سلام
2022-10-04 - 1444/03/08التعريف
سلام لغة: وفى معجم مقاييس اللغة: (سلِم): السين واللام والميم معظم بابه من الصحة والعافية وأيضا البراءة؛ وهو من أسماء الله -عز وجل-؛ لسلامته من النقص والعيب والفناء؛ قال الله جل جلاله: (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ) [يونس: 25]، فالسلام الله جل ثناؤه، وداره الجنة. وأضيفت إليه تفخيمًا لها. وسميت دار السلام؛ لأنها دار السلامة الدائمة التي لا تنقطع ولا تفنى، وهي دار السلامة من الموت والهرم والأسقام ومنه قوله تعالى: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)[الفرقان: 63]؛ معناه: تسلُّمًا وبراءة، لا خير بيننا وبينكم ولا شر، وليس السلام المستعمل في التحية؛ لأن الآية مكية ولم يؤمر المسلمون يومئذ أن يسلموا على المشركين، هذا كله قول سيبويه. وقد يجوز أن يكون السلام جمع سلامة، والسلام التحية ... وقال أبو الهيثم: السلام والتحية معناهما واحد، ومعناهما السلامة من جميع الآفات ومن الباب أيضًا الإسلام: وهو الانقياد؛ لأنه يسلم من الإباء والامتناع، والسلام: المسالمة، و(فِعال) تجيء في المفاعلة كثيرًا نحو: القتال والمقاتلة، (معجم مقاييس اللغة، ج: 3، ص: 68، ابن فارس). وفي لسان العرب: "(سلم) السلام والسلامة: البراءة، (تسلم) منه: تبرأ، وقال ابن الأعرابي: السلامة العافية، السلامة شجرة، وقوله تعالى: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) [الفرقان: 63]؛... وقوله عز وجل: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر: 5]؛ أي: لا يستطيع الشيطان أن يصنع فيها شيئًا،... ، حكاه ابن قتيبة، وقيل: معناه أنه سلم مما يلحق الغير من آفات الغير والفناء، وأنه الباقي الدائم الذي تفنى الخلق ولا يفنى وهو على كل شيء قدير ... ، وقال أبو إسحاق: أي: للمؤمنين دار السلام، وقال: دار السلام الجنة؛ لأنها دار الله عز وجل كما قيل للخليفة: عبدالله ... وقوله عز وجل: (وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى) [طه: 47]؛ معناه: أن من اتبع هدى الله سلم من عذابه وسخطه. اصطلاحا: أورد ابن القيم رسالة لطيفة ضمنها أسئلة عن السلام في كتابه (بدائع الفوائد)، وقد صدَّرها بسؤال: ما معنى السلام وما حقيقته؟ ثم أجاب: هذه اللفظة حقيقتها البراءة والخلاص والنجاة من الشر والعيوب، وعلى هذا المعنى تدور تصاريفها؛ فمن ذلك قولك: سلمك الله، وسلم فلان من الشر، ومنه دعاء المؤمنين على الصراط: "ربِّ سَلِّم اللهم سلم". ومنه سَلِم الشيء لفلان؛ أي: خلص له وحده، فخلص من ضرر الشركة فيه؛ قال تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ) [الزمر: 29]؛ أي: خالصًا له وحده لا يملكه معه غيره، ومنه (السلم) ضد الحرب؛ قال تعالى: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا) [الأنفال: 61]؛ لأن كلًّا من المتحاربين يخلص ويسلم من أذى الآخر؛ ولهذا يُبنى منه على المفاعلة فيُقال: المسالمة مثل المشاركة. ومنه القلب السليم: وهو النقي من الغل والدَّغَلِ، وحقيقته: الذي قد سلم