قطيعة

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

القطيعة لغة:

هي الاسم من قولهم: قطع فلان كذا يقطعه، وهو مأخوذ من مادّة (ق ط ع) الّتي تدلّ على صرم وإبانة شيء من شيء، يقال: تقاطع الرّجلان، إذا تصارما وبعثت فلانة إلى فلانة بأقطوعة، وهي شيء تبعثه إليها علامة للصّريمة، والقطع: الطّائفة من اللّيل كأنّه قطعة، وقطعت الطّير قطوعا، إذا خرجت من بلاد الحرّ إلى بلاد البرد، أو من تلك إلى هذه، ويقولون لليائس من الشّيء: قد قطع به، كأنّه أمل أمّله فانقطع. والقطع: إبانة بعض أجزاء الجرم من بعض فصلا. قطعه قطعا وقطيعة وقطوعا. والقطع والقطيعة: الهجران ضدّ الوصل، ورجل قطوع لإخوانه ومقطاع: لا يثبت على مؤاخاة، وتقاطع القوم: تصارموا.

 

وتقاطعت أرحامهم: تحاصّت. وقطع رحمه قطعا وقطيعة وقطّعها: عقّها ولم يصلها. والاسم القطيعة. ورجل قطعة وقطع ومقطع وقطّاع يقطع رحمه. وفي حديث صلة الرّحم: «هذا مقام العائذ بك من القطيعة»،

والقطيعة: الصّدّ وهي فعيلة من القطع، ويريد به ترك البرّ والإحسان إلى الأهل والأقارب وهي ضدّ الصّلة. وقوله تعالى: (أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) أي تعودوا إلى أمر الجاهليّة فتفسدوا في الأرض وتئدوا البنات، وقيل: تقطّعوا أرحامكم، تقتل قريش بني هاشم وبنو هاشم قريشا.

 

ويقال: رحم قطعاء بيني وبينك إذا لم توصل. وقال القرطبيّ: تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ بالبغي والظّلم والقتل، من التّقطيع على التّكثير [تفسير القرطبي (16/ 162) ]، وقال الطّبريّ: أي تعودوا لما كنتم عليه في جاهليّتكم من التّشتّت والتّفرّق بعدما جمعكم اللّه بالإسلام وألّف به بين قلوبكم [تفسير الطبري (2/ 35) ] .

?

ويقال: مدّ فلان إلى فلان بثدي غير أقطع: أي توسّل إليه بقرابة قريبة [مقاييس اللغة (5/ 101)، ولسان العرب (6/ 36803674)، وانظر الصحاح للجوهري (3/ 1266 1269) ] . قطيعة الرّحم: هي أن يعقّ الإنسان أولى رحمه وذوي قرابته فلا يصلهم ببرّه ولا يمدّهم بإحسانه.

 

ويختلف ذلك بحسب حال القاطع والمقطوع، فتارة يكون ذلك بمنع المال، وتارة بحجب الخدمة والزّيارة والسّلام، وغير ذلك [ انظر نضرة النعيم (11/5329) ] .

العناصر

1- تعريف القطيعة .

2- حكم القطيعة .

3- بم تكون القطيعة .

4- قطيعة الرحم من الكبائر .

5- مضار قطيعة الرحم .

الايات

1- قال الله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ * الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) [سورة البقرة: 26- 27] .

 

2- قوله تعالى: ( أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ * الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ * وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) [الرعد: 19- 25] .

 

3- قوله تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ * أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ ) [محمد: 22- 23] .

