ظلم
2022-10-05 - 1444/03/09التعريف
1- تعريف الظلم لغة :
قال ابن فارس: الظاء واللام والميم أصلان صحيحان، أحدهما: خلاف الضياء والنور، والآخر: وضع الشيء غير موضعه تعدّياً. وقال الجوهري: ظلمه يظلمه ظلماً ومظلمة، وأصله وضع الشيء في غير موضعه.
2- تعريف الظلم شرعا
الظلم: التصرّف في حقّ الغير بغير حقّ، أو مجاوزة الحق.
وقيل: الظلم عبارة عن التعدّي عن الحق إلى الباطل، وهو الجور.
وقيل: وضع الشيء بغير محله بنقص أو زيادة أو عدول عن زمنه.
وقيل: الظلم وضع الشيء في غير موضعه، والتصرف في حقّ الغير، ومجاوزة حدّ الشارع.[انظر مقاييس اللغة (3/468، 469). الصحاح (5/1977). جامع العلوم والحكم (211). التعريفات للجرجاني (48). التوقيف على مهمات التعاريف (231). الكليات (594) ] .
العناصر
1- تعريف الظلم .
2- الشريعة الإسلامية قامت على إقامة العدل، وتحريم الظلم بكافة أنواعه صغيره وكبيره .
3- من أساليب القرآن في عرضه للظلم .
4- أنواع الظلم .
5- أضرار وعقوبات الظلم .
6- مفاسد الظلم وأضراره .
7- من صور ظلم العباد بعضهم بعضا .
8- النهي عن الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم .
9- حلمه صلى الله عليه وسلم وعفوه عن من أساء له وظلمه .
10- ذكر قصص الأمم السابقة الظالمة وما حل بها من عقوبة .
11- من سنن الله تعالى أن لا يهلك الأمم بظلمها إذا قام فيها مصلحون .
12- النهي عن مجالسة الظالمين بعد تذكيرهم ونصحهم .
الايات
1- قَالَ الله تَعَالَى: (مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ) [غافر:18].
2- قالَ تَعَالَى: (وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) [الحج:71].
3- قال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [البقرة:114].
4- قال تعالى: (لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ) [النساء:148].
5- قال تعالى: (فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [المائدة:39].
6- قال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) [الأنعام:21].
7- قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) [الأنعام:82].
9- قال تعالى: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ) [الرعد:6].
10- قال تعالى: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [النحل:61].
11- قال تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) [الحج:39].
12- قال تعالى: (وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) [الشعراء:224-227].
13- قال تعالى: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان:13].
14- قال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ) [السجدة:22].
15- قال تعالى: (قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ) [ص:24].
16- قال تعالى: (وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [الشورى41-43].
الاحاديث
1- عن جابر رضي الله عنه: أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «اتَّقُوا الظُّلْمَ؛ فَإنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ. وَاتَّقُوا الشُّحَّ؛ فَإِنَّ الشُّحَّ أهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ. حَمَلَهُمْ عَلَى أنْ سَفَكُوا دِمَاءهُمْ، وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ » [رواه مسلم (6741) ] .
2- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «لَتُؤَدُّنَّ الحُقُوقَ إِلَى أهْلِهَا يَومَ القِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ للشَّاةِ الجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ القَرْنَاءِ» [رواه مسلم] .
3- عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: كُنَّا نَتَحَدَّثُ عَنْ حَجَّةِ الوَدَاعِ، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أظْهُرِنَا، وَلا نَدْرِي مَا حَجَّةُ الوَدَاعِ حَتَّى حَمِدَ اللهَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأثْنَى عَلَيهِ ثُمَّ ذَكَرَ المَسْيحَ الدَّجَّال فَأطْنَبَ في ذِكْرِهِ، وَقَالَ: «مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبيٍّ إلاَّ أنْذَرَهُ أُمَّتَهُ أنْذَرَهُ نُوحٌ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ بَعْدِهِ، وَإِنَّهُ إنْ يَخْرُجْ فِيكُمْ فَما خَفِيَ عَليْكُمْ مِنْ شَأنِه فَلَيْسَ يَخْفَى عَليْكُم، إنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بأعْوَرَ وإنَّهُ أعْوَرُ عَيْنِ اليُمْنَى، كَأنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ. ألا إنَّ الله حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءكُمْ وَأمْوَالَكُمْ كحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، في بلدكم هذا، في شَهْرِكُمْ هَذَا، ألا هَلْ بَلّغْتُ؟» قالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ» ثلاثاً «وَيْلَكُمْ -أَوْ وَيْحَكُمْ-، انْظُروا: لا تَرْجعُوا بَعْدِي كُفّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» [رواه البخاري] .
