خبث
2022-10-11 - 1444/03/15التعريف
الخبث لغة:
الخبث هو المكروه الرّديء من كلّ شيء، ومنه الخبيث ضدّ الطّيّب، يقول ابن فارس: الخاء والباء والثّاء أصل واحد يدلّ على خلاف الطّيّب، يقال خبيث، أي ليس بطيّب ... ومن ذلك التّعوّذ من الخبيث. فالخبيث في نفسه، والمخبث الّذي أصحابه وأعوانه خبثاء [المقاييس (2/ 238)] . وقال الرّاغب: أصل الخبيث: الرّديء الدّخلة الجاري مجرى خبث الحديد، وذلك يتناول الباطل في الاعتقاد والكذب في المقال والقبيح في الفعال.
وخبث الرّجل خبثا فهو خبيث، أي رديء، وأخبثه غيره، أي علّمه الخبث وأفسده. ويقال في النّداء: يا خبث، كما يقال: يا لكع، تريد: يا خبيث، وللمرأة يا خباث، بني على الكسر مثل يا لكاع ..
وخبث الحديد وغيره: ما نفاه الكير.
الخبائث في قوله تعالى: (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ) [الأعراف: 157]، ما لا يوافق النّفس من المحظورات، والخبائث (أيضا) كناية عن إتيان الرّجال، والأخبثان: البول والغائط وفي الحديث: «لايصلّي الرّجل، وهو يدافع الأخبثين». وقد خبث بها ككرم أي فجر، وفي الحديث: «إذا كثر الخبث كان كذا وكذا» أراد الفسق والفجور، والخابثة، الخباثة، والخبّيث- كسكّيت- الرّجل الكثير الخبث، والخبّيثى بكسر وتشديد الباء: اسم الخبث، من أخبث إذا كان أهله خبثاء .. وفى الحديث «... اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الخبث والخبائث» فالمراد بالخبث الكفر، والخبائث: الشّياطين، والخبيث: نعت كلّ شيء فاسد، يقال: هو خبيث الطّعم خبيث اللّون خبيث الفعل ... وكلام خبيث، وهي أخبث اللّغتين، يراد الرّداءة والفساد وأنا استخبثت هذه اللغة، وكلّ ذلك من المجاز، وقول اللّه تعالى: (قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ) [المائدة:100] معناه الكافر والمؤمن، والأعمال الصّالحة والأعمال الفاسدة [لسان العرب (2/ 1087- 1090) والصحاح (1/ 281) وتاج العروس (3/ 203) ].
وجاء في لسان العرب أنّ أصل الخبث في كلام العرب: المكروه، فإن كان من الكلام فهو الشّتم، وإن كان من الملل فهو الكفر، وإن كان من الطّعام فهو الحرام، وإن كان من الشّراب فهو الضّارّ.
والخبيث ضدّ الطّيّب من الرّزق والولد والنّاس ويجمع على خبثاء وخباث وخبثة، والأنثى منه خبيثة وجمعها خبيثات، والخبيث أيضا النّجس، والمخبث الّذي يعلّم النّاس الخبث، أو هو الّذي ينسب النّاس إلى الخبث أو المراد أنّ أعوانه وأصحابه خبثاء، ولذلك يقال: أخبث الرّجل أي اتّخذ أصحابا خبثاء. ويقال: خبث الرّجل بالمرأة إذا زنى بها من باب قتل، والخابث الرّديء من كلّ شيء فاسد فيقال: هو خبيث الطّعم واللّون والفعل، ولذلك فإنّ كلّ حرام بحت خبيث كالزّنا والمال الحرام والدّم وما أشبهها ممّا حرّمه اللّه تعالى، كما يطلق أيضا على الشّيء الكريه الطّعم والرّائحة كالثّوم والبصل والكرّاث. والمراد بالخبائث في آية الأعراف: (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ ...) [الأعراف: 157] كلّ ما كانت تستقذره العرب ولا تأكله مثل الأفاعي والعقارب والبرصة والخنافس والورلان والفأر، فحرّم ربّنا عزّ وجلّ كلّ ما كانت تستقذره مع ما نصّ على تحريمه كالميتة والدّم ولحم الخنزير وما أهلّ به لغير اللّه عند الذّبح وأكل كلّ ذي ناب من السّباع وكلّ ذي مخلب من الطّير [لسان العرب (2/ 1087- 1090). والصحاح (1/ 281)، وتاج العروس (3/ 203)، والمصباح المنير (162)، ومقايس اللغة (2/ 238) والمفردات للراغب (131) ].