لله تعالى وحده، فخلص من دغل الشرك وغله، ودغل الذنوب والمخالفات، بل هو المستقيم على صدق حبه وحسن معاملته، فهذا هو الذي ضمن له النجاة من عذابه والفوز بكرامته، ومنه أُخذ (الإسلام) فإنه من هذه المادة؛ لأنه الاستسلام والانقياد لله تعالى، والتخلص من شوائب الشرك، فسلم لربه وخلص له كالعبد الذي سَلِم لمولاه ليس فيه شركاء متشاكسون؛ ولهذا ضرب سبحانه هذين المَثَلَيْنِ للمسلم المخلص الخالص لربه والمشرك به. ومنه (السَّلَم) للسلف، وحقيقته: العِوَض المسلم فيه؛ لأن مَن هو في ذمته قد ضمن سلامته لصاحبه، ثم سُمِّيَ العقد (سَلَمًا) وحقيقته ما ذكرناه. فإن قيل: فهذا ينتقض بقولهم للديغ (سليمًا). قيل: ليس هذا بنقضٍ له بل طرد لما قلناه؛ فإنهم سمَّوه (سليمًا) باعتبار ما يهمه ويطلبه ويرجو أن يؤول إليه حاله من السلامة، فليس عنده أهم من السلامة، ولا هو أشد طلبًا منه لغيرها؛ فسُمِّيَ (سليمًا) لذلك، وهذا من جنس تسميتهم المَهْلَكة (مفازة)؛ لأنه لا شيء أهم عند سالكها من فوزه منها؛ أي: نجاته، فسميت مفازة؛ لأنه يطلب الفوز منها. وهذا أحسن من قولهم: إنما سميت (مفازة) وسمي اللديغ (سليمًا)؛ تفاؤلًا، وإن كان التفاؤل جزءَ هذا المعنى الذي ذكرناه، وداخل فيه فهو أعم وأحسن. فإن قيل: فكيف يمكنكم رد (السُّلَّم) إلى هذا الأصل؟ قيل: ذلك ظاهر؛ لأن الصاعد إلى مكان مرتفع لما كان متعرضًا للهُويِّ والسقوط، طالبًا للسلامة راجيًا لها - سميت الآلة التي يتوصل بها إلى غرضه (سُلَّمًا)؛ لتضمنها سلامته؛ إذ لو صعد بتكلف من غير سلم، لكان عطبه متوقعًا، فصح أن السلم من هذا المعنى. ومنه تسمية الجنة بدار السلام، وفي إضافتها إلى السلام ثلاثة أقوال؛ أحدها: أنها إضافة إلى مالكها السلام سبحانه، الثاني: أنها إضافة إلى تحية أهلها فإن تحيتهم فيها السلام، الثالث: أنها إضافة إلى معنى السلام؛ أي: دار السلام من كل آفة ونقص وشر، والثلاثة متلازمة، وإن كان الثالث أظهرها؛ فإنه لو كانت الإضافة إلى مالكها لأُضيفت إلى اسم من أسمائه غير السلام، وكان يُقال: دار الرحمن أو دار الله أو دار الملك ونحو ذلك، فإذا عهدت إضافتها إليه ثم جاء دار السلام، حملت على المعهود، وأيضًا فإن المعهود في القرآن إضافتها إلى صفتها أو إلى أهلها. أما الأول فنحو: دار القرار، دار المجد، جنة المأوى، جنات النعيم، جنات الفردوس، وأما الثاني فنحو: دار المتقين، ولم تعهد إضافتها إلى اسم من أسماء الله تعالى في القرآن؛ فالأَولى حمل الإضافة على المعهود في القرآن، وكذلك إضافتها إلى التحية ضعيف من وجهين: أحدهما أن التحية بالسلام مشتركة بين دار الدنيا والآخرة، وما يضاف إلى الجنة لا يكون إلا مختصًّا بها كالخلد والقرار والبقاء، والثاني أن من أوصافها غير التحية ما هو أكمل منها مثل كونها دائمة وباقية ودار الخلد، والتحية فيها عارضة عند التلاقي والتزاور، بخلاف السلامة من كل عيب ونقص وشر فإنها من أكمل أوصافها المقصودة على الدوام التي لا يتم النعيم فيها إلا به؛ فإضافتها إليه أولى وهذا ظاهر (بدائع الفوائد لابن القيم: 2-361).
