مسارعة
2022-10-04 - 1444/03/08التعريف
المسارعة لغة:
مصدر قولنا: سارع فلان إلى كذا، وهو مأخوذ من مادّة (س ر ع) الّتي تدلّ على خلاف البطء، ومنه قول العرب: لسرعان ما صنعت كذا، أي ما أسرع ما صنعته، وأمّا السّرع من الكرم فهو أسرع ما يطلع منه [مقاييس اللغة لابن فارس (3/ 153) ] .
وقال الجوهريّ: يقال: سرع سرعا مثل صغر صغرا فهو سريع، وقولهم «سرعان ذا خروجا»، وسرعان وسرعان ثلاث لغات، أي سرع ذا خروجا، وأسرع القوم، إذا كانت دوابّهم سراعا [الصحاح للجوهري (3/ 1228) ] .
وقال الفيروزاباديّ: السّرعة ضدّ البطء، وتستعمل في الأجسام والأفعال يقال: سرع فهو سريع، وأسرع فهو مسرع، كما يقال: سير سريع، وفرس سريع، والمصدر من سرع هو السّرعة، والسّراعة والسّرع [أضاف ابن منظور ثلاثة مصادر أخرى هي: السّرع والسّرعو السّرع، انظر اللسان (8/ 151) ] ، وسارع إلى الخير وتسارع [بصائر ذوي التمييز (3/ 214) ] .
(بمعنى)، قال تعالى: (أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ) [المؤمنون: 61] . يسارعون أي يسابقون من سابقهم إليها ، وقريء يسرعون في الخيرات، أي يكونون سراعا إليها، أمّا سابقون في الآية الكريمة فقد ذكر القرطبيّ أنّ المراد السّبق إلى أوقاتها، وكلّ من تقدّم في شيء فهو سابق إليه، وكلّ من تأخّر عنه فقد سبقه وفاته، ومن ثمّ تكون اللّام في «لها» بمعنى إلى كما جاء في قوله عزّ وجلّ (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها) [الزلزلة: 5] أي إليها [تفسير القرطبي (12/ 133)، (بتصرف يسير) ] .
وسرعان النّاس: أوائلهم الّذين يتسارعون إلى الشّيء، ويقبلون عليه بسرعة، ويجوز فيها تسكين الرّاء، والمساريع، جمع مسراع، وهو الشّديد الإسراع في الأمور، وهو من أبنية المبالغة [انظر النهاية لابن الاثير (2/ 361) ]، والمتسرّع: المبادر إلى الشّرّ، يقال تسرّع إلى الشّرّ، والمسرع: السّريع إلى خير أو شرّ، وسارع إلى الأمر كأسرع إليه، وسارع إلى كذا وتسرّع إليه بمعنى ، والمسارعة إلى الشّيء المبادرة إليه [لسان العرب (8/ 151) (ط. بيروت)] ، والفرق بين السّرعة والإسراع أنّ الإسراع فيه طلب وتكلّف، وأمّا السّرعة فكأنّها غريزة، يقال: أسرع أي طلب ذلك من نفسه وتكلّفه كأنّه أسرع المشي أي عجّله، وأمّا سرع فلان، فالمعنى أنّ السّرعة فيه طبع وسجيّة [لسان العرب (8/ 151) ، (ط. بيروت)، وقد نقل هذا الفرق عن سيبويه] ، أمّا قول اللّه عزّ وجلّ: (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) [آل عمران: 133]
فالمعنى سارعوا إلى ما يوجب المغفرة وهي الطّاعة، وقيل أداء الفرائض، وقيل الإخلاص، وقيل: التّوبة من الرّبا، وقيل: الثّبات في القتال، وقيل غير هذا، قال القرطبيّ: والآية عامّة في الجميع، ومعناها معنى (اسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ) [البقرة: 148] الّتي تتضمّن الحثّ والاستعجال على جميع الطّاعات بالعموم» [تفسير القرطبي (4/ 203) ، وفي معنى «استبقوا الخيرات» (2/ 165) ] .
