فتور

2022-10-10 - 1444/03/14

التعريف

عرف علماء اللغة الفتور بعدة تعريفات متقاربة، يكمل بعضها بعضا، ويوضح بعضها بعضا.

قال في مختار الصحاح: الفترة: الانكسار والضعف، وطرف فاتر: إذا لم يكن حديدا. [انظر مختار الصحاح مادة فتر].

وقال ابن الأثير: والمفتر الذي إذا شرب أي الذي إذا شرب أحمى الجسد، وصار فيه فتور، وهو ضعف وانكسار؛

يقال: أفتر الرجل فهو مفتر: إذا ضعفت جفونه، وانكسر طرفه. [انظر النهاية لابن الأثير 3/408] .

وقال الراغب: الفتور: سكن بعد حدة، ولين بعد شدة، وضعف بعد قوة، قال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ) [ المائدة : 19 ] أي سكون حال عن مجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله: (لا يفترون)، أي لا يسكنون عن نشاطهم في العبادة.[ انظر المفردات في غريب القرآن ص 371] .

وقال ابن منظور: وفتر الشيء والحر، وفلان يفتر فتورا وفتارا: سكن بعد حدة، ولان بعد شدة. [انظر لسان العرب مادة (فتر) ] .

قال ابن حجر - رحمه الله -: الملال استثقال الشيء، ونفور الناس عنه بعد محبته. [انظر فتح الباري 1/126] .

نخلص بعد هذا من هذه التعريفات إلى أن الفتور: هو داءٌ يمكن أن يصيب بعض المتدينين أدناه الكسل والتراخي والتباطؤ، وأعلاه الانقطاع أو السكون بعد النشاط الدائب والحركة المستمرة .

 

العناصر

1-  أسباب الفتور .

 

 

2- مظاهر التراجع والكسل والفتور .

 

 

3- نقص الإيمان إذا أدى إلى ترك واجب أو فعل محرم فهذا فتور خطير مذموم يجب عليه التوبة إلى الله .

 

 

4- من رحمة الله بالعباد أن يرسل من حين إلى آخر ببعض الآيات الدالة على عظمته وربوبيته ، ليثوب الناس إليه بعد طول فتور، وليخافه المذنبون بعد غفلة وغرور، وليقلع أهل الشر عن جميع الشرور .

 

 

5- أقسام المصابين بداء الفتور .

 

 

6- طرق ووسائل لعلاج الفتور .

 

 

7- أهمية مجاهدة النفس وحسن تربيتها .

 

 

8- التحذير من رذيلتي الإفراط والتفريط .

 

 

9- من تعود الفتور والكسل، أو مال إلى الدعة والراحة، فقدْ فقدَ الراحة .

 

 

10- المعركة مع الشيطان مستمرة حتى الموت .

 

الايات

1- قال الله تعالى: (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ) [ الأنبياء: 20 ] .

 

 

2- قوله تعالى: (يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ) [ فصلت: 38] .

 

 

3- قوله تعالى: (وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ) [البقرة: 282] .

 

 

4- قوله تعالى: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة) [البقرة :74] .

 

 

5- قوله تعالى: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر:99] .

 

 

6- قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُواْ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأحقاف:13] .

 

 

7- قوله تعالى: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ) [الشرح:7] .

 

 

8- قوله تعالى: (أَن تَقُولَ نَفْسٌ ياحَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطَتُ فِى جَنبِ اللَّهِ) [الزمر:56] .

 

 

9- قوله تعالى: (قَالُواْ ياحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا) [الأنعام:31] .

 

 

10- قوله تعالى: (وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف:28] .

 

 

11- قوله تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) [هود:112] .

 

 

12- قوله تعالى: (وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً) [ النساء: 142].

 

 

13- قوله تعالى: (وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ) [ التوبة: 54] .

 

 

14- قوله تعالى: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [ المطففين: 14] .

 

 

15- قوله تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) [ الأحزاب: 72 ] .

