جنة
2022-10-11 - 1444/03/15التعريف
الجنة لغة:
البستان، ومنه الجنان، والعرب تسمي النخيل: جنّة (محمد بن أبي بكر الرازي. مختار الصحاح، ص48 (وانظر: لسان العرب لابن منظور، 13/ 99، ومفردات القرآن للأصفهاني، ص204. وفي مختار القاموس: الجنَّة: الحديقة ذات الشجر والنخل، وجمعها: جنان (الطاهر أحمد الزاوي، مختار القاموس، 117).
والجنة في الاصطلاح:
هو الاسم العام المتناول لتلك الدار [التي أعدها الله لمن أطاعه]، وما اشتملت عليه من أنواع النعيم، واللذة، والبهجة والسرور، وقرة العين [وأصل اشتقاق هذه اللفظة من: الستر، والتغطية، ومنه سُمِّي الجنين؛ لاستتاره في البطن، ومنه سُمِّي البستان: جنة؛ لأنه يستر داخله بالأشجار، ويغطيه، ولا يستحقّ هذا الاسم إلا موضع كثير الأشجار، مختلف الأنواع. (انظر: حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، لابن القيم، ص111، وانظر الجنة والنار من الكتاب والسنة المطهرة لعبد الرحمن بن سعيد بن علي بن وهف القحطاني (المتوفى: 1422هـ) تحقيق: د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني الناشر: مطبعة سفير، الرياض توزيع: مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان، الرياض الطبعة: الثالثة).
وقال محمد رشيد رضا في تعريف الجنة: والجنة في اللغة البستان والجنات جمعها، وليس المراد بها مفهومها اللغوي فقط... فالجنة دار الأبرار والمتقين... (منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة تامر محمد محمود متولي).
الجنة هي الجزاء العظيم، والثواب الجزيل، الذي أعده الله لأوليائه وأهل طاعته، وهي نعيم كامل لا يشوبه نقص، ولا يعكر صفوه كدر، وما حدثنا الله به عنها، وما أخبرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم يحير العقل ويذهله، لأن تصور عظمة ذلك النعيم يعجز العقل عن إدراكه واستيعابه. استمع إلى قوله تبارك وتعالى في الحديث القدسي (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “اقرؤوا إن شئتم” (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة:17]، (رواه البخاري (3244)، ومسلم (2824).
وتظهر عظمة النعيم بمقارنته بمتاع الدنيا، فإن متاع الدنيا بجانب نعيم الآخرة تافه حقير، لا يساوي شيئاً. ففي صحيح البخاري عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها”(رواه البخاري (3250) ولذا كان دخول الجنة والنجاة من النار في حكم الله وتقديره هو الفلاح العظيم، والفوز الكبير، والنجاة العظمى قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) [آل عمران:185]، وقال: (وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَناتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَناتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة:72]، وقال أيضا: (تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَناتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [النساء:13]، (انظر الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر- ص117).
العناصر
1- الغاية العظمى من عبادة الله تعالى.
2- وصف الجنة ونعيمها.
3- أبواب الجنة.
4- الطاعة في الدنيا جنه من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخره.
5- نعيم أهل الجنة دائم لا يزول.
6- أفضل ما يعطاه أهل الجنة.
7- الجنة دار تشريف لا دار تكليف.
8- من أسباب نيل هذا الثواب العظيم.
9- التحذير من الاغترار بالدنيا.
الايات
1- قال تعالى: (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا) [الرعد: 35].
2- قال تعالى: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ) [محمد:15].
3- قَالَ الله تَعَالَى: (إنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا في صُدُورُهِمْ مِنْ غِلٍّ إخْواناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ) [الحجر:45-48].
4- قال تَعَالَى: (يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ) [الزخرف:68–73].
5- قال تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلا الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [الدخان:51– 57].
6- قال تعالى: (إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ) [المطففين:22–28] والآيات في الباب كثيرة معلومة.
7- قال الله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران: 185].
8- قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة: 72].
9- قوله تعالى: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [النساء: 13].
10- قوله تعالى: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظالِمِينَ) [البقرة:35].
11- قوله تعالى: (وقال: وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظالِمِينَ) [الأعراف: 19].
12- قوله تعالى: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَى فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) [طه: 115 - 123].
13- وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * ذَوَاتَا أَفْنَانٍ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُدْهَامَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإكْرَامِ)[الرحمن: 46-78].
14- قال تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ)[الغاشية:8–16].
15- قال الله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة: 22-23].
16- قوله تعالى: (عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ) [المطففين:23].
17- قوله تعالى: (كلا إِنَّهُم عَن رَبهم يَوْمئِذٍ لمحجوبون) [المطففين:15].
18- قوله تعالى: (لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ) [الأنعام: 103].
19- قوله تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) [يونس: 26].
20- قوله تعالى: (وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ) [التكوير:23].
21- قوله تعالى: (ولَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إلَى الجَبَلِ فَإنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي) [الأعراف: 143].
