عاطس
2022-10-11 - 1444/03/15التعريف
تشميت العاطس
العناصر
1- أهمية تشميت العاطس
2- نعمة العطاس وفائدته
3- آداب العطاس
4- أحكام تشميت العاطس
الاحاديث
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم فحمد الله، فحق على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله، وأما التثاؤب: فإنما هو من الشيطان، وإذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع، ولا يقل: ها، فإنما ذلكم من الشيطان، يضحك منه”(رواه البخاري في الأدب المفرد:928، وصححه الألباني).
2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: عَطَسَ عِنْدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلانِ، فَشَمَّتَ أحَدَهُما ولَمْ يُشَمِّتِ الآخَرَ، فَقالَ الذي لَمْ يُشَمِّتْهُ: عَطَسَ فُلانٌ فَشَمَّتَّهُ، وعَطَسْتُ أنا فَلَمْ تُشَمِّتْنِي، قالَ: “إنّ هذا حَمِدَ اللهَ، وإنّكَ لَمْ تَحْمَدِ اللهَ”(أخرجه البخاري:٦٢٢٥، ومسلم:٢٩٩١).
3- عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال: دَخَلْتُ على أبِي مُوسى وهو في بَيْتِ بنْتِ الفَضْلِ بنِ عَبّاسٍ، فَعَطَسْتُ فَلَمْ يُشَمِّتْنِي، وعَطَسَتْ فَشَمَّتَها، فَرَجَعْتُ إلى أُمِّي فأخْبَرْتُها، فَلَمّا جاءَها قالَتْ: عَطَسَ عِنْدَكَ ابْنِي فَلَمْ تُشَمِّتْهُ، وعَطَسَتْ فَشَمَّتَّها، فَقالَ: إنّ ابْنَكِ عَطَسَ، فَلَمْ يَحْمَدِ اللهَ، فَلَمْ أُشَمِّتْهُ، وعَطَسَتْ، فَحَمِدَتِ اللهَ فَشَمَّتُّها، سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إذا عَطَسَ أحَدُكُمْ فَحَمِدَ اللهَ، فَشَمِّتُوهُ، فإنْ لَمْ يَحْمَدِ اللهَ، فلا تُشَمِّتُوهُ"(رواه مسلم:٢٩٩٢).
4- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض أو غض بها صوته (أخرجه أبو داود:٥٠٢٩، وقال الألباني: حسن صحيح).
5- عن البراء رضي اللّه عنه قال: أمَرَنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم بسَبْعٍ، ونَهانا عن سَبْعٍ: أمَرَنا بعِيادَةِ المَرِيضِ، واتِّباعِ الجِنازَةِ، وتَشْمِيتِ العاطِسِ، وإجابَةِ الدّاعِي، ورَدِّ السَّلامِ، ونَصْرِ المَظْلُومِ، وإبْرارِ المُقْسِمِ. ونَهانا عن سَبْعٍ: عن خاتَمِ الذَّهَبِ، أوْ قالَ: حَلْقَةِ الذَّهَبِ، وعَنْ لُبْسِ الحَرِيرِ، والدِّيباجِ، والسُّنْدُسِ، والمَياثِرِ (أخرجه البخاري:٦٢٢٢، ومسلم:٢٠٦٦).
6- عن أبي هريرة عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: “حَقُّ المُسْلِمِ على المُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلامِ، وَعِيادَةُ المَرِيض، وَاتِّباعُ الجَنائِز، وإجابَةُ الدَّعْوَةِ، وَتَشْمِيتُ العاطِس"(أخرجه البخاري:١٢٤٠، ومسلم:٢١٦٢).
7- عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: “ إِذَا عَطَسَ أحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ على كُلّ حالٍ، وَلْيَقُلْ أخُوهُ أوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللَّه، وَيَقُولُ هُوَ يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ “(رواه أبو داود:5033، وصححه الألباني).
8- عن سلمة بن الأكوع رضي اللّه عنه أنه سمعَ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم، وَعَطَسَ عندَه رجلٌ، فقال له: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، ثم عَطَسَ أخرى فقال له رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “الرَّجُلُ مَزْكُومٌ“(أخرجه مسلم:2993).
