ثبات

2022-10-12 - 1444/03/16

التعريف

الثبات في اللغة: ثبت الشيء يثبت ثبوتا: دام واستقر فهو ثابت. . . وثبت الأمر صح ويتعدى بالهمزة والتضعيف فيقال: أثبته وثبته والاسم الثبات وأثبت الكاتب الاسم كتبه عنده، وأثبت فلانا لازمه فلا يكاد يفارقه، ورجل ثبت: ساكن البال متثبت في أموره، وثبت الجنان أي ثابت القلب، وثبت في الحرب فهو ثبيت مثال قرب فهو قريب، والاسم ثبت بفتحتين، ومنه قيل للحجة ثبت ورجل ثبت، بفتحتين أيضا إذا كان عدلا ضابطا، والجمع أثبات مثل سبب وأسباب [المصباح المنير: الفيومي: 1 / 80] .

 

ثبت: الثبوت والثبات كلاهما مصدر ثبت إذا دام والثبت بفتحتين بمعنى الحجة اسم منه [المغرب: أبو الفتح المطرز: 1 / 119] . ثبت الشيء يثبت ثباتا وثبوتا فهو ثابت وثبيت وثبت وأثبته هو وثبته وشيء ثبت ثابت، ويقال للجراد إذا رز أذنابه ليبيض: ثبت وثبت وأثبت.

 

ويقال ثبت فلان في المكان يثبت ثبوتا فهو ثابت إذا أقام به، وأثبته السقم إذا لم يفارقه، وثبته عن الأمر كثبطه، وفرس ثبت ثقف في عدوه، ورجل ثبت الغدر إذا كان ثابتا في قتال أو كلام، وفي الصحاح إذا كان لسانه لا يزل عند الخصومات وقد ثبت ثباتة وثبوتة وتثبت في الأمر والرأي واستثبت تأنى فيه ولم يعجل واستثبت في أمره إذا شاور وفحص عنه وقوله عز وجل: (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ) [سورة البقرة: 265] أي ينفقونها من مقرين بأنها مما يثيب الله عليها. وفي قوله تعالى: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ) [سورة هود: 120] .

 

معنى تثبيت الفؤاد: تسكين القلب ههنا ليس للشك، ولكن كلما كان البرهان والدلالة أكثر على القلب كان القلب أسكن وأثبت أبدا، كما قال إبراهيم عليه السلام (وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) [سورة البقرة: 260] ، ورجل ثبت أي ثابت. . ورجل ثبت المقام لا يبرح والثبت والتثبيت الفارس الشجاع والثبيت الثابت العقل [لسان العرب: ابن منظور: 2 / 19] .

 

ورجل ثبت بسكون الباء أي ثابت القلب، ورجل له ثبت عند الحملة بفتح الباء أي ثبات وتقول: لا أحكم بكذا إلا بثبت بفتح الباء أي بحجة والثبيت الثابت العقل [مختار الصحاح : الرازي 1 /35] . الثبات في الاصطلاح: قال المناوي: الثبات التمكن في الموضع الذي شأنه الاستزلال [فيض القدير: 2 / 130] .

وقال السيوطي: وقيل: الثبات من بركت الإبل أي ثبتت على الأرض [الديباج، السيوطي: 2 / 1380] . وقال ابن حجر: الثبت بتحريك الموحدة الثبات والحجة [فتح الباري: 3 / 349] . وقال المباركفوري: أثبت أمر من الثبات وهو الاستقرار [تحفة الأحوذي : المباركفوري 10 / 129] .

 

العناصر

1- أهمية الثبات على الدين وضرورته وفضله .

 

 

2- صور من ثبات المرأة المسلمة أمام شبهات أدعياء تحرير المرأة .

 

 

3- صور من المزايا والآثار الإيجابية المترتبة على ثبات الأخلاق .

 

 

4- الصبر عبارة عن ثبات باعث الدين وقوته في مقابلة باعث الشهوة .

 

 

5- ثبات القلب لا يدفع المسلم إلى التهور ولا على الإلقاء بنفسه في المخاطر دون أن ينظر في عواقبها، ولا يقدم في غير موضع الإقدام .

 

 

6- ثبات القلوب على الحق ، واستقامتها على الطريق ، سواء في مرحلة الدعوة أو في مرحلة التمكين حين يمنّ الله بالتمكين .

