قرآن

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

معنى القرآن في اللغة:

 

القرآن من مادة قرأ، ومنه قرأت الشيء، فهو قرآن: أي جمعته، وضممت بعضه إلى بعض، فمعناه: الجمع والضم. ومنه قولهم: ما قرأت هذه الناقة سلى قط، وما قرأت جنيناً، أي لم تضم رحمها على ولد [انظر: الصحاح لإسماعيل بن حماد الجوهري (1/ 65) مادة: قرأ. بتحقيق أحمد عبد الغفور عطار - دار العلم للملايين - الطبعة الثانية 1399هـ - 1979م، ولسان العرب (1/ 128) مادة: قرأ]. قال أبو عبيدة -رحمه الله-: ( ... وإنما سمي قرآناً لأنه يجمع السور فيضمها، وتفسير ذلك في آية من القرآن، قال الله -جل ثناؤه-: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ) [القيامة: 17] ... تأليف بعضه إلى بعض ... ) ثم قال: وفي آية أخرى: (فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآَنَ) [النحل: 98] ... إذا تلوت بعضه في إثر بعض، حتى يجتمع، وينضم بعضه إلى بعض، ومعناه: يصير إلى معنى التأليف والجمع، ثم استشهد على هذا المعنى، بقول عمرو بن كلثوم:

ذراعي حرة أدماء بكر *** هجان اللون لم تقرأ جنيناً

[انظر: شرح القصائد السبع الطوال لأبي بكر محمد بن القاسم الأنباري (معلقة عمرو ابن كلثوم) (ص: 380)، بتحقيق: عبد السلام هارون - دار المعارف - الطبعة الثانية 1969م. مصر، وأصل البيت: ذراعي عيطل أدماء بكر تربعت الأجارع والمتونا] . أي لم تضم في رحمها ولداً قط [مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى التيمي (1/ 1 - 3)، بتحقيق: د/ محمد فؤاد سركين، دار الفكر - الطبعة الثانية 1390هـ - 1970م، مطبعة السعادة 1954م، مصر] فسمي القرآن قرآناً، لأنه جمع القصص، والأمر والنهي، والوعد والوعيد، والآيات والسور: بعضها إلى بعض [انظر: لسان العرب (1/ 128) مادة قرأ] .

 

ويذكر أبو بكر الباقلاني: أن القرآن يكون مصدراً واسماً: مصدراً كما في قوله تعالى: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ) [القيامة: 17]، واسماً كما في قوله تعالى: (وَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا ) [الإسراء: 45] [انظر: نكت الانتصار لنقل القرآن لأبي بكر الباقلاني (ص: 56) بتحقيق: محمد زغلول سلام، منشأة المعارف 1971م الإسكندرية - مصر - (بدون رقم الطبعة)] . ويروى عن الشافعي رحمه الله: (أن القرآن اسم علم لكتاب الله، غير مشتق: كالتوراة، والإنجيل) [الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (2/ 298) - دار الكاتب العربي الطبعة الثالثة 1387هـ - 1967م، مصورة عن طبعة دار الكتب المصرية - القاهرة] .

 

قال القرطبي رحمه الله: والصحيح الاشتقاق في الجميع [الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (2/ 298) - دار الكاتب العربي الطبعة الثالثة 1387هـ - 1967م، مصورة عن طبعة دار الكتب المصرية - القاهرة] أي في القرآن والتوراة والإنجيل. [منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة لعثمان علي حسن(1/ 53)].

 

معنى القرآن في الاصطلاح :

 

القرآن الكريم هو اسم لكلام الله تعالى، المنزل على عبده ورسوله: محمد صلى الله عليه وسلم، وهو اسم لكتاب الله خاصة ولا يسمى به شيء غيره من سائر الكتب [انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي (2/ 298)، و مجاز القرآن لأبي عبيدة (1/ 1) ] .

وإضافة الكلام إلى الله تعالى إضافة حقيقية، من باب إضافة الكلام إلى قائله. وعرفه السيوطي (رحمه الله) بقوله: (وأما في العرف فهو الكلام المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للإعجاز بسورة منه، فخرج بالمنزل على محمد صلى الله عليه وسلم: التوراة والإنجيل، وسائر الكتب، وبالإعجاز: الأحاديث الربانية القدسية كحديث الصحيحين: «أنا عند ظن عبدي بي» ... إلى آخره [رواه البخاري (7405)، ومسلم (2675). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه] وغيره ... وقولنا: بسورة منه: هو بيان لأقل ما وقع به الإعجاز، وهو قدر أقل سورة، كالكوثر، أو ثلاث آيات من غيرها، بخلاف من دونها [انظر: تفصيل هذه المسألة في كتاب: إعجاز القرآن لأبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني، (ص: 254 - 258) بتحقيق: السيد أحمد صقر - دار المعارف الطبعة الثالثة 1971م - مصر] ...

 

ثم قال: (وزاد بعض المتأخرين في الحد: المتعبد بتلاوته، ليخرج المنسوخ التلاوة) [التحبير في علم التفسير لجلال الدين السيوطي ص: (39 - 40) بتحقيق: د/ فتحي عبد القادر فريد - دار العلوم للطباعة والنشر - الطبعة الأولى 1402هـ - 1982م الرياض - السعودية] . ولما ظهر الخوض في صفات الله تعالى، وفي كلام الله خاصة، من قبل الزنادقة، وفرق المبتدعة، أحتاج أهل السنة إلى تعريف القرآن تعريفاً يظهرون فيه معتقدهم في صفات الله تعالى عامة، وفي صفة الكلام خاصة، ومنه القرآن، مخالفين بذلك أهل البدع من الجهمية والمعتزلة وغيرهم، فقال أبو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى: وإن القرآن كلام الله، منه بدأ بلا كيفية قولاً، وأنزله على رسوله وحياً، وصدقه المؤمنون على ذلك حقاً، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البرية، فمن سمعه، فزعم أنه كلام البشر فقد كفر [شرح الطحاوية (ص: 121، 122)، [منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة لعثمان علي حسن- 1/ 54] .

العناصر

1- القرآن كتاب هداية للبشر .

 

 

2- فضل تلاوة القرآن الكريم .

 

 

3- تكفل الله تعالى بحفظ القرآن الكريم .

 

 

4- أهمية قراءة القرآن وتدبر آياته .

 

 

5- حال السلف مع القرآن الكريم .

