عطاس
2022-10-04 - 1444/03/08التعريف
تعريف العُطاس :
عكس التثاؤب ، فهو قوي ومفاجئ يخرج معه الهواء بقوة من الرئتين عن طريقي الأنف والفم ، فيجرف معه ما في طريقه من الغبار و الهباء و الهوام و الجراثيم التي تسربت إلى جهاز التنفس لذلك كان من الطبيعي أن يكون العطاس من الرحمن لأن فيه فائدة للجسم ، وأن يكون التثاؤب من الشيطان لأن فيه ضرراً للجسم ، و حق على المرء أن يحمد الله سبحانه و تعالى على العُطاس ، و أن يستعيذ به من الشيطان الرجيم في حالة التثاؤب ..
[ المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة علي بن نايف الشحود (10/435) ] .
العناصر
1- آداب العطاس والتثاؤب .
2- من مزايا ديِنِنا الحنيفِ أنْ شَرَعَ الارتباطَ بذكر الله في جميع الأحوالِ ومنها العُطَاس .
3- العطاس نعمة من الله .
4- الله يحب العطاس .
5- كراهة رفع الصوت عند العطاس .
6- ما يقال عند العطاس .
7- الفرق بين رد السلام ورد العطاس .
8- حكم تتابع العطاس .
9- فائدة العطاس .
الاحاديث
1- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إنَّ الله يُحِبُّ العُطَاسَ، وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ وَحَمِدَ الله تَعَالَى كَانَ حَقّاً عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أنْ يَقُولَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإذَا تَثَاءبَ أحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإنَّ أحَدَكُمْ إِذَا تَثَاءبَ ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ) رواه البخاري.
2- وعنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إِذَا عَطَسَ أحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الحَمْدُللهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ الله. فإذَا قَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَليَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ) رواه البخاري.
3- عن أَبي موسى رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقولُ: (إِذَا عَطَسَ أحَدُكُمْ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتُوهُ، فَإنْ لَمْ يَحْمَدِ الله فَلاَ تُشَمِّتُوهُ) رواه مسلم.
4- عن أنس رضي الله عنه، قَالَ: عَطَسَ رَجُلانِ عِنْدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَلَمْ يُشَمِّتِ الآخَرَ، فَقَالَ الَّذِي لَمْ يُشَمِّتْهُ: عَطَسَ فُلانٌ فَشَمَّتَّهُ، وَعَطَسْتُ فَلَمْ تُشَمِّتْنِي؟ فَقَالَ: (هَذَا حَمِدَ الله، وَإنَّكَ لَمْ تَحْمَدِ الله) متفقٌ عَلَيْهِ.
5- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا عَطَسَ وَضَعَ يَدَهُ أَوْ ثَوْبَهُ عَلَى فِيهِ، وَخَفَضَ - أَوْ غَضَّ - بِهَا صَوْتَهُ. شك الراوي. رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح).
6- عن أَبي موسى رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ اليَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَرْجُونَ أنْ يَقُولَ لَهُمْ: يَرْحَمُكُم الله، فَيَقُولُ: (يَهْدِيكُم اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ) رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
7- عن أَبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا تَثَاءبَ أحَدُكُمْ فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ؛ فَإنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ) رواه مسلم.
الاثار
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض أو غض من صوته [المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة علي بن نايف الشحود (10/436) ] .
2- عن علي رضي الله عنه: قال التثاؤب في الصلاة من الشيطان وشدة العطاس والنعاس عند الموعظة [مصنف ابن أبي شيبة (2/317) ] .
3- عن الزهري قال: أرى العطاس استهلالا [مصنف ابن أبي شيبة (6/452) ] .
4- عن القاسم بن محمد قال الاستهلال النداء او العطاس [مصنف ابن أبي شيبة (5/467) ] .
5- عن قتادة أن عليا قال سبع من الشيطان الرعاف والقيء وشدة العطاس والتثاؤب والنعاس عند الموعظة والغضب والنجوى [مصنف ابن أبي شيبة (2/269) ] .
6- عن قتادة قال يشمت العطاس إذا تتابع عليه ثلاثا وقال رجل لمعمر هل يشمت الرجل المرأة إذا عطست قال نعم لا بأس بذلك [مصنف ابن أبي شيبة (10/452) ] .
7- عن أبي جمرة قال : سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول : إذا شُمِّت عافانا الله وإياكم من النار . يرحمكم الله قال الشيخ الألباني صحيح ـ الإسناد وكذا في الفتح (10/609) [الأدب المفرد (1/118) ] .