 

 

7- وسائل الثبات على دين الله .

 

 

8- دور الزوجة الداعية في تقوية زوجها على الثبات على الطريق المستقيم بشتى الوسائل والسبل .

 

 

9- التربية الإيمانية القية مصدر ثبات الصحابة حال الاستضعاف وفي حصار الشعب .

 

 

10- صور من ثبات الصحابة والتابعين والعلماء والدعاة المجاهدين على الحق .

 

الايات

1- قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [سورة العنكبوت: 69] .

2- قوله تعالى: (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) [الحشر الآية (10) ] .

3- قوله تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [آل عمران: 186] .

4- قوله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [ الكهف: 28] .

5- قوله تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) [العنكبوت: 2] .

6- قوله تعالى: (وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا) [الإسراء: 74] .

7- قوله تعالى: (وقَالَ الَذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ القُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ورَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً * ولا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وأَحْسَنَ تَفْسِيراً) [الفرقان: 32، 33] .

8- قوله تعالى: (وكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وجَاءَكَ فِي هَذِهِ الحَقُّ ومَوْعِظَةٌ وذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) [هود: 120].

9- قوله تعالى: ([فَلَمَّا تَرَاءَى الجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إنَّا لَمُدْرَكُونَ. قَالَ كَلاَّ إنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ] [الشعراء: 61، 62] .

10- قوله تعالى: (قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ ولأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ولَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وأَبْقَى * قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ البَيِّنَاتِ والَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الحَيَاةَ الدُّنْيَا) [طه: 71 ، 72 ] .

11- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا إذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا واذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً) [الأنفال: 45] .

12- قوله تعالى: (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ) [العنكبوت: 1-3] .

13- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) [محمد: 7-8] .

14- قوله تعالى: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى المَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) [الأنفال: 12] .

15- قوله تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) [سورة إبراهيم: 27] .

16- قوله تعالى: (وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نقضت غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أنْكَاثاً) [النحل:92] .

17- قَالَ الله تَعَالَى: (إنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأنْفُسِهِمْ) [الرعد: 11 ]

 

الاحاديث

1- عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال «لَقلب ابن آدم أشد انقلاباً من القِدْر إذا استجمعت غلياناً» [رواه الإمام أحمد والحاكم عن المقداد مرفوعاً، صحيح الجامع (5023) ].

 

2- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال «إنما سمي القلب من تقلبه، إنما مثل القلب مثل ريشة بالفلاة تعلقت في أصل شجرة يقلبها الريح ظهراً لبطن» [رواه الطبراني عن أبي موسى مرفوعاً، صحيح الجامع (2361) ].

 

3- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول: «يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك» [رواه الترمذي، صحيح الجامع (7864) ].

 

4- عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا» [أخرجه مسلم: 1 / 110] .

 

5- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا عبْدَ الله، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلانٍ، كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ » [صحيح البخاري ( 1152) ] .

 

الاثار

1- قالت أم سلمة: كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت: قلت يا رسول الله ما أكثر دعاءك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قال: "يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ فتلا معاذ (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا) [آل عمران: 8]، [أخرجه الترمذي (5/538)، وابن ماجه (2/1260) وصححه الألباني].

