رجولة
2022-10-11 - 1444/03/15التعريف
الرجولة لغة:
الرّجل: الذّكر من نوع الإنسان خلاف المرأة.
وفي هذا يقول الرّاغب: الرّجل مختصّ بالذّكر من النّاس، ولذلك قال تعالى (وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا) [الأنعام: 9] ويقال رجلة للمرأة: إذا كانت متشبّهة بالرّجل في بعض أحوالها.
قال الشّاعر: لم ينالوا حرمة الرّجلة [المفردات، للراغب (189) ] .
وقيل: إنّما يكون رجلا فوق الغلام، وذلك إذا احتلم وشبّ، وتصغيره رجيل ورويجل، على غير قياس، والجمع رجال. وفي التّنزيل العزيز: (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ) [البقرة: 282]، ورجالات جمع الجمع، وقد يجمع رجل أيضا على رجلة. وقد يكون الرّجل صفة يعني بذلك الشّدّة والكمال. وقيل: في جمع الرّجل: أراجل، وترجّلت المرأة: صارت كالرّجل، وفي الحديث: «أنّه لعن المترجّلات من النّساء». يعني اللّاتي يتشبّهن بالرّجال في زيّهم وهيآتهم، فأمّا في العلم والرّأي فمحمود، وفي رواية: «لعن اللّه الرّجلة من النّساء» بمعنى المترجّلة، ويقال: امرأة رجلة إذا تشبّهت بالرّجال في الرّأي والمعرفة. وفي الحديث: «كانت عائشة- رضي اللّه عنها- رجلة الرّأي».
والرّجلة، بالضّمّ: مصدر الرّجل، والرّاجل والأرجل، يقال: رجل جيّد الرّجلة، ورجل بيّن الرّجولة والرّجلة والرّجليّة والرّجوليّة وهي من المصادر الّتي لا أفعال لها.
وهذا أرجل الرّجلين أي أشدّهما، أو فيه رجليّة ليست في الآخر [لسان العرب لابن منظور (11/ 265- 267) ] .
الرجولة اصطلاحا:
لم تعرّف كتب المصطلحات لفظ الرّجولة بيد أنّها عرّفت الرّجل.
يقول الكفويّ: واسم الرّجل شرعا موضوع للذّات من صنف الذّكور من غير اعتبار وصف مجاوزة حدّ الصّغر أو القدرة على المجامعة أو غير ذلك، فيتناول كلّ ذكر من بني آدم [الكليات للكفوي (1/ 393) ] .
ومن هنا يمكن تعريف الرّجولة بأنّها اتّصاف المرء بما يتّصف به الرّجل عادة.
العناصر
1- المعنى الحقيقي للرجولة .
2- التمايز الذي فرضه الله بين الرجال والنساء لِحِكَم بالغة، منها تعزيز رجولة الرجل وأنوثة المرأة .
3- تمني عمر رجالا كأبي عبيدة .
4- نماذج من الرجولة الفريدة .
5- كيف ننمي عوامل الرجولة في شخصيات أولادنا .
6- أمور ومظاهر ليست من الرجولة .
7- مقام الجهاد يحتاج إلى رجولة وغلظة، أما مقام الدعوة فيحتاج إلى رقة وحكمة وتواضع ولين .
8- رجولة الرجال لا تقاس بقوة أجسامهم، بل بقوة إيمانهم وفضائلهم .
9- مِن الشباب مَن يظن اليوم أن ارتكاب المحرمات كالتدخين، ورفع الصوت أو الصياح في البيت، وفرض الرأي هي الرجولة .
10- حاجة الأمة إلى الرجال .
الايات
1- قوله تعالى: ( وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ ما خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذلِكَ إِنْ أَرادُوا إِصْلاحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) [البقرة: 228] .
2- قوله تعالى: ( وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ) [النساء: 32] .
3- قوله تعالى: ( الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ فَالصَّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً ) [النساء: 34] .
4- قوله تعالى: ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا وَلا تَسْئَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلى أَجَلِهِ ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ وَأَدْنى أَلَّا تَرْتابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَلَّا تَكْتُبُوها وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) [البقرة: 282] .
5- قوله تعالى: (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كانُوا إِخْوَةً رِجالًا وَنِساءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) [النساء: 176] .
6- قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ * لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ) [التوبة: 107- 108] .