الاحاديث
1- عن جابر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “يَأكُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ فِيهَا، وَيَشْرَبُونَ، وَلاَ يَتَغَوَّطُونَ، وَلاَ يَمْتَخِطُونَ، وَلاَ يَبُولُونَ، وَلكِنْ طَعَامُهُمْ ذَلِكَ جُشَاءٌ كَرَشْحِ المِسْكِ، يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّكْبِيرَ، كَمَا يُلْهَمُونَ النَّفَسَ"(رواه مسلم).
2- عن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “قَالَ اللهُ تَعَالَى: أعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، وَاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة: 17 ]"(متفق عَلَيْهِ).
3- وعنه، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “أَوَّلُ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إضَاءةً، لاَ يَبُولُونَ، وَلاَ يَتَغَوَّطُونَ، وَلاَ يَتْفُلُونَ، وَلاَ يَمْتَخِطُونَ. أمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُمُ المِسْكُ، وَمَجَامِرُهُمُ الأُلُوَّةُ -عُودُ الطِّيبِ- أزْوَاجُهُمُ الحُورُ العيْنُ، عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعاً فِي السَّمَاءِ"(متفق عَلَيْهِ”(وفي رواية البخاري ومسلم: “آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُمُ المِسْكُ. وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ يُرَى مُخُّ سَاقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنَ الحُسْنِ، لاَ اخْتِلاَفَ بَيْنَهُمْ، وَلاَ تَبَاغُضَ، قُلُوبُهُمْ قَلْبُ وَاحِدٍ، يُسَبِّحُونَ اللهَ بُكْرَةً وَعَشِياً". قوله: “عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ واحدٍ"(رواه بعضهم بفتح الخاء وإسكان اللام وبعضهم بضمهما وكلاهما صحيح).
4- عن المغيرةِ بن شعبة رضي الله عنه، عن رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال: “سألَ مُوسَى صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ: ما أدْنَى أهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً؟ قال: هُوَ رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَ مَا أُدْخِلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، فَيُقَالُ لَهُ: ادْخُلِ الجَنَّةَ. فَيَقُولُ: أيْ رَبِّ، كَيْفَ وَقَدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ، وأخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ؟ فَيُقَالُ لَهُ: أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا؟ فَيقُولُ: رَضِيْتُ رَبِّ، فَيقُولُ: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ، فَيقُولُ في الخامِسَةِ. رَضِيْتُ رَبِّ، فَيقُولُ: هذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ، وَلَكَ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ، وَلَذَّتْ عَيْنُكَ. فَيقُولُ: رَضِيتُ رَبِّ. قَالَ: رَبِّ فَأَعْلاَهُمْ مَنْزِلَةً؟ قالَ: أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَدْتُ؛ غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي، وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا، فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ"(رواه مسلم).
5- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “إنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجاً مِنْهَا، وَآخِرَ أَهْلِ الجَنَّةِ دُخُولاً الجَنَّةَ. رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ حَبْواً، فَيقُولُ اللهُ عز وجل له: اذْهَبْ فادْخُلِ الجَنَّةَ، فَيَأتِيهَا، فَيُخَيَّلُ إلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى، فَيَرْجِعُ، فَيقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى! فَيَقُولُ اللهُ عز وجل له: اذْهَبْ فَادْخُلِ الجَنَّةَ، فيأتِيهَا، فَيُخيَّلُ إليهِ أنَّها مَلأى، فيَرْجِعُ. فَيَقولُ: يا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأى، فيقُولُ اللهُ عز وجل لَهُ: اذهبْ فَادخُلِ الجنَّةَ. فَإنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشرَةَ أَمْثَالِهَا؛ أوْ إنَّ لَكَ مِثْلَ عَشرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا، فَيقُولُ: أتَسْخَرُ بِي، أَوْ تَضْحَكُ بِي وَأنْتَ المَلِكُ" قال: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ فَكَانَ يقولُ: “ذلِكَ أَدْنَى أهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً"(متفق عليه).
6- عن أبي موسى رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ لِلمُؤْمِنِ فِي الجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ طُولُها في السَّمَاءِ سِتُّونَ مِيلاً. لِلمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ يَطُوفُ عَلَيْهِمُ المُؤْمِنُ فَلاَ يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضاً"(متفق عليه”((المِيلُ): سِتة آلافِ ذِراعٍ.
7- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: “إنَّ في الجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكبُ الجَوَادَ المُضَمَّرَ السَّريعَ مِئَةَ سَنَةٍ مَا يَقْطَعُها"(متفق عليه”(وروياه في الصحيحين أيضاً من رواية أبي هريرة رضي الله عنه قال: “يَسيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّها مئةَ سَنَةٍ مَا يَقْطَعُها".
8- وعنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ أهْلَ الجَنَّةِ لَيَتَرَاءوْنَ أَهْلَ الغُرَفِ مِن فَوْقِهِمْ كَمَا تَرَاءوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَابِرَ فِي الأُفُق مِنَ المَشْرِقِ أو المَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ) قالُوا: يا رسول الله؛ تِلْكَ مَنَازِلُ الأنبياء لاَ يَبْلُغُها غَيْرُهُمْ قال: “بَلَى والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا بِاللهِ وَصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ"(متفق عليه).
9- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: “لَقَابُ قَوْسٍ في الجَنَّةِ خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ أو تَغْرُبُ"(متفق عليه).
10- عن أنس رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ في الجَنَّةِ سُوقاً يَأتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ. فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ، فَتَحْثُو في وُجُوهِهِم وَثِيَابِهِمْ، فَيَزدَادُونَ حُسناً وَجَمَالاً فَيَرْجِعُونَ إلَى أَهْلِيهِمْ، وَقَد ازْدَادُوا حُسْناً وَجَمَالاً، فَيقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ: وَاللهِ لقدِ ازْدَدْتُمْ حُسْناً وَجَمَالاً! فَيقُولُونَ: وَأنْتُمْ وَاللهِ لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْناً وَجَمالاً"(رواه مسلم).
11- عن سهل بن سعد رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ أهْلَ الجَنَّةِ لَيَتَراءونَ الغُرَفَ فِي الجَنَّةِ كَمَا تَتَرَاءونَ الكَوكَبَ فِي السَّمَاءِ"(متفق عليه).
12- وعنه رضي الله عنه، قال: شَهِدْتُ مِنَ النبيّ صلى الله عليه وسلم مَجْلِساً وَصَفَ فِيهِ الجَنَّةَ حَتَّى انْتَهَى، ثُمَّ قَالَ في آخِرِ حَدِيثِهِ: “فيهَا مَا لاَ عَينٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلى قَلْبِ بَشَرٍ) ثُمَّ قَرَأَ: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ) إلى قوله تعالى: (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) [السجدة:16-17]"(رواه البخاري).
13- عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: “إذَا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ يُنَادِي مُنَادٍ: إنَّ لَكُمْ أنْ تَحْيَوْا، فَلاَ تَمُوتُوا أَبَداً، وإنَّ لَكُمْ أنْ تَصِحُّوا، فلا تَسْقَمُوا أبداً، وإنَّ لَكمْ أنْ تَشِبُّوا فلا تَهْرَمُوا أبداً، وإنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا، فَلاَ تَبْأسُوا أَبَداً"(رواه مسلم).
14- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ أدْنَى مَقْعَدِ أَحَدِكُمْ مِن الجَنَّةِ أنْ يَقُولَ لَهُ: تَمَنَّ، فَيَتَمَنَّى وَيَتَمَنَّى فَيقُولُ لَهُ: هَلْ تَمَنَّيتَ؟ فيقولُ: نَعَمْ، فيقُولُ لَهُ: فَإنَّ لَكَ ما تَمَنَّيتَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ"(رواه مسلم).
15- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ الله عز وجل يَقُولُ لأَهْلِ الجَنَّةِ: يَا أهْلَ الجَنَّةِ، فَيقولُونَ: لَبَّيكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، وَالخَيْرُ في يَديْكَ، فَيقُولُ: هَلْ رَضِيتُم؟ فَيقُولُونَ: وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى يَا رَبَّنَا وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أحداً مِنْ خَلْقِكَ، فَيقُولُ: ألاَ أُعْطِيكُمْ أفْضَلَ مِنْ ذلِكَ؟ فَيقُولُونَ: وَأيُّ شَيءٍ أفْضَلُ مِنْ ذلِكَ؟ فَيقُولُ: أُحِلُّ عَلَيكُمْ رِضْوَانِي فَلاَ أسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أبَداً"(متفق عليه).
16- عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه، قال: كُنَّا عِندَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إلَى القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، وَقَالَ: “إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عَيَاناً كما تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ، لاَ تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ"(متفق عليه).
17- عن صُهيب رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُريدُونَ شَيئاً أَزيدُكُمْ؟ فَيقُولُونَ: ألَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ ألَمْ تُدْخِلْنَا الجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ فَيَكْشِفُ الحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئاً أَحَبَّ إلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إلَى رَبِّهِمْ).رواه مسلم. قال الله تعالى: (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ في جَنَّاتِ النَّعِيمِ دَعْوَاهُمْ فيها سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ) [يونس:9-10].
18- وعنهُ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ وَالفُرَاتُ وَالنِّيلُ كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الجَنَّةِ”(رواه مسلم).
19- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي يقول الله تبارك وتعالى: “أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر” ثم قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “اقرؤوا إن شئتم” (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) [السجدة: 17] (رواه البخاري: 3244).
20- عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها”(صحيح البخاري: 3250).
21- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزلة في الجنة منه بمنزلة كان في الدنيا”(رواه البخاري: 395).
22- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أنا أول من يقرع” أي: باب الجنة. وفيه أيضاً: “أنا أول شفيع في الجنة”(صحيح مسلم: 197).
23- عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة”(رواه البخاري: 238، ومسلم: 855).
24- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “أتاني جبريل، فأراني باب الجنة الذي تدخل منه أمتي” فقال أبو بكر: يا رسول الله، وددت أني كنت معك حتى أنظر إليه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي“(رواه أبو داود: 4652. وضعفه الألباني).
25- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:”أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها ولا يمتخطون، ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الأَلُوَّة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب رجل واحد، يسبحون الله بكرة وعشياً”(رواه البخاري: (3245).
26- عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً أو سبعمائة ألف لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر”(رواه البخاري: (3247).
27- عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “أعطيت سبعين ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، قلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدت ربي عز وجل، فزادني مع كل واحد سبعين ألفاً”(رواه أحمد (1-6) 22، وقال الألباني في (السلسلة الصحيحة) (1484): صحيح بشواهده).
28- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أتعلم أول زمرة تدخل الجنة من أمتي؟” قلت: الله ورسوله أعلم، فقال: “فقراء المهاجرين، يأتون يوم القيامة إلى باب الجنة، ويستفتحون، فيقول لهم الخزنة: أو قد حوسبتم؟ فيقولون: بأي شيء نحاسب، وإنما كانت أسيافنا على عواتقنا في سبيل الله حتى متنا على ذلك؟ قال: فيفتح لهم، فيقيلون فيه أربعين عاماً قبل أن يدخلها الناس”(رواه الحاكم (2-80، (وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقال الألباني في (السلسلة الصحيحة) (853): إنما هو على شرط مسلم فقط).
29- عن أسامة بن زيد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجد محبوسون غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار”(رواه البخاري (5196).
30- عن عبدالله بن مسعود رضي الله أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “آخر من يدخل الجنة رجل، فهو يمشي مرة، ويكبو مرة، وتسفعه النار مرة، فإذا ما جاوزها التفت إليها، فقال: تبارك الذي نجاني منك، لقد أعطاني الله شيئاً ما أعطاه أحداً من الأولين والآخرين، فترفع له شجرة، فيقول: يا رب، أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها، وأشرب من مائها، فيقول الله عز وجل: يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها؟ فيقول: لا، يا رب ويعاهده أن لا يسأله غيرها، قال: وربه عز وجل يعذره؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها، ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى، فيقول: أي رب، أدنني من الشجرة لأشرب من مائها وأستظل بظلها، لا أسألك غيرها فيقول: يا ابن آدم، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها؟ فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه تعالى يعذره، لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها، ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة، وهي أحسن من الأوليين، فيقول: أي رب أدنني من هذه لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى، يا رب لا أسألك غيرها - وربه عز وجل يعذره، لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فإذا أدناه منها سمع أصوات أهل الجنة فيقول: أي رب أدخلنيها، فيقول: يا ابن آدم، ما يصريني منك، أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟ قال: يا رب، أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟” فضحك ابن مسعود، فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ فقالوا: مم تضحك؟ قال: هكذا ضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: مم تضحك يا رسول الله؟ فقال: “من ضحك رب العالمين، حين قال: أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ فيقول: إني لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر”(رواه مسلم (187).
31- عن أنسٍ -رضي الله عنه- قال: "مَرُّوا بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْراً، فَقَالَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- : "وَجَبَتْ" ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى، فَأثْنَوْا عَلَيْهَا شَرّاً، فَقَالَ النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وَجَبَتْ" فَقَالَ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: مَا وَجَبَت؟ فَقَالَ: "هَذَا أثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْراً، فَوَجَبتْ لَهُ الجَنَّةُ، وهَذَا أثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرّاً، فَوَجَبَتْ لَهُ النَّار، أنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ في الأَرضِ"(صحيح البخاري، رقم(1367) كتاب الجنائز، باب ثناء الناس على الميت).
32- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- أنّ ناسا في زمن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالوا: يا رسول الله هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “نعم” قال: “هل تضارّون في رؤية الشّمس بالظّهيرة صحوا ليس معها سحاب؟ وهل تضارّون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب؟” قالوا: لا. يا رسول الله، قال: “ما تضارّون في رؤية الله- تبارك وتعالى- يوم القيامة إلّا كما تضارّون في رؤية أحدهما. إذا كان يوم القيامة أذّن مؤذّن ليتّبع كلّ أمّة ما كانت تعبد. فلا يبقى أحد، كان يعبد غير الله- سبحانه- من الأصنام والأنصاب، إلّا يتساقطون في النّار. حتّى إذا لم يبق إلّا من كان يعبد الله من برّ وفاجر. وغبّر أهل الكتاب. فيدعى اليهود فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنّا نعبد عزير ابن الله. فيقال: كذبتم ما اتّخذ الله من صاحبة ولا ولد. فماذا تبغون؟ قالوا: عطشنا يا ربّنا فاسقنا. فيشار إليهم: ألا تردون؟ فيحشرون إلى النّار كأنّها سراب يحطم بعضها بعضا. فيتساقطون في النّار. ثمّ يدعى النّصارى. فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنّا نعبد المسيح ابن الله. فيقال لهم: كذبتم. ما اتّخذ الله من صاحبة ولا ولد. فيقال لهم: ماذا تبغون؟ فيقولون: عطشنا يا ربّنا فاسقنا. قال فيشار إليهم: ألا تردون؟ فيحشرون إلى جهنّم كأنّها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النّار. حتّى إذا لم يبق إلّا من كان يعبد الله تعالى من برّ وفاجر، أتاهم ربّ العالمين- سبحانه وتعالى- في أدنى صورة من الّتي رأوه فيها. قال: فما تنتظرون؟ تتبع كلّ أمّة ما كانت تعبد. قالوا: يا ربّنا فارقنا النّاس في الدّنيا أفقر ما كنّا إليهم ولم نصاحبهم. فيقول: أنا ربّكم. فيقولون: نعوذ بالله منك. لا نشرك بالله شيئا (مرّتين أو ثلاثا) حتّى إنّ بعضهم ليكاد أن ينقلب. فيقول: هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون: نعم. فيكشف عن ساق. فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلّا أذن الله له بالسّجود. ولا يبقى من كان يسجد اتّقاء ورياء إلّا جعل الله ظهره طبقة واحدة. كلّما أراد أن يسجد خرّ على قفاه. ثمّ يرفعون رءوسهم، وقد تحوّل في صورته الّتي رأوه فيها أوّل مرّة. فقال: أنا ربّكم. فيقولون: أنت ربّنا. ثمّ يضرب الجسر على جهنّم. وتحلّ الشّفاعة. ويقولون: اللهمّ سلّم سلّم. قيل: يا رسول الله وما الجسر؟ قال: “دحض مزلّة فيه خطاطيف وكلاليب وحسك. تكون بنجد فيها شويكة يقال لها السّعدان. فيمرّ المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالرّيح وكالطّير وكأجاويد الخيل والرّكاب. فناج مسلّم. ومخدوش مرسل. ومكدوس في نار جهنّم. حتّى إذا خلص المؤمنون من النّار، فو الّذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشدّ مناشدة لله، في استقصاء الحقّ من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الّذين في النّار. يقولون: ربّنا كانوا يصومون معنا ويصلّون ويحجّون. فيقال لهم أخرجوا من عرفتم. فتحرّم صورهم على النّار. فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذت النّار إلى نصف ساقيه وإلى ركبتيه. ثمّ يقولون: ربّنا ما بقي فيها أحد ممّن أمرتنا به. فيقول: ارجعوا. فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه. فيخرجون خلقا كثيرا. ثمّ يقولون: ربّنا لم نذر فيها أحدا ممّن أمرتنا. ثمّ يقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه. فيخرجون خلقا كثيرا. ثمّ يقولون: ربّنا لم نذر فيها ممّن أمرتنا أحدا. ثمّ يقول: ارجعوا. فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرّة من خير فأخرجوه. فيخرجون خلقا كثيرا. ثمّ يقولون: ربّنا لم نذر فيها خيرا. وكان أبو سعيد الخدريّ يقول: إن لم تصدّقوني بهذا الحديث فاقرءوا إن شئتم: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً (النساء/ 40) فيقول الله- عزّ وجلّ: (شفعت الملائكة وشفع النّبيّون وشفع المؤمنون. ولم يبق إلّا أرحم الرّاحمين. فيقبض قبضة من النّار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قطّ. قد عادوا حمما. فيلقيهم في نهر في أفواه الجنّة ، يقال له نهر الحياة. فيخرجون كما تخرج الحبّة في حميل السّيل. ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشّجر. ما يكون إلى الشّمس أصيفر وأخيضر. وما يكون منها إلى الظّلّ يكون أبيض ؟ فقالوا: يا رسول الله كأنّك كنت ترعى بالبادية. قال: “فيخرجون كاللّؤلؤ في رقابهم الخواتم يعرفهم أهل الجنّة. هؤلاء عتقاء الله الّذين أدخلهم الله الجنّة بغير عمل عملوه ولا خير قدّموه. ثمّ يقول: ادخلوا الجنّة فما رأيتموه فهو لكم. فيقولون: ربّنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين. فيقول: لكم عندي أفضل من هذا. فيقولون: يا ربّنا أيّ شيء أفضل من هذا؟ فيقول: رضاي. فلا أسخط عليكم بعده أبدا”(البخاري- الفتح 13 (7439). ومسلم (182) واللفظ له).
33- عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل”(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج16).
34- عن جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: “إنكم سترون ربكم عيانا”(صحيح البخاري (7435).
35- عن عمر بن ثابت الأنصاري، أنه أخبره بعض، أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ للناس، وهو يحذرهم فتنة الدجال: “تعلمون أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت، وإنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه من كره عمله”(مسند أحمد (23672) وقال شعيب الأرناؤوط إسناده صحيح).
36- عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه”(رواه البخاري (6507).
37- عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ولا حجاب يحجبه”(رواه البخاري 179).
38- عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما ، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن”(أخرجه البخاري 185).
