شتاء

2022-10-06 - 1444/03/10

التعريف

شتاء جمع: أشتية ومصدر شاتي.

 

اصطلاحا: وهو الفصل الذي يأتي بعد فصل الخريف وتكثر فيه الأمطار، ويشتد برده. يبتدئ من الثاني والعشرين من ديسمبر، كانون الأول وينتهي في الحادي والعشرين من مارس، آذار.

 

والشتاء، بالكسر والمد: القَحْطُ، وإنَّما خصّ به دونَ الصَّيف لأنَّ الناسَ يَلْزَمُون فيه البيوتَ ولا يخرجون للانْتِجاعِ؛ ومنه قولُ الحُطَيْئة:

إذا نَزَلَ الشِّتاءُ بجارِ قوْمٍ ***٭٭٭ تَجَنَّبَ جارَ بَيْتِهِمُ الشِّتاءُ

(المعجم الغني: شتاء، تاج العروس: شتو)

العناصر

1- تعريف الشتاء

 

2- شدة برد الشتاء ودلالاته

 

3- فضل إسباغ الوضوء على المكاره

 

4- أحكام فقهية متعلقة بفصل الشتاء

 

5- الاستعداد للشتاء وتوقّي خطر البرد


6- مساعدة المحتاجين في الشتاء

 

7- موعظة الشتاء و آية الله في فيه

الايات

1- قال الله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)[آلعمران:190].

 

2- قال الله تعالى: (وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ)[الرعد:13].

 

3- قال الله تعالى: (وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ)[النحل:5].

 

4- قال الله تعالى: (وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ)[النحل:80].

 

5- قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَـزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ) [النور: 43].

 

6- قال الله تعالى: (هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ)[ص:57].

 

7- قال الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِى يُنَزّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِىُّ الْحَمِيدُ)[الشورى: 28].

 

8- قال الله تعالى: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ)[الذاريات: 20-21].

 

9- قال الله تعالى: (أَفَرَأَيْتُمْ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)[الواقعة:71-74].

 

10- قال الله تعالى: (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا)[الإنسان:13]

 

11- قال الله تعالى: (لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا)[النبأ:24-26].

 

12- قال الله تعالى: (رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ)[قريش:2].

 

الاحاديث

1- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: أقبلَتْ يَهودُ إلى النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: يا أبا القاسمِ أخبِرنا عنِ الرَّعدِ ما هوَ قالَ: "ملَكٌ منَ الملائكةِ موَكَّلٌ بالسَّحابِ معَهُ مَخاريقُ مِن نارٍ يسوقُ بِها السَّحابَ حَيثُ شاءَ اللَّهُ" فقالوا: فما هذا الصَّوتُ الَّذي نسمعُ قالَ: "زَجْرُهُ بالسَّحابِ إذا زَجرَهُ حتّى ينتَهيَ إلى حَيثُ أُمِرَ" قالوا: صدَقتَ. فقالوا: فأخبِرنا عمّا حرَّمَ إسرائيلُ على نفسِهِ قالَ: "اشتكى عِرقَ النَّسا فلم يجِدْ شيئًا يلائمُهُ إلّا لُحومَ الإبلِ وألبانَها فلذلِكَ حرَّمَها" قالوا: صدَقتَ (أخرجه الترمذي:٣١١٧، وصححه الألباني).

 

2- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اشْتَكَتِ النّارُ إلى رَبِّها فَقالَتْ: رَبِّ أكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فأذِنَ لَها بنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشِّتاءِ ونَفَسٍ في الصَّيْفِ، فأشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وأَشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ"(أخرجه البخاري:٣٢٦٠، ومسلم:٦١٧).

 

3- عن خولة بنت قيس الأنصارية -رضي الله عنها- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ابنُ آدمَ إن أصابه البردُ قال: حَسِّ، وإن أصابه الحرُّ قال: حَسِّ"(أخرجه ابن حبان في صحيحه:٢٨٩٢، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة ١٥٧٨: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال مسلم).

