فجور

2022-10-10 - 1444/03/14

التعريف

الفجور لغة:

الفجر والفجور: الانبعاث في المعاصي، وهو مأخوذ من مادّة «ف ج ر» الّتي تدلّ على التّفتّح في الشّيء، يقول ابن فارس: الفاء والجيم والرّاء أصل واحد، وهو التّفتّح في الشّيء، من ذلك الفجر: انفجار الظّلمة عن الصّبح، ومنه انفجر الماء انفجارا: تفتّح .. ثمّ كثر هذا حتّى صار الانبعاث والتّفتّح في المعاصي فجورا، ولذلك سمّي الكذب فجورا. ثمّ كثر هذا حتّى سمّي كلّ مائل عن الحقّ فاجرا، وكلّ مائل عندهم: فاجر  [المقاييس (4/ 475) ] .

وجعل الرّاغب أصل المادّة الشّقّ فقال: الفجر شقّ الشّيء شقّا واسعا، يقال: فجرته فانفجر، يقال: فجر فجورا فهو فاجر، وجمعه فجّار وفجرة، قال تعالى: (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) [المطففين: 7] وقال- عزّ وجلّ- (أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ) [عبس: 42]، وسمّي الكاذب فاجرا لكون الكذب بعض الفجور [المفردات (373) ] .

ويقول الزّبيديّ: وأصل الفجر الشّقّ، ثمّ استعمل كالفجورة في الانبعاث في المعاصي والمحارم والزّنى وركوب كلّ أمر قبيح من يمين كاذبة أو كذب ونحو ذلك، يقال: فجر الرّجل بالمرأة يفجر فجورا، زنى، والمرأة زنت فهي فجور كصبور من قوم فجر ويقال للمرأة يا فجار كقطام، وهو اسم معدول عن الفاجرة، يريد يا فاجرة. وفجر فجورا عصى وخالف، وبه فسّر ثعلب قولهم في الدّعاء: «ونخلع ونترك من يفجرك» فقال: من يعصيك ومن يخالفك ... ويقال: أفجر الرّجل، إذا كذب، وأفجر إذا زنى، وأفجر إذا كفر، وأفجر إذا عصى بفرجه، وأفجر إذا مال عن الحقّ  [التاج (7/ 338، 339، 340). والمصباح (176) ] .

وقال ابن منظور: الفجور: الرّيبة والكذب. وأصله الميل عن الحقّ.

والفاجر: المائل، وقال الشّاعر:

قتلتم فتى لا يفجر اللّه عامدا *** ولا يحتويه جاره حين يمحل

أي لا يفجر أمر اللّه أي لا يميل عنه ولا يتركه. وفجر الإنسان يفجر فجرا وفجورا: انبعث في المعاصي. وفي الحديث: «إنّ التّجّار يبعثون يوم القيامة فجّارا إلّا من اتّقى اللّه». الفجّار: جمع فاجر وهو المنبعث في المعاصي والمحارم. وفجر فجورا أي فسق. وفجر إذا كذب. وفجر الرّجل بالمرأة يفجر فجورا: زنى، وفجرت المرأة: زنت [لسان العرب (5/ 4746) ] .

وأصل الفجور: الميل والعدول. وإنّما قيل للكذب الفجور، وللكاذب الفاجر لميله عن الصّدق وعدوله عنه. ومنه قول مطرّف: «المعاذر متاجر» يريد أنّ العذر يشوبه الكذب. ومن هذا قول الأعرابيّ في عمر ... يستحمله. فقال: إنّ أهلي بعيد وإنّي على ناقة دبراء عجفاء نقباء. وسأله أن يحمله على بعير فظنّ أنّه كذب فلم يحمله، فانطلق الأعرابيّ فحمّل بعيره، ثمّ استقبل البطحاء فجعل يقول وهو يمشي خلف بعيره:

أقسم باللّه أبو حفص عمر *** ما إن بها من نقب ولا دبر

اغفر له اللّهمّ إن كان فجر وعمر مقبل من أعلى الوادي يمشي فجعل إذ قال: اغفر له اللّهمّ إن كان فجر. قال: اللّهمّ صدق. حتّى التقيا. فأخذ عمر بيده فقال: ضع عن راحلتك، فوضع فإذا هي نقبة عجفاء دبرة، فانطلق فحمله على بعير وزوّده وكساه وخلّى عنه، يريد إن كان فجر أي مال عن الصّدق [غريب الحديث للخطابي (2/ 277، 279)، تحقيق عبد الكريم العزباوي جامعة أمّ القرى ط سنة 1402 هـ] .