الاثار
1- قال علي -رضي الله عنه-: "من جمع ست خصال لم يدع للجنة مطلباً، ولا عن النار مهرباً: أولهما: من عرف الله فأطاعه، وعرف الشيطان فعصاه، وعرف الحق فاتبعه، وعرف الباطل فاتقاه، وعرف الدنيا فرفضها، وعرف الآخرة فطلبها"(بستان الواعظين ورياض السامعين (1-8).
2- كَتَبَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ إِلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: "مَنْ عَرَفَ مَا يَطْلُبُ هَانَ عَلَيْهِ مَا يَبْذُلُ، وَمَنْ أَطْلَقَ بَصَرَهُ طَالَ أَسَفُهُ، وَمَنْ أَطْلَقَ أَمَلَهُ سَاءَ عَمَلُهُ، وَمَنْ أَطْلَقَ لِسَانَهُ قَتَلَ نَفْسَهُ"(شعب الإيمان رقم(1533).
3- قال بعض السلف: "تذكَّر أنَّ كلَّ نعمة دون الجنة فانية، وكلَّ بلاء دون النار عافية"(جواهر ودرر: (1-3).
4- قيل للإمام أحمد -رحمه الله: "متى يجد العبد طعم الراحة؟ قال: عند أول قدم يضعها في الجنة"(طبقات الحنابلة لأبي الحسين ابن أبي يعلى، (1-291).
5- قال بلال بن سعد: "عباد الرحمن، هل جاءكم مخبر يخبركم أن شيئا من أعمالكم تقبلت منكم أو شيء من خطاياكم غفرت لكم والله لو عجل لكم الثواب في الدنيا لاستقللتم كلكم ما افترض عليكم من العبادة، وتنافسون في جنة:(أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ) (شعب الإيمان).
6- قال ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة: 23] "تنظر إلى وجه ربها" (فتح القدير(5/340).
7- عن الحسن -رضي الله عنه- في قوله: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ) [المطففين: 15] قال: "إذا كان يوم القيامة برز ربنا -تبارك وتعالى- فيراه الخلق ويحجب الكفار فلا يرونه" (لوامع الأنوار للسفاريني (3/343).
الاشعار
1- قال أبو العتاهية:
الدَّارُ جَنَّةُ خُلْدٍ إِنْ عَلِمْـتَ بِمَـا *** يُرْضِي الإِلَهَ، وإِنْ قَصَّرْتَ فَالنَّـارُ
2- قال كلثوم بن عمرو:
وَللهِ فِـي عَرْضِ السَّمَـوَاتِ جَنَّـةٌ *** وَلَكِنَّهَا مَحْفُوفَـةٌ بِالْمَـكَـارِهِ
3- قال أمية بن أبي الصلت:
وَحَـلَّ الـمُتَّقُونَ بِـدَارِ صِـدْقٍ *** وَعَيْـشٍ نَـاعِمٍ تَحْتَ الظّـلالِ
لَهُـمْ مَـا يَشْتَهُـونَ وَمَا تَمَنَّـوا *** مِـنَ الأَفْرَاحِ فِيهَا وَالْكَـمَـالِ
4- قال أحدهم:
فَاعْمَـلْ لِدَارٍ غَدًا رِضْوَانُ خَازِنُهَـا *** الْجَارُ أَحْمَدُ وَالرَّحْمَـنُ
بَانِيهَـا قُصُورُهَـا ذَهَبٌ وَالْمِسكُ طِينَتُهَـا *** وَالزَعْفَـرَانُ حَشِيشٌ نَابِتٌ فِيْهَـا
5- قال أمية بن أبي الصلت
وَآخَـرُونَ عَلَى الأَعْرَافِ قَدْ طَمِعُوا *** بِجَنَّةٍ حَفَّهَـا الرُمَّـانُ
وَالخُضْـرُ يُسْقَوْنَ فِيهَـا بِكَـأسٍ لَـذَّةٍ أُنُفٍ *** صَفْرَاءُ لا ثَرْقَبٌ فيها ولا سَكَـرُ
مِزَاجُهَـا سَلْسَبِيـلٌ مَاؤُهَا غَـدَقٌ *** عَـذْبُ الْمَذَاقَةِ لا مِلْحٌ وَلا كَدَرُ
6- قال ابن القيم:
وَإِنْ حُجِبَـتْ عَنَّـا بِكُـلِّ كَرِيهةٍ *** وَحُفَّتْ بِمَا يُؤذِي النُّفُـوسَ
وَيُؤلِمُ فَلِلَّهِ مَا فِـي حَشْـوِهَـا مِنْ مَسَرَّةٍ *** وَأَصْنَـافِ لَذَاتٍ بِـهَا نَتَنَعَّـمُ
7- قال أحدهم:
وَجَنَّاتُ عَدْنٍ زُخْرِفَتْ ثُـمَّ أُزْلِفَت *** لِقَوْمٍ عَلَـى التَّقْـوَى دَوَامًا تَبَتَّلُ
بِهَا كُلُّ مَا تَهْوَى النُّفُوسُ وَتَشْتَهِـي *** وَقُرَّةُ عَيْنٍ لَيْـسَ عَنْهَـا تَرَحُّـلُ
مَلابِسُهُمْ فِيْهَـا حَـرِيرٌ وَسُنْـدُسُ *** وَإِسْتَبْـرَقٌ لا يَعْتَرِيـهِ التَّحَلُّـلُ
وَأَزْوَاجُهُمْ حُـورٌ حِسَـانٌ كَوَاعِبٌ *** عَلَى مِثْلِ شَكْلِ الشَّمْسِ بَلْ
هُوَ أَشْكَلُ يُطَـافُ عَلَيْهِمْ بِالَّـذِي يَشْتَهُـونَهُ *** إِذَا أَكَـلُـوا نَوْعًا بِآخَرَ بدّلـوا
