وَخَيْرُ الْعِلْـمِ أَنْفَعُـهُ *** أَنَّ السَّعِيدَ الَّذِي يَنْجُـو مِنَ النَّارِ

العقد الفريد: (3-254).

 

6- قال صخر بن حبناء: 

إِنَّ الشَّقِيَّ الَّـذِي فِي النَّارِ مَنْزِلُـهُ *** وَالْفَوْزُ فَوْزُ الَّذِي يَنْجُـو مِنَ النَّارِ

الكامل في اللغة والأدب: (2-261).

 

7- أبو العتاهية 

الدَّارُ جَنَّـةُ خُلْـدٍ إِنْ عَمِلْتَ بِمَـا *** يُرْضِي الإِلَهَ وَإِنْ قَصَّرْتَ فَالنَّـارُ

الأنوار الزاهية في ديوان أبي العتاهية (ص: 96).

 

8- قال أحدهم:

أَعُوذُ بِرَبِّي مِـنْ لَظَـى وَعذَابِهَـا *** وَمِنْ حَالِ مَنْ يَهْوِي بِهَا يَتَجَلْجَلُ

وَمِنْ حَالِ مَنْ فِي زَمْهَرِيـرٍ مُعَذَّبٍ *** وَمَنْ كَانَ فِي الأَغْلاَلِ فِيهَا مُكَبَّلُ

تأمّلات لما في الموت والقبر من العظات؛ لمحمد السلفي: (100).

 

9- قال عبد الله بنُ رَواحة:

شَهِـدْتُ بَـأَنَّ وَعْـدَ اللهِ حَـقٌّ *** وَأَنَّ النَّارَ مَثْـوَى الكَـافِـرِيْنَـا

العرش للذهبي (ص: 35)

 

10- قال أحدهم:

وَإِنَّ امْـرأً يَنْجُـو مِـنَ النَّارِ بَعْدَمَا *** تَـزَوَّدَ مِـنْ أَعْمَالِهَـا لَسَعيـدُ

سمط اللآلي: (1-40).

 

11- قال أمية بن أبي الصَّلت: 

وَيَوْمَ مَوْعِدِهِمْ أَنْ يَخْرُجُـوا زُمَـرا *** يَوْمَ التَّغَابُنِ إِذْ لا يَنْفَـعُ الْحَـذَرُ

وَحُوسِبُوا بِالَّذِي لَمْ يُحْصِـهِ أَحَـدٌ *** مِنْهُمْ وَفِي مِثْـلِ ذَاكَ الْيَوْمِ مُعْتَبَرُ

فَمِـنْـهُـمُ فَـرِحٌ رَاضٍ بِمَبْعَثِـهِ *** وَآخَرُونَ عَصَوا مَأْوَاهُـمُ سَقَـرُ

يَقُـولُ خُـزَانُهَـا مَا كَانَ غَيُّكُمُ *** أَلَمْ يَكُنْ جَاءَكُمْ مِنْ رَبِّكُـمْ نُـذُرُ

قَالُوا: بَلَى فَأَطَعْنَـا سَـادَةً بَطِـرُوا *** وَغَرَّنَا طُولُ هَذَا الْعَيْش والعُمُـرُ

فَذَاكَ مَحْبِسُهُـمْ لا يَرْجُـونَ بِـهِ *** طُولَ الْمَقَامِ وَإِنْ ضَجُّوا وَإِنْ صَبَرُوا

قَالَ امْكُثُوا فِي عَذَابِ النَّارِ مَا لَكُمُ *** إلا السَّلاسِلُ والأَغْلالُ والسَّقَـرُ

أمية بن أبي الصلت: حياته وشعره (ص: 224).

 

12- قال أحدهم:

