فرح

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

الفرح لغة:

مصدر قولهم: فرح يفرح، وهو مأخوذ من مادّة (ف ر ح) الّتي تدلّ على خلاف الحزن يقال: فرح بكذا فهو فرح، قال تعالى: (ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ) والمفراح: الّذي يفرح كلّما سرّه الدّهر، ويقال: فرح به: سرّ، والفرح أيضا: البطر، ومنه قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) [القصص: 76] معناه- واللّه أعلم-: لا تفرح بكثرة المال في الدّنيا، لأنّ الّذي يفرح بالمال يصرفه في غير أمر الآخرة وقيل: لا تفرح لا تأشر ولا تبطر، والمعنيان متقاربان؛ لأنّه إذا سرّ ربّما أشر وبطر وتكبّر. وأفرحه: سرّه، يقال: ما يسرّني بهذا الأمر مفرح ومفروح به، ولا تقل مفروح، والتّفريح مثل الإفراح، ويقال: رجل فرح وفرحان وامرأة فرحة وفرحى.

وقال ابن منظور: الفرح: نقيض الحزن، وقال ثعلب: هو أن يجد في قلبه خفّة. ورجل فرح وفرح ومفروح، عن ابن جنّي. وفرحان من قوم فراحى وفرحى، وامرأة فرحة وفرحى وفرحانة.

والمفراح: الّذي يفرح كلّما سرّه الدّهر. وهو الكثير الفرح، وقد أفرحه وفرّحه.

والفرحة والفرحة: المسرّة، والفرحة أيضا: ما تعطيه المفرّح لك أو تثيبه به مكافأة له. وفي حديث التّوبة: «للّه أشدّ فرحا بتوبة عبده ...»، وصفة الفرح ثابتة عن اللّه- عزّ وجلّ- على ما يليق بجلاله وكماله.

والتّفريح: مثل الإفراح، وتقول: لك عندي فرحة إن بشّرتني [مقاييس اللغة (4/ 499)، الصحاح (1/ 390)، لسان العرب (2/ 541) ] .

قال الأزهريّ: فالمفروح هو الشّيء الّذى أنا أفرح به، والمفرح هو الشّيء الّذي يفرحني [تهذيب اللغة (5/ 20) ] .

واصطلاحا:

قال الرّاغب: الفرح: انشراح الصّدر بلذّة عاجلة، وأكثر ما يكون في اللّذّات البدنيّة [المفردات للراغب (375)، وانظر أيضا الذريعة في مكارم الشريعة (339) ] .

وقال المناويّ: الفرح: انفتاح القلب بما يلتذّ به [التوقيف على مهمات التعريف (258) ] .

وقال الكفويّ: الفرح ما يورث أشرا أو بطرا، ولذلك كثيرا ما يذمّ كقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) ويتولّد هذا عن القوّة الشّهويّة. وقيل: شرح الصّدر بلذّة عاجلة، وقيل: لذّة القلب لنيل المشتهى [الكليات للكفوي (508) ] .

 

العناصر

1- أنواع الفرح .

 

 

2- الفرق بين الفرح والسرور .

 

 

3- فرح الله بتوبة عبده .

 

 

4- الإيمان و تطبيق شعائر الإسلام من أعظم أسباب سعادة المسلم وفرحه .

 

 

5- نماذج من الفرح المذموم .

 

 

6- أيام العيد أيام فرح وسرور.

 

 

7- التحذير من الفرح بالدنيا والاعتبار بتغير أحوالها .

 

 

8- فرح المؤمن لفرح إخوانه وحزنه لما يصيبهم من بلاء .

 

 

9- فرح العبد بفعله الطاعات والقربات وحزنه لوقوعه في المعاصي و السيئات .

 

 

10- صور من فرح السلف الصالح .

 

الايات

1- قوله تعالى: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 169- 171 ] .

 

 

2- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ *  قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 57- 58 ] .

 

 

3- قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُوا وَإِلَيْهِ مَآبِ * وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ) [الرعد: 36- 37 ] .

 

 

4- قوله تعالى: (الم * غُلِبَتِ الرُّومُ  *  فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ  *  فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ  *  بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الروم: 1- 5 ] .

 

 

5- قوله تعالى: (وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ * أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الروم: 36- 37 ] .

 

 

6- قوله تعالى: (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ) [الرعد: 26 ] .

 

 

7- قوله تعالى: (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ) [هود: 10 ] .

