سواك

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

تعريف السواك في اللغة: السواك : بكسر السين ، ويطلق السواك على الفعل وهو الاستياك ، وعلى الآلة التي يستاك بها ، ويقال في الآلة أيضا : مسواك بكسر الميم ، يقال : ساك فاه يسوكه سوكا ، فإن قلت : استاك لم تذكر الفم . والسواك مذكر ، نقله الأزهري عن العرب ، قال : وغلط الليث بن المظفر في قوله : أنه مؤنث ، وذكر صاحب المحكم أنه يؤنث ويذكر ، لغتان .

قالوا : وجمعه سوك بضم السين والواو ككتاب وكتب ، ويخفف بإسكان الواو ، وربما همز فقيل سؤاك . والسواك مشتق من ساك الشيء إذا دلكه .

وقيل : أنه مشتق من التساوك ، يعني التمايل ؛ يقال : جاءت الإبل تتساوك ، أي تتمايل في مشيتها . والصحيح : أنه من ساك إذا دلك [انظر : الصحاح (4/ 1593)، النهاية في غريب الحديث (2/ 425) ، تهذيب الأسماء واللغات (3/ 157) ، المصباح المنير (2/350) ، لسان العرب (10/ 446)، القاموس المحيط (3 / 318)، المعجم الوسيط (1/ 465) ] .

 

السواك في اصطلاح الفقهاء: عرف الفقهاء السواك بتعريفات متقاربة : فعرفه الحنفية : أنه اسم لخشبة معينة للاستياك [انظر : البحر الرائق (1/ 21) ، عمدة القاري ( 3/ 184)، شرح فتح القدير (1/ 24) ] .

وعرفه المالكية : أنه استعمال عود أو نحوه في الأسنان لإذهاب الصفرة والريح [انظر : مواهب الجليل (1/ 264) ، أوجز المسالك إلى موطأ مالك (1/ 368) ].

وعرفه الشافعية والحنابلة : أنه استعمال عود أو نحوه في الأسنان لإذهاب التغير ونحوه [انظر : المجموع (1/ 270)، مغني المحتاج (1 / 55) ، المبدع (1/ 68 )، كشاف القناع (1 / 70) ].

العناصر

1- تعريف السواك لغة واصطلاحاً .

2- مشروعية السواك وفضله .

3- السواك خصلة من خصال الفطرة .

4- حكم السواك .

5- أوقات يستحب فيها استخدام السواك .

6- حكم السواك للصائم .

7- حكم الاستياك أمام الناس .

8- فيما يستاك به وما لا يستاك به .

9- صفة السواك .

10- فوائد السواك .

الايات

1- قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [الأنعام: 6] .

الاحاديث

1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لولا أن أشق على أمتي - أو على الناس - لأمرتهم بالسواكمع كل صلاة » [صحيح البخاري التمني (6813)، صحيح مسلم الطهارة (252) ] وفي رواية : « عند كل وضوء »

 

2- عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أكثرت عليكم في السواك » [صحيح البخاري الجمعة (848) ] .

 

3- عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب» [صحيح البخاري (5/25) ] .

 

4- عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « عشر من الفطرة: قص الشارب ، وإعفاء اللحية ، والسواك ، واستنشاق الماء ، وقص الأظفار ، وغسل البراجم، ونتف الإبط ، وحلق العانة ، وانتقاص الماء ». قال زكريا: قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة [أخرجه مسلم ( 1 / 223) في كتاب الطهارة باب خصال الفطرة] .

الاثار

1- عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك [صحيح مسلم الطهارة (253) ] .

 

2- عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه بات عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل ، فخرج فنظر في السماء ، ثم تلا الآية في آل عمران (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ): حتى بلغ (فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 190، 191 ] ثم رجع إلى البيت فتسوك وتوضأ، ثم اضطجع ، ثم قام فخرج فنظر إلى السماء فتلا هذه الآية ، ثم رجع فتسوك فتوضأ ، ثم قام فصلى [صحيح مسلم الطهارة (256) ] .

 

3- عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول: « إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري ، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته ؛ دخل علي عبد الرحمن وبيده السواك ، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته ينظر إليه ، وعرفت أنه يحب السواك ، فقلت : آخذه لك ؟ فأشار برأسه أن نعم ، فتناولته فاشتد عليه ، وقلت : ألينه لك ؟ فأشار برأسه أن نعم ، فلينته... [صحيح البخاري المغازي (4184),صحيح مسلم فضائل الصحابة (2444) ] .

