زندقة
2022-10-11 - 1444/03/15التعريف
الزندقة لغة:
الزّندقة كلمة معرّبة من اللّغة الفارسيّة استعملها العرب منذ فترة مبكّرة في التّاريخ الإسلاميّ للتّعبير عن طائفة من الملاحدة، وقد شقّت طريقها إلى المعجم العربيّ منذ القرن الثّاني للهجرة فقال عنها الخليل في أقدم معجم عربيّ (هو كتاب العين): زندقة الزّنديق: ألّا يؤمن بالآخرة وبالرّبوبيّة [كتاب العين (5/ 255) ] .
وقيل: هو الّذي لا يؤمن بالآخرة ووحدانيّة الخالق [تهذيب اللغة للأزهرى (9/ 400) ] .
وقال الجوهريّ: الزّنديق من الثّنويّة ، وهو معرّب، والجمع: الزّنادقة، والهاء (أي التّاء الموقوف عليها بالهاء) عوض من الياء المحذوفة، وأصله زناديق، (والفعل من ذلك) تزندق، والاسم: الزّندقة [الصحاح «ز ن ق» (4/ 1489) ] .
وقال ابن منظور: الزّنديق: القائل ببقاء الدّهر، وهو بالفارسيّة: (زندكراي) أي يقول بدوام بقاء الدّهر، والزّندقة: الضّيق، وقيل الزّنديق منه لأنّه ضيّق على نفسه، وقال أحمد بن يحيى (ثعلب): ليس زنديق من كلام العرب (بالمعنى الدّينيّ المعروف للزّندقة)، وإنّما تقول العرب: رجل زندق وزندقيّ إذا كان شديد التّخيّل، فإذا أرادت العرب معنى ما تقوله العامّة (أي المعنى الدّينيّ) قالوا: ملحد، ودهريّ [لسان العرب (ز ن ق) (ص 1871) ط. دار المعارف ] .
، وإذا أرادوا السّنّ (أي النّسبة إلى الدّهر بمعني الزّمن) قالوا: دهريّ، وقد ذكر ابن دريد أنّ الأصل الفارسيّ للكلمة هو «زنده» أي يقول بدوام بقاء الدّهر[التهذيب (9/ 400) ] .
الزندقة اصطلاحا:
قال التّهانويّ: الزّنديق: هو الثّنويّ القائل بإلهين منهما يكون النّور والظّلمة ويسمّيهما: يزدان، وأهريمن، الأوّل: خالق الخير، والثّاني: خالق الشّرّ يعني الشّيطان، (وقيل) هو الّذي لا يؤمن بالحقّ تعالى وبالآخرة، وقيل: هو الّذي يظهر الإيمان ويبطن الكفر، وقال بعضهم: إنّه معرّب .. «زنديق » أي من يكون له دين النّساء، والصّحيح المعنى الأوّل وهو معرّب «زنديّ» أي من يؤمن بالزّند الّذي هو كتاب زراد شت، والقائل بوجود يزدان، وأهريمن، والزّنادقة فرقة متشبّهة مبطلة متّصلة بالمجذوبين [كشاف اصطلاحات الفنون (3/ 117) ] .
العناصر
1- أصل كلمة زندقة ومعناها .
2- صفات وعلامات الزنديق .
3- استعراض بعض الفرق الضالة التي اشتهرت بالزندقة، كالحلول والاتحاد وغلاة الصوفية والشيعة .
4- سب الرسول صلى الله عليه وسلم زندقة وكفر .
5- من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر زنديق .
6- التحريم والتحليل لله عز و جل فمن حلل أو حرم في دين الله بالهوى من غير دليل شرعي فهو زنديق .
7- الاعتراض على أحكام الشريعة والاستهزاء بها كفر وزندقة .
8- الانتقاص من قدر صحابة النبي صلى الله عليه وسلم زندقة وكفر .
9- حكم الزنديق في الشريعة الإسلامية وعاقبته في الدنيا والآخرة .
10- التحذير من سب الصحابة وبغضهم .
