لهو ولعب

2022-10-10 - 1444/03/14

التعريف

اللهو لغة:

اللّهو مصدر لها يلهو وهو مأخوذ من مادّة (ل هـ و) الّتي تدلّ على شغل عن شيء بشيء، فاللّهو كلّ شيء شغلك عن شيء [المقاييس (5/ 213) ] .واللّهو: ما شغلك من هوى وطرب، يقال: لها يلهو، واللّهو: الصّدوف، يقال: لهوت عن الشّيء ألهو لهوا، ولهيت عن الشّيء ألهى لهيّا ولهيانا إذا سلوت عنه، وتركت ذكره وأضربت عنه.

وألهاه: أي شغله، يقول ابن عرفة النّحويّ في قول اللّه جلّ وعزّ (لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ) [الأنبياء: 3]: أي متشاغلة عمّا يدعون إليه قال: وهذا من لهي عن الشّيء يلهى إذا تشاغل بغيره، قال: وهذا من قول اللّه جلّ وعزّ (فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى) [عبس: 10]: أي تتشاغل، والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لا يلهو لأنّه قال: ما أنا من دد ولا الدّد منّي [التهذيب للأزهري (6/ 427- 429) ] .

وأصل اللّهو التّرويح عن النّفس بما لا تقتضيه الحكمة [المصباح المنير (214) ] .

يقول الطّبريّ في قوله تعالى: (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً) [الأنعام: 70] يقول- تعالى ذكره- لنبيّه محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم: ذر هؤلاء الّذين اتّخذوا دين اللّه وطاعتهم إيّاه لعبا ولهوا فجعلوا حظوظهم من طاعتهم إيّاه اللّعب بآياته واللّهو والاستهزاء بها إذا سمعوها وتليت عليهم فأعرض عنهم فإنّي لهم بالمرصاد [جامع البيان للطبري (5/ 228) ] .

وقال القرطبيّ: «أي لا تعلّق قلبك بهم؛ فإنّهم أهل تعنّت، وإن كنت مأمورا بوعظهم. ومعنى لعبا ولهوا أي استهزاءا بالدّين الّذي دعوتهم إليه، وقيل استهزؤوا بالدّين الّذي هم عليه فلم يعملوا به، والاستهزاء ليس مسوّغا في دين، وقيل: «لعبا ولهوا» باطلا وفرحا [القرطبي (4/ 12) ] .

اللّهو: ما لهوت به ولعبت به. واللّهو: اللّعب.

يقال: لهوت بالشّيء ألهو به لهوا وتلهّيت به إذا لعبت به وتشاغلت وغفلت به عن غيره.

ولهيت عن الشّيء بالكسر، ألهى بالفتح، لهيا ولهيانا إذا سلوت عنه وتركت ذكره وإذا غفلت عنه واشتغلت.

وقوله تعالى: (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً) [الجمعة: 11]. قيل اللّهو: الطّبل. وقيل: اللّهو كلّ ما تلهّي به، لها، يلهو، لهوا، والتهى، وألهاه ذلك. ولهت المرأة إلى حديث المرأة تلهو لهوّا ولهوا: أنست به وأعجبها. وقوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) [لقمان: 6] وجاء في التّفسير: أنّ لهو الحديث هنا الغناء؛ لأنّه يلهى به عن ذكر اللّه عزّ وجلّ، وكلّ لعب لهو. وقال قتادة في هذه الآية: أما واللّه لعلّه أن لا يكون أنفق مالا، وبحسب المرء من الضّلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحقّ. [انظر لسان العرب (15/ 258- 259). و المصباح المنير (2/ 223) ] .

اللعب لغة:

اللّعب واللّعب ضدّ الجدّ، لعب يلعب لعبا ولعبا، ولعّب وتلاعب وتلعّب مرّة بعد أخرى  [لسان العرب (5/ 4039) ] .