9- عن أَبي موسى رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ اليَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَرْجُونَ أنْ يَقُولَ لَهُمْ: يَرْحَمُكُم الله، فَيَقُولُ: "يَهْدِيكُم اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ"(رواه أبو داود:٥٠٣٨، والترمذي:٢٧٣٩، وصححه الألباني).
الاثار
1- عن علي رضي الله عنه قال: "التثاؤب في الصلاة من الشيطان وشدة العطاس والنعاس عند الموعظة"(مصنف ابن أبي شيبة:2-317).
2- عن الزهري قال: "أرى العطاس استهلالا"(مصنف ابن أبي شيبة:6-452).
3- عن القاسم بن محمد قال: "الاستهلال النداء او العطاس"(مصنف ابن أبي شيبة:5-467).
5- عن قتادة أن عليا قال سبع من الشيطان الرعاف والقيء وشدة العطاس والتثاؤب والنعاس عند الموعظة والغضب والنجوى (مصنف ابن أبي شيبة:2-269).
6- عن قتادة قال: "يشمت العطاس إذا تتابع عليه ثلاثا وقال رجل لمعمر هل يشمت الرجل المرأة إذا عطست قال نعم لا بأس بذلك"(مصنف ابن أبي شيبة:10-452).
7- عن أبي جمرة قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: "إذا شُمِّت عافانا الله وإياكم من النار يرحمكم الله"(أخرجه البخاري في الأدب المفرد:٩٢٩، وقال الألباني: صحيح الإسناد).
القصص
1- "يحكي عن بعض الملوك أن مسامراً له عطس عطسة شديدة راعته، فغضب الملك، فقال سميره: والله ما تعمدت ذلك ولكن هذا عطاسي، فقال: والله لئن لم تأتني بمن يشهد لك لأقتلنك، فقال أخرجني إلى الناس لعلي أجد من يشهد لي، فأخرج وقد وكل به الأعوان، فوجد رجلاً فقال نشدتك بالله وإن كنت أنا أشهد أن هذا يوماً عطس فطار ضرس من أضراسه، فقال له الملك عد إلى حديثك ومجلسك. فلما جاء الله بالإسلام، وأبطل برسوله ما كان عليه الجاهلية الطغام، من الضلال والآثام، نهي أمته عن التشاؤم والتطير، وشرع لهم أن يجعلوا مكان على العاطس بالمكروه دعا له بالرحمة"(غذاء الألباب شرح منظومة الآداب لمحمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي تحقيق محمد عبد العزيز الخالدي ص 343).
2- قال المروذي: إن رجلا عطس عند أبي عبد الله فلم يحمد الله فانتظره أن يحمد الله فيشمته فلما أراد أن يقوم قال له أبو عبد الله كيف تقول إذا عطست قال: أقول الحمد لله فقال له أبو عبد الله يرحمك الله (الآداب الشرعية:2/328، 329).
الدراسات
قال الدكتور إبراهيم الراوي: "أن العطاس وسيلة دفاعية دماغية هامة لتخليص المسالك التنفسية من الشوائب ومن أي جسم غريب يدخل عن طريق الأنف، فإن مجرد ملامسة الجسم الغريب لبطانة الأنف فإن بطانة الأنف تتنبه بسرعة عجيبة آمرة الحجاب الحاجز بصنع شهيق عميق لا إرادي يتبعه زفير عنيف والذي هو العطاس"(المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة علي بن نايف الشحود:10-435).
متفرقات
1- قال ابن مفلح - رحمه الله-: "تشميت العاطس وجوابه فرض كفاية قدمه ابن تميم وابن حمدان وهو ظاهر مذهب مالك وغيره وقيل بل هما سنة وهو مذهب الشافعي وغيره قيل بل واجبان وهو قول بعض العلماء ويسن أن يغطي العاطس وجهه ويخفض صوته إلا بقدر ما يسمع جليسه ليشمته وهذا معنى كلام أحمد في رواية أبي طالب وأحمد بن أصرم قال ابن عقيل ويبعد من الناس قال الشيخ تقي الدين البغدادي غريب قال الشيخ عبد القادر ولا يلتفت يمينا ولا شمالا انتهى كلامه ويحمد الله جهرا (الآداب الشرعية:2-317).