7- قال القحطاني:
اعرض عن النسوان جهدك وانتدب *** لعناق خيرات هناك حسان
في جنة طابت وطاب نعيمها *** من كل فاكهة بها زوجان
أنهارها تجري لهم من تحتهم *** محفوفة بالنخل والرمان
غرفاتها من لؤلؤ وزبرجد *** وقصورها من خالص العقيان
قصرت بها للمتقين كواعبا *** شبهن بالياقوت والمرجان
بيض الوجوه شعورهن حوالك *** حمر الخدود عواتق الأجفان
فلج الثغور إذا ابتسمن ضواحكا *** هيف الخصور نواعم الأبدان
خضر الثياب ثديهن نواهد *** صفر الحلي عواطر الأردان
طوبى لقوم هن أزواج لهم *** في دار عدن في محل أمان
يسقون من خمر لذيذ شربها *** بأنامل الخدام والولدان
لو تنظر الحوراء عند وليها *** وهما فويق الفرش متكئان
يتنازعان الكأس في أيديهما *** وهما بلذة شربها فرحان
ولربما تسقيه كأسا ثانيا *** وكلاهما برضابها حلوان
يتحدثان على الأرائك خلوة *** وهما بثوب الوصل مشتملان
أكرم بجنات النعيم وأهلها *** إخوان صدق أيما إخوان
جيران رب العالمين وحزبه *** أكرم بهم في صفوة الجيران
هم يسمعون كلامه ويرونه *** والمقلتان إليه ناظرتان
وعليهم فيهما ملابس سندس *** وعلى المفارق أحسن التيجان
تيجانهم من لؤلؤ وزبرجد *** أو فضة من خالص العقيان
وخواتم من عسجد وأساور *** من فضة كسيت بها الزندان
وطعامهم من لحم طير ناعم *** كالبخت يطعم سائر الألوان
وصحافهم ذهب ودر فائق *** سبعون الفا فوق ألف خوان
إن كنت مشتاقا لها كلفا بها *** شوق الغريب لرؤية الأوطان
كن محسنا فيما استطعت فربما *** تجزى عن الإحسان بالإحسان
واعمل لجنات النعيم وطيبها *** فنعيمها يبقى وليس بفان
8- قال أحدهم:
فيا ساهياً في غمرة الجهل والهوى *** صريع الأماني عن قليل ستندم
أَفِقْ قد دنا الموت الذي ليس بعده *** سوى جنة أو حر نار تَضَّرم
وتشهد أعضاء المسيء بما جنى *** كذاك على فِيهِ المهيمن يختم
فحيَّ على جنات عدن فإنها *** منازلنا الأولى وفيها المخيَّم
وحيَّ على روضاتها وخيامها *** وحيَّ على عيشٍ بها ليس يُسْأَم
(المنتخب من الشعر والبيان أمير بن محمد المدري ص 274).
9- رحم الله من قال:
وقد يتجلى الله للخلق *** كما البدر لا يخفى وربك أوضح
وقد ينكر الجهمي هذا وعندنا *** بمصداق ما قلنا حديث مصرح
وقد ينكر الجهمي أيضا يمينه *** وكلتا يديه بالفواضل تنفح
وقل ينزل الجبار في كل ليلة *** بلا كيف جل الواحد المتمدح
(قصيدة عبد الله بن سليمان الأشعث (1-64).
2- قال السفاريني -رحمه الله-:
فنسأل الله النعيم والنظر *** لربنا من غير ما شين
غبر فإنه ينظر بالأبصار *** كما أتى في النص والأخبار
لأنه سبحانه لم يحجب *** إلا عن الكفار والمكذب
(الأبيات للسفاريني كما في الكواشف الجلية، ص (492).
3- قال ابن القيم -رحمه الله-:
ويرونه سبحانه من فوقهم *** نظر العيان كما يرى القمران
هذا تواتر عن رسول الله لم *** ينكره إلا فاسد الإيمان
وأتى به القرآن تصريحا وتعــريضا *** هما بسياقه نوعان
وهي الزيادة قد أتت في يونس *** تفسير من قد جاء بالقرآن
ورواه عنه مسلم بصحيحه *** يروي صهيب ذا بلا كتمان
وهو المزيد كذاك فسره أبوبكر *** هو الصديق ذو الإيقان
وعليه أصحاب الرسول وتابعوهم *** بعدهم تبعية الإحسان
ولقد أتى ذكر اللقاء لربنا الــرحمان *** في سور من الفرقان
ولقاؤه إذ ذاك رؤيته حكى الإجماع *** فيه جماعة ببيان
وعليه أصحاب الحديث جميعهم *** لغة وعرفا ليس يختلفان
هذا ويكفي أنه سبحانه *** وصف الوجوه بنظرة بجنان
وأعاد أيضا وصفها نظرا وذا *** لا شك يفهم رؤية بعيان
وأتت أداة إلى لرفع الوهم من *** فكر كذاك ترقب الإنسان
وإضافة لمحل رؤيتهم بذكــر *** الوجه إذ قامت به العينان
(الكافية الشافية (1/342).
