قراءة
2022-10-06 - 1444/03/10التعريف
أولًا: المعنى اللغوي:
يقول ابن فارس: "القاف والراء والحرف المعتل: أصلٌ صحيح يدل على جمعٍ واجتماع، ومن ذلك: "القرية"، وسميت بذلك؛ لاجتماع الناس فيها، والمقراة: الجفنة، سميت بذلك؛ لاجتماع الضيف عليها"(مقاييس اللغة، ابن فارس:٥-٧٨).
من: قرأ يقرأ قراءةً، فهي مصدر للفعل: "قرأ"، واسم الفاعل: "قارئ"، تقول: قرأ فلانٌ قراءة حسنة، ورجل قراءٌ حسن القراءة من قوم قرائين، والمفعول مقروء، تقول: صحيفة مقروءة، وقارأه مقارأةً وقراءً: دارسه، واستقرأه طلب إليه أن يقرأ، والقراء يكون من القراءة جمع قارئٍ، وقرأ عليه السلام يقرؤه عليه وأقرأه إياه أبلغه (انظر: الصحاح، الجوهري، ١-٩٢، مقاييس اللغة، ابن فارس:٥-٧٨، لسان العرب؛ لابن منظور:١٢-٥٠، تاج العروس؛ للزبيدي:١-٣٠٦).
والأصل في القراءة: الجمع والضم، تقول: "قرأت الكتاب قراءةً"، ضممت حروفه بعضها إلى بعض، وكل شيءٍ جمعته فقد قرأته، و"قرأت الشيء قرآنًا": جمعته وضممت بعضه إلى بعضٍ (انظر: لسان العرب:١٢-٥١، تاج العروس:١-٣٠٧). ومنه سمي القرآن قرآنًا؛ لأنه يضم القصص والأحكام، والآيات والسور بعضها إلى بعض.
ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:
لا يختلف معنى القراءة في الاصطلاح عن معناها في اللغة.
وقد عرف الكفوي القراءة بقوله: ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض في الترتيل، ولا يقال ذلك لكل جمع؛ بدليل أنه لا يقال للحرف الواحد إذا تفوه به قراءة (الكليات:٧٠٣).
يقول ابن عاشور: "القراءة هي: تلاوة كلامٍ صدر في زمن سابق لوقت تلاوة تاليه، بمثل ما تكلم به متكلمه، سواء كان مكتوبًا في صحيفة، أم كان ملقنًا لتاليه بحيث لا يخالف أصله، ولو كان أصله كلام تاليه، ولذلك لا يقال لنقل كلام أنه قراءة إلا إذا كان كلامًا مكتوبًا أو محفوظًا"(التحرير والتنوير:٣٠-٢٥٣).
وردت مادة (قرأ) في القرآن الكريم (٨٨) مرة، يخص موضوع البحث منها (٨٧) مرة (انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبد الباقي:٥٣٩-٥٤٠، المعجم المفهرس الشامل، عبد الله جلغوم، باب القاف:٩٣٧-٩٣٨).
الأصل في القراءة أنها بمعنى الجمع والضم؛ وكل شيء جمعته فقد قرأته؛ فالقراءة جمع الحروف والكلمات، والقرآن يجمع القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها إلى بعض (انظر: لسان العرب؛ لابن منظور:١-١٢٨، تاج العروس؛ لمرتضى الزبيدي:٣٧٠-٣٧١، الفروق اللغوية، العسكري:١٤٠-١٤١، بصائر ذوي التمييز؛ للفيروزآبادي:/٢٦٢-٢٦٦).
العناصر
1- تعريف القراءة.
2- أهمية القراءة النافعة
3- مظاهر اهتمام الإسلام بالقراءة
4- حال النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته في قراءة القرآن
5- نماذج لاهتمام السلف بالقراءة
6- ضوابط القراءة النافعة
7- ثمار القراءة النافعة
8- دور الأسرة والمجتمع في تهيئة الطفل لتعلم القراءة
9- معوقات القراءة
10- أهم مجالات القراءة النافعة
11- التحذير من مطالعة الكتب المنحرفة إلا للضرورة
الايات
1- قال تعالى: (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ)[البقرة:102].
2- قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا)[المائدة: 27].
3- قال تعالى: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا...)[الأنعام:١٥١].
4- قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا)[الأعراف:175].
5- قال تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[الأعراف:٢٠٤].
6- قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ...)[يونس:71].
7- قال تعالى: (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ)[يونس:94].
8- قال تعالى: (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً)[هود:17].
9- قال تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)[النحل: 98].
10- قال تعالى: (وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)[الإسراء:١٤].
11- قال تعالى: (وَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا)[الإسراء:٤٥].
12- قال تعالى: (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً)[الإسراء:71].
13- قال تعالى: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)[الإسراء:78-79].
14- قال تعالى: (وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا)[الإِسْرَاءِ: 93].
15- قال تعالى: (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا * قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا)[الْإِسْرَاءِ:106-107].
16- قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا)[الكهف:83].
17- قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ)[الشُّعَرَاء:69].
18- قال تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ * وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ * أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ * وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ * فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ)[الشعراء:192-١٩٩].
19- قال تعالى: (نَتلُو عَلَيكَ مِن نَبَأِ مُوسَى وَفِرعَونَ بِالحَقِّ لِقَومٍ يُؤمِنُونَ)[القصص:3].