 

4- عن ابن عباس، رضي الله عنهما أنه قال في تفسير قوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) [سورة البقرة : 124]: ابتلاه الله بالطهارة : خمس في الرأس، وخمس في الجسد. في الرأس: قص الشارب، والمضمضة، والاستنشاق ، والسواك ، وفرق الرأس وفي الجسد : تقليم الأظفار ، وحلق العانة ، والختان ، ونتف الإبط ، وغسل أثر الغائط والبول بالماء [أخرجه الحاكم في المستدرك ( 2 / 226) وصححه ووافقه الذهبي ، وصحح سنده الحافظ ابن حجر في فتح الباري (10 /337) ] .

الدراسات

قام علماء الطب الحديث بإجراء أبحاث على الأراك وتوصلوا إلى النتائج الآتية :

 

1 - يحتوي السواك على العفص ( حمض تينيك ) ولهذه المادة تأثير مضاد للتعفنات ، كما أنه يعتبر مطهرا ، وله استعمالات مشهورة ضد نزيف الدم ، كما يطهر اللثة والأسنان ويشفي جروحها الصغيرة ويمنع نزف الدم منها .

 

2 - يوجد في السواك مادة لها علاقة بالخردل ، وهي عبارة عن جليكوزيد ، وهذه المادة لها رائحة حادة وطعم حراق ، وهو ما يشعر به الشخص الذي يستعمل السواك لأول مرة ، وهذه المادة تساعد على الفتك بالجراثيم .

 

3 - إن تركيب هذا النبات هو ألياف حاوية على بيكربونات الصوديوم ، وبيكربونات الصوديوم هي المادة المفضلة لاستعمالها في المعجون السني ( الصناعي ) من قبل مجمع معالجة الأسنان التابع لجمعية طب الأسنان الأمريكية ، يستعمل كمادة سنية وحيدة تقي من العضويات المجهرية التي تفرز في الأسنان .

 

4 - إن السواك يحتوي على مادة تمنع تسوس الأسنان ، وقد ذكر ذلك أكثر من باحث في بحوث أعدت عن الأراك ، وقد أكدوا على وجود مواد قاتلة للميكروبات في هذا السواك .

 

5 - لو نظر إلى السواك لوجد أنه يتكون كيميائيا من ألياف السيليلوز وبعض الزيوت الطيارة وبه راتنج عطري وأملاح معدنية أهمها كلوريد الصوديوم وهو ملح الطعام وكلوريد البوتاسيوم وأكسالات الجير ، فلو نظر إلى تحليل السواك لوجد أنه فرشاه طبيعية قد زودت بأملاح معدنية ومواد عطرية تساعد على تنظيف الأسنان ، أو بمعنى آخر كأنها فرشاه طبيعية زودها الله تعالى بمسحوق مطهر لتنظيف الأسنان ومنع تسوسها [انظر عن هذا : السواك للدكتور محمد على البار ص 153 - 156 ، استعمال السواك لنظافة الفم وصحته ص 407 ، 411 ، السواك والعناية بالأسنان ص 45 - 47 ] .

متفرقات

1- قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في كلامه على الفطرة في أحاديث سنن الفظرة: المراد أن هذه الأشياء إذا فعلت اتصف فاعلها بالفطرة التي فطر الله العباد عليها وحثهم عليها واستحبها لهم ؛ ليكونوا على أكمل الصفات وأشرفها صورة [تحفة المودود في أحكام المولود ص 161] .

 

2- قال ابن القيم رحمه الله الكلام حول أحاديث سنن الفظرة: الفطرة فطرتان: فطرة تتعلق بالقلب وهي معرفة الله ومحبته وإيثاره على ما سواه . وفطرة عملية هي هذه الخصال . فالأولى: تزكي الروح ، وتطهر القلب . والثانية : تطهر البدن . وكل منهما تمد الأخرى وتقويها [انظر : فتح الباري (10 /339) ] .