الاحاديث

1- عن رجل من خثعم أنّه قال: أتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو فى نفر من أصحابه، فقلت: أنت الّذى تزعم أنّك رسول اللّه؟ قال: «نعم». قال: قلت: يا رسول اللّه، أيّ الأعمال أحبّ إلى اللّه؟ قال: «الإيمان باللّه» قال: قلت يا رسول اللّه! ثمّ مه - قوله ثم مه: أي زدني-؟ قال: «ثمّ صلة الرّحم». قال: قلت: يا رسول اللّه، ثمّ مه؟. قال: «ثمّ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر». قال: قلت: يا رسول اللّه، أيّ الأعمال أبغض إلى اللّه؟ قال: «الإشراك باللّه». قال: قلت: يا رسول اللّه، ثمّ مه؟. قال «ثمّ قطيعة الرّحم». قال: قلت: يا رسول اللّه! ثمّ مه؟ قال: «ثمّ الأمر بالمنكر والنّهي عن المعروف» [ذكره المنذري في الترغيب والترهيب، وعزاه لأبي يعلي وقال: إسناده جيد (3/ 335، 336) ] .

 

2- عن عقبة بن عامر- رضي اللّه عنه- قال: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ونحن في الصّفّة . فقال: «أيّكم يحبّ أن يغدو كلّ يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم؟» فقلنا: يا رسول اللّه، نحبّ ذلك. قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب اللّه- عزّ وجلّ- خير له من ناقتين. وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع. ومن أعدادهنّ من الإبل» [مسلم (803) ] .

 

3- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ أعمال بني آدم تعرض كلّ خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم» [مجمع الزوائد (8/ 151) وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات. وهو في المسند (2/ 484) واللفظ له حديث (10227) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (20/ 43)، وأصل الحديث مخرج في صحيح مسلم] . وفي رواية الأدب المفرد، أنّ أبا هريرة- رضي اللّه عنه- جاء عشيّة الخميس ليلة الجمعة فقال: أحرّج على كلّ قاطع رحم لما قام من عندنا. فلم يقم أحد. حتّى قال ثلاثا. فأتى فتى عمّة له قد صرمها (يعني تركها) منذ سنتين. فدخل عليها. فقالت له: يا بن أخي، ما جاء بك؟ قال سمعت أبا هريرة يقول كذا وكذا. قالت: ارجع إليه فسله لم قال ذلك؟. قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: وذكر الحديث ...» [ملخص فضل اللّه الصمد في توضيح الأدب المفرد (1/ 98، 99) ] .

 

4- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: إنّ رجلا قال: يا رسول اللّه، إنّ لي قرابة أصلهم ويقطعوني. وأحسن إليهم ويسيئون إليّ. وأحلم عنهم ويجهلون عليّ. فقال: «لئن كنت كما قلت فكأنّما تسفّهم الملّ . ولا يزال معك من اللّه ظهير عليهم، مادمت على ذلك» [مسلم (2558) ] . 5- عن أنس- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ الرّحم شجنة متمسّكة بالعرش تكلّم بلسان ذلق اللّهمّ صل من وصلني واقطع من قطعني، فيقول اللّه تبارك وتعالى: أنا الرّحمن الرّحيم، وإنّي شققت للرّحم من اسمي. فمن وصلها وصلته، ومن نكثها نكثته» [الترغيب والترهيب وعزاه للبزار وقال: إسناده حسن (3/ 340)، مجمع الزوائد (8/ 151) واللفظ له وقال: رواه البزار وإسناده حسن] . 6- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّه خلق الخلق، حتّى إذا فرغ من خلقه قامت الرّحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا ربّ. قال: فذاك لك». ثمّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اقرؤوا إن شئتم فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ» [البخاري- الفتح 10 (5987) واللفظ له، ومسلم (2554) ] . 7- عن عبد اللّه بن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إيّاكم والشّحّ فإنّه أهلك من كان قبلكم، أمرهم بالظّلم فظلموا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا، وإيّاكم والظّلم، فإنّ الظّلم ظلمات يوم القيامة، وإيّاكم والفحش فإنّ اللّه لا يحبّ الفحش ولا التّفحّش»، فقام إليه رجل فقال: يا رسول اللّه، أيّ المسلمين أفضل؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده». فقام هو أو آخر فقال: يا رسول اللّه، أيّ الجهاد أفضل؟ قال: «من عقر جواده وأهريق دمه» قال أبي: وقال يزيد بن هارون في حديثه: ثمّ ناداه هذا أو غيره فقال: يا رسول اللّه، أيّ الهجرة أفضل؟ قال: «أن تهجر ما كره ربّك، وهما هجرتان، هجرة للبادي وهجرة للحاضر. فأمّا هجرة البادي، فيطيع إذا أمر ويجيب إذا دعي، وأمّا هجرة الحاضر فهي أشدّهما بليّة وأعظمهما أجرا» [أبو داود (1689) وقال محقق جامع الأصول: إسناده صحيح (1/ 608)، أحمد (2/ 191) واللفظ له. وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح (11/ 52) رقم (6792). الحاكم (1/ 415) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي] . 8- عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما- قال: جاء رجل إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه، إنّ لي ذوي أرحام أصل ويقطعوني وأعفو ويظلموني وأحسن ويسيئون. أفأكافئهم؟ قال: «إذا تشتركون جميعا، ولكن خذ بالفضل وصلهم، فإنّه لن يزال معك ملك ظهير من اللّه- عزّ وجلّ- ما كنت على ذلك» [قال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد وفيه حجاج بن أرطاة وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات (8/ 154) ] . 9- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «احفظوا أنسابكم تصلوا أرحامكم، فإنّه لا بعد بالرّحم إذا قربت، وإن كانت بعيدة، ولا قرب بها إذا بعدت، وإن كانت قريبة، وكلّ رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها، تشهد له بصلة إن كان وصلها، وعليه بقطيعة إن كان قطعها» [ملخص فضل اللّه الصمد في توضيح الأدب المفرد (1/ 109) واللفظ له، وهو في المستدرك (1/ 89) بلفظ قريب وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري ولم يخرجه واحد منهما وسكت الذهبي في التلخيص. وفي (4/ 161) وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي] . 10- عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الرّحم معلّقة بالعرش تقول: من وصلني وصله اللّه. ومن قطعني قطعه اللّه» [البخاري- الفتح 10 (5989)، ومسلم (2555) وهذا لفظه] . 11- عن عبد اللّه بن عمرو- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ليس الواصل بالمكافىء، ولكن الواصل الّذي إذا قطعت رحمه وصلها» [البخاري- الفتح 10 (5991) ] . 12- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ليس شيء أطيع اللّه فيه أعجل ثوابا من صلة الرّحم، وليس شيء أعجل عقابا من البغي وقطيعة الرّحم، واليمين الفاجرة تدع الدّيار بلاقع» [البيهقي في السنن الكبرى (10/ 62). وذكره الألباني في صحيح الجامع (2/ 950) حديث (5391) والصحيحة حديث (978) ] . 13- عن أبي بكرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما من ذنب أجدر أن يعجّل اللّه لصاحبه العقوبة في الدّنيا مع ما يدّخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرّحم» [الترمذي (2511) واللفظ له وقال: حديث حسن صحيح وقال محقق جامع الأصول (11/ 716) إسناده صحيح، أبو داود (4902) وابن ماجة (4211)، والحاكم (2/ 356) وقال: صحيح الإسناد. البخاري في الأدب المفرد حديث (29) وذكره الألباني في صحيح الجامع (2/ 994) وفي الصحيحة حديث (918) ] . 14- عن جبير بن مطعم بن عديّ- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يدخل الجنّة قاطع. قال ابن أبي عمر: قال سفيان: يعني قاطع رحم» [الترمذي (1909) واللفظ له وقال: هذا حديث حسن صحيح وجامع الأصول (6/ 489) ومسلم (2556)، البخاري- الفتح (10/ 5984) ] . 15- عن عبادة بن الصّامت- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما على الأرض مسلم يدعو اللّه بدعوة إلّا آتاه اللّه إيّاها، أو صرف عنه من السّوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم» فقال رجل من القوم: إذا نكثر. قال: «اللّه أكثر» [الترمذي (3573) واللفظ له، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب وقال محقق جامع الأصول (9/ 512) رواه أحمد في المسند وهو صحيح] .

