عمل
2022-10-11 - 1444/03/15التعريف
العمل لغة:
مصدر قولهم عمل يعمل وهو مأخوذ من مادّة (ع م ل) الّتي تدلّ على «كلّ فعل يفعل» قال الخليل: عمل يعمل عملا فهو عامل، واعتمل الرّجل إذا عمل بنفسه، والعمالة أجر ما عمل، والعملة: القوم يعملون بأيديهم ضروبا من العمل حفرا أو طيّا أو نحوه، وقيل العمل: المهنة والفعل، والجمع أعمال، عمل عملا، وأعمله غيره واستعمله، واعتمل الرّجل: عمل بنفسه، واستعمل فلان غيره إذا سأله أن يعمل له، واستعمله: طلب إليه العمل. واستعمل فلان إذا ولي عملا من أعمال السّلطان، وفي حديث خيبر: (دفع إليهم أرضهم على أن يعتملوها من أموالهم)، والاعتمال: افتعال من العمل أي إنّهم يقومون بما يحتاج إليه من عمارة وزراعة وتلقيح وحراسة ونحو ذلك. وأعمل فلان ذهنه في كذا وكذا إذا دبّره بفهمه. وأعمل رأيه وآلته ولسانه. واستعمله: عمل به. ورجل عمول إذا كان كسوبا.
ورجل عمول: بمعنى: رجل عمل أي مطبوع على العمل. وتعمّل فلان لكذا، والتّعميل: تولية العمل. يقال: عمّلت فلانا على البصرة، قال ابن الأثير: قد يكون عمّلته بمعنى ولّيته وجعلته عاملا.
قال الأزهريّ: العمالة بالضّمّ، رزق العامل الّذي جعل له على ما قلّد من العمل.
والعامل في العربيّة: ما عمل عملا ما. وقيل هو الّذي يتولّى أمور الرّجل في ماله وملكه وعمله، ومنه قيل للّذي يستخرج الزّكاة: عامل [انظر: الصحاح للجوهري (5/ 1775)، والنهاية لابن الأثير (3/ 300)، ولسان العرب (11/ 474- 476)، وبصائر ذوي التمييز للفيروز ابادي (4/ 101). ومقاييس اللغة لابن فارس (4/ 140) ].
العمل اصطلاحا:
قال المناويّ: العمل كلّ فعل من الحيوان بقصد، والعمل أخصّ من الفعل؛ لأنّ الفعل قد ينسب إلى الحيوان الّذي يقع منه فعل بلا قصد، وقد ينسب الفعل إلى الجماد، والعمل قلّما ينسب إلى ذلك.
أمّا العمل الصّالح: فهو العمل المراعى من الخلل، وأصله الإخلاص في النّيّة وبلوغ الوسع في المجادلة بحسب علم العامل وإحكامه، وقال بعضهم: العمل الصّالح ما دبّر بالعلم [التوقيف على مهمات التعاريف (247)، والكليات للكفوي (616) ] .
وقال الكفويّ: العمل: المهنة والفعل، والعمل يعمّ أفعال القلوب والجوارح، ولا يقال إلّا ما كان عن فكر ورويّة ولهذا قرن بالعلم حتّى قال بعض الأدباء: قلب لفظ العمل من لفظ العلم تنبيها على أنّه من مقتضاه [الكليات للكفوي (616) ] .
والعمل المبحوث هنا: هو العمل الصّالح من سائر الأعمال الظّاهرة والباطنة، بما في ذلك العبادات من صيام، وصلاة، وزكاة، وحجّ، ونحو ذلك، ولا يكون العمل صالحا إلّا بتوافر شرطين: الإخلاص للّه، والمتابعة لرسوله صلّى اللّه عليه وسلّم، ويدخل في ذلك الكسب الحلال.
العناصر
1- أهمية تجريد النية في كل عمل لله تعالى.
2- عمل المسلم في اليوم و الليلة.
3- حرص الصحابة على معرفة أفضل الأعمال التي تقرب من الجنة وتباعد عن النار.
4- اغتنام مواسم الفضل والخيرات في الأعمال الصالحة.
5- من علامات حب الله للعبد أن يتوفاه على عمل صالح.
6- من علامات قبول الأعمال.
7- الحث على الثبات والمداومة على الأعمال الصالحة.
8- نماذج رائعة لسلفنا الصالح في الاجتهاد في الأعمال الصالحات.
9- التحذير من خطوات الشيطان وداء التسويف.
الايات
1- قوله تعالى: ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ ) [البقرة: 25] .
2- قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) [البقرة: 82] .
