لؤم
2022-10-11 - 1444/03/15التعريف
اللؤم لغة:
اللّؤم: شحّ النّفس ودناءة الأصل، وهو مأخوذ من مادّة (ل أم) الّتي تدلّ على ذلك، يقول ابن فارس: «اللّام والألف والميم أصلان: أحدهما:
الاتّفاق والاجتماع والآخر: خلق رديء، فمن الثّاني: اللّؤم: يقولون: إنّ اللّئيم الشّحيح المهين النّفس الدّنيّ الأصل [المقاييس (5/ 226) بتصرف ] .
اللّؤم ضدّ الكرم. واللّئيم: الدّنأ الأصل الشّحيح النّفس والمهين ونحوهم. وقد لؤم الرّجل بالضّمّ، يلؤم لؤما على فعل، وملأمة على مفعلة، ولامة على فعالة، فهو لئيم من قوم لئام ولؤماء، وملأمان؛ وقد جاء في الشّعر ألائم على غير قياس؛ قال:
إذا زال عنكم أسود العين كنتم *** كراما، وأنتم ما أقام ألائم
وأسود العين: جبل معروف، والأنثى ملأمانة، وقالوا في النّداء: يا ملأمان خلاف قولك يا مكرمان.
ويقال للرّجل إذا سبّ: يا لؤمان، ويا ملأمان ويا ملأم. وألأم: أظهر خصال اللّؤم. ويقال: قد ألأم
الرّجل إلآ ما إذا صنع ما يدعوه النّاس عليه لئيما فهو ملئم. وألا أم: ولد اللّئام؛ هذه عن ابن الأعرابيّ، واستلأم أصهارا لئاما، واستلأم أبا إذا كان له أب سوء لئيم. ولأّمه: نسبه إلى اللّؤم. وأنشد ابن الأعرابيّ:
يروم أذى الأحرار كلّ ملأّم ... وينطق بالعوراء من كان معورا
والملأم والملآم: الّذي يعذر اللّئام. والملئم: الّذي يأتي اللّئام. والملئم: الرّجل اللّئيم [لسان العرب (12/ 530)، والصحاح (5/ 2025)، والمصباح المنير (2/ 224) ] .
اللؤم اصطلاحا:
لم تزد كتب المصطلحات في تعريفها للّؤم على ما ذكره الكفويّ من أنّ اللّؤم ضدّ الكرم [الكليات للكفوى (800) ] . وهو عين ما ذكره اللّغويّون، ويمكننا في ضوء ذلك أن نعرّف اللّؤم بأنّه: شحّة النّفس ومهانتها ودنوّ طبعها يقول ابن فارس: اللّئيم: هو الشّحيح المهين النّفس، الدّنيء [مقاييس اللغة (5/ 226) ] .
ويقول الجوهريّ: اللّئيم: الدّنأ الأصل الشّحيح النّفس [الصحاح (5/ 2025) ] . قلت: إنّه إذا كان اللّؤم ضدّ الكرم فإنّه يمكن تعريفه بضدّ ما يعرّف به الكرم، فإذا كان الكرم كما يقول الرّاغب: اسم للأخلاق والأفعال المحمودة الّتي تظهر منه [المفردات للراغب (429) ] . (أي الكريم) فإنّ اللّؤم يمكن أن يعرّف بأنّه: اسم للأخلاق والأفعال المذمومة الّتي تظهر من اللّئيم، وكلّ خبث في بابه فهو لؤم كما أنّ كلّ شيء شرف في بابه فهو كرم. وإذا كان الكرم إفادة ما ينبغي لا لغرض كما يقول الجرجانيّ المناويّ [انظر التعريفات للجرجانى (193)، والتوقيف على مهمات التعاريف للمناوي (281) ] . فإنّ اللّؤم: عدم إفادة ما ينبغي، أو إفادته لغرض كالرّياء وجلب المنفعة والخلاص من الذّمّ ونحو ذلك.
العناصر
1- أهمية مجاهدة أمراض النفس وأخطائها وصفاتها الذميمة .
2- التركيز على أعمال القلوب، وتقديمها على أعمال الجوارح .
3- كتمان المعروف لؤم .
4- التسلط على الضعفاء لؤم .
5- إفشاء السر لؤم .
6- المرء إذا لؤم طبعه، وساءت فعاله، ساءت لذلك ظنونه بالناس .
7- اليهود أهل حقد وحسد، وشعب لؤم وخسة، وأرباب غدر وخيانة .
الايات
1- قال الله تعالى: (وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ) [سورة البقرة: 14] .
2- قوله تعالى: (لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [الأنفال:37] .
الاحاديث
1- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم «المؤمن غرّ كريم، والفاجر خبّ لئيم» [أبو داود (4790) وقال الألباني (2/ 909): حسن. والترمذي (1964) متفق عليه] .