2- قال ابن عقيل: "ولا يستحب تشميت الكافر فإن شمته أجابه بآمين يهديكم الله فإنها دعوة تصلح للمسلم والكافر وقد قال أبو موسى الأشعري كانت اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول لهم رحمكم الله فكان يقول لهم: «يهديكم الله ويصلح بالكم» أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح"(انظر الآداب الشرعية:2/ 319، 320).
3- قال الشيخ عبد القادر: "ويجوز للرجل تشميت المرأة البرزة والعجوز ويكره للشابة الخفرة"(انظر الآداب الشرعية:2/352،353).
4- قال ابن عقيل: "فإن عطس رابعة لم يشمته ومذهب مالك وغيره وقال الشيخ تقي الدين وهو المنصوص عن أحمد وذكر رواية صالح ومهنا وقيل أو ثالثة وهو الذي ذكره ابن تميم وذكر الشيخ تقي الدين أنه الذي اتفق عليه كلام القاضي وابن عقيل وقيل أو مرتين ويقال له عافاك الله لأنه ريح قال صالح بن أحمد لأبيه تشميت العاطس في مجلسه ثلاثة قال أكثر ما فيه ثلاث وهذا مع كلام الأصحاب يدل على أن الاعتبار بفعل التشميت لا بعدد العطسات فلو عطس أكثر من ثلاث متواليات شمته بعدها إذا لم يتقدم تشميت قولا واحدا والأدلة توافق هذا وهو واضح قال مهنا لأحمد أي شيء مذهبك في العاطس يشمت إلى ثلاث مرار فقال أذهب إلى قول عمرو بن العاص قلت من ذكره قال هشيم أخبرنا المغيرة عن الشعبي عن عمرو بن العاص قال العاطس بمنزلة الخاطب يشمت إلى ثلاث مرارا فما زاد فهو داء في الرأس وقال أبو الحارث عنه يشمت إلى ثلاث وقد روى ابن ماجه وإسناده ثقات عن سلمة بن الأكوع مرفوعا يشمت العاطس ثلاثة فما زاد فهو مزكوم ولأبي داود عن أبي هريرة موقوفا ومرفوعا مثله أخرجه أبو داود وسنده حسن ولمسلم وأبي داود عن سلمة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعطس عنده رجل فقال له يرحمك الله ثم عطس أخرى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل مزكوم أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي وعند الترمذي قال له في الثالثة أنت مزكوم قال وهو أصح من الأول وروى أبو داود حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا عبد السلام بن حرب عن يزيد بن عبد الرحمن عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أمة حميدة أو عبيدة بنت عبيد بن رفاعة الزرقي عن أبيها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يشمت العاطس ثلاثا فإن شئت فشمته وإن شئت فكف أخرجه أبو داود والترمذي وقال هذا حديث غريب وإسناده مجهول + مرسل وعبيدة تفرد عنها ابنها قال بعضهم ورواه الترمذي وقال حديث غريب وإسناده مجهول قال في الرعاية الكبرى ويقال للصبي قبل الثلاث مرات بورك فيك وكذا قال الشيخ عبد القادر وزاد وجبرك الله وروى عبد الله بن أحمد عن الحسن أنه سئل عن الصبي الصغير يعطس قال يقال له بورك فيك وقال صاحب النظم إن عطس صبي يعني علم الحمد لله ثم قيل له يرحمك الله أو بورك فيك ونحوه ويعلم الرد وإن كان طفلا حمد الله وليه أو من حضره وقيل له نحو ذلك انتهى كلامه أما كونه يعلم الحمد فواضح وأما تعليمه الرد فيتوجه فيه ما سبق في رد السلام لكن ظاهر ما سبق من كلام غيره أنه يدعى له وإن لم يحمد الله لكن قد يقال الدعاء له تشميت فيتوقف على قوله الحمد لله كالبالغ لكن الأول أظهر في كلامهم لأنهم لم يفرقوا بين المميز وغيره ولم يذكروا قول الحمد لله من غير العاطس لأن الخطاب لم يتوجه إلى غيره ومن لا عقل له ولا تمييز لا يخاطب ففعل الغير عنه فرع ثبوت الخطاب ولم يثبت فلا فعل"(الآداب الشرعية:2/326، 327).