المسارعة في الخيرات اصطلاحا:
لم تذكر كتب المصطلحات- الّتي وقفنا عليها- «المسارعة» في الخيرات مصطلحا، ويمكن أن نعرّف ذلك من خلال ما كتبه اللّغويّون والمفسّرون فنقول: المسارعة في الخيرات: هي المبادرة إلى الطّاعات والسّبق إليها والاستعجال في أدائها وعدم الإبطاء فيها أو تأخيرها [نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم (8/3387) ]
العناصر
1- مفهوم المسارعة في تنفيذ أوامر الله تعالى .
2- حث القرآن الكريم على المسارعة في فعل الخيرات .
3- الحث على المسارعة إلى الخيرات في السنة النبوية .
4- المسابقة إلى الخيرات هي التجارة الرابحة .
5- المسارعة إلى فعل الخيرات من صفات المتقين .
6- مسارعة الصحابة رضي الله عنهم في الاستجابة لهذا الدين .
7- أهمية المسارعة إلى الله في التوبة قبل الندم .
8- فوائد وثمرات المسارعة إلى الخيرات .
9- سرعة انقضاء الأيام والليالي .
الايات
1- قَالَ الله تَعَالَى: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَات) [البقرة:148].
2- قالَ تَعَالَى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران:133].
3- قَالَ تَعَالَى: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) [المطففين:26].
الاحاديث
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (بَادِرُوا بِالأعْمَال فتناً كقطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبحُ الرَّجُلُ مُؤْمِناً وَيُمْسِي كَافِراً، وَيُمْسِي مُؤمِناً ويُصبحُ كَافِراً، يَبيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنيا) رواه مسلم.
2- عن أبي سِروْعَة - بكسر السين المهملة وفتحها - عُقبةَ بن الحارث رضي الله عنه، قَالَ: صَلَّيتُ وَرَاءَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم بالمَدِينَةِ العَصْرَ، فَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ مُسْرِعاً، فَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ إِلَى بعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ، فَفَزِعَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ، فَخَرَجَ عَلَيهمْ، فَرأى أنَّهمْ قَدْ عَجبُوا مِنْ سُرعَتهِ، قَالَ: (ذَكَرتُ شَيئاً مِنْ تِبرٍ عِندَنَا فَكَرِهتُ أنْ يَحْبِسَنِي فَأمَرتُ بِقِسْمَتِهِ) رواه البخاري.
وفي رواية لَهُ: (كُنتُ خَلَّفتُ في البَيْتِ تِبراً مِنَ الصَّدَقةِ فَكَرِهتُ أنْ أُبَيِّتَهُ). (التِّبْرُ): قِطَعُ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ.
3- عن جابر رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يَومَ أُحُد: أَرَأيتَ إنْ قُتِلتُ فَأَيْنَ أَنَا؟ قَالَ: (في الجنَّةِ) فَأَلْقَى تَمَرَاتٍ كُنَّ في يَدِهِ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
4- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: جاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رسولَ الله، أيُّ الصَّدَقَةِ أعْظَمُ أجْرَاً؟ قَالَ: (أنْ تَصَدَّقَ وَأنتَ صَحيحٌ شَحيحٌ، تَخشَى الفَقرَ وتَأمُلُ الغِنَى، وَلاَ تُمهِلْ حَتَّى إِذَا بَلَغتِ الحُلقُومَ قُلْتَ لِفُلان كذا ولِفُلانٍ كَذا، وقَدْ كَانَ لِفُلانٍ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
(الحُلقُومُ): مَجرَى النَّفَسِ. وَ(المَرِيءُ): مجرى الطعامِ والشرابِ.
5- عن أنس رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفاً يَومَ أُحُدٍ، فَقَالَ: (مَنْ يَأخُذُ منِّي هَذَا؟) فَبَسطُوا أيدِيَهُمْ كُلُّ إنسَانٍ مِنْهُمْ يقُولُ: أَنَا أَنَا. قَالَ: (فَمَنْ يَأخُذُهُ بحَقِّه؟) فَأَحْجَمَ القَومُ فَقَالَ أَبُو دُجَانَةَ رضي الله عنه: أنا آخُذُهُ بِحَقِّهِ، فأخذه فَفَلقَ بِهِ هَامَ المُشْرِكِينَ. رواه مسلم.