واللّعب كلّ عمل لا يجدي عليه نفعا. والتّلعاب: اللّعب، صيغة تدلّ على تكثير المصدر وهي كثرة المزح والمداعبة والتّلعابة الكثير اللّعب [المقاييس (5/ 253)، واللسان (5/ 4039) والنهاية لابن الأثير (4/ 253) ] .

اللهو اصطلاحا:

قال الجرجانيّ: اللّهو الشّيء الّذي يتلذّذ به الإنسان فيلهيه ثمّ ينقضي [التعريفات (ص 204) وقد نقل ابن المناوي هذا التعريف فى التوقيف (293) ] .

وقال المناويّ: اللّهو: ما يشغل الإنسان عمّا يعنيه ويهمّه، وقال الطّرطوشيّ: أصل اللّهو: التّرويح عن النّفس بما لا تقتضيه الحكمة  [التوقيف (293)، وانظر أيضا المفردات للراغب (455) ] .

وقال الكفويّ: كلّ باطل ألهى عن الخير وعمّا يعني فهو لهو [الكليات (778) ] .

اللعب اصطلاحا:

قال الجرجانيّ: اللّعب: فعل الصّبيان من غير أن يعقب فائدة  [التعريفات (202) ] .

وقال الرّاغب: يقال: لعب فلان إذا فعله غير قاصد به مقصدا صحيحا [المفردات (450) ] .

ومن ثمّ يكون اللّعب: هو أن يفعل الإنسان فعلا لا يقصد به مقصدا صحيحا (من جهة الشّرع).

اللهو واللعب اصطلاحا:

أن ينشغل الإنسان عمّا يعنيه ويهمّه ويمارس من الأفعال مالا فائدة فيه ممّا لا يقصد به مقصد صحيح شرعا  ويكون ذلك بالإعراض عن الحقّ والإقبال على الباطل.

 

العناصر

1- الفرق بين اللهو واللعب .

 

 

2- المقصر في جنب الله تعالى تمر عليه ساعات أيامه وهو في لهو وغفلة .

 

 

3- خطورة ارتياد أماكن المنكر أو اللهو الباطل .

 

 

4- أهم ضوابط لهو الرجل مع امرأته لتصبح عبادة .

 

 

5- دعوة للإقلاع عن مشاهدة القنوات الهابطة لما فيها من لهو محرم .

 

 

6- أهداف هذه القنوات وأثرها في الحياة الاجتماعية .

 

 

7- خطورة انتشار بعض ألعاب البلاي ستيشن على الأطفال .

 

 

8- صور من لهو الحديث .

 

 

9- التحذير من حب الدنيا والتعلق بها.

 

 

10- تعلق قلوب كثير من الناس بالدنيا.

 

الايات

1- قوله تعالى: (الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ * رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ * ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) [الحجر: 1- 3] .

 

 

2- قوله تعالى: (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) [الجمعة: 11] .

 

 

3- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ ) [المنافقون: 9] .

 

 

4- قوله تعالى: (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) [التكاثر: 1- 8] .

5- قوله تعالى: (وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ * فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ * لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) [العنكبوت: 64- 66] .

 

 

6- قوله تعالى: (إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ * إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ ) [محمد: 36- 37] .

 

 

7- قوله تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ ) [الحديد: 20] .

 

 

8- قوله تعالى: (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ ) [الأنعام: 70] .

 

 

9- قوله تعالى: (الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا وَما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ ) [الأعراف: 51] .

 

 

10- قوله تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ) [الأنبياء: 1- 3] .

 

 

11- قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ * وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ ) [لقمان: 6- 7] .

 

 

12- قوله تعالى: (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ * بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ) [الأنبياء: 16- 18] .

 

الاحاديث

1- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كل شيء ليس من ذكر الله لهو و لعب إلا أن يكون أربعة : ملاعبة الرجل امرأته و تأديب الرجل فرسه و مشي الرجل بين الغرضين و تعليم الرجل السباحة» [رواه النسائي وقال الألباني ( صحيح ) انظر حديث رقم : 4534 في صحيح الجامع] .