أما سمعت بأهل النار في النار *** وعن مقاساة ما يَلقُون في النار

أما سمعت بأكباد لهم صَدَعت *** خوفاً من النار قد ذابت على النار

أما سمعت بأغلال تُناط بهم *** فيسحبون بها سحباً على النار

أما سمعت بضيقٍ في مجالسهم *** وفي الفرار ولا فرار في النار

أما سمعت بحياتٍ تدبُ بها *** إليهم خُلقت من خالص النار

أما سمعت بأجسادٍ لهم نَضجت *** من العذاب ومن غليٍ على النار

أما سمعت بما يُكلَّفون به *** من ارتقاء جبال النار في النار

حتى إذا ما علوا على شواهقها *** صُبوا بعنف إلى أسفل النار

أما سمعت بزقوم يُسوغه ماءٌ *** صديدٌ ولا تسويغ في النار

يسقون منه كؤوساً مُلئت سقما *** ترمي بأمعائهم رمياً على النار

يشوي الوجوه وجوهاً ألبست ظُلماً *** بئس الشراب شرابُ ساكن النار

ولا ينامون إن طاف المنام بهم *** ولا منام لأهل النار في النار

إن يستقيلوا فلا تقال عثرتهم *** أو يستغيثوا فلا غياث في النار

وإن أرادوا خروجاً رُدّ خارجهم *** بمقمع النـار مدحوراً إلى النار

فهم إلى النار مدفوعون بالنار *** وهم من النار يهرعون للنار

ما أن يخفف عنهم من عذابهمُ *** ولا تفتر عنهم سورة النـار

فيا إلهي ومَن أَحكامه سبقت *** في الفرقتين من الجنات والنار

رحماك يا رب في ضعفي وفي ضعتي *** فما وجودك لي صبرٌ على النار

ولا على حر شمس إن بَرزتُ لها *** فكيف أصبر يا مولاي للنار

فإن تغمدني عفوٌ وثقت به *** منكم وإلا فإني طعمةُ النار

كتاب العاقبة؛ للإشبيلي (ص: 299).

 

متفرقات

1- قال الإمام الطحاوي رحمه الله: والجنة والنار مخلوقتان، لا تفنيان أبداً ولا تبيدان، فإن الله تعالى: خلق الجنة والنار قبل الخلق، وخلق لهما أهلاً، فمن شاء منهم إلى الجنة فضلاً منه، ومن شاء منهم إلى النار عدلاً منه، وكل يعمل لما قد فرغ له، وصائر إلى ما خلق له، والخير والشر مقدران على العباد.

 

2- قال الشيخ أحمد ولي الله المحدث الدهلوي في عقائده: الجنة والنار حق، وهما مخلوقتان اليوم، باقيتان إلى يوم القيامة.

 

3- ناقش شارح (الطحاوية) شبهة الذين قالوا: لم تخلق النار بعد، ورد عليها فقال: وأما شبهة من قال: إنها لم تخلق بعد، وهي: أنها لو كانت مخلوقة الآن لوجب اضطراراً أن تفنى يوم القيامة وأن يهلك كل من فيها ويموت، لقوله تعالى: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ) [القصص: 88]، (وكُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ) [آل عمران:185]، وقد روى الترمذي في (جامعه)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لقيت إبراهيم ليلة أسري بي، فقال: يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر” رواه الترمذي (3462).

 

وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود. وحسنه ابن حجر في هداية الرواة: (2-439) - كما أشار لذلك في مقدمته - والألباني في (صحيح سنن الترمذي). انظر: فتح الباري: (6-369). وفيه أيضاً: من حديث أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “من قال سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة” رواه الترمذي: (3464)، والحاكم (1-680). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي الزبير عن جابر. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي: صحيح. قالوا: فلو كانت مخلوقة مفروغاً منها لم تكن قيعاناً، ولم يكن لهذا الغراس معنى. قالوا: وكذا قوله تعالى: عن امرأة فرعون أنها قالت: (رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ) [التحريم: 11].

 

فالجواب: إنكم إن أردتم بقولكم إنها الآن معدومة بمنزلة النفخ في الصور وقيام الناس من القبور، فهذا باطل، يرده ما تقدم من الأدلة وأمثالها مما لم يذكر، وإن أردتم أنها لم يكمل خلق جميع ما أعد الله فيها لأهلها، وأنها لا يزال الله يُحدث فيها شيئاً بعد شيء، وإذا دخلها المؤمنون أحدث فيها عند دخولهم أموراً أخر - فهذا حق لا يمكن رده، وأدلتكم هذه إنما تدل على هذا القدر. وأما احتجاجكم بقوله تعالى: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ) [القصص: 88]، فأتيتم من سوء فهمكم معنى الآية، واحتجاجكم بها على عدم وجود الجنة والنار الآن - نظير احتجاج إخوانكم على فنائهما وخرابهما وموت أهلهما!! فلم توفقوا أنتم ولا إخوانكم لفهم معنى الآية، وإنما وفق لذلك أئمة الإسلام. فمن كلامهم: أن المراد كُلُّ شَيْء مما كتب الله عليه الفناء والهلاك هَالِكٌ، والجنة والنار خُلِقتا للبقاء لا للفناء، وكذلك العرش، فإنه سقف الجنة. وقيل: المراد إلا مُلْكَه. وقيل: إلا ما أريد به وجهه. وقيل: إن الله تعالى: أنزل: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) [الرحمن: 26]، فقالت الملائكة: هلك أهل الأرض، وطمعوا في البقاء، فأخبر تعالى: عن أهل السماء والأرض أنهم يموتون، فقال: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ) [القصص: 88] لأنه حي لا يموت، فأيقنت الملائكة عند ذلك بالموت. وإنما قالوا ذلك توفيقاً بينها وبين النصوص المحكمة، الدالة على بقاء الجنة، وعلى بقاء النار أيضاً. الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر: (ص 13).