3- قوله تعالى: ( وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ ) [آل عمران: 133- 136] .
4- قوله تعالى: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ * رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ * رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ * رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ * فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ ) [آل عمران: 190- 195] .
5- قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا * لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً * وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً ) [النساء: 122- 124] .
6- قوله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) [البقرة: 277] .
7- قوله تعالى: ( ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ) [التوبة: 120- 121] .
8- قوله تعالى: ( إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ * وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ ) [الأنبياء: 92- 94] .
9- قوله تعالى: ( يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) [المؤمنون: 51] .
10- قوله تعالى: ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ * وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ * وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) [النور: 52- 55] .
الاحاديث
1- عن البراء- رضي اللّه عنه- قال: أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رجل مقنّع بالحديد. فقال: يا رسول اللّه، أقاتل أو أسلم؟. قال: «أسلم ثمّ قاتل». فأسلم ثمّ قاتل فقتل. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «عمل قليلا وأجر كثيرا»[البخاري- الفتح 6 (2808) ] .
2- عن عبد اللّه بن عمرو- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم «أربعون خصلة، أعلاهنّ منيحة العنز، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلّا أدخله اللّه بها الجنّة» [البخاري- الفتح 5 (2631) ] .
3- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- أنّ أعرابيّا سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن الهجرة. فقال: «ويحك إنّ شأنها شديد، فهل لك من إبل تؤدّي صدقتها؟». قال: نعم. قال: «فاعمل من وراء البحار، فإنّ اللّه لن يترك من عملك شيئا» [البخاري- الفتح 3 (1452) واللفظ له وقد ذكر أيضا برقم (2633)، ومسلم (1865) ] .
4- عن خارجة بن زيد بن ثابت: أنّ أمّ العلاء- امرأة من الأنصار- بايعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أخبرته أنّهم اقتسموا المهاجرين قرعة، قالت: فطار لنا عثمان بن مظعون وأنزلناه في أبياتنا، فوجع وجعه الّذي توفّي فيه، فلمّا توفّي غسّل وكفّن في أثوابه، دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قالت: فقلت: رحمة اللّه عليك أبا السّائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك اللّه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم «وما يدريك أنّ اللّه أكرمه؟» فقلت: بأبي أنت يا رسول اللّه! فمتى يكرمه اللّه؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أمّا هو فو اللّه لقد جاءه اليقين، واللّه، إنّي لأرجو له الخير، وواللّه! ما أدري- وأنا رسول اللّه- ماذا يفعل بي؟». فقالت: واللّه لا أزكّى بعده أحدا أبدا. وفي رواية: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «ما أدري ما يفعل به». قالت: وأحزنني فنمت، فرأيت لعثمان عينا تجري، فأخبرت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: «ذلك عمله»[البخاري- الفتح 12 (7003، 7004) ] .
5- عن ابن مسعود- رضي اللّه عنه- أنّ رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فذكر ذلك له، فأنزلت عليه: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ) [هود: 114]. قال الرّجل: ألي هذه؟. قال: «لمن عمل بها من أمّتي» [البخاري- الفتح 8 (4687) وقد ورد هذا الحديث مطولا في باب الخوف] .
6- عن أبي أيّوب الأنصاريّ- رضي اللّه عنه- قال: إنّ رجلا قال للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أخبرني بعمل يدخلني الجنّة. قال: «ماله ماله». وقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «أرب ماله، تعبد اللّه ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصل الرّحم» [البخاري- الفتح 3 (1396) واللفظ له، ومسلم (14) ] .
7- عن سهل بن سعد- رضي اللّه عنه-: أنّ رجلا من أعظم المسلمين غناء عن المسلمين في غزوة غزاها مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فنظر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: «من أحبّ أن ينظر إلى رجل من أهل النّار فلينظر إلى هذا». فاتّبعه رجل من القوم وهو على تلك الحال من أشدّ النّاس على المشركين حتّى جرح فاستعجل الموت، فجعل ذبابة سيفه بين ثدييه حتّى خرج من بين كتفيه، فأقبل الرّجل إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مسرعا فقال: أشهد أنّك رسول اللّه، فقال: «وما ذاك؟». قال: قلت لفلان: من أحبّ أن ينظر إلى رجل من أهل النّار فلينظر إليه، وكان أعظمنا غناء عن المسلمين، فعرفت أنّه لا يموت على ذلك، فلمّا جرح استعجل الموت فقتل نفسه. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، عند ذلك: «إنّ العبد ليعمل عمل أهل النّار وإنّه من أهل الجنّة، ويعمل عمل أهل الجنّة وإنّه من أهل النّار، وإنّما الأعمال بالخواتيم»[البخاري- الفتح 11 (6607) واللفظ له، ومسلم (112) ] .
8- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه-: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال لبلال عند صلاة الفجر: «يا بلال! حدّثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإنّي سمعت دفّ نعليك بين يديّ في الجنّة». قال: ما عملت عملا أرجى عندي أنّي لم أتطهّر طهورا في ساعة ليل أو نهار إلّا صلّيت بذلك الطّهور ما كتب لي أن أصلّي»[البخاري- الفتح 3 (1149) ] .
9- عن أبي أمامة الباهليّ- رضي اللّه عنه- أنّه سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أيّ العمل أفضل؟.قال: «عليك بالصّوم فإنّه لا عدل له»[النسائي (4/ 165) وهذا لفظه، قال محقق جامع الأصول (9/ 456): إسناده صحيح، كما أخرجه ابن خزيمة (3/ 1893) وهو في الصحيحة للألباني (1937) ] .
10- عن أبي قتادة- رضي اللّه عنه- عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قام فيهم فذكر لهم أنّ الجهاد في سبيل اللّه والإيمان باللّه أفضل الأعمال. فقام رجل فقال: يا رسول اللّه! أرأيت إن قتلت في سبيل اللّه تكفّر عنّي خطاياي؟. فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «نعم. إن قتلت في سبيل اللّه وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر». ثمّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «كيف قلت؟».قال: أرأيت إن قتلت في سبيل اللّه أتكفّر عنّي خطاياي؟. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «نعم. وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر، إلّا الدّين. فإنّ جبريل عليه السّلام قال لي ذلك» [مسلم (1885) ] .
11- عن أنس- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا أراد اللّه بعبد خيرا استعمله».فقيل: كيف يستعمله يا رسول اللّه؟ قال: يوفّقه لعمل صالح قبل الموت»[أخرجه الترمذي (2142) وقال: هذا حديث صحيح، والبغوي في شرح السنة (14/ 290) وقال محققه: إسناده صحيح ] .
12- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّه لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم»[مسلم (2564) ] .
13- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «بادروا بالأعمال ستّا: طلوع الشّمس من مغربها، أو الدّخان، أو الدّجّال، أو الدّابّة، أو خاصّة أحدكم، أو أمر العامّة»[مسلم (2947) ] .
14- عن أبي ذرّ- رضي اللّه عنه- قال: قلت: يا رسول اللّه، أيّ الأعمال أفضل؟. قال: «الإيمان باللّه، والجهاد في سبيله». قال: قلت: أيّ الرّقاب أفضل؟ قال: «أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنا». قال: قلت: فإن لم أفعل؟. قال: «تعين صانعا أو تصنع لاخرق » قال: قلت: يا رسول اللّه، أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: «تكفّ شرّك عن النّاس، فإنّها صدقة منك على نفسك»[البخاري- الفتح 5 (2518)، ومسلم (84) واللفظ له ] .
15- عن عثمان بن عفّان- رضي اللّه عنه- في خطبة له، إنّا واللّه قد صحبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في السّفر والحضر وكان يعود مرضانا ويتبع جنائزنا ويغزو معنا ويواسينا بالقليل والكثير وإنّ ناسا يعلموني به عسى ألايكون أحدهم رآه قطّ. [أحمد في المسند (1/ 69، 70)، وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح] .
16- عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- قال: إنّا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة فجاؤا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق، فقال: «أنا نازل». ثمّ قام وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيّام لا نذوق ذواقا.فأخذ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم المعول فضرب في الكدية فعاد كثيبا أهيل أو أهيم. فقلت: يا رسول اللّه، ائذن لي إلى البيت، فقلت لامرأتي: رأيت بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم شيئا ما كان في ذلك صبر. فعندك شيء؟ فقالت: عندي شعير وعناق وطحنت الشّعير حتّى جعلنا اللّحم بالبرمة. ثمّ جئت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم والعجين قد انكسر والبرمة بين الأثافيّ قد كادت أن تنضج، فقلت: طعيّم لي، فقم أنت يا رسول اللّه ورجل أو رجلان. قال: «كم هو؟». فذكرت له. فقال: «كثير طيّب».قال: «قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التّنّور حتّى آتي». فقال: «قوموا». فقام المهاجرون والأنصار. فلمّا دخل على امرأته قال: ويحك جاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالمهاجرين والأنصار ومن معهم. قالت: هل سألك؟ قلت: نعم. فقال: «ادخلوا ولا تضاغطوا» فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللّحم ويخمّر البرمة والتّنّور إذا أخذ منه ويقرّب إلى أصحابه ثمّ ينزع فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتّى شبعوا وبقي بقيّة.قال: «كلي هذا وأهدي، فإنّ النّاس أصابتهم مجاعة»[البخاري- الفتح 7 (4101) واللفظ له ومسلم (2039) ] .