4- عن عائشة رضي الله عنها: أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَنْ ظَلَمَ قيدَ شِبْرٍ مِنَ الأرْضِ، طُوِّقَهُ مِنْ سبْعِ أرَضينَ» [مُتَّفَقٌ عَلَيهِ] .
5- عن أَبي موسى رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ، فَإِذَا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ»، ثُمَّ قَرَأَ: (وكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود: 102] [مُتَّفَقٌ عَلَيهِ] .
6- عن معاذ رضي الله عنه، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «إنَّكَ تَأتِي قَوْماً مِنْ أهلِ الكِتَابِ فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلاَّ الله، وَأنِّي رسولُ الله، فَإنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذلِكَ، فَأعْلِمْهُمْ أنَّ اللهَ قَدِ افْتَرضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَواتٍ في كُلِّ يَوْمٍ وَلَيلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأعْلِمْهُمْ أنَّ اللهَ قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤخَذُ مِنْ أغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإنْ هُمْ أطَاعُوا لِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَها وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ» [مُتَّفَقٌ عَلَيهِ] .
7-عن أبي حُمَيدٍ عبد الرحمان بن سعد السَّاعِدِي رضي الله عنه، قَالَ: اسْتَعْمَلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً مِنَ الأزْدِ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ اللُّتْبِيَّةِ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ، قَالَ: هَذَا لَكُمْ، وَهَذَا أُهْدِيَ إِلَيَّ، فَقَامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى المِنْبَرِ فَحَمِدَ الله وَأثْنَى عَلَيهِ، ثُمَّ قَالَ: «أمَّا بَعدُ، فَإِنِّي أسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ منْكُمْ عَلَى العَمَلِ مِمَّا وَلاَّنِي اللهُ، فَيَأتِي فَيَقُولُ: هَذَا لَكُمْ وَهَذا هَدِيَّةٌ أُهْدِيتْ إلَيَّ، أفَلا جَلَسَ في بيت أبِيهِ أَوْ أُمِّهِ حَتَّى تَأتِيَهُ هَدِيَّتُهُ إنْ كَانَ صَادِقاً، واللهِ لا يَأخُذُ أحَدٌ مِنْكُمْ شَيئاً بِغَيرِ حَقِّهِ إلاَّ لَقِيَ الله تَعَالَى، يَحْمِلُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَلا أعْرِفَنَّ أحَداً مِنْكُمْ لَقِيَ اللهَ يَحْمِلُ بَعيراً لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ» ثُمَّ رفع يديهِ حَتَّى رُؤِيَ بَيَاضُ إبْطَيْهِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ» ثلاثاً [مُتَّفَقٌ عَلَيهِ] .
8- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلمَةٌ لأَخِيه، مِنْ عِرضِهِ أَوْ مِنْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ قبْلَ أنْ لاَ يَكُونَ دِينَار وَلاَ دِرْهَمٌ؛ إنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلمَتِهِ، وَإنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيهِ» [رواه البخاري] .
9- وعنه رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ عَلَى ثَقَل النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ كِرْكِرَةُ، فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «هُوَ في النَّارِ» فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْه، فَوَجَدُوا عَبَاءةً قَدْ غَلَّهَا [رواه البخاري] .
10- عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «أتدرونَ مَنِ المُفْلِسُ؟) قالوا: المفْلسُ فِينَا مَنْ لا دِرهَمَ لَهُ ولا مَتَاع، فَقَالَ: «إنَّ المُفْلسَ مِنْ أُمَّتي مَنْ يأتي يَومَ القيامَةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزَكاةٍ، ويأتي وقَدْ شَتَمَ هَذَا، وقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مالَ هَذَا، وسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وهَذَا مِنْ حَسناتهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُه قَبْل أنْ يُقضى مَا عَلَيهِ، أُخِذَ منْ خَطَاياهُم فَطُرِحَتْ عَلَيهِ، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ» [رواه مُسلم] .