7- قوله تعالى: ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ * رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ) [النور: 36- 38] .
8- قوله تعالى: ( لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً * وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً * مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً ) [الأحزاب: 21- 24] .
الاحاديث
1- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: إنّ أعرابيّا أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: دلّني على عمل إذا عملته دخلت الجنّة. قال: «تعبد اللّه لا تشرك به شيئا، وتقيم الصّلاة المكتوبة، وتؤدّي الزّكاة المفروضة، وتصوم رمضان». قال: والّذي نفسي بيده لا أزيد على هذا. فلمّا ولّى، قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا» [البخاري- الفتح 3 (1397) واللفظ له، ومسلم (14) ] .
2- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- قال: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، في أضحى أو في فطر إلى المصلّى، فمرّ على النّساء، فقال: «يا معشر النّساء تصدّقن، فإنّي أريتكنّ أكثر أهل النّار». فقلن: وبم يا رسول اللّه؟. قال: «تكثرن اللّعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرّجل الحازم من إحداكنّ». قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول اللّه؟. قال: «أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرّجل؟» قلن: بلى، قال: «فذلك من نقصان عقلها. أليس إذا حاضت لم تصلّ ولم تصم؟». قلن: بلى. قال: «فذلك من نقصان دينها» [البخاري- الفتح 1 (304) واللفظ له، ومسلم (79) ] .
3- عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: رأيت في المنام كأنّ في يدي قطعة إستبرق. وليس مكان أريد من الجنّة إلّا طارت إليه. قال: فقصصته على حفصة. فقصّته حفصة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «أرى عبد اللّه رجلا صالحا » [البخاري- الفتح 7 (3740)، ومسلم (2478) واللفظ له ] .
4- عن أنس- رضي اللّه عنه- قال: غاب عمّي أنس بن النّضر عن قتال بدر، فقال: يا رسول اللّه: غبت عن أوّل قتال قاتلت المشركين، لئن اللّه أشهدني قتال المشركين ليرينّ اللّه ما أصنع. فلمّا كان يوم أحد وانكشف المسلمون، قال: «اللّهمّ إنّي أعتذر إليك ممّا صنع هؤلاء» يعني أصحابه، «وأبرأ إليك ممّا صنع هؤلاء» يعني المشركين. ثمّ تقدّم فاستقبله سعد ابن معاذ، فقال: «يا سعد بن معاذ، الجنّة وربّ النّضر، إنّي أجد ريحها من دون أحد». قال سعد: فما استطعت يا رسول اللّه ما صنع. قال أنس: فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسّيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل وقد مثّل به المشركون فما عرفه أحد إلّا أخته ببنانه. قال أنس: كنّا نرى أو نظنّ أنّ هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ... الآية. [البخاري- الفتح 6 (2805) ] .
5- عن سلمة بن الأكوع- رضي اللّه عنه- قال: قدمنا الحديبية مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ونحن أربع عشرة مائة، وعليها خمسون شاة لا ترويها. قال: فقعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على جبا الرّكيّة ، فإمّا دعا وإمّا بسق فيها ... الحديث وفيه: فلمّا كشفوا جلدها رأوها غبارا. فقالوا: أتاكم القوم. فخرجوا هاربين. فلمّا أصبحنا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة. وخير رجّالتنا سلمة». قال: ثمّ أعطاني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سهمين: سهم الفارس وسهم الرّاجل. فجمعهما لي جميعا. ثمّ أردفني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وراءه على العضباء. راجعين إلى المدينة. قال: فبينما نحن نسير. قال: وكان رجل من الأنصار لا يسبق شدّا قال: فجعل يقول: ألا مسابق إلى المدينة؟ هل من مسابق؟ فجعل يعيد ذلك. قال: فلمّا سمعت كلامه قلت: أما تكرم كريما، ولا تهاب شريفا؟ قال: لا. إلّا أن يكون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. قال: قلت: يا رسول اللّه بأبي وأمّي ذرني فلأسابق الرّجل. قال: «إن شئت». قال: قلت: أذهب إليه، وثنيت رجليّ فطفرت فعدوت. قال: فربطت عليه شرفا أو شرفين أستبقي نفسي ثمّ عدوت في إثره. فربطت عليه شرفا أو شرفين. ثمّ إنّي رفعت حتّى ألحقه. قال فأصكّه بين كتفيه. قال قلت: قد سبقت واللّه. قال: أنا أظنّ قال: فسبقته إلى المدينة ... الحديث. [مسلم (1807) ] .
6- عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سهر، فلمّا قدم المدينة، قال: «ليترجلا من أصحابي صالحا يحرسني اللّيلة، إذ سمعنا صوت سلاح»، فقال: «من هذا؟». فقال: أنا سعد ابن أبي وقّاص جئت لأحرسك. فنام النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. [البخاري- الفتح 6 (2885) ] .
7- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: إنّما سعى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالبيت وبين الصّفا والمروة، ليري المشركين قوّته. [البخاري- الفتح 3 (1649) ] .
8- عن جبير بن مطعم- رضي اللّه عنه- أنّه بينما هو يسير مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ومعه النّاس مقفله من حنين، فعلقت النّاس يسألونه حتّى اضطرّوه إلى سمرة فخطفت رداءه فوقف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: «أعطوني ردائي، لو كان لي عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم، ثمّ لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا» [البخاري- الفتح 6 (2821) ] .
9- عن البراء- رضي اللّه عنه- قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يوم الأحزاب ينقل التّراب وقد وارى التّراب بياض بطنه وهو يقول: «لولا أنت ما اهتدينا، ولا تصدّقنا ولا صلّينا، فأنزل السّكينة علينا، وثبّت الأقدام إن لاقينا، إنّ الألى قد بغوا علينا، إذا أرادوا فتنة أبينا» [البخاري- الفتح 6 (2837) واللفظ له، ومسلم (1803) ] .
10- عن أنس- رضي اللّه عنه- قال: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أحسن النّاس، وأشجع النّاس، وأجود النّاس. ولقد فزع أهل المدينة، فكان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سبقهم على فرس، وقال: «وجدناه بحرا» [البخاري- الفتح 6 (2820) واللفظ له، ومسلم (2307) ] .
11- سأل رجل البراء- رضي اللّه عنه- قال: يا أبا عمارة، أولّيتم يوم حنين؟. قال البراء- وأنا أسمع -: أمّا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لم يولّ يومئذ، كان أبو سفيان بن الحارث آخذا بعنان بغلته، فلمّا غشيه المشركون نزل فجعل يقول: «أنا النّبيّ لا كذب، أنا ابن عبد المطلّب». قال: فما رئي من النّاس يومئذ أشدّ منه. [البخاري- الفتح 6 (3042) واللفظ له، ومسلم (1776) ] .
12- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عشرة رهط سريّة عينا، وأمّر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاريّ جدّ عاصم بن عمر ابن الخطّاب، فانطلقوا حتّى إذا كانوا بالهدأة، وهو بين عسفان ومكّة، ذكروا لحيّ من هذيل يقال لهم بنو لحيان، فنفروا لهم قريبا من مائتي رجل، كلّهم رام، فاقتصّوا آثارهم حتّى وجدوا مأكلهم تمرا تزوّدوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب، فاقتصّوا آثارهم. فلمّا رآهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى فدفد، وأحاط بهم القوم، فقالوا لهم: انزلوا وأعطونا بأيديكم، ولكم العهد والميثاق ولا نقتل منكم أحدا. فقال عاصم بن ثابت أمير السّريّة: أمّا أنا فو اللّه لا أنزل اليوم في ذمّة كافر. اللّهمّ أخبر عنّا نبيّك، فرموهم بالنّبل فقتلوا عاصما في سبعة، فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق. منهم خبيب الأنصاريّ وابن دثنة ورجل آخر. فلمّا استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيّهم فأوثقوهم. فقال الرّجل الثّالث: هذا أوّل الغدر، واللّه لا أصحبكم، إنّ لي في هؤلاء لأسوة- يريد القتلى- وجرّروه وعالجوه، على أن يصحبهم فأبى فقتلوه، فانطلقوا بخبيب وابن دثنة حتّى باعوهما بمكة بعد وقيعة بدر، فابتاع خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل ابن عبد مناف، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيرا فأخبرني عبيد اللّه ابن عياض أنّ بنت الحارث أخبرته أنّهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحدّ بها، فأعارته، فأخذ ابنا لي وأنا غافلة حتّى أتاه، قالت: فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده. ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي. فقال: تخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك. واللّه ما رأيت أسيرا قطّ خيرا من خبيب، واللّه لقد وجدته يوما يأكل من قطف عنب في يده وإنّه لموثق في الحديد، وما بمكّة من ثمر. وكانت تقول: إنّه لرزق من اللّه رزقه خبيبا. فلمّا خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحلّ، قال لهم خبيب: ذروني أركع ركعتين، ثمّ قال: لولا أن تظّنّوا أنّ ما بي جزع لطوّلتها. اللّهمّ أحصهم عددا.