20- قال تعالى: (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ * بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ * أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ)[العنكبوت:48-50].
21- قال تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُاْ كِتَـابيَهْ)[الحاقة:١٩].
22- قال تعالى: (عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ)[المزمل:٢٠].
23- قال تعالى: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)[القيامة:17-18].
24- قال تعالى: (سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَى * إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ)[الأعلى:6].
25- قال تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)[العلق:1-5].
الاحاديث
1- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يَجيءُ القرآنُ يومَ القيامةِ كالرَّجُلِ الشّاحِبِ، يقولُ لصاحبِهِ: هل تَعرِفُني؟ أنا الذي كنتُ أُسهِرُ لَيْلَكَ، وأُظْمِئُ هَواجِرَكَ، وإنَّ كلَّ تاجرٍ مِن وراءِ تِجارتِهِ، وأنا لكَ اليومَ مِن وراءِ كلِّ تاجرٍ؛ فيُعطى المُلْكَ بيمينِهِ، والخُلْدَ بشِمالِهِ، ويوضَعُ على رأسِهِ تاجُ الوقارِ، ويُكْسى والِداهُ حُلَّتَيْنِ لا تقومُ لهما الدُّنيا وما فيها؛ فيقولانِ: يا ربِّ، أنّى لنا هذا؟! فيُقالُ: بتعليمِ وَلَدِكُما القرآنَ"(أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط:٥٧٦٤، مطولاً وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (٢٨٢٩): حسن أو صحيح).
2- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها: "يا عائشةَ ! ذَرِينِي أتعبَّدُ الليلةَ لربِّي" قلتُ: واللهِ إنِّي أُحِبُّ قُرْبَكَ، وأُحِبُّ ما يَسَرُّكَ. قالتْ: فقامَ فتَطَهَّر، ثُم قامَ يًصلِّي، قالتْ: فلمْ يَزلْ يَبكِي حتى بلَّ حِجْرَه، قالتْ: وكانَ جالِسًا فلمْ يَزلْ يبكِي حتى بَلَّ لِحيتَه. قالتْ: ثُم بكى حتى بلَّ الأرضَ. فجاء بلالُ يُؤْذِنَه بالصَّلاةِ، فلمّا رآهُ يبكِي، قال: يا رسولَ اللهِ ! تبكِي وقدْ غفر اللهُ لكَ ما تقدَّمَ من ذنبِكَ وما تأخَرَّ؟ قال: "أفلا أكونُ عبدًا شكورًا؟ لقد أُنزِلتْ علىَّ الليلةَ آيةٌ؛ ويْلٌ لِمن قرأَها ولم يتفكرِ فيها: إن في خلق السموات والأرض الآيةُ كلُّها)"(أخرجه ابن حبان:٦٢٠، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب:١٤٦٨).
3- عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أيَعجِزُ أحدُكُم أن يقرأَ في ليلةٍ ثُلُثَ القرآنِ؟ مَن قرأَ: اللَّهُ الواحِدُ الصَّمَدُ فقَد قرأَ ثُلثَ القرآنِ"(رواه الترمذي:٢٨٩٦، وصححه الألباني).
4- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال لي النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "اقْرَأْ عَلَيَّ" قالَ: قُلتُ: أقْرَأُ عَلَيْكَ وعَلَيْكَ أُنْزِلَ قالَ: "إنِّي أشْتَهِي أنْ أسْمعهُ مِن غيرِي" قالَ: فَقَرَأْتُ النِّساءَ حتّى إذا بَلَغْتُ: (فَكيفَ إذا جِئْنا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بشَهِيدٍ، وجِئْنا بكَ على هَؤُلاءِ شَهِيدًا)[النساء:٤١] قالَ لِي: "كُفَّ -أوْ أمْسِكْ-" فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَذْرِفانِ (أخرجه البخاري: ٥٠٥٥، ومسلم:٨٠٠).
5- عن عائشة أم المؤمنين-رضي الله عنها- قالت: أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الرُّؤْيا الصّالِحَةُ، فَجاءَهُ المَلَكُ فَقالَ: (اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ، خَلَقَ الإنْسانَ مِن عَلَقٍ اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكْرَمُ) (رواه البخاري:٤٩٥٥).
6- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كانَ إذا اشْتَكى يَقْرَأُ على نَفْسِهِ بالمُعَوِّذاتِ ويَنْفُثُ، فَلَمّا اشْتَدَّ وجَعُهُ كُنْتُ أقْرَأُ عليه وأَمْسَحُ بيَدِهِ رَجاءَ بَرَكَتِها (رواه البخاري:٥٠١٦).
7- عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: قَرَأَ رَجُلٌ الكَهْفَ وفي الدّارِ الدّابَّةُ، فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ، فَسَلَّمَ، فَإِذا ضَبابَةٌ -أوْ سَحابَةٌ- غَشِيَتْهُ، فَذَكَرَهُ للنَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقالَ: "اقْرَأْ فُلانُ؛ فإنَّها السَّكِينَةُ نَزَلَتْ لِلْقُرْآنِ. أوْ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ"(أخرجه البخاري:٣٦١٤، ومسلم:٧٩٥).
8- عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: نَهانِي رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أن أقْرَأَ راكِعًا، أوْ ساجِدًا (رواه مسلم:٤٨٠).
9- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: أنَّ أُسَيْدَ بنَ حُضَيْرٍ بيْنَما هو لَيْلَةً يَقْرَأُ في مِرْبَدِهِ، إذْ جالَتْ فَرَسُهُ، فَقَرَأَ، ثُمَّ جالَتْ أُخْرى، فَقَرَأَ، ثُمَّ جالَتْ أَيْضًا، قالَ أُسَيْدٌ: فَخَشِيتُ أَنْ تَطَأَ يَحْيى، فَقُمْتُ إلَيْها، فَإِذا مِثْلُ الظُّلَّةِ فَوْقَ رَأْسِي فِيها أَمْثالُ السُّرُجِ، عَرَجَتْ في الجَوِّ حتّى ما أَراها، قالَ: فَغَدَوْتُ على رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، بيْنَما أَنا البارِحَةَ مِن جَوْفِ اللَّيْلِ أَقْرَأُ في مِرْبَدِي، إذْ جالَتْ فَرَسِي، فَقالَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ" قالَ: فَقَرَأْتُ، ثُمَّ جالَتْ أَيْضًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ" قالَ: فَقَرَأْتُ، ثُمَّ جالَتْ أَيْضًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ" قالَ: فانْصَرَفْتُ، وَكانَ يَحْيى قَرِيبًا منها، خَشِيتُ أَنْ تَطَأَهُ، فَرَأَيْتُ مِثْلَ الظُّلَّةِ فِيها أَمْثالُ السُّرُجِ، عَرَجَتْ في الجَوِّ حتّى ما أَراها، فَقالَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "تِلكَ المَلائِكَةُ كانَتْ تَسْتَمِعُ لَكَ، ولو قَرَأْتَ لأَصْبَحَتْ يَراها النّاسُ ما تَسْتَتِرُ منهمْ"(رواه مسلم:٧٩٦).
10- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وإذا قرأَ فأنصِتوا"(رواه مسلم:٤٠٤).
11- عن أبي مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ -يعني: مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ- (رواه البخاري:٥٠٠٨).
12- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- لما سئل عن قِراءَةِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقالَ: "كانَ يَمُدُّ مَدًّا"(رواه البخاري:٥٠٤٥).
13- عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يُقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرأ وارتَقِ ورتِّل كما كنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها"(أخرجه أبو داود:١٤٦٤، وصححه الألباني)
الاثار
قال قتادة: "سيقرأ يومئذٍ من لم يكن قارئًا في الدنيا"(تفسير الطبري:8-50).
القصص
1- قال الجاحظ: "ما وقع في يدي كتاب إلا وقرأته من أوله إلى آخره، أي كتاب كان"(تقييد العلم؛ للخطيب البغدادي:١٣٩).
2- نقل الخطيب البغدادي عن محمد بن علي النحوي، قال: "ودع رجلٌ صديقًا له فقال له: استعن على وحشة الغربة بقراءة الكتب، فإنها ألسن ناطقة، وعيون رامقة"(تقييد العلم؛ للخطيب البغدادي:120).
3- سُئل عبدالله البخاري عن دواء للحفظ فقال: "إدمان النظر في الكتب"(الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع:394).
4- ابن عطية الأب والد المفسر المشهور يحكى عنه أنه "كرر صحيح البخاري سبع مئة مرة"(تذكرة الحفاظ:2-45).
5- قال الفقيه المالكي أبي بكر الأبهري عن نفسه: "قرأت مختصر ابن عبد الحكم خمس مئة مرة ، والأسدية خمسا وسبعين مرة، والموطأ خمسا وأربعين مرة"(ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك:2-126).
6- قال الفارابي :"قرأت السماع الطبيعي لأرسطو أربعين مرة، وأنا محتاج إلى معاودته"(الوافي بالوفيات:1-101).
7- الحافظ ابن الملقن رحمه الله، كان لديه كتب كثيرة احترقت، في أواخر عمره، فتغير حاله بعدها، فحجبه ولده إلى أن مات (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع:3-95).
8- الإمام المزني رحمه الله عن كتاب الرسالة للإمام الشافعي: "أنا أنظر في الرسالة منذ خمسين سنة، ما أعلم أني نظرتُ فيه مرة إلا وأنا أستفيد شيئاً لم أكن عرفته"(طبقات الشافعية الكبرى:1/327-328).
9- قال الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة رحمه الله عن نفسه: "وعلى ذكر الشيخ عبدالظاهر أبي السمح، أذكُرُ له بالثناء الجميل توجه قلبي ونفسي إلى مطالعة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية...دارت بيننا مُباحثات في مسائل التوسل، والشفاعة، ودعاء الصالحين، فأعارني كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية في التوسل والوسيلة، فقرأته فتأثرت به أي تأثر، وانقلبت رأساً على عقب، وامتزج حبُّ..شيخ الإسلام ابن تيمية بلحمي وعصبي ودمي، وقرأتُ كتب تلاميذه كالشيخ محمد بن عبدالهادي (الصارم المنكي في الردِّ على السبكي) فخرجت بيقين ثابتٍ، وإيمان قوي، ومعرفة جيدة بمذاهب السلف في هذه الأمور"(موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين:20-313).