العناصر
1- معنى السلام وأهميته في حياة الأمم والمجتمعات 2- السلام من أسماء الله الحسنى 3- دلالة الله لعباده على ما فيه سلامتهم 4- تجليات اسم الله السلام في الكون 5- ثمرات الإيمان باسم الله السلام 6- عواقب فقد السلام في حياة المسلمين 7- وجوب الحفاظ على نعمة الأمن والسلام. 8- أحكام السلام وآدابه 9- بعض مواضع الدعاء باسم الله السلام 10- إفشاء السلام بين المسلمين أهميته وفضله 11- الأمن والسلام في تعاليم الإسلام 12- هدْي النبي صلى الله عليه وسلم في السلام 13- حكم السلام والرد على غير المسلمين
الايات
1- قوله تَعَالَى: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا)[النساء: 86]. 2- قوله تعالى: (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً)[النساء:94]. 3- قَالَ الله تَعَالَى: (يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ) [المائدة: 16]. 4- قَالَ الله تَعَالَى: (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[الأنعام: 12]. 5- قَالَ الله تَعَالَى: (لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ)[الأنعام: 127] 6- قَالَ الله تَعَالَى: (وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ)[الأعراف: 46]. 7- قَالَ الله تَعَالَى: (دَعْوَاهُم فِيْهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ، وَتَحِيَّتُهُم فِيْهَا سَلَامٌ)[يونس:10]. 8- قَالَ الله تَعَالَى: (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ) [يونس:25]. 9- قَالَ الله تَعَالَى: (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ)[هود: 48]. 10- قَالَ الله تَعَالَى: (سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ )[الرعد:24]. 11- قَالَ الله تَعَالَى: (يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أهْلِهَا)[النور: 27]. 12- قوله تَعَالَى: (فَإذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً)[النور:61]. 13- قوله تَعَالَى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إبْرَاهِيمَ الْمُكرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ)[الذاريات: 24-25].
الاحاديث
1- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-: أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: "تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ"(رواه البخاري: 12، ومسلم: 39). 2- عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن"(رواه البخاري: 6627). 3- عن أَبي عُمَارة البراءِ بن عازِبٍ -رضي الله عنهما-، قَالَ: "أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بِسَبْعٍ: بِعِيَادَةِ المَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الجَنَائِزِ، وَتَشْمِيتِ العَاطِسِ، وَنَصْرِ الضَّعيفِ، وَعَوْنِ المَظْلُومِ، وَإفْشَاءِ السَّلاَمِ، وَإبْرَارِ المُقسِمِ"(رواه البخاري: 6235). 4- عن أَبي هريرة -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أوَلاَ أدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ"(رواه ابن ماجه:68، وصححه الألباني). 5- عن أَبي يوسف عبد الله بن سلام -رضي الله عنه-، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: "يَا أيُّهَا النَّاسُ، أفْشُوا السَّلاَمَ، وَأطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأرْحَامَ، وَصَلُّوا والنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلاَم"(رواه الدارمي:2632، وقال حسين سليم أسد: إسناده صحيح). 6- عن عمران بن حصين قال جاء رجل إلى النبى -صلى الله عليه وسلم- فقال: السلام عليكم. فرد عليه السلام ثم جلس فقال النبى -صلى الله عليه وسلم-: "عشر". ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله. فرد عليه فجلس فقال: "عشرون". ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فرد عليه فجلس فقال: "ثلاثون"(رواه أبو داود: 5197، وصححه الألباني). 7- عن عائشة -رضي الله عنها-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها: "يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام" فقالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى تريد النبي -صلى الله عليه وسلم- (رواه البخاري: 3217). 8- عن أبى أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام "(رواه أبو داود: 5199، وصححه الألباني). 9- عن أبى جرى الهجيمى قال أتيت النبى -صلى الله عليه وسلم- فقلت عليك السلام يا رسول الله. قال " لا تقل عليك السلام فإن عليك السلام تحية الموتى "(رواه أبو داود:5211، وصححه الألباني). 10- عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير"(رواه البخاري:6233). 11- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل المسجد فدخل رجل فصلى فسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم- فرد وقال: "ارجع فصل فإنك لم تصل" فرجع يصلي كما صلى ثم جاء فسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ارجع فصل فإنك لم تصل" ثلاثا فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره فعلمني، فقال: "إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا وافعل ذلك في صلاتك كلها"(رواه البخاري:557). 12- عن أبى هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم فى طريق فاضطروه إلى أضيقه"(رواه مسلم:5789). 13- أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم"(رواه البخاري:6258). 14- عن أبى هريرة -رضي الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم فإذا أراد أن يقوم فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة"(رواه أبو داود:5210، وقال الألباني: حسن صحيح). 15- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: لما جاء أهل اليمن قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " قد جاءكم أهل اليمن وهم أول من جاء بالمصافحة "(رواه أبو داود:5215، وقال الشيخ الألباني: حسن صحيح). 16- عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا"(رواه أبو داود:5214، وصححه الألباني). 17- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رجل: يا رسول الله الرجل منا يلقي أخاه أو صديقه أينحني له؟ قال: "لا" قال: أفيلتزمه ويقبله؟ قال: "لا" قال أفيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: "نعم"(رواه الترمذي:2728، وحسنه الألباني).