القصص

1- ذكر ابن عساكر تفصيلاً لقصته فقال: وجَّه عمر بن الخطاب جيشًا إلى الروم، وفيه رجل يقال له عبد الله بن حذافة، من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم-، فأسره الروم، فذهبوا به إلى ملكهم، فقالوا: إن هذا من أصحاب محمد، فقال له الطاغية: هل لك أن تتنصّر وأُشركك في ملكي وسلطاني؟، قال له عبد الله: لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع مملكة العرب على أن أرجع عن دين محمد - صلى الله عليه وسلم- طرفة عين - ما فعلت، قال: إذاً أقتلك، قال: أنت وذاك، قال: فأَمر به فصُلب، وقال للرماة: ارموه قريبًا من يديه، قريبًا من رجليه، وهو يعرض عليه وهو يأبى، ثم أمر به فأُنزل، ثم دعا بقدر فصُب فيها ماء حتى احترقت، ثم دعا بأسيرين من المسلمين فأمر بأحدهما فأُلقي فيها، فلما ذهب به بكى، فقيل له: إنه قد بكى، فظن أنه جزع، فقال: ردوه، فعرض عليه النصرانية فأبى، قال: فما أبكاك إذاً؟ قال: أبكاني أني إن قُتلت فهي نفس واحدة تُلقى في هذا القدر فتذهب، فكنت أشتهي أن يكون بعدد شعر جسدي أنفس تُلقى هكذا في الله، فقال له: قبِّل رأسي وأنا أخلّي عنك، فقال: وعن جميع أسرى المسلمين، قال عبد الله: فقلت في نفسي: عدو من أعداء الله أقبِّل رأسه يخلِّي عني، وعن أسرى المسلمين لا أبالي، فدنا منه فقبل رأسه، قال: فدفع إليه الأسرى، فقدِم بهم على عمر، فأُخبر عمر بخبره، فقال: حقُّ على كل مسلم أن يقبِّل رأس عبد الله بن حذافة، وأنا أبدأ، فقام عمر فقبل رأسه، فكان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يمازحون عبد الله فيقولون: قبلت رأس عِلْجٍ، فيقول لهم: أطلق الله بتلك القبلة ثمانين من المسلمين". وفي حديث آخر قال الملك: اتركوه واجعلوه في بيت، ومعه لحم خنزير مشوي، وخمر وممزوج، فلم يأكل ولم يشرب، وأشفقوا أن يموت، فقال: أما إن الله - عز وجل- قد كان أحله لي، ولكن لم أكن لأُشمِّتك بالإسلام [مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر المحقق: روحية النحاس، رياض عبد الحميد مراد، محمد مطيع الحافظ دار النشر: دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر البلد: دمشق _سوريا الطبعة: الأولى سنة الطبع: 1402 هـ، 1984م (12/106)].

 

2- في مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي: أن عفان بن مسلم المحدث رفض أن يجيب في محنة القول بخلق القرآن، فقالوا له: يحبس عطاؤك - وكان في كل شهر ألف درهم- فقال: (وفي السماء رزقكم وما توعدون)، وكان في داره نحو أربعين نفساً، فدقَّ عليه رجل الباب، وأعطاه كيساً فيه ألف درهم، وقال: هذا لك كل شهر، وثبتك الله كما ثبَّتَّ الدين.

 

3- لما تمكن العبيديون الملاحدة من بلاد المغرب ومصر فعلوا الأفاعيل في أهلها، لكن نفرًا من الصادقين ثبتوا، واحتسبوا، وانظر إلى ما يذكره الإمام الذهبي عن حال الإمام القدوة الشهيد " أبي بكر محمد بن أحمد الرميلي "، والمعروف بابن النابلسي حيث قال له "جوهر الصقلي" قائد العبيديين: " بلغنا أنك قلت: إذا كان مع الرجل عشرة أسهم وجب أن يرمي في الروم سهمًا وفينا تسعة، قال: ما قلت هذا، بل قلت: إذا كان معه عشرة أسهم وجب أن يرميكم بتسعة، وأن يرمي العاشر فيكم أيضًا، فإنكم غيّرتم الملة وقتلتم الصالحين، وادعيتم نور الإلهية، فشوهه ثم ضربه، ثم أمر يهوديًا فسلخه وحُشيَ تبنًا، وصُلب [سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد الذَهَبي المحقق: مجموعة محققين بإشراف شعيب الأرناؤوط الناشر: مؤسسة الرسالة (31/174)].

 

4- الربيع بن خُثَيْم، يتمالى عليه فُسَّاق لإفساده، فيأتون بغانية جميلة، ويدفعون لها مبلغًا من المال قدره ألف دينار، فتقول: علام؟ قالوا: على قبلة واحدة من الربيع بن خثيم، قالت: ولكم فوق ذلك أن يزني؛ لأنه نقص عندها منسوب الإيمان، فما كان منها إلا أن تعرضت له في ساعة خلوة، وأبرزت مفاتنها له، فما كان منه إلا أن تقدم إليها يركض ويقول: يا أَمَة الله؛ كيف بك لو نزل ملك الموت فقطع منك حبل الوتين؟ أم كيف بك يوم يسألك منكر ونكير؟ أم كيف بك يوم تقفين بين يدَيْ الرب العظيم؟ أم كيف بك إن شقيتي يوم تُرْمَين في الجحيم؟ فصرخت وولَّت هاربة تائبة إلى الله، عابدة زاهدة حتى لقِّبت بعد ذلك بعابِدَة الكوفة، وكان يقول هؤلاء الفُسَّاق: لقد أفسدها علينا الربيع [موسوعة البحوث والمقالات العلمية جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة حوالي خمسة آلاف وتسعمائة مقال وبحث علي بن نايف الشحود (ص: 9)].