10- قال الشيخ أحمد الباتلي: "طلب مني الشيخ حسن بن عبداللطيف بن محمد المانع رحمه الله، شراء كتاب فضائل الأوقات؛ للإمام البيهقي رحمه الله، فاشتريته له، واتصلت به، وقلتُ: سأحضره لك غداً إن شاء الله، إذا حضرت للدرس بعد المغرب، فلما جاء الصباح، اتصل بي الشيخ، وقال: أحضره لي فوراً فلن أصبر إلى المغرب"(المبتدأ والخبر لعلماء في القرن الرابع عشر وبعض تلاميذهم:207).
11- قال الشيخ أحمد الباتلي: "لما طُبع كتاب "السنن الكبرى" للنسائي، أهديته نسخةً منه، الشيخ حسن بن عبداللطيف المانع فشهق من الفرح وبكى وقال: رحم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، فلقد كان يقول لنا دائماً: ليته يطبع فالحمد لله أنني اقتنيته"(المبتدأ والخبر لعلماء في القرن الرابع عشر وبعض تلاميذهم:207).
12- قال الشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله: "كانت عنده لابن تيمية كُتُب... فابتدأ.. في قراءتها، واستغرق في القراءة، حتى أنعم الله عليه بصُبحٍ مشرق، يهتكُ عنه حُجُب هذا الليل، فيقر به سُراه المضني عند جماعة أنصار السنة...فيرى النور نوراً، والإيمان إيماناً، والحق حقاً، والضلال ضلالاً، وكان قبلُ...يؤمن بالشرك توحيداً، وبالكفر إيماناً، وبالمادية الصَّمَّاء من الوثنية رُوحانية عُليا"(مصرع التصوف؛ لبرهان الدين البقاعي:6).
13- قال الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله-: "لا نعرف في كتب علماء السنة أنفع في الجمع بين النقل والعقل من كتب شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم -رحمهما الله- وإنني أقول عن نفسي: إنني لم يطمئن قلبي بمذهب السلف تفصيلاً إلا بممارسة هذه الكتب"(تفسير المنار:1-210).
14- قال الأستاذ عبدالمنعم الجداوي -كان من كبار مُعظمي القبور، فلا يكادُ يزور مدينه بها أي قبر أو ضريح لشيخ عظيم إلا ويُهرعُ فوراً للطواف به، التقى بالدكتور جميل غازي، وأخذ منه كتاباً عن سيرة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، قال: "وبعد منتصف الليل بدأتُ القراءة، وشدني الكتاب موضوعاً وأسلوباً، فلم أنم حتى الصبح، كان الكتاب على حجمه المتواضع كالإعصار، كالزلزال...أخذني من نفسي ليضعني على حافة آفاق جديدة... ومضيتُ أقرأ ومع كل صفحة أشعر أنني أخلعُ من جدار الوهم في أعماقي حجراً ضخماً... وحينما بلغت منتصف الكتاب كانت فجوة كبيرة داخلي قد انفتحت وتسلل منها ومعها نور اليقين"(كنت قبوريا:5-7) بتصرف.
15- المحدث الشيخ الألباني رحمه الله، كان يذهب إلى المكتبة الظاهرية في دمشق بالشام، فيمضي فيها اثنتي عشرة ساعة، في القراءة والبحث، لا يتوقف عن ذلك إلا في أوقات الصلاة، وكان رحمه الله يتناول طعامه في المكتبة في كثير من الأحيان، حتى أن المسئولين على المكتبة وافقوا على إعطائه مفتاحاً لها، فكان يأتي لها صباحاً قبل حضور الموظفين، ويبقى في المكتبة في بعض الأحيان إلى أن يصلي العشاء (مقال: لذة قراءة الكتب؛ للشويرخ).
16- "القراءة جعلت دونكيشوت إنساناً محترماً لكن تصديقه ما قرأ جعله مجنوناً"(جورج برنارد شو)
17- "حقا كان لدي الكثير من الأحلام عندما كنت طفلا ، وأعتقد أن هذا مرده بقدر كبير إلى كوني كنت أقرأ كثيرا"(بيل غيتس)
الاشعار
1- قال أحدهم:
قرأ الإمام وفي القراءة متعة *** وهداية لمباهج وأمان
فيه ارتقيت إلى المعارف والنهى *** ورشفت من ينبوعه الروحاني
قرآن ربيَ والكتاب جواهر *** ونفائس للروح والوجدان
فبه يسود المرء بعد سيادة *** ويعز من ذل ومن حرمان
يا كم غفلنا في الحياة وحولنا *** أنباء مجمد قد سرت وسنان
الحكم
1- "اقرأ كتاباً جيداً ثلاث مرات أنفع لك من أن تقرأ ثلاث كتب جيدة"(عباس العقاد).
2- "إن الكتاب هو الجليس الذي لا ينافق و لا يمل و لا يعاتب إذا جفوته و لا يفشي سرك"(ابن الطقطقي).
3- "ليس شيء أوعظ من قبر و لا أسلم من وحدة و لا آنس من كتاب"(عبد الله بن عبد العزيز العمري).
4- "قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت"(بيار دو لاغورس).