 

 

6- التحذير من هجر القرآن وبيان أنواع الهجر.

 

 

7- قراءة القرآن من أعظم الذكر .

 

 

8- الأسباب المانعة من تدبر القرآن .

 

 

9- صور من اعتداء الكفار على القرآن الكريم .

 

 

10- واجب المسلمين تجاه جريمة تدنيس القرآن الكريم .

 

الايات

1- قال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة:185].
2- قال تعالى: (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً) [النساء:82].
3- قال تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأعراف:204].
4- قال تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) [النحل:98].
5- قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً * ...) الآية [الإسراء:9، 10].
6- قال تعالى: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً * ...) الآية [الإسراء:45، 46].
7- قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً) [الإسراء:82].
8- قال تعالى: (مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * ...) الآية [طه:2، 3].
9- قال تعالى: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) [الفرقان:30].
10- قال تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد:24].
11- قال تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) [القمر:17].
12- قال تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) [المزمل:4].

الاحاديث

1- عن أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يقول: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ؛ فَإنَّهُ يَأتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ) رواه مسلم.
2- عن النَّوَّاسِ بنِ سَمْعَانَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يقولُ: (يُؤْتَى يَوْمَ القِيَامَةِ بِالقُرْآنِ وَأهْلِهِ الذينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ في الدُّنْيَا تَقْدُمُه سورَةُ البَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ، تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا) رواه مسلم.
3- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ) رواه البخاري.
4- عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أجْرَانِ) متفقٌ عَلَيْهِ.
5- عن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ: رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ: لاَ رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ، وَمَثلُ المُنَافِقِ الَّذِي يقرأ القرآنَ كَمَثلِ الرَّيحانَةِ: ريحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثلِ الحَنْظَلَةِ: لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ) متفقٌ عَلَيْهِ.
6- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الكِتَابِ أقْوَاماً وَيَضَعُ بِهِ آخرِينَ) رواه مسلم.
7- عن ابن عمر رضي اللهُ عنهما، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (لاَ حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاء اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ) متفقٌ عَلَيْهِ.
(والآنَاءُ): السَّاعَاتُ.
8- عن البراءِ بن عازِبٍ رضي اللهُ عنهما، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الْكَهْفِ، وَعِنْدَهُ فَرَسٌ مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْنِ، فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ تَدْنُو، وَجَعَلَ فَرَسُه يَنْفِرُ مِنْهَا، فَلَمَّا أصْبَحَ أتَى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: (تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلقُرْآنِ) متفقٌ عَلَيْهِ.
(الشَّطَنُ) بفتحِ الشينِ المعجمة والطاءِ المهملة: الحَبْلُ.
9- عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَرَأ حَرْفاً مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا، لاَ أقول: ألم حَرفٌ، وَلكِنْ: ألِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
10- عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الَّذِي لَيْسَ في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ كَالبَيْتِ الخَرِبِ) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
11- وعن عبد اللهِ بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا، فَإنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آية تَقْرَؤُهَا) رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
12- عن أَبي موسى رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (تعاهدوا هَذَا القُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أشَدُّ تَفَلُّتاً مِنَ الإبلِ فِي عُقُلِهَا) متفقٌ عَلَيْهِ.
13- عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إنَّمَا مَثَلُ صَاحبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ الإِبِلِ المُعَقَّلَةِ، إنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أمْسَكَهَا، وَإنْ أطْلَقَهَا ذَهَبَتْ) متفقٌ عَلَيْهِ.
14- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يقول: (مَا أَذِنَ اللهُ لِشَيءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ) متفقٌ عَلَيْهِ.
مَعْنَى (أَذِنَ الله): أي اسْتَمَعَ، وَهُوَ إشَارَةٌ إِلَى الرِّضَا والقَبولِ.
15- عن أَبي موسى الأَشعري رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ لَهُ: (لَقدْ أُوتِيتَ مِزْمَاراً مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ) متفقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية لمسلمٍ: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ لَهُ: (لَوْ رَأيْتَنِي وَأنَا أسْتَمِعُ لِقِراءتِكَ الْبَارِحَةَ).
16- عن البَراءِ بنِ عازِبٍ رضي اللهُ عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ فِي الْعِشَاءِ بالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ، فَمَا سَمِعْتُ أحَداً أحْسَنَ صَوْتاً مِنْهُ. متفقٌ عَلَيْهِ.
17- عن أَبي لُبَابَةَ بشير بن عبد المنذر رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ فَلَيْسَ مِنَّا) رواه أَبُو داود بإسنادٍ جيدٍ.
معنى (يَتَغَنَّى): يُحَسِّنُ صَوْتَهُ بِالقُرْآنِ.
18- عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لِي النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: (اقْرَأْ عَلَيَّ القُرْآنَ)، فقلتُ: يَا رسولَ الله، أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟! قَالَ: (إنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي) فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ، حَتَّى جِئْتُ إِلَى هذِهِ الآية: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيداً) قَالَ:(حَسْبُكَ الآنَ) فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَإذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ. متفقٌ عَلَيْهِ.
19- عن أَبي سَعِيدٍ رَافِعِ بن الْمُعَلَّى رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَلاَ أُعَلِّمُكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ في القُرْآن قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ؟) فَأخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أرَدْنَا أنْ نَخْرُجَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إنَّكَ قُلْتَ: لأُعَلِّمَنَّكَ أعْظَمَ سُورَةٍ في القُرْآنِ؟ قَالَ: (الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ) رواه البخاري.
20- عن أَبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ في: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ): (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ).
وفي روايةٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ لأَصْحَابِهِ: (أَيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَقْرَأَ بِثُلُثِ القُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ) فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَقَالُوا: أيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رسولَ الله؟ فَقَالَ: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ): ثُلُثُ الْقُرْآنِ) رواه البخاري.
21- وعنه: أنَّ رَجُلاً سَمِعَ رَجُلاً يَقْرَأُ: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) يُرَدِّدُهَا فَلَمَّا أصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَكَانَ الرَّجُلُ يَتَقَالُّهَا، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ) رواه البخاري.
22- عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ في: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (إنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ) رواه مسلم.
23- عن أنس رضي الله عنه: أنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إني أُحِبُّ هذِهِ السُّورَةَ: (قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ) قَالَ: (إنَّ حُبَّهَا أدْخَلَكَ الجَنَّةَ) رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن). ورواه البخاري في صَحِيحِهِ تعليقاً.
24- عن عقبة بن عامِر رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (ألَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتْ هذِهِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ؟ (قُلْ أَعْوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ) وَ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) رواه مسلم.
25- عن أَبي سَعِيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنَ الجَانِّ، وَعَيْنِ الإنْسَانِ، حَتَّى نَزَلَتْ المُعَوِّذَتَانِ، فَلَمَّا نَزَلَتَا، أخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
26- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (مِنَ القُرْآنِ سُورَةٌ ثَلاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ) رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: حديث حسن.
وفي رواية أَبي داود: (تَشْفَعُ).
27- عن أَبي مسعودٍ البَدْرِيِّ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخر سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ) متفقٌ عَلَيْهِ.
قِيلَ: كَفَتَاهُ الْمَكْرُوهَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَقِيلَ: كَفَتَاهُ مِنْ قِيامِ اللَّيْلِ.
28- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ البَقرَةِ) رواه مسلم.
29- عن أُبَيِّ بنِ كَعبٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْري أيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ الله مَعَكَ أعْظَمُ؟) قُلْتُ: (اللهُ لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ) فَضَرَبَ فِي صَدْرِي، وقال: (لِيَهْنِكَ العِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ) رواه مسلم.
30- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: وَكَّلَنِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَام، فَأخَذْتُهُ فقُلتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَليَّ عِيَالٌ، وَبِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، فَخَلَّيْتُ عَنْهُ، فَأصْبَحْتُ، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا أَبَا هُريرة، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ؟) قُلْتُ: يَا رسول الله، شَكَا حَاجَةً وَعِيَالاً، فَرحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبيلَهُ. فَقَالَ: (أمَا إنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ) فَعَرَفْتُ أنَّهُ سَيَعُودُ، لقولِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فَرَصَدْتُهُ، فَجاء يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَقُلتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: دَعْنِي فَإنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ لاَ أعُودُ، فَرحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبيلَهُ، فَأصْبَحْتُ فَقَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا أَبَا هُريرة، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ؟) قُلْتُ: يَا رسول الله، شَكَا حَاجَةً وَعِيَالاً، فَرحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبيلَهُ. فَقَالَ: (إنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ) فَرَصَدْتُهُ الثَّالثَة، فَجاء يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأخَذْتُهُ، فَقُلتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وهذا آخِرُ ثلاثِ مَرَّاتٍ أنَّكَ تَزْعُمُ أنَّكَ لاَ تَعُودُ ! فَقَالَ: دَعْنِي فَإنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهَا، قُلْتُ: مَا هُنَّ؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، فَإنَّهُ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ الله حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأصْبَحْتُ، فَقَالَ لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَا فَعَلَ أسِيرُكَ البَارِحَةَ؟) قُلْتُ: يَا رسول الله، زَعَمَ أنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهَا، فَخَلَّيْتُ سَبيلَهُ، قَالَ: (مَا هِيَ؟) قُلْتُ: قَالَ لي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَة الكُرْسِيِّ مِنْ أوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الآية: (اللهُ لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ) وقال لِي: لاَ يَزَالُ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلَنْ يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ. فَقَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (أمَا إنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاَثٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟) قُلْتُ: لاَ. قَالَ: (ذَاكَ شَيْطَانٌ) رواه البخاري.
31- عن أَبي الدرداءِ رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ، عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ).
وفي رواية: (مِنْ آخِرِ سُورَةِ الكَهْفِ) رواهما مسلم.
32- عن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: بَيْنَمَا جِبْريلُ عليه السلام قَاعِدٌ عِنْدَ النبي صلى الله عليه وسلم سَمِعَ نَقيضاً مِنْ فَوقِهِ، فَرَفَعَ رَأسَهُ، فَقَالَ: هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليَوْمَ وَلَمْ يُفْتَحْ قَطٌّ إِلاَّ اليَوْمَ، فنَزلَ منهُ مَلكٌ، فقالَ: هذا مَلكٌ نَزلَ إلى الأرضِ لم ينْزلْ قطّ إلاّ اليومَ فَسَلَّمَ وقال: أبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤتَهُمَا نَبيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَواتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهَا إِلاَّ أُعْطِيتَه. رواه مسلم.
(النَّقِيضُ): الصَّوْتُ.
33- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بينهم، إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ المَلاَئِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ) رواه مسلم.
34- عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: نَهَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يُسَافَرَ بالقُرْآنِ إِلَى أرْضِ العَدُوِّ. متفق عَلَيْهِ.