11- عن أم سلمة رضي الله عنها: أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «إنَّمَا أنا بَشَرٌ، وَإنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أنْ يَكُونَ ألْحَنَ بِحُجّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فأَقْضِيَ لَهُ بِنَحْوِ مَا أسْمعُ، فَمَنْ قَضَيتُ لَهُ بِحَقِّ أخِيهِ فَإِنَّما أقطَعُ لَهُ قِطعةً مِنَ النَّارِ» مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
12- عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ في فُسْحَةٍ مِنْ دِينهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَرَاماً) رواه البخاري.
13- عن خولة بنتِ عامر الأنصارية، وهي امرأة حمزة رضي الله عنه وعنها، قَالَتْ: سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (إنَّ رِجَالاً يَتَخَوَّضُونَ في مَالِ الله بغَيرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَومَ القِيَامَةِ) رواه البخاري.
14- عن أَبي بكْرة نُفَيْع بن الحارث رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَته يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ: السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرَاً، مِنْهَا أرْبَعَةٌ حُرُمٌ: ثَلاثٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَة، وذُو الحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشعْبَانَ، أيُّ شَهْر هَذَا؟) قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَننَّا أنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: (ألَيْسَ ذَا الحِجَّةِ؟) قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: (فَأيُّ بَلَد هَذَا؟) قُلْنَا: اللهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيرِ اسْمِهِ. قَالَ: (ألَيْسَ البَلْدَةَ؟) قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: (فَأيُّ يَوْم هَذَا؟) قُلْنَا: اللهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بغَيرِ اسْمِهِ. قَالَ: (ألَيسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟) قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: (فَإنَّ دِمَاءكُمْ وَأمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عليكم حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا في بَلَدِكُمْ هَذَا في شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقُونَ رَبَّكُمْ فَيَسْألُكُمْ عَنْ أعْمَالِكُمْ، ألا فَلا تَرْجعوا بعدي كُفّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْض، ألا لَيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يَبْلُغُهُ أنْ يَكُونَ أوْعَى لَهُ مِنْ بَعْض مَنْ سَمِعَهُ)، ثُمَّ قَالَ: (إلاَّ هَلْ بَلَّغْتُ، ألاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟) قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: (اللَّهُمَّ اشْهَدْ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
15- عن أَبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي رضي الله عنه: أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (مَن اقْتَطَعَ حَقَّ امْرىء مُسْلِم بيَمينه، فَقدْ أوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيهِ الجَنَّةَ) فَقَالَ رَجُلٌ: وإنْ كَانَ شَيْئاً يَسيراً يَا رَسُول الله؟ فَقَالَ: (وإنْ قَضيباً مِنْ أرَاك) رواه مسلم.
16- عن عَدِيّ بن عَميْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَل، فَكَتَمَنَا مِخْيَطاً فَمَا فَوْقَهُ، كَانَ غُلُولاً يَأتِي به يَومَ القِيَامَةِ) فَقَامَ إليه رَجُلٌ أسْوَدُ مِنَ الأنْصَارِ، كَأنِّي أنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، اقْبَلْ عَنِّي عَمَلَكَ، قَالَ: (وَمَا لَكَ؟) قَالَ: سَمِعْتكَ تَقُولُ كَذَا وكَذَا، قَالَ: (وَأَنَا أقُولُه الآنَ: مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فَلْيَجِيءْ بقَليله وَكَثيره، فَمَا أُوتِيَ مِنْهُ أخَذَ، وَمَا نُهِيَ عَنْهُ انْتَهَى) رواه مسلم.
17- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيبَر أقْبَلَ نَفَرٌ مِنْ أصْحَابِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقَالُوا: فُلاَنٌ شَهِيدٌ، وفُلانٌ شَهِيدٌ، حَتَّى مَرُّوا عَلَى رَجُلٍ، فقالوا: فُلانٌ شَهِيدٌ. فَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: (كَلاَّ، إنِّي رَأيْتُهُ في النَّار في بُرْدَةٍ غَلَّهَا - أَوْ عَبَاءة -) رواه مسلم.