الخبث اصطلاحا:
قال الجاحظ: الخبث: هو إضمار الشّرّ للغير وإظهار الخير له واستعمال الغيلة والمكر والخديعة في المعاملات [تهذيب الأخلاق (33) ].
وقال الكفويّ والمناويّ: الخبيث: ما يكره رداءة وخسّة محسوسا أو معقولا وذلك يتناول الباطل في الاعتقاد والكذب في المقال، والقبح في الأفعال [التوقيف على مهمات التعاريف لابن المناوي (152)، والكليات للكفوي (428) ].
العناصر
1- معنى الخبث .
2- المسلم مأمور بالابتعاد عن مواطن الخبث .
3- مضار الخبث .
4- كثرة الخث علامة على فساد الزمان .
5- الديوث هو من يقر الخبث في أهله .
6- كثرة الخبث من ذنوب ومعاص استحقاق حتمي في قانون الله عز وجل لحلول العقاب ووقوع الهلاك .
7- الطيّب لا يصير خبيثا مهما زاحمه الخبث .
8- تحذير النبي من كثرة الخبث والغثاء في المسلمين .
الايات
1- قول الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) [البقرة: 267] .
2- قوله تعالى: (ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ * قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [المائدة: 99- 100] .
3- قوله تعالى: (وَلُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ * وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) [الأنبياء: 74- 75] .
4- قوله تعالى: (ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ) [آل عمران: 179] .
5- قوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ) [الأعراف: 55- 58] .
6- قوله تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [ الأعراف: 157] .
الاحاديث
1- عن أبي موسى الأشعريّ- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّه تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك، والسّهل والحزن ، والخبيث والطّيّب» [رواه الترمذي (2955). وقال: حسن صحيح واللفظ له. وأحمد (4/ 400 و406) وصححه الألباني في تعليقه علي «مشكاة المصابيح» رقم (100) ] .
2- عن أبي كبشة الأنماريّ- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ثلاثة أقسم عليهنّ وأحدّثكم حديثا فاحفظوه. قال: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلّا زاده اللّه عزّا، ولا فتح عبد باب مسألة إلّا فتح اللّه عليه باب فقر- أو كلمة نحوها- وأحدّثكم حديثا فاحفظوه، قال: إنّما الدّنيا لأربعة نفر: عبد رزقه اللّه مالا وعلما فهو يتّقي فيه ربّه، ويصل فيه رحمه، ويعلم للّه فيه حقّا فهذا بأفضل المنازل. وعبد رزقه اللّه علما ولم يرزقه مالا، فهو صادق النّيّة يقول: لو أنّ لي مالا لعملت بعمل فلان فهو نيّته فأجرهما سواء. وعبد رزقه اللّه مالا ولم يرزقه علما، فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتّقي فيه ربّه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم للّه فيه حقّا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه اللّه مالا ولا علما فهو يقول: لو أنّ لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو نيّته فوزرهما سواء» [رواه الترمذي (2325) وقال: حسن صحيح. وأحمد في المسند (4/ 231)، والمنذري في لا ترغيب (1/ 58) وقال: إسناده صحيح و قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 3024 في صحيح الجامع ] .
3- عن رافع بن خديج- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ثمن الكلب خبيث، ومهر البغيّ خبيث، وكسب الحجّام خبيث» [رواه مسلم (1568) وخرجاه من حديث أبي مسعود الأنصاري بمعناه ] .
4- عن زينب بنت جحش- رضي اللّه عنها- أنّها قالت: استيقظ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من النّوم محمرّا وجهه، وهو يقول: «لا إله إلّا اللّه، ويل للعرب من شرّ قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج، مثل هذه» وعقد سفيان تسعين أو مائة. قيل: أنهلك وفينا الصّالحون؟ قال: «نعم. إذا كثر الخبث» [رواه البخاري- الفتح 13 (7059) واللفظ له، ومسلم (2280) ] .
5- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم؛ قال: «الميّت تحضره الملائكة. فإذا كان الرّجل صالحا، قالوا: اخرجي أيّتها النّفس الطّيّبة. كانت في الجسد الطّيّب. اخرجي حميدة، وأبشري بروح وريحان وربّ غير غضبان. فلا يزال يقال لها، حتّى تخرج. ثمّ يعرج بها إلى السّماء. فيفتح لها. فيقال: من هذا؟ فيقولون فلان. فيقال: مرحبا بالنّفس الطّيّبة، كانت في الجسد الطّيّب. ادخلي حميدة، وأبشري بروح وريحان وربّ غير غضبان. فلا يزال يقال لها ذلك حتّى ينتهى بها إلى السّماء الّتي فيها اللّه عزّ وجلّ. وإذا كان الرّجل السّوء قال: اخرجي أيّتها النّفس الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث. اخرجي ذميمة، وأبشري بحميم وغسّاق. وآخر من شكله أزواج. فلا يزال يقال لها ذلك حتّى تخرج ثمّ يعرج بها إلى السّماء. فلا يفتح لها. فيقال: من هذا؟ فيقال: فلان. فيقال: لا مرحبا بالنّفس الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث. ارجعي ذميمة. فإنّها لا تفتح لك أبواب السّماء. فيرسل بها من السّماء، ثمّ تصير إلى القبر» [رواه ابن ماجة (4262) واللفظ له. وأحمد (2/ 364)، وقال الشيخ أحمد شاكر (16/ 313): إسناده صحيح وصححه الشيخ اللباني في صحيح سنن ابن ماجة (3437) ] .
6- عن سهل بن حنيف- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يقل أحدكم خبثت نفسي. وليقل: لقست نفسي» [رواه البخاري- الفتح 10 (6180). ومسلم (2251) واللفظ له] .
7- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن الدّواء الخبيث. [رواه أبو داود (3870). والترمذي (2045) بلفظه. وأحمد (2/ 305). وقال الشيخ أحمد شاكر (15/ 193): صحيح. والحاكم (4/ 410) وقال: صحيح على شرطهما ولم يخرجاه ووافقه الذهبي] .
8- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يعقد الشيّطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد إذا نام بكلّ عقدة يضرب عليك ليلا طويلا. فإذا استيقظ، فذكر اللّه انحلّت عقدة. وإذا توضّأ انحلّت عنه عقدتان. فإذا صلّى انحلّت العقد. فأصبح نشيطا طيّب النّفس. وإلّا أصبح خبيث النّفس كسلان» [رواه البخاري- الفتح 3 (1142). ومسلم (776) واللفظ له] .
الاثار
1- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: لمّا قدم النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل اللّه سبحانه (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) فأحسنوا الكيل بعد ذلك.[ ابن ماجة (2223) واللفظ له، وقال في الزوائد: إسناده صحيح. والحاكم (2/ 33) وقال: صحيح ووافقه الذهبي. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 567) وعزاه لابن ماجة وابن حبان والبيهقي] .
2- قال عثمان- رضي اللّه عنه- اجتنبوا الخمر؛ فإنّها أمّ الخبائث. إنّه كان رجل ممّن خلا قبلكم تعبّد فعلقته امرأة غويّة فأرسلت إليه جاريتها فقالت له: إنّا ندعوك للشّهادة، فانطلق مع جاريتها، فطفقت كلّما دخل بابا أغلقته دونه حتّى أفضى إلى امرأة وضيئة عندها غلام وباطية خمر فقالت: إنّي واللّه ما دعوتك للشّهادة ولكن دعوتك لتقع عليّ أو تشرب من هذه الخمر كأسا أو تقتل هذا الغلام، قال: فاسقني من هذا الخمر كأسا فسقته كأسا، قال: زيدوني فلم يرم حتّى وقع عليها ، وقتل النّفس، فاجتنبوا الخمر؛ فإنّها واللّه لا يجتمع الإيمان وإدمان الخمر إلّا ليوشك أن يخرج أحدهما صاحبه.[النسائي (8/ 315) ] .