2- عن عبد اللّه بن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن النّذر. وقال «إنّما يستخرج به من اللّئيم» [البخاري- الفتح 11 (6692- 6693- 6694). ومسلم (1639). وابن ماجة (2122) وهذا لفظ ابن ماجة] .
الاثار
1-كتب أحمد بن يوسف: أمّا بعد، فإنّي لا أعرف للمعروف طريقا أوعر من طريقه إليك؛ فالمعروف لديك ضائع، والشّكر عندك مهجور. وإنّما غايتك في المعروف أن تحقره، وفي وليّه أن تكفره. [العقد الفريد: (4/ 319) ] .
2- قال العتّابي: تأتّينا إفاقتك من سكرتك، وترقّبنا انتباهك من رقدتك، وصبرنا على تجرّع الغيظ فيك، حتّى بان لنا اليأس من خيرك، وكشف لنا الصّبر عن وجه الغلط فيك. فها أنا قد عرفتك حقّ معرفتك في تعدّيك لطورك، واطّراحك حقّ من غلط في اختيارك. [العقد الفريد (4/ 320) ] .
3- قال إبراهيم بن المهديّ: أمّا بعد، فإنّك لو عرفت فضل الحسن لتجنّبت شين القبيح، ورأيتك آثر القول عندك ما يضرّك، فكنت فيما كان منك ومنّا، كما قال زهير بن أبي سلمى:
وذي خطل في القول يحسب أنّه *** مصيب فما يلمم به فهو قائله
عبأت له حلما وأكرمت غيره *** وأعرضت عنه وهو باد مقاتله
[العقد الفريد (4/ 320) ] .
الاشعار
1- قال الشّاعر:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته *** وإن أنت أكرمت اللّئيم تمرّدا
ووضع النّدا في موضع السّيف بالعلا *** مضرّ كوضع السّيف في موضع النّدا
[لمستطرف (2/ 80) ] .
2- وقال آخر:
أحبّ بنيّتي ووددت أنّي *** دفنت بنيّتي في جوف لحد
ومالي بغضها غرضا ولكن *** مخافة ميتتي فتضيع بعدي
مخافة أن تصير إلى لئيم *** فيفضح والدي ويشين جدّي
[المحاسن والمساوىء (563) ] .
3- قال أبو العتاهية:
أما والله إن الظلم لؤم *** وما زال المسيء هو الظلوم
إلى الديان يوم الدين نمضي *** وعند الله تجتمع الخصوم
ستعلم يا ظلوم إذا التقينا *** غدا عند الإله من الملوم
[ديوان أبي العتاهية /209] .
متفرقات
1- كتب أبو العتاهية إلى الفضل بن معن ابن زائدة: أمّا بعد، فإنّي توسّلت في طلب نائلك بأسباب الأمل، وذرائع الحمد، فرارا من الفقر، ورجاء للغنى، فازددت بهما بعدا ممّا فيه تقرّبت، وقربا ممّا فيه تبعّدت. وقد قسّمت اللّائمة بيني وبينك؛ لأنّي أخطأت في سؤالك وأخطأت في منعي، وأمرت باليأس من أهل البخل فسألتهم، ونهيت عن منع أهل الرّغبة فمنعتهم. وفي ذلك أقول:
فررت من الفقر الّذي هو مدركي *** إلى بخل محظور النّوال منوع
فأعطبني الحرمان غبّ مطامعي *** كذلك من تلقاه غير قنوع
وغير بديع منع ذي البخل ماله *** كما بذل أهل الفضل غير بديع
إذا أنت كشّفت الرّجال وجدتهم *** لأعراضهم من حافظ ومضيع
[العقد الفريد (4/ 320) ] .
2- وقف رجل خراسانيّ بباب أبي دلف العجليّ حينا فلم يؤذن له، فكتب رقعة وتلطّف في وصولها إليه وفيها: إذا كان الكريم له حجاب ... فما فضل الكريم على اللّئيم. [المستطرف (1/ 146) ] .