ولست أبالي حين أقتل مسلما *** على أيّ شقّ كان للّه مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ *** يبارك على أوصال شلو ممزّع
فقتله ابن الحارث، فكان خبيب هو سنّ الرّكعتين لكلّ امرئ مسلم قتل صبرا. فاستجاب اللّه لعاصم بن ثابت يوم أصيب، فأخبر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أصحابه خبرهم وما أصيبوا، وبعث ناس من كفّار قريش إلى عاصم حين حدّثوا أنّه قتل ليؤتوا بشيء منه يعرف، وكان قد قتل رجلا من عظمائهم يوم بدر، فبعث على عاصم مثل الظّلّة من الدّبر ، فحمته من رسولهم، فلم يقدروا على أن يقطعوا من لحمه شيئا. [البخاري- الفتح 6 (3045) ] .
13- عن البراء بن عازب- رضي اللّه عنهما- قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى أبي رافع، عبد اللّه بن عتيك، وعبد اللّه بن عتبة في ناس معهم، فانطلقوا حتّى دنوا من الحصن، فقال لهم عبد اللّه بن عتيك: امكثوا أنتم حتّى أنطلق أنا فأنظر. قال: فتلطّفت أن أدخل الحصن، ففقدوا حمارا لهم، قال: فخرجوا بقبس يطلبونه، قال: فخشيت أن أعرف، قال فغطّيت رأسي ورجليّ كأنّي أقضي حاجة. ثمّ نادى صاحب الباب: من أراد أن يدخل فليدخل قبل أن أغلقه. فدخلت، ثمّ اختبأت في مربط حمار عند باب الحصن، فتعشّوا عند أبي رافع وتحدّثوا حتّى ذهبت ساعة من اللّيل، ثمّ رجعوا إلى بيوتهم. فلمّا هدأت الأصوات ولا أسمع حركة خرجت، قال: ورأيت صاحب الباب حيث وضع مفتاح الحصن في كوّة، فأخذته ففتحت به باب الحصن، قال: قلت: إن نذر بي القوم انطلقت على مهل، ثمّ عمدت إلى أبواب بيوتهم فغلّقتها عليهم من ظاهر، ثمّ صعدت إلى أبي رافع في سلّم، فإذا البيت مظلم قد طفأ سراجه فلم أدر أين الرّجل. فقلت: يا أبا رافع. قال: من هذا؟ قال فعمدت نحو الصّوت فأضربه، وصاح، فلم تغن شيئا. قال: ثمّ جئت كأنّي أغيثه فقلت: مالك يا أبا رافع؟ وغيّرت صوتي. فقال: ألا أعجبك، لأمّك الويل، دخل عليّ رجل فضربني بالسّيف. قال فعمدت له أيضا فأضربه أخرى، فلم تغن شيئا، فصاح، وقام أهله. قال: ثمّ جئت وغيّرت صوتي كهيئة المغيث، فإذا هو مستلق على ظهره، فأضع السّيف في بطنه، ثمّ أنكفأ عليه حتّى سمعت صوت العظم، ثمّ خرجت دهشا، حتّى أتيت السّلّم أريد أن أنزل فأسقط منه، فانخلعت رجلي فعصبتها، ثمّ أتيت أصحابي أحجل، فقلت: انطلقوا فبشّروا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فإنّي لا أبرح حتّى أسمع النّاعية. فلمّا كان في وجه الصّبح صعد النّاعية، فقال: أنعي أبا رافع. قال فقمت أمشي ما بي قلبة ، فأدركت أصحابي قبل أن يأتوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فبشّرته. [البخاري الفتح 7 (4040) ] .