 

4- قال ابن رجب: "والمشهور بين السلف والخلف أن الفتنة إنما جاءت من حيث ذكر عدد الملائكة الذين اغتر الكفار بقلتهم، وظنوا أنهم يمكنهم مدافعتهم وممانعتهم، ولم يعلموا أن كل واحد من الملائكة لا يمكن البشر كلهم مقاومته. وهؤلاء الملائكة هم الذين سماهم الله بخزنة جهنم في قوله: (وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ) [غافر: 49]. الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر (ص: 19).

 

5- قال محمد بن أحمد السفاريني: "ولا حجة في هذا ونحوه على أن النار في السماء لجواز أن يراها في الأرض وهو في السماء، وهذا الميت يرى وهو في قبره الجنة والنار وليست الجنة في الأرض، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم رآهما وهو في صلاة الكسوف وهو في الأرض، وفي بعض طريق حديث الإسراء عن أبي هريرة أنه مر على أرض الجنة والنار في مسيره إلى بيت المقدس. ولم يدل شيء من ذلك على أن الجنة في الأرض، فحديث حذيفة إن ثبت فيه أنه رأى الجنة والنار في السماء، فالسماء ظرف للرؤية لا للمرئي أي: رأيت الجنة والنار حال كوني في السماء، يعني: صدرت الرؤيا مني وأنا في السماء، ولا تعرض في الحديث للمرئي فتأمل". البحور الزاخرة في علوم الآخرة لمحمد بن أحمد السفاريني بتصرف: (3-1313). قال الشوكاني في فتح القدير: "والأولى الحمل على ما هو الأعم من هذه الأقوال، فإن جزاء الأعمال مكتوب في السماء، والقدر، والقضاء ينزل منها، والجنة والنار فيها".

 

6- قال الشيخ أحمد ولي الله المحدث الدهلوي في عقيدته: "ولم يصرح نص بتعيين مكانهما -أي الجنة والنار- بل حيث شاء الله تعالى إذ لا إحاطة لنا بخلق الله وعوالمه". يقظة أولى الاعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار لصديق حسن خان- بتصرف- ص: (23).

 

7- قال الطبري: "وإنما هذه الآية إخبار من الله عباده عن بقاء النار، وبقاء أهلها فيها". جامع البيان؛ للطبري: (٢-٢٨٧).

 

8- قال القرطبي مبينًا معنى العذاب المقيم: "و(مقيم) معناه دائم ثابت، لا يزول ولا يحول". الجامع لأحكام القرآن؛ للقرطبي: (٦-١٥٩).

 

9- قال ابن كثير معلقًا على هذه الآية: "يخبر تعالى أنه يقول لجهنم يوم القيامة: هل امتلأت؟ وذلك أنه وعدها أن سيملؤها من الجنة والناس أجمعين، فهو سبحانه يََأْمُرُ بمن يُأْمَرُ به إليها، ويلقى وهي تقول: (هل من مزيد) أي: هل بقي شيء تزيدوني؟". تفسير القرآن العظيم؛ لابن كثير: (٧-٤٠٣).

 

10- يقال: "إن فيها خمسة أنواع من العذاب ليس في غيرها من الحجارة: سرعة الإيقاد، ونتن الرائحة، وكثرة الدخان، وشدة الالتصاق بالأبدان، وقوة حرها إذا أحميت". جامع البيان؛ للطبري: (١/٣٨١-٣٨٢).

 

11- ابن عاشور رحمه الله: "وصف النار بـ (حامية) لإفادة تجاوز حرها المقدار المعروف؛ لأن الحمي من لوازم ماهية النار، فلما وصفت بـ (حامية) كان دالًا على شدة الحمي. قال تعالى: (نار الله الموقدة) [الهمزة: ٦]".

 

12- قال الفراهي في مفرداته: "(ﭯ ﭰ) واختلفوا في معناه، ولكن المعنى الكثير الوقوع في كلام العرب هو لحم الساق". مفردات القرآن؛ للفراهي (ص٢٠٠).