الاثار
1- قال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-: "السلام أمان الله في الأرض"(كنز العمال:21617). 2- قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: ثلاث يصفين عليك من ود أخيه أن تسلم عليه إذا لقيته وتوسع له في المجلس وتدعوه بأحسن أسمائه إليه (رواه البيهقي في شعب الإيمان:6749). 3- قال بن جريج فأخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول: الماشيان إذا اجتمعا فأيهما بدأ بالسلام فهو أفضل (رواه البخاري في الأدب المفرد:994، وصححه الألباني). 4- قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "إن السلام هو اسم من أسماء الله تعالى وضعه الله في الأرض ، فأفشوه بينكم؛ فإن الرجل إذا مر على القوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بأنه أذكرهم، وإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأطيب"(رواه البيهقي في شعب الإيمان: 6-432). 5- قال عمار بن ياسر -رضي الله عنه-: "ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك وبذل السلام للعالم والإنفاق من الإقتار"(رواه البخاري:20). 6- قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: "إن أبخل الناس من بخل بالسلام، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء"(رواه ابن حبان:4498، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم). 7- قال ابن عباس -رضي الله عنه- في قوله تعالى: (إِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ): "إذا دخلتم بيوتكم فسلموا على أهلها، تحية من عند الله وهو السلام لأنه اسم الله، وهو تحية أهل الجنة"(رواه البيهقي في شعب الإيمان:8449). 8- عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: "إني لأرى جواب الكتاب حقا، كما أرى حق السلام" (الدر المنثور في التفسير بالمأثور:4-565). 9- قال رجل يوما للحسن: إنه يستقبل الراكب فلا يسلم أفأسلم عليه؟ قال: "نعم، سلم إن بخل بالسلام"( رواه البيهقي في شعب الإيمان:8868). 10- عن مجاهد قال: "إذا دخلت بيتا ليس فيه أحد فقل: بسم الله، والحمد لله، السلام علينا من ربنا، السلام علينا وعلى عباده الصالحين"(سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (13/409)، وصححه الشيخ الألباني). 11- عن قتادة قال: "أما امرأة من القواعد فلا بأس أن يسلم عليها وأما الشابة فلا(رواه عبد الرزاق في مصنفه:19449). 12- سئل الحسن عن السلام على النساء، قال: "لم يكن الرجال يسلمون على النساء، ولكن النساء هن يسلمن على الرجال"(رواه البيهقي في شعب الإيمان:8508). 13- قال سفيان يعني ابن عيينة في قوله: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها) قال: "ترون هذا في السلام وحده؟ هذا في كل شيء من أحسن إليك فأحسن إليه وكافئه فإن لم تجد فادع له وأثن عليه عند إخوانه"(رواه ابن أبي حاتم في تفسيره:5763). 14- عن سعيد بن أبي هلال الليثي قال: "سلام الرجل يجزئ عن القوم و رد السلام يجزي عن القوم"(رواه البيهقي في شعب الإيمان:8924). 15- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا (صحيح الجامع الصغير وزيادته (الفتح الكبير):8823). 16- عن المقداد بن الأسود -رضي الله عنه- قال: كان النبي - صلى الله عليه و سلم- يجيء من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان (رواه البخاري في الأدب المفرد:1028، وصححه الألباني). 17- عن أنس -رضي الله عنه-: أنَّهُ مَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وقال: كَانَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَفْعَلُهُ (رواه البخاري:6247). 18- عن أسماء بنتِ يزيد -رضي الله عنها-: أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ في المَسْجدِ يَوْماً، وَعُصْبَةٌ مِنَ النِّسَاءِ قُعُودٌ، فَألْوَى بِيَدِهِ بالتسْلِيمِ (فتح الباري لابن حجر العسقلاني:11-14). 19- عن أبى هريرة -رضي الله عنه- قال: "إذا لقى أحدكم أخاه فليسلم عليه فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه"(رواه أبو داود:5202، وصححه الألباني). 20- عن عبد الله بن مسلمة -رضي الله عنه- قال: حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل -رضي الله عنه- قال: كنا نفرح يوم الجمعة قلت ولم قال كانت لنا عجوز ترسل إلى بضاعة قال ابن مسلمة نخل بالمدينة فتأخذ من أصول السلق فتطرحه في قدر وتكركر حبات من شعير فإذا صلينا الجمعة انصرفنا ونسلم عليها فتقدمه إلينا فنفرح من أجله وما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة (رواه البخاري:6248). 21- عن أم هانئ -رضي الله عنها- أنها: ذهبت إلى النبي- صلى الله عليه و سلم - يوم الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة تستره بثوب فسلمت فقال من هذا قلت أم هانئ فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات في ثوب ملتحفا به (رواه النسائي:225، وصححه الألباني). 22- عن أسامة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر على مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود فسلم عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- (رواه البخاري:6254، ومسلم:1798). 23= عن أَبي الخطاب قتادة، قَالَ: قُلْتُ لأَنَسٍ: أكَانَتِ المُصَافَحَةُ في أصْحَابِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قَالَ: نَعَمْ (رواه البخاري:6263). 24- عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا تَدَعُونَ، فَإِذَا اسْتَقْبَلَتْهُمْ شَجَرَةٌ أَوْ أَكَمَةٌ تَفَرَّقُوا، ثُمَّ إِذَا الْتَقَوْا مِنْ وَرَائِهَا سَلَّمَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ (رواه البيهقي في شعب الإيمان 11-238). 25- أخرجه البخاري في الأدب المفرد بسند صحيح عن ابن عباس أنه كان إذا سُلِّم عليه يقول: وعليك ورحمة الله (فتح الباري لابن حجر العسقلاني:11-37).