الاثار
1- عن ابن عيينة وحمّاد بن زيد: لا تتمّ الرّئاسة للرّجال إلّا بأربع. علم جامع وورع تامّ، وحلم كامل وحسن التّدبير، فإن لم تكن هذه الأربع فمائدة منصوبة وكفّ مبسوطة، وبذل مبذول وحسن المعاشرة مع النّاس، فإن لم تكن هذه الأربع فبضرب السّيف وطعن الرّمح وشجاعة القلب وتدبير العساكر، فإن لم يكن فيه من هذه الخصال شيء فلا ينبغي له أن يطلب الرّئاسة. [شعب الإيمان للبيهقى (6/ 76) ] .
القصص
1- قال عبد الرحمن بن عوف: ... إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت، فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فلم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سرًا: يا عم أرني أبا جهل, فقلت: ولم يا ابن أخي ما تصنع به؟ قال: سمعت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده [ظلي ظله] حتى يموت الأعجل منا. فتعجبت لذلك!! وغمزني الآخر فقال لي مثلها، فلم أنشب أن رأيت أبا جهل يجول في الناس فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه، قال: فابتدراه فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما: أيكما قتله؟ فقال كل واحد منهما: أنا يا رسول الله، فقال: هل مسحتما سيفيكما؟ قالا: لا، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السيفين فقال: كلاكما قتله .
متفرقات
1- يقول الدكتور عبد الكريم الخطيب في تفسير قوله تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا): وفي قوله تعالى: (رجال) إشارة إلى أنهم أناس قد كملت رجولتهم، وسلمت لهم إنسانيتهم .. فكانوا رجالا حقّا، لم ينتقص من إنسانيتهم شى ء .. فالكفر ، والشرك ، والنفاق، وضعف الإيمان ، كلّها أمراض خبيثة ، تغتال إنسانيّة الإنسان ، وتفقده معنى الرجولة فيه .. فالرجل كلّ الرجل ، هو من تحرّر عقله من الضلال ، وصفت روحه من الكدر، وسلم قلبه من الزيغ .. ثم لا عليه بعد هذا ألا يمسك بيده شى ء من جمال الصورة، أو وفرة المال ، أو قوة السلطان. وفي تنكير (رجال) معنى التفخيم ، والتعظيم ، كما يقول اللّه تعالى: (يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ) [النور: 36 : 37 ] وكما يقول سبحانه: (لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) [التوبة: 108]، [التفسير القرآني للقرآن (11 / 681) ] .
2- يقول الشيخ عبد الله الجلالي: كلمة (رجال) تعطينا معنيين اثنين: المعنى الأول: الذكورة، أي: أنهم ليسوا بنساء، فإن الرجل خلاف المرأة، والرجل يقابل المرأة والمرأة تقابل الرجل، وهذا هو المتبادر إلى أذهان كل الناس؛ مثل أن نقول: صلاة الجماعة واجبة على الرجال وليست بواجبة على النساء. المعنى الثاني: وهو المعنى الأعظم والأشمل، وهو أن الرجال هم الذين يحققون ويثبتون معنى الرجولة الحقة، فليس كل ذكر يكون رجلاً، فكم من الذكور من تنازل عن رجولته؟ وكم من الذكور من لم يصل بعد إلى دور الرجال؟! لأن كلمة (رجال) في الآيات الثلاث التي ذكرناها تعني الذين اكتملت فيهم سمات الرجولة وصفات الرجال، وحققوا معنى الرجولة، فهم الرجال حقاً! وهذا الشيء يشاهده الخاصة والعامة، فإذا أعجبك ولدك قلت له: أنت رجل؛ مع أنك تعرف أنه رجل، لكنك في الحقيقة تقصد بقولك له: رجل، أي: حققت معنى الرجولة، واكتملت فيك صفات الرجال. وعلى هذا فإنك إذا أردت أن تمدح أحد الناس، فإنك تقول: فلان رجل! مع أن الناس يعرفون أنه رجل وليس بأنثى، لكنك تقصد بذلك أن صفات الرجال قد توافرت فيه، وهذا هو المعنى المقصود في هذه الآية، فليس معنى (رجال) ذكوراً، ولكن معناها: رجال استوفوا كل صفات الرجال، واستكملوا كل أخلاق الرجال، فهم أبعد الناس عن الأنوثة! فهذه الكلمة لا يستحقها إلا أهل المساجد وعباد الله عز وجل، ونأسف جداً لأن كثيراً من أشباه الرجال لم يصلوا إلى الرجولة الحقيقية بعد، بل هم لا يفكرون في ذلك ولا يريدونه، وهذا شيء نشاهده في أوساط (أشباه الرجال!)، ممن تحولوا عن رجولتهم في عصرنا هذا، فأصبحوا يسابقون البنات إلى الموضات، حتى لبسوا الذهب والحرير، وضيقوا ملابسهم، وغيروا مشيتهم، ولبسوا الشعر الصناعي، ولربما يرققون أصواتهم كالمرأة، وهذا يعتبر حدثاً عجيباً في تاريخ البشرية.. [دروس للشيخ عبد الله الجلالي