5- الكتاب نافذة نتطلع من خلالها إلى العالم (مثل صيني)
6- قيل لأرسطو : كيف تحكم على إنسان؟ فأجاب : أسأله كم كتابا يقرأ وماذا يقرأ؟
7- "من يكتب يقرأ مرتين"(مثل إيطالي)
8- "لا ينمو الجسد إلا بالطعام و الرياضة و لا ينمو العقل إلا بالمطالعة و التفكير"(مثل ألماني)
9- "عندما أقرأ كتابا للمرة الأولى أشعر أني قد كسبت صديقا جديدا، و عندما أقرأه للمرة الثانية أشعر أني ألتقي صديقا قديما"(أوليفر سميث)
10- يقول لك المرشدون : اقرأ ما ينفعك و لكني أقول: بل انتفع بما تقرأ (عباس محمود العقاد)
11- "الكتاب صديق لا يخون"(ديبارو)
12- "حب المطالعة هو استبدال ساعات السأم بساعات من المتعة"(مونتسكيو)
13- "إن قراءة القرآن في صلاة الليل هي أقوى وسيلة لبقاء التوحيد والإيمان غضا طريا نديا في القلب"( خالد بن عبد الكريم اللاحم).
14- "القراءة التي تكون بعد إجهاد عقلي وإنهاك جسمي قليلة النفع شحيحة المردود، والقراءة بعد الراحة أكثر فائدة وأعمق أثر"(محمد صالح المنجد).
15- "العلم لا يؤخذ بالقراءة والحفظ وحسب, بل إن حرارة التجربة والمعاناة تُنضج العقل, وتلقّحه بأهم العلوم وأنفعها وأكثرها احتواء على الروح البنّاءة"(سلمان العودة).
16- "إن السرعة المناسبة في القراءة تعتمد على نوع المقروء وعلى الغرض من القراءة"(محمد صالح المنجد).
17- "إذا تمكنت من قراءة مادة مكتوبة دون جهد يذكر ، فهذا معناه أنه تم بذل جهد كبير عند كتابة هذه المادة"(إنريكي جارديل بونشيلا)
18- "لا تتحقق القراءة الصحيحة لكتاب الله عز و جل إذا تمت بمعزل عن القراءة الصحيحة لأحداث الكون و الحياة"(د. عمرو شريف)
19- "إن القراءة ليست مجرد هواية، وإنما هي بالفعل: منهج حياة"(راغب السرجاني)
20- "القراءة هي متعة التجول في عقول الآخرين دون الاضطرار لتحمل رعونتهم"(سلمان العودة)
21- "كم من إنسان ظل طول عمره مجافياً للكتاب بسبب إكراهه على قراءة ما لا يرغب في قراءته"(د. عبد الكريم بكار)
22- "القراءة وحدها هي التي تُعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة؛ لأنها تزيد هذه الحياة عمقا، وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب"(عباس محمود العقاد)
23- "تعتبر القراءة بالنسبة للعقل، مثل التمرينات بالنسبة للجسد.. حيث أنها مفيدة ومنشطة للعقل للحفاظ على قدراته مرنة"(أوجستن هار)
24- "القراءة المبالغ فيها لا تجعلنا أذكياء, بعض الناس يبتلعون الكتب وهم يفعلون ذلك بدون فاصل للتفكير، وهو ضروري لكي يُهضم المقروء ويُبني ويُتبني ويُفهم"(علي عزت بيجوفيتش)
25- "كنتُ أقول لطلّابي: إذا أقلقَكم كتاب، اتركوه، هذا الكتابُ لم يكتب لكم، القراءة يجبُ أن تكونَ شكلاً من أشكالِ السّعادة"(خورخي لويس بورخيس)
متفرقات
1- قال البغوي: "(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ) يعني: قرأوا القرآن يرجون تجارة لن تبور، لن تفسد ولن تهلك، والمراد من التجارة ما وعد الله من الثواب"(معالم التنزيل).
2- قال ابن عاشور: "(الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) وقد دل ثناء الله على عباده المؤمنين الكمل بأنهم أحرزوا صفة اتباع أحسن القول الذي يسمعونه ويقرؤونه، على شرف النظر والاستدلال للتفرقة بين الحق والباطل، وللتفرقة بين الصواب والخطأ، ولغلق المجال في وجه الشبهة ونفي تلبس السفسطة"(التحرير والتنوير بتصرف).
3- قال السيوطي عند قوله تعالى: (كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ)[ص:29] قال: "وتسن القراءة بالتدبر والتفهم فهو المقصود الأعظم، والمطلوب الأهم، وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب"(الدر المنثور).
4- قال ابن سعدي عند قوله تعالى: (كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ)[ص:29] قال: "هذه هي الحكمة من إنزاله ليتدبر الناس آياته، فيستخرجوا علمه، ويتأملوا أسرارها وحكمها، فإنه بالتدبر فيه والتأمل لمعانيه، وإعادة الفكر فيها مرة بعد مرة تدرك بركته وخيره، وهذا يدل على الحث على تدبر القرآن، وأنه من أفضل الأعمال، وأن القراءة المشتملة على التدبر أفضل من سرعة التلاوة التي لا يحصل ﺑﻬا هذا المقصود، وأن هذا المقصود من التذكر"(تيسير الكريم الرحمن).
5- قال ابن عاشور عند قوله تعالى: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ)[آل عمران:7] قال: "هم الذين تمكنوا في علم الكتاب، ومعرفة محامله، وقام عندهم من الأدلة ما أرشدهم إلى مراد الله تعالى، بحيث لا تروج عليهم الشبه"(التحرير والتنوير).