اسم أبي دجانةَ: سماك بن خَرَشة. قوله: (أحجَمَ القَومُ): أي توقفوا. وَ(فَلَقَ بِهِ): أي شق. (هَامَ المُشرِكينَ): أي رُؤُوسَهم.
6- عن الزبير بن عدي، قَالَ: أتينا أنسَ بن مالك رضي الله عنه فشكونا إِلَيْه مَا نلقى مِنَ الحَجَّاجِ. فَقَالَ: (اصْبرُوا؛ فَإنَّهُ لا يَأتي زَمَانٌ إلاَّ والَّذِي بَعدَهُ شَرٌّ مِنهُ حَتَّى تَلقَوا رَبَّكُمْ) سَمِعتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري.
7- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (بادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعاً، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إلاَّ فَقراً مُنسياً، أَوْ غِنىً مُطغِياً، أَوْ مَرَضاً مُفسِداً، أَوْ هَرَماً مُفْنداً، أَوْ مَوتاً مُجْهزاً، أَوْ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ فالسَّاعَةُ أدهَى وَأَمَرُّ) رواه الترمذي، وَقالَ: حديث حسن.
8- عَنْهُ: أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ يَومَ خيبر: (لأُعْطِيَنَّ هذِهِ الرَّايَةَ رَجُلاً يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ يَفتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيهِ) قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: مَا أحبَبْتُ الإِمَارَة إلاَّ يَومَئِذٍ، فَتَسَاوَرتُ لَهَا رَجَاءَ أنْ أُدْعَى لَهَا، فَدَعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فَأعْطَاهُ إيَّاهَا، وَقالَ: (امْشِ وَلا تَلتَفِتْ حَتَّى يَفتَح اللهُ عَلَيكَ) فَسَارَ عليٌّ شيئاً ثُمَّ وَقَفَ ولم يلتفت فصرخ: يَا رَسُول الله، عَلَى ماذا أُقَاتِلُ النّاسَ؟ قَالَ: (قاتِلْهُمْ حَتَّى يَشْهَدُوا أنْ لا إله إلاَّ اللهُ، وَأنَّ مُحَمداً رسولُ الله، فَإِذَا فَعَلُوا فقَدْ مَنَعوا مِنْكَ دِمَاءهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إلاَّ بحَقِّهَا، وحسَابُهُمْ عَلَى الله) رواه مسلم.
(فَتَسَاوَرْتُ) هُوَ بالسين المهملة: أي وثبت متطلعاً.
9- عن سَهْلِ بن سَعدٍ رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِشَرابٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلاَمٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ الأشْيَاخُ، فَقَالَ لِلغُلاَمِ: (أتَأذَنُ لِي أنْ أُعْطِيَ هؤُلاء؟) فَقَالَ الغُلامُ: لاَ وَاللهِ يَا رسولَ الله، لا أُوْثِرُ بِنَصِيبـي مِنْكَ أحَداً. فَتَلَّهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في يَدِهِ. متفقٌ عَلَيْهِ.
(تَلَّهُ) بالتاءِ المثناة فوق: أيْ وَضَعَهُ. وَهذَا الغُلامُ هُوَ ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما.
10- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (بَيْنَا أيُّوبُ عليه السلام يَغْتَسِلُ عُرْيَاناً، فَخَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ أيُّوبُ يَحْثِي في ثَوْبِهِ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ عز وجل: يَا أيُّوبُ، ألَمْ أكُنْ أغْنَيتكَ عَمَّا تَرَى؟! قَالَ: بَلَى وَعِزَّتِكَ وَلَكِنْ لاَ غِنى بي عن بَرَكَتِكَ) رواه البخاري.