القصص
1- روى الإمام مالك في الموطأ بسند صحيح عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه كان يذهب إلى السوق، لا يبيع ولا يشتري إنما يقول: لأسلم على من لقيت. 2- كان الطفيل بن أبي بن كعب يأتي عبد الله بن عمر فيغدو معه إلى السوق، فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبد الله على سقاط ولا صاحب بيعة، ولا مسكين، ولا أحد إلا سلم عليهم، قال الطفيل: فجئت عبد الله بن عمر يوما فاستتبعني إلى السوق، قال: فقلت: وما تصنع بالسوق؟ وإنه لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السلع، ولا تسوم بها، ولا تجلس في مجالس السوق؟ قال: وأقول: اجلس بنا ههنا نتحدث، فقال لي عبد الله بن عمر: يا أبا بطن -وكان الطفيل ذا بطن-، إنما نغدو من أجل السلام نسلم على من لقينا (رواه مالك في الموطأ:5-1400). 3- عن مجاهد، قال: بينا أنا أمشي مع عبد الله بن عمر في بعض طرق المدينة، قال: قلت: يا أبا عبد الرحمن ألك حاجة؟ قال: أكبر الحاجة، تعطي واحدة وتأخذ عشرة، يا مجاهد، إن السلام اسم من أسماء الله -عز وجل-، فإذا أنت أكثرت منه أكثرت من ذكر الله عز وجل (رواه البيهقي في شعب الإيمان:8414). 4- عن عبد الرحمن قال: مر بن عمر بنصراني فسلم عليه فرد عليه فأخبر أنه نصراني فلما علم رجع إليه فقال رد علي سلامي (رواه البخاري في الأدب المفرد:1115، وحسنه الألباني). 5- قال ابن جريج: حدثني عطاء بن أبي رباح أن ابن عباس أتاهم يوما في مجلس فسلم عليهم، فقال: سلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته، فقال: من هذا؟، فقلت: عطاء، فقال: انته إلى وبركاته، قال: ثم تلا (رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)[هود:73] (رواه البيهقي في شعب الإيمان:8487). 6- محمد بن عمرو بن عطاء، قال: بينا أنا عند ابن عباس، وعنده ابنه، فجاءه سائل فسلم عليه، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه، وعدد من ذا، فقال ابن عباس: " ما هذا السلام؟ " وغضب حتى احمرت وجنتاه، فقال له ابنه علي: يا أبتاه إنه سائل من السؤال، فقال: إن الله حد السلام حدا، ونهى عما وراء ذلك، ثم قرأ إلى: (رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)[هود: 73]، (المصدر السابق رقم: (8848) ، (11/246). 7- عن أنس بن مالك: أنه كان إذا جاء إلى مجلسه لم يسلم حتى يستوي في موضعه، ثم يقبل عليهم فيقول: السلام عليكم (رواه البيهقي في شعب الإيمان:8492). 8- عن أيوب عن أبي قلابة: أن رجلاً أتى سلمان الفارسي فوجده يعتجن فقال أين الخادم؟ فقال: أرسلته في حاجة قال لم يكن ليجتمع عليه شيآن أن نرسله و لا تكفيه عمله فقال له الرجل: إن أبا الدرداء يقرأ عليك السلام قال متى قدمت؟ قال: منذ ثلاث قال: أما إنك لو لم تؤدها كانت أمانة عندك (رواه البيهقي في شعب الإيمان: 8525). 9- عن يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: " عُمَّ سَلَامَكَ " وَقَدْ (رواه البيهقي في شعب الإيمان:8495). 