عين
2022-10-11 - 1444/03/15التعريف
العين نظر باستحسان قد يشوبه شيء من الحسد، ويكون الناظر خبيث الطبع [كشف المشكل من حديث الصحيحين (2/ 445) ] .
العناصر
1- معنى العين .
2- الفرق بين العين و الحسد .
3- الفرق بين الحسد والمنافسة والمسابقة .
4- لا يقع ضرر العين الا بقدر الله تعالى .
5- أنواع العين .
6- الأَسْبَابِ الَّتِي تَدْفَعُ عَيْنَ الْحَاسِدِ .
7- طرق الوقاية من العين .
8- علاج العين .
الايات
1- قال الله تعالى : (وَلَوْلاَ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ) [الكهف: 39] .
2- قوله تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النساء:54].
3- قوله تعالى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ) [البقرة:109].
4- قوله تعالى:(فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا) [الفتح:15].
5- قوله تعالى: ( وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) [الفلق:5].
6- قوله تعالى:( وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) [القلم:51] .
7- قوله تعالى: (إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ) [يوسف:8 - 9] .
8- قوله تعالى: (وَقَالَ يَا بَنِيَ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ) [يوسف:67] .
الاحاديث
1- عن ابن عباس: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا [رواه مسلم برقم (2188) ] .
2- عن ضمرة بن ثعلبة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا» [أخرجه الطبراني (8/309 ، رقم 8157) . قال الهيثمى (8/78) : رجاله ثقات, السلسلة الصحيحة 9/172] .
3- عن عبد الله بن عمرو . قال:قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أفضل ؟ قال: «كل مخموم القلب ، صدوق اللسان» قالوا : صدوق اللسان نعرفه ، فما مخموم القلب ؟ قال : «هو التقي النقي ، لا إثم فيه ، ولا بغي ، ولا غل ، ولا حسد»[أخرجه ابن ماجة (4216) السلسلة الصحيحة 2 / 669] .
4- معاذ بن جبل و علي بن أبي طالب و عبد الله بن عباس و أبي هريرة و أبي بردة مرسلا «استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان ، فإن كل ذي نعمة محسود » [الطبراني (20/94 ، رقم 183) ، والبيهقى في شعب الإيمان (5/277 ، رقم 6655) , الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 943 في صحيح الجامع] .
5- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين والحمة والنملة » [صحيح مسلم برقم (2196) ] .
6- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل » [صحيح مسلم برقم (2199) ] .
الاثار
1- قال الحسن رحمه الله : ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد ، نغص دائم وحزن لازم [إياك والحسد ص 5] .
القصص
1- عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن أباه حدثه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج وساروا معه نحو مكة حتى إذا كانوا بشعب الخرار من الجحفة أغتسل سهل بن حنيف وكان رجلا أبيض حسن الجسم والجلد فنظر إليه عامر بن ربيعة أخو بني عدي بن كعب وهو يغتسل فقال ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة فلبط فسهل فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقيل له يا رسول الله هل لك في سهل والله ما يرفع رأسه وما يفيق قال هل تتهمون فيه من أحد قالوا نظر إليه عامر بن ربيعة فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم عامرا فتغيظ عليه وقال علام يقتل أحدكم أخاه هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت ثم قال له أغتسل له فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب ذلك الماء عليه يصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه ثم يكفئ القدح وراءه ففعل به ذلك فراح سهل مع الناس ليس به بأس [أحمد في المستد (16023) وقال شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح ] .
2- عن أنس بن مالك ، قال:بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فطلع رجل من الأنصار ، تنطف لحيته ماء من وضوئه ، معلق نعليه في يده الشمال ، فلما كان من الغد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ، فطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى ، فلما كان من الغد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ، فطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى ، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص ، فقال : إني لاحيت أبي ، فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاث ليال ، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تحل يميني فعلت ، فقال : نعم، قال أنس : فكان عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث : أنه بات معه ليلة ، أو ثلاث ليال ، فلم يره يقوم من الليل بشيء ، غير أنه إذا انقلب على فراشه ذكر الله وكبر ، حتى يقوم لصلاة الفجر ، فيسبغ الوضوء ، قال عبد الله : غير أني لا أسمعه يقول إلا خيرا ، فلما مضت الثلاث ليال كدت أحتقر عمله ، قلت : يا عبد الله ، إنه لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجرة ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات ، في ثلاث مجالس: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ، فطلعت أنت تلك الثلاث مرات ، فأردت آوي إليك ، فأنظر عملك ، فلم أرك تعمل كبير عمل ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ما هو إلا ما رأيت ، فانصرفت عنه ، فلما وليت دعاني ، فقال : ما هو إلا ما رأيت ، غير أني لا أجد في نفسي غلا لأحد من المسلمين ، ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه ، قال عبد الله بن عمرو : هذه التي بلغت بك ، وهي التي لا نطيق. [أخرجه أحمد 3/166(12727) وقال محققه شعيب الأرناؤط : إسناده صحيح على شرط الشيخين , ورواه الترمذي ( 3694 ) والنسائي، في عمل اليوم والليلة 863 , والطبراني والحاكم في المستدرك ( 3/73 ) وصححه ووافقه الذهبي] .