 

الاحاديث

1- عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فأسالوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم»[رواه الحاكم في المستدرك (1/4 ) وهو في السلسلة الصحيحة( 1585 ) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد( 1/52 ) رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن] .

 

 

2- عن علي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر، بينا القمر مضيء إذ علته سحابة فاظلم، إذ تجلت عنه فأضاء» [رواه أبو نعيم في الحلية( 2/196) وهو في السلسلة الصحيحة( 2268)] .

 

 

3- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما سمي القلب من تقلبه، إنما مثل القلب مثل ريشة بالفلاة تعلقت في أصل شجرة يقلبها الريح ظهرا لبطن»  [أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة رقم (227) وإسناده صحيح: ظلال الجنة في تخريج السنة للألباني(1/102) وقال الألباني صحيح انظر حديث رقم : 2365 في صحيح الجامع] .

 

 

4- عن المقداد بن الأسود قال ما آمن على أحد بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: («لقلب ابن آدم أسرع تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانا» [أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة رقم (226) وإسناده صحيح: ظلال الجنة (1/102) ] .

 

 

5- عبد الله بن عمرو بن العاص يقول أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: « إن قلوب بنى آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء ». ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك » [رواه مسلم رقم ( 6921)] .

 

 

6- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا، وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه» [رواه البخاري: فتح 10/486] .

 

 

7- عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يخلفهم الله في النار» [رواه أبو داود رقم: 679 وهو في صحيح الترغيب رقم 510] .

 

 

8- عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قيل: كيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت ثم يقبضه عليه» [رواه الترمذي صحيح، سنن الترمذي ح (2142) وقال: حسن صحيح. وأخرجه أيضًا أحمد (3/106) وقال الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم  305 في صحيح الجامع] .

 

 

9- عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق» [رواه أحمد (13052) وقال الألباني (حسن) انظر حديث رقم : 2246 في صحيح الجامع] .

 

 

10- عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يحتجر حصيرا بالليل فيصلي ويبسطه بالنهار فيجلس عليه فجعل الناس يثوبون إلى النبي صلى الله عليه و سلم فيصلون بصلاته حتى كثروا فأقبل فقال «يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل» [رواه البخاري(5523) ومسلم(2779) ] .

 

 

11- قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: قال لي رسول الله : «يا عبد الله، لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل» [رواه البخاري (1101) ] .

 

 

12- عن أنس رضي الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم فإذا حبل ممدود بين ساريتين فقال: «ما هذا الحبل؟»  قالوا: هذا حبل لزينب ، فإذا فترت تعلقت به  قال صلى الله عليه وسلم «حلوه، ليُصلِّ أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليرقد» [أخرجه البخاري (2/48) كتاب التهجد باب [18] ومسلم (1/542) كتاب المسافرين رقم (784) ] .

 

 

13- عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة فقال: «من هذه؟» قالت: هذة فلانة تذكر من صلاتها فقال: «مه عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا» [البخاري : الإيمان (43) ومسلم : صلاة المسافرين وقصرها (785) والنسائي : قيام الليل وتطوع النهار (1642) والإيمان وشرائعه (5035) وابن ماجه : الزهد (4238) ] .

 

 

14- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك» [رواه أحمد 2/210 وهو في صحيح الترغيب رقم55] .

 

الاثار

1- يقول بعض السلف: من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه، وما ينقص منه، ومن فقه العبد أن يعلم أيزداد إيمانه ؟ أو ينقص ؟ وإن من فقه الرجل أن يعلم نزغات الشيطان أنى تأتيه؟  [شرح نونية ابن القيم لابن عيسى 2/140] .

 

 

2- بكى ابن مسعود عند موته، فسئل عن ذلك، فقال: إنما أبكي، لأنه أصابني في حال فترة ولم يصبني في حال اجتهاد . [مجمع الزوائد 2/260] .