 

 

2- عن عليّ بن أبي طالب- رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «ما هممت بشيء ممّا كان أهل الجاهليّة يعملون به غير مرّتين. كلّ ذلك يحول بيني وبين ما أريد من ذلك. ثمّ ما هممت بعدها بشيء حتّى أكرمني اللّه برسالته»[الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 226) وقال: رواه البزار ورجاله ثقات] .

 

 

3- عن هشام بن زيد بن أنس قال: دخلت مع جدّي أنس بن مالك دار الحكم بن أيّوب فإذا قوم قد نصبوا دجاجة يرمونها. قال: فقال أنس «نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن تصبر البهائم»[البخاري- الفتح 9 (5513). مسلم برقم (1956) واللفظ له] .

 

 

4- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رأى رجلا يتبع حمامة يلعب بها، فقال: «شيطان يتبع شيطانة»[أبو داود (4940) وابن ماجة (376) وقال محقق جامع الأصول (10/ 748) واللفظ له: حديث حسن. وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود (3/ 933): حديث صحيح] .

 

 

5- عن نافع قال: سمع ابن عمر مزمارا، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطّريق وقال لي: يا نافع، هل تسمع شيئا؟ قال: فقلت: لا. قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا.[ أبو داود (4924). وقال الألباني (3/ 930): صحيح] .

 

 

6- عن عبد اللّه بن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا تتّخذوا شيئا فيه الرّوح غرضا» [مسلم برقم (1957) ] .

 

 

7- عن جابر- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا ترسلوا فواشيكم  وصبيانكم إذا غابت الشّمس حتّى تذهب فحمة العشاء. فإنّ الشّياطين تعبث إذا غابت الشّمس حتّى تذهب فحمة العشاء» [أحمد (3/ 386) واللفظ له. والبخاري- الفتح 6 (3280). مسلم برقم (2012) ] .

 

 

8- عن عمران بن حصين- رضي اللّه عنهما- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا جلب  ولا جنب  زاد يحيى في حديثه «في الرّهان» [أبو داود (2581). واللفظ له ورواه الترمذي (1123) بلفظ: «لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام، ومن انتهب نهبة فليس منا» وقال: حسن صحيح. ورواه النسائي، ولم يذكر النهبة، وآخر حديث «الإسلام». وقال محقق جامع الأصول (5/ 39): وهو حديث حسن] .

 

 

9- عن يزيد بن سعيد: أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «لا يأخذنّ أحدكم متاع أخيه لاعبا ولا جادّا» وقال سليمان: «لعبا ولا جدّا» ومن أخذ عصا أخيه فليردّها.[أبو داود (5003) واللفظ له وقال الألباني (3/ 944) حسن] .

 

 

10- عن أبي عامر- أو أبي مالك- الأشعريّ أنّه سمع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «ليكوننّ من أمّتي أقوام، يستحلّون الحر  والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلنّ أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة  لهم، يأتيهم- يعني الفقير- لحاجة فيقولوا: ارجع إلينا غدا فيبيّتهم اللّه ، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة» [البخاري. الفتح 10 (5590) ] .

 

 

11- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من حلف منكم باللّات والعزّى، فليقل لا إله إلّا اللّه، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك فليتصدّق»[البخاري. الفتح 11 (6301) ] .

 

 

12- عن الشّريد- رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «من قتل عصفورا عبثا عجّ إلى اللّه- عزّ وجلّ- يوم القيامة يقول: يا ربّ إنّ فلانا قتلني عبثا، ولم يقتلني لمنفعة» [النسائي (7/ 239) وقال محقق جامع الأصول (10/ 751): حديث حسن] .

 

 

13- عن أبي موسى الأشعريّ- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من لعب بالنّرد، فقد عصى اللّه ورسوله» [أبو داود (4938) وقال الألباني (3/ 933): حديث حسن. ورواه ابن ماجه (3762). الأرواء (2670) صحيح الجامع الصغير (6529) ] .