17- عن أَبي قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه، عن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ قَامَ فيهم، فَذَكَرَ لَهُمْ أنَّ الجِهَادَ في سبيلِ الله، وَالإِيمَانَ بالله أفْضَلُ الأعْمَالِ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، أرَأيْتَ إنْ قُتِلْتُ في سبيلِ الله، تُكَفَّرُ عَنّي خَطَايَايَ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (نَعَمْ، إنْ قُتِلْتَ في سبيلِ اللهِ، وَأنْتَ صَابرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيرُ مُدْبر) ثُمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (كَيْفَ قُلْتَ؟) قَالَ: أرَأيْتَ إنْ قُتِلْتُ في سبيلِ الله، أتُكَفَّرُ عَنّي خَطَايَايَ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (نَعمْ، وَأنْتَ صَابرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيرُ مُدْبِرٍ، إلاَّ الدَّيْنَ؛ فإنَّ جِبريلَ عليه السلام قَالَ لي ذلِكَ) رواه مسلم.
الاثار
1- قال أبو هريرة رضي الله عنه: " إن الحباري لتموت في وكرها من ظلم الظالم " الجواب الكافي.
2- قال يزيد بن حكيم: " ما هبْتُ أحداً قط هيبتي رجلاً ظلمته، وأنا أعلم لا ناصر له إلا الله، يقول لي: حسبي الله، الله بيني وبينك " الكبائر للذهبي.
3- قال بعض السلف: " لا تظلم الضعفاء فتكون من شرار الأقوياء ".
4- قال سعيد بن عبد العزيز: " من جمع مالاً بظُلم أورثه الله فقراً بغير ظلم " شعب الإيمان.
5- قال شيخ الإسلام: " جماع الحسنات العدل، وجماع السيئات الظلم " مجموع الفتاوى.
القصص
1- قيل: لما حبس خالد بن برمك وولده، قال: يا أبتي بعد العز صرنا في القيد والحبس، فقال: يا بني دعوة المظلوم سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها.
2- كان رجل يعمل عند كفيله فلم يعطه راتب الشهر الأول والثاني والثالث، وهو يتردد إليه ويلح وأنه في حاجة إلى النقود، وله والدان وزوجة وأبناء في بلده، وأنهم في حاجة ماسة، فلم يستجب له وكأن في أذنيه وقر. فقال له المظلوم: حسبي الله؛ بيني وبينك، واللهِ سأدعو عليك، فقال له: اذهب وادعُ علي عند الكعبة، وشتمه، وطرده.
وفِعلاً استجاب لرغبته، ودعا عليه عند الكعبة، ويريد الله عز وجل أن تكون تلك الأيام من أيام رمضان المبارك (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) [الشعراء:227]، ومرت الأيام، فإذا بالكفيل مرض مرضاً شديداً لا يستطيع تحريك جسده، وانصب عليه الألم صباً حتى تنوم في إحدى المستشفيات فترة من الزمن. فعلم المظلوم بما حصل له، وذهب يروره مع الناس، فلما رآه قال: أدعوت علي؟ قال له: نعم، وفي المكان الذي طلبته مني. فنادى على ابنه وقال: أعطه جميع حقوقه، وطلب منه السماح، وأن يدعو له بالشفاء.
3- يروى أن صيادا لديه زوجة وعيال، لم يرزقه الله بالصيد عدة أيام، حتى بدأ الزاد ينفد من البيت وكان صابرا محتسبا، وبدأ الجوع يسري في الأبناء، والصياد كل يوم يخرج للبحر إلا أنه لا يرجع بشيء. وظل على هذا الحل عدة أيام.
وذات يوم، يأس من كثرة المحاولات، فقرر أن يرمي الشبكة لآخر مرة، وإن لم يظهر بها شيء سيعود للمنزل ويكرر المحاولة في اليوم التالي، فدعى الله ورمى الشبكة، وعندما بدأ بسحبها، أحس بثقلها، فاستبشر وفرح، وعندما أخرجها وجد بها سمكة كبيرة جدا لم ير مثلها في حياته.
ضاقت ولما استحكمت حلقاتها * * * فرجت وكنت أضنها لا تفرج
فأمسكها بيده، وظل يسبح في الخيال؛ ماذا سيفعل بهذه السمكة الكبيرة؟
فأخذ يحدث نفسه ..
