مجلس
2022-10-05 - 1444/03/09التعريف
.
العناصر
1- آداب المجلس .
2- من آداب الصحبة ومعاشرة الخلق مراعاة آداب المجلس إذا جلس مع القوم .
3- أهمية تعلم آداب وأحكام مجلس القضاء .
4- حكم اتخاذ المساجد مجلسا للحكم .
5- أهمية اختيار الجليس الصالح .
6- فضل الاجتماع والجلوس لذكر الله .
7- ضرورة اجتناب مجالس الغفلة .
8- فضل المجلس الواسع .
الايات
1- قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * ألَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [المجادلة:7 - 10].
2- قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة:119] .
3- قوله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف:28] .
4- قوله تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) [النساء:140].
5- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [المجادلة: 11) ] .
6- قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [الأنعام: 68] .
7- قوله تعالى: (وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) [الحجرات:2] .
8- قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور:62].
الاحاديث
1- عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «لا يُقِيمَنَّ أحَدُكُمْ رَجُلًا مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ، وَلكِنْ تَوَسَّعُوا وَتَفَسَّحُوا» وكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا قَامَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ مَجْلِسِهِ لَمْ يَجْلِسْ فِيهِ. [أخرجه: البخاري 8/ 75 (6270)، ومسلم 7/ 9 (2177) (27) ] .
2- عن أَبي هريرة - رضي الله عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَجْلِسٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ» [أخرجه: مسلم 7/ 10 (2179) (31) ] .
3- عن عمرو بن شُعَيْب، عن أبيهِ، عن جَدِّهِ - رضي الله عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ اثْنَيْنِ إِلاَّ بإذْنِهِمَا» [أخرجه: أبو داود (4844) و (4845)، والترمذي (2752) ] . وفي رواية لأبي داود: «لاَ يُجْلسُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ إِلاَّ بِإذْنِهِمَا»
4- عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لَعَنَ مَنْ جَلَسَ وَسَطَ الحَلْقَةِ» [أخرجه: أبو داود (4826)، والترمذي (2753) ] .
5- عن أَبي سعيدٍ الخدريِّ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «خَيْرُ المَجَالِسِ أوْسَعُهَا» [أخرجه: أبو داود (4820) ] .
6- عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَلَسَ في مَجْلِسٍ، فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ، إِلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ» [أخرجه: الترمذي (3433) وقال: حديث حسن صحيح غريب] .
7- عن أَبي بَرْزَة - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ بأَخَرَةٍ إِذَا أرَادَ أَنْ يَقُومَ مِنَ الْمَجْلِسِ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، أشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلاَّ أنتَ أسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إليكَ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رسولَ الله، إنَّكَ لَتَقُولُ قَوْلًا مَا كُنْتَ تَقُولُهُ فِيمَا مَضَى؟ قَالَ: «ذَلِكَ كَفَّارَةٌ لِمَا يَكُونُ في المَجْلِسِ» [أخرجه: أبو داود (4859) عن أبي برزة. وأخرجه: الحاكم 1/ 496 - 497 عن عائشة] .
8- عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قَلَّمَا كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهؤلاء الدَّعَواتِ: «اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا، اللَّهُمَّ مَتِّعْنَا بأسْمَاعِنا، وَأَبْصَارِنَا، وقُوَّتِنَا مَا أحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الوارثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلاَ تَجْعَلْ مُصيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا، وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا» [أخرجه: الترمذي (3502) وقال: حديث حسن غريب] .
9- عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لاَ يَذْكُرُونَ الله تَعَالَى فِيهِ، إِلاَّ قَامُوا عَنْ مِثْل جِيفَةِ حِمَارٍ، وَكَانَ لَهُمْ حَسْرَةٌ» [أخرجه: أبو داود (4855)] .
10- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا الله تَعَالَى فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ فِيهِ، إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةٌ؛ فَإنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ، وَإنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ» [أخرجه: الترمذي (3380)] .
11- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُر الله تَعَالَى فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ تِرَةٌ، وَمَنْ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا لاَ يَذْكُرُ الله تَعَالَى فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ تِرَةٌ» [رواه أبو داود (818) ] .
12- عن الشَّريدِ بن سُوَيْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ: مَرَّ بي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا جَالِسٌ هكَذَا، وَقَدْ وَضَعْتُ يَدِيَ اليُسْرَى خَلْفَ ظَهْرِي، وَاتَّكَأْتُ عَلَى أَليَةِ يَدي، فَقَالَ: «أَتَقْعُدُ قِعْدَةَ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ؟!» [أخرجه: أبو داود (4848) ] .