الاثار

1- قال ابن مسعود: ينبغي لقارىء القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس يفطرون، وببكائه إذا - الناس يضحكون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون [حلية الأولياء] .

 

2- قال أنس رضى الله عنه: ربّ تالٍ للقرآن والقرآن يلعنه [إحياء علوم الدين] .

 

3- قال أحمد أبي الحواري: إني لأقرأ القرآن فأنظر في آية آية فيحار عقلي فيها وأعجب من حفاظ القرآن كيف يهنيهم النوم ويسيغهم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا وهم يتكلمون كلام الرحمن أما لو فهموا ما يتلون وعرفوا حقه وتلذذوا به واستحلوا المناجاة به لذهب عنهم النوم فرحا بما رزقوا ووفقوا [حلية الأولياء] .

 

4- قال الفضيل بن عياض: كفى بالله محباً، وبالقرآن مؤنساً، وبالموت واعظاً، وكفى بخشية الله علماً، وبالاغترار به جهلاً [تاريخ دمشق] .

 

5- قال الحسن: حملة القرآن ثلاثة: رجل اتخذه بضاعة بنقله من مصر إلى مصر يطلب ما عند الناس، ورجل حفظ حروفه وضيع حدوده واستدرَّ به عطف الولاة واستطال به على الناس، ورجل علم ما فيه وحفظه وعمل به داعياً وعابداً وهو خير الحملة .

 

6- قال رحمه الله: "تفقدوا الحلاوة في الصلاة وفي القرآن وفي الذكر، فإن وجدتموها فابشروا وأملوا، وإن لم تجدوها فاعلموا أن الباب مغلق [نزهة الأسماع في مسألة السماع لابن رجب] .

 

7- قال رحمه الله: يا ابن آدم، والله إن قرأت القرآن، ثم آمنت به، ليطولنَّ في الدنيا حزنك، وليشتدنّ في الدنيا خوفك، وليكثرنّ في الدنيا بكاؤك [سير أعلام النبلاء] .