سأطعم أبنائي من هذه السمكة
سأحتفظ بجزء منها للوجبات الأخرى
سأتصدق بجزء منها على الجيران
سأبيع الجزء الباقي منها
…… وقطع عليه أحلامه صوت جنود الملك … يطلبون منه إعطائهم السمكة لأن الملك أعجب بها. فلقد قدر الله أن يمر الملك مع موكبه في هذه اللحظة بجانب الصياد ويرى السمكة ويعجب بها فأمر جنوده بإحضارها.
رفض الصياد إعطائهم السمكة، فهي رزقه وطعام أبنائه، وطلب منهم دفع ثمنها أولا، إلا أنهم أخذوها منه بالقوة.
وفي القصر … طلب الحاكم من الطباخ أن يجهز السمكة الكبيرة ليتناولها على العشاء.
وبعد أيام اصاب الملك داء (الغرغرينة، وكان يطلق عليه اسم غير هذا الاسم في ذلك الزمان) فاستدعى الأطباء فكشفوا عليه وأخبروه بأن عليهم قطع إصبع رجله حتى لا ينتقل المرض لساقه، فرفض الملك بشدة وأمر بالبحث عن دواء له. وبعد مدة، أمر بإحضار الأطباء من خارج مدينه، وعندما كشف الأطباء عليه، أخبروه بوجود بتر قدمه لأن المرض انتقل إليها، ولكنه أيضا عارض بشدة
بعد وقت ليس بالطويل، كشف الأطباء عليه مرة ثالثة، فرأوا أن المرض قد وصل لركبته.
فألحوا على الملك ليوافق على قطع ساقه لكي لا ينتشر المرض أكثر.. فوافق الملك، فقطعت ساقه.
في هذه الإثناء، حدثت اضطرابات في البلاد، وبدأ الناس يتذمرون. فاستغرب الملك من هذه الأحداث.. أولها المرض وثانيها الاضطرابات.. فاستدعى أحد حكماء المدينة، وسأله عن رأيه فيما حدث
فأجابه الحكيم: لابد أنك قد ظلمت أحدا؟
فأجاب الملك باستغراب: لكني لا أذكر أنني ظلمت أحدا من رعيتي
فقال الحكيم: تذكر جيدا، فلابد أن هذا نتيجة ظلمك لأحد.
فتذكر الملك السمكة الكبيرة والصياد.. وأمر الجنود بالبحث عن هذا الصياد وإحضاره على الفور.. فتوجه الجنود للشاطئ، فوجدوا الصياد هناك، فأحضروه للملك.
فخاطب الملك الصياد قائلا: أصدقني القول، ماذا فعلت عندما أخذت منك السمكة الكبيرة؟
فتكلم الصياد بخوف: لم أفعل شيئاً.
فقال الملك: تكلم ولك الأمان.
فاطمأن قلب الصياد قليلا وقال: توجهت إلى الله بالدعاء قائلاً: اللهم لقد أراني قوته علي، فأرني قوتك عليه.
4- يتحدث (تركي محمد) قائلاً: "استدنت من رجل مبلغ مائتي الف ريال من اجل اتمام احد المشاريع وبعد انتهاء المدة المحددة لي لاستعادة المبلغ حضر الرجل للمطالبة بحقه ولكنني قمت بطرده وانكرت انه اعطاني أي مبلغ خاصة وانه لم يأخذ مني أي اثبات". ويتوقف ليواصل (لم أكن اعلم ما ينتظرني بسبب ظلمي فبعد مضي ثلاثة أشهر خسرت صفقة بقيمة نصف مليون ريال ومنذ ذلك اليوم والخسارة تلازمني، ولقد نصحتني زوجتي بأرجاع المبلغ لصاحبه لان ما يحدث لنا عقاب من الله ولكن مع الأسف لم استمع لها وتماديت في المكابرة حتى خسرت اعز ما ما املك ابنائي الثلاثة في حادث سيارة اثناء عودتهم من الدمام). ويتابع: (امام ذلك الحدث الرهيب قررت وبدون تردد اعادة الحق لصاحبه وطلب المسامحة منه حتى لا يحرمني الله من زوجتي وابني ذي السبع سنوات فهم كل ما بقي لدي).