 

 

14- عن بريدة بن الحصيب- رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من لعب بالنّردشير، فكأنّما صبغ يده في لحم خنزير ودمه» [مسلم برقم (2260)، وأخرج أبو داود الأولى برقم (4939) ] .

 

 

15- عن عبد اللّه بن مغفّل المزنيّ قال: نهى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن الخذف وقال: «إنّه لا يقتل الصّيد، ولا ينكأ العدوّ، وإنّه يفقأ العين، ويكسر السّنّ» [البخاري. الفتح 10 (6220) ] .

 

 

16- عن معاوية بن بهز قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «ويل للّذي يحدّث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له، ويل له» [أبو داود (4990) وقال الألباني (3/ 942): حسن. والترمذي (2315) ] .

 

الاثار

1- عن معمر بن راشد قال: بلغني أنّ الصّبيان قالوا ليحيى بن زكريّا: اذهب بنا نلعب. قال: ما للّعب خلقت. قال: فهو قوله تعالى (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) [مريم: 12].[مساوىء الأخلاق للخرائطي (258) ] .

 

 

2- عن قثم بن العبّاس عن أمّ قثم قالت: دخل علينا عليّ بن أبي طالب- رضي اللّه عنه- ونحن نلعب بالأربع عشرة. فقال: ما هذا؟ قلنا: كنّا صياما فأحببنا أن نتلهّى بهذه. فقال- رضي اللّه عنه: ألا أشتري لكم جوزا بدرهم تلعبون به وتتركون هذا؟ قلنا: نعم. فاشترى لنا جوزا وتركناها.[ مساوىء الأخلاق (262) ] .

 

 

3- عن عائشة زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه بلغها أنّ أهل بيت في دارها كانوا سكّانا فيها. عندهم نرد.فأرسلت إليهم لئن لم تخرجوها لأخرجنّكم من داري.وأنكرت ذلك عليهم.[ تنوير الحوالك- الموطأ (3/ 131). وقال محقق جامع الأصول (10/ 753) إسناده صحيح] .

 

 

4- عن الزّهريّ يقول: دخلت على أنس ابن مالك بدمشق وهو يبكي. فقلت: ما يبكيك؟ فقال: لا أعرف شيئا ممّا أدركت إلّا هذه الصّلاة، وهذه الصّلاة قد ضيّعت. [البخاري- الفتح 1 (530) ] . وفي رواية: أليس صنعتم ما صنعتم فيها.[البخاري- الفتح 1 (529) ] .

 

 

5- قال ابن مسعود- رضي اللّه عنه-: إيّاكم وهذه الكعبات الموسومة الّتي تزجر زجرا فإنّها من ميسر العجم. [مساوىء الأخلاق (260) ] .

 

 

6- عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- وهو يسأل عن قوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) [لقمان: 6] قال: الغناء، واللّه الّذي لا إله إلّا هو. ويردّدها ثلاث مرّات.[تنزيه الشريعة (13) ] .

 

 

7- عن سعيد بن جبير قال: مرّ ابن عمر رضي اللّه عنهما- بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطّير كلّ خاطئة  من نبلهم، فلمّا رأوا ابن عمر تفرّقوا، فقال ابن عمر: من فعل هذا؟ لعن اللّه من فعل هذا، إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لعن من اتّخذ الرّوح غرضا. [البخاري- الفتح 9 (5514)، ومسلم (1958) واللفظ له ] .

 

 

8- عن أبي موسى- رضي اللّه عنه- قال: من لعب بالكعبين، فقد عصى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.[ مساويء الأخلاق ومذمومها (259) واللفظ له. وقال محققه: إسناده حسن والحديث صحيح أخرجه أحمد (4/ 392) والحاكم (1/ 50) والبيهقي (10/ 215) وهو فى أحمد مسند إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من لعب بالكعاب فقد عصى اللّه ورسوله» وكذلك فى الحاكم] .