 

 

8- قوله تعال: (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) [الروم: 32 ] .

 

 

9- قوله تعالى: (ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ) [غافر: 75 ] .

 

 

10- قوله تعالى: (فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) [غافر: 83 ] .

 

الاحاديث

 

1- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إذا حضر المؤمن» أتته ملائكة الرّحمة بحريرة بيضاء، فيقولون: اخرجي راضية مرضيّا عنك، إلى روح اللّه  وريحان ، وربّ غير غضبان، فتخرج كأطيب ريح المسك، حتّى إنّه ليناوله بعضهم بعضا، حتّى يأتون به باب السّماء، فيقولون: ما أطيب هذه الرّيح الّتي جاءتكم من الأرض، فيأتون به أرواح المؤمنين، فلهم أشدّ فرحا به من أحدكم بغائبه يقدم عليه. فيسألونه: ماذا فعل فلان؟. ماذا فعل فلان؟ فيقولون: دعوه، فإنّه كان في غمّ الدّنيا، فإذا قال: أما أتاكم؟ قالوا: ذهب به إلى أمّه الهاوية. وإنّ الكافر إذا احتضر أتته ملائكة العذاب بمسح  فيقولون: اخرجي ساخطة مسخوطا عليك، إلى عذاب اللّه- عزّ وجلّ- فتخرج كأنتن ريح جيفة، حتّى يأتون به باب الأرض فيقولون: ما أنتن هذه الرّيح، حتّى يأتون به أرواح الكفّار» [النسائي (4/ 8) واللفظ له وصحيح النسائي (1729). والصحيحة للألباني (1309) ] .

 

 

2- عن عبد اللّه بن عمر- رضي اللّه عنهما- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إذا صار أهل الجنّة إلى الجنّة، وصار أهل النّار إلى النّار، أتي بالموت حتّى يجعل بين الجنّة والنّار. ثمّ يذبح. ثمّ ينادي مناد: يا أهل الجنّة لا موت. ويا أهل النّار! لا موت. فيزداد أهل الجنّة! فرحا إلى فرحهم. ويزداد أهل النّار حزنا إلى حزنهم» [البخاري- الفتح 11 (6548) مسلم (2850) واللفظ له ] .

 

 

3- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- قال: دخلت على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو يوعك فوضعت يدي عليه. فوجدت حرّه بين يديّ، فوق اللّحاف. فقلت: يا رسول اللّه! ما أشدّها عليك! قال: «إنّا كذلك. يضعّف لنا البلاء ويضعّف لنا الأجر» قلت: يا رسول اللّه! أيّ النّاس أشدّ بلاء؟ قال: «الأنبياء» قلت: يا رسول اللّه! ثمّ من؟ قال: «ثمّ الصّالحون. إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر. حتّى ما يجد أحدهم إلّا العباءة يحوّيها. وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرّخاء» [ابن ماجة (4024) واللفظ له وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (3250) ] .

 

 

4- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «قال اللّه- عزّ وجلّ-: كلّ عمل ابن آدم له إلّا الصّيام فإنّه لي وأنا أجزي به. والصّيام جنّة  وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث  ولا يصخب ، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل إنّي امرؤ صائم، والّذي نفس محمّد بيده لخلوف  فم الصّائم أطيب عند اللّه من ريح المسك، للصّائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربّه فرح بصومه» [البخاري- الفتح 4 (1904) واللفظ له. ومسلم (1151) ] .

 

 

5- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- قال: قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ قال: يؤتى بالموت كأنّه كبش أملح حتّى يوقف على السّور بين الجنّة والنّار، فيقال: يا أهل الجنّة فيشرئبّون، ويقال: يا أهل النّار فيشرئبّون، فيقال: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت فيضجع فيذبح، فلولا أنّ اللّه قضى لأهل الجنّة الحياة فيها والبقاء، لماتوا فرحا. ولولا أنّ اللّه قضى لأهل النّار الحياة فيها والبقاء لماتوا ترحا» [البخاري- الفتح 8 (4730)، ومسلم (2849)، والترمذي (3156) واللفظ له، وقال: حسن صحيح. والترح ضد الفرح ] .

 

 

6- عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «للّه أشدّ فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل بأرض دويّة  مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتّى أدركه العطش، ثمّ قال: أرجع إلى مكاني الّذي كنت فيه. فأنام حتّى أموت. فوضع رأسه على ساعده ليموت. فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه، فاللّه أشدّ فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده» [البخاري- الفتح 11 (6308) ومسلم (2744) واللفظ له ] .