 

4- عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: كان أبي يَسْمُرُ مع عليٍّ وكان عليٌّ يلبَسُ ثيابَ الصيفِ في الشتاءِ وثيابَ الشتاءِ في الصيفِ فقيل له: لو سألتَهُ فسألَهُ فقال: إنِّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بعَثَ إليَّ وأنا أَرْمَدُ العينِ يومَ خيبرَ فقلتُ: يا رسولَ اللهِ إني أَرْمَدُ العينِ قال: فتفَلَ في عينِي وقال: "اللهم أذهِبْ عنه الحرَّ والبردَ" فما وجدتُ حَرًّا ولا بردًا منذُ يومِئذٍ وقال: لأعطِيَنَّ الرايةَ رجلًا يُحِبُ اللهَ ورسولَه ويُحِبُهُ اللهُ ورسولُهُ ليس بفرّارٍ فتَشَرَّفَ لها أصحابُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فأعطانِيها"(رواه أحمد في مسنده (٢‏-١٢٠) وقال أحمد شاكر: إسناده حسن).

 

5- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: كانت قَدْرُ صلاةِ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- في الصَّيفِ ثلاثةَ أقدامٍ إلى خمسةِ أقدامٍ، وفي الشِّتاءِ خمسةَ أقدامٍ إلى سبعةِ أقدامٍ (رواه أبو داود:٤٠٠).

 

6- عن وائل بن حجر -رضي الله عنه- قال: أتَيْتُ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- في الشِّتاءِ، فرأَيْتُ أصحابَهُ يرفَعون أيديَهم في ثيابِهم في الصَّلاةِ (رواه أبو داود:٧٢٩).

 

7- عن ثوبان -رضي الله عنه- مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: بعث رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- سريَّةً فأصابهم البردُ فلما قدموا على رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أمرهم أن يمسحُوا على العصائبِ والتَّساخينِ (رواه أبو داود:١٤٦، وصححه الألباني).

 

8- عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قال: احتَلمتُ في ليلةٍ باردةٍ في غزوةِ ذاتِ السُّلاسلِ فأشفَقتُ إنِ اغتَسَلتُ أن أَهْلِكَ فتيمَّمتُ، ثمَّ صلَّيتُ بأصحابي الصُّبحَ فذَكَروا ذلِكَ للنَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فقالَ: "يا عَمرو صلَّيتَ بأصحابِكَ وأنتَ جنُبٌ؟" فأخبرتُهُ بالَّذي مَنعَني منَ الاغتِسالِ وقُلتُ إنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يقولُ: (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيمًا) فضحِكَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ولم يَقُلْ شيئًا (رواه أبو داود:٣٣٤، وصححه الألباني).

 

9- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كانَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إذا اشْتَدَّ البَرْدُ بَكَّرَ بالصَّلاةِ، وإذا اشْتَدَّ الحَرُّ أبْرَدَ بالصَّلاةِ، يَعْنِي الجُمُعَةَ (رواه البخاري:٩٠٦).

 

10- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَلا أدُلُّكُمْ على ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟" قالُوا بَلى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: "إسْباغُ الوُضُوءِ على المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ"(رواه مسلم:٢٥١).

 

11- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أيُّما مُسلِمٍ كسا مُسلِمًا ثَوبًا على عُريٍ كساه اللهُ من خُضْرِ الجَنةِ، وأيُّما مُسلمٍ أطعَمَ مُسلِمًا على جوعٍ أطعَمَه اللهُ مِن ثِمارِ الجَنةِ، وأيُّما مُسلمٍ سقى مُسلمًا على ظَمإٍ سقاه اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- من الرحيقِ المختومِ"(رواه أبو داود:١٦٨٢، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن).

 

12- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: احْتَرَقَ بَيْتٌ بالمَدِينَةِ على أهْلِهِ مِنَ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ بشَأْنِهِمُ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: "إنَّ هذِه النّارَ إنَّما هي عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذا نِمْتُمْ فأطْفِئُوها عَنْكُمْ"(أخرجه البخاري:٦٢٩٤، ومسلم:٢٠١٦).

