شك

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

الشك لغة:

الشّك مصدر شكّ في الأمر يشكّ شكّا إذا التبس، يقول ابن فارس: الشّين والكاف أصل واحد مشتقّ بعضه من بعض، وهو يدلّ على التّداخل، من ذلك شككته بالرّمح وذلك إذا طعنته، فداخل السّنان جسمه. ومن هذا الباب الشّكّ الّذي هو خلاف اليقين، إنّما سمّي بذلك، لأنّ الشّاكّ كأنّه شكّ له الأمران في مشكّ واحد، وهو لا يتيقّن واحدا منهما، فمن ذلك اشتقاق الشّكّ. تقول: شككت بين ورقتين، إذا أنت غرزت العود فيهما فجمعتهما.

وقيل: الشّكّ الارتياب، ويستعمل الفعل لازما ومتعدّيا بالحرف، فيقال: شكّ الأمر يشكّ شكّا إذا التبس، وشككت فيه، وقولهم خلاف اليقين يعني التّردّد بين شيئين سواء استوى طرفاه، أو رجح أحدهما على الآخر، قال تعالى: (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ) [يونس: 94] أي غير مستيقن، وهو يعمّ الحالتين والشّكوك النّاقة الّتي يشكّ في سنامها، أبه طرق أم لا لكثرة وبرها فيلمس سنامها والجمع شكّ، وشكّه بالرّمح والسّهم ونحوهما يشكّه شكّا: انتظمه .. وشككته بالرّمح إذا خرقته وانتظمته.

والشّكّة: السّلاح، وقيل: ما يلبس من السّلاح.

والشّكّ لزوق العضد بالجنب .. والشّكّ اللّزوم واللّصوق .. وشكّ البعير يشكّ شكّا أي ظلع ظلعا خفيفا.

وقال ابن منظور: الشّكّ نقيض اليقين، وجمعه شكوك، وهو الرّيب وقد شككت في كذا، وشكّ في الأمر يشكّ شكّا وشكّكه فيه غيره. وتشكّك في الأمر تشكّكا بمعنى شكّ. أنشد ثعلب:

من كان يزعم أن سيكتم حبّه *** حتّى يشكّك فيه، فهو كذوب

أراد حتّى يشكّك فيه غيره.

 [لسان العرب (10/ 451- 452)، والنهاية في غريب الحديث: (2/ 495). وانظر المصباح المنير (302)، ومقاييس اللغة لابن فارس (3/ 173) ] .

وقال الفيروزاباديّ: والشّكّ ربّما كان في الشّيء: هل هو موجود أو غير موجود؟ وربّما كان في جنسه أي من أيّ جنس هو، وربّما كان في بعض صفاته، وربّما كان في الغرض الّذي لأجله أوجد، والشّكّ ضرب من الجهل، وهو أخصّ منه، لأنّ الجهل قد يكون عدم العلم بالنّقيضين رأسا. وكلّ شكّ جهل، وليس كلّ جهل شكّا.

وأصله من شككت الشيء. إذا خرقته، قال عنترة:

وشككت بالرّمح الأصمّ لهاته *** ليس الكريم على القنا بمحرّم

وكأنّ الشّكّ الخرق في الشّيء، وكونه بحيث لا يجد الرّأي مستقرّا يثبت فيه ويعتمد عليه. ويجوز أن يكون مستعارا من الشّكّ وهو لصوق العضد بالجنب، وذلك أن يتلاصق النّقيضان فلا مدخل للفهم والرّأي ليتخلّل ما بينهما، ويشهد لهذا قولهم: التبس الأمر واختلط وأشكل. ونحو ذلك من الاستعارات [المفردات للراغب (272) والتوقيف للمناوي (207)، بصائر ذوي التمييز (3/ 332) ] .

الشك اصطلاحا:

قال الجرجانيّ: الشّكّ: هو التّردّد بين النّقيضين لا ترجيح لاحدهما على الآخر عند الشّاكّ.

وقيل: الشّكّ ما استوى طرفاه، وهو الوقوف بين الشّيئين لا يميل القلب إلى أحدهما، فإذا ترجّح أحدهما، ولم يطرح الآخر فهو ظنّ، فإذا طرحه، فهو غالب الظّنّ، وهو بمنزلة اليقين [التعريفات (128) ] 

وقيل: الشّكّ اعتدال النّقيضين عند الإنسان وتساويهما، وذلك قد يكون لوجود أمارتين متساويتين عند النّقيضين. أو لعدم الأمارة فيهما [المفردات (272)، وانظر الكليات للكفوي (528) ] .