 

8- عن الضحاك بن مزاحم قال: حُقّ على من تعلّم القرآن أن يكون فقيهاً، وتلا قول الله: (كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ) [آل عمران:79]، [سير أعلام النبلاء] .

 

9- عن مالك بن دينار قال: إن الصديقين إذا قرئ عليهم القرآن طربت قلوبهم إلى الآخرة، ثم يقول: خذوا، فيتلو، ويقول: اسمعوا إلى قول الصادق من فوق عرشه [سير أعلام النبلاء] .

القصص

1- عن أنس بن مالك قال: بعثني الأشعري إلى عمر، فقال لي: كيف تركت الأشعري؟ قلت: تركته يعلم الناس القرآن، فقال: أما إنه كيس! ولا تسمعها إياه.
2- عن الحسن، أن عامرا كان يقول: من أقرئ؟ فيأتيه ناس، فيقرئهم [القرآن] ثم يقوم فيصلي إلى الظهر، ثم يصلي إلى العصر، ثم يقرئ الناس إلى المغرب، ثم يصلي ما بين العشاءين ثم ينصرف إلى منزله، فيأكل رغيفا، وينام نومة خفيفة، ثم يقوم لصلاته، ثم يتسحر رغيفا ويخرج.
3- قال إبراهيم: كان علقمة يقرأ القرآن في خمس.
4- عن أبي وائل شقيق بن سلمة: تعلمت القرآن في شهرين.
5- عن يحي بن سعيد قال: سئل سعيد بن المسيب عن آية، فقال سعيد: لا أقول في القرآن شيئاً.
6- قال أبو إسحاق: كان أبو عبد الرحمن السلمي يُقرئ الناس في المسجد الأعظم أربعين سنة.
7- قال إسماعيل بن أبي خالد: كان أبو عبد الرحمن السلمي يُعلمنا القرآن خمس آيات خمس آيات.
8- عن أبي جعفر الفراء: عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه جاء وفي الدار جلال وجزر، فقالوا: بعث بها عمرو بن حريث؛ لأنك علمت ابنه القرآن، فقال: رد، إنا لا نأخذ على كتاب الله أجرا.
9- عن عطاء بن السائب قال: كان رجل يقرأ على أبي عبد الرحمن السلمي، فأهدى له قوساً فردّها، وقال: ألا كان هذا قبل القراءة.
10- قال سعيد بن جبير: قرأت القرآن في ركعتين في الكعبة.
11- عن سعيد بن المسيب: أنه كان يختم القرآن في كل ليلتين.
12- أن أبا بكر بن عياش مكث نحوا من أربعين سنة يختم القرآن في كل يوم وليلة مرة. وهذه عبادة يخضع لها.
* قال الذهبي: ولكن متابعة السنة أولى. فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عبد الله بن عمرو أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث، وقال عليه السلام: "لم يفقه من قرأ [القرآن] في أقل من ثلاث".
13- قال سعيد بن جبير: ما مضت عليّ ليلتان بعد مقتل الحسين إلا وأنا أقرأ فيهما القرآن إلا مريضاً أو مسافراً.
14- عن شهر بن حوشب قال: عرضت القرآن على ابن عباس سبع مرات.
15- دخل يحي بن وثاب مع أبيه، فقال يحيى: يا أبت إني آثرت العلم على المال، فأذن له في المقام. فأقبل على القرآن، وتلا على أصحاب علي وابن مسعود، حتى صار أقرأ أهل زمانه.
16- عن عاصم قال: تعلّم يحي بن وثاب من عُبيدة بن نضيلة آية آية، وكان والله قارئنا.
17- عن ابن شوذب، قال: كان عروة يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف نظرا، ويقوم بن الليل، فما تركه إلا ليلة قطعت رجله، وكان وقع فيها الآكلة فنشرت.
18- قال عمرو بن عبد الرحمن بن محيريز: كان جدي يختم في كل جمعة، وربما فرشنا له فلم ينم عليه.
19- كان يزيد بن عبد الله بن الشخير ثقة فاضلاً كبير القدر، بلغنا أنه كان يقرأ في المصحف فرُبما غُشي عليه.
20- قال محرز بن عون: أتيت الفضيل بمكة، فقال لي: يا محرز، وأنت أيضا مع أصحاب الحديث، ما فعل القرآن؟ والله لو نزل حرف باليمن، لقد كان ينبغي أن نذهب حتى نسمعه، والله لأن تكون راعي الحمر وأنت مقيم على ما يحب الله، خير لك من الطواف وأنت مقيم على ما يكره الله.
21- لما حضرت أبا بكر الوفاة، بكت أخته، فقال لها: ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية، فقد ختم أخوك فيها ثمانية عشر ألف ختمة.
22- وقال سحنون: رأيته -أي أبا بكر- في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: وجدت عنده ما أحببت. قلت: فأي عمل وجدت؟ قال: تلاوة القرآن، قلت: فالمسائل؟ فأشار يُلَشِّيها. وسألته عن ابن وهب، فقال: في عليين.
23- قال محمد بن عاصم الثقفي: سمعت أبا عبدالرحمن يقول: أنا ما بين التسعين إلى المئة، وأقرأت القرآن بالبصرة ستا وثلاثين سنة، وها هنا بمكة خمسا وثلاثين سنة.
24- قال عبد الله بن أحمد: كان أبي يقرأ كل يوم سبعا، وكان ينام نومة خفيفة بعد العشاء، ثم يقوم إلى الصباح يُصلي ويدعو.
25- قال محمد بن كعب: " كنا نعرف قارىء القرآن بصفرة لونه ". يشير إلى سهره وطول تهجده.
26- وصحب رجل رجلاً شهرين، فلم يره نائماً، فقال: مالي لا أراك نائماً؟ قال: إن عجائب القرآن أطرن نومي؛ ما أخرج من أعجوبة إلا وقعت في أخرى.
27- عن مكحول قال: " كان أقوياء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأون القرآن في سبع، وبعضهم في شهر، وبعضهم في شهرين، وبعضهم في أكثر من ذلك ".
28- قال قتادة: " كان أنس بن مالك رضي الله عنه إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا ". رواه الدارمي.
29- سئل الشعبي عن الأسود بن يزيد فقال: كان صواماً قواماً حجاجاً.
وكان رحمه الله يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليال.
27- روى الأعمش عن إبراهيم قال: كان علقمة يقرأ القرآن في خمس، والأسود في ست، وعبد الرحمن بن يزيد في سبع.
29- رجل يسير بسيارته سيراً عادياً, وتعطلت سيارته في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة، ترجّل من سيارته لإصـلاح العطل في أحد العجلات وعندما وقف خلف السيارة؛ لكي ينزل العجلة السليمة، جاءت سيارة مسرعة وارتطمت به من الخلف، سقط مصاباً إصابات بالغة.
يقول أحد العاملين في مراقبة الطرق: حضرت أنا وزميلي وحملناه معنا في السيارة وقمنا بالاتصال بالمستشفى لاستقباله شاب في مقتبل العمر، متديّن يبدو ذلك من مظهره. عندما حملناه سمعناه يهمهم، ولعجلتنا لم نميز ما يقول, ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا، سمعنا صوتاً مميزاً إنه يقرأ القرآن وبصوتٍ ندي، سبحان الله لا تقول أن هذا مصاب، الدم قد غطى ثيابه، وتكسرت عظامه، بل هو على ما يبدو على مشارف الموت.
استمرّ يقرأ القرآن بصوتٍ جميل، يرتل القرآن، لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة، أحسست أن رعشة سرت في جسدي وبين أضلعي، فجأة سكت ذلك الصوت، التفت إلى الخلف فإذا به رافعاً إصبعه السبابة يتشهد، ثم انحنى رأسه، قفزت إلى الخلف فلمست يده.. قلبه.. أنفاسه. لا شيء فارق الحياة.
نظرت إليه طويلاً، فسقطت دمعة من عيني، التفت إلى صاحبي، وأخبرته أن الرجل قد مات، انطلق زميلي في بكاء، أما أنا فقد شهقت شهقة، وأصبحت دموعي لا تقف، أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثر.
لما وصلنا إلى المستشفى أخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجل، الكثيرون تأثروا من الحادثة، وذرفت دموعهم؛ أحدهـم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه، الجميع أصروا على عدم الذهاب حتى يعرفوا متى يُصلى عليه؛ ليتمكنوا من الصلاة عليه.
اتصل أحد الموظفين في المستشفى بمنزل المتوفى، كان المتحدث أخوه، فقال عنه أنه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة قي القرية، وكان يتفقد الأرامل والأيتام والمساكين، كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتب والأشرطة الدينية، وكان يذهب وسيارته مملوءة بالأرز والسكر؛ لتوزيعها على المحتاجين، حتى حلوى الأطفال لا ينساها؛ ليفرحهم بها، وكان يرد على من يثنيه عن السفر ويذكر له طول الطريق، إنني أستفيد من طول الطريق بحفظ القرآن ومراجعته، وسماع الأشرطة الدينية، وإنني أحتسب عند الله كل خطوة أخطوها.
من الغد غص المسجد بالمصلين، صليت عليه مع جموع المسلمين الكثيرة!.