 

5- الشيخ المجاهد عمر المختار، الذي تربى في الزوايا السنوسية في ليبيا، ثم وقف نفسه لنصرة الإسلام والذبّ عن حياضه، خاصة بعد دخول الإيطاليين ليبيا سنة 1911م، حيث جاهد الشيخ الكفار جهادًا عظيمًا قرابة عشرين سنة لم يتوان ولم يتذبذب، بل ثبت ثباتًا عظيمًا مشرفًا، حيث إذا أُلقى القبض عليه سنة 1931م أظهر ثباتًا عظيمًا، لكن ثباته كان مضرب الأمثال، ولننظر كيف قُبِض عليه وما جرى بينه وبين الحاكم العسكري الإيطالي في ليبيا. ذهب - كعادته - في نفر قليل يُقدر بأربعين فارسًا يستكشف العدو، ويتفقد مراكز إخوانه المجاهدين، ومرَّ بوادٍ صعب المسالك كثير الغابات، وعلمت به القوات الإيطالية بواسطة جواسيسها!، فأمرت بتطويق الوادي، فما شعر المختار ومن معه إلا وهم وسط العدو، ودارت معركة، وعلى الرغم من كثرة عدد العدو واحتياطاته تمكن المجاهدون من خرق صفوفه، ففاجأتهم قوة إيطالية أخرى، وكانت ذخيرتهم على وشك النفاذ، فاشتبكوا في معركة جديدة قُتل فيها جميع من بقي مع المختار، وقُتل حصانه أيضًا ووقع عليه، فتمكن من التخلص من تحته، وظل يقاتل وحده إلى أن جرح في يده، ثم تكاثر عليه الأعداء، وغُلب على أمره، وأسروه وهم لا يعرفون من هو، ثم عُرف وأرسل إلى سوسة، ومنها أُركب الطراد "أوسيني" إلى بني غازي حيث أُودع السجن، وعزا المختار في حديثه عند قدومه إلى بنغازي سبب وقوعه في الأسر إلى نفاذ ذخيرته، وأكد للمتصرف الإيطالي أن وقوعه في الأسر لا يضعف من حدة المقاومة إذ أنه اتخذ التدابير ما يكفل انتقال القيادة من بعده إلى غيره. وختم المختار قوله بكلمات خالدات لابد أن نلقنها لأبنائنا جيلاً بعد جيل؛ لتكون مثلهم الأعلى في التوكل على الله، والثبات على الحق فقال: "إن القبض عليّ ووقوعي في قبضة الطليان إنما حدث؛ تنفيذًا لإرادة المولى عز وجل، وإن كنت قد أصبحت الآن أسيرًا بأيدي الحكومة فالله وحده يتولى أمري"، ثم أشار إلى الطليان وقال: "وأما أنتم فلكم الآن - وقد أخذتموني- أن تفعلوا بي ما تشاءون، وليكن معلومًا أني ما كنت في يوم من الأيام لأسلم لكم طوعًا". وحدث مرة أن خرج إلى القاهرة من برقة لغرض من أغراض الجهاد، فاجتمع إليه مشايخ من قبيلة في مصر- في قلوبهم ضعف العزيمة ويأس الشيوخ- وجعلوا يحاولون أن يثنوه عن عزمه وجهاده بسبب بلوغه سن الشيخوخة، فغضب وقال لهم: "إن كل من يقول لي هذا الكلام لا يريد خيرًا لي، لأن ما أسير فيه إنما هو طريق الخير، ولا ينبغي لأحد أن ينهاني عن سلوكه، وكل من يحاول ذلك فهو عدو لي". ونختم بموقف جميل له أثناء التحقيق معه، إذ خاطبه "جرازياني"، قائد الحملة الصليبية الإيطالية في ليبيا وكان لعمر المختار آنذاك 73 سنة: - هل سمعت ما ينُسب إليك من تهم خطيرة؟ - نعم، وسأجيب عنها كلها واحدة واحدة مهما كبرت وخطرت. وانطلق المختار يقص مأساة ليبيا منذ الاحتلال، والمفاوضات التي دعاه إليها رجال الاحتلال، والوعود الكاذبة والنكث بها، وتكلم عن الظلم والطغيان والاغتصاب وانتهاك الحرمات وتحقير المقدسات.. - هل أنت قائد العصيان ضد إيطاليا؟ - نعم، أنا هو. - هل حاربت الدولة الإيطالية؟ - نعم حاربتها. - إني أكرر السؤال عليك فانتبه لنتائجه: هل حاربت الدولة الإيطالية، فتناولت السلاح في وجه قواتها، واشتركت في قتاله؟ - نعم، نعم، نعم. - كم هو عدد المعارك التي اشتركت فيها من سنة: 1911 حتى اليوم؟ - لا أذكر عددها لأنها كثيرة لا تحصى. - منذ كم سنة توليتَ قيادة العصيان؟ - منذ عشر سنوات. وعلى هذا المنوال سارت المحاكمة كلها. وكان "جرازياني" قد عرض عليه عفوًا شاملاً مقابل أن يكتب للمجاهدين يدعوهم إلى وقف القتال وتسيلم أنفسهم وأسلحتهم للحكومة، فرفض المختار قائلاً "إن هذا العمل لا يُرضي ضميري وديني". وأُعدمَ، ثابتًا راسخًا مؤمنًا، رحمه الله تعالى ورضي عنه.