http://www.islamweb.net] . 3- يقول أمير بن محمد المدري: اختلف الناس في تفسير معنى الرجولة فمنهم من يفسرها بالقوة والشجاعة، ومنهم من يفسرها بالزعامة والقيادة والحزم، ومن هم يفسر الرجولة بالكرم وتضييف الضيوف، ومنهم يقيسها بمدى تحصيل المال والاشتغال بجمعه، ومنهم من يظنها حمية وعصبية جهلاء، ومنهم من يفسرها بالبروز في المواقف الحرجة والأزمات لمد يد العون، ومنهم من يفسرها ببذل الجاه والشفاعة وتخليص مهام الناس بأي الطرق كانت ... فحدث إفراط في استعمال هذه الكلمة العظيمة ، والحقيقة أن الرجولة تحمل شيئاً من بعض تلك المعاني لكنها بالتأكيد ليست بالمعنى الذي يرمي إليه الكثير من الناس . فالرجولة بمفهومها الصحيح الملائم لهذه الكلمة العظيمة هو ما ذكره الله تبارك وتعالى في ثنايا كتابه الذي (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) . ويخطئ الكثير في عدم التفريق بين الرجل والذكر، فكل رجل ذكر، ولا يعتبر كل ذكر رجل، لأن كلمة (ذكر) غالبا ما تأتي في المواطن الدنيوية التي يجتمع فيها الجميع، مثل الخلق وتوزيع الإرث وما أشبه ذلك، أما كلمة رجل فتأتي في المواطن الخاصة التي يحبها الله سبحانه وتعالى . الرجولة:
- الرجولة: تُرَسّخ بعقيدة قوية وتُهَذّب بتربية صحيحة، وتُنَمّى بقدوةٍ حسنة. - الرجولة: تحمُّلُ المسئولية في الذب عن التوحيد، والنصح في الله. قال الله تعالى: (وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) [القصص: 20]. إنها الرجولة الحقة بكل معانيها.
- الرجولة: قوة في القول، وصدعٌ بالحق، وتحذير من المخالفة لأمر الله، مع حرص وفطنة، قال الله تعالى: (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ) [غافر: 28]
. - الرجولة: صمودٌ أمام الملهيات، واستعلاء على المغريات، حذراً من يوم عصيب، قال الله تعالى: (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) [النور: 37]
- الرجولة: ليست أن يكون الشاب كالإمّعة إن أحسن الناس أَحسَنْ وإن أسَاءوَا أسَاء، وإذا ولغ أصحابه في مستنقعات السوء جرى في ركابهم لكي يكون رجلاً كما يزعمون.
- الرجولة: رأيٌ سديد، وكلمة طيبة، ومروءةٌ وشهامةٌ، وتعاون وتضامن. - الرجولة: ليست هي تطويل الشوارب وحلق اللحى، أو الأخذ بالثارات وقتل الأبرياء.
- الرجولة: هي ليست رفع الصوت والصياح وفرض الرأي بالقوة أو البطش بالعضلات. - الرجولة: ليست سناً أكثر مما هي صفات وشمائل وسجايا وطباع.
- الرجولة: ليست أن تكون غاية مراد الشاب شهوة قريبة، ولذةً محرمة في ليلة عابثةٍ، بلا رقيب ولا حسيب؟ أين هذا من رجل قلبه مُعلّقٌ بالمساجد؟ وأين هذا من رجلٍ دعته امرأةٌ ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله؟ وأين هذا من رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه؟ وأين هذا من رجلين تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه؟ أولئك يمقتهم الرحمن وهؤلاء يدنيهم ويظلهم في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله. أين الرجولة فيمن يتمايل في حركاته، ويطيل شعره، ويضع القلادة على رقبته، ويتطأطأ في مشيته، بل قد يرقص كما ترقص النساء؟ إن هذه السلوكيات نواةُ شرٍ ونذير فسادٍ لكل المجتمع؛ لأنها تحكي مسخاً وانصرافاً عن الفطرة، وانهزاميةً وانحطاطاً على حسابِ أخلاق الأمة، ولهذا لعن الرسول صلى الله عليه وسلم « المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال » [أخرجه البخاري]، ولعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء وقال: «أخرجوهم من بيوتكم » [أخرجه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهم].