وقال المناويّ: الشّكّ: الوقوف بين النّقيضين، وقيل: هو الوقوف بين المعنى ونقيضه، وضدّه: الاعتقاد [التوقيف على مهمات التعاريف (207) ] .

وقال الكفويّ: وقال بعضهم: الشّكّ ما استوى فيه اعتقادان أو لم يستويا، ولكن لم ينته أحدهما إلى درجة الظّهور الّذي يبني عليه العاقل الأمور المعتبرة.

والشّكّ كما يطلق على ما لا يترجّح أحد طرفيه، يطلق أيضا على مطلق التّردّد، وعلى ما يقابل العلم [الكليات (528) ].

 

العناصر

1- كفر من اعتقد عدم كفر الكفار أو شك في كفرهم أو صحيح مذهبهم أو اعتقد جواز التدين بغير دين الإسلام .

 

 

2- الشك مدخل كبير للشيطان يدخل به على ابن آدم يقابل باليقين .

 

 

3- القرآن يذهب ما في القلوب من أمراض الشك والنفاق والشرك والزيغ والوساوس وضيق الصدر، وبه يحصل الإيمان والحكمة .

 

 

4- حصول الطمأنينة وراحة البال للمسلم وبعده عن الريبة من مقاصد الشريعة .

 

 

5- الشك سبب خطير من أسباب المشكلات الأسرية .

 

 

6- الشك مظهر من مظاهر سوء الخلق .

 

 

7- الشك والجحود سبب من أسباب سوء الخاتمة .

 

 

8- الرخص لا تناط بالشك فمن شك مثلا في جواز القصر وجب عليه الإتمام .

 

 

9- طرق ووسائل لعلاج الشك في القلوب .

 

الايات

1- قوله تعالى: ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ وَقالُوا إِنَّا كَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ مُرِيبٍ* قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ * قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) [إبراهيم: 9- 11 ] .

 

 

2- قوله تعالى: ( لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ * فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ * رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ * أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ * إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ * يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ ) [الدخان: 8- 16 ] .

 

 

3- قوله تعالى: ( وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ *وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ * إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ ) [يونس: 93- 96 ] .

 

 

4- قوله تعالى: ( قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) [ يونس: 104 ] .

 

 

5- قوله تعالى: ( وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ * قالُوا يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ مُرِيبٍ * قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ * وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ * فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ * فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ) [هود: 61- 66 ] .

 

 

6- قوله تعالى: ( وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ) [هود: 110 ] .

 

 

7- قوله تعالى: ( وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ * أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْ ءٌ عُجابٌ * وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْ ءٌ يُرادُ * ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ * أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ ) [ص: 4- 8 ] .

 

 

8- قوله تعالى: ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ * بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ * وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ * لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) [النمل: 65- 68 ] .

 

 

9- قوله تعالى: ( يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ وَآتَيْنا مُوسى سُلْطاناً مُبِيناً * وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ وَقُلْنا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً * فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا * وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً * وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ) [النساء: 153- 158] .

 

 

10- قوله تعالى: ( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) [البقرة: 23 ] .

 

 

11- قوله تعالى: ( اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً ) [النساء: 87 ] .

 

 

12- قوله تعالى: ( يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) [الحج: 5- 7 ] .

 

 

13- قوله تعالى: ( وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ ) [العنكبوت: 48 ] .

 

 

14- قوله تعالى: ( يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) [الحديد: 14 ] .

 

 

15- قوله تعالى: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ )  [الحجرات: 15 ] .

 

الاحاديث

1- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا شكّ أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلّى؟ ثلاثا أم أربعا؟ فليطرح الشّكّ وليبن على ما استيقن. ثمّ يسجد سجدتين قبل أن يسلّم. فإن كان صلّى خمسا، شفعن له صلاته.وإن كان صلّى إتماما لأربع، كانت ترغيما للشّيطان» [مسلم (571) وترغيما للشيطان أي إغاظة له وإذلالا ] .

 

 

2- عن النّعمان بن بشير- رضي اللّه عنهما- قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «الحلال بيّن، والحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهة، فمن ترك ما شبّه عليه من الإثم كان لما استبان أترك، ومن اجترأ على ما يشكّ فيه من الإثم أوشك أن يواقع ما استبان، والمعاصي حمى اللّه، من يرتع حول الحمى يوشك أن يواقعه» [البخاري- الفتح 4 (2501) واللفظ له، ومسلم (1599) ] .

 

 

3- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «نحن أحقّ بالشّكّ من إبراهيم صلّى اللّه عليه وسلّم إذ قال: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي. قال: «ويرحم اللّه لوطا. لقد كان يأوي إلى ركن شديد. ولو لبثت في السّجن طول لبث يوسف لأجبت الدّاعي» [البخاري- الفتح 6 (3372)، ومسلم (151) واللفظ له ] .