 

6- قال أبو حسن القابسي رحمه الله: أن الذين قتلهم عبيد الله وبنوه، أربعة آلاف من عالم وعابد؛ ليردهم عن الترضي عن الصحابة فاختاروا الموت [تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. - شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. دار النشر: دار الكتاب العربي. مكان النشر: لبنان/ بيروت. سنة النشر: 1407هـ - 1987م. الطبعة: الأولى. تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري. (24/108)].

 

7- قال علي بن المديني: أعز الله الدين بالصديق يوم الردة، وبأحمد يوم المحنة. وهذا لثباتهم على الحق [مفهوم أهل السنة والجماعة بين شيخ الإسلام ابن تيمية وأهل الإفراط والتفريط جمعه وألف بينه عادل بن محمد بن فرحان البحيري الشميري راجعه وقدم له فضيلة الشيخ أبي الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني (1/403)].

 

8- هذا الطفل الصغير ابن عمر بن عبد العزيز الذي تربى على الإيمان حينما رأى أباه يبكي قال له: أبتاه ما الذي طأطأ بك رأسك وأبكاك، قال: يا بني -والله- ما من شيء إلا أني خشيت أن ينكسر قلبك يوم العيد بين أطفال الرَّعية، وأنت بهذه الهيئة وهم بتلك الهيئة، فردَّ ردَّ الرجال المؤمنين، قال: أبتاه إنما ينكسر قلب من عصى ربه ومولاه، وعقَّ أمه وأباه، أما أنا فلا والله [علي القرني: محاضرات وخطب - إيماض البرق. -إشارات على الطريق. وغيرها.(6/26)].

 

9- قال ابن القيم رحمه الله عن دور شيخه شيخ الإسلام في التثبيت: وكنا إذا اشتد بنا الخوف، وساءت بنا الظنون، وضاقت بنا الأرض أتيناه، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله عنا، وينقلب انشراحاً وقوة ويقيناً وطمأنينة، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، وآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها، والمسابقة إليها. ويلقى في السجن فيثبت بإيمانه الراسخ، يقفل السجان الباب فيقول: (فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ) ينظر إلى السجناء ويقول: ما يفعل أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أنَّى رحت فهي معي لا تفارقني، أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة، إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة. إنها جنة الإيمان واليقين [الوابل الصيب من الكلم الطيب المؤلف: محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله الناشر: دار الكتاب العربي - بيروت الطبعة الأولى، ذ1405 - 1985 تحقيق: محمد عبد الرحمن عوض (1/87)].

