ثناء
2022-10-07 - 1444/03/11التعريف
الثناء لغة:
هو الاسم من قولهم: أثنى على فلان، والمصدر إثناء، يقال أثنى على فلان خيرا، قال الرّاغب: والثّناء ما يذكر في محامد النّاس فيثنى حالا فحالا ذكره، وقال ابن منظور: الثّناء: تعمّدك لتثني على إنسان بحسن أو قبيح، وقد طار ثناء فلان أي ذهب في النّاس، والفعل أثنى، يقال: أثنى فلان على اللّه ثمّ على المخلوقين يثني إثناء أو ثناء، يستعمل في القبيح من الذّكر وضدّه (أي والحسن منه)، قال ابن الأعرابيّ: يقال: أثنى إذا قال خيرا أو شرّا.
وسمّيت سور القرآن مثاني؛ لأنّها تثنى على مرور الأوقات وتكرّر فلا تدرس ولا تنقطع دروس سائر الأشياء الّتي تضمحلّ وتبطل على مرور الأيّام. ويصحّ أن يكون ذلك من الثّناء تنبيها على أنّه أبدا يظهر منه ما يدعو إلى الثّناء على اللّه وعلى من يتلوه ويعلّمه ويعمل به، وقال ابن منظور في قوله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) [الحجر: 87]: يجوز أن يكون- واللّه أعلم- من المثاني أي ممّا أثني به على اللّه تبارك وتقدّس؛ لأنّ فيها (أي في آي سورة الفاتحة) حمد اللّه وتوحيده، وذكر ملكه يوم الدّين، والمعنى ولقد آتيناك سبع آيات من جملة الآيات الّتي يثنى بها على اللّه، وآتيناك القرآن العظيم [الصحاح (6/ 2296). لسان العرب (1/ 517). ومفردات الراغب (ص 82). والمصباح المنير (85- 86) ] .
واصطلاحا:
قال الجرجانيّ: الثّناء للشّيء: فعل ما يشعر بتعظيمه [التعريفات للجرجاني (72) ] .
وقال الكفويّ: هو الكلام الجميل. وقيل: هو الذّكر بالخير، وقيل: هو الإتيان بما يشعر بالتّعظيم مطلقا، سواء كان باللّسان أو بالجنان أو بالأركان، وسواء كان في مقابلة شيء أو لا [الكليات للكفوي (2/ 124) ] .
العناصر
1- الدعاء نوعان دعاء ثناء ودعاء مسألة .
2- الفرق بين الثناء والحمد والشكر .
3- ثناء القرآن الكريم على أمة الإسلام .
4- يجب على الداعية أن يكون مخلصاً لله تعالى لا يريد رياء ولاسمعة ولاثناء من الناس ولاحمدهم .
5- أفضل ما ورث أب ابناً ثناء حسن وأدب نافع .
6- كثرة ثناء المؤمنين على العبد شهادة منهم له فهم شهداء الله في أرضه .
7- سرور العبد عند ثناء الناس عليه وهو لا يقصد ذلك لا يقدح في إخلاصه .
8- لا يجوز الثناء الكاذب والإطراء على أهل الباطل .
9- ثناء الله على نبيه صلى الله عليه وسلم .
10- ثناء بعض المفكرين الغربيين على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الايات
1- قال الله تعالى: (صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ) [البقرة:138].
2- قوله تعالى: (قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) [آلعمران:26-27].
3- قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا) [النساء:122].
4- قوله تعالى: (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيداً * وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا) [النساء:131-132].
5- قوله تعالى: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّما يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة:49-50].
6- قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) [الأعراف:54].
7- قوله تعالى: (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) [الأنفال:39-40].
8- قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ* وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ * وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) [الرعد: 41-43].
9- قوله تعالى: (وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا * رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) [مريم:64-65].
10- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً * وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً * وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا) [الأحزاب:1-3].