واصطلاحا:

قال الجرجانيّ: هو هيئة حاصلة للنّفس، بها يباشر أمورا على خلاف الشّرع والمروءة  [التعريفات (171) ] .

وقال الرّاغب: الفجور: شقّ ستر الدّيانة [المفردات (273)، وقد جمع ابن المناوي بين ما ذكره الجرجاني والراغب في تعريفه للفجور، انظر التوقيف (257) ] .

وقال الجاحظ: الفجور هو الانهماك في الشّهوات، والاستكثار منها، والتّوفّر على اللّذّات، والإدمان عليها، وارتكاب الفواحش، والمجاهرة بها، وبالجملة هو السّرف في جميع الشّهوات [تهذيب الأخلاق (28) ] .

 

العناصر

1- أنواع الفجور .

 

 

2- حكم الفجور.

 

 

3- من كان فيه إيمان و فجور أُعطي من الموالاة بحسب إيمانه ومن البغض بحسب فجوره .

 

 

4- الكواث الطبيعية سبب لما يقترفه الناس من فسق وفجور .

 

 

5- صور من الفسق والفجور الذي يمارس في هذا العصر .

 

 

6- تحدث للناس أقضية بقدر ما يحدثون من فجور .

 

الايات

1- قوله تعالى: ( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ) [ص: 28] .

 

 

2- قوله تعالى: (وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً ) [نوح: 26- 27] .

 

 

3- قوله تعالى: (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ * وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ * أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ * بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ * بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ * يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ ) [القيامة: 1- 6] .

 

 

4- قوله تعالى: (فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ * تَرْهَقُها قَتَرَةٌ * أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ) [عبس: 33- 42] .

 

 

5- قوله تعالى: (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ) [الانفطار: 13- 14] .

 

 

6-  قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ * كِتابٌ مَرْقُومٌ ) [المطففين: 7- 9] .

 

 

7- قوله تعالى: (وَالشَّمْسِ وَضُحاها * وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها * وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها * وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها * وَالسَّماءِ وَما بَناها * وَالْأَرْضِ وَما طَحاها * وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها * فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها ) [الشمس: 1- 8] .

 

الاحاديث

1- عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- قال: أخذ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بيد عبد الرّحمن بن عوف. فانطلق به إلى ابنه إبراهيم. فوجده يجود بنفسه، فأخذه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فوضعه في حجره فبكى. فقال له عبد الرّحمن: أتبكي؟ أو لم تكن نهيت عن البكاء؟ قال: «لا. ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند مصيبة، خمش وجوه وشقّ جيوب ورنّة شيطان» [الترمذي (1005) وقال: هذا حديث حسن، والحديث أصله في الصحيحين وحسنه الألباني في الصحيحة (2157) ] .

 

 

2- عن عبد اللّه بن عمرو- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أربع خلال من كنّ فيه كان منافقا خالصا: من إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر.

ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من النّفاق حتّى يدعها» [البخاري- الفتح 6 (3178) واللفظ له، ومسلم (58) ] .

 

 

3- عن رفاعة- رضي اللّه عنه- أنّه خرج مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى المصلّى فرأى النّاس يتبايعون، فقال: «يا معشر التّجّار». فاستجابوا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه، فقال: «إنّ التّجّار يبعثون يوم القيامة فجّارا إلّا من اتّقى اللّه وبرّ وصدق» [الترمذي (1210) واللفظ له وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجة (2146) قال الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 7973 في صحيح الجامع] .

 

 

4- عن أبي قتادة بن ربعيّ الأنصاريّ رضي اللّه عنه- أنّه كان يحدّث أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، مرّ عليه بجنازة فقال: «مستريح ومستراح منه». قالوا: يا رسول اللّه، ما المستريح والمستراح منه، قال: «العبد المؤمن يستريح من نصب الدّنيا وأذاها إلى رحمة اللّه عزّ وجلّ- والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشّجر والدّوابّ» [البخاري- الفتح 11 (6512)، ومسلم (950) متفق عليه] .

 

 

5- عن أبي ذرّ- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «ثلاثة لا يكلّمهم اللّه يوم القيامة: المنّان الّذي لا يعطي شيئا إلّا منّه، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر، والمسبل إزاره» [مسلم (106) ] .