17- عن المغيرة بن شعبة- رضي اللّه عنه- قال: إن كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ليقوم- أو ليصلّي- حتّى ترم قدماه- أو ساقاه- فيقال له فيقول: أفلا أكون عبدا شكورا؟ وفي رواية: لم تصنع هذا يا رسول اللّه وقد غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟ قال: «أفلا أحبّ أن أكون عبدا شكورا»[البخاري- الفتح 3 (1130)، 8 (4837) ] .
الاثار
1- قال عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه-: لا يغرركم من قرأ القرآن إنّما هو كلام نتكلّم به ولكن انظروا من يعمل به.[اقتضاء العلم العمل، للخطيب البغدادي (71) ] .
2- قال عليّ بن أبي طالب- رضي اللّه عنه- ارتحلت الدّنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكلّ واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدّنيا، فإنّ اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل.[البخاري- الفتح (11/ 239) ] .
3- وعنه- رضي اللّه عنه- قال: يا حملة العلم، اعملوا به، فإنّما العالم من عمل.[ اقتضاء العلم العمل، للخطيب البغدادي (22) ] .
4- قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما-: إنّي لا أعلم عملا أقرب إلى اللّه- عزّ وجلّ- من برّ الوالدة.[فضل اللّه الصمد في توضيح الأدب المفرد (1/ 36). وقال: أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» وهو في «مشكاة المصابيح» كما في «الأدب المفرد» رقم (4) ص (15) بتخريج محمد فؤاد عبد الباقي] .
5- عن أبي الدّرداء- رضي اللّه عنه- قال: «إنّما أخاف أن يكون أوّل ما يسألني عنه ربّى أن يقول: قد علمت فما عملت فيما علمت؟.[اقتضاء العلم العمل، للخطيب البغدادي (41) ] .
6- عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: إذا أعجبك حسن عمل امرىء فقل: اعملوا فسيرى اللّه عملكم ورسوله والمؤمنون، ولا يستخفّنّك أحد.[ البخاري- الفتح (13/ 512) ] .
7- قال عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- تعلّموا فمن علم فليعمل.[اقتضاء العلم العمل، للخطيب البغدادي (24) ] .
8- عن ابن السّاعدىّ المالكيّ، أنّه قال: استعملني عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- على الصّدقة. فلمّا فرغت منها، وأدّيتها إليه، أمر لي بعمالة ، فقلت: إنّما عملت للّه، وأجري على اللّه. فقال: خذ ما أعطيت فإنّي عملت على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فعمّلني.فقلت مثل قولك. فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأل فكل وتصدّق»[مسلم (1045) ] .
9- عن الحسن- رحمه اللّه- قال: ليس الإيمان بالتّحلّي ولا بالتّمنّي ولكن ما وقر في القلوب، وصدّقته الأعمال، من قال حسنا، وعمل غير صالح، ردّه اللّه على قوله: ومن قال حسنا وعمل صالحا رفعه العمل، وذلك بأنّ اللّه تعالى يقول: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) [فاطر: 10].[اقتضاء العلم العمل، للخطيب البغدادي (43) ] .
10- وعنه أيضا: يتوسّد المؤمن ما قدّم من عمله في قبره إن خيرا فخير، وإن شرّا فشرّ، فاغتنموا المبادرة رحمكم اللّه في المهلة.[ اقتضاء العلم العمل، للخطيب البغدادي (97) ] .
11- قال الزّهريّ- رحمه اللّه-: لا يرضينّ النّاس قول عالم لا يعمل ولا عامل لا يعلم.[ اقتضاء العلم العمل، للخطيب البغدادي (43) ] .
12- قال مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير: يا إخوتي، اجتهدوا في العمل فإن يكن الأمر كما نرجو من رحمة اللّه وعفوه كانت لنا درجات في الجنّة، وإن يكن الأمر شديدا كما نخاف ونحاذر لم نقل: ربّنا أخرجنا نعمل صالحا غير الّذي كنّا نعمل، نقول: قد عملنا فلم ينفعنا.[اقتضاء العلم العمل، للخطيب البغدادي (109) ] .