الاحاديث
1- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: أوّل ما اتّخذ النّساء المنطق من قبل أمّ إسماعيل ... الحديث. وفيه .. فجاء إبراهيم بعد ما تزوّج إسماعيل يطالع تركته، فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه فقالت: خرج يبتغي لنا، ثمّ سألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بشرّ، نحن في ضيق وشدّة، فشكت إليه. قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السّلام وقولي له يغيّر عتبة بابه. فلمّا جاء إسماعيل كأنّه آنس شيئا فقال: هل جاءكم من أحد؟ قالت: نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا، فسألنا عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا، فأخبرته أنّا في جهد وشدّة. قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت: نعم، أمرني أن أقرأ عليك السّلام، ويقول: غيّر عتبة بابك. قال: ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك.فطلّقها، وتزوّج منهم أخرى. فلبث عنهم إبراهيم ما شاء اللّه، ثمّ أتاهم بعد فلم يجده، فدخل على امرأته فسألها عنه فقالت: خرج يبتغي لنا. قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم. فقالت: نحن بخير وسعة، وأثنت على اللّه. فقال: ما طعامكم؟ قالت: اللّحم. قال: فما شرابكم؟ قالت: الماء. قال: اللّهمّ بارك لهم في اللّحم والماء. قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: " ولم يكن لهم يومئذ حبّ، ولو كان لهم دعا لهم فيه" قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكّة إلّا لم يوافقاه. قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السّلام، ومريه يثبت عتبة بابه. فلمّا جاء إسماعيل قال: هل أتاكم من أحد؟قالت: نعم، أتانا شيخ حسن الهيئة وأثنت عليه فسألني عنك فأخبرته، فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنّا بخير. قال: فأوصاك بشيء؟ قالت: نعم، هو يقرأ عليك السّلام، ويأمرك أن تثبت عتبة بابك. قال: ذاك أبي، وأنت العتبة، أمرني أن أمسكك. ثمّ لبث عنهم ما شاء اللّه، ثمّ جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم، فلمّا رآه قام إليه، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد ...الحديث .[رواه البخاري- الفتح 6 (3364) ] .
2- عن أنس- رضي اللّه عنه- قال: لمّا قدم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم المدينة أتاه المهاجرون فقالوا: يا رسول اللّه، ما رأينا قوما أبذل من كثير، ولا أحسن مواساة من قليل من قوم نزلنا بين أظهرهم لقد كفونا المؤنة وأشركونا في المهنأ حتّى خفنا أن يذهبوا بالأجر كلّه، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: " لا، ما دعوتم اللّه لهم وأثنيتم عليهم" [رواه الترمذي (2487) واللفظ له. وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (3/ 227). وقال: رواه أحمد على شرط الشيخين. أحمد (3/ 200، 204) وقال الألباني: صحيح ، المشكاة ( 3206 ) ، التعليق الرغيب ( 2 / 56 ) ] .
3- عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثّناء. قالت: فغرت يوما فقلت: ما أكثر ما تذكرها حمراء الشّدق قد أبدلك اللّه- عزّ وجلّ- بها خيرا منها.قال: " آمنت بي إذ كفر بي النّاس، وصدّقتني إذ كذّبني النّاس، وواستني بمالها إذ حرمني النّاس، ورزقني اللّه- عزّ وجلّ- ولدها إذ حرمني أولاد النّساء" [فتح الباري (7/137) وصححه الألباني (6224) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة والحديث في الصحيحين نحو ما ذكرت، انظر صحيح البخاري (7/34/3831) ، ومسلم (7/134) ] .
4- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه-؛ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " من صلّى صلاة لم يقرأ فيها بأمّ القرآن فهي خداج (ثلاثا) غير تمام " فقيل لأبي هريرة: إنّا نكون وراء الإمام. فقال: اقرأ بها في نفسك. فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: " قال اللّه تعالى: قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل. فإذا قال العبد: الحمد للّه ربّ العالمين، قال اللّه تعالى: حمدني عبدي. وإذا قال الرّحمن الرّحيم. قال اللّه تعالى: أثنى عليّ عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدّين. قال: مجّدني عبدي (وقال مرّة): فوّض إليّ عبدي. فإذا قال: إيّاك نعبد وإيّاك نستعين. قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فإذا قال: اهدنا الصّراط المستقيم صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين. قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل" [رواه مسلم (395) ] .
5- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول: "اللّهمّ ربّ السّماوات وربّ الأرض وربّ العرش العظيم. ربّنا وربّ كلّ شيء. فالق الحبّ والنّوى، ومنزل التّوراة والإنجيل والفرقان. أعوذ بك من شرّ كلّ شيء أنت آخذ بناصيته. اللّهمّ أنت الأوّل فليس قبلك شيء. وأنت الآخر فليس بعدك شيء. وأنت الظّاهر فليس فوقك شيء. وأنت الباطن فليس دونك شيء. اقض عنّا الدّين وأغننا من الفقر" [رواه مسلم (2713) ] .
6- عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: كنت جالسا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الحلقة، ورجل قائم يصلّي فلمّا ركع وسجد جلس وتشهّد دعا فقال في دعائه: اللّهمّ إنّي أسألك بأنّ لك الحمد لا إله إلّا أنت المنّان بديع السّماوت والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حيّ يا قيّوم. إنّي أسألك. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: " أتدرون بم دعا " قالوا: اللّه ورسوله أعلم. قال: " والّذي نفسي بيده لقد دعا اللّه باسمه العظيم الّذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى" [رواه النسائي (3/ 52) وقال الألباني: صحيح (1/ 279) رقم (1233) ] .
7- عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: جاءت أمّ سليم إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالت يا رسول اللّه علّمني كلمات أدعو بهنّ في صلاتي، قال: " سبّحي اللّه عشرا، واحمديه عشرا، وكبّريه عشرا، ثمّ سليه حاجتك يقل: نعم نعم " [رواه النسائي (3/ 51) واللفظ له، وقال الألباني: حسن الإسناد (1/ 279) حديث (1232). والترمذي (481) وقال: حسن غريب. والحاكم (1/ 317، 318) وقال: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي، وأحمد (3/ 120)، وابن خزيمة (850) ] .
8- عن عمرو بن مالك أنّه سمع فضالة ابن عبيد- رضي اللّه عنه- صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلا يدعو في صلاته لم يمجّد اللّه تعالى ولم يصلّ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " عجّل هذا" ، ثمّ دعاه فقال له أو لغيره: " إذا صلّى أحدكم فليبدأ بتحميد ربّه- جلّ وعزّ- والثّناء عليه ثمّ يصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ يدعو بعد بما شاء" [أبو داود (1481)، والترمذي (3477) وقال: هذا حديث حسن صحيح ] .
9- عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: فقدت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ليلة من الفراش، فالتمسته، فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد، وهما منصوبتان، وهو يقول: " اللّهمّ أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك" [رواه مسلم (486) ] .
الاثار
1- قال سلمان الفارسيّ- رضي اللّه عنه-: إنّ رجلا بسط له من الدّنيا فانتزع ما في يديه فجعل يحمد اللّه ويثني عليه حتّى لم يكن إلّا فراش، فجعل يحمد اللّه ويثني عليه، وبسط لآخر من الدّنيا فقال لصاحب الفراش: أرأيتك أنت علام تحمد اللّه؟ قال: أحمده على ما لو أعطيت به ما أعطي الخلق لم أعطهم إيّاه. قال: وما ذلك؟ قال: أرأيتك بصرك، أرأيتك لسانك، أرأيتك يديك، أرأيتك رجليك. [عدة الصابرين (132) ] .
