لغو

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

اللغو لغة:

اللّغو مصدر لغا يلغو، وهو مأخوذ من مادّة (ل غ و) الّتي تدلّ على معنيين: أوّلهما الدّلالة على الشّيء لا يعتدّ به، والآخر على اللّهج بالشّيء، فالأوّل اللّغو: ما لا يعتدّ به من أولاد الإبل في الدّيّة، يقال منه لغا يلغو لغوا، وذلك في لغو الأيمان، واللّغا هو اللّغو بعينه، قال تعالى: (لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) [البقرة: 225] أي ما لم تعقدوه بقلوبكم [المقاييس (5/ 255) ] .

ولغا الإنسان يلغو، ولغا يلغى، ولغي يلغى إذا تكلّم بالمطّرح من القول وما لا يعني، وألغى إذا أسقط [النهاية (4/ 257) ]. يقول الطّبريّ في قوله تعالى: (لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) [البقرة: 225] اختلف أهل التّأويل في معنى اللّغو، فقال بعضهم لا يؤاخذكم اللّه بما سبقتكم به ألسنتكم من الأيمان على عجلة وسرعة فيوجب عليكم به كفّارة إذا لم تقصدوا الحلف واليمين، وذلك كقول القائل فعلت هذا واللّه أو أفعله واللّه ... إلخ.

وقال آخرون: بل اللّغو من الأيمان الّتي يحلف بها صاحبها في حال الغضب على غير عقد قلب ولا عزم ولكن وصلة للكلام. وقال آخرون: هو الحلف على فعل ما نهى اللّه عنه وترك ما أمر اللّه بفعله. وقال آخرون: كلّ يمين وصل الرّجل بها كلامه على غير قصد منه إيجابها على نفسه. قال: واللّغو من الكلام كلّ كلام كان مذموما وسقطا لا معنى له مهجورا، يقال: منه لغا فلان في كلامه يلغو لغوا إذا قال قبيحا من الكلام، ومنه (وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ) [القصص: 55] [جامع البيان (2/ 416، 424) ] .

وقال ابن منظور: اللّغو واللّغا: السّقط وما لا يعتدّ به من كلام وغيره. ولا يحصل منه على فائدة ولا نفع.

يقال: لغوت باليمين. ولغا في القول يلغو ويلغى لغوا ولغي- بالكسر- يلغى لغا وملغاة: أخطأ وقال باطلا.

قال رؤبة ونسبه ابن برّي للعجّاج:

وربّ أسراب حجيج كظّم *** عن اللّغا، ورفث التّكلّم

قال الشّافعيّ: اللّغو في لسان العرب، الكلام غير المعقود عليه، وجماع اللّغو هو الخطأ إذا كان اللّجاج والغضب والعجلة.

وقيل: معنى اللّغو الإثم، واللّغو في الأيمان: ما لا يعقد عليه القلب، مثل قولك لا واللّه وبلى واللّه.

واللّغو: ما لا يعتدّ به لقلّته أو لخروجه على غير جهة الاعتماد من فاعله كقوله تعالى: (لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) ومنه قول عائشة- رضي اللّه عنها-: «إنّ اللّغو ما يجري في الكلام على غير عقد»، وألغى: أسقط، واللّاغية: اللّغو، وفي حديث سلمان: إيّاكم وملغاة أوّل اللّيل يريد به اللّغو. وكلمة لاغية: فاحشة، وفي التّنزيل العزيز: (لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً) [الغاشية: 11] أي: كلمة ذات لغو، وقيل: أي كلمة قبيحة أو فاحشة، وقيل: أي باطلا ومأثما وقيل: شتما، ولغا يلغو لغوا، تكلّم، وفي الحديث «من قال يوم الجمعة والإمام يخطب لصاحبه: صه فقد لغا» أي تكلّم، وقيل: فقد خاب، وألغيته أي خيّبته، وفي الحديث: «من مسّ الحصى فقد لغا» أي تكلّم، وقيل: عدل عن الصّواب، وفي التّنزيل العزيز: (وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ) [الفرقان: 72] أي مرّوا بالباطل [انظر لسان العرب (15/ 4501) ] .

