تكبير

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

التكبير لغة:

مصدر «كبّر» وهو مأخوذ من مادّة (ك ب ر) الّتي تدلّ على خلاف الصّغر [كذا قال ابن فارس في المقاييس (5/ 153)، وقد ذكر معنى الصغر في مادة (ص غ ر) في (3/ 290)، واستنتجنا معنى الكبر من جملة ما قاله في الموضعين]، وإذا كان الصّغر يدلّ على القلّة والحقارة؛ فإنّ الكبر يدلّ على الكثرة والعظمة، والوصف منهما صغير وكبير وهما كما يقول الرّاغب: من الأسماء المتضايفة الّتي تقال عند اعتبار بعضها ببعض، فالشّيء قد يكون صغيرا في جنب شيء، وكبيرا في جنب غيره، ويستعملان في الكمّيّة المتّصلة (غير القابلة للتّجزيء) وذلك كالكثير والقليل في الكمّيّة المنفصلة كالعدد، وربّما يتعاقب الكثير والكبير في شيء واحد بنظرين مختلفين نحو قوله تعالى: )قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ( [البقرة: 219]

وكثير، قرئ بهما، وأصل ذلك في الأعيان ثمّ استعير للمعاني نحو قوله عزّ وجلّ: (لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها) [الكهف: 49] والكبير من صفات المولى- عزّ وجلّ- وكذلك المتكبّر، قال ابن الأثير: «في أسماء اللّه تعالى المتكبّر والكبير» أي العظيم ذو الكبرياء، وقيل المتعالي عن صفات الخلق، وقيل المتكبّر على عتاة خلقه، والتّاء فيه للتّفرّد والتّخصّص لا تاء التّعاطي والتّكلّف، والكبرياء هي العظمة والملك، وقيل هي عبارة عن كمال الذّات وكمال الوجود ولا يوصف بهما سوى اللّه تعالى، وهذان الوصفان (المتكبّر- ذو الكبرياء) مأخوذان من الكبر بالكسر وهو العظمة، يقال كبر يكبر أي عظم فهو كبير، أمّا وصفه عزّ وجلّ بأنّه: «أكبر» كما في حديث الأذان «اللّه أكبر» فاختلف في معناه على وجهين: الأوّل: أنّ معناه «اللّه الكبير» فوضع أفعل موضع فعيل (أي أنّ التّفضيل على غير بابه) وذلك كما في قول الفرزدق:

إنّ الّذي سمك السّماء بنى لنا *** بيتا دعائمه أعزّ وأطول  - أي عزيزة طويلة.

الآخر: أنّ المعنى «اللّه أكبر من كلّ شيء» أي أعظم فحذفت «من» من أسلوب التّفضيل لوضوح معناها و«أكبر» خبر والأخبار يجوز حذفها وحذف ما تعلّق بها، وقيل معناه اللّه أكبر من أن يعرف كنه كبريائه وعظمته، وإنّما قدّر له ذلك؛ لأنّ أفعل التّفضيل (الّذي مؤنّثه فعلى) يلزمه الألف واللّام أو الإضافة كالأكبر وأكبر القوم، وراء أكبر في الآذان والصّلاة ساكنة للوقف، فإذا وصل بكلام ضمّ [النهاية (4/ 140)].

وقال الإمام الغزاليّ: المتكبّر هو الّذي يرى الكّلّ حقيرا بالإضافة إلى ذاته، ولا يرى العظمة والكبرياء إلّا لنفسه، فينظر إلى غيره نظر الملوك إلى العبيد، فإن كانت هذه الرّؤية صادقة كان التّكبّر حقّا وكان صاحبها متكبّرا حقّا، ولا يتصوّر ذلك على الإطلاق إلّا للّه- عزّ وجلّ- وإن كان ذلك التّكبّر والاستعظام باطلا، ولم يكن ما يراه من التّفرّد بالعظمة كما يراه، كان التّكبّر باطلا ومذموما، وكلّ من رأى العظمة والكبرياء لنفسه على الخصوص دون غيره كانت رؤيته كاذبة ونظره باطلا، إلّا اللّه سبحانه وتعالى [المقصد الأسنى ص 75].