 

 

4- عن جابر- رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إذا أكل أحدكم طعاما فسقطت لقمة فليمط ما رابه منها ثمّ ليطعمها ولا يدعها للشّيطان» [مسلم (2033)، الترمذي (1802) واللفظ له ] .

 

 

5- عن جبير بن نفير، وكثير بن مرّة وعمرو بن الأسود والمقدام بن معد يكرب وأبي أمامة رضي اللّه عنهم- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ الأمير إذا ابتغى الرّيبة في النّاس أفسدهم» [أبو داود (4889) وقال الألباني (3/ 924): صحيح لغيره، أحمد (6/ 4) واللفظ متفق عليه عندهما وقال محقق جامع الأصول (4/ 83): حديث حسن ] .

 

 

6- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم انصرف من اثنتين، فقال له ذو اليدين: أقصرت الصّلاة أم نسيت يا رسول اللّه؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أصدق ذو اليدين؟» فقال النّاس: نعم. فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فصلّى اثنتين أخريين، ثمّ سلّم، ثمّ كبّر، فسجد مثل سجوده أو أطول.[البخاري- الفتح 3 (1228) واللفظ له، ومسلم (573) ] .

 

 

7- عن المسور بن مخرمة- رضي اللّه عنه- أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على المنبر، وهو يقول: «إنّ بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم عليّ بن أبي طالب. فلا آذن لهم. ثمّ لا آذن لهم. ثمّ لا آذن لهم. إلّا أن يحبّ ابن أبي طالب أن يطلّق ابنتي وينكح ابنتهم. فإنّما ابنتي بضعة منّي ، يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها» [البخاري- الفتح 7 (3767) مختصرا، ومسلم (2449) واللفظ له ] .

 

 

8- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إيّاك والظّنّ، فإنّ الظّنّ أكذب الحديث، ولا تحسّسوا ولا تجسّسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد اللّه إخوانا» [البخاري- الفتح 12 (6724)، ومسلم (2563) متفق عليه ] .

 

 

9- عن أبي الحوراء السّعديّ؛ قال: قلت للحسن بن عليّ- رضي اللّه عنهما-: ما حفظت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قال: حفظت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:«دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإنّ الصّدق طمأنينة، وإنّ الكذب ريبة» [الترمذي (2518) واللفظ له. وقال: حديث حسن،  وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي ] .

 

 

10- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: شهدنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال لرجل ممّن يدّعي الإسلام: هذا من أهل النّار. فلمّا حضر القتال قاتل الرّجل قتالا شديدا فأصابته جراحة. فقيل: يا رسول اللّه، الّذي قلت إنّه من أهل النّار فإنّه قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إلى النّار». قال: فكاد بعض النّاس أن يرتاب. فبينما هم على ذلك إذ قيل إنّه لم يمت، ولكنّ به جراحا شديدا. فلمّا كان من اللّيل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه، فأخبر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بذلك، فقال: «اللّه أكبر، أشهد أنّي عبد اللّه ورسوله». ثمّ أمر بلالا فنادى في النّاس: أنّه لا يدخل الجنّة إلّا نفس مسلمة وإنّ اللّه ليؤيّد هذا الدّين بالرّجل الفاجر» [البخاري- الفتح 6 (3062) ] .

 

الاثار

1- قال أبو بكر لعمر- رضي اللّه عنهما-: عليك بالرّائب من الأمور، وإيّاك والرّائب منها. [النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 286) ] .

 

 

2- عن عمر- رضي اللّه عنه-: مكسبة فيها بعض الرّيبة خير من المسألة . [النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 286) ] .

 

 

3- قال عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- دعوا الرّبا والرّيبة: يعني ما ارتبتم فيه وإن لم تتحقّقوا أنّه ربا.[ جامع العلوم والحكم (94) ] .

 

 

4- روي عن عائشة- رضي اللّه عنها- أنّها سئلت عن أكل الصّيد للمحرم إذا لم يصبه، فقالت: إنّما هي أيّام قلائل فما رابك فدعه. يعني ما اشتبه عليك هل هو حلال أو حرام فاتركه. [جامع العلوم والحكم (95) ] .

 

 

5- عن ابن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: ما تريد إلى ما يريبك وحولك أربعة آلاف لا تريبك. [جامع العلوم والحكم (94) ] .