الاثار
1- قال معمر: وتلا الحسن البصري {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} فقال: يا ابن آدم، بسطت لك صحيفتك، ووكل بك ملكان كريمان: أحدهما عن يمينك، والآخر عن يسارك؛ فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك، وأما الذي عن يسارك فيحفظ سيئاتك؛ فاعمل ما شئت، أقلل أو أكثر، حتى إذا مت طويت صحيفتك، فجعلت في عنقك معك في قبرك، حتى تخرج يوم القيامة كتابًا تلقاه منشورًا {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} قد عدل -والله- عليك من جعلك حسيب نفسك " تفسير ابن كثير.
2- قال أحمد بن حنبل: " كل شيء من الخير يبادر به " الآداب الشرعية.
3- قال ابن الجزري: " إذا أردت أمراً من أمور الآخرة فشمر إليه وأسرع من قبل أن يحول بينك وبينه الشيطان " الزهر الفاتح لابن الجزري.
القصص
- قال حماد بن سلمة: ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعاً، إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصلياً، وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه إما متوضئاً، أو عائداً مريضاً، أو مشيعاً لجنازة، أو قاعداً في المسجد. وكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله.
الاشعار
إِذَا هَبَّـتْ رِياحُـكَ فَـاغْتَنِمْهَـا *** فَـإِنَّ لِكُـلِّ خَافِقَـةٍ سُكُـونُ
وَلا تَغْفَـلْ عَـنِ الإِحْسَـانِ فِيهَـا *** فَمَـا تَدْرِي السُّكُونُ مَتَى يَكُونُ
وَإِنْ دَرَّتْ نِيَـاقُـكَ فَاحْتَلِبْـهَـا *** فَمَا تَدْرِي الْفَصِيلُ لِمَـنْ يَكُـونُ
[علي بن أبي طالب]
وَلا يُوَخِّرُ شُغْـلَ الْيَـوْمِ يَذْخَـرُوُ *** إِلَى غَـدٍ إِنَّ يَوْمَ الأَعْجَزِينَ غَـدُ
[البحتري]
بَادِرْ بِخَيْـرٍ إِذَا مَا كُنْـتَ مُقْتَدِرًا *** فَلَيْسَ فِـي كُلِّ وَقْتٍ أَنْتَ مُقْتَدِرُ
[..........]
عَلَيْكَ بِأَمْرِ الْيَوْمِ لا تَنْتَظِـرْ غَـدًا *** فَمَـنْ لِغَـدٍ مِنْ حَادِثٍ بِكَفِيـلِ
[..........]
بَادِرْ إِذَا حَاجَـةٌ فِي وَقْتِهَا عَرَضَتْ *** فَلِلْحَوائِـجِ أَوْقَـاتٌ وَسَاعَـاتُ
إِنْ أَمْكَنَتْ فُرْصَةٌ فَانْهَضْ لَهَا عَجِلاً *** وَلا تُـؤَخِّـرْ فَلِلتَّأْخِيـرِ آفَـاتُ
[علي بن إِسحاق الزاهيّ]
[بابُ الأَمَانِي حَمْدًا وَذَمًّا]
لَيْتَ شِعْـرِي وَأَيْـنَ مِنِّـي «لَيْتٌ» *** إِنَّ «لَيتًا» وَإِنَّ «لَـوًّا» عَـنَـاءُ
[أبو زبيد الطائي]
لَيْتَ وَهَـلْ يَنْفَـعُ شَـيْـئًـا لَيْتُ *** لَيْتَ شَبَابًـا بُـوعَ فَـاشْتَرَيْتُ
[رؤبة بن العجاج]
يُـرِيـدُ الْـمَـرْءُ أَنْ يُؤتَى مُنَـاهُ *** وَيَـأْبَـى اللهُ إِلاَّ مَـا يَـشَـاءُ
[قيس بن الخطيم الأنصاري]
مَنْ كَانَ مَرْتَـعُ عَزْمِـهِ وَهُمُومِـهِ *** رَوْضَ الأَمَانِـي لَمْ يَزَلْ مَهْـزُولا
[حبيب بن أوس الطائي]
تَرَكْـتُ الاتِّكَـالَ عَلَى التَّمَـنِّـي *** وَبِتُّ أُضَاجِـعُ الْيَـأسَ الْمُـرِيحَا
وَذَلِكَ أَنَّنِـي مِـنْ قَـبْـلِ هَـذَا *** أَكَلْتُ تَمَنِّيًـا فَخَرَيْـتُ رِيحًـا
[علي بن الحسن الباخرزي]
مَا كُلُّ مَـا يَتَمَنَّى الـمَرْءُ يُدْرِكُـهُ *** تَجْرِي الرِّيَاحُ بِمَا لا تَشْتَهِي السُّفُنُ
[المتنبي]
وَاتْرُكْ مُنَى النَّفْسِ لا تَحْسَبْهُ يُشْبِعُهَا *** إِنَّ الْمُنَى رَأْسُ أَمْـوَالِ الْمَفَالِيسِ
[............]