10- قال مهنا بن يحيى: رأيت أبا عبد الله كثيراً يُقبَّل وجهُه ورأسُه وخدُه ولا يقول شيئا , ورأيته لا يمتنع من ذلك ولا يكره , ورأيت سليمان بن داود الهاشمي يقبل جبهته ورأسه ولا يمتنع من ذلك ولا يكرهه، ورأيت يعقوب بن إبراهيم يقبل وجهه وجبهته (الآداب الشرعية:2-247). 11- قال عبد الله بن أحمد: رأيت كثيراً من العلماء والفقهاء والمحدثين وبني هاشم وقريش والأنصار يقبلونه يعني أباه بعضهم يديه وبعضهم رأسه, ويعظمونه تعظيماً لم أرهم يفعلون ذلك بأحد من الفقهاء غيره، لم أره يشتهي أن يفعل ذلك (الآداب الشرعية:2-247). 12- قال الْإِمَامَ أَبَو بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ: الْتَقَيْتُ مَعَ أَبِي عُثْمَانَ يَعْنِي الْحِيرِيَّ يَوْمَ عِيدٍ فِي الْمُصَلَّى، وَكَانَ مِنْ عَادَتِهِ إِذَا الْتَقَى بِوَاحِدٍ مِنَّا فَسَأَلَهُ بِحَضْرَةِ النَّاسِ عَنْ مَسَائِلَ فِقْهِيَّةٍ، وَيُرِيدُ بِذَلِكَ إِجْلَالَهُ وَزِيَادَةَ مَحِلِّهِ عِنْدَ الْعَوَّامِ، فَسَأَلَنِي بِحَضْرَةِ النَّاسِ فِي مُصَلًّى الْعِيدِ عَنْ مَسَائِلَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهَا قُلْتُ لَهُ: أَيُّهَا الْأُسْتَاذُ فِي قَلْبِي شَيْءٌ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ مُنْذُ حِينٍ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي رَجُلٌ قَدْ دُفِعْتُ إِلَى صُحْبَةِ النَّاسِ، وَحُضُورِ هَذِهِ الْمَحَافِلِ، وَإِنِّي رُبَّمَا أَدْخُلُ مَجْلِسًا يَقُومُ لِي بَعْضُ الْحَاضِرِينَ، وَيَتَقَاعَدُ عَنِ الْقِيَامِ لِي بَعْضُهُمْ، فَأَجِدُنِي أَنْضَمُّ عَلَى الْمُتَقَاعِدِ حَتَّى لَوْ قَدَرْتُ عَلَى الْإِسَاءَةِ إِلَيْهِ فَعَلْتُ، قَالَ: فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ كَلَامِي سَكَتَ أَبُو عُثْمَانَ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَلَمْ يُجِبْنِي بِشَيْءٍ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَدْ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ سَكَتُّ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ مِنَ الْمُصَلَّى، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ الْعَصْرِ قَعَدْتُ لَهُ وَأَذِنْتُ لِلنَّاسِ، فَدَخَلَ عَلَيَّ عِنْدَ الْمَسَاءِ جَارٌ لِي قَالَ: مَنْ كَانَ يَتَخَلَّفُ عَنْ مَجْلِسِ أَبِي عُثْمَانَ فَقُلْتُ لَهُ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟، قَالَ: مِنْ مَجْلِسِ أَبِي عُثْمَانَ، قُلْتُ: وَفِيمَا ذَا كَانَ يَتَكَلَّمُ؟، قَالَ: أَجْرَى الْمَجْلِسَ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ فِي رَجُلٍ كَانَ ظَنُّهُ بِهِ أَجْمَلَ ظَنٍّ، فَأُخْبِرَ عَنْ سِرِّهِ بِشَيْءٍ أَنْكَرَهُ أَبُو عُثْمَانَ وَتَغَيَّرَ بِهِ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَعَلِمْتُ أَنَّهُ حَدِيثِي، قُلْتُ: وَبِمَا خَتَمَ حَدِيثَ ذَلِكَ الرَّجُلِ؟