 

 

6- عن وائل بن حجر- رضي اللّه عنه- قال: جاء رجل من حضرموت ورجل من كندة إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال الحضرميّ: يا رسول اللّه إنّ هذا قد غلبني على أرض لي كانت لأبي، فقال الكنديّ: هي أرضي في يدي أزرعها ليس له فيها حقّ. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم للحضرميّ: «ألك بيّنة؟» قال: لا. قال: فلك يمينه. قال: يا رسول اللّه، إنّ الرّجل فاجر لا يبالي عن ما حلف عليه وليس يتورّع من شيء. فقال: «ليس لك منه إلّا ذلك». فانطلق ليحلف، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا أدبر- «أما لئن حلف على مال ليأكله ظلما ليلقينّ اللّه وهو عنه معرض» [مسلم (139) واللفظ له وابن ماجة (2322)، أبو داود (3245) ] .

 

 

7- عن أبي التياح قال : قلت لعبد الرحمن بن خنبش التميمي وكان شيخا كبيرا : أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . قال : قلت : كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين ؟ فقال : إن الشياطين تحدرت تلك الليلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأودية والشعاب وفيهم شيطان بيده شعلة من نار يريد أن يحرق بها وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهبط إليه جبريل عليه السلام فقال : يا محمد ! قل . قلت : «وما أقول ؟» قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر  ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض وبرأ ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق ؛ إلا طارق يطرق بخير يا رحمن قال : فطفئت نارهم وهزمهم الله تبارك وتعالى. [عبد الرزاق في مصنفه ج 6/  ص 80 حديث رقم: 29622 وقال الألباني في الصحيحة (840) صحيح ] .

 

 

8- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: شهدنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خيبر فقال لرجل ممّن يدّعي الإسلام هذا من أهل النّار. فلمّا حضر القتال قاتل الرّجل قتالا شديدا فأصابته جراحة فقيل:

يا رسول اللّه، الّذي قلت إنّه من أهل النّار فإنّه قد قاتل اليوم قتالا شديدا، وقد مات، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إلى النّار». قال: فكاد بعض النّاس أن يرتاب فبينما هم على ذلك إذ قيل: إنّه لم يمت ولكنّ به جراحا شديدا  فلمّا كان من اللّيل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه. فأخبر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بذلك. ثمّ أمر بلالا فنادى في النّاس: «إنّه لا يدخل الجنّة إلّا نفس مسلمة وإنّ اللّه ليؤيّد هذا الدّين بالرّجل الفاجر» [البخاري- الفتح 6 (3062) واللفظ له، ومسلم (111) ] .

 

 

9- عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «عليكم بالصّدق، فإنّ الصّدق يهدي إلى البرّ. وإنّ البرّ يهدي إلى الجنّة. وما يزال الرّجل يصدق ويتحرّى الصّدق حتّى يكتب عند اللّه صدّيقا. وإيّاكم والكذب. فإنّ الكذب يهدي إلى الفجور. وإنّ الفجور يهدي إلى النّار. وما يزال الرّجل يكذب ويتحرّى الكذب حتّى يكتب عند اللّه كذّابا» [البخاري- الفتح 10 (6094)، ومسلم (2607) واللفظ له، وأبو داود (4989) والترمذي (1971) ] .

 

 

10- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «مثل المؤمن كمثل الخامة  من الزّرع: من حيث أتتها الرّيح كفأتها، فإذا اعتدلت تكفّأ بالبلاء، والفاجر كالأرزة صمّاء معتدلة، حتّى يقصمها اللّه إذا شاء» [البخاري- الفتح 10 (5644) واللفظ له، ومسلم (2809) ] .

 

 

11- عن أبي موسى- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «مثل المؤمن الّذي يقرأ القرآن كالأترجّة طعمها طيّب، وريحها طيّب، والّذي لا يقرأ كالتّمرة طعمها طيّب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الّذي يقرأ القرآن كمثل الرّيحانة ريحها طيّب وطعمها مرّ. ومثل الفاجر الّذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مرّ ولا ريح لها» [البخاري- الفتح 13 (7560) واللفظ له. ومسلم (797) ] .

 

 

12- عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من حلف يمين صبر  ليقتطع بها مال امرىء مسلم، لقي اللّه وهو عليه غضبان» فأنزل اللّه تصديق ذلك: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إلى آخر الآية. قال: فدخل الأشعث ابن قيس، وقال: ما يحدّثكم أبو عبد الرّحمن؟ قلنا: كذا وكذا، قال: فيّ أنزلت. كانت لي بئر في أرض ابن عمّ لي، قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «بيّنتك أو يمينه»، فقلت: إذا يحلف يا رسول اللّه، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرىء مسلم، وهو فيها فاجر لقي اللّه وهو عليه غضبان» [البخاري- الفتح 8 (4549، 4550) واللفظ له، ومسلم (138) ] .