13- عَنْ أبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: «مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ، كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ، فَحَامِلُ المِسْكِ: إِمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحاً طَيِّبَةً. وَنَافِخُ الكِيرِ: إِمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أنْ تَجِدَ رِيحاً خَبِيثَةً» [متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5534) , واللفظ له، ومسلم برقم (2628) ] .
14- عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: «مَا أَجْلَسَكُمْ؟» قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلإِسْلاَمِ، وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا، قَالَ: «آللهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلاَّ ذَاكَ». قَالُوا: وَاللهِ! مَا أَجْلَسَنَا إِلاَّ ذَاكَ قَالَ: «أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمُ المَلاَئِكَةَ» [أخرجه مسلم برقم (2701) ] .
15- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: جَاءَ شَيْخٌ يُرِيدُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَبْطَأَ القَوْمُ عَنْهُ أَنْ يُوَسِّعُوا لَهُ. فَقَالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبيرَنَا» [صحيح/ أخرجه الترمذي برقم (1919) , وهذا لفظه، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (363)] .
الاثار
1- عن جابر بن سَمُرَة رضي الله عنهما، قَالَ: كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - جلَسَ أحَدُنَا حَيْثُ يَنْتَهِي [أخرجه: أبو داود (4825)، والترمذي (2725)، والنسائي في الكبرى (5899) وقال الترمذي: حديث حسن غريب] .
2- عن أبي مِجْلَزٍ: أنَّ رَجُلًا قَعَدَ وَسَطَ حَلْقَةٍ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: مَلْعُونٌ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - أَوْ لَعَنَ اللهُ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - مَنْ جَلَسَ وَسَطَ الحَلْقَةِ [قَالَ الترمذي: حديث حسن صحيح] .
3- عن قَيْلَةَ بنْتِ مَخْرَمَةَ رضي الله عنها، قالت: رأيتُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ قَاعِدٌ القُرْفُصَاءَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ رسولَ الله المُتَخَشِّعَ في الجِلْسَةِ أُرْعِدْتُ مِنَ الفَرَقِ [أخرجه: أبو داود (4847)، والترمذي (2814)] .
4- عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بفناءِ الكَعْبَةِ مُحْتَبِيًا بِيَدَيْهِ هكَذا، وَوَصَفَ بِيَدَيْهِ الاحْتِبَاءَ، وَهُوَ القُرْفُصَاءُ [أخرجه: البخاري 8/ 76 (6272)] .
5- عن جابر بن سَمُرَة - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا صَلَّى الفَجْرَ تَرَبَّعَ في مَجْلِسِهِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسْنَاءَ [أخرجه: مسلم 2/ 132 (670) (287)، وأبو داود (4850)] .
متفرقات
1- قال أحمد بن يوسف بن محمد الأهدل ينبغي على طالب العلم إذا حضر مجلس الشيخ أن يسلم على الحاضرين بصوت يسمع جميعهم ويخص الشيخ بزيادة تحية وإكرام، وكذلك يسلم إذا انصرف، وإذا سلم فلا يتخطى رقاب الحاضرين إلى قرب الشيخ، من لم يكن منزلته كذلك، بل يجلس حيث انتهى به المجلس، كما ورد في الحديث. فإن صرح له الشيخ والحاضرون بالتقدم أو كانت منزلته، أو كان يعلم إيثار الشيخ والجماعة لذلك فلا بأس، ولا يقيم أحداً من مجلسه، أو يزاحمه قصداً فإن آثره بمجلسه لم يقبله إلا إن يكون في ذلك مصلحة يعرفها القوم، وينتفعون بها من بحثه مع الشيخ لقربه منه أو لكونه كبير السن، أو كثير الفضيلة والصلاح، ولا ينبغي لأحد إن يؤثر بقربه من الشيخ إلا لمن هو أولى بذلك، لسن أو علم أو صلاح أو نسب أهل البيت النبوي [الأخلاق الزكية في آداب الطالب المرضية لأحمد بن يوسف بن محمد الأهدل] .
2- يقول الشيخ محمد صالح المنجد: من آداب المجلس كذلك: ما كان يفعله صلى الله عليه وسلم كما ورد في الحديث الحسن: (كان إذا لقيه أحد من أصحابه فقام معه فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناوله إياها فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه، وإذا لقي أحداً من أصحابه فتناول أذنه ناوله إياها فلم ينزعها حتى يكون الرجل هو الذين ينزعها عنه) رواه ابن سعد بإسناد حسن عن أنس، وهو في صحيح الجامع. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤدباً غاية الأدب، يحترم ضيوفه ويحترم جلساءه، إذا قام إنسان من المجلس لينصرف يقوم النبي صلى الله عليه وسلم يودعه، ويأخذ بيده ليصافحه، ولا يترك الرسول صلى الله عليه وسلم يد الضيف حتى ينصرف الضيف ويكون الضيف هو الذي ينزع يده من يد النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا كان الرسول جالساً في مجلس فأراد رجل أن يسر إليه بحديث، وأتى ليأخذ بأذن نبي الله صلى الله عليه وسلم، كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يعطيه أذنه وينصت حتى يفرغ الرجل، ولا يرجع الرسول صلى الله عليه وسلم رأسه ويبعد أذنه حتى يبعد ذلك الرجل فاه ويبعد رأسه الانتظار من الأدب، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يجب على الأمة كلها أن تتأدب معه، يفعل هذه الأفعال ليعلمنا آداب المجالسة وآداب الحديث [دروس مفرغة للشيخ المنجد] .