الاشعار
1- قال الشافعي رحمه الله تعالى: وداريت كل الناس لكن حاسدي *** مداراته عزَّت وعزَّ منالها وكيف يداري المرء حاسد نعمةٍ *** إذا كان لا يرضيه إلا زوالها ؟ [إياك والحسد للدكتور / بدر عبد الحميد هميسه ص 5] . 2- قال أبو تمام الطائي: وإذا أراد الله نشر فضيلة *** طويت أتاح لها لسان حسود لولا اشتعال النار في جزل الغضا *** ما كان يعرف طيب ريح العود لولا التخوف للعواقب لم يزل *** للحاسد النعمى على المحسود [إياك والحسد ص 7] . 3- قال معن بن زائدة: إني حسدت فزاد الله في حسدي *** لا عاش من عاش يوما غير محسود ما يحسد المرء إلا من فضائله *** بالعلم والظرف أو بالبأس والجود [إياك والحسد ص 11] . 4- قال الشافعي: لما عفوت ولم أحقد على أحد ** أرحت نفسي من هم العداوات إني أحيي عدوي عند رؤيته ** لأدفع الشر عني بالتحيات وأظهر البشر للإنسان أبغضه * * كأنما قد حشى قلبي محبات الناس داء دواء الناس قربهم * * وفي اعتزالهم قطع المودات [إياك والحسد ص 14] .
متفرقات
1- قال العلامة الشيخ: عطية محمد سالم رحمه الله: ولم أجد من فرق بينهما مع وجود الفارق. والفرق بين العين والحسد من وجوه: الوجه الأول: أن الحاسد -والعياذ بالله- قد يحسد شيئاً لم يره, وقد يحسد نعمة لم تحصل، فيحسد نعمة متوقعة، كما قال الله عز وجل: (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا) [الفتح:15]، والغنائم لم تأت بعد، (بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا) [الفتح:15].
أما العين فإنها لا تكون إلا لشيء موجود يراه الإنسان. الوجه الثاني: أن الحسد -والعياذ بالله- لا يصدر إلا من نفس رديئة، وروح خبيثة، أما العين فقد تصدر من الصالح، وقد تصيب هذه العين من تحب، يعني: أحياناً الإنسان قد يصيب زوجته، أو يصيب ولده، أو يصيب ماله [دروس الشيخ عبد الحي يوسف لأبي عمر عبد الحي بن يوسف (25/28) ] .
2- قال ابن القيم: للحسد حد وهو المنافسة في طلب الكمال والأنفة أن يتقدم عليه نظيره، فمتى تعدى ذلك صار بغيا وظلما يتمنى معه زوال النعمة عن المحسود ويحرص على إيذائه [الفوائد (ص140) ] .
3- قال الغزالي: والمنافسة في اللغة مشتقة من النفاسة والذي يدل على إباحة المنافسة قوله تعالى: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) [المطففين: 26] وقال تعالى: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ) [الحديد: 21] وإنما المسابقة عند خوف الفوت؛ وهو كالعبدين يتسابقان إلى خدمة مولاهما، إذ يجزع كل واحد أن يسبقه صاحبه فيحظى عند مولاه بمنزلة لا يحظى هو بها [إحياء علوم الدين (3/ 190) ] .
4- قال الدكتور: من أهم الفروق التي ذكرها أهل العلم كابن الجوزي وابن القيم وابن حجر والنووي وغيرهم ـ رحمهم الله جميعاً ـ
1ـ الحاسد أعم من العائن، فالعائن حاسد خاص، فكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائناً، ولذلك جاء ذكر الاستعاذة في سورة الفلق من الحاسد، فإذا استعاذ المسلم من شر الحاسد دخل فيه العائن، وهذا من شمول القرآن وإعجازه وبلاغته[ التفسير القيم:759 ] .