 

 

7- عن عائشة- رضي اللّه عنها- زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، أنّها قالت: ما رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مستجمعا  ضاحكا حتّى أرى منه لهواته. إنّما كان يتبسّم. قالت: وكان إذا رأى غيما أو ريحا، عرف ذلك في وجهه فقالت: يا رسول اللّه أرى النّاس إذا رأوا الغيم فرحوا، رجاء أن يكون فيه المطر. وأراك إذا رأيته، عرفت في وجهك الكراهية؟ قالت: فقال «يا عائشة!، ما يؤمّنني أن يكون فيه عذاب. قد عذّب قوم بالرّيح. وقد رأى قوم العذاب فقالوا: هذا عارض ممطرنا» [البخاري- الفتح 8 (4828- 4829). ومسلم (2744) واللفظ له ] .

 

 

8- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: إنّ أعرابيّا أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: دلّني على عمل إذا عملته دخلت الجنّة. قال: «تعبد اللّه لا تشرك به شيئا، وتقيم الصّلاة المكتوبة، وتؤدّي الزّكاة المفروضة، وتصوم رمضان». قال: والّذي نفسي بيده: لا أزيد على هذا. فلمّا ولّى قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا» [البخاري- الفتح 3 (1397) واللفظ له. ومسلم (15) ] .

 

 

9- عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: خطبنا عمر بالجابية، فقال: يا أيّها النّاس إنّي قمت فيكم كمقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فينا، فقال: أوصيكم بأصحابي، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ يفشو الكذب، حتّى يحلف الرّجل ولا يستحلف، ويشهد الشّاهد ولا يستشهد، ألا لا يخلونّ رجل بامرأة إلّا كان ثالثهما الشّيطان، عليكم بالجماعة، وإيّاكم والفرقة، فإنّ الشّيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد. من أراد بحبوحة  الجنّة فليلزم الجماعة. من سرّته حسنته وساءته سيّئته فذلك المؤمن» [الترمذي (2165) واللفظ له وقال: حديث حسن صحيح.وقال الألباني صحيح، وقال محقق جامع الأصول (6/ 669): إسناده حسن. والبغوي في شرح السنة (11/ 22). والحاكم في المستدرك (1/ 114) وصححه ووافقه الذهبي ] .

 

 

10- عن أبي بكرة- رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: كان إذا أتاه أمر  يسرّه أو يسرّ به، خرّ ساجدا، شكرا للّه- تبارك وتعالى-» [ابن ماجه (1394) واللفظ له. والترمذي (1578) وقال: هذا حديث حسن غريب. وأبو داود (2744)، والدارقطني (157)، والبيهقي (2/ 370)، وأحمد (5/ 45). والحديث بمجموع طرقه حسن. راجع الإرواء (2/ 226) ] .

 

الاثار

1- عن البراء بن عازب- رضي اللّه عنهما- قال: أوّل من قدم علينا مصعب بن عمير، وابن أمّ مكتوم، وكانوا يقرئون النّاس، فقدم بلال وسعد وعمّار ابن ياسر ثمّ قدم عمر بن الخطّاب في عشرين من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ قدم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى جعل الإماء يقلن: قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فما قدم حتّى قرأت سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى في سور من المفصّل.[البخاري- الفتح 7 (3925) ] .

 

 

2- عن أبي سعيد- رضي اللّه عنه- قال: لمّا كان يوم بدر ظهرت الرّوم على فارس، فأعجب ذلك المؤمنين فنزلت: (الم* غُلِبَتِ الرُّومُ ) [ الروم: 1- 2] إلى قوله: ( يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ) [الروم: 4- 5].قال: ففرح المؤمنون بظهور الرّوم على فارس .[الترمذي (3192). وقال: حسن غريب، وقال الألباني صحيح لغيره] .

 

 

3- عن سهل- رضي اللّه عنه- قال: كنّا نفرح يوم الجمعة. قلت لسهل: ولم؟ قال: كانت لنا عجوز ترسل إلى بضاعة: نخل بالمدينة  فتأخذ من أصول السّلق  فتطرحه في قدر وتكركر  حبّات من شعير، فإذا صلّينا الجمعة انصرفنا ونسلّم عليها، فتقدّمه إلينا، فنفرح من أجله، وما كنّا نقيل  ولا نتغدّى إلّا بعد الجمعة .[البخاري- الفتح 11 (6248) ] .