5- وتقول (نورة عبدالله) استاذة جامعية ومطلقة مرتين: (حدثت قصتي مع الظلم قبل سبع سنوات فبعد طلاقي الثاني قررت الزواج بأحد اقاربي والذي كان ينعم بحياة هادئة مع زوجته واولاده الخمسة). وتتابع: (اتفقت مع ابن خالتي والذي كان يحب زوجة الرجل الذي قررت الزواج به على اتهامها بخيانة زوجها وبدأنا في اطلاق الشائعات بين الاقارب ومع مرور الوقت نجحنا حيث بدأت الحياة تتدهور بين الزوجين حتى وصلت إلى الطلاق) وتتوقف والدموع في عينيها.. بعد مضي سنة تزوجت المرأة برجل ذي مركز أما الرجل فقد تزوج بامرأة غيري وبالتالي لم احصل مع ابن خالتي على هدفنا المنشود ولكن حصلنا على نتيجة ظلمنا حيث اصبت بسرطان الدم، اما ابن خالتي فقد احترق مع الشاهد الثاني بسبب التماس كهربائي في الشقة التي كان يقيم فيها وذلك بعد ثلاث سنوات من القضية.
6- يقول سعد سالم: (أملك مزرعة خاصة بي وكان بجانبها قطعة أرض زراعية حاولت كثيراً مع صاحبها أن يتنازل عنها ولكنه رفض.. ويواصل قررت في النهاية الحصول على الارض ولو بالقوة خاصة انه لا يملك اوراقاً تثبت ملكيته للارض التي ورثها عن والده، حيث ان أغلب الأهالي في القرى لا يهتمون كثيراً بالاوراق الرسمية). ويواصل (أحضرت شاهدين دفعت لكل واحد منهم ستين الف ريال مقابل الشهادة امام المحكمة انني المالك الشرعي للارض وبالفعل بعد عدد من الجلسات استطعت الحصول على تلك الارض التي حاولت كثيراً زراعتها ولكن بدون فائدة مع ان الخبراء وضحوا لي انها ارض صالحة للزراعة، اما مزرعتي الخاصة فقد بدأت الآفات من الحشرات الارضية تتسلط عليها في وقت الحصاد لدرجة أنني خسرت الكثير من المال إضافة إلى ذلك الحوادث التي كنت أتعرض لها وكادت أن تودي بحياتي). ويواصل: (لقد قمت باعادة الارض لصاحبها وقد لا تصدقين إذا قلت لك ان الارض التي لم تنتج اصبحت أفضل إنتاجاً من مزرعتي، أما الحشرات فقد اختفت ولم يعد لها أي أثر).
7- قال حمد بدر: (قبل ثماني سنوات عندما كنت طالباً في المرحلة الثانوية حدثت مشاجرة بيني وبين احد الطلاب المتفوقين حيث قررت بسبب تلك المشاجرة تدمير مستقبله، ويتابع.. لايمكن ان يسقط ذلك اليوم من ذاكرتي حيث حضرت في الصباح الباكر ومعي مجموعة من سجائر الحشيش التي كنا نتعاطها).. ويتابع: (وضعتها في حقيبة ذلك الطالب وطلبت من احد اصدقائي ابلاغ الشرطة بأن في المدرسة مروج مخدرات وبالفعل تمت الخطة بنجاح، وكنا نحن الشهود الذين نستخدم المخدرات ..منذ ذلك اليوم كنت اشاهد نتيجة ظلمي الذي صنعته بيدي فقبل سنتين تعرضت لحادث سيارة فقدت بسببها يدي اليمُنى). ويواصل: (ذهبت له في منزله اطلب منه السماح ولكنه رفض لانني تسببت في تشويه سمعته بين اقاربه وانه اصبح شخصاً - منبوذاً - من الجميع واخبرني انه يدعو عليّ كل ليلة لأنه خسر كل شيء بسبب تلك الفضيحة). ويتابع: بالاضافة إلى يدي المفقودة اصبحت مقعداً على كرسي متحرك نتيجة حادث آخر انني اعيش حياة تعيسة ومع ذلك اخاف من الموت لانني اخشى عقوبة رب العباد.