3- جاء رجل إلى ابن عمر- رضي اللّه عنهما- فقال له: يا أبا عبد الرّحمن. إنّي أسلفت رجلا سلفا، واشترطت عليه أفضل ممّا أسلفته. فقال عبد اللّه ابن عمر: فذلك الرّبا. قال: فكيف تأمرني يا أبا عبد الرّحمن. فقال عبد اللّه: السّلف على ثلاثة وجوه:سلف تسلفه تريد وجه اللّه، فلك وجه اللّه، وسلف تسلفه تريد به وجه صاحبك، فلك وجه صاحبك.وسلف تسلفه لتأخذ خبيثا بطيّب فذلك الرّبا. قال:فكيف تأمرني يا أبا عبد الرّحمن؟ قال: أرى أن تشقّ الصّحيفة. فإن أعطاك مثل الّذي أسلفته قبلته. وإن أعطاك دون الّذي أسلفته فأخذته أجرت. وإن أعطاك أفضل ممّا أسلفته طيّبة به نفسه فذلك شكر. شكره لك، ولك أجر ما أنظرته [الموطأ (681- 682) ] .
4- قال مالك بن دينار- رحمه اللّه تعالى-: أصاب النّاس في بني إسرائيل قحط فخرجوا مرارا فأوحى اللّه- عزّ وجلّ- إلى نبيّهم أن أخبرهم أنّكم تخرجون إليّ بأبدان نجسة وترفعون إليّ أكفّا قد سفكتم بها الدّماء وملأتم بطونكم من الحرام الآن قد اشتدّ غضبي عليكم ولن تزدادوا منّي إلّا بعدا.[إحياء علوم الدين (1/ 307) ] .
القصص
1- قال عمرو بن ميمون رحمه الله تعالى: كنت في اليمن في غنم لأهلي، وأنا على شرف، فجاء قرد مع قردة فتوسّد يدها، فجاء قرد أصغر منه فغمزها، فسلّت يدها من تحت رأس القرد الأوّل سلّا رفيقا وتبعته فوقع عليها وأنا أنظر، ثمّ رجعت فجعلت تدخل يدها تحت خدّ الأوّل برفق فاستيقظ فزعا، فشمّها فصاح، فاجتمعت القرود، فجعل يصيح ويومىء إليها بيده، فذهب القرود يمنة ويسرة، فجاءوا بذلك القرد أعرفه، فحفروا لهما حفرة فرجموهما، فلقد رأيت الرّجم في غير بني آدم . [الفتح (7/ 196) وعزاه للإسماعيلي وأصله عند البخاري- الفتح 7 (3849) ] .
2- قال مالك بن دينار رحمه الله تعالى: أصاب النّاس في بني إسرائيل قحط فخرجوا مرارا فأوحى الله عزّ وجلّ إلى نبيّهم أن أخبرهم أنّكم تخرجون إليّ بأبدان نجسة وترفعون إليّ أكفّا قد سفكتم بها الدّماء وملأتم بطونكم من الحرام الآن قد اشتدّ غضبي عليكم ولن تزدادوا منّي إلّا بعدا [إحياء علوم الدين (1/ 307) ] .
الاشعار
1- يقول الأعشى:
لنا من صحاها خبث نفس وكابة *** وذكرى هموم ما تفك أذاتها
وعند العشاء طيب نفس ولذّة *** ومال كثير عدّة نشواتها
[جامع البيان للطبري: (2/489) ] .
2- قال الشاعر:
سَبَكْنَاهُ ونَحْسِبُهُ لُجَيْنَاِ *** فَأبْدَى الكِيرُ عن خَبَثِ
[تفسير الراغب للأصفهاني (5/459] .
3- قال الشاعر:
من أهمل الدين لا تأمن عقاربه *** ولو تسمى بإخلاص بنيات
لآدم جاء إبليس وقال له *** إني لكم ناصح فاسمع مقالاتي
فاقسم الخبث في ربي ونزلهم *** من الجنان إلى دار الأذياتي
[موارد الظمآن لدروس الزمان، خطب وحكم وأحكام وقواعد ومواعظ وآداب وأخلاق حسان (1/15) ] .