 

10- يمرض - أي شيخ الإسلام-، فيثبت ثبات المؤمن في أوقات الشدائد، دخلوا عليه وهو مريض وما اشتكى، فيقولون له: ماذا تشتكي يا إمام؟ قال: تموت النفوس بأوصابها *** ولم يدرِ عُوَّادها ما بها وما أنصف مهجة تشتكي *** أذاها إلي غير أحبابها ثم يختم المصحف في السجن بضع وثمانين مرة، حتى إذا بلغ قول الله -جل وعلا-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ) [علي القرني: محاضرات وخطب - إيماض البرق. -إشارات على الطريق. وغيرها. (5/14)].

 

11- عن أبي جعفر الأنباري قال: لما حُمِل أحمد إلى المأمون أُخبرتُ، فعبرت الفرات، فإذا هو جالس في الخان فسلمت عليه، فقال: يا أبا جعفر تعنيت، فقلت: يا هذا، أنت اليوم رأس والناس يقتدون بك؛ فوالله لئن أجبت إلى خلق القرآن ليجيبن خلقٌ، وإن لم تُجب ليمتنعن خلق من الناس كثير، ومع هذا فإن الرجل إن لم يقتلك فإنك تموت، لا بد من الموت؛ فاتق الله ولا تجب. فجعل أحمد يبكي ويقول: ما شاء الله. ثم قال: يا أبا جعفر أعِد، فأعدت عليه وهو يقول: ما شاء الله [تهذيب الكمال المؤلف: يوسف بن الزكي عبدالرحمن أبو الحجاج المزي الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة الأولى، 1400 - 1980 تحقيق: د. بشار عواد معروف (1/460)].

 

12- قال الإمام أحمد في سياق رحتله إلى المأمون: صرنا إلى الرحبة منها في جوف الليل، فعرض لنا رجل، فقال: أيكم أحمد بن حنبل؟ فقيل له: هذا، فقال للجمال: على رسلك، ثم قال: يا هذا، ما عليك أن تُقتل ها هنا، وتدخل الجنة. ثم قال: أستودعك الله، ومضى. فسألت عنه، فقيل لي هذا رجل من العرب من ربيعة يعمل الصوف في البادية يقال له: جابر بن عامر يُذكر بخير [موسوعة البحوث والمقالات العلمية جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة حوالي خمسة آلاف وتسعمائة مقال وبحث علي بن نايف الشحود (ص: 5)].

 

13- يقول الإمام أحمد عن مرافقة الشاب محمد بن نوح الذي صمد معه في الفتنة: ما رأيت أحداً - على حداثة سنه، وقدر علمه - أقومَ بأمر الله من محمد بن نوح، إني لأرجو أن يكون قد ختم له بخير [تاريخ بغداد المؤلف: أحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت (3/.323)].

 

14- قال لي ذات يوم: يا أبا عبد الله، الله الله، إنك لست مثلي، أنت رجل يُقتدى بك، قد مد الخلق أعناقهم إليك؛ لما يكون منك، فاتق الله، واثبت لأمر الله. فمات وصليت عليه ودفنته [سير أعلام النبلاء المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد الذَهَبي المحقق: مجموعة محققين بإشراف شعيب الأرناؤوط الناشر: مؤسسة الرسالة (21/288)].

الاشعار

1- يقول الشاعر:

ما سمي الإنسان إلا لنسيانه *** ولا القلب إلا أنه يتقلب

[موسوعة فقه الابتلاء 1-4 جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة علي بن نايف الشحود (4/369)].

 

2- يقول الشافعي -رحمه الله-:

اصبر على الجفا من معلم *** فإن رسوب العلم في نفراته

ومن لم يذق مر التعلم ساعة *** تجرع ذل الجهل طول حياته

[من عيون الشعر، الشافعي، ص24].

 

3- قال الشاعر جمال فوزي:

سأظلّ حراّ ما حييت مندّدا *** بالبطش بالجبروت والطغيان

روحي على كفّي فداء عقيدة *** في ظلّها الوافي اتخذت مكاني

ويظلّ صوتي ما حييت مجلجلا *** ذوق المهانة ليس في إمكاني

[المنتخب من الشعر والبيان - امير بن محمد المدري (ص: 97)].