3- من أطرف ما يروى في اللّؤم: قيل: كان عمرو الأعجميّ يلي حكم السّند فكتب إلى موسى الهادي أنّ رجلا من أشراف أهل الهند من آل المهلّب ابن أبي صفرة اشترى غلاما أسود فربّاه وتبنّاه فلمّا كبر وشبّ اشتدّ به هوى مولاته فراودها عن نفسها فأجابته، فدخل مولاه يوما على غفلة منه من حيث لا يعلم، فإذا هو على صدر مولاته فعمد إليه فجبّ ذكره، وتركه يتشحّط في دمه، ثمّ أدركته عليه رقّة وندم على ذلك، فعالجه إلى أن برأ من علّته، فأقام الغلام بعدها مدّة يطلب أن يأخذ بثأره من مولاه، ويدبّر عليه أمرا يكون فيه شفاء غليله، وكان لمولاه ابنان أحدهما طفل، والآخر يافع كأنّهما الشّمس والقمر، فغاب الرّجل يوما عن منزله لبعض الأمور، فأخذ الغلام الصّبيّين فصعد بهما على ذروة سطح عال فنصبهما هناك، وجعل يعلّلهما بالمطعم مرّة، وباللّعب أخرى إلى أن دخل مولاه فرفع رأسه فرأى ابنيه في شاهق مع الغلام فقال: ويلك عرّضت ابنيّ للموت. قال: أجل، واللّه الّذي لا يحلف العبد بأعظم منه ولئن لم تجبّ ذكرك مثلما جببتني لأرمينّ بهما فقال: اللّه اللّه يا ولدي في تربيتي لك، قال: دع هذا عنك، فو اللّه ما هي إلّا نفسي وإنّي لا أسمح بها في شربة ماء، فجعل يكرّر عليه، ويتضرّع له، وهو لا يقبل ذلك ويذهب الوالد يريد الصّعود إليه فيدلّيهما من ذلك الشّاهق. فقال أبوهما: ويلك، فاصبر حتّى أخرج مدية وأفعل ما أردت، ثمّ أسرع وأخذ مدية فجبّ نفسه وهو يراه، فلمّا رأى الغلام ذلك رمى الصّبيّين من الشّاهق فتقطّعا.وقال: إنّ جبّك لنفسك ثأري، وقتل أولادك زيادة فيه. فأخذ الغلام وكتب بخبره لموسى الهادي، فكتب موسى لصاحب السّند عمرو الأعجميّ بقتل الغلام.وقال: ما سمعت بمثل هذا قطّ.[المستطرف (2/ 79- 80) ] .
4- قيل لبعض الحكماء: ما الجرح الّذي لا يندمل. قال: حاجة الكريم إلى اللّئيم، ثمّ يردّه بغير قضائها. قيل: فما الّذي هو أشدّ منه، قال: وقوف الشّريف بباب الدّنيء ثمّ لا يؤذن له. [المستطرف (2/ 145) ] .
الإحالات
1- أسماء الله الحسنى في الكتاب والسنة د/محمود عبد الرازق الرضواني السابع من شعبان سنة 1426هـ الحادي عشر من سبتمبر سنة 2005م الطبعة الأولى 1426هـ - 2005م (2/245) .
2- تحفة الطالب والجليس في كشف شبه داود بن جرجيس المؤلف: عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ الناشر: دار العصمة الطبعة الثانية 1410 هـ/1990م (1/81) .
3- التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد» المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : الدار التونسية للنشر – تونس سنة النشر: 1984 هـ (19/79) .
4- تفسير القرآن العظيم المؤلف : أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى : 774هـ) المحقق : محمود حسن الناشر : دار الفكر الطبعة : الطبعة الجديدة 1414هـ/1994م (4/531) .
5- روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني المؤلف : محمود الألوسي أبو الفضل الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت (16/4) .
6- صفوة التفاسير ـ للصابونى المؤلف : تأليف : سماحة الشيخ / محمد علي الصابوني ، الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية مكة المكرمة - جامعة الملك عبد العزيز ، دار الصابوني (1/12) .
7- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء المؤلف : أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني الناشر : دار الكتاب العربي – بيروت الطبعة الرابعة ، 1405 (2/36) .
8- شعب الإيمان المؤلف : أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى ، 1410 تحقيق : محمد السعيد بسيوني زغلول (6/360) .
9- قرى الضيف المؤلف : عبدالله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس الناشر : أضواء السلف – الرياضى الطبعة الأولى ، 1997 تحقيق : عبدالله بن حمد المنصور (2/411) .
10- تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي المؤلف : محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري أبو العلا الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت (9/112) .
11- فتح الباري المؤلف : أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ) المحقق : عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحب الدين الخطيب رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه وذكر أطرافها : محمد فؤاد عبد الباقي الناشر : دار الفكر (7/462) .
12- عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين الناشر:دار ابن كثير، دمشق، بيروت مكتبة: دار التراث، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية الثالثة: 1409هـ/ 1989م (13/2) .
13- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة الإرشاد - معها ملحق بتراجم الأعلام والأمكنة المؤلف : الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد (2/235) .
14- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (11/5663) .
15- روضة العقلاء ونزهة الفضلاء المؤلف : الإمام الحافظ أبي حاتم محمد بن حبان البسيتي المصدر : مكتبة شبكة بدر (1/128) .