 

13- عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: كنتُ رجلًا مذّاءً فجعلتُ أغتسِلُ حتّى تشقَّقَ ظهري فذكرْتُ ذلكَ للنَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أو ذُكِر له فقال رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا تفعَلْ إذا رأيتَ المذيَ فاغسِل ذكرَكَ وتوضَّأ وضوءَك للصَّلاةِ فإذا فضَخْتَ الماءَ فاغتسِلْ"(رواه داود:٢٠٦، وصححه الألباني).

 

14- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الشِّتاءُ رَبيعُ المُؤْمِنِ"(أخرجه أحمد (١١٧٣٤)، وقال ابن عدي في لسان الميزان (٥‏/١١٨): إسناده مشهور).

 

15- عن عامر بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الصومُ في الشتاءِ الغنيمةُ الباردةُ"(أخرجه الترمذي:٧٩٧، وقال ابن حجر العسقلاني في الإصابة: (٢‏/٢٦٠): إسناده صحيح).

 

16- عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- خرَجَ زمنَ الشتاءِ والوَرَقُ يَتَهافَتُ، فأخَذَ بغُصنَيْنِ من شَجرةٍ، قال: فجعَلَ ذلك الورَقُ يَتَهافَتُ، قال: فقال: يا أبا ذَرٍّ، قُلْتُ: لبَّيْكَ يا رسولَ اللهِ، قال: إنَّ العَبدَ المُسلِمَ لَيُصلِّي الصَّلاةَ، يُريدُ بها وَجهَ اللهِ، فتَهافَتُ عنه ذُنوبُه، كما يَتَهافَتُ هذا الوَرَقُ عن هذه الشجَرةِ (أخرجه أحمد:٢١٥٥٦، وحسنه شعيب الأرنؤوط لغيره).

 

17- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّما مَثَلِي ومَثَلُ النّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نارًا، فَلَمّا أضاءَتْ ما حَوْلَهُ جَعَلَ الفَراشُ وهذِه الدَّوابُّ الَّتي تَقَعُ في النّارِ يَقَعْنَ فيها، فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ ويَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فيها، فأنا آخُذُ بحُجَزِكُمْ عَنِ النّارِ، وهُمْ يَقْتَحِمُونَ فيها"(رواه البخاري:٦٤٨٣، ومسلم:٢٢٨٤).

 

18- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: إياكم ومحقراتِ الذنوبِ فإنهُنَّ يجتمعنَ على الرجلِ حتى يُهلكنَهُ إنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ضرب لهنَّ مثلًا كمثلِ قومٍ نزلوا أرضَ فلاةٍ فحضر صنيعُ القومِ فجعل الرجلُ ينطلقُ فيجيءُ بالعودِ والرجلُ يجيءُ بالعودِ حتى جمعوا سوادًا فأَجَّجُوا نارًا وأنضجوا ما قذفوا فيها (رواه أحمد:٥‏-٣١٢، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح).

 

19- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "نارُكُمْ هذِه الَّتي يُوقِدُ ابنُ آدَمَ جُزْءٌ مِن سَبْعِينَ جُزْءًا، مِن حَرِّ جَهَنَّمَ قالوا: واللَّهِ إنْ كانَتْ لَكافِيَةً، يا رَسولَ اللهِ، قالَ: فإنَّها فُضِّلَتْ عليها بتِسْعَةٍ وسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّها مِثْلُ حَرِّها. وفي رواية: كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّها"(أخرجه البخاري:٣٢٦٥، ومسلم:٢٨٤٣).

 

20- عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثةٌ يُحِبُّهم اللهُ، رجلٌ أتى قومًا فسأَلهم باللهِ ولم يسأَلْهم بقرابةٍ بينَهم وبينَه فتخلَّف رجلٌ بأعقابِهم فأعطاه سرًّا لا يعلَمُ بعطيَّتِه إلّا اللهُ والَّذي أعطاه وقومٌ ساروا ليلَهم حتّى إذا كان النَّومُ أحبَّ إليهم نزَلوا فوضَعوا رؤوسَهم فقام يتملَّقُني ويتلو آياتي ورجلٌ كان في سَريَّةٍ فلقوا العدوَّ فهُزِموا وأقبَل بصدرِه حتّى يُقتَلَ أو يُفتَحَ لهم"(رواه ابن حبان:٤٧٧١، وصححه شعيب الأرنؤوط).