 

13- قال الراغب الأصفهاني: "الدرك كالدرج، لكن الدرج يقال اعتبارًا بالصعود، والدرك اعتبارًا بالحدور؛ ولهذا قيل: درجات الجنة، ودركات النار". المفردات؛ للراغب: (١-٣١١).

 

14- قال ابن كثير في تفسير آية (هم درجات عند الله): "أهل الخير وأهل الشر درجات، يعني: متفاوتون في منازلهم ودرجاتهم في الجنة، ودركاتهم في النار". تفسير القرآن العظيم؛ لابن كثير: (٢-١٥٨).

 

15- قال الطبري في تفسير آية (هم درجات عند الله): "ولكل عامل في طاعة الله أو معصيته منازل ومراتب من عمله يبلغه الله إياها، ويثيبه بها، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر". جامع البيان؛ للطبري: (١٢-١٢٥).

 

16- قال الطبري في تفسير آية (إنها شجرة الزقوم): "وثمرتها كالرصاص أو الفضة، أو ما يذاب في النار إذا أذيب بها، فتناهت حرارته، وشدة حميته في شدة السواد". جامع البيان؛ للطبري ٢٢-٤٣) باختصار وتصرف.

 

17- قال الرازي في تفسير آية (إنها شجرة الزقوم): "ومآل الأقوال في الزقوم كونه في الطعم مرًا، وفي اللمس حارًا، وفي الرائحة منتنًا، وفي المنظر أسود، لا يكاد آكله يسيغه فيكره على ابتلاعه". مفاتيح الغيب؛ للرازي: (٢٩-٤١٤) بتصرف.

 

18- (طعاما ذا غصة): "طعام لا يستساغ أكله، ينشب في الحلق، فلا يدخل ولا يخرج". "والغصة عارضٌ في الحلق سببه الطعام أو الشرب الذي لا يستساغ؛ لبشاعةٍ أو يبوسةٍ". التحرير والتنوير؛ لابن عاشور: (٢٩-٢٧١).

 

19- قال الرازي معلقًا على (فشاربون شرب الهيم): "فيه بيان لزيادة العذاب، ومعناه: أي: لا يكون أمركم أمر من شرب ماءً حارًا منتنًا فيمسك عنه، بل يلزمكم أن تشربوا منه مثل ما تشرب الهيم، وهي الجمال التي أصابها العطش فتشرب ولا ترتوي". مفاتيح الغيب؛ للرازي: (٢٩-٤١٥) بتصرف.

 

20- ومعنى (يطوفون بينها وبين حميم آن): "يمشون بين مكان النار وبين الحميم، فإذا أصابهم حر النار طلبوا التبرد، فلاح لهم الماء فذهبوا إليه، فأصابهم حره فانصرفوا إلى النار، وهكذا يكون عذابهم بهذه الصورة الفظيعة". التحرير والتنوير؛ لابن عاشور: (٢٧-٢٦٤).

 

جمع الحافظ ابن كثير بين المعنيين (فليذوقوه حميم وغساق) بقوله: "الغساق: هو ما اجتمع من صديد أهل النار وعرقهم ودموعهم وجروحهم، فهو بارد لا يستطاع من برده، ولا يواجه من نتنه". تفسير القرآن العظيم؛ لابن كثير: (٨-٣٠٧).

 

الإحالات

1- صفة النار لابن أبي الدنيا.

 

‏2- دركات النار من الكتاب وصحيح الأخبار لحاتم بن الشربيني.

 

الحكم

1- قال الشاعر:

فإنَّ ‌النار بالعودين تذكى *** وإنَّ الحرب يبدؤها الكلام 

الأمثال؛ لأبي عبيد: (153).

 

2- ليته في ‌النار الحامية. الأمثال المولدة: (194).

 

3- ليته في سقر، حيث لا ماء ولا شجر. الأمثال المولدة: (194).

 

4- "فلان يدخل ‌النار مجّانا". إذا كان يحتمل الأوزار لغيره، ولا يحصل منها على لذّة. الأمثال المولدة: (222).

 

5- ألزم من ‌النار. الأمثال المولدة: (272).

 

‌6- قال أحدهم:

النار تأكل نفسها *** إن لم تجد ما تاكله

ينشد في المتميّز غيظا، المفرط حردا. الأمثال المولدة: (340).

 

7- "أَجْهَل من فراشة". لِأَنَّهَا تلقي نَفسهَا فِي ‌النَّار. جمهرة المثال: (1-334).