اللغو اصطلاحا:

قال المناويّ: اللّغو: ما تسبق إليه الألسنة من القول على غير عزم قصد إليه [التوقيف على مهمات التعاريف (290) ] .

وقال الجرجانيّ: اللّغو: ضمّ الكلام ما هو ساقط العبرة منه، وهو الّذي لا معنى له في حقّ ثبوت الحكم  [التعريفات (202) ] .

وقال الرّاغب: اللّغو من الكلام: ما لا يعتدّ به، وهو الّذي يورد لا عن رويّة وفكر فيجري مجرى اللّغا، وقد يسمّى كلّ كلام قبيح لغوا  [المفردات (451) ] .

وقال الكفويّ: كلّ مطروح من الكلام لا يعتدّ به فهو لغو [الكليات (778)] .أمّا لغو اليمين فقد أوردت له كتب المصطلحات التّعريفات الآتية.

يقول الجرجانيّ: لغو اليمين: هو أن يحلف على شيء ويرى الحالف أنّه كذلك وليس هذا الشّيء كما يرى في الواقع. هذا قول أبي حنيفة.

وقال الشّافعيّ: هو مالا يعقد الرّجل قلبه عليه كقوله لا واللّه، بلى واللّه [التعريفات (202) ] .

وقال المناويّ: اللّغو في الأيمان ما لا يعقد عليه القلب، وذلك ما يجري وصلا للكلام بضرب من العادة كقولهم: كلّا واللّه [التوقيف (290) ] . (وهذا يتّفق مع رأى الشّافعيّ- رضي اللّه عن الجميع-).

ونخلص ممّا سبق أنّ اللّغو قسمان:

الأوّل: لغو الكلام، وهو ما يراد باللّغو عند الإطلاق.

الثّاني: لغو اليمين، وهو ما لا يعقد عليه القلب (رأى الشّافعيّ) أو الحلف على شيء مطابق لاعتقاد الحالف، لا للواقع (رأي أبي حنيفة).

 

العناصر

1- الفرق بين اللّغو واللّغط .

 

 

2- أهمية حفظ اللسان من لغو الكلام ومما لا فائدة فيه .

 

 

3- حفظ اللسان من علامات حسن الإسلام .

 

 

4- المؤمن لا يتكلم إلّا بخير أو يصمت عن لغو وباطل .

 

 

5- انشغال أكثر الناس اليوم بلغو الكلام وفضول القول .

 

 

6- صور من اشتغال المرء بما لا يعنيه .

 

 

7- أخلاق أهل الجنة  لا خصام فيها ولا كذب ولا لغو ولا حسد .

 

 

8- اغتنام الحياة بالعمل الصالح .

 

 

9- خشية السلف الصالح من اللسان .

 

الايات

1- قوله تعالى: (لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) [البقرة: 225] .

 

 

2- قوله تعالى: (لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) [المائدة: 89] .

 

 

3- قوله تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً * جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا * لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلَّا سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا * تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا ) [مريم: 59- 63] .

 

 

4- قوله تعالى: (الرَّحِيمِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) [المؤمنون: 1- 3] .

 

 

5- قوله تعالى: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً ) [الفرقان: 72] .

 

 

6-قوله تعالى: (وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ * أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ * وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ ) [القصص: 51- 55] .

 

 

7- قوله تعالى: (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ * فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ ) [فصلت: 26- 27] .

 

 

8- قوله تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ * وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ) [الطور: 17- 23] .

 

 

9- وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ * عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ * يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ * وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ * لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً * إِلَّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً ) [الواقعة: 10- 26] .

 

 

10- قوله تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً * حَدائِقَ وَأَعْناباً * وَكَواعِبَ أَتْراباً * وَكَأْساً دِهاقاً * لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً * جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً ) [النبأ: 31- 36] .

 

 

11- قوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ * لِسَعْيِها راضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ * لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً ) [الغاشية: 8- 11] .