، قَالَ: قَالَ أَبُو عُثْمَانَ: أَظْهَرَ لِي مِنْ بَاطِنِهِ شَيْئًا لَمْ أَشُمَّ مِنْهُ رَائِحَةَ الْإِيمَانِ، وَيُشْبِهُ أَنَّهُ عَلَى الضَّلَالِ مَا لَمْ يُظْهِرْ تَوْبَتَهُ مِنَ الَّذِي أَخْبَرَنِي بِهِ عَنْ نَفْسِهِ. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ: فَوَقَعَ عَلَيَّ الْبُكَاءُ، وَتُبْتُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِمَّا كُنْتُ عَلَيْهِ (رواه البيهقي في شعب الإيمان:8539). 13- عن الطُّفَيْل بن أُبَيِّ بن كعبٍ: أنَّه كَانَ يأتي عبد الله بن عمر، فيغدو مَعَهُ إِلَى السُّوقِ، قَالَ: فإذَا غَدَوْنَا إِلَى السُّوقِ، لَمْ يَمُرَّ عَبدُ الله عَلَى سَقَّاطٍ وَلاَ صَاحِبِ بَيْعَةٍ، وَلاَ مِسْكِينٍ، وَلاَ أحَدٍ إِلاَّ سَلَّمَ عَلَيْهِ، قَالَ الطُّفَيْلُ: فَجِئْتُ عبد الله بنَ عُمَرَ يَوْماً، فَاسْتَتْبَعَنِي إِلَى السُّوقِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا تَصْنَعُ بالسُّوقِ، وَأنْتَ لا تَقِفُ عَلَى البَيْعِ، وَلاَ تَسْأَلُ عَنِ السِّلَعِ، وَلاَ تَسُومُ بِهَا، وَلاَ تَجْلِسُ في مَجَالِسِ السُّوقِ؟ وَأقُولُ: اجْلِسْ بِنَا هاهُنَا نَتَحَدَّث، فَقَالَ: يَا أَبَا بَطْنٍ - وَكَانَ الطفَيْلُ ذَا بَطْنٍ - إنَّمَا نَغْدُو مِنْ أجْلِ السَّلاَمِ، فنُسَلِّمُ عَلَى مَنْ لَقيْنَاهُ (تهذيب الكمال:13-388).
الاشعار
1- قال ابن القيم -رحمه الله-: وكذاك إن زرت القبور مسلما *** ردت لهم أرواحهم للآن فهم يردون السلام عليك لـ *** ـكن لست تسمعه بذي الأذنان (الكافية الشافية في الإنتصار للفرقة الناجية:1-668). 2- قال أبو محمد الأندلسي القحطاني: مس النساء على الرجال محرم *** حرث السباخ خسارة الحرثان (نونية القحطاني:1-35).
الدراسات
1- ثبت علمياً أن سطح الجلد عند الإنسان يحتوي على ملايين الخلايا التي تنقل الأحاسيس إلى الدماغ، فإذا لامست يد الرجل يد المرأة بدأت الإشارات الناتجة عن الملامسة تسري باتجاه الدماغ حيث يقوم بتحليلها وربطها مع صاحب أو صاحبة اليد. وعندما تتكرر هذه العملية فإن الدماغ يختزن هذه المعلومات بشكل يحرك عاطفة الرجل أو المرأة مما يترك تأثيراً وانفعالات نفسية تبقى مختزنة لفترات طويلة. إن الانفعالات النفسية المتعلقة بمصافحة النساء للرجال، وبالعكس قد تتطور وتثير الغرائز الكامنة لدى الجنسين؛ مما يدفع لمزيد من الانفعالات العاطفية، والتي قد تكون سبباً في تطور العلاقة بين الجنسين مما يؤدي إلى الوقوع في الفاحشة، وعلى أقل تقدير قد تسبب المصافحة المتكررة بين الرجل والمرأة والاختلاط المتكرر بينهما إلى تشويش الذهن، وتأثر عملية اتخاذ القرارات عند الطرفين، والإسلام يريد من المؤمن أن يكون صافي الذهن، وفي حالة مستقرة، ومطمئن القلب (روائع الإعجاز الطبي في القرآن والسنَّة - عبد الدائم الكحيل:1-60).