- الرجولة: مطلب يسعى للتجمل بخصائصها أصحاب الهمم، ويسمو بمعانيها الرجال الجادون، وهي صفة أساسية، فالناس إذا فقدوا أخلاق الرجولة صاروا أشباه الرجال، غثاءً كغثاء السيل حين تُغمر خصائص الرجولة بجناية الرجال أنفسهم يحل بالمجتمع العطب، وبالبيت الضياع وبالأمة الضعف والهوان، تضيع القوامة وتضعف الغيرة فتتسع رقعة الفساد الخلقي. قال الله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)[النساء: 34]
- الرجولة: في الإنسان صفه جامعه لكل صفات الشرف : من اعتداد بالنفس واحترام لها وشعور عميق بأداء الواجب مهما كلفه من نصب وحماية لما في ذمته من أسرة وأمة ودين وبذل الجهد في ترقيتها والدفاع عنها والاعتزاز بها وإباء الضيم لنفسه ولها.
- الرجولة: هي صفه يمكن تحقيقها مهما اختلفت وظيفة الإنسان في الحياة فالوزير الرجل من عدّ كرسيه تكليفاً لا تشريفاً و رآه وسيلة للخدمة لا وسيله للجاه، أول ما يفكر فيه قومه وآخر ما يفكر فيه نفسه ،يظل في كرسيه ما ظل محافظاً على حقوق أمته [كيف تكون رجلا (1/2) ] .
الإحالات
1- كيف تكون رجلاً جمع وإعداد- أمير بن محمد المدري اليمن- عمران .
2- موسوعة البحوث والمقالات العلمية جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة حوالي خمسة آلاف وتسعمائة مقال وبحث علي بن نايف الشحود - عفوا هل أنت رجل؟!!
3- التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : مؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان الطبعة : الأولى، 1420هـ/2000م (10/204) .
4- الروايات التفسيرية في فتح الباري المؤلف : عبد المجيد الشيخ عبد الباري رسالة دكتوراة .. قال مؤلفها : عزمت على جمع تلك الروايات في مكان واحد وترتيبها وتخريجها وبيان درجتها من الصحة الناشر : وقف السلام الخيري الطبعة : الطبعة الأولى 1426 هـ - 2006 مـ (1/534) .
5- تفسير القرآن العظيم المؤلف : أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى : 774هـ) المحقق : محمود حسن الناشر : دار الفكر الطبعة : الطبعة الجديدة 1414هـ/1994م (2/475) .
6- الاستذكار المؤلف : أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى ، 1421 – 2000 تحقيق : سالم محمد عطا ، محمد علي معوض (1/142) .
7- تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي المؤلف : محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري أبو العلا الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت (8/400) .
8- علو الهمة المؤلف: محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم الناشر: دار القمة - دار الإيمان، مصر عام النشر: 2004 م (1/129) .
9- موسوعة الأخلاق الإسلامية إعداد: مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف الناشر: موقع الدرر السنية على الإنترنت
dorar.net (1/158) . 10- تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم (أنواعه - شروطه وأسبابه - مراحله وأهدافه) المؤلف: عَلي محمد محمد الصَّلاَّبي الناشر: مكتبة الصحابة، الشارقة - الإمارات، مكتبة التابعين، مصر – القاهرة الطبعة: الأولى، 1422 هـ - 2001 م (1/30) .
11- مجلة البيان المؤلف : تصدر عن المنتدى الإسلامي – عندما تموت الغيرة (0213/8) .
12- مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة المؤلف : الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الناشر : موقع الجامعة على الإنترنت
http://www.iu.edu.sa/Magazine (020/47) . 13- ملف مطويات دار الوطن وغيرها – كيف أصبح رجلاً كيف أصبح رجلاً عبدالملك القاسم دار القاسم .