 

 

13- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «المؤمن غرّ  كريم، والفاجر خبّ  لئيم» [الترمذي (1964)، وأبو داود (4790) وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (4006) ] .

 

الاثار

1- قال عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه-: لا تصحب الفجّار، لتعلم من فجورهم، واعتزل عدوّك، واحذر صديقك إلّا الأمين، ولا أمين إلّا من خشي اللّه، وتخشّع عند القبور. وذلّ عند الطّاعة، واستعصم عند المعصية واستشر الّذين يخشون اللّه. [الدر المنثور للسيوطي (7/ 22) ] .

 

 

2- عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: إنّ المؤمن يرى ذنوبه كأنّه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإنّ الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه فقال به هكذا. قال أبو شهاب بيده فوق أنفه ...الحديث. [البخاري- الفتح 11 (6308) ] .

 

 

3- قال كعب الأحبار: لولا كلمات أقولهنّ لجعلتني يهود حمارا. فقيل له: وما هنّ؟. قال: أعوذ بوجه اللّه العظيم، الّذي ليس شيء أعظم منه، وبكلمات اللّه التّامّات الّتي لا يجاوزهنّ برّ ولا فاجر، وبأسماء اللّه الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم من شرّ ما خلق وذرأ وبرأ. [جامع الأصول (4/ 372) ] .

 

 

4- عن إبراهيم بن يزيد التّيميّ؛ قال: المؤمن إذا أراد أن يتكلّم نظر، فإن كان كلامه له تكلّم، وإن كان عليه أمسك عنه. والفاجر إنّما لسانه رسلا رسلا.[ كتاب الصمت لابن أبي الدنيا (247) ] .

 

 

5- عن خلف بن تميم قال: قلت لعليّ بن بكّار: ما حسن الظّنّ باللّه؟. قال: «ألّا يجمعك والفجّار في دار واحدة.[ حسن الظن لابن أبي الدنيا (25)، وحلية الأولياء لأبي نعيم (9/ 318) ] .

 

الاشعار

1- قال أحمد بن يوسف- رحمه اللّه-:

 

وعامل بالفجور يأمر بالبر ***  كهاد يخوض في الظّلم

 

 

أو كطبيب قد شفّه سقم *** وهو يداوي من ذلك السّقم

 

 

يا واعظ النّاس غير متّعظ *** ثوبك طهّر أو لا فلا تلم

 

[أدب الدنيا والدين للماوردي (86) ] .

 

2- قال فتحي الجندي في قصيدة بعنوان ستشرق شمس

 

متى نسمع الصبح القتيل تنفّسْ ؟ *** وحتام نحيا في أتُون مُرَجَّسْ ؟

 

 

أيا أمة الإسلام قلبي ممزقٌ *** فدينك - لولا الله - قد كاد يُدرس

 

 

فمنك غثاءٌ يصدعُ القلب بالأسى *** وألفُ قطيعٍ تائهٍ يتحسس

 

 

وألف عميل أدرجوا في صفوفنا *** وجيش كلابٍ للعدا يتجسس

 

 

نهارك مصلوبٌ على باب مسجد *** وبدرك مخسوف وليلك عسعس

 

 

إذا ذُبح (الألبان): خزيٌ مروّع *** وإن قُتل (الشيشان): رأسٌ منكّس

 

 

جيوشك حُمْلانٌ إذا جاءت الوغى *** ولكن علينا ذئبُ غدرٍ عملّس

 

 

وزارات ( عدْل ) يلعنُ اللهُ عدلها *** تُشيّد (سجناً)، والتقي المحض يحبس

 

 

ويُقتل ( عبد الله ) والهالك الذي *** تلطخ بالإلحاد يحمى ويحرس

 

 

ويُعتمد ( الإرهاب ) ستراً لحلفهم *** وأقسم إن الحلفَ حلفٌ مُدنّس

 

 

يريدون طمس الحق بالقهر ويحهم *** وما علموا أن الضلال سيطمس

 

 

وزارات إعلام تدور مع الخنا *** تواصل تخديراً بزورٍ مُلبّس

 

 

فجورٌ وإلحادٌ وهزْءٌ بديننا *** يشاع ويحمى بينما الحق يدهس

 

 

وكلّ غراب للرذيلة مطلقٌ *** ويُتحفه الوالي بحزب مؤسس

 

 

وكل حقير قائدٌ ومحنّكٌ *** حكيمٌ ، عظيمٌ ، مُقْدم وعنبس

 

 

وعولمة الأشرار تسعى لخنقنا *** بكف عميل فارغ العقل مفلس

 

 