3- يقول الدكتور عبد الكريم الخطيب: ومما ألزم اللّه سبحانه وتعالى به المؤمنين من آداب المجلس ، أن يوسع بعضهم لبعضهم ، وأن يفسحوا للقادم عليهم مكانا بينهم ، فهو أشبه بالضيف ، ومن حق الضيف الترحيب به ، وإنزاله منزل الإكرام .. وإكرام الوافد على المجلس ، هو أن يجد له مكانا بين أهل المجلس ، وأن ينزل المنزل المناسب له بينهم ، حسب دينه ، وعلمه .. فلا يتصدر المجلس جاهل وفى المجلس عالم ، ولا يتصدره من رقّ دينه وفى أهل المجلس من كان ذا دين وتقوى .. وفى المأثور : « أنزلوا الناس منازلهم » ويذكر المفسرون لهذه الآية سببا للنزول ، فيقولون : إن الرسول صلوات اللّه وسلامه عليه ، كان فى مجلس وحوله بعض أصحابه ، فجاء بعض وفود العرب إلى النبي ، فسلموا فرد النبي والمسلمون عليهم السلام ، ولم يفسح لهم أحد مكانا فى المجلس ، فلما رأى النبي ذلك ، قال : قم يا فلان وقم يا فلان ويا فلان .. ثم دعا الوفد إلى الجلوس .. قالوا ، فساء ذلك المسلمين الذين دعوا إلى القيام من مجلسهم ، وشنع المنافقون واليهود على المسلمين بهذا ، وقالوا لهم فيما قالوا : كيف يقول نبيكم إنما المؤمنون إخوة ، ثم يكون منه هذه التفرقة فى المعاملة بين أصحابه ، فيخرج بعضا من المجلس دون بعض؟ و هذه المقولات التي تروى عن سبب نزول الآية الكريمة تبدو ـ على إطلاقها ـ واهية ، لا معقول لها. وذلك :
أولا : أنه ليس من أخلاق العرب أن يفد عليهم وافد ثم لا يلقونه بالترحيب والاحتفاء ، عدوّا كان أو صديقا .. فكيف بمن يفد على النبي؟ أ فيعقل أن يفد على النبي وافد وهو بين أصحابه ، ثم لا يلقاه أصحابه بالحفاوة والتكريم ، ولا يفسحون له مكانا بينهم؟ .. ذلك محال.
وثانيا : أ يكون من أدب صحابة رسول اللّه ، الذين يجلسون إليه أن تجمد مشاعرهم هذا الجمود ، فلا يتحركون لوافد يفد على الرسول ، حتى يدعوهم الرسول هذه الدعوة التي يخرجهم بها من مجلسه؟
و ثالثا : أ يكون من أدب النبوة أن يجرح الرسول بعض صحابته هذا الجرح الغائر ، فيخرجهم عن أماكنهم ، ويلقى بهم خارج المجلس؟ إنه لو اضطر الرسول الكريم إلى مثل هذا الموقف ، لكان من تدبيره ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ أن يتحول بأهل المجلس جميعا إلى مكان متّسع غير هذا المكان ، ثم لأخذ بيد ضيفه الوافدين عليه ، ولأنزلهم منزلهم في المجلس الجديد ..[ التفسير القرآني للقرآن ، ج 14 ، ص : 831، 832] .
4- سئل مالك عن الرجل يقوم من المجلس فقيل له : إن بعض الناس يزعم أنه إذا قام الرجل من مجلسه ثم رجع إليه أنه أحق به فقال : سمعت في ذلك شيئا وإنه لحسن إن كان إتيانه قريبا وإن تباعد ذلك حتى يذهب بعيدا ونحو ذلك فلا أرى ذلك له وإن هذا لمن محاسن الأخلاق قال محمد بن رشد معناه : إذا قام عنه على أن لا يرجع إليه وأما إن قام عنه على أن يرجع إليه فهو أحق به إن رجع بالقرب فتحصيل هذا أنه إن قام عنه على أن لا يرجع إليه فرجع بالقرب حسن أن يقوم له عنه من جلس بعده فيه وإن لم يرجع بالقرب لم يكن ذلك عليه في الاستحسان وإن قام عنه على أن يعود إليه فعاد إليه بالقرب كان أحق به ووجب على من جلس فيه بعده أن يقوم له عنه وإن لم يعد إليه بالقرب حسن أن يقوم له عنه من جلس فيه بعده ولم يجب ذلك عليه [البيان والتحصيل 7 / 231 - 232] .