الاشعار
1- قال عبد الرحمن البرعي:
لكَ الْحمدُ حَمدًا نَستَلِّذُّ بهِ ذِكرًا *** وإن كُنتُ لا أُحصي ثناءً ولا شُكرا
لكَ الحمدُ حَمدًا طيبًا يَملأُ السَّما *** وأقطارَهَا والأرضُ والبرَّ والبحرا
لكَ الْحمدُ حَمدًا سرمديَّا مُباركًا *** يقلُّ مِدادُ البحرِ عن كُنهِهِ حصرا
لكَ الْحمدُ تعظيمًا لوجهِكَ قائِمًا *** بِحقِّكَ في السَّراءِ وفي الضرَّا
لكَ الحمدُ مقرونًا بِشُكرِكَ دائِمًا *** لكَ الحمدُ في الأولى لكَ الحمدُ في الأُخرى
[تعظيم الله جل جلاله «تأملات وقصائد» المؤلف: أحمد بن عثمان المزيد الناشر: مدار الوطن للنشر، الرياض - المملكة العربية السعودية الطبعة: الأولى، 1432 ه - 2011 م (1/159)].
الدراسات
قال باحثون يابانيون الاربعاء ان الثناء على الناس على سبيل المجاملة له نفس الأثر الذي يحدثه المال من حيث تنشيط مركز المكافأة في المخ. وأضافوا ان الدراسة تقدم دعما علميا للافتراض القائم منذ وقت طويل بأن الناس يحصلون على دفعة نفسية عندما تكون سمعتهم طيبة. وقال الدكتور نوريهيرو ساداتو من المعهد الوطني الياباني لعلوم وظائف الأعضاء في اوكازاكي باليابان "وجدنا ان هذه الأنواع من المكافات التي تبدو مختلفة -السمعة الطيبة والمال- تتماثل من حيث الشفرة البيولوجية التي تصدر عن مجموعة عصبية واحدة في المخ". وأضاف ساداتو في رسالة بالبريد الالكتروني قوله "هذا يقدم القاعدة البيولوجية لخبرتنا اليومية بأن السمعة الشخصية تولد نفس الشعور الذي يتولد لدى المرء عند حصوله على مكافأة مالية". ودرس فريق ساداتو 19 شخصا من الاصحاء مستخدما الية لتصوير المخ تعرف باسم التصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي (اف.ام.ار.أي.). وقال ساداتو الذي نشرت دراسته في دورية "الخلية العصبية" ان نتيجة الدراسة تعد خطوة أولى هامة نحو تفسير السلوكيات الاجتماعية البشرية المعقدة مثل إيثار الغير.
http://ara.reuters.com/article/idARAOLR40706020080424
متفرقات
1- قال الشّافعيّ- رحمه اللّه تعالى-: أحبّ أن يقدّم المرء حمد اللّه تعالى والثّناء عليه سبحانه وتعالى والصّلاة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. [مقدمة فتاوى النووي المسماة بالمسائل المنثورة (8)].
2- قال ابن العطّار- رحمه اللّه تعالى-: لو حلف إنسان ليثنينّ على اللّه تعالى أحسن الثّناء فطريق البرّ أن يقول: لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وزاد بعضهم فلك الحمد حتّى ترضى [مقدمة فتاوى النووي المسماة بالمسائل المنثورة (9)].
3- قال ابن القيّم- رحمه اللّه تعالى-:«يخرج العارف من الدّنيا ولم يقض وطره من شيئين:بكاؤه على نفسه وثناؤه على ربّه [الفوائد (33)].
4- قال الزّجّاج: سمّيت الفاتحة بالمثانى لاشتمالها على الثّناء على اللّه تعالى وهو حمد اللّه وتوحيده وملكه [التفسير الكبير، للرازي (19/ 207)].
الإحالات
1- يمكن الاستفادة من رسالة بعنوان (المدح والذم في القرآن الكريم دراسة موضوعية بلاغية) جزء من متطلبات نيل شهادة الدكتوراه فلسفة في اللغة العربية للدكتور معن توفيق دحام الحيالي
رابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9256
2- مقال للدكتور محمد بن إبراهيم الحمد بعنوان (الثناء الصادق)
رابط:
http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-43-112145.htm
3- دراسة بعنوان(الدماغ يترجم عبارات الثناء الى أموال)
رابط:
http://www.saidaonline.com/news.php?go=fullnews&newsid=14007