الاشعار

تَبَيَّنَ ثَغْـرُ الفَجْـرِ لَمَّـا تَبَسَّمَـا *** فَسُبْحَانَ مَنْ فِي الذِّكْرِ بِالفَجْرِ أَقْسَمَا
فَصَلِّ عَلَى المَبْعُوثِ لِلخَلْقِ رَحْمَـةً *** عَسَـى شَمُلَتْنَا أَوْ لَعَـلَّ وَرُبَّمَـا
أَتَى بِكِتَابٍ أَعْجَزَ الْخَلْـقَ لَفْظُـهُ *** فَكُلُّ بَلِيغٍ عُـذْرُهُ صَـارَ أَبْكَمَا
تَحَـدَّى بِهِ أَهْـلَ البَلاغَةِ كُلِّهُـمْ *** فَلَـمْ يَفْتَحُوا فِيمَـا يُعَارِضُهُ فَمَـا
حَوَى كُلَّ بُرْهَانٍ عَلَـى كُلِّ مَطْلَبٍ *** وَيَعْرِفُ هَذَا كُلُّ مَنْ كَانَ أَفْهَمَـا
[محمد الصنعاني]

تَرَكْـتُ الشِّعْـرَ وَاسْتَبْدَلْتُ مِنْـهُ *** إِذا دَاعِي مُنَـادِي الصُّبْحِ قَامَـا
كِتَـابَ اللهِ لَيْـسَ لَـهُ شَرِيـكٌ *** وودَّعْتُ الـمُدَامَـة والنَّدامَـى
[سويد بن عدي الطائي]

اللهُ أَكْبَـرُ إِنَّ دِيـنَ مُـحَـمَّـدٍ *** وَكِتَـابَهُ أَقْـوَى وَأَقْـوَمُ قِيْـلا
لا تَذْكُرِ الكُتْبَ السَّوَالِـفَ عِنْـدَهُ *** طَلَع الصَّبـاحُ فَأَطْفَـأ الْقِنْدِيـلا
[البوصيري]

سَمِعْتُكَ يَـا قُرْآنُ وَاللَّيْـلُ غَافِـلٌ *** سَرَيْتَ تَهُزُّ الْقَلْبَ سُبْحَانَ مَنْ أَسْرَى
فَتَحْنَا بِكَ الدُّنْيَا فَأَشْـرَقَ صُبْحَهَـا *** وَطُفْنَا رُبُوعَ الكَوْنِ نَمْلَؤُهَا أَجْرًا
[..........]

فَلَـمْ يَبْقَ لِلرَّاجِي سَـلامَـةَ دِيْنِهِ *** سِوَى عُزْلَةٍ فِيهَا الجَلِيسُ كِتَـابُ
كِتَابٌ حَوَى كُلَّ العُلُومِ وَكُلَّ مـا *** حَوَاهُ مِنَ الْعِلْمِ الشَّريفِ صَوَابُ
وَفِيهِ الدَّواءُ مِنْ كُـلِّ دَاءٍ فَثِقْ بِـهِ *** فَـوَالله مَا عَنْهُ يَنُـوبُ كِتَـابُ
يُريـكَ صِـرَاطًا مُستقيمًا وَغَيْـرُهُ *** مَفَاوِزُ مَـا عَنْهُ يَنُوبُ كِتَـابُ
يُريكَ صِرَاطـاً مُسْتَقِيمًـا وَغَيْـرُهُ *** مَفَاوِزُ جَهْـلٍ كُلُّهَـا وَشِعَابُ
[العلامة الصنعاني]

أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ إِذْ جَـاءَ بِالـهُدَى *** وَيَتْلُـو كِتَابـاً كَالـمَجَرَّةِ نَيِّرَا
وَجَاهَدْتُ حَتَّى مَا أُحْسُّ وَمَنْ مَعِي *** سُهَيْـلاً إِذَا مَا لاحَ ثُمَّتَ غَـوَّرَا
[النابغة الجعدي]

تُلِيَ الكِتَابُ فَأطْـرَقُـوا لا خِيفَـةً *** لَكِـنَّـهُ إِطْـرَاقَ سَـاهٍ لاهِـي
وَأتَـى الغِنَاءُ فَكَالـحَمِيرِ تَنَاهَقُـوا *** واللهِ مـا رَقَـصُـوا لأَجْـلِ اللهِ
دُفٌّ ومِـزْمَـارٌ ونَغْمَـةُ شَـادِنٍ *** فَمَتَى رَأَيْتَ عِبَـادَةً بِـمَـلاهِي؟
ثَقُـلَ الكِتَـابُ عَلَيْهُـمُ لَمَّـا رَأَوْا *** تَقْيِيـدَهُ بِـأَوَامِـرٍ وَنَـوَاهِـي
[.......]

منـع القـرآن بوعـده ووعيده *** مقـل العيـون بليلـها لا تهجع
فهمـوا عن الملك العظيـم كلامه *** فهمـا تذل له الرقـاب وتخضع
[.......]

يا منزل الآيات والفرقان *** بيني وبينك حرمة القرآن
إشرح به صدري لمعرفة الهدى *** واعصم به قلبي من الشيطان
يسر به أمري وأقض مآربي *** وأجر به جسدي من النيران
واحطط به وزري وأخلص نيتي *** واشدد به أزري وأصلح شاني
واكشف به ضري وحقق توبتي *** واربح به بيعي بلا خسراني
طهر به قلبي وصف سريرتي *** أجمل به ذكري واعل مكاني
واقطع به طمعي وشرف همتي *** كثر به ورعي واحي جناني
أسهر به ليلي وأظم جوارحي *** أسبل بفيض دموعها أجفاني
أمزجه يا رب بلحمي مع دمي *** واغسل به قلبي من الأضغاني
[القحطاني]

تنزيل رب العالمين ووحيه *** بشهادة الأحبار والرهبان
وكلام ربي لا يجيء بمثله *** أحد ولو جمعت له الثقلان
وهو المصون من الأباطل كلها *** ومن الزيادة فيه والنقصان
من كان يزعم أن يباري نظمه *** ويراه مثل الشعر والهذيان
فليأت منه بسورة أو آية *** فإذا رأى النظمين يشتبهان
فلينفرد باسم الألوهية وليكن *** رب البرية وليقل سبحاني
فإذا تناقض نظمه فليلبسن *** ثوب النقيصة صاغرا بهوان
أو فليقر بأنه تنزيل من *** سماه في نص الكتاب مثاني
لا ريب فيه بأنه تنزيله *** وبداية التنزيل في رمضان
الله فصله وأحكم آيه *** وتلاه تنزيلا بلا ألحان
هو قوله وكلامه وخطابه *** بفصاحة وبلاغة وبيان
هو حكمه هو علمه هو نوره *** وصراطه الهادي إلى الرضوان
جمع العلوم دقيقها وجليلها *** فيه يصول العالم الرباني
قصص على خير البرية قصة *** ربي فأحسن أيما إحسان
وأبان فيه حلاله وحرامه *** ونهى عن الآثام والعصيان
[القحطاني]

متفرقات

1- قال بعض أهل العلم: دواء القلب بخمسة أشياء: قراءة القرآن بتدبر، خلاء البطن، قيام الليل، التضرع عند السحر، [مجالسة الصالحين] .

 

2- قال ابن القيم رحمه الله: ليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته: من تدبر القرآن، وإطالة التأمل، وجمع الفكر على معاني آياته؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما. وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما، ومآل أهلهما، وتَتُلُّ في يده(تضع) مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة. وتثبت قواعد الإيمان في قلبه. وتحضره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم. وتبصره مواقع العبر. وتشهده عدل الله وفضله. وتعرفه ذاته، وأسماءه وصفاته وأفعاله، وما يحبه وما يبغضه، وصراطه الموصل إليه، وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه، وقواطع الطريق وآفاتها. وتعرفه النفس وصفاتها، ومفسدات الأعمال ومصححاتها وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم، وأحوالهم وسيماهم. ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة، وأقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه. وافتراقهم فيما يفترقون فيه. وبالجملة تعرِّفُهُ الرب المدعو إليه، وطريق الوصول إليه، وما له من الكرامة إذا قدم عليه. وتعرفه في مقابل ذلك ثلاثة أخرى: ما يدعو إليه الشيطان، والطريق الموصلة إليه، وما للمستجيب لدعوته من الإهانة والعذاب بعد الوصول إليه. فهذه .. أمور ضروري للعبد معرفتها. ومشاهدتها ومطالعتها. فتشهده الآخرة حتى كأنه فيها، وتغيبه عن الدنيا حتى كأنه ليس فيها. وتميز له بين الحق والباطل في كل ما اختلف فيه العالم. فتريه الحق حقاً، والباطل باطلاً، وتعطيه فرقاناً ونوراً يفرق به بين الهدى والضلال، والغي والرشاد، وتعطيه قوة في قلبه، وحياة وسعة وانشراحاً وبهجة وسروراً، فيصبر في شأن والناس في شأن آخر. فإن معاني القرآن دائرة على التوحيد وبراهينه، والعلم بالله وما له من أوصاف الكمال، وما ينزه عنه من سمات النقص، وعلى الإيمان بالرسل، وذكر براهين صدقهم، وأدلة صحة نبوتهم. والتعريف بحقوقهم، وحقوق مرسلهم. وعلى الإيمان بملائكته، وهم رسله في خلقه وأمره، وتدبيرهم الأمور بإذنه ومشيئته، وما جعلوا عليه من أمر العالم العلوي والسفلي، وما يختص بالنوع الإنساني منهم، من حين يستقر في رحم أمه إلى يوم يوافي ربه ويقدم عليه. وعلى الإيمان باليوم الآخر وما أعد الله فيه لأوليائه من دار النعيم المطلق، التي لا يشعرون فيها بألم ولا نكد وتنغيص. وما أعد لأعدائه من دار العقاب الوبيل، التي لا يخالطها سرور ولا رخاء ولا راحة ولا فرح. وتفاصيل ذلك أتم تفصيل وأبينه. وعلى تفاصيل الأمر والنهي، والشرع والقدر، والحلال والحرام، والمواعظ والعبر، والقصص والأمثال، والأسباب والحكم، والمبادئ والغايات، في خلقه وأمره. فلا تزال معانيه تنهض العبد إلى ربه بالوعد الجميل، وتحذره وتخوفه بوعيده من العذاب الوبيل، وتحثه على التضمر والتخفف للقاء اليوم الثقيل. وتهديه في ظلم الآراء والمذاهب إلى سواء السبيل. وتصده عن اقتحام طرق البدع والأضاليل، وتبعثه على الازدياد من النعم بشكر ربه الجليل. وتبصره بحدود الحلال والحرام، وتوقفه عليها لئلا يتعداها فيقع في العناء الطويل. وتثبت قلبه عن الزيغ والميل عن الحق والتحويل. وتسهل عليه الأمور الصعاب والعقبات الشاقة غاية التسهيل. وتناديه كلما فترت عزماته، وونى في سيره: تقدم الركب وفاتك الدليل. فاللحاق اللحاق، والرحيل الرحيل. وتحدو به وتسير أمامه سير الدليل. وكلما خرج عليه كمين من كمائن العدو، أو قاطع من قطاع الطريق نادته: الحذر الحذر! فاعتصم بالله، واستعن به، وقل: حسبي الله ونعم الوكيل [ مدارج السالكين] .