متفرقات
1- يقول الدكتور إبراهيم الراوي: أن العطاس وسيلة دفاعية دماغية هامة لتخليص المسالك التنفسية من الشوائب ومن أي جسم غريب يدخل عن طريق الأنف، فإن مجرد ملامسة الجسم الغريب لبطانة الأنف فإن بطانة الأنف تتنبه بسرعة عجيبة آمرة الحجاب الحاجز بصنع شهيق عميق لا إرادي يتبعه زفير عنيف والذي هو العطاس [المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة علي بن نايف الشحود (10/435) ] .
2- فعلى المسلم إذا عطس أخاه المسلم أن يبارك له هذه الرحمة الإلهية والتي يكمن وراءها سر خفي من أسرار هذا الجسم البشري فسبحان من خلق الإنسان وأبدعه في أحسن تقويم . وفي تشميت العاطس حكمة إلهية أن يوحي رب العالمين إلى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يوجه أتباعه إلى أهمية ما في العطاس من منفعة للبدن تستحق الحمد والشكر وهذه من معجزات النبوة ! إذ لماذا نحمد الله على العطاس ولا نفعل ذلك عند السعال ؟ والجواب هو لأن القلب يتوقف عن النبض خلال العطاس والعطسه سرعتها 100كلم في الساعه وإذا عطست بشده من الممكن أن تكسر ضلع من أضلاعك ، وإذا حاولت إيقاف عطسة مفاجئة من الخروج ، فإنه يؤدي إلى إرتداد الدم في الرقبه أو الرأس ومن ثم إلى الوفاة ، وإذا تركت عيناك مفتوحتان أثناء العطاس ، من المحتمل أن تخرج من محجريها. وأثناء العطسه تتوقف جميع أجهزة الجسم التنفسي والهضمي والبولي وبما فيها القلب رغم أن وقت العطسه ( ثانيه أو الجزء من الثانيه) وبعدها تعمل إن أراد الله لها أن تعمل و كأنه لم يحصل شيء ، لذلك كان حمد الله تعالى هو شكر لله على هذه النجاة .. [المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة علي بن نايف الشحود (10/435، 436) ] .
3- من حق المؤمن على أخيه المؤمن أن ( يشمته إذا عطس ) إذا سمعه يقول الحمد لله أو غلب على ظنه الإتيان بالحمد لله لسماعه تشميت غيره له مثلا , وجرى خلاف في تنبيه على الحمد إذا تركه ليشمته ويظهر لي أن الصواب تنبيهه , كما يؤخذ من تنبيه الإمام على ما يطلب منه ولأنه ذريعة إلى فعل مطلوب , واختلف في حكم التشميت فرجح بعض وجوبه كفاية , ورجح بعض سنيته كفاية , وحقيقته الدعاء له بالخروج من حالة العطاس لأنها حالة كريهة شبيهة بحالة الموت , وأقل الدعاء له أن يقول له : يرحمك الله ويشمته ولو تسبب في العطاس , والتشميت يقال بالشين المعجمة وبالمهملة فمعناه بالمهملة جعلك الله على سمت حسن , وبالمعجمة أبعد الله عنك الشماتة بأن أعادك إلى الحالة الأولى , وعطس من باب ذهب ونصر [المفصل في شرح آية الولاء والبراء جمع وإعداد : علي بن نايف الشحود الباحث في القرآن والسنة (1/103، 104) ] .
4- يقول عبد الهادي بن محمد البكري: ومن حق أخيك المسلم عليك إذا عطس فحمد الله فشمته وذلك أن العطاس نعمة من الله بخروج هذه الريح المحتقنة في أجزاء بدن الإنسان يسر الله لها منفذًا تخرج منه فيستريح العاطس فشرع له أن يحمد الله على هذه النعمة وشرع لأخيه المسلم أن يقول له يرحمك الله وأمره أن يجيبه بقوله يهديكم الله ويصلح بالكم فمن لم يحمد الله لم يستحق التشميت ولا يلومن إلا نفسه فهو الذي فوت على نفسه النعمتين: نعمة الحمد لله ونعمة دعاء أخيه المرتب على الحمد وسمي الدعاء للعاطس بالرحمة تشميت لأنه دعاء له بما يزيل عنه شماتة الأعداء وهي فرحهم بما يصيبه وقيل التسميت بالسين المهملة فيكون دعاء له بحسن السمت وهو السداد والاستقامة [تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد (1/35) ] .