متفرقات

1- يقول المناوي: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، أي الدوام على الدين والاستقامة؛ بدليل خبره صلى الله عليه وسلم، كان كثيرا ما يقول: «يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك» [سنن الترمذي القدر (2140) ، سنن ابن ماجه الدعاء (3834) ]. أراد الثبات عند الاحتضار أو السؤال. بدليل خبر أنه كان إذا دفن الميت قال: «سلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل» [أخرجه أبو داود: 3/ 215، والحاكم 1 / 526، وقال: صحيح على شرط الإسناد ولم يخرجاه] [فيض القدير المناوي: 2 / 130] .

 

2- يقول ابن تيمية: في قوله تعالى: (وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا)، وذلك بإلقاء ما يثبته من التصديق بالحق والوعد بالخير. [فتاوى ابن تيمية: 17 / 5240] .

 

3- يقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ) يقول تعالى وكل أخبار نقصها عليك من أنباء الرسل المتقدمين من قبلك مع أممهم، وكيف جرى لهم من المحاجات والخصومات، وما احتمله الأنبياء من التكذيب والأذى، وكيف نصر الله حزبه المؤمنين وخذل أعداءه الكافرين؛ كل هذا مما نثبت به فؤادك يا محمد، أي قلبك، ليكون لك بمن مضى من إخوانك من المرسلين أسوة [تفسير ابن كثير 2 / 466] .

 

4- قال البغوي في تفسير قوله تعالى: (لنثبت به فؤادك) يعنى أنزلناه متفرقا ليقوى به قلبك فتعيه وتحفظه، فإن الكتب أنزلت على أنبياء يكتبون ويقرؤون، وأنزل القرآن على نبي أمي لا يكتب ولا يقرأ [تفسير البغوي: 3 / 368] .

 

5- قال د. محمد موسى معرفاً الثبات: الاستقامة على الهدى، والتمسك بالتقى، وإلجام النفس، وقسرها على سلوك طريق الحق والخير، وعدم الالتفات إلى صوارف الهوى والشيطان، ونوازع النفس والطغيان، مع سرعة الأوبة والتوبة حال ملابسة الإثم أو الركون إلى الدنيا . [الثبات د. محمد موسى] .

 

الإحالات

1- يقول المناوي: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، أي الدوام على الدين والاستقامة؛ بدليل خبره صلى الله عليه وسلم، كان كثيرا ما يقول: "يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك" [سنن الترمذي القدر (2140)، سنن ابن ماجه الدعاء (3834)]. أراد الثبات عند الاحتضار أو السؤال. بدليل خبر أنه كان إذا دفن الميت قال: "سلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل" [أخرجه أبو داود: (3/ 215)، والحاكم (1 / 526)، وقال: صحيح على شرط الإسناد ولم يخرجاه] [فيض القدير المناوي: (2/130)].

 

2- يقول ابن تيمية: في قوله تعالى: (وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا)، وذلك بإلقاء ما يثبته من التصديق بالحق والوعد بالخير. [فتاوى ابن تيمية: (17/5240)].

 

3- يقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ) يقول تعالى وكل أخبار نقصها عليك من أنباء الرسل المتقدمين من قبلك مع أممهم، وكيف جرى لهم من المحاجات والخصومات، وما احتمله الأنبياء من التكذيب والأذى، وكيف نصر الله حزبه المؤمنين وخذل أعداءه الكافرين؛ كل هذا مما نثبت به فؤادك يا محمد، أي قلبك، ليكون لك بمن مضى من إخوانك من المرسلين أسوة [تفسير ابن كثير (2/466)].

 

4- قال البغوي في تفسير قوله تعالى: (لنثبت به فؤادك) يعنى أنزلناه متفرقا ليقوى به قلبك فتعيه وتحفظه، فإن الكتب أنزلت على أنبياء يكتبون ويقرؤون، وأنزل القرآن على نبي أمي لا يكتب ولا يقرأ [تفسير البغوي: (3/368)].

 

5- قال د. محمد موسى معرفاً الثبات: الاستقامة على الهدى، والتمسك بالتقى، وإلجام النفس، وقسرها على سلوك طريق الحق والخير، وعدم الالتفات إلى صوارف الهوى والشيطان، ونوازع النفس والطغيان، مع سرعة الأوبة والتوبة حال ملابسة الإثم أو الركون إلى الدنيا. [الثبات د. محمد موسى].