 

21- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عَجِبَ ربُّنا من رَجُلَيْنِ: رجلٌ ثار عن وِطائِهِ ولِحافِهِ من بينِ حِبِّهِ وأهلِهِ إلى صلاتِهِ، فيقولُ اللهُ لملائكتِهِ: انظُروا إلى عبدي؛ ثار عن فراشِهِ ووِطائِهِ من بينِ حِبِّهِ وأهلِهِ إلى صلاتِهِ، رغبةً فيما عندي، وشَفَقًا مما عندي، .. الحديث"(أخرجه أحمد:٣٩٤٩، وقال الألباني في تخريج مشكاة المصابيح: حسن أو صحيح).

 

22- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أنَّ رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، دَخَلَ على أُمِّ السّائِبِ، أَوْ أُمِّ المُسَيِّبِ فَقالَ: "ما لَكِ؟ يا أُمَّ السّائِبِ، أَوْ يا أُمَّ المُسَيِّبِ تُزَفْزِفِينَ؟" قالَتْ: الحُمّى، لا بارَكَ اللَّهُ فِيها، فَقالَ: "لا تَسُبِّي الحُمّى، فإنَّها تُذْهِبُ خَطايا بَنِي آدَمَ، كما يُذْهِبُ الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ"(رواه مسلم:٢٥٧٥).

الاثار

1- قال عمر رضي الله عنه: "الشتاء غنيمة العابدين"(رواه ابن أبي الدنيا في كتاب التهجد وقيام الليل، وأبو نُعيم في حلية الأولياء).

 

2- كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إذا حضر الشتاء تعاهدهم، وكتب لهم بالوصية: "إن الشتاء قد حضر، وهو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف والخفاف والجوارب، واتخذوا الصوف شعاراً ودثاراً، فإن البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه"(لطائف المعارف:330).

 

3- عن ابن مسعود: "مرحبًا بالشتاء تنزل فيه البركة، ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام"(لطائف المعارف:371).

 

4- قال الحسن: "نعم زمان المؤمن الشتاء؛ ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه"(لطائف المعارف:371).

 

5- عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن كعباً -رضي الله عنه- قال: "إن في جهنم برداً هو الزمهرير يسقط اللحم حتى يستغيثوا بحر جهنم"(رواه أبو نعيم في حلية الأولياء:5-370).

 

6- قال ابن عباس رضي الله عنهما: "يستغيث أهل النار من الحر فيغاثون بريح باردة يصدع العظام بردها فيسألون الحر"(رواه ابن أبي الدنيا في صفة النار:152).

 

7- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ عند قوله تعالى: (هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ): "الغساق هُوَ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ"(تفسير ابن كثير).

 

8- كان عبيد بن عمير إذا جاء الشتاء قال: "يا أهل القرآن: طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤوا، وقصر النهار لصيامكم فصوموا"(لطائف المعارف:558).

 

9- قال أحد الزهاد: "ما رأيت الثلج يتساقط إلا تذكرت تطاير الصحف يوم الحشر والنشر"().

القصص

1- رأى مسعر أعرابيًا يتشرق في الشمس وهو يقول:

جاء الشتاء وليس عندي درهم *** ولقد يخص بمثل ذاك المسلم

قـد قطع الناس الجباب وغيرها *** وكأنني بفنـاء مكة محرم

 

فنزع مسعر جبته فألبسه إياها.

 

2- رفع إلى بعض الوزراء الصالحين أن امرأة معها أربعة أطفال أيتام وهم عراة جياع، فأمر رجلاً أن يمضي إليهم وحمل معه ما يصلحهم من كسوة وطعام، ثم نزع ثيابه وحلف: لا لبستها ولا دفئت حتى تعود وتخبرني أنك كسوتهم وأشبعتهم، فمضى وعاد فأخبره: أنهم اكتسوا وشبعوا وهو يرعد من البرد، فلبس حينئذ ثيابه.