 

 

6- وعنه- رضي اللّه عنه- قال: لقد أتاني اليوم رجل فسألني عن أمر ما دريت ما أردّ عليه فقال: أرأيت رجلا مؤدّيا  نشيطا يخرج مع أمرائنا في المغازي، فيغرم علينا في أشياء لا نحصيها. فقلت له: واللّه لا أدري ما أقول لك، إلّا أنّا كنّا مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلّا مرّة حتّى نفعله، وإنّ أحدكم، لن يزال بخير ما اتّقى اللّه. وإذا شكّ في نفسه شيء سأل رجلا فشفاه منه، وأوشك أن لا تجدوه. والّذي لا إله إلّا هو، ما أذكر ما غبر  من الدّنيا إلّا كالثّغب  شرب صفوه، وبقي كدره . [البخاري- الفتح 6 (2964) ] .

 

 

7- عن صلة بن زفر؛ قال: كنّا عند عمّار في اليوم الّذي يشكّ فيه من شعبان، أو رمضان، فأتينا بشاة مصليّة، فتنحّى بعض القوم، فقال: إنّي صائم، فقال عمّار: من صام هذا اليوم فقد عصى أبا القاسم صلّى اللّه عليه وسلّم. [رواه أبو داود (2334)، والترمذي (68) وقال: حديث حسن، ورواه أيضا ابن ماجه (1645) والدارمي (3/ 2)، باب في النهي عن صوم يوم الشك، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (2022) ] .

 

 

8- عن مسروق- رضي اللّه عنه- قال: دخلت على عائشة وعندها حسّان بن ثابت ينشدها شعرا. يشبّب بأبيات له فقال: حصان رزان ما تزنّ بريبة ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل  فقالت له عائشة: لكنّك لست كذلك. قال مسروق: فقلت لها: لم تأذنين له يدخل عليك؟ وقد قال اللّه: (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ ) [النور: 11]. فقالت: فأيّ عذاب أشدّ من العمى؟ إنّه كان ينافح، أو يهاجي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. [البخاري- الفتح 8 (4756)، ومسلم (2488) ] .

 

 

9- قال أبو عبد الرّحمن العمريّ الزّاهد: إذا كان العبد ورعا ترك ما يريبه إلى ما لا يريبه. [جامع العلوم والحكم (94) ] .

 

 

10- قال الفضيل بن عياض: يزعم النّاس أنّ الورع شديد، وما ورد عليّ أمران إلّا أخذت بأشدّهما، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك. [جامع العلوم والحكم (94) ] .

 

الاشعار

 

1- قال الشاعر:

 

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه *** وصدق ما يعتاده من توهم

 

 

وعادى محبيه لقول عداته *** وأصبح في ليل من الشك مظلم

 

[أقوال صنعت كباراً وغيرت التاريخ لعلي الطاهر عبد السلام ص 3] .

 

متفرقات

1- قال ابن رجب-رحمه اللّه: إنّ الحلال المحض لا يحصل لمؤمن في قلبه منه ريب، بل تسكن إليه النّفس ويطمئنّ به القلب، وأمّا المشتبهات فيحصل بها للقلوب القلق والاضطراب الموجب للشّكّ. [جامع العلوم والحكم (94) ] .

الإحالات

1- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (10/4751) .

2- الألفاظ و المصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية تأليف:آمال بنت عبد العزيز العمرو .

3- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد - معها ملحق بتراجم الأعلام والأمكنة المؤلف : الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد (57/248) .

4- موسوعة البحوث والمقالات العلمية جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة حوالي خمسة آلاف وتسعمائة مقال وبحث علي بن نايف الشحود .

5- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد المؤلف: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد (57/24/8) .

6- أحاديث في ذم الكلام وأهله المؤلف : أبو الفضل المقرىء الناشر : دار أطلس للنشر والتوزيع – الرياض الطبعة الأولى ، 1996 تحقيق : د.ناصر بن عبد الرحمن بن محمد الجديع (1/64) .

7- شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة المؤلف : هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي أبو القاسم الناشر : دار طيبة - الرياض ، 1402 تحقيق : د. أحمد سعد حمدان (1/70) .

8- الشريعة المؤلف : أبو بكر محمد بن الحسين الآجري شهرته : الآجري المحقق : عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي دار النشر : دار الوطن البلد : الرياض (2661) .

9- المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج المؤلف : أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت الطبعة الطبعة الثانية ، 1392 (5/63) .

10- عون المعبود شرح سنن أبي داود المؤلف : محمد شمس الحق العظيم آبادي أبو الطيب الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الثانية ، 1415 (1/91) .

11- فتح الباري المؤلف : أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ) المحقق : عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحب الدين الخطيب رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه وذكر أطرافها : محمد فؤاد عبد الباقي الناشر : دار الفكر (1/39) .