2ـ الحسد يتأتى عن الحقد والبغض وتمني زوال النعمة، أما العين فيكون سببها في الغالب الإعجاب والاستعظام والاستحسان .
3ـ الحسد والعين يشتركان في الأثر حيث يسببان ضرراً للمعين والمحسود، ويختلفان في المصدر، فمصدر الحسد تحرُّق القلب واستكثار النعمة على المحسود، وتمنى زوالها عنه، أما العائن فمصدره انقداح نظرة العين، لذا فقد يصيب من لا يحسده من جماد أو حيوان أو زرع أو مال، وربما أصابت عينه نفسه، فرؤيته للشيء رؤية تعجب وتحديق مع تكيف نفسه بتلك الكيفية تؤثر في المعين .[التفسير القيم:577، وبدائع الفوائد جـ2صـ 231] .
4ـ الحاسد يمكن أن يحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه،أو يحصل عند غيبة المحسود وحضوره بينما العائن لا يعين إلا الموجود بالفعل , قال تعالى : (وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) [ القلم: 51] .
5ـ لا يحسد الإنسان نفسه ولا ماله ولكنه قد يعينهما .
6ـ لا يقع الحسد إلا من نفس خبيثة حاقدة، ولكن العين قد تقع من رجل صالح من جهة إعجابه بالشيء دون إرادة منه إلى زواله، كما حدث من عامر بن ربيعة عندما أصاب سهل بن حنيف بعين برغم أن عامراً - رضي الله عنه - من السابقين إلى الإسلام، بل ومن أهل بدر [إياك والحسد للدكتور / بدر عبد الحميد هميسه ص 5، 6] .
5- قال الدكتور ناصر بن محمد الماجد جوابا عن سؤال حول الفرق بين الحسد والعين الحسد هو: كراهة حصول نعمةٍ لأحد من الخلق في نفسه أو أهله أو ماله، وتمني زوالها عن صاحبها. أما العين: فهي قوة نفسية تؤثر في الأبدان والنفوس ويقال لصاحبها عائن، وكثيراً ما كان الحسد سبباً لتسلط العائن على صاحب النعمة فيضره بهذه القوة النفسية، قال ابن القيم رحمه الله: (الحسد أصل الإصابة بالعين) وبهذا يظهر أن بينهما عموماً وخصوصاً، فيقال: كل عائن حاسد وليس كل حاسد عائناً، وبالله التوفيق.[ فتاوى واستشارات موقع الإسلام اليوم ] .
6- قال الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي - رحمه الله - : ويشتركان - الحسد والعين - في الأثر ، ويختلفان في الوسيلة والمنطلق ، فالحاسد : قد يحسد ما لم يره ، ويحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه . ومصدره : تحرق القلب واستكثار النعمة على المحسود ، وبتمني زوالها عنه أو عدم حصولها له - وهو غاية في حطة النفس والعائن : لا يعين إلا ما يراه والموجود بالفعل . ومصدره : انقداح نظرة العين ، وقد يعين ما يكره أن يصاب بأذى منه كولده وماله . [ أضواء البيان ( 9 / 644 ) ] .
7- قال ابن القيم: أبطلت طائفة ممن قل نصيبهم من السمع والعقل أمر العين، وقالوا: إنما ذلك أوهام لا حقيقة لها، وهؤلاء من أجهل الناس بالسمع والعقل، ومن أغلظهم حجابا وأكثفهم طباعا وأبعدهم عن معرفة الأرواح والنفوس وأفعالها وتأثيراتها، وعقلاء الأمم على اختلاف مللهم ونحلهم لا تدفع أمر العين ولا تنكره، وإن اختلفوا في سببه ووجهة تأثير العين، ثم قال: وقد دل القرآن والسنة على أن نفس حسد الحاسد يؤذي المحسود [التفسير القيم صـ573، والطب النبوي صـ231] .