6- قال ابن كثير عند قوله تعالى: (فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) قال: "أي: من فرحته وسروره بما فيه من العمل الصالح، يقرؤه ويحب قراءته"(تفسير ابن كثير).
7- قال الزمخشري عند قوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُاْ كِتَـابيَهْ...) الآيات قال: " فإن قلت: لم خص أصحاب اليمين بقراءة كتابهم، كأن أصحاب الشمال لا يقرؤون كتابهم؟. قلت: بلى، ولكن إذا اطلعوا على ما في كتابهم، أخذهم ما يأخذ المطالب بالنداء على جناياته، والاعتراف بمساويه، أما التنكيل به والانتقام منه، من الحياء والخجل والانخزال، وحبسه اللسان، والتتعتع، والعجز عن إقامة حروف الكلام، والذهاب عن تسوية القول، فكأن قراءتهم كلا قراءة
وأما أصحاب اليمين فأمرهم على عكس ذلك، لا جرم أنهم يقرؤون كتابهم أحسن قراءة وأبينها، ولا يقنعون بقراءتهم وحدهم حتى يقول القارئ لأهل المحشر: (هَاؤُمُ اقْرَؤُاْ كِتَـابيَهْ)"(الكشاف).
8- قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ)[العلق:٣-٤] قال: "وأن من كرمه تعالى: أن علم الإنسان ما لم يعلم، فشرفه وكرمه بالعلم، وهو القدر الذي امتاز به أبو البرية آدم على الملائكة"(تفسير ابن كثير).
9- قال العلامة بكر أبو زيد رحمه الله: "إن من يقرأ مؤلفات ابن القيم رحمه الله تعالى خاصة كتابه مدارج السالكين يخرج بدلالة واضحة على أن ابن القيم رحمه الله تعالى كان لديه من عمارة قلبه باليقين بالله والافتقار، والعبودية، والاضطرار، والإنابة إلى الله، الثروة الطائلة والقدح المعلى في جو العلماء العاملين الذين هم أهل الله وخاصته"(ابن قيم الجوزية: حياه آثاره موارده؛ لبكر بن عبد الله أبو زيد:25).
10- قال الشيخ علي بن عبدالعزيز الشبل عن ابن رجب رحمه الله: "كثر كلامه عن أحوال القلب، ووجوب تزكية النفس، وترقيقها لترقى إلى منزلة الصديقين، وأولياء الله المقربين، وليبلغ العبد أعلى مراتب الإيمان وهي الإحسان.. فكان رحمه الله يصوغ ذلك بأسلوب لطيف روحاني مجرب، أتى إليه عن طريق تجربة واقعية وممارسة عملية لهذا الأسلوب في وعظه ودروسه العامة وفي رسائله"(منهج الحافظ ابن رجب الحنبلي في العقيدة؛ للشبل:118).
11- قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: "احذر أن تضم مكتبتك الكتب التي ليس فيها خير، لا أقولُ التي فيها ضرر، بل أقولُ التي ليس فيها خير، لأن الكتب تنقسم إلى ثلاثة أقسام: خير، وشر، ولا خير ولا شر، فاحرص أن تكون مكتبتك خالية من الكتب التي ليس فيها خير، أو التي فيها شر، فهناك كُتبُ يقالُ لها كتب أدبٍ، لكنها تقطع الوقت وتقتله في غير فائدة، وهناك كتب ضارة ذات أفكار معينةٍ ومنهج معين، فهذه أيضاً لا تدخل المكتبة، سواء كان ذلك في المنهج، أو كان في العقيدة ككتب المبتدعة التي تضرُّ العقيدة، والكتب الثورية التي تضرُّ المنهج فكل كُتُبٍ تضرُّ فلا تدخل مكتبتك لأن الكتب غذاء للروح كالطعام والشراب للبدن فإذا تغذيت بمثل هذه الكتب صار عليك ضرر عظيم، وقال: إخواننا.. ليحرصوا ألا يقروا كل كتاب وقع بأيديهم؛ لأننا نشاهد في الوقت الحاضر كثرة المؤلفات من قوم لم يعرفوا العلم، وهذا خطر عظيم، والإنسان لا ينبغي له أن يكون إمعة يتبع كل ناعق، بل لا يعتمدون إلا كتب عُرف أهلها بالعلم والنصح والصلاح"(لقاء الباب المفتوح:19).
12- قال أنيس منصور الفيلسوف والأديب مصري: "إن كل ما قرأتُ لم يكن ينفعني في الإجابة على شيء، لم أجد من كل ألوف الكتب التي أمضيت فيها عمري وأطفئت فيها نور عيني وأوجعت فوقها رأسي وظهري لم أجد فيها شيئاً يرحني"(أعلام وأقزام في ميزان الإسلام:1-528).
13- قال د. عبدالكريم بكار: "الأهداف العامة لقراءة معظم الناس ثلاثة، هي:
1- القراءة من أجل التسلية، وهذه القراءة الأكثر شيوعًا بين الناس، وتثبت الإحصاءات أن نحوًا من 70% من القراء يتجهون إلى القراءة من أجل التسلية. ومع ذلك فإن القراءة من أجل التسلية لا تخلو من فائدة، وقد يُشغل بها عن ملء فراغه بأشياء ضارة"(القراءة المثمرة مفاهيم وآليات؛ د. عبدالكريم بكار).