5- قال الإمام النووي رحمه الله: "معناه أن العطاسَ سببه محمود، وهو خفّة الجسم التي تكون لقلة الأخلاط وتخفيف الغذاء، وهو أمر مندوب إليه لأنه يُضعف الشهوة ويُسَهِّلُ الطاعة، والتثاؤب بضدّ ذلك"(الأذكار: ص341).
6- قال الإمام النووي رحمه الله: "اتفق العلماء على أنه يُستحبّ للعاطس أن يقولَ عقب عطاسه: الحمد للّه، فلو قال: الحمد للّه ربّ العالمين كان أحسن، ولو قال: الحمد للّه على كل حال كان أفضل"(الأذكار: ص342).
7- قال النووي: "إذا عَطَسَ في صلاته يُستحبّ أن يقول: الحمد للّه، ويُسمع نفسَه، هذا مذهبنا. ولأصحاب مالك ثلاثة أقوال: أحدُها هذا، واختاره ابن العربي. والثاني يحمد في نفسه، والثالث قاله سحنون: لا يحمَد جهراً ولا في نفسه"(الأذكار: ص342).
8- قال ابن القيم: "وقد اختلف الناس في مسألتين إحداهما: أن العاطس إذا حمد الله فسمعه بعض الحاضرين دون بعض هل يسن لمن لم يسمعه تشميته ؟ فيه قولان والأظهر أنه يشمته إذا تحقق أنه حمد الله وليس المقصود سماع المشمت للحمد وإنما المقصود نفس حمده فمتى تحقق ترتب عليه التشميت كما لو كان المشمت أخرس ورأى حركة شفتيه بالحمد. والنبي صلى الله عليه وسلم قال فإن حمد الله فشمتوه هذا هو الصواب. الثانية إذا ترك الحمد فهل يستحب لمن حضره أن يذكره الحمد ؟ قال ابن العربي: لا يذكره قال وهذا جهل من فاعله. وقال النووي: أخطأ من زعم إبراهيم النخعي. قال وهو من باب النصيحة والأمر بالمعروف والتعاون على البر والتقوى، وظاهر السنة يقوي قول ابن العربي لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشمت الذي عطس ولم يحمد الله ولم يذكره وهذا تعزير له وحرمان لبركة الدعاء لما حرم نفسه بركة الحمد فنسي الله فصرف قلوب المؤمنين وألسنتهم عن تشميته والدعاء له ولو كان تذكيره سنة لكان النبي صلى الله عليه وسلم أولى بفعلها وتعليمها، والإعانة عليها"(زاد المعاد:2-401).
9- قال ابن دقيق العيد: "من فوائد التشميت تحصيل المودة، والتأليف بين المسلمين، وتأديب العاطس بكسر النفس عن الكبر، والحمل على التواضع لما في ذكر الرحمة من الإشعار بالذنب الذي لا يعرى عنه أكثر المكلفين. (فتح الباري لابن حجر:10-602).
10- قال ابن هبيرة: "فإذا عطس الإنسان استدل بذلك من نفسه على صحة بدنه وجودة هضمه واستقامة قوته فينبغي له أن يحمد الله ولذلك أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحمد الله"(الآداب الشرعية:2-318).
11- عن إبراهيم النخعي: "كان إذا عطس ولم يحمد الله نسيانا استحب لمن حضره أن يذكره الحمد ليحمد فيشمته"(فتح الباري:10-611).
12- قال ابن أبي جمرة: "في الحديث دليل على عظيم نعمة الله على العاطس. يؤخذ ذلك مما رتب عليه من الخير. وفيه إشارة إلى عظيم فضل الله على عبده. فإنه أذهب عنه الضرر بنعمة العطس، ثم شرع له الحمد الذي يثاب عليه، ثم الدعاء بالخير بعد الدعاء بالخير وشرع هذه النعم المتواليات في زمن يسير فضلا منه وإحسانا. فإذا قيل للعاطس: يرحمك الله، فمعناه: جعل الله لك ذلك لتدوم لك السلامة، وفيه إشارة إلى تنبيه العاطس على طلب الرحمة والتوبة من الذنب، ومن ثم شرع به الجواب بقوله: غفر الله لنا ولكم وقوله: ويصلح بالكم أي شأنكم. وقوله تعالى: (سيهديهم ويصلح بالهم) [محمد:5] أي شأنهم.وهذا ما لم يكن في صلاته أو خلائه"( كفاية الطالب على شرح الرسالة:2-399-400، والشرح الصغير:4-765، وفتح الباري لابن حجر:10/609-610).