الاثار

1- قال عمر بن عبد العزيز- رحمه اللّه تعالى- يوصي ميمون بن مهران: إنّي أوصيك بثلاث فاحفظهنّ. قلت: يا أمير المؤمنين ما هنّ؟ قال: لا تخل بامرأة ليس بينك وبينها محرم وإن قرأت عليها القرآن، ولا تصاف قاطع رحم فإنّ اللّه- عزّ وجلّ- لعنه في آيتين من كتاب اللّه- تبارك وتعالى- آية في الرّعد، قوله تبارك وتعالى-: (وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) [الرعد: 25] وفي سورة محمّد (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) [محمد: 22]، [مساوىء الأخلاق ومذمومها، للخرائطي (110) ] .

 

2- قال عمرو بن ميمون- رحمه اللّه تعالى-: لمّا تعجّل موسى- عليه السّلام- ربّه- عزّ وجلّ- رأى في ظلّ العرش رجلا فغبطه بمكانه فقال: إنّ هذا لكريم على ربّه- عزّ وجلّ-. فسأل ربّه أن يخبره باسمه فلم يخبره وقال: أحدّثك من عمله بثلاث، كان لا يحسد النّاس على ما آتاهم اللّه من فضله، وكان لا يعقّ والديه، ولا يمشي بالنّميمة [مكارم الأخلاق، لابن أبي الدنيا (65) ] .

 

3- قال يونس بن عبيد- رحمه اللّه تعالى- كانوا يرجون للرّهق بالبرّ الجنّة، ويخافون على المتألّه بالعقوق النّار [مكارم الأخلاق، لابن أبي الدنيا (51) ] .

 

4- قال جعفر الصّادق- رحمه اللّه تعالى مودّة يوم صلة، ومودّة سنة رحم ماسّة، من قطعها قطعه اللّه- عزّ وجلّ- [آداب العشرة، للغزي (44) ] .

متفرقات

1- قال القاضي عياض- رحمه اللّه تعالى-: سمّي العقوق قطعا. والعقّ الشّقّ كأنّه قطع ذلك السّبب المتّصل. ثمّ قال- رحمه اللّه-: ولا خلاف في أنّ صلة الرّحم واجبة في الجملة، وقطيعتها معصية كبرى والأحاديث تشهد بذلك، ولكنّ الصّلة درجات بعضها أرفع من بعض، وأدناها ترك المهاجرة وصلتها بالكلام ولو بالسّلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة فمنها واجب ومنها مستحبّ، ولو وصل بعض الشّيء ولم يصل غايتها لا يسمّى قاطعا، ولو قصّر عمّا يقدر عليه وينبغي له لا يسمّى واصلا [شرح النووي على مسلم (16/ 112- 113) بتصرف واختصار] .

 

2- قال الصّنعانيّ- رحمه اللّه تعالى-: اختلف العلماء بأيّ شيء تحصل القطيعة للرّحم. فقال الزّين العراقيّ: تكون بالإساءة إلى الرّحم. وقال غيره: تكون بترك الإحسان لأنّ الأحاديث آمرة بالصّلة ناهية عن القطيعة فلا واسطة بينهما، والصّلة: نوع من الإحسان. كما فسّرها بذلك غير واحد، والقطيعة ضدّها وهي ترك الإحسان. وقال الحافظ ابن حجر: القاطع الّذي لا يتفضّل عليه ولا يتفضّل [سبل السلام شرح بلوغ المرام (4/ 314) ] .