2- القراءةُ من أجل الاطلاع على معلومات أسلوبٌ يمارسه كثير من الناس، والجهد الذي يتطلبه هذا النوع من القراءة محدود أيضًا، وهذه الطريقة شائعة جدًّا؛ لأن في عالمنا الإسلامي (حمى) تجتاح كثيرًا من الناس، وهي البحث عن الأسهل"(القراءة المثمرة مفاهيم وآليات؛ د. عبدالكريم بكار).
3- القراءة من أجل توسيع قاعدة الفهم، وهي أشق أنواع القراءة وأكثرها فائدة، والذين يقرؤون من أجل هذا الغرض قلة من الناس؛ وذلك لأن أكثر الناس يعتقدون أن ما يملكون من قدرات ذهنية كاف وجيد"(القراءة المثمرة مفاهيم وآليات؛ د. عبدالكريم بكار).
4- إن القراءة من أجل الفهم، هي تلك القراءة التي تستهدف امتلاك منهج قويم في التعامل مع المعرفة، وتكسبنا عادات فكرية جديدة، وتلك التي تزيد في مرونتنا الذهنية"(القراءة المثمرة مفاهيم وآليات؛ د. عبدالكريم بكار).
14- قال د. عبدالكريم بكار: " نستطيع خلال نصف ساعة أن نصل إلى حكم جيد على الكتاب إذا قمنا بالتالي:
1- قراءة مقدمة الكتاب، حيث يكشف كثيرٌ من الكتاب في مقدماتِ كتبِهم عن دوافع التأليف، وأهدافه، والفئة التي يخدمها الكتاب.
2- قراءة فهرس الموضوعات من أجل الاطلاع على موضوعات الكتاب، وأهم من ذلك اكتشافُ المنظور المنطقي للكتاب.
3- الاطلاع على فهرس المصادر والمراجع التي اعتمد عليها المؤلف في بناء كتابه، حيث إنها تمثل المورد الأساسي لمعلوماته وصياغته.
4- بعض المؤلفين يضع ملخصًا مكثفًا في آخر كل فصل لما أورده فيه، ومن المفيد قراءة بعض الملخصات لتحسُّس جوهر المادة المعروضة.
5- قراءة بعض صفحات أو فقرات من الكتاب لمعرفة مستوى المعالجة في الكتاب وهذا مهم جدًّا"(القراءة المثمرة مفاهيم وآليات؛ د. عبدالكريم بكار).
15- قال د. عبدالكريم بكار: "من سمات القارئ الجيد:
1- المثابرة على القراءة، والحماسة في متابعتها، والصبر عليها.
2- القارئ الجيد يتمتع بقابلية جيدة لاستيعاب الجديد، وبنية عقلية متفتحة، تقبل التحوير، وتستفيد من المراجعة.
3- القدرة على الاستجابة لنبض العصر الثقافي ضرورةٌ لمن يريد أن يقرأ قراءة مثمرة ينتفع بها.
4- من المهم للقارئ الجيد أن يعرف كيف يتعامل مع الكتب التي عزم على قراءتها، بالإضافة إلى الاهتداء إلى الطريقة التي ستتعامل بها مع كل كتاب، من حيث السرعة، والتلخيص والتعليق"(القراءة المثمرة مفاهيم وآليات؛ د. عبدالكريم بكار).
16- قال د. عبدالكريم بكار: "أنواع الكتب:
هناك نوع من الكتب لا يُقرأ دفعة واحدة، مثل: المراجع والمعاجم، وإنما يعود إليها طالبُ العلم عند الحاجة، فهي تحتفظ بقيمتها قرونًا عدة.
ونوع ثان لا يتطلب فهمُه مهاراتٍ قِرائيةً عالية؛ فهو يقرأ للتسلية، وهذا التنوع من الكتب لا يقرأ في العادة سوى مرة واحدة.
وثمة نوع ثالث من الكتب يَشعُر المرء بأنه بحاجة إلى قراءة بطيئة وتركيز جيد، لكن بعد قراءته يشعر أنه أخذ كل ما فيه. وهذا النوع لا يمثلل أكثر من 5% مما هو مطروح في الأسواق من كتب.
وهناك نوع من الكتب يشعر قارئه أنه لم يستفد كل ما فيه مهما استخدم من مهارات القراءة، وأنه يستحق عودة ثانية، لكن إذا عاد إليه المرءُ مرةً ثانية لم يخرج كل ما كان يؤمله منه، وهذا النوع يحتاج إلى مهارات عالية في قراءته والرجوع إلى بعض الشروح والمراجع.
النوع الأخير من الكتب نادر جدًّا، وهو نوع لا ينضُب محتواه، وكلما عدت إليه شعرت أنه ينميك، وكأنه ينمو معك، يجد الفاقهون من المسلمين مثل هذا في القرآن الكريم"(القراءة المثمرة مفاهيم وآليات؛ د. عبدالكريم بكار).
17- قال د. عبدالكريم بكار: "من مبادئ وقواعد القراءة:
1- مهمة الكاتب أن يوصل إلينا بعض المعاني والأفكار مما ابتدعه، أو اقتبسه من غيره، ومهمة القارئ تَلقِّي ذلك والاستفادة منه.