 

 

3- عن علي رضي الله عنه أنه قال: إن النفس لها إقبال وإدبار، فإذا أقبلت فخذها بالعزيمة والعبادة، وإذا أدبرت فأقصرها على الفرائض والواجبات . [المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى جمعها وأعدها وفهرسها علي بن نايف الشحود (17/171) ] .

 

 

4- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لا تغالبوا هذا الليل فإنكم لن تطيقوه، فإذا نعس أحدكم فلينصرف إلى فراشه، فإنه أسلم له . [مجمع الزوائد 2/260] .

 

 

5- قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن للقلوب شهوة وإقبالا، وفترة وإدبارا، فخذوها عند شهواتها وإقبالها، وذروها عند فترتها وإدبارها. [انظر: بهجة المجالس (ص 115)، والفوائد (ص 202) ] .

 

 

6- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه إن لهذه القلوب إقبالا وإدبارا فإذا أقبلت فخذوها بالنوافل وإن أدبرت فألزموها الفرائض. [ مدارج السالكين (3/126) ] .

 

متفرقات

1- قال ابن الجوزي - رحمه الله -: ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل. ولتكن نيته في الخير قائمة، من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل. [صيد الخاطر ص 3، 4] .

 

 

2- قال ابن القيم - رحمه الله-: فتخلل الفترات للسالكين أمر لازم لا بد منه فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد ولم تخرجه من فرض ولم تدخله في محرم رجى له أن يعود خيرا مما كان.[ مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين تحقيق : محمد حامد الفقي (3/126) ] .

 

 

3- ذكر ابن الجوزي أن زكريا - عليه السلام- لم يقم في ليلة من الليالي لقيام الليل، فجاءه الشيطان وقال له: أتعلم لماذا لم تقم الليل؟ قال: لا، قال: لأنك أكثرت طعاما كثيرا، قال: والله لا أكلت طعاما بعدها قبل أن أنام، قال الشيطان: وأنا - والله- لا أنصح أحدا بعدك بعد اليوم .[ موسوعة الخطب والدروس جمعها ورتبها الشيخ علي بن نايف الشحود ] .

 

 

4- يلخص ابن القيم رحمه الله ما على المسلم أن يفعله لعلاج قسوة قلبه بالقرآن فيقول: ملاك ذلك أمران:

أحدهما: أن تنقل قلبك من وطن الدنيا فتسكنه في وطن الآخرة، ثم تقبل به كله على معاني القرآن واستجلائها، وتدبرها وفهم ما يراد منه، وما نزل لأجله، وأخذ نصيبك وحظك من كل آية من آياته، تنزلها على داء قلبك . [مدارج السالكين فصل فصل الخوف يثمر الورع والاستعانة وقصر الأمل وقوة الإيمان باللقاء (2/28) ] .

 

 

5- هو داء يصيب بعض العباد والدعاة وطلاب العلم، فيضعف المرء ويتراخى ويكسل، وقد ينقطع بعد جد وهمة ونشاط.[ الفتور لناصر بن سليمان العمر ص9] .

 

الإحالات

1- آفات على الطريق- السيد محمد نوح 1/9 دار الوفاء الطبعة الثانية 1408 .

 

2- تذكرة دعاة الإسلام – أبو الأعلى المودودي ص 101 .

 

3- الرقائق- محمد أحمد الراشد ص 139، 165 .

 

4- روحانية الداعية – عبد الله ناصح علوان ص 32 .

 

5- صيد الخاطر – ابن الجوزي ص 314 .

 

6- طريق الدعوة بين الأصالة والإنحراف – مصطفى مشهور ص 51 .

 

7- الفتور – جاسم المهلهل دار الدعوة الكويت .

 

8- الفتور في حياة الدعاة بدون اسم مؤلف .

 

9- المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ السعدي 7/472 مركز صالح بن صالح الثقافي 1411 .

 

10- المنهاج – هاشم محمد علي ص 88 .

 

11- الفتور- ناصر بن سليمان العمر .