متفرقات
1- قال النووي: يُسْتَحَبُّ أنْ يَقُولَ المُبْتَدِئُ بالسَّلاَمِ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. فَيَأتِ بِضَميرِ الجَمْعِ ، وَإنْ كَانَ المُسَلَّمُ عَلَيْهِ وَاحِداً ، وَيقُولُ المُجيبُ: وَعَلَيْكُمْ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ ، فَيَأتِي بِوَاوِ العَطْفِ في قَوْله: وَعَلَيْكُمْ (تطريز رياض الصالحين؛ فيصل آل مبارك: 2-8). 2- عن أنسٍ -رضي الله عنه-: أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا تكلم بِكَلِمَةٍ أعَادَهَا ثَلاثَاً حَتَّى تُفهَمَ عَنْهُ ، وَإِذَا أتَى عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ سلم عَلَيْهِمْ ثَلاَثاً (رواه البخاري:94،95، قال النووي: وهذا مَحْمُولٌ عَلَى مَا إِذَا كَانَ الجَمْعُ كَثِيراً (تطريز رياض الصالحين فَيْصَلْ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ آل مُبَارَكباب كيفية السلام:2-9). 3- عن أسماء بنتِ يزيد رضي الله عنها: أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم مرّ علينا بالمسجد يوما وعصبة من النساء قعود فألوى بيده بالتسليم"(رواه الترمذي:2697، وحسنه) قال النووي: وهذا محمول عَلَى أنَّه -صلى الله عليه وسلم- ، جَمَعَ بَيْنَ اللَّفْظِ وَالإشَارَةِ ، وَيُؤَيِّدُهُ أنَّ في رِوَايةِ أَبي داود: فَسَلَّمَ عَلَيْنَا (تطريز رياض الصالحين:2-10). 4- قال ابن حجر: قال النووي في معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: "على من عرفت ومن لم تعرف"(أخرجه البخاري:12) قال: "تسلم على من لقيته ولا تخص ذلك بمن تعرف، وفي ذلك إخلاص العمل لله، واستعمال التواضع، وإفشاء السلام الذي هو شعار هذه الأمة"(فتح الباري:11-21). وأضاف ابن حجر فائدة إلى هذه الفوائد فقال: وفيه من الفوائد أنه لو ترك السلام على من لم يعرف احتمل أن يظهر أنه من معارفه فقد يوقعه في الاستيحاش منه (فتح الباري:11-21). 5- قال ابن بطال في مشروعية السلام على غير المعرفة: استفتاح للمخاطبة للتأنيس؛ ليكون المؤمنون كلهم إخوة فلا يستوحش أحد من أحد، وفي التخصيص ما قد يوقع في الاستيحاش، ويشبه صدود المتهاجرين المنهي عنه (فتح الباري:11-21). 6- قال الإسماعيلي: إن السلام إنما يشرع تكراره إذا اقترن بالاستئذان، والتعقب عليه، وأن السلام وحده قد يشرع تكراره إذا كان الجمع كثيراً ولم يسمع بعضهم وقصد الاستيعاب. زاد ابن حجر على هذا فقال: وكذا لو سلم وظن أنه لم يسمع فتسن الإعادة، فيعيد مرة ثانية وثالثة، ولا يزيد على الثالثة (فتح الباري:11-27). 7- قال أبو سعيد المتولي في (التتمة): من سلم على صبي لم يجب عليه الرد لأن الصبي ليس من أهل الفرض، وينبغي لوليه أن يأمره بالرد ليتمرن على ذلك (فتح الباري:11-33). 8- قال النووي: السنة إذا مر بمجلس فيه مسلم وكافر أن يسلم بلفظ التعميم ويقصد به المسلم. قال ابن العربي: ومثله إذا مر بمجلس يجمع أهل السنة والبدعة، وبمجلس فيه عدول وظلمة، وبمجلس فيه محب ومبغض (تحفة لأحوذي بشرح جامع الترمذي؛ 7-400). 9- قال الإمام النووي: أقله -أي السلام- أن يرفع صوته بحيث يسمعه المسلَّم عليه، فإن لم يسمعه لم يكن آتياً بالسنة (فتح الباري؛11-18). 10- قال محمد بن عبد الله بن مهران: إن أبا عبد الله سئل عن الرجل يصافح المرأة، قال: لا وشدد فيه جداً، قلت: فيصافحها بثوبه؟ قال: لا، قال رجل: فإن كان ذا محرم؟ قال: لا، قلت: ابنته؟ قال: إذا كانت ابنته فلا بأس (مسائل الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه:9-4663).
الإحالات
1- السلام عليكم؛ د. عائض القرني 2- قانون السلام في الإسلام - دراسة مقارنة؛ تأليف: د. محمد طلعت الغنيمي. 3- الآداب الشرعية؛ لابن مفلح.