 

3- قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: إن الله جعل شرائع الفطرة على نوعين: أحدهما: يطهر القلب والروح ، وهو الإيمان بالله وتوابعه: من خوفه ورجائه ، ومحبته والإنابة إليه، قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30] (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [الروم : 31] فهذه تزكي النفس ، وتطهر القلب وتنميه ، وتذهب عنه الآفات الرذيلة ، وتحليه بالأخلاق الجميلة ، وهي كلها ترجع إلى أصول الإيمان وأعمال القلوب . والثاني : ما يعود إلى تطهير الظاهر ونظافته ، ودفع الأوساخ والأقذار عنه ، وهي هذه العشرة ، وهي من محاسن الدين الإسلامي ، إذ هي كلها تنظيف للأعضاء ، وتكميل لها ؛ لتتم صحتها وتكون مستعدة لكل ما يراد منها [انظر : بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار ص 47] .

 

4- يستحب أن يستاك بعود لين ينقي الفم ، ولا يجرحه ، ولا يضره ، ولا يتفتت فيه ، كالأراك وجريد النخل والزيتون. وأفضل أنواع السواك الأراك ؛ لما فيه من طيب وريح وتشعير يخرج وينقي ما بين الأسنان [انظر : حاشية ابن عابدين (1/ 115) ، الكافي (1/ 117 )، فتح العزيز (1/370 )، المغني (1/ 136) ] .

 

5- قال النووي: السواك سنة ليس بواجب في حال من الأحوال لا في الصلاة ولا غيرها بإجماع من يعتد به .

 

6- قال ابن القيم: وأصلح ما اتخذ السواك من خشب الآراك ونحوه ولا ينبغي أن يؤخذ من شجرة مجهولة فربما كان سماً .

 

7- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أما السواك في المسجد فما علمت أحداً من العلماء كرهه، بل الآثار تدل على أن السلف كانوا يستاكون في المسجد . 

 

8- قال ابن القيم رحمه الله: وفي السواك عدة منافع, يُطيّب الفم, ويشد اللثة, ويقطع البلغم, ويجلو البصر, ويذهب بالحفر, ويصحح المعدة, ويصفي الصوت, ويعين على هضم الطعام, ويسهل مجاري الكلام, وينشط للقراءة والذكر والصلاة, ويطرد النوم, ويرضي الرب, ويعجب الملائكة, ويكثر الحسنات [زاد المعاد (1/323) ] .

الإحالات

1- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد - معها ملحق بتراجم الأعلام والأمكنة المؤلف : الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد (60/330) .

 

2- إيقاظ الأفهام شرح عمدة الأحكام المؤلف : سليمان بن محمد اللهيميد (1/312) .

 

3- الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ (الشَّامل للأدلّة الشَّرعيَّة والآراء المذهبيَّة وأهمّ النَّظريَّات الفقهيَّة وتحقيق الأحاديث النَّبويَّة وتخريجها) المؤلف: أ. د. وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، أستاذ ورئيس قسم الفقه الإسلاميّ وأصوله بجامعة دمشق - كلّيَّة الشَّريعة الناشر: دار الفكر - سوريَّة – دمشق الطبعة: الرَّابعة المنقَّحة المعدَّلة بالنِّسبة لما سبقها (وهي الطبعة الثانية عشرة لما تقدمها من طبعات مصورة) (1/454) .

 

4- مذكرة القول الراجح مع الدليل لكتاب الطهارة من شرح منار السبيل المؤلف: خالد بن إبراهيم الصقعبي الناشر: دار أم المؤمنين خديجة بنت خويلد (1/22) .

 

5- إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام المؤلف : ابن دقيق العيد - باب السواك (1/107) .

 

6- الاستذكار المؤلف : أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى ، 1421 – 2000 تحقيق : سالم محمد عطا ، محمد علي معوض - باب ما جاء في السواك (1/362) .

 

7- تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي المؤلف : محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري أبو العلا الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت (1/83) .

 

8- المصنف في الأحاديث والآثار المؤلف : أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي الناشر : مكتبة الرشد – الرياض الطبعة الأولى ، 1409 تحقيق : كمال يوسف الحوت (1/158) .

 

9- البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير المؤلف : ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (المتوفى : 804هـ) المحقق : مصطفى أبو الغيط و عبدالله بن سليمان وياسر بن كمال الناشر : دار الهجرة للنشر والتوزيع - الرياض- السعودية الطبعة : الاولى ، 1425هـ-2004م (2/53) .

 

10- التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد المؤلف : أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري الناشر : وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية - المغرب ، 1387 تحقيق : مصطفى بن أحمد العلوي ,‏محمد عبد الكبير البكري (7/199) .