5- يقول محمد نصر الدين محمد عويضة: من محاسن ديننا أن شرع لهم دعاء يقولونه بعد العطاس - الذي هو نعمة من الله عليهم -، فبه يحمدون الله، وبه يتراحمون ويسألون الله الهداية وصلاح البال [فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب (10/204) ] .
6- قال ابن القيم: ولما كان العاطس قد حصلت له بالعطاس نعمة ومنفعة بخروج الأبخرة المحتقنة في دماغه التي لو بقيت فيه أحدثت له أدواء عسرة، شرع له حمد الله على هذه النعمة مع بقاء أعضائه على التئامها وهيئتها بعد هذه الزلزلة التي هي للبدن كزلزلة الأرض لها. (زاد المعاد 2/ 438) .
7- قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وظاهر السنة يقوي قول ابن الأعرابي: لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشمت الذي عطس، ولم يحمد الله، ولم يذكره، وهذا تعزير له، وحرمان لبركة الدعاء لما حرم نفسه بركة الحمد، فنسي الله، فصرف قلوب المؤمنين وألسنتهم عن تشميته، والدعاء له، ولوكان تذكيره سنة، لكان النبي صلى الله عليه وسلم أولى بفعلها وتعليمها، والإعانة عليها (زاد المعاد (2/ 442) .
8- قال النووي رجمه الله: اتفق العلماء على أنه يُستحبّ للعاطس أن يقولَ عقب عطاسه: الحمد لله، فلو قال: الحمد لله ربّ العالمين كان أحسن، ولو قال: الحمد لله على كل حال كان أفضل [الأذكار (1/427) ] .
الإحالات
1- المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة علي بن نايف الشحود (10/435، 436) .
2- بحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار المؤلف : أبو بكر محمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الكلاباذي البخاري المحقق : محمد حسن محمد حسن إسماعيل - أحمد فريد المزيدي الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان الطبعة : الأولى ، 1420هـ - 1999م (1/52) .
3- تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد تأليف: عبد الهادي بن محمد بن عبد الهادي البكري دراسة وتحقيق: حسن بن علي العواجي الناشر: أضواء السلف، الرياض، المملكة العربية السعودية الطبعة : الأولى، 1419هـ/ 1999م (1/35) .
4- السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والصلوات محمد عبد السلام خضر الشقيري سنة الولادة -/ سنة الوفاة - تحقيق المصحح: محمد خليل هراس الناشر دار الفكر (1/295) .
5- مسند الإمام أحمد بن حنبل المؤلف : أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى : 241هـ) المحقق : شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد ، وآخرون إشراف : د عبد الله بن عبد المحسن التركي الناشر : مؤسسة الرسالة الطبعة : الأولى ، 1421 هـ - 2001 م (13/41) .
6- الموطأ المؤلف : مالك بن أنس المحقق : محمد مصطفى الأعظمي الناشر : مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان الطبعة : الاولى 1425هـ - 2004م (5/1404) .
7- المستدرك على الصحيحين المؤلف : محمد بن عبدالله أبو عبدالله الحاكم النيسابوري الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى ، 1411 – 1990 تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا (4/293) .
8- صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان المؤلف : محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت الطبعة الثانية ، 1414 – 1993 تحقيق : شعيب الأرنؤوط (2/359) .
9- كتاب الدعوات الكبير أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقي سنة الولادة / سنة الوفاة 458هـ تحقيق بدر بن عبد الله البدر الناشر منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق سنة النشر 1414هـ - 1993م مكان النشر الكويت (2/210) .
10- جامع الأصول في أحاديث الرسول المؤلف : مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى : 606هـ) تحقيق : عبد القادر الأرنؤوط - التتمة تحقيق بشير عيون الناشر : مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان الطبعة : الأولى (4/325) .
11- تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي المؤلف : محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري أبو العلا الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت (8/6) .
12- شرح السنة ـ للإمام البغوى المؤلف : الحسين بن مسعود البغوي دار النشر : المكتب الإسلامي - دمشق ـ بيروت ـ 1403هـ - 1983م الطبعة : الثانية تحقيق : شعيب الأرناؤوط - محمد زهير الشاويش (12/306) .
13- فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب المؤلف: محمد نصر الدين محمد عويضة (9/282) .
14- الأذكار النووية أو حلية الأبرار وشعار الأخيار في تلخيص الدعوات والأذكار المستحبة في الليل والنهار المؤلف: أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ) المحقق: محيي الدين مستو الناشر: دار ابن كثير، دمشق – بيروت الطبعة: الثانية،1410 هـ - 1990 م (1/426) .