8- تقول مها السبيعي: (أعمل معلمة في المرحلة المتوسطة وكان من بين الطالبات اللاتي ادرسهن طالبة تشبه ابنتي التي فقدتها في حادث سيارة وبدافع الشوق والحنين لابنتي اصبحت اعامل تلك الطالبة تماماً مثل ابنتي لدرجة ان مديرة المدرسة نصحتني بعدم اعطاء أي اهتمام زائد لتلك الطالبة أو التمييز بينها وبين صديقاتها).. وتواصل: (ذات يوم حدثت مشكلة بين تلك الطالبة واحدى صديقاتها ومنذ ذلك اليوم قررت الانتقام لها وذلك عن طريق اعطاء تلك الطالبة درجات ضعيفة في الاختبارات الشهرية واعمال السنة وبالفعل استطعت ان اجعل تلك الطالبة تعيد بسبب مادة الانجليزي سنتين). وتواصل: (لقد شعرت بتأنيب الضمير عندما رأيتها تبكي بحرقة وهي تقول لصديقاتها انها متأكدة من الاجابة لقد ذهبت اليها على أمل ان تسامحني على ما فعلته بها ولكنها رفضت وبشدة واخبرتني انها لن تسامحني ابداً). وتتابع: (سبحان الله بعد مضي ثلاث سنوات دارت الايام على ابنتي بسبب ظلم احدى معلماتها حيث اخفقت في دراستها سنتين وفي نفس مادة تخصصي ومع ذلك أرجو من الله أن يكون هذا عقابي فقط).
9- عمر بن عبد العزيز ذكر ما مضى من العدل والجور، وعنده هشام بن عبد الملك، فقال هشام: إنا والله لا نعيب آباءنا ولا نضع شرفنا في قومنا. فقال عمر: وأي عيب أعيب مما عابه القرآن؟!.
الاشعار
أَمَـا وَاللهِ إِنْ الـظُّـلْـمُ لُــؤمٌ *** وَمَـا زَالَ الْمُسِـيءُ هُوَ الظَّلُومُ
إِلَى دَيَّانِ يَـوْمِ الدِّيـنِ نَمْـضِـي *** وَعِنْـدَ الله تَجْتَمِـعُ الـخُصُومُ
سَتَعْلَـمُ فِي الـحِسَابِ إِذَا الْتَقَينَـا *** غَـدًا عِنْدَ الإِلـهِ مَـنِ الـمَلُومُ
[أبو العتاهية]
وإِيَّـاكَ وَالظُّـلْـمَ الْمُبَيِّـنَ إِنَّنِـي *** أًرَى الظُّلْمَ يَغْشَى بِالرِّجَالِ الْمَغَاشِيَا
وَلا تَـكُ حَفَّـارًا بِظِلْفِـكَ إِنَّمـا *** تُصِيبُ سِهَامُ الغَيِّ مَنْ كَانَ غَاوِيَا
[أمية بن طارق الأسدي]
وَلا تَعْجَـلْ عَلَـى أَحَـدٍ بِظُلْـمٍ *** فَـإِنَّ الظُّلْـمَ مَرْتَعُـهُ وَخِيـمُ
[محمد بن عيسى بن طلحة]
وَالْجَـوْرُ فِي النَّاس لا تَخْفَى مَعَالِمُهُ *** وَالْعَدْلُ مِنْ دُونِهِ الأَسْتَارُ والظُّلُمُ
[ابن مغل: صالح بن عبد الله]
وَمَا مِـنْ يَـدٍ إِلا يَـدُ اللهِ فَوْقَهَـا *** وَلا ظَـالِـمٍ إِلا سَيُبْلَى بِظَالِـمِ
[............]
وَأَنْتَ كَـالأَفْعَـى الَّتِي لا تَحْتَفـِرْ *** ثَـمَّ تَجِـي سَـادِرَةُ فَتَنْجَحِـرْ
[...........]