2- إن بين الفكرة التي يعبر عنها الكاتب وبين الكلمة التي يستخدمها مسافةً ما، وعلى القارئ أن يقطع تلك المسافة من خلال الملاحظة الحادة والخيال الخصب، والذهن المتمرس.
3- اللغة هي أداة التواصل الأساسية بين بني البشر، فاللغة كائن مبدع، والإبداع هو سر عظمتها؛ لذا فإن على القارئ أن يكون على وعي تام بالمعنى اللغوي للمفردات التي يقرؤها.
4- مما يسهل قراءةَ أي كتاب في أي علم معرفةُ المصادر والمراجع التي رجع إليها المؤلف؛ مما يساعد القارئ على فهم الكتاب الذي بين يديه.
5- إن القراءة التحليلية الجيدة تعني نوعًا من (التفلية) للكتاب، ومحاولة إضفاء نوع من التنظيم على محتواه الداخلي من أجل تسهيل استيعابه"(القراءة المثمرة مفاهيم وآليات؛ د. عبدالكريم بكار).
18- قال د. عبدالكريم بكار: "تساؤلات مهمة حول القراءة
إن من واجب كل قارئ حريصٍ أن يعمِد إلى توجيه عدد من الأسئلة قبل قيامه بشراء الكتاب، وفي أثناء قراءته، وبعد الفراغ منه، ولعل أهم تلك التساؤلات ما يلي:
1- هل أنا من الشريحة التي يستهدفها المؤلفُ، ويوجه إليها خطابَه، وهذا مهم؛ لأن قراءة كتاب ليس موجهًا إليك قد لا تنفعك بأي شيء.
2- من المهم أن يعرف القارئُ هُويةَ الكتاب والجنس المعرفي الذي ينتمي إليه، وكلما استطاع القارئ أن يعبِّر عن ذلك على نحو دقيق وموجز كانت فائدته مما يقرأ أعظم.
3- من الأسئلة الحيوية أن يوجه القارئ لنفسه أسئلة تتعلق بمدى استيعابه لما قرأه، وأدوات اختبار الفهم كثيرة لعل من أهمها أداتين:
4- الأولى: أن يحاول القارئ أن يأتي بأمثلة وملاحظات على القواعد والأفكار والملاحظات التي يثيرها الكاتب.
5- الثانية: محاولة القارئ تلخيصَ ما قرأه في عبارات وفِقَر محددة، بأسلوبه الخاص.
6- من المهم أن يسأل القارئ نفسه: ما المسائل التي حاول الكاتبُ حلَّها، وتقديم رؤى فيها، وما الأسئلة التي طرحها الكاتب في القضايا التي يعالجها، ومدى جدية تلك الأسئلة وموضوعيتها"(القراءة المثمرة مفاهيم وآليات؛ د. عبدالكريم بكار).
19- قال د. عبدالكريم بكار: "لا ريب في أن الهدف الأساسي من قراءة أي كتاب، ينبغي أن يكون هو الاستفادة والارتقاء في معارج العلم والفهم، وتحسين المحاكمة العقلية لدى القارئ، ونقد الكتاب، ومحاولة العثور على وجهة نظر أخرى غير وجهة نظر المؤلف.
إن القارئ الجيد لا ينجح في فهم الكتاب فحسب، وإنما يتجاوز ذلك إلى فهم التيار المعرفي أو المذهب الذي ينتمي إليه الكاتب، وهذا يساعده على ترشيد حكمه النقدي، ومن ناحية أخرى لا ينبغي للقارئ أن يصدر حكما نهائيًا على الكاتب من خلال الكتاب الذي يقرؤه، إلا إذا تبين له أنه آخر كتاب له.
ولتلافي ذلك يمكننا أن نقترح بعض النقاط التي تمثل مساقات لنقد القارئ لما يقرأ، وذلك في الآتي:
1- إن كثيرًا من الكتاب، لا يكتفون بعرض وجهات نظرهم، بل يسعون إلى إقناع القارئ بذلك، لكن الإشكال أن بعض الكتاب يلجأ إلى البيان والخطابة، دون المعلومات، وهذه الظاهرة من أكثر النواقص الكتابية.
2- بإمكان القارئ أن يقول في نقده: إن بعضَ المعلومات التي نقلها الكاتب غيرُ صحيحة، والقاعدة تقول: (إن كنت ناقلا فالصحة، وإن كنت مدعيًا فالدليل)، فتوثيق المعلومات هو ما على الكاتب أن يفعله.
3- مما يمكن أن يكون نقدًا محددًا القولُ: إن الكاتب أهمَلَ عواملَ أساسية في أثناء بعض معالجاته، مما جعلها ناقصة، وهذا شائع في عالمنا الإسلامي"(القراءة المثمرة مفاهيم وآليات؛ د. عبدالكريم بكار).
الإحالات
1- القراءة المثمرة مفاهيم وآليات؛ للدكتور عبدالكريم بكار
2- القراءة منهج حياة؛ للدكتور راغب السرجاني.
3- مفاتيح القراءة؛ للدكتور منير لطفي.
4- القراءة صنعة العظماء؛ لنعيم بن محمد الفارسي
5- شجون القراء؛ لنعيم بن محمد الفارسي