الدراسات
1- حَرَّمَ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى كُلِّ خَبِيثٍ بَلْ جَعَلَهَا مَأْوَى الطَّيِّبِينَ قَالَ تَعَالَى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ) [النحل: 32]، (وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ) [الزمر: 73] وَالزُّنَاةُ مِنْ أَخْبَثِ الْخَلْقِ. وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ جَهَنَّمَ دَارَ الْخُبْثِ وَأَهْلِهِ؛ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَيَّزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَجَعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ فَوْقَ بَعْضٍ ثُمَّ أَلْقَاهُ وَأَلْقَى أَهْلَهُ فِي جَهَنَّمَ، فَلَا يَدْخُلُ النَّارَ طَيِّبٌ كَمَا لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ خَبِيثٌ. وَمِنْهَا أَنَّهُ يُعَرِّضُ نَفْسَهُ لِفَوَاتِ الِاسْتِمْتَاعِ بِالْحُورِ الْعَيْنِ فِي الْمَسَاكِنِ الطَّيِّبَةِ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ. وَإِذَا كَانَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَاقَبَ لَابِسَ الْحَرِيرِ فِي الدُّنْيَا بِحِرْمَانِهِ لُبْسَهُ فِي الْآخِرَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَأَنْ يَمْنَعَ مَنْ تَمَتَّعَ بِالصُّوَرِ الْمُحَرَّمَةِ فِي الدُّنْيَا مِنْ التَّمَتُّعِ بِالْحُورِ الْعَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوْلَى. بَلْ كُلُّ مَا نَالَهُ الْعَبْدُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ التَّوَسُّعَ مِنْ حَلَالِهِ ضَيَّقَ مِنْ حَظِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ مَا يَتَوَسَّعُ فِيهِ فَكَيْفَ بِالْحَرَامِ [غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (2/443) ] .
2- قد خلق الله الإنسان من الأرض، وهي مشتملة على الطيب والخبيث، والله عزَّ وجلَّ يريد تخليص الطيب من الخبيث بالوحي الذي أنزله، ليجعل الطيب مجاوراً له في دار كرامته، مختصاً برؤيته والقرب منه . ويجعل الخبيث في دار الخبث، حظه البعد منه، والهوان والطرد والإبعاد، إذ لا يليق بحمده وحكمته وكماله أن يكون مجاوراً له في داره مع الطيبين وهو خبيث فاسد نجس . فسبحان الحكيم العليم الذي خلق من المادة النارية من جعله محركاً للنفوس الخبيثة .. داعياً لها إلى محل الخبث والإحراق وهو الشيطان .. لتنجذب إليه النفوس الخبيثة بالطبع .. وتميل إليه بالمناسبة .. فتنحاز إلى ما يناسبها عدلاً وحكمة .. لا يظلمها في ذلك بارئها وخالقها.
بل أقام بحكمته وعدله داعياً يظهر بدعوته إياها واستجابتها له ما كان معلوماً لخالقها وبارئها من أحوالها، وكان خفياً على العباد. فلما استجابت لأمره، وآثرت طاعته على طاعة ربها، الذي تتقلب في نعمه، ظهر حينئذ لملائكته ورسله وأوليائه حكمته وعدله في تعذيب هذه النفوس الخبيثة، وطردها عنه، وإبعادها عن رحمته.
وأقام سبحانه للنفوس الطيبة داعياً يدعوها إليه .. وإلى مرضاته وكرامته .. فلبت دعوته واستجابت لأمره .. فعلم عباده حكمته في تخصيصها بمثوبته وكرامته. فظهر للعباد حمده التام، وحكمته البالغة في الأمرين، وعلموا أن خلق ولي الله وعبده جبريل وجنوده وحزبه، وخلق عدو الله إبليس وجنوده وحزبه، هو عين الحكمة والمصلحة، وأن تعطيل ذلك منافٍ لمقتضى حكمته وحمده.[ موسوعة فقه القلوب (1/456) ].