إِذَا تَمَنَّيْـتُ بِـتُّ اللَّيْـلَ مُغْتَبِطًا *** إِنَّ الْمُنَى رَأْسُ أَمْـوَالِ الْمَفَالِيسِ
[..........]
إذَا ازْدَحَمَتْ هُمُومِي فِي فُـؤَادِي *** طَلَبْتُ لَهَا الْمَخَـارِجَ بِالتَّمَنِّـي
[............]
مُنًى إِنْ تَكُنْ حَقًّا تَكُنْ أَحْسَنَ الْمُنَى *** وَإِلاَّ فَقَـدْ عِشْنَا بِهَـا زَمَنًا رَغْدا
متفرقات
1- قال القرطبيّ في قوله تعالى: (وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) [آل عمران: 114] . الّتي يعملونها مبادرين غير متثاقلين لمعرفتهم بقدر ثوابهم. وقيل: يبادرون بالعمل قبل الفوت [تفسير القرطبي (4/ 113) ] .
2- قال القرطبيّ في قوله تعالى: (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) [آل عمران: 133] . المسارعة: المبادرة، أي سارعوا إلى ما يوجب المغفرة وهي الطّاعة [تفسير القرطبي (4/ 113) ] .
3- يقول القرطبيّ في قوله تعالى: (اسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ) [البقرة: 148] . أي إلى الخيرات، أي بادروا إلى ما أمركم به اللّه عزّ وجلّ من استقبال البيت الحرام، وإن كان يتضمّن الحثّ على المبادرة والاستعجال إلى جميع الطّاعات بالعموم. يقول: والمعنى المراد بالمبادرة بالصّلاة أوّل وقتها [تفسير القرطبي (2/ 112) ] .
4- قال أبو حيّان الأندلسيّ في قوله تعالى: (اسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ) [البقرة: 148] هذا أمر بالتّبكير إلى فعل الخير والعمل الصّالح وناسب هذا أنّ من جعل اللّه له شريعة أو قبلة أو صلاة فينبغي الاهتمام بالمسارعة إليها [البحر المحيط (1/ 612) ] .
5- يقول أبو حيّان في قوله تعالى: (وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) [آل عمران: 114] : المسارعة في الخير ناشئة عن فرط الرّغبة فيه، لأنّ من رغب في أمر بادر إليه وإلى القيام به، وآثر الفور على التّراخي [تفسير البحر المحيط (3/ 38) ] .
6- قال أحمد بن حنبل- رحمه اللّه تعالى-: كلّ شيء من الخير يبادر به [الآداب الشرعية لابن مفلح (2/ 239)] .
7- قال ابن الجوزيّ: من علم قرب الرّحيل عن مكّة استكثر من الطّواف، خصوصا إن كان لا يؤمّل العود لكبر سنّه وضعف قوّته، فكذلك ينبغي لمن قاربه ساحل الأجل بعلوّ سنّه أن يبادر اللّحظات، وينتظر الهاجم بما يصلح له، فقد كان في قوس الأجل منزع زمان الشّباب [صيد الخاطر 354] .
8- وقال ابن الجوزيّ- أيضا-: .. كم يضيّع الآدميّ من ساعات يفوته فيها الثّواب الجزيل، وهذه الأيّام مثل المزرعة، فكأنّه قيل للإنسان: كلّما بذرت حبّة أخرجنا لك ألف كرّ ، فهل يجوز للعاقل أن يتوقّف في البذر ويتوانى؟![صيد الخاطر 603] .