الايات
1- قول الله تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) [النحل: 103] .
2- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) [المائدة: 54] .
3- قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ * ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ * فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ * ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ)[ محمد: 25- 28].
4- قوله تعالى: (ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [البقرة: 105] .
5- قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً) [النساء: 48] .
6- قوله تعالى: (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيْءٍ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذاقُوا بَأْسَنا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ * قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ * قُلْ هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هذا فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ * قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [الأنعام: 148- 151] .
7- قوله تعالى: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ * عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [ المؤمنون: 91- 92] .
8- قوله تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) [الزمر: 29] .
9- قوله تعالى: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِي ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ * وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ * ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) [ الأنعام: 19- 23] .
10- قوله تعالى: (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ) [الأنعام: 63- 64] .
11- قوله تعالى: (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ * لَهُمْ عَذابٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ * مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ * وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُوا وَإِلَيْهِ مَآبِ) [الرعد: 33- 36] .
12- قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ * وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ * وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ * وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ * وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ * أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ * مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ * أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ) [سورة البقرة:6-19].
الاحاديث
1- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا ترتدّوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض» [رواه البخاري- الفتح 13 (7079) ] .
2- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: قال: «اجتنبوا السّبع الموبقات ، قيل: يا رسول اللّه، وما هنّ؟ قال: «الشّرك باللّه، والسّحر، وقتل النفس الّتي حرّم اللّه إلّا بالحقّ، وأكل مال اليتيم، وأكل الرّبا، والتّولّي يوم الزّحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» [رواه البخاري- الفتح 5 (2766)، ومسلم (89) واللفظ له] .
3- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا. وإنّ ضرسه مثل أحد، وإنّ مجلسه من جهنّم كما بين مكّة والمدينة» [رواه الترمذي (2577) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. وقال الألباني في تعليقة على مشكاة المصابيح (3/ 1580): سنده صحيح، وأورده في «سلسلة الأحاديثة الصحيحة» (3/ 95) ] .
4- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «بادروا بالأعمال فتنا كقطع اللّيل المظلم. يصبح الرّجل مؤمنا ويمسي كافرا. أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا. يبيع دينه بعرض من الدّنيا» [رواه مسلم (118) ] .
الاثار
1- عن عكرمة قال: أتي عليّ- رضي اللّه عنه- بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عبّاس فقال:لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم «لا تعذّبوا بعذاب اللّه، ولقتلتهم لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: من بدّل دينه فاقتلوه.[رواه البخاري- الفتح 10 (6922) ] .
الاشعار
1- قال أبو نواس الشّاعر:
تأمّل في نبات الأرض وانـظر*** إلى آثار ما فعل المليــك
عيون من لجين ناظـــرات *** بأحداق هي الذّهب السّبيك
على قضب الزّبرجد شاهدات *** بأنّ اللّه ليس له شريــك
[بصائر ذوي التمييز (3/ 315). فتح المجيد، شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (412) ] .
2- قال ابن المعتزّ:
فيا عجبا كيف يعصى الإله *** أم كيف يجحده الجاحد؟
وفي كلّ شيء له آيـــة *** تدلّ على أنّه الواحــد
[فتح المجيد شرح كتاب التوحيد (412) ].
متفرقات
- قال مالك بن أنس- -رحمه الله--:توبة الزّنديق لا تقبل. وهذا يحكى عن أحمد بن حنبل- -رحمه الله- تعالى.(شرح مسلم للنووي:1/206).
- قال ابن تيميّة- -رحمه الله- تعالى-:الزّنديق يجب قتله.(مجموع الفتاوى:2/378).
- قال ابن بطّال- -رحمه الله- تعالى-: لا إثم أعظم من الشّرك (فتح الباري:12/265).
- قال الشيخ صالح البليهي -رحمه الله-: الحكم بغير ما أنزل الله زندقة وإلحاد. وجور وفساد وظلم للعباد وربك للظالمين بالمرصاد (الإيمان لابن منده - محمد بن إسحاق بن يحيى بن منده:1/18).