متفرقات
1- قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "فمن شهد له النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجنة شهدنا له بالجنة، وأما من لم يشهد له بالجنة، فقد قال طائفة من أهل العلم: لا نشهد له بالجنة، ولا نشهد أن الله يحبه، وقال طائفة: بل من استفشى من بين الناس إيمانه وتقواه واتفق المسلمون على الثناء عليه كعمر بن عبد العزيز والحسن البصري وسفيان الثوري وأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والفضيل بن عياض وأبي سليمان الداراني ومعروف الكرخي وعبد الله بن المبارك -رضي الله عنهم- وغيرهم؛ شهدنا لهم بالجنة"(مجموع الفتاوى).
2- قال الشيخ محمد العثيمين -رحمه الله-: "إذا أثنى المسلمون على الميت خيراً دل ذلك على أنه من أهل الجنة، فوجبت له الجنة، وإذا أثنوا عليه شراً دل ذلك على أنه من أهل النار، فوجبت له النار، ولا فرق في هذا بين أن تكون الشهادة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- أو بعده؛ لأن حديث أبي الأسود مع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان بعد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد تنازل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أن ذكر من شهد له اثنان بخير كان من أهل الجنة. ومن عقيدة أهل السنة والجماعة: أننا لا نشهد لأحد بجنة ولا نار إلا من يشهد له النبي -صلى الله عليه وسلم-، فنشهد لمن شهد له الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالجنة، ونشهد بالنار لمن شهد له بالنار" ثم ذكر أمثلة على ذلك، كالعشرة، وعكاشة بن محصن، وثابت بن قيس بن شماس -رضي الله عنهم-، وممن شُهد لهم بالنار كعم النبي -صلى الله عليه وسلم- أبو طالب، وما ذكر في القرآن في عمه أبو لهب، وعمرو بن لحي الخزاعي، وجاءه رجل فقال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: أبوك في النار، والحاصل: أن من شهد له النبي -صلى الله عليه وسلم- بالنار، نشهد له بالنار"(شرح رياض الصالحين - محمد بن صالح بن محمد العثيمين (1/1083) بتصرف يسير، ترقيم الشاملة).
3- قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: "وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أجمع الناس على الثناء عليه إلا من شذ، والشاذ شذ في النار، يشهد له بالجنة على هذا الرأي -نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة، المحرمين على النار-"(شرح رياض الصالحين 4/570 - 573).
4- قال الإمام ابن الأثير -رحمه الله-: "رؤية الله هي الغاية القصوى في نعيم الآخرة، والدرجة العليا من عطايا الله الفاخرة، بلغنا الله منه ما نرجو" (جامع الأصول في أحاديث الرسول (10/557).
5- قال الشافعي -رحمه الله- في قول الله -عز وجل-: (كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) [المطففين: 15] "فلما حجبهم في السخط كان هذا دليلا على أنهم يرونه في الرضا" (الاعتقاد للدارقطني (1/131).
6- سئل مالك عن قوله: (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة: 23]، فقيل: قوم يقولون إلى ثوابه؟ فقال مالك: كذبوا فأين هم عن قوله تعالى: (كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) [المطففين: 15]، قال مالك: الناس ينظرون إلى الله يوم القيامة بأعينهم، وقال: لو لم ير المؤمنون ربهم يوم القيامة، لم يعير الله الكفار بالحجاب، فقال: (كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) [المطففين: 15]، وقال سبحانه وتعالى: (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) [المائدة: 119]" (شرح السنة للبغوي (15-230).
7- يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاويه ما نصه: "نعم رؤية الله بالأبصار هي للمؤمنين في الجنة وهي أيضا للناس في عرصات القيامة كما تواترت بها الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب" إلى أن قال: "وهذه الأحاديث وغيرها في الصحاح وقد تلقاها السلف والأئمة بالقبول واتفق عليها أهل السنة والجماعة وإنما يكذبها أو يحرفها الجهمية ومن تبعهم من المعتزلة والرافضة ونحوهم الذين يكذبون بصفات الله -تعالى- وبرؤيته وغير ذلك وهم المعطلة شرار الخلق والخليقة" (الفتاوى (3/390 - 391).
الإحالات
1- أهوال القيامة؛ لعبد الملك الكليب.
2- التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة؛ للقرطبى.
3- صفة الجنة وصفة النار؛ لابن كثير الدمشقي.
4- التصديق بالنظر إلي الله تعالى في الآخرة؛ للآجري.