 

 

9- قال الحسن البصريّ: ألهاكم التّكاثر في الأموال والأولاد.[ تفسير ابن كثير (4/ 582) ] .

 

الاشعار

1- قال ابن القيّم- رحمه اللّه-:

 

فدع صاحب المزمار والدّفّ والغنا *** وما اختاره عن طاعة اللّه مذهبا

 

 

ودعه يعش في غيّه وضلاله *** على تنتنا يحيا ويبعث أشيبا

 

 

وفي تنتنا يوم المعاد نجاته *** إلى الجنّة الحمراء يدعى مقرّبا

 

 

سيعلم يوم العرض أيّ بضاعة *** أضاع وعند الوزن ما خفّ أو ربا

 

 

ويعلم ما قد كان فيه حياته *** إذا حصلت أعماله كلّها هبا

 

 

دعاه الهدى والغيّ من ذا يجبيبه *** فقال لداعي الغيّ أهلا ومرحبا

 

 

وأعرض عن داعي الهدى قائلا له *** هواي إلى صوت المعازف قد صبا

 

 

يراع ودفّ بالصّنوج وشادن *** وصوت مغنّ صوته يقنص الظّبا

 

 

فما شئت من صيد بغير تطارد *** ووصل حبيب كان بالهجر عذّبا

 

[اغاثة اللهفان (1/ 256) ] .

 

2- قال الشّاعر محمّد إقبال- رحمه اللّه-

 

هي المدنيّة الحمقاء ألقت *** بهم حول المفاسد حائرينا

 

 

لقد صنعت لهم صنم الملاهي *** ليحجب عنهم الحرم الأمينا

 

[تنزيه الشريعة (67) ] .

 

متفرقات

1- قال البخاريّ- رحمه اللّه تعالى-: كلّ لهو باطل إذا شغله عن طاعة اللّه تعالى. [فتح الباري (11/ 93) ] .

 

 

2- قال ابن كثير في قوله تعالى (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً) [الشعراء: 128]: أي معلما بناء مشهورا تَعْبَثُونَ أي وإنّما تفعلون ذلك عبثا لا للاحتياج إليه بل لمجرّد اللّعب واللّهو، وإظهار القوّة ولهذا أنكر عليهم نبيّهم عليه السّلام ذلك. لأنّه تضييع للزّمان، وإتعاب للأبدان في غير فائدة، واشتغال بما لا يجدي في الدّنيا ولا في الآخرة.[تفسير ابن كثير (3/ 354) ] .

 

 

3- قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً) أي أفظننتم أنّكم مخلوقون عبثا بلا قصد ولا إرادة منكم ولا حكمة لنا وقيل: للعبث، أي لتلعبوا وتعبثوا كما خلقت البهائم لا ثواب لها ولا عقاب، وإنّما خلقناكم للعبادة وإقامة أوامر اللّه- عزّ وجلّ- (وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ) أي لا تعودون في الدّار الآخرة كما قال تعالى (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) يعني هملا.[تفسير ابن كثير (3/ 260) ] .

 

 

4- قال ابن كثير- رحمه اللّه-: وصف اللّه تعالى الكافرين بما كانوا يعتمدونه في الدّنيا باتّخاذهم الدّين لهوا ولعبا واغترارهم بالدّنيا وزينتها وزخرفها عمّا أمروا به من العمل للآخرة. [تفسير ابن كثير (4/ 228) ] .

 

 

5- قال ابن كثير في قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) [المنافقون: 9] يقول تعالى آمرا لعباده المؤمنين بكثرة ذكره وناهيا لهم عن أن تشغلهم الأموال والأولاد عن ذلك، ومخبرا لهم بأنّه من التّلهّى بمتاع الحياة الدّنيا وزينتها عمّا خلق له من طاعة ربّه وذكره فإنّه من الخاسرين الّذين يخسرون أنفسهم وأهليهم يوم القيامة. [تفسير ابن كثير (4/ 374) ] .