- قال أبو سعيد -رحمه الله- وأنا أقول كما قال الشافعي أن تقبل علانيتهم إذا اتخذوها جنة لهم من القتل أسروا في أنفسهم ما أسروا فلا يقتلوا كما أن المنافقين اتخذوا أيمانهم جنة فلم يؤمر بقتلهم والزنديق عندنا شر من المنافق فلربما كان المنافق جاحدا بالرسول والإسلام مقرا بالله عز وجل مثبتا لربوبيته في نفسه والزنديق معطل لله جاحد بالرسل والكتب وما يعرف في الإسلام زنادقة غير الجهمية وأي زندقة بأظهر ممن ينتحل الإسلام في الظاهر وفي الباطن يضاهي قوله في القرآن قول مشركي قريش الذين ردوا على الله ورسوله فقالوا إن هذا إلا اختلاق (الرد على الجهمية – للدارمي:1/213).
- قال أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخلال أبو بكر أخبرنا زكريا بن يحيى قال حدثنا أبو طالب أنه قال لأبي عبدالله الرجل يشتم عثمان فأخبروني أن رجلا تكلم فيه فقال هذه زندقة (السنة، وقال المحقق: إسناده صحيح).
- قسم الغزالي الزندقة إلى قسمين: زندقة مطلقة: وهو أن ينكر أصل المعاد عقلياً وحسياً وينكر الصانع للعالم أصلاً. زندقة مقيدة: وهي إثبات المعاد بنوع عقلي مع نفي الآلام واللذات الحسية، وإثبات الصانع مع نفي علمه بتفاصيل الأمور. فهي زندقة مقيدة بنوع اعتراف بصدق الأنبياء (الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية تأليف: آمال بنت عبد العزيز العمرو).
- قال الإمام البربهاري -رحمه الله-: اعلم أنها لم تكن زندقة ، ولا كفر ولا شكوك ، ولا بدعة ، ولا ضلالة ، ولا حيرة في الدين إلا من الكلام وأهل الكلام (شرح السنة للبربهاري:38).
- يقول عبد الرحمن بن صالح المحمود: فالذي يدعي تعارضاً من الشرع والقدر، إنما هو في حقيقة الأمر يصف الله تبارك وتعالى بالظلم؛ لأنه يقول: كيف يحاسبني على المعصية وقد قدرها عليَّ، أي انه مظلوم والعياذ بالله ، حتى قال بعضهم مستهزئاً بالخالق تبارك وتعالى: ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له *** إياك إياك أن تبتل بالماء فهذه زندقة لا تصدر إلا عن ملحد لا يؤمن بالله ورسوله. فالواجب علينا ألا نلتفت إلى هؤلاء وشبههم الشيطانية ، وان نقتفي طريق سلف هذه الأمة وساداتها، فنفعل المأمورات، نترك المحظورات، نحلُّ الحلال ونأخذ به، ونحرم الحرام ونجتنبه ، وفي كل الحوال نسأل الله الهداية والتثبيت (تيسير لمعة الاعتقاد - الشيخ /عبد الرحمن بن صالح المحمود:1/223).
- قال المهدي -رحمه الله- تعالى: ما وجدت كتاب زندقة إلا وأصله ابن المقفع (حقيقة الحضارة الإسلامية جمعه: ناصر بن حمد الفهد:1/13).
- قال البربهاري: وإذا أردت الإستقامة على الحق وطريق أهل السنة قبلك فاحذر الكلام وأصحاب الكلام والجدال والمراء والقياس والمناظرة في الدين فإن استماعك منهم وإن لم تقبل منهم يقدح الشك في القلب وكفى به قبولا فتهلك وما كانت قط زندقة ولا بدعة ولا هوى ولا ضلالة إلا من الكلام والجدال والمراء والقياس وهي أبواب البدع والشكوك والزندقة (كتاب شرح السنة:1/55).
- قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ من قال أنا أعبد بالمحبة لا بالخوف والرجاء فهذا باطل، ويدل على نوع زندقة وخروج عن طريقة الأنبياء والمرسلين عليهم صلوات الله وسلامه، والخوف والرجاء يجب أن يجتمعا في القلب (شرح عدة متون في العقيدة - صالح بن عبد العزيز آل الشيخ:18/208).
- قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ) أي في قلوبهم من كفر أو نفاق أو زندقة (نواقض الإيمان القولية والعملية تأليف: د. عبد العزيز بن محمد بن علي العبد اللطيف:2/90).\\
- قال الإمام الدارمي -رحمه الله- في (الرد على الجهمية:173) بعدما ذكر حديث علي في قتل الزنادقة؛ قال: فرأينا هؤلاء الجهمية أفحش زندقة، وأظهر كفرا، وأقبح تأويلا لكتاب الله ورد صفاته فيما بلغنا عن هؤلاء الزنادقة الذين قتلهم علي عليه السلام وحرقهم (انظر اتحاف أهل الفضل والإنصاف بنقض كتاب ابن الجوزي دفع شبه الشبه وتعليقات السقاف:1/65).
- قال شيخ الإسلام بن تيمية: وأما الشيعة الإثنى عشرية فأصل بدعتهم عن زندقة وإلحاد وتعمُّد الكذب كثير فيهم ، وهم يقرون بذلك حيث يقولون: ديننا التقية ، وهو أن يقول أحدهم بلسانه خلاف ما في قلبه وهذا هو الكذب والنفاق فهم في ذلك كما قيل: رمتني بدائها وانسلت (انظر الشيعة هم العدو فاحذرهم شحاتة محمد صقر:1/27).
الإحالات
1- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (10/4584) . 2- شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة المؤلف : هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي أبو القاسم الناشر : دار طيبة - الرياض ، 1402 تحقيق : د. أحمد سعد حمدان (4/709) . 3- السنة المؤلف : عبد الله بن أحمد بن حنبل الشيباني الناشر : دار ابن القيم – الدمام الطبعة الأولى ، 1406 تحقيق : د. محمد سعيد سالم القحطاني (1/210) . 4- فصول من كتاب الإنتصار الأصحاب الحديث المؤلف : أبو المظفر منصور بن محمد بن عبدالجبار بن أحمد التميمي الناشر : مكتبة أضواء المنار - المدينة المنورة الطبعة الأولى ، 1996 تحقيق : محمد بن حسين بن حسن الجيزاني (1/64) . 5- الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة أبو القاسم اسماعيل ابن محمد بن الفضل التيمي الأصبهاني سنة الولادة 457هـ/ سنة الوفاة 535هـ تحقيق محمد بن ربيع بن هادي عمير المدخلي الناشر دار الراية سنة النشر 1419هـ - 1999م مكان النشر السعودية / الرياض (1/225) . 6- شرح العقيدة الطحاوية الناشر : المكتب الإسلامي – بيروت الطبعة الرابعة ، 1391 (1/210) . 7- المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة علي بن نايف الشحود (1/39) . 8- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة الإرشاد المؤلف: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد عدد الأجزاء: 95 جزءا . 9- دروس الشيخ حمد الحمد المؤلف: حمد بن عبد الله بن عبد العزيز الحمد مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية http://www.islamweb.net - حكم توبة الزنديق في الدنيا وكذلك الساحر والمبتدع الداعي إلى بدعته . 10- أعلام وأقزام في ميزان الإسلام جمع وترتيب: أبو التراب سيد بن حسين بن عبد الله العفاني الناشر: دار ماجد عسيري للنشر والتوزيع، جدة – السعودية الطبعة: الأولى، 1424 هـ - 2004 م (2/40) . 11- شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم المؤلف: نشوان بن سعيد الحميرى اليمني (المتوفى: 573هـ) المحقق: د حسين بن عبد الله العمري - مطهر بن علي الإرياني - د يوسف محمد عبد الله الناشر: دار الفكر المعاصر (بيروت - لبنان)، دار الفكر (دمشق - سورية) الطبعة: الأولى، 1420 هـ - 1999 م (5/2854) .