5- قال النووي : استثنى أصحابنا من ألف من المسجد موضعا يفتي فيه أو يقرئ فيه قرآنا أو علما فله أن يقيم من سبقه إلى القعود فيه ، وفي معناه - كما قال ابن حجر - من سبق إلى موضع من الشوارع ومقاعد الأسواق لمعاملة . ويجوز أن يبعث من يقعد له في مكان ليقوم عنه إذا جاء هو . وإذا فرش لأحد ثوب أو نحوه فلغيره تنحيته والصلاة مكانه لا الجلوس عليه بغير رضا صاحبه ، ولا يرفعه بيده أو غيرها لئلا يدخل في ضمانه . ومن جلس في موضع من المسجد أو غيره لصلاة مثلا ثم فارقه ليعود إليه - بعد وضوء مثلا أو شغل يسير - لا يبطل اختصاصه به وله أن يقيم من قعد فيه وعلى القاعد أن يطيعه وجوبا على الأصح وقيل : يستحب [أسنى المطالب 1 / 268 ، والقليوبي 1 / 287 ، وفتح الباري 11 / 64] .
6- قال الماوردي: لو دخل شخص مجلسا فإن كان الجمع قليلا يعمهم سلام واحد فسلم كفاه ، فإن زاد فخصص بعضهم فلا بأس ، ويكفي أن يرد منهم واحد فإن زاد فلا بأس ، وإن كانوا كثيرا بحيث لا ينتشر فيهم فيبتدأ أول دخوله إذا شاهدهم ، وتتأدى سنة السلام في حق جميع من يسمعه ، ويجب على من سمعه الرد على الكفاية ، وإذا جلس سقط عنه سنة السلام فيمن لم يسمعه من الباقين [فتح الباري 11 / 14 - 15 ، وشرح مسلم 14 / 145] .
7- قال الخادمي في شرح حديث : المجالس بالأمانة [حديث : " المجالس بالأمانة . . " . أخرجه أبو داود ( 5 / 189 ) من حديث جابر بن عبد الله ، وضعفه المنذري في مختصر سنن أبي داود ( 7 / 210 )] أي لا يشيع حديث جليسه وفيه إشارة إلى مجالسة أهل الأمانة وتجنب أهل الخيانة ، وعن العسكري : يريد أن الرجل يجلس إلى القوم فيخوضون في حديث ربما كان فيه ما يكرهون فيأمنونه على سرهم ، فذلك الحديث كالأمانة عنده ، وفسر أيضا : بأن المجالس إنما تحسن بالأمانة لحاضريها على ما يقع فيها من قول أو فعل . وقال رجب بن أحمد : يعني جميع المجالس ما وقع فيها من الأقوال والأفعال ملابس بالأمانات على أهلها دون الخيانة ، فلا يجوز إظهار ما فيها وإفشاؤه بين الناس [بريقة محمودية وبهامشه الوسيلة الأحمدية ، والذريعة السرمدية 3 / 222] .
الإحالات
1- الآداب – البيهقي تحقيق عبد القدوس نذير ص 124 مكتبة الرياض الطبعة الأولى 1407 .
2- الآداب الشرعية – ابن مفلح الحنبلي 1/405، 2/267، 3/573 مؤسسة قرطبة .
3- إصلاح المجتمع – البيحاني ص 357 مكتبة أسامة بن زيد الطبعة الثانية 1392 .
4- بهجة المجالس وأنس المجالس – ابن عبد البر القرطبي 1/39 دار الكتب العلمية .
5- ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير وزيادته – عوني الشريف ، علي حسن عبد الحميد 3/167 مكتبة المعارف الطبعة الأولى 1406 .
6- الرغيب والترهيب من الحديث الشريف – المنذري تحقيق مصطفى عمارة 4/49 دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1407 .
7- تفسير وبيان مفردات القرآن – محمد حسن الحمصي ص 277 دار الرشيد ، مؤسسة الإيمان .
8- تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين – ابن النحاس ص 231 الطبعة الثالثة 1407 .
9- جامع الأصول – ابن الأثير 6/531 الرئاسة العامة 1391 .
10- عيون الأخبار – ابن قتيبة تحقيق يوسف طويل 1/423 دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1406 .
11- فتح الباري – ابن حجر 11/62 دار الفكر .
12- فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد – فضل الله الجيلاني 2/553 مكتبة ابن تيمية الطبعة الثالثة 1407 .