 

 

4- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: كنت أدعو أمّي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما أكره، فأتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وأنا أبكي. قلت: يا رسول اللّه. إنّي كنت أدعو أمّي إلى الإسلام فتأبى عليّ، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع اللّه أن يهدي أمّ أبي هريرة. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّهمّ اهد أمّ أبي هريرة» فخرجت مستبشرا بدعوة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فلمّا جئت فصرت إلى الباب، فإذا هو مجاف، فسمعت أمّي خشف قدميّ ، فقالت: مكانك يا أبا هريرة، وسمعت خضخضة الماء. قال: فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها ففتحت الباب ثمّ قالت: يا أبا هريرة، أشهد ألاإله إلّا اللّه وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله. قال: فرجعت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأتيته وأنا أبكي من الفرح. قال: قلت: يا رسول اللّه، أبشر قد استجاب اللّه دعوتك وهدى أمّ أبي هريرة. فحمد اللّه وأثنى عليه وقال: «خيرا». قال: قلت يا رسول اللّه، ادع اللّه أن يجبّبني أنا وأمّي إلى عباده المؤمنين ويحبّبهم إلينا. قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّهمّ حبّب عبيدك هذا- يعني أبا هريرة- وأمّه إلى عبادك المؤمنين، وحبّب إليهم المؤمنين، فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلّا أحبّني . [مسلم (2491) ] .

 

متفرقات

1- قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: ثمرة الرّضا: الفرح والسّرور بالرّبّ تبارك وتعالى . [مدارج السالكين (2/ 183) ] .

الإحالات

1- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (7/3093) .

2- وصايا الآباء للأبناء المؤلف: وائل حافظ خلف الناشر: طُبع بدار جنا بالإسكندرية - دار الدعوة بمحرم بك - دار ابن القيم بالإسكندرية (1/74) .

3- فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب المؤلف: محمد نصر الدين محمد عويضة (1/36) .

4- التوازن التربوي وأهميته لكل مسلم المؤلف: مجدي الهلالي الناشر: دار السراج الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م (1/34) .

5- سلسلة الدار الآخرة - عمر عبد الكافي المؤلف: عمر عبد الكافى شحاتة مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية http://www.islamweb.net (28/3) . 6- شرح كتاب الفوائد المؤلف: عمر عبد الكافى شحاتة مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية

http://www.islamweb.net (10/12) . 7- موسوعة الأخلاق الإسلامية إعداد: مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف الناشر: موقع الدرر السنية على الإنترنت

dorar.net (2/348) . 8- الأسماء والصفات المؤلف : البيهقي أحمد بن الحسين أبو بكر 458 هجرية المحقق : عبد الله بن محمد الحاشدي الناشر : مكتبة السوادي – جدة الطبعة : الأولى - باب ما جاء في الفرح وما في معناه (2/419) .

9- أصول الإيمان (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الأول) تأليف:محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي 1206هـ دراسة وتحقيق:إسماعيل الأنصاري وغيره الناشر:جامعة الإمام محمد بن سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية (1/5) .

10- ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي المؤلف : سفر بن عبد الرحمن الحوالي دكتوراة بإشراف الأستاذ : محمد قطب ، 1405 هـ - 1406 هـ الناشر : دار الكلمة الطبعة : الأولى، 1420 هـ / 1999 م (1/99) .

11- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن المؤلف : محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت – لبنان عام النشر : 1415 هـ - 1995 مـ (3/156) .

12- التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : مؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان الطبعة : الأولى، 1420هـ/2000م (6/101) .

13- تفسير القرطبي المؤلف : محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح القرطبي أبو عبد الله أعاد طبعه: دار احياء التراث العربي بيروت - لبنان 1405 هـ (8/354) .

14- الزهد ويليه الرقائق المؤلف : عبد الله بن المبارك بن واضح المرزوي أبو عبد الله الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت تحقيق : حبيب الرحمن الأعظمي (1/355) .

15- جامع الأصول في أحاديث الرسول المؤلف : مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى : 606هـ) تحقيق : عبد القادر الأرنؤوط - التتمة تحقيق بشير عيون الناشر : مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان الطبعة : الأولى (2/510) .