 

3- قال ابن عبد البر رحمه الله: طلب العلم درجات ومناقل ورتب، لا ينبغي تعديها، ومن تعداها جملة فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله، ومن تعدى سبيلهم عامداً ضل، ومن تعداه مجتهداً زل؛ فأول العلم حفظ كتاب الله -عز وجل- وتفهمه [جامع بيان العلم وفضله] .

 

4- قال بدر الدين الزركشي: قال أصحبانا: تعلم القرآن فرض كفاية، وكذلك حفظه واجب على الأمة [البرهان في علوم القرآن للزركشي] .

 

5- قال ابن خلدون: اعلم أن تعليم الولدان للقرآن شعار الدين أخذ به أهل الملة، ودرجوا عليه في جميع أمصارهم، لما يسبق فيه إلى القلوب من رسوخ الإيمان وعقائده، من آيات القرآن وبعض متون الأحاديث، وصار القرآن أصل التعليم الذي ينبني عليه ما يحصل بعد من الملكات [ مقدمة ابن خلدون] .

 

6- خصائص الإيمان بالقرآن : الإيمان بكتب الله ركن عظيم من أركان الإيمان على ما تقدم تقريره ، ولما كان القرآن العظيم هو الكتاب الناسخ للكتب السابقة والمهيمن عليها والمتعبد به لعامة الثقلين بعد بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونزول هذا الكتاب عليه ، اختص الإيمان به بخصائص ومميزات لا بد من تحقيقها للإيمان به بالإضافة إلى ما تم تقريره من مسائل في تحقيق الإيمان بالكتب إجمالا . وهذه الخصائص هي :

1- اعتقاد عموم دعوته وشمول الشريعة التي جاء بها لعموم الثقلين من الجن والإنس لا يسع أحدًا منهم إلا الإيمان به ولا أن يعبدوا الله إلا بما شرع فيه . قال تعالى : ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ) [الفرقان: 1] . وقال تعالى مخبرًا على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم : (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) [الأنعام: 19] . وقال تعالى إخبارًا عن الجن: ( إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا) (يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ) [الجن : 1 ، 2] .

2 - اعتقاد نسخه لجميع الكتب السابقة فلا يجوز لأهل الكتاب ولا لغيرهم أن يعبدوا الله بعد نزول القرآن بغيره ، فلا دين إلا ما جاء به ، ولا عبادة إلا ما شرع الله فيه ، ولا حلال إلا ما أحل فيه ، ولا حرام إلا ما حرم فيه ، قال تعالى : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) [آل عمران: 85] . وقال تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ) [النساء: 105] . وقد تقدم في حديث جابر بن عبد الله نهي النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عن قراءة كتب أهل الكتاب وقوله : ( . . . « والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيًّا ما وسعه إلا أن يتبعني » [رواه الإمام أحمد في المسند : 3 / 387 ، وغيره] .

 3 - سماحة الشريعة التي جاء بها القرآن ويسرها ، بخلاف الشرائع في الكتب السابقة . فقد كانت مشتملة على كثير من الآصار ، والأغلال التي فرضت على أصحابها . قال تعالى : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ) [الأعراف : 157] .

4 - أن القرآن هو الكتاب الوحيد من بين الكتب الإلهية الذي تكفل الله بحفظ لفظه ومعناه من أن يتطرق إليه التحريف اللفظي أو المعنوي . قال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر : 9] . وقال تعالى : (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت : 42]. وقال عز وجل مبينًا تكفله بتفسيره وتوضيحه على ما أراد وشرع : [إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) [القيامة : 17-19] . قال ابن كثير في تفسير الآية الأخيرة : أي بعد حفظه وتلاوته نبينه لك ونوضحه ، ونلهمك معناه على ما أردنا وشرعنا " . وقد هيأ الله تعالى لحفظ كتابه من العلماء الجهابذة من قاموا بذلك خير قيام ، من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ، فحفظوا لفظه وفهموا معناه ، واستقاموا على العمل به ، ولم يَدَعوا مجالا من مجالات خدمة القرآن وحفظه إلا وألفوا فيه المؤلفات المطولة ، فمنهم من ألف في تفسيره ، ومنهم من ألف في رسمه وقراءاته ، ومنهم من ألف في محكمه ومتشابهه ، ومنهم من ألف في مكيه ومدنيه ، ومنهم من ألف في استنباط الأحكام منه ، ومنهم من ألف في ناسخه ومنسوخه ، ومنهم من ألف في أسباب نزوله ، ومنهم من ألف في أمثاله ، ومنهم من ألف في إعجازه ، ومنهم من ألف في غريبه ، ومنهم من ألف في إعرابه ، إلى غير ذلك من المجالات التي تجسد من خلالها حفظ الله لكتابه بما هيأ له هؤلاء العلماء من خدمة كتابه وعلومه حتى بقي محفوظًا يقرأ ويفسر غضًّا طريًّا كما أنزل .