 

 

 

 

الاشعار

1- قال أحدهم:

كم يكون الشتاء ثم المصيفُ *** وربيعُ يمضي ويأتي الخريفُ

وارتحال من الحَرور إلى البر *** د وسيف الردى عليك منيفُ

يا قليل المُقام في هذه الدنـ *** ـيا إلى كم يغُرُّك التسويفُ

عجبًا لامرئ يذل لدنـ *** ـيا ويكفيه كل يوم رغيفُ

 

الحكم

من لم يغل دماغه صائفًا، لم تغل قدوره شاتيًّا

متفرقات

1- قال الأبي في: "تسخين الماء لدفع برده ليقوي على العبادة لا يمنع من حصول الثواب المذكور"(إكمال المعلم:2-54).

 

2- قال ابن رجب: "شدة البرد لدينا يذكر بزمهرير جهنم، فملاحظة هذا الألم الموعود يهون الإحساس بألم برد الماء"( تفسير ابن رجب الحنبلي:2-158).

 

3- قال ابن رجب: "إنما كان يكتب عمر إلى أهل الشام لما فتحت في زمنه فكان يخشى على من بها من الصحابة وغيرهم ممن لم يكن له عهد بالبرد أن يتأذى ببرد الشام، وذلك من تمام نصيحته وحسن نظره وشفقته وحياطته لرعيته -رضي الله عنه-"(لطائف المعارف:376).

 

4- قال الإمام ابن رجب الحنبلي: "إنما كان الشتاء ربيع المؤمن؛ لأنه يرتع فيه في بساتين الطاعات، ويسرح في ميادين العبادات، وينزّه قلبه في رياض الأعمال الميَسَّرة فيه، كما ترعى البهائم في مرعى الربيع فتسمنُ وتصلح أجسادها، فكذلك يصلح دين المؤمن في الشتاء بما يسّر الله -تعالى- فيه من الطاعات"(لطائف المعارف:371).

 

5- قال ابن رجب -رحمه الله-: "وقد جعل الله تعالى ما في الدنيا من شدة الحر والبرد مذكراً بحر جهنم وبردها، ودليلاً عليها؛ ولهذا تستحب الاستعاذة منها عند وجود ذلك"().

 

6- قال أبو منصور الثعالبي: "ومن محاسن الشتاء: طول الليل الذي جعله الله -عزَّ وجلَّ- سكنًا ولباسًا، وبرد الماء الذي هو مادة الحياة، وانقطاع الذباب والبعوض، وعدم ذوات السموم من الهوام، وأمنها على الطعام والأجسام، وهو حبيب الملوك وأليف المتنعمين، يطيب لهم فيه الأكل والشرب، ويجتمع فيه الشمل، ويظهر فيه فضل الغنيّ على الفقير، وهو زمان الراحة، كما أن الصيف زمان الكد، ولذلك قالوا: من لم يغل دماغه صائفًا، لم تغل قدوره شاتيًّا"(اللطائف والظرائف؛ لأبي منصور الثعالبي).

 

7- قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: "بعض المصلين: لا يحسرون -أي يرفعون- أكمامهم عند غسل اليدين حسرًا كاملاً، وهذا يؤدي إلى أن يتركوا شيئًا من الذراع بلا غسل وهو محرم، والوضوء معه غير صحيح، فالواجب أن يحسر كمه إلى ما وراء المرفق مع اليد؛ لأنّه من فروض الوضوء".

 

 

 

 

الإحالات

1- أحكام الشتاء في السنة المطهرة؛ علي الأثري.

 

2- كتاب دليل الأتقياء في أحكام الشتاء؛ محمد رفيق مؤمن الشوبكي.

 

3- 41 فائدة في أحكام الشتاء والمسح على الخُفَّين؛ محمد صالح المنجد.

 

4- فصل الشتاء أحكام وآداب؛ محمد بن سعيد رسلان.