 

الاحاديث

1- عن قيس بن أبي غرزة- رضي اللّه عنه- قال: أتانا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ونحن في السّوق، فقال: «إنّ هذه السّوق يخالطها اللّغو والكذب فشوبوها بالصّدقة»[سنن النسائي (7/ 15) وصححه الألباني صحيح سنن النسائي (3557) ] .

 

 

2- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إذا قلت لصاحبك: أنصت، يوم الجمعة، والإمام يخطب، فقد لغوت»[البخاري- الفتح 2 (394)، ومسلم (851) ] .

 

 

3- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: فرض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم زكاة الفطر، طهرة للصّائم من اللّغو والرّفث، وطعمة للمساكين. فمن أدّاها قبل الصّلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدّاها بعد الصّلاة فهي صدقة من الصّدقات»[البخاري- الفتح 3 (1503)، ومسلم (984) ] .

 

 

4- عن عبد اللّه بن أبي أوفى- رضي اللّه عنهما- قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يكثر الذّكر، ويقلّ اللّغو، ويطيل الصّلاة، ويقصّر الخطبة، ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة»[سنن النسائي (3/ 109) وصححه الألباني صحيح سنن النسائي (1341) ] .

 

 

5- عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص- رضي اللّه عنهما- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، أنّه قال: «من اغتسل يوم الجمعة، ومسّ من طيب امرأته- إن كان لها- ولبس من صالح ثيابه، ثمّ لم يتخطّ رقاب النّاس، ولم يلغ عند الموعظة، كانت كفّارة لما بينهما، ومن لغا وتخطّى رقاب النّاس كانت له طهرا»[أبو داود (347) وحسنه الألباني صحيح أبي داود (335)، وقال محقق جامع الأصول (9/ 429): إسناده حسن] .

 

 

6- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من توضّأ فأحسن الوضوء. ثمّ أتى الجمعة فاستمع وأنصت. غفر له ما بينه وبين الجمعة. وزيادة ثلاثة أيّام. ومن مسّ الحصى فقد لغا»[مسلم (857) ] .

 

 

7- عن عبد اللّه بن عمرو- رضي اللّه عنهما- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: «يحضر الجمعة ثلاثة نفر: رجل حضرها يلغو وهو حظّه منها، ورجل حضرها يدعو فهو رجل دعا اللّه عزّ وجلّ إن شاء أعطاه وإن شاء منعه. ورجل حضرها بإنصات وسكوت، ولم يتخطّ رقبة مسلم ولم يؤذ أحدا، فهي كفّارة إلى الجمعة الّتي تليها وزيادة ثلاثة أيّام، وذلك بأنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) [الأنعام:160] [أبو داود (1113) وحسنه الألباني انظر صحيح أبي داود (984) ] .

 

 

8- عن جابر- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ من أحبّكم إليّ وأقربكم منّي مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا، وإنّ أبغضكم إليّ وأبعدكم منّي مجلسا يوم القيامة، الثّرثارون والمتشدّقون والمتفيهقون «قالوا: يا رسول اللّه قد علمنا الثّرثارون والمتشدّقون فما المتفيهقون؟ قال: «المتكبّرون»[الترمذي (2018) وقال حديث حسن، وقال الألباني: حديث صحيح وهو في الصحيحة] .

 

الاثار

1- عن قيس بن أبي غرزة- : يا معشر التجار ، إن بيعكم هذا يحضره اللغو والكذب ، فشوّبوه بالصدقة [التفسير المنير فى العقيدة والشريعة والمنهج (5/33) ] .

 

2- قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- في قوله تعالى: (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) [الشعراء: 234 ]قال: في كلّ لغو يخوضون[البخاري- الفتح 10 (536، 537) ] .

 

3- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: لمّا حضر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال- وفي البيت رجال فيهم عمر ابن الخطّاب- رضي اللّه عنه- قال: «هلمّ أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده»، قال عمر: إنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب اللّه، واختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول: قرّبوا يكتب لكم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كتابا لن تضلّوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر. فلمّا أكثروا اللّغط والاختلاف عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «قوموا عنّي»، قال عبيد اللّه: فكان ابن عبّاس يقول: إنّ الرّزيّة كلّ الرّزيّة ما حال بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم. [البخاري- الفتح 13 (7366) ] .