9- وقال ابن الجوزيّ- أيضا-: من عجائب ما أرى من نفسي ومن الخلق كلّهم الميل إلى الغفلة عمّا في أيدينا مع العلم بقصر العمر، وأنّ زيادة الثّواب هناك بقدر العمل ههنا. فيا قصير العمر، اغتنم يومي منّي، وانتظر ساعة النّفر، وإيّاك أن تشغل قلبك بغير ما خلق له، واحمل نفسك على المرّ، واقمعها إذا أبت، ولا تسرح لها في الطّول، فما أنت إلّا في مرعى. وقبيح بمن كان بين الصّفّين أن يتشاغل بغير ما هو فيه [صيد الخاطر 492] .
10- وقال أيضا: ... البدار البدار يا أرباب الفهوم، فإنّ الدّنيا معبر إلى دار إقامة، وسفر إلى المستقرّ والقرب من السّلطان ومجاورته،. فتهّيئوا للمجالسة، واستعدّوا للمخاطبة، وبالغوا في استعمال الأدب، لتصلحوا للقرب من الحضرة. ولا يشغلنّكم عن تضمير الخيل تكاسل، وليحملكم على الجدّ في ذلك تذكّركم يوم السّباق ... فليتذكّر السّاعي حلاوة التّسليم إلى الأمين، وليتذكّر في لذاذة المدح يوم السّباق، وليحذر المسابق من تقصير لا يمكن استدراكه [صيد الخاطر 372] .
الإحالات
1- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (8/3387) .
2- أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب المقدس المؤلف : د. محمود عبدالرازق الرضواني أستاذ العقيدة والأديان بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الكتاب عبارة عن دراسة قام بها الدكتور لاستخراج أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب المقدس والتي تتوافق مع ما ثبت منها في القرآن والسنة الصحيحة . مكتبة سلسبيل ـ شارع العزيز بالله - حدائق الزيتون – القاهرة الطبعة : الأولى 1429 هـ / 2008 م (2/233) .
3- المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى المؤلف : محمد بن محمد الغزالي أبو حامد الناشر : الجفان والجابي – قبرص الطبعة الأولى ، 1407 – 1987 تحقيق : بسام عبد الوهاب الجابي (1/103) .
4- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن المؤلف : محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت – لبنان عام النشر : 1415 هـ - 1995 مـ (1/218) .
5- التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : مؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان الطبعة : الأولى، 1420هـ/2000م (18/62) .
6- شعب الإيمان المؤلف: أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي (المتوفى: 458هـ) حققه وراجع نصوصه وخرج أحاديثه: الدكتور عبد العلي عبد الحميد حامد أشرف على تحقيقه وتخريج أحاديثه: مختار أحمد الندوي، صاحب الدار السلفية ببومباي – الهند الناشر: مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند الطبعة: الأولى، 1423 هـ - 2003 م (2/25) .
7- تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي المؤلف : محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري أبو العلا الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت (6/129) .
8- المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج المؤلف : أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت الطبعة الطبعة الثانية ، 1392 (2/152) .
9- مجموع فتاوى ابن تيمية مجموع فتاوى ابن تيمية - الإصدار الثاني دراسة وتحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية - 1416هـ/1995م إعداد موقع روح الإسلام (172/4) .
10- فتح الباري شرح صحيح البخاري المؤلف : أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي الناشر : دار المعرفة - بيروت ، 1379 تحقيق : أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي (2/208) .
11- الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى المؤلف: د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني أصل الكتاب: رسالة ماجستير، من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الناشر: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية الطبعة: الأولى، 1423هـ (1/78) .
12- موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق (قصص تربوية من حياة الأنبياء والصحابة والتابعين والصالحين) المؤلف: ياسر عبد الرحمن الناشر: مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة الطبعة: الأولى، 1428 هـ - 2007 م (1/162) .