وقال الجوهري: الكبر في السّنّ يقال فيه: كبر الرّجل يكبر كبرا أي أسنّ، وكبر بالضّمّ يكبر أي عظم فهو كبير وكبار فإذا أفرط قيل كبّار بالتّشديد، والكبر بالكسر العظمة وكذلك الكبرياء، والتّكبير التّعظيم والتّكبّر والاستكبار التّعظّم، وذكر ابن منظور أنّ كبّر الأمر تكون بمعنى جعله كبيرا وتكون بمعنى: قال: اللّه أكبر، أمّا أكبر في قوله سبحانه: (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ) [يوسف: 31] فأكثر المفسّرين يقولون أعظمنه [لسان العرب (3808)، ومعنى أعظمنه أي وجدنه عظيما ومن ثم يكون «أفعل» هنا لمصادفة الشيء على صفة كما قولهم: قاتلناكم فما أجبنّاكم أي ما وجدناكم جبناء].

وروي عن مجاهد أنّه قال: أكبرنه «حضن» وليس ذلك بالمعروف في اللّغة، وروى الأزهريّ عن ابن جبير بن مطعم عن أبيه: أنّه رأى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّي قال: فكبّر وقال: اللّه أكبر كبيرا، ثلاث مرّات ...

قال أبو منصور: نصب كبيرا؛ لأنّه أقامه مقام المصدر لأنّ معنى قوله: اللّه أكبر: أكبّر اللّه كبيرا بمعنى تكبيرا، يدلّ على ذلك ما روي عن الحسن: أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا قام إلى صلاته من اللّيل قال: لا إله إلّا اللّه، اللّه أكبر كبيرا، ثلاث مرّات، فقوله كبيرا بمعنى تكبيرا فأقام الاسم مقام المصدر الحقيقيّ، وقوله: الحمد للّه كثيرا، أي أحمد اللّه حمدا كثيرا [لسان العرب (3910)] والتّكبير في قوله تعالى: (لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ) [الحج: 37] معناه تعظيم اللّه بالذّكر له وهو التّكبير يوم الفطر [انظر تفسير الطبري (2/ 92) ]. وقوله تعالى: (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ) [البقرة: 185]، جاء في تفسيرها أنّ المعنى: لتعظّموه على ما أرشدكم إليه من الشّرائع [تفسير القرطبي 2/ 308]، وقوله سبحانه: (وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً) [الإسراء: 111]، قال القرطبيّ: المعنى: عظّمه عظمة تامّة، يقال: أبلغ لفظ للعرب في معنى التّعظيم والإجلال: اللّه أكبر [تفسير القرطبي (10/ 345) ] أي وصفه بأنّه أكبر من كلّ شيء.

 

التكبير اصطلاحا:

قال المناويّ: يقال: التّكبير لتعظيم اللّه بقولك: اللّه أكبر ولعبادته ولاستشعار تعظيمه [التوقيف على مهمات التعارف ص 107، وانظر أيضا المفردات للراغب]، [وانظر نضرة النعيم (4/1121) ] .

العناصر

1- معنى التكبير وبيان مدلوله .

 

 

2- حكم التكبير .

 

 

3- فضل التكبير ومكانته في الدين .

 

 

4- أنواع التكبير بين المطلق والمقيد والجماعي .

 

 

5- من فوائد وثمار التكبير لا سيما عند الجهاد .

 

 

6- التكبير من صفات أهل الجنة .

 

 

7- لعظم شأن التكبير وضعه الله في أشرف المواضع .

 

 

8- الأوقات والأماكن التي يفضل فيها التكبير .

 

الايات

1- قال الله -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة:185].

 

2- قوله -تعالى-: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً) [الإسراء:111].

 

3- قوله -تعالى-: (وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) [الحج:36-37].

 

4- قوله -تعالى-: (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) [المدثر:1-5].

الاحاديث

1- عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّه خلق كلّ إنسان من بني آدم على ستّين وثلاثمائة مفصل فمن كبّر اللّه وحمد اللّه وهلّل اللّه، وسبّح اللّه، واستغفر اللّه، وعزل حجرا عن طريق النّاس أو شوكة أو عظما عن طريق النّاس، وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك السّتّين والثّلاثمائة السّلامى؛ فإنّه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النّار» [مسلم (1007) ] .