 

4- عن عائشة رضي الله عنها قالت : نزل قوله تعالى : ( لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ الله باللغو في أَيْمَانِكُمْ ) في قول الرجل : لا والله ، وبلى والله [البخاري] .

 

5- كان عمر يقول في المسجد بأعلى صوته : اجتنبوا اللغو في المسجد ، قال : عبد الله بن عمر : كنت أبيت في المسجد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكنت فتى شابا عزبا ، وكانت الكلاب تبول وتقبل ، وتدبر في المسجد ، ولم يكونوا يرشون شيئا من ذلك [ي صحيح ابن خزيمة (1/151) ] .

 

6- عن الشعبي عن علي أنه كان يخطب إذا حضر رمضان ثم يقول : هذا الشهر المبارك الذي فرض الله صيامه و لم يفرض قيامه ليحذر رجل أن يقول : أصوم إذا صام فلان و أفطر إذا أفطر فلان ألا أن الصيام ليس من الطعام و الشراب و لكن من الكذب و الباطل و اللغو ألا لا تقدموا الشهر إذا رأيتم الهلال فصوموا و إذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فأتموا العدة قال : كان يقول ذلك بعد صلاة الفجر و صلاة العصر [شعب الإيمان (3/316) ] .

متفرقات

1- قال ابن القيم رحمه الله تعالى: والأقوال التي ذكرها الله في كتابه الكريم أكثر من أن تعد كالقول الخبيث، والقول الباطل، والقول عليه بما لا يعلم القائل، والكذب، والافتراء، والغيبة، والتنابز بالألقاب، والتناجي بالإثم والعدوان ومعصية الرسول، وتبييت ما لا يرضى من القول، وقول العبد بلسانه ما ليس في قلبه، وقوله ما لا يفعله، وقول اللغو، وقول ما لم ينزل الله به سلطانا، والقول المتضمن للمعاونة على الإثم والعدوان، وأمثال ذلك من الأقوال المسخوطة والمبغوضة للرب تعالى التي كلها قبيحة لا حسن فيها ولا أحسن [السماع لابن القيم (ص 20)] .

 

2- قال محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في قوله تعالى : (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ) [المائدة: 89] : في المراد باللغو في الآية أقوال ، أشهرها عند العلماء اثنان : الأول : أن اللغو ما يجري على لسان الإنسان من غير قصد ، كقوله : «لا والله» و «بلى والله» . وذهب إلى هذا القول : الشافعي ، وعائشة في إحدى الروايتين عنها ، وروي عن ابن عمر ، وابن عباس في أحد قوليه ، والشعبي ، وعكرمة في أحد قوليه ، وعروة بن الزبير ، وأبي صالح ، والضحاك في أحد قوليه ، وأبي قلابة ، والزهري ، كما نقله عنهم ابن كثير ، وغيره . القول الثاني : أن اللغو هو أن يحلف على ما يعتقده ، فيظهر نفيه ، وهذا هو مذهب مالك بن أنس ، وقال : إنه أحسن ما سمع في معنى اللغو ، وهو مروي أيضا عن عائشة ، وأبي هريرة ، وابن عباس في أحد قوليه ، وسليمان بن يسار ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد في أحد قوليه ، وإبراهيم النخعي في أحد قوليه ، والحسن ، وزرارة بن أوفى ، وأبي مالك ، وعطاء الخراساني ، وبكر بن عبد الله ، وأحد قولي عكرمة ، وحبيب بن أبي ثابت ، والسدي ، ومكحول ، ومقاتل ، وطاوس ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، ويحيى بن سعيد ، وربيعة ، كما نقله عنهم ابن كثير . والقولان متقاربان ، واللغو يشملهما ; لأنه في الأول لم يقصد عقد اليمين أصلا ، وفي الثاني لم يقصد إلا الحق والصواب ، وغير هذين القولين من الأقوال تركته لضعفه في نظري ، واللغو في اللغة : هو الكلام بما لا خير فيه ، ولا حاجة إليه ، ومنه حديث : «إذا قلت لصاحبك ، والإمام يخطب يوم الجمعة ، أنصت ، فقد لغوت أو لغيت» [أضواء البيان (1/421) ]

 

3- قال الطبري رحمه الله : واللغو في كلام العرب : كلّ كلام كان مذموماً ، وفعلٍ لا معنى له مهجوراً ، فإذا كان اللغو ما وصفتُ ، وكان الحالف بالله ما فعلت كذا وقد فعل ، ولقد فعلت كذا وما فعل ، على سبيل سبق لسانه ، والقائل : والله إن هذا لفلان وهو يراه كما قال ، أو والله ما هذا فلان وهو يراه ليس به ، والقائل : لا يفعل كذا والله على سبيل ما وصفنا من عجلة الكلام ، وسبوق اللسان ، على غير تعمد حلفٍ على باطل ، جميعهم حالفون من الأيمان بألسنتهم ما لم تتعمد فيه الإثم قلوبُهم ، كان معلوماً أنهم لغاةٌ في أيمانهم لا تلزمهم كفارة [تفسير آيات تأحكام (1/135) ] .

 

4- روى عبد الله عن الإمام أحمد أنه قال : اللغو عندي أن يحلف على اليمين ، يرى أنها كذلك ، ولا كفارة . والرجل يحلف ولا يعقد قلبه على شيء ، فلا كفارة [زاد المسير في علم التفسير (1/222) ] .

الإحالات

1- بحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار المؤلف : أبو بكر محمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الكلاباذي البخاري [ ت : 384 هـ] المحقق : محمد حسن محمد حسن إسماعيل - أحمد فريد المزيدي الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان الطبعة : الأولى ، 1420هـ - 1999م (1/322) .

2- مقالات موقع الدرر السنية المؤلف: مجموعة من المؤلفين الناشر: موقع الدرر السنية dorar.net (1/29) 

3- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة الإرشاد المؤلف: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد (84/339)

4- الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني المؤلف: محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ) حققه ورتبه: أبو مصعب «محمد صبحي» بن حسن حلاق الناشر: مكتبة الجيل الجديد، صنعاء – اليمن (5/2512) .

5- العصبةُ المؤمنة بين عناية الرحمن ومكر الشيطان جمع وإعداد: علي بن نايف الشحود الطبعة: الأولى، 1431 هـ - 2010 م (1/47) .

6- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن المؤلف : محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت – لبنان عام النشر : 1415 هـ - 1995 مـ (1/420) .

7- التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : مؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان الطبعة : الأولى، 1420هـ/2000م (2/364) .

8- التفسير المنير فى العقيدة والشريعة والمنهج المؤلف : وهبة بن مصطفى الزحيلى الموضوع : فقهى و تحليلى القرن : الخامس عشر مكان الطبع : بيروت دمشق سنة الطبع : 1418 ق (5/33) .

9- تفسير القرآن العظيم المؤلف : أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى : 774هـ) المحقق : محمود حسن الناشر : دار الفكر الطبعة : الطبعة الجديدة 1414هـ/1994م (3/152) .

10- تفسير ابن كثير المؤلف : عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي شهرته : ابن كثير المحقق : مصطفى السيد محمد + محمد السيد رشاد + محمد فضل العجماوي + علي أحمد عبد الباقي دار النشر : مؤسسة قرطبة + مكتبة أولاد الشيخ للتراث البلد : الجيزة الطبعة : الأولى سنة الطبع : 1412هـ ، 2000م (1/174) .

11- أحكام القرآن المؤلف: القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري الاشبيلي المالكي (المتوفى: 543هـ) راجع أصوله وخرج أحاديثه وعلَّق عليه: محمد عبد القادر عطا الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان الطبعة: الثالثة، 1424 هـ - 2003 م (1/242) .

12- صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان المؤلف : محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت الطبعة الثانية ، 1414 – 1993 تحقيق : شعيب الأرنؤوط (10/176) .