13- قال ابن القيم: "ولما كان العاطس قد حصلت له بالعطاس نعمة ومنفعة بخروج الأبخرة المحتقنة في دماغه التي لو بقيت فيه أحدثت له أدواء عسرة، شرع له حمد الله على هذه النعمة مع بقاء أعضائه على التئامها وهيئتها بعد هذه الزلزلة التي هي للبدن كزلزلة الأرض لها"(زاد المعاد:2-438).
14- قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "وظاهر السنة يقوي قول ابن الأعرابي: لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشمت الذي عطس، ولم يحمد الله، ولم يذكره، وهذا تعزير له، وحرمان لبركة الدعاء لما حرم نفسه بركة الحمد، فنسي الله، فصرف قلوب المؤمنين وألسنتهم عن تشميته، والدعاء له، ولوكان تذكيره سنة، لكان النبي صلى الله عليه وسلم أولى بفعلها وتعليمها، والإعانة عليها"(زاد المعاد:2-442).
الإحالات
1- الآداب؛ للبيهقي.
2- الآداب الشرعية؛ لابن مفلح الحنبلي.
3- الأذكار النووية؛ للنووي.
التعريف
تعريف العطاس:
العطاس هو: "ريح مختنقة تخرج وتفتح السد من الكبد، وهو دليل جيد للمريض مؤذن بانفراج بعض علته"(مفتاح دار السعادة، لابن القيم:2-263).
أو هو: "زفير مفاجئ قوي يخرج عن طريق قصبة الأنف دون إرادة الشخص، ينشأ عن تهيُّج الغشاء المخاطي للأنف، أو يخرج مرضًا؛ كما يحدث في الزكام، وانحباسه يحدث خمولًا في الجسم، أمَّا خروجه: فيحس العاطس بعده بخفة في بدنه"(توضيح الأحكام من بلوغ المرام، للبسام التميمي:7-305).
التشميت لغة: الدعاء بالخير والبركة.
وكل داع لأحد بخير فهو مشمت ومسمت بالشين والسين، والشين أعلى وأفشى في كلامهم. وكل دعاء بخير فهو تشميت. وقال القزاز: التشميت: التبريك والعرب تقول شمته إذا دعا له بالبركة.
وشمت عليه إذ برك عليه. وفي حديث تزويج علي بفاطمة رضي الله عنهما: شمت عليهما أي دعا لهما بالبركة (انظر فتح الباري لابن حجر:10-601).
وفي حديث العطاس: فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر. فالتشميت والتسميت الدعاء بالخير والبركة. وتشميت العاطس أو تسميته: أن يقول له متى كان مسلما: يرحمك الله (انظر لسان العرب، الصحاح، ومختار الصحاح مادة: "شمت").
وهو لا يخرج في الاصطلاح الفقهي عن هذا المعنى. قال ابن الأثير في النهاية التشميت بالشين والسين الدعاء بالخير والبركة والمعجمة أعلاهما يقال شمت فلانا وشمت عليه تشميتا فهو مشمت واشتقاقه من الشوامت وهي القوائم كأنه دعا للعاطس بالثبات على طاعة الله تعالى وقيل معناه أبعدك الله عن الشماتة وجنبك ما يشمت به عليك (الآداب الشرعية:2-322).
قال ابن عقيل: "التشميت بالشين والسين ذكره غير واحد من أصحابنا وغيرهم قال في شرح مسلم لغتان مشهورتان والمعجمة أفصح قال ثعلب معناه بالمعجمة أبعدك الله عن الشماتة وبالمهملة هو السمت وهو القصد والهدي قال الليث التشميت ذكر الله على كل شيء ومنه قولك للعاطس يرحمك الله"(الآداب الشرعية:2-321).