 

3- قال صاحب العدّة- رحمه اللّه تعالى- في معرض بيان الكبائر بعد أن ذكر كلام القاضي أبي سعيد الهرويّ والقاضي الرّويانيّ: أكل الرّبا، والإفطار في رمضان بلا عذر، واليمين الفاجرة، وقطع الرّحم، وعقوق الوالدين والفرار من الزّحف، وأكل مال اليتيم، والخيانة في الكيل والوزن، وتقديم الصّلاة على وقتها، وتأخيرها عن وقتها بلا عذر، وأخذ الرّشوة، والسّعاية عند السّلطان، ومنع الزّكاة، وترك الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر مع القدرة، ونسيان القرآن بعد تعلّمه، وإحراق الحيوان بالنّار، وامتناع المرأة عن زوجها بلا سبب، واليأس من رحمة اللّه، والأمن من مكر اللّه، ويقال الوقيعة في أهل العلم وحملة القرآن [تفسير ابن كثير (1/ 487) ] .

 

4- قال الطّيبيّ- رحمه اللّه تعالى-: إنّ اللّه يبقي أثر واصل الرّحم طويلا فلا يضمحلّ سريعا كما يضمحلّ أثر قاطع الرّحم [فتح الباري (10/ 430) ] .

 

5- قال ابن بطّال- رحمه اللّه تعالى-: إنّ الرّحم المأمور بصلتها والمتوعّد على قطعها هي الّتي شرع لها ذلك. فأمّا من أمر بقطعه من أجل الدّين فيستثنى من ذلك (الوعيد) ولا يلحق بالوعيد من قطعه لأنّه قطع من أمر اللّه بقطعه، لكن لو وصلوا بما يباح من أمر الدّنيا لكان فضلا، كما دعا صلّى اللّه عليه وسلّم لقريش بعد أن كانوا كذّبوه فدعا عليهم بالقحط ثمّ استشفعوا به فرقّ لهم لمّا سألوه برحمهم فرحمهم ودعا لهم [فتح الباري (10/ 435) ] .

 

6- قال القرطبيّ- رحمه اللّه تعالى-: اتّقوا الأرحام أن تقطعوها [تفسير القرطبي (5/ 4) ] .

الإحالات

1- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (11/5329) .

2- أشراط الساعة المؤلف : عبد الله بن سليمان الغفيلي الطبعة : الأولى الناشر : وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية تاريخ النشر : 1422هـ (1/86) .

3- التفسير المنير فى العقيدة والشريعة والمنهج المؤلف : وهبة بن مصطفى الزحيلى الموضوع : فقهى و تحليلى القرن : الخامس عشر الناشر : دار الفكر المعاصر مكان الطبع : بيروت دمشق سنة الطبع : 1418 ق (4/236) .

4- مصنف عبد الرزاق المؤلف : أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني الناشر : المكتب الإسلامي – بيروت الطبعة الثانية ، 1403 تحقيق : حبيب الرحمن الأعظمي (11/170) .

5- الأدب المفرد بالتعليقات بتعليقات العلامة / محمد ناصر الدين اللباني رحمه الله وبعض التوضيحات المهمة من كتاب فضل الله الصمد . للعلامة/ فضل الله الجيلاني (1/13) .

6- جامع الأصول في أحاديث الرسول المؤلف : مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى : 606هـ) تحقيق : عبد القادر الأرنؤوط - التتمة تحقيق بشير عيون الناشر : مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان الطبعة : الأولى (11/550) .

7- تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي المؤلف : محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري أبو العلا الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت - باب ما جاء في قطيعة الرحم (6/28) .

8- عون المعبود شرح سنن أبي داود المؤلف : محمد شمس الحق العظيم آبادي أبو الطيب الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الثانية ، 1415 - باب اليمين في قطيعة الرحم (9/116) .

9- فتح الباري المؤلف : أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ) المحقق : عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحب الدين الخطيب رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه وذكر أطرافها : محمد فؤاد عبد الباقي الناشر : دار الفكر – باب إثم القاطع (10/415) .

10- نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبار المؤلف : محمد بن علي بن محمد الشوكاني الناشر : إدارة الطباعة المنيرية مع الكتاب : تعليقات يسيرة لمحمد منير الدمشقي (6/203) .