13- قال إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّع: كنّا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به.[ اقتضاء العلم العمل، للخطيب البغدادي (90) ] .
الاشعار
1- قال يحيى بن معين:
وإذا افتقرت إلى الذّخائر لم تجد *** ذخرا يكون كصالح الأعمال
[اقتضاء العلم العمل، للخطيب البغدادي (99) ] .
2- قال أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد الأندلسيّ لنفسه:
إذا كنت أعلم علما يقينا *** بأنّ جميع حياتي كساعه
فلم لا أكون ضنينا بها *** وأجعلها في صلاح وطاعة؟
[اقتضاء العلم العمل، للخطيب البغدادي (107) ] .
3- قال محمّد بن أبي عليّ الأصبهانيّ لبعضهم:
اعمل بعلمك تغنم أيّها الرّجل *** لا ينفع العلم إن لم يحسن العمل
والعلم زين وتقوى اللّه زينته *** والمتّقون لهم في علمهم شغل
وحجّة اللّه ياذا العلم بالغة *** لا المكر ينفع فيها لا ولا الحيل
تعلّم العلم واعمل ما استطعت به ***لا يلهينّك عنه اللّهو والجدل
[اقتضاء العلم العمل، للخطيب البغدادي (107) ] .
4- قال أبو الفضل الرّياشيّ:
ما من روى علما ولم يعمل به *** فيكفّ عن وتغ الهوى بأديب
حتّى يكون بما تعلّم عاملا *** من صالح فيكون غير معيب
ولقلّما تجدي إصابة صائب *** أعماله أعمال غير مصيب
[اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي (63) ] .
5- قال محمّد بن عبد اللّه بن أبان الهيثميّ:
إذا العلم لم تعمل به كان حجّة *** عليك ولم تعذر بما أنت حامل
فإن كنت قد أبصرت هذا فإنّما *** يصدّق قول المرء ما هو فاعل
[اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي (55) ] .
6- قال إبراهيم بن العبّاس الصّوليّ:
اعمل لدار غدا رضوان خازنها *** والجار أحمد والرّحمن بانيها
أرض لها ذهب والمسك طينتها *** والزّعفران حشيش نابت فيها
[الطرائف الأدبية للميمني (126) ] .
متفرقات
1- قال الخطيب البغداديّ- رحمه اللّه-: إنّي موصيك يا طالب العلم بإخلاص النّيّة في طلبه، وإجهاد النّفس على العمل بموجبه، فإنّ العلم شجرة، والعمل ثمرة، وليس يعدّ عالما من لم يكن بعلمه عاملا» وقيل: العلم والد، والعمل مولود، والعلم مع العمل، والرّواية مع الدّراية. [اقتضاء العلم العمل، للخطيب البغدادي (99) ] .
الإحالات
1- الأربعون النووية اختيار الحافظ: يحيى بن شرف النووي مع زيادات الحافظ: ابن رجب الحنبلي إعداد: عبد العزيز الداخل (1/114) .
2- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد المؤلف : الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد مصدر الكتاب : موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء
http://www.alifta.com (62/124) . 3- دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح المؤلف : علي بن عمر بن أحمد بادحدح مصدر الكتاب : دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية
http://www.islamweb.net (93/12) . 4- موسوعة البحوث والمقالات العلمية جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة حوالي خمسة آلاف وتسعمائة مقال وبحث علي بن نايف الشحود - أَصلها ثابت وفرعها في السماء ( 1 ) د. عبد الكريم بكار .
5- دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي المؤلف : محمد بن محمد المختار الشنقيطي مصدر الكتاب : دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية http://www.islamweb.net- أهمية العمل بالعلم وتطبيقه والدعوة إليه .
6- المهذب في ثمرات الإيمان جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنَّة علي بن نايف الشحود الطبعة الأولى 1430 هـ 2009 م ماليزيا - بهانج - دار المعمور (1/90) .
7- في ظلال القرآن المؤلف : سيد قطب مصدر الكتاب : موقع التفاسير http://www.altafsir.com (4/76) ترقيم المكتبة الشاملة .
8- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد - معها ملحق بتراجم الأعلام والأمكنة المؤلف : الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد مصدر الكتاب : موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء http://www.alifta.com – التوبة والعمل الصالح (51/264) .
9- موسوعة البحوث والمقالات العلمية جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة حوالي خمسة آلاف وتسعمائة مقال وبحث علي بن نايف الشحود – دعوة للعمل .
10- التربية الجادة ضرورة تأليف: الشيخ د. محمد بن عبد الله الدويش الطبعة: الثالثة (1/7) .