تكالبت الأعداء من كل ملة *** وقام لهم من بيننا من يلبس

 

 

شيوخ وأوباش طغوا وتمشيخوا *** فتُمتهن الآياتُ والحق يُعكس

 

 

رويبضة الإرجاء باضوا وفرخوا *** يعيثون شراً بالكتاب المقدَّس

 

 

وأعجب من شيخ عميلٍ مُدجّنٍ *** ينافح عن إجرامهم ويوسوس

 

 

سيظهر دين الله في الأرض كلها *** وكل ضلالات الهوى سوف تخرس

 

 

أ

متفرقات

1- قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: سبحان اللّه، في النّفس كبر إبليس، وحسد قابيل، وعتوّ عاد، وطغيان ثمود، وجرأة نمرود، واستطالة فرعون، وبغي قارون، وقحة هامان، وهوى بلعام، وحيل أصحاب السّبت، وفجور الوليد، وجهل أبي جهل. [الفوائد لابن القيم (98) ] .

 

 

2- قال ابن القيّم: اقشعرّت الأرض وأظلمت السّماء وظهر الفساد في البرّ والبحر من ظلم الفجرة، وذهبت البركات، وقلّت الخيرات وهزلت الوجوه، وتكدّرت الحياة من فسق الظّلمة. [الفوائد (88) ] .

 

الإحالات

1- الأسماء والصفات المؤلف : البيهقي أحمد بن الحسين أبو بكر 458 هجرية المحقق : عبد الله بن محمد الحاشدي الناشر : مكتبة السوادي – جدة الطبعة : الأولى (1/396) .

2- السنة المؤلف : محمد بن نصر بن الحجاج المروزي أبو عبد الله الناشر : مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت الطبعة الأولى ، 1408 تحقيق : سالم أحمد السلفي (1/22) .

3- شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة المؤلف : هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي أبو القاسم الناشر : دار طيبة - الرياض ، 1402 تحقيق : د. أحمد سعد حمدان (1/196) .

4- شرح العقيدة الطحاوية المؤلف: صدر الدين محمد بن علاء الدين عليّ بن محمد ابن أبي العز الحنفي، الأذرعي الصالحي الدمشقي (المتوفى: 792هـ) تحقيق: جماعة من العلماء، تخريج: ناصر الدين الألباني الناشر: دار السلام للطباعة والنشر التوزيع والترجمة (عن مطبوعة المكتب الإسلامي) الطبعة: الطبعة المصرية الأولى، 1426هـ - 2005م (1/150) .

5- التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : مؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان الطبعة : الأولى، 1420هـ/2000م (18/168) .

6- التفسير المنير فى العقيدة والشريعة والمنهج المؤلف : وهبة بن مصطفى الزحيلى الموضوع : فقهى و تحليلى القرن : الخامس عشر الناشر : دار الفكر المعاصر مكان الطبع : بيروت دمشق سنة الطبع : 1418 ق (16/69) .

7- مسند الإمام أحمد بن حنبل المؤلف : أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى : 241هـ) المحقق : شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد ، وآخرون إشراف : د عبد الله بن عبد المحسن التركي الناشر : مؤسسة الرسالة الطبعة : الأولى ، 1421 هـ - 2001 م (1/184) .

8- الزهد المؤلف : هناد بن السري الكوفي الناشر : دار الخلفاء للكتاب الإسلامي – الكويت الطبعة الأولى ، 1406 تحقيق : عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي (2/631) .

9- جامع الأصول في أحاديث الرسول المؤلف : مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى : 606هـ) تحقيق : عبد القادر الأرنؤوط - التتمة تحقيق بشير عيون الناشر : مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان الطبعة : الأولى (1/607) .

10- الاستذكار المؤلف : أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى ، 1421 – 2000 تحقيق : سالم محمد عطا ، محمد علي معوض (7/506) .

11- تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي المؤلف : محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري أبو العلا الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت (4/336) .

12- جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم تأليف الإمام الحافظ الفقيه زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين البغدادي ثم الدمشقي الشهير بابن رجب المتوفى سنة ( 795 ) ه‍ حقق نصوصه وخرّج أحاديثه وعلّق عليه الدكتور ماهر ياسين الفحل (26/23) ترقيم الشاملة .

13- المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج المؤلف : أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت الطبعة الطبعة الثانية ، 1392 (2/48) .

14- فتح الباري المؤلف : أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ) المحقق : عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحب الدين الخطيب رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه وذكر أطرافها : محمد فؤاد عبد الباقي الناشر : دار الفكر (1/114) .