متفرقات
1- قال ابن القيّم- رحمه اللّه تعالى-: حرّم اللّه الجنّة على من في قلبه نجاسة وخبث فلا يدخلها إلّا بعد طيبه وطهره، فالجنّة لا يدخلها خبيث ولا من فيه شيء من الخبث فمن تطهّر في الدّنيا ولقي اللّه طاهرا من نجاساته وخبثه دخلها بغير معوّق، ومن لم يتطهّر في الدّنيا فإن كانت نجاسته وخبثه عينيّا كالكافر لم يدخلها بحال، وإن كان خبثه كسبيّا عارضا دخلها بعدما يتطهّر من هذا الخبث.[بتصرف من إغاثة اللهفان (1/ 56) ] .
الإحالات
1- غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب . المؤلف: شمس الدين، أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (المتوفى : 1188هـ) الناشر : مؤسسة قرطبة – مصر الطبعة: الثانية ، 1414 هـ / 1993م )1/ 379)، (2/122، 442، 443، 563) .
2- موسوعة فقه القلوب . المؤلف: محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري . الناشر: بيت الأفكار الدولية.(1/ 416، 455، 465)، (2/1173،1239،1270،1357،1385،1386،1387)، (3/2644،2797)، (4/2925،3029،3054) .
3- التعريف بالإسلام المؤلف: مركز قطر للتعريف بالإسلام. وزارة الأوقاف والشؤون الدينية – بقطر إعداد للموسوعة الشاملة: إلياس شرادي (1/100) .
4- سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ) دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان . تحقيق: عبد السلام الحوفي (1/100، 750) .
5- مقامات الزمخشري المؤلف: أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله (المتوفى: 538هـ) الناشر: المطبعة العباسية، شارع كلوت بك – مصر الطبعة: الأولى، 1312 هـ (1/100، 184) .
6- دروس الشيخ سعد البريك. المؤلف: الدكتور سعد البريك. مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية .
http://www.islamweb.net (3/9، 11/4، 49/3) . 7- الاحتجَاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر المؤلف: حمود بن عبد الله بن حمود بن عبد الرحمن التويجري (المتوفى: 1413هـ) الناشر: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض - المملكة العربية السعودية الطبعة: الأولى، 1403 هـ - 1983 م (1/317) .
8- الكشف والبيان عن تفسير القرآن المؤلف: أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أبو إسحاق (المتوفى: 427هـ) تحقيق: الإمام أبي محمد بن عاشور . مراجعة وتدقيق: الأستاذ نظير الساعدي الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان الطبعة: الأولى 1422، هـ - 2002 م (3/78، 355)، (4/189)، (6/11، 91) .
9- جمهرة اللغة . المؤلف: أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (المتوفى: 321هـ) المحقق: رمزي منير بعلبكي . الناشر: دار العلم للملايين – بيروت الطبعة: الأولى، 1987م (1/258)، (2/1191)، (3/1227) .
10- المصباح المنير في غريب الشرح الكبير . المؤلف: أحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي، أبو العباس (المتوفى: نحو 770هـ) . الناشر: المكتبة العلمية – بيروت (1/162)، (2/382، 514) .
11- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب . المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ) . الناشر: دار المعارف – القاهرة (1/234، 404- 424) .
12- الفوائد والزهد والرقائق والمراثي .المؤلف: أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن قاسم البغدادي المعروف بـ الخلدي (المتوفى: 348هـ) تحقيق: مجدي فتحي السيد .الناشر: دار الصحابة للتراث للنشر والتحقيق والتوزيع، طنطا – مصر.الطبعة: الأولى، 1409 هـ - 1989 م.
13- فتح القدير. المؤلف: محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ) الناشر: دار ابن كثير، دار الكلم الطيب - دمشق، بيروت.الطبعة: الأولى - 1414 هـ (2/92) .
14- الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري (معتزلي) المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ) حققه وعلق عليه: محمد عثمان الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة الطبعة: الأولى، 1428 هـ - 2007 م (210) .