 

 

6- قال ابن كثير- رحمه اللّه: يقول تعالى تحقيرا لأمر الدّنيا وتهوينا لشأنها (إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ) [محمد: 36]: أي حاصلها ذلك إلّا ما كان منها للّه عزّ وجلّ. [تفسير ابن كثير (4/ 182) ] .

 

 

7- قال ابن حجر في قوله صلّى اللّه عليه وسلّم: كلّ لهو باطل إذا شغله. أي شغل اللّاهي به (عن طاعة اللّه) أي كمن التهى بشيء من الأشياء مطلقا سواء كان مأذونا في فعله أو منهيّا عنه كمن اشتغل بصلاة نافلة أو بتلاوة أو ذكر أو تفكّر في معاني القرآن مثلا حتّى خرج وقت الصّلاة المفروضة عمدا فإنّه يدخل تحت هذا الضّابط، وإذا كان هذا في الأشياء المرغوب فيها المطلوب فعلها فكيف حال ما دونها. [فتح الباري (11/ 49) ] .

 

الإحالات

1- المفصل في شرح آية الولاء والبراء جمع وإعداد : علي بن نايف الشحود الباحث في القرآن والسنة (1/199) .

2- المهذب في ثمرات الإيمان جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنَّة علي بن نايف الشحود الطبعة الأولى 1430 هـ 2009 م ماليزيا بهانج - دار المعمور (1/142) .

3- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن المؤلف : محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت – لبنان عام النشر : 1415 هـ - 1995 مـ (8/504) .

4- التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : مؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان الطبعة : الأولى، 1420هـ/2000م (20/201) .

5- التفسير الوسيط للزحيلي المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي الناشر: دار الفكر – دمشق الطبعة : الأولى - 1422 هـ (3/1979) .

6- معرفة السنن والآثار المؤلف : أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي[ ت : 10/جمادى الأولى/ 458] المحقق : سيد كسروي حسن الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت (7/435) .

7- شعب الإيمان المؤلف : أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى ، 1410 تحقيق : محمد السعيد بسيوني زغلول (2/206) .

8- كتاب السماع المؤلف : محمد بن طاهر بن علي بن أحمد بن أبي الحسن الشيباني - أبو فضل المقدسي - المعروف بابن القيسراني [448 هـ - 507هـ] المحقق : أبو الوفا المراغي الناشر : وزارة الأوقاف - القاهرة / مصر - 1424هـ - 2003م (1/75) .

9- ذم الملاهي (المجلس الثاني والخمسون من أمالي ابن عساكر) المؤلف : أبو القاسم ابن عساكر (ت 571 هـ) تحقيق : العربي الدائز الفرياطي الناشر : دار البشائر الإسلامية [ضمن سلسلة لقاء العشر الأواخر (48)] الطبعة : الثانية 1426 هـ - 2005 م .

10- ذم الملاهي المؤلف : ابن أبي الدنيا .

11- شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال المؤلف : أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال البكري القرطبي دار النشر : مكتبة الرشد - السعودية / الرياض - 1423هـ - 2003م الطبعة : الثانية تحقيق : أبو تميم ياسر بن إبراهيم (9/304) .

12- عون المعبود شرح سنن أبي داود المؤلف : محمد شمس الحق العظيم آبادي أبو الطيب الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الثانية ، 1415 (13/186) .

13- فتح الباري المؤلف : أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ) المحقق : عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحب الدين الخطيب رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه وذكر أطرافها : محمد فؤاد عبد الباقي الناشر : دار الفكر (4/296) .

14- نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبار المؤلف : محمد بن علي بن محمد الشوكاني الناشر : إدارة الطباعة المنيرية (8/178) .

15- تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي المؤلف: أبو العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفورى (المتوفى: 1353هـ) الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت (4/177) .