أَدِّ الأَمانَـةَ وَالْخِيَـانَـةَ فَاجْتَنِـبْ *** وَاعْدِلْ وَلا تَظْلِمْ يَطِيبُ الْمَكْسَبُ
وَاحْذَرْ مِنَ الْمَظْلُـومِ سَهْمًا صَائِبًـا *** وَاعْلَـمْ بِأَنَّ دُعَـاءَهُ لا يُحْجَبُ
[عليُّ بن أبي طالبٍ]
وَإِذَا ظُلِمْتُ فَـإِنَّ ظُلْمِـي بَاسِـلٌ *** مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعْـمِ الْعَلْقَـمِ
[عنترة بن شدّاد العَبْسِيّ]
وَقَالُوا قَـدْ جُنِنْتَ فَقُلْـتُ كَـلاَّ *** وَرَبِّـي مَا جُنِنْـتُ وَلا انْتَشَيْتُ
وَلَكِنِّي ظُلِمْـتُ فَكِـدْتُ أَبْكِـي *** مِنَ الظُّلْـمِ الْمُبَـرِّحِ أَوْ بَكَيْـتُ
[سِنَان بن الفَحْل الطائي]
وَظُلْمُ ذَوِي الْقُـرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةُ *** عَلَى الْمَرْءِ مِنْ وَقْعِ الْحُسَامِ الْمُهَنَّدِ
[طَرَفة]
إِيَّاكَ مِـنْ عَسْفِ الأَنَـامِ وَظُلْمِهِمْ *** وَاحْذَرْ مِنَ الدَّعَواتِ فِي الأَسْحَارِ
وَإِنْ ابْتُلِيـتَ بِـذِلَّـةٍ وَخَطِيـئَـةٍ *** فَانْـدَمْ وَبَادِرْهَـا بِالاسْتِغْفَـارِ
[ابن الوَرْديّ]
حَـذَارِ بُنَـيَّ الْبَغْـيَ لا تَقْرَبَنَّـهْ *** حَـذَارِ فَـإِنَّ الْبَغْيَ وَخْمٌ مَرَاتِعُهْ
[امرأة]
مَـنْ عَفَّ عَـنْ ظُلْمِ الْعِبَادِ تَوَرُّعًا *** جَـاءَتْهُ أَلْطَـافُ الإِلَـهِ تَبَرُّعًـا
[ابن حَيُّوس]
لا تَظْلِمَـنَّ إِذَا مَـا كُنْتَ مُقْتَـدِرًا *** فَالظُّلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إِلَى النَّـدَمِ
تَنَـامُ عَيْنُـكَ وَالْمَظْلُـومُ مُنْتَبِـهٌ *** يَدْعُـو عَلَيْكَ وَعَيـنُ اللهِ لَمْ تَنَمِ
[عليُّ بن أبي طالب]
متفرقات
1- قال شيخ الإسلام: جماع الحسنات العدل، وجماع السيئات الظلم [مجموع الفتاوى] .
الإحالات
1- الآداب الشرعية - ابن مفلح الحنبلي 1/178 مؤسسة قرطبة .
2- الأخلاق الإسلامية - عبد الرحمن الميداني 2/85 دار القلم الطبعة الأولى 1399 .
3- إصلاح المجتمع البيحاني ص 75 مكتبة أسامة بن زيد الطبعة الثانية 1392 .
4- الإيمان - ابن تيمية ص 75 المكتب الإسلامي الطبعة الثانية 1392 .
5- بهجة المجالس وأنس المجالس - القرطبي 1/361 دار الكتب العلمية .
6- ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير وزيادته - عوني الشريف، على حسن عبد الحميد 3/47 مكتبة المعارف الطبعة الأولى 1406 .
7- تفسير وبيان مفردات القرآن - محمد حسن الحمصي ص 272 دار الرشيد مؤسسة الإيمان .
8- تنبية الغافلين عن أعمال الجاهلين ابن النحاس ص 118 الطبعة الثالثة 1407 .
9- الشفاء فى مواعظ الملوك والخلفاء - ابن الجوزي تحقيق فؤاد أحمد ص 48 دار الحرمين الطبعة الثانية 1402 .
10- الضياء اللامع من الخطب الجوامع - ابن عثيمين ص 292 الرئاسة العامة الطبعة الثانية 1400 .
11- عيون الأخبار - ابن قتيبة تحقيق يوسف الطويل 1/143 دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1406 .
12- فتح الباري - ابن حجر 5/95 دار الفكر .
13- فضل الله الصمد فى توضيح الأدب المفرد - فضل الله الجيلاني 1/265 مكتبة ابن تيمية الطبعة الثالثة 1407 .
14- منهج الأنبياء فى الدعوة إلى الله - محمد زين العابدين 2/13 دار الأرقم الطبعة الأولى 1408 .
15- موارد الظمآن لدروس الزمان - عبد العزيز السلمان 3/417 الطبعة الثامنة 1408 .
16- نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء - محمد حسن موسى ص 1732 دار الأندلس جدة الطبعة الأولى 1411 .
17- الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب - ابن القيم تحقيق بشير محمد عيون ص 33 مكتبة دار البيان .