8- قال الجاحظ عن حقيقة الحاسد : هو الكلب الكلب ، والنمر الحرب ، والسم القشب ، والفحل القطم ، والسيل العرم ، إن ملك قتل وسبا ، وإن ملك عصى وبغى ، حياتك موته وثبوره ، وموتك عرسه وسروره ، يصدق عليك كل شاهد زور ، ويكذب فيك كل عدل مرضي ، لا يحب من الناس إلا من يبغضك ، ولا يبغض إلا من يحبك ...، إنك غير سالم منه وإن رفعت القذى عن لحيته ، وسويت عليه ثوبه فوق منكبه ، ولبست ثوب الاستكانة عند رؤيته ، واغتفرت له الزلة بعد زلته ، واستحسنت كل ما يقبح من شيمه ، وصدقته على كذبه ، وأعنته على فجرته ، فما هذا العناء ؟ وما هذا الداء العياء ؟ ... ، إنه لا يأتيك ولكنه يناديك ، ولا يحاكمك ولكنه يوازنك ، أحسن ما تكون عنده حالا : أقل ما تزيد مالا ، وأكثر ما تكون عيالا ، وأعظم ما تكون ضلالا .
وأفرح ما يكون بك أقرب ما تكون بالمصيبة عهدا وأبعد ما تكون من الناس حمدا ، فإذا كان الأمر على هذا فمجاورة الأموات ، ومخالطة الزمنى ، والاجتنان بالجدران ، ومص المصران ، وأكل القردان ، أهون من معاشرة مثله ، والاتصال بحبله [رسالة الحاسد والمحسود (ص: 26 - 29) ] .
9- قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله : ينبغي لمن تظاهرت نعم الله عز وجل عليه أن يظهر منها ما يبين أثرها ولا يكشف جملتها ، وهذا من أعظم لذات الدنيا التي يأمر الحزم بتركها فإن العين حق ، وإني تفقدت النعم فرأيت إظهارها حلوا عند النفس ، إلا أنها إن أظهرت لوديد لم يؤمن تشعث باطنه بالغيظ ، وإن أظهرت لعدو فالظاهر إصابته بالعين لموضع الحسد ، إلا أنني رأيت شر الحسود كاللازم ، فإنه في حال البلاء يتشفى ، وفي حال النعم يصيب بالعين [صيد الخاطر (ص : 177) ] .
10- ومن علاج ذلك أيضًا والاحتراز منه ستر محاسن من يخاف عليه العين بمن يردها عنه، كما ذكر البغوي في كتاب «شرح السنة»: أن عثمان رضي اللَّه عنه رأى صبيًا مليحًا، فقال: دَسِّمُوا نُونَتَه، لئلا تصيبه العين، ثم قال في تفسيره: ومعنى: دسموا نونته: أي: سودوا نونته، والنونة: النقرة التي تكون في ذقن الصبي الصغير. وقال الخطابي في «غريب الحديث» له: عن عثمان إنه رأى صبيًا تأخذه العين، فقال: دسموا نونته. فقال أبو عمرو: سألت أحمد بن يحيى عنه، فقال: أراد بالنونة: النقرة في ذقنه. والتدسيم: التسويد. أراد: سودوا ذلك الموضع من ذقنه، ليرد العين [زاد المعاد» (جـ4 ص 173) ] .
الإحالات
1- الإصابة بالعين في ضوء الكتاب والسنة - محمود خليفة الجاسم ص 55 .
2- بدائع الفوائد - ابن القيم 2/231 دار الفكر .
3- ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير وزيادته - عونى الشريف، علي حسن عبد الحميد 3/337 مكتبة المعارف الطبعة الأولى 1406 .
4- جامع الأصول - ابن الأثير 7/583 الرئاسة العامة 1389 .
5- الحصن الحصين من شر الحاسدين - أبو حذيفة إبراهيم بن محمد .
6- زاد المعاد في هدي خير العباد - ابن القيم تحقيق الأرناؤوط 4/162 مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى 1399 .
7- طرح التثريب في شرح التقريب - العراقى 8/196 دار إحياء التراث العربى .
8- العين حق - أحمد بن عبد الرحمن الشميمرى الطبعة الثانية 1411 .
9- فتاوى اللجنة الدائمة - جمع أحمد درويش 1/174 الرئاسة العامة الطبعة الأولى 1411 .
10- كشاف تحليلى - مشهور سليمان ، جمال الدسوقى ص 259 مكتبة الصديق الطبعة الأولى 1408 .
11- معارج القبول - الحكمى 1/375 جماعة إحياء التراث .
12- نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء - محمد حسن موسى 1786 دار الأندلس جدة الطبعة الأولى 1411 .