5 - أن القرآن الكريم مشتمل على وجوه كثيرة من الإعجاز شارك فيها غيره من الكتب المنزلة ، وهو في الجملة المعجزة العظمى وحجة الله البالغة الباقية التي أيد بها نبيه صلى الله عليه وسلم وأتباعه إلى قيام الساعة ، على ما روى الشيخان من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما من الأنبياء نبي إلا أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليّ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة » [صحيح البخاري برقم (4981) ، ومسلم برقم (152)] . ومن صور إعجاز القرآن حسن تأليفه وفصاحته وبلاغته وقد وقع التحدي للإنس والجن على أن يأتوا بمثله أو ببعضه على مراتب ثلاث : فقد تحداهم الله على أن يأتوا بمثله فعجزوا وما استطاعوا . قال تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ) (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) [الطور : 33 ، 34] . وقال عز وجل مقررًا عجزهم عن ذلك ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) [الإسراء : 88] . ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله فما قدروا . قال تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [هود : 13] . ثم تحداهم مرة ثالثة بأن يأتوا بسورة منه فما استطاعوا . قال تعالى : ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) [يونس : 38] . فثبت بهذا إعجاز القرآن على أبلغ وآكده ، لما عجز الخلق عن معارضته بأدنى مراتب التحدي ، وهو الإتيان بسورة من مثله ، وأقصر سورة في القرآن ثلاث آيات .

6 - أن الله تعالى بين في القرآن كل شيء مما يحتاج له الناس في أمر دينهم ، ودنياهم ، ومعاشهم ، ومعادهم . قال تعالى : (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل : 89] . وقال تعالى : (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) [الأنعام : 38] . قال ابن مسعود رضي الله عنه : أنزل في هذا القرآن كل علم ، وكل شيء قد بين لنا في القرآن .

7 - أن الله تعالى يسر القرآن للمتذكر والمتدبر وهذا من أعظم خصائصه . قال تعالى : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر : 17] . وقال تعالى : (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) [ص : 29] . قال مجاهد في تفسير الآية الأولى: يعني هونَّا قراءته . وقال السدي : يسرنا تلاوته على الألسن . وقال ابن عباس : لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله [تفسير ابن كثير 8 / 453] . وقد ذكر الطبري وغيره من أئمة التفسير أن تيسير القرآن يشمل تيسير اللفظ للتلاوة وتيسير المعاني للتفكر والتدبر والاتعاظ [تفسير ابن جرير 27 / 96] ، وهو كذلك كما هو ملاحظ ومشاهد .

8 - أن القرآن تضمن خلاصة تعاليم الكتب السابقة وأصول شرائع الرسل . قال تعالى : (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) [المائدة : 48] . وقال تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) [الشورى : 13] .

9 - أن القرآن مشتمل على أخبار الرسل والأمم الماضية وتفصيل ذلك بشكل لم يسبق إليه كتاب قبله . قال تعالى : (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ) [هود : 120] . وقال تعالى : (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ) [هود : 100] . وقال تعالى : (كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا) [طه : 99].

10 - أن القرآن هو آخر كتب الله نزولا وخاتمها والشاهد عليها . قال تعالى : (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) (مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ) [آل عمران : 3 ، 4] . وقال تعالى : (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ) (الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) [المائدة : 48] . فهذه بعض خصائص القرآن الكريم على سائر الكتب الأخرى مما لا يتحقق الإيمان به إلا باعتقادها وتحقيقها علمًا وعملًا . والله تعالى أعلم [كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة (1/185- 195) .

الإحالات

1- كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : نخبة من العلماء الطبعة : الأولى الناشر : وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية تاريخ النشر : 1421هـ (1/184) .

2- الموسوعة العقدية إعداد: مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف الناشر: موقع الدرر السنية على الإنترنت

dorar.net (3/339) . 3- الطعن في القرآن الكريم و الرد على الطاعنين في القرن الرابع عشر الهجري المؤلف : عبدالمحسن بن زبن بن متعب المطيري الناشر : رسالة لنيل درجة الدكتوراة من كلية دار العلوم مصدر الكتاب : موقع مركز الكتب الإلكترونية (1/3) .

4- التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي الناشر : دار الفكر المعاصر – دمشق الطبعة : الثانية ، 1418 هـ (1/13) .

5- النبأ العظيم نظرات جديدة في القرآن الكريم المؤلف : محمد بن عبد الله دراز (المتوفى : 1377هـ) اعتنى به : أحمد مصطفى فضلية قدم له : أ. د. عبد العظيم إبراهيم المطعني الناشر : دار القلم للنشر والتوزيع الطبعة : طبعة مزيدة ومحققة 1426هـ- 2005م .

6- مباحث في علوم القرآن المؤلف : مناع القطان الناشر : مكتبة المعارف للنشر والتوزيع الطبعة : الطبعة الثالثة 1421هـ - 2000م .

7- مناهل العرفان في علوم القرآن المؤلف : محمد عبدالعظيم الزرقاني الناشر : دار الفكر - بيروت الطبعة الأولى ، 1996 تحقيق : مكتب البحوث والدراسات .

8- جمع القرآن (دراسة تحليلية لمروياته) (أصل الكتاب رسالة علمية، بكلية العلوم الإسلامية - جامعة بغداد، أشرف عليها الدكتور عمر محمود حسين السامرائي) المؤلف: أكرم عبد خليفة حمد الدليمي الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة: الأولى، 1427 هـ - 2006م

9- من روائع القرآن - تأملات علمية وأدبية في كتاب الله عز وجل المؤلف: محّمد سَعيد رَمضان البوطي الناشر: موسسة الرسالة – بيروت عام النشر: 1420 هـ - 1999 م (1/25) .

10- الواضح في علوم القرآن المؤلف: مصطفى ديب البغا، محيى الدين ديب مستو الناشر: دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية – دمشق الطبعة: الثانية، 1418 هـ - 1998 م .

11- فَيْضُ الْمُعِيْنِ على جمع الأربعين في فضل القرآن المبين المؤلف :مُلَّا عَلِيّ بْن سُلْطَاْن مُحَمَّدٍ،الْقَارِيِّ الْهَرْوِيِّ الْمَكِّيِّ الْحَنْفِيِّ (؟-1014هـ) المحقق :د. عصمت الله عنايت الله .