 

 

2- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ للّه ملائكة يطوفون في الطّرق يلتمسون أهل الذّكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون اللّه تنادوا هلمّوا إلى حاجتكم، قال: فيحفّونهم بأجنحتهم إلى السّماء الدّنيا، قال فيسألهم ربّهم- عزّ وجلّ- وهو أعلم منهم: ما يقول عبادي؟ قال تقول: يسبّحونك ويكبّرونك ويحمدونك ويمجّدونك. قال فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا واللّه ما رأوك. قال فيقول: كيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشدّ لك عبادة، وأشدّ لك تمجيدا، وأكثر لك تسبيحا. قال يقول: فما يسألوني؟ قال: يسألونك الجنّة. قال يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا واللّه يا ربّ ما رأوها. قال: فيقول: فكيف لو أنّهم رأوها؟ قال يقولون: لو أنّهم رأوها كانوا أشدّ عليها حرصا، وأشدّ لها طلبا، وأعظم فيها رغبة. قال: فممّ يتعوّذون؟ قال: يقولون: من النّار. قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: فيقولون: لا واللّه يا ربّ ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشدّ منها فرارا وأشدّ لها مخافة، قال: فيقول: فأشهدكم أنّي قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنّما جاء لحاجة.قال: هم الجلساء لا يشقى جليسهم.[ البخاري- الفتح 11 (6408) واللفظ له، مسلم (2689) ] .

 

 

3- عن عاصم بن حميد قال: سألت عائشة- رضي اللّه عنها-: بأيّ شيء كان يفتتح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قيام اللّيل. فقالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، كان إذا قام كبّر عشرا، وحمد اللّه عشرا، وسبّح عشرا، وهلّل عشرا، واستغفر عشرا، وقال: «اللّهمّ اغفر لي واهدني وارزقني وعافني» ويتعوّذ من ضيق المقام يوم القيامة. [أبو داود (766) والنسائي (3/ 209)، وابن ماجة (1356)، وصححه الألباني، صحيح ابن ماجة (1115) ] .

 

 

4- عن سعد بن أبي وقّاص- رضي اللّه عنه- قال: جاء أعرابيّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال:علّمني كلاما أقوله. قال: «قل لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له. اللّه أكبر كبيرا والحمد للّه كثيرا. سبحان اللّه ربّ العالمين. لا حول ولا قوّة إلّا باللّه العزيز الحكيم». قال: فهؤلاء لربّي فما لي؟ قال قل: «اللّهمّ اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني» [مسلم (2696) ] .

 

 

5- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال:جاء الفقراء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: ذهب أهل الدّثور من الأموال بالدّرجات العلى والنّعيم المقيم، يصلّون كما نصلّي ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموالهم يحجّون بها ويعتمرون، ويجاهدون ويتصدّقون.قال: «ألا أحدّثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه، إلّا من عمل مثله: تسبّحون اللّه وتحمدون وتكبّرون خلف كلّ صلاة ثلاثا وثلاثين»، فاختلفنا بيننا، فقال بعضنا: نسبّح ثلاثا وثلاثين، ونحمد ثلاثا وثلاثين، ونكبّر أربعا وثلاثين، فرجعت إليه، فقال: «تقول: سبحان اللّه والحمد للّه واللّه أكبر حتّى يكون منهنّ كلّهنّ ثلاث وثلاثون» [البخاري- الفتح 2 (843) واللفظ له، مسلم (595) ] .

 

 

6- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لأن أقول: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلّا اللّه واللّه أكبر أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشّمس» [مسلم (2695) ] .

 

 

7- عن عبد اللّه بن عمر- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، إذا قفل من غزو أو حجّ أو عمرة يكبّر على كلّ شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثمّ يقول: «لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير، آيبون تائبون عابدون لربّنا حامدون، صدق اللّه وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده» [البخاري- الفتح 11 (6385)، واللفظ له. ومسلم (1344) ] .

 

 

8- عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر، كبّر ثلاثا، ثم قال: «سبحان الّذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين ، وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون، اللّهمّ إنّا نسألك في سفرنا هذا البرّ والتّقوى، ومن العمل ما ترضى، اللّهمّ هوّن علينا سفرنا هذا واطو عنّا بعده، اللّهمّ أنت الصّاحب في السّفر والخليفة في الأهل، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من وعثاء  السّفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب  في المال والأهل»، وإذا رجع قالهنّ: وزاد فيهنّ: «آيبون، تائبون، عابدون، لربّنا حامدون» [مسلم (1342) ] .

 

 

9- سئل ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- عن استسقاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خرج متبذّلا متواضعا متضرّعا حتّى أتى المصلّى، فلم يخطب خطبتكم هذه، ولكن لم يزل في الدّعاء والتّضرّع والتّكبير، وصلّى ركعتين كما كان يصلّي في العيد.[الترمذي (555)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجة (1266) وحسنه الألباني ] .

 

 

10- عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال: يا محمّد أقرأ أمّتك منّي السّلام، وأخبرهم أنّ الجنّة طيّبة التّربة عذبة الماء، وأنّها قيعان، وأنّ غراسها سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلّا اللّه واللّه أكبر» [الترمذي (3462) وقال: هذا حديث حسن غريب، وقال محقق جامع الأصول (4/ 379): حديث حسن ] .

 

الاثار

1- عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان يعلّم أهله هذه الآية (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً) [الإسراء: 111] الصّغير من أهله والكبير. [تفسير الطبري (8/ 126) ] .

 

 

2- عن داود بن قيس قال: سمعت زيد ابن أسلم يقول: قوله تعالى: (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ) [البقرة: 185] قال: إذا رؤي الهلال فالتّكبير من حين يرى الهلال حتّى ينصرف الإمام في الطّريق وفي المسجد، إلّا أنّه إذا حضر الإمام فلا يكبّر إلّا بتكبير.

 

 

3- أخبر ابن المبارك قال: سمعت سفيان (الثّوريّ) يقول: قوله تعالى: وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ قال: «بلغنا أنّه التّكبير يوم الفطر.

 

 

4- كان ابن عبّاس يقول: حقّ على المسلمين إذا نظروا إلى هلال شوّال أن يكبّروا اللّه حتّى يفرغوا من عيدهم؛ لأنّ اللّه تعالى ذكره يقول: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ).

 

 

5- قال ابن زيد: ينبغي لهم إذا غدوا إلى المصلّى كبّروا فإذا جلسوا كبّروا فإذا جاء الإمام صمتوا فإذا كبّر الإمام كبّروا ولا يكبّرون إذا جاء الإمام إلّا بتكبيره حتّى إذا فرغ وانقضت الصّلاة فقد انقضى العيد.

 

 

6- قال عبد الرّحمن بن زيد: والجماعة عندنا على أن يغدوا بالتّكبير إلى المصلّى.[ 2- 6 انظر هذه الآثار في تفسير الطبري (2/ 92) ] .

 

 

7- كان القرظيّ يقول في هذه الآية (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً ) قال: إنّ اليهود والنّصارى قالوا اتّخذ اللّه ولدا، وقالت العرب لبّيك لا شريك لك إلّا شريكا هو لك، وقال الصّابئون والمجوس لولا أولياء اللّه لذلّ اللّه فأنزل اللّه (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً) أي كبّره أنت يا محمّد على ما يقولون تكبيرا). [تفسير الطبري (8/ 126) ] .

 

 

8- عن أبي قلابة- رضي اللّه عنه- أنّه رأى مالك بن الحويرث، إذا صلّى كبّر، ثمّ رفع يديه، وإذا أراد أن يركع رفع يديه، وإذا رفع رأسه من الرّكوع رفع يديه وحدّث أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يفعل ذلك. [مسلم 1 (391) ] .

 

 

9- عن عبد الرّحمن بن يزيد- رضي اللّه عنه- قال: رمى عبد اللّه بن مسعود جمرة العقبة، من بطن الوادي، بسبع حصيات يكبّر مع كلّ حصاة. [مسلم 2 (1296) ] .

 

 

10- عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن- رضي اللّه عنه- أنّ أبا هريرة- رضي اللّه عنه- كان يصلّي لهم فيكبّر كلّما خفض أو رفع، فلمّا انصرف قال: واللّه إنّي لأشبهكم برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. [مسلم 1 (392) ] .

 

القصص

1- عن عبد الرحمن بن سنة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «والذي نفسي بيده» ليأرزن الإيمان إلى ما بين المسجدين كما تأرز الحية إلى حجرها، وليجاوز الإيمان المدينة كما يجوز السيل الدمن، فبينما هم على ذلك استغاثت العرب بأعرابها في مجلبة لهم، كصالح من مضى، وخير من بقي، فاقتتلوا هم والروم، فتتقلب بهم الحروب حتى يردوا عمق أنطاكية فيقتتلون بها ثلاث ليال، فيرفع الله النصر عن كل الفريقين حتى تخوض الخيل في الدم إلى ثنتها، وتقول الملائكة: أي رب، ألا تنصر عبادك؟ فيقول: حتى يكثر شهداؤهم، فيستشهد ثلث، ويصبر ثلث، ويرجع ثلث شاكا فيخسف بهم، قال: فتقول الروم: لن ندعكم إلا أن تخرجوا إلينا كل من كان أصله منا، فيقول العرب للعجم: الحقوا بالروم، فتقول العجم: أنكفر بعد الإيمان؟ فيغضبون عند ذلك، فيحملون على الروم فيقتتلون، فيغضب الله عند ذلك، فيضرب بسيفه، ويطعن برمحه " قيل: يا عبد الله بن عمرو، ما سيف الله ورمحه؟ قال: سيف المؤمن ورمحه «، حتى يهلكوا الروم جميعا، فما يفلت إلا مخبر، ثم ينطلقون إلى أرض الروم فيفتتحون حصونها ومدائنها بالتكبير، حتى يأتوا مدينة هرقل فيجدون خليجها بطحاء، ثم يفتتحونها بالتكبير، يكبرون تكبيرة فيسقط أحد جدرها، ثم يكبرون أخرى فيسقط جدار آخر، ويبقى جدارها البحري لا يسقط، ثم يستجيرون إلى رومية فيفتتحونها بالتكبير، ويتكايلون يومئذ غنائمهم كيلا بالغرائر» [الفتن لنعيم بن حماد (2/ 491) (1379) صحيح لغيره] .

متفرقات

1- قال الإمام الطّبريّ: قوله تعالى ذكره: (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ) معناه ولتعظّموا اللّه بالذّكر له بما أنعم عليكم به من الهداية. والذّكر الّذي حضّهم اللّه على تعظيمه به هو التّكبير يوم الفطر.[ تفسير الطبري (2/ 92) ] .

 

 

2- قال الإمام النّيسابوريّ: (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) أي ولتعظّموه على ما هداكم إلى عالم الوصال بتجلّي صفات الجمال ولعلّكم تشكرون نعمة الوصال بتنزيه ذي الجلال عن إدراك عقول أهل الكمال وإحاطة الوهم والخيال. [غرائب القرآن (2/ 219) بهامش الطبري ] .

 

 

3- قال النّوويّ- رحمه اللّه تعالى- في باب ما يقرأ في صلاة الجنازة: يكبّر أربع تكبيرات، يتعوّذ  بعد الأولى، ثمّ يقرأ بالفاتحة أمّ الكتاب، ثمّ يكبّر الثّانية، ثمّ يصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ يكبّر الثّالثة ويدعو للميّت، ثمّ يكبّر الرّابعة، ويدعو ...)، [رياض الصالحين (309) ] .

 

الإحالات

1- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (4/1123) .

2- أسماء الله الحسنى في الكتاب والسنة د/محمود عبد الرازق الرضواني السابع من شعبان سنة 1426هـ الحادي عشر من سبتمبر سنة 2005م الطبعة الأولى (1/494) .

3- فتح المجيد شرح كتاب التوحيد دراسة وتحقيق:محمد حامد الفقي الناشر:مطبعة السنة المحمدية، القاهرة، مصر السابعة، 1377هـ/1957م (1/255) .

4- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد المؤلف: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد .

5- فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري المؤلف: سعيد بن علي بن وهب القحطاني أصل الكتاب: رسالة دكتوراه، من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الناشر: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد الطبعة: الأولى، 1421هـ (1/638) .

6- فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب المؤلف: محمد نصر الدين محمد عويضة (7/58) .

7- حِصن المسلمِ مِن أذكار الكتاب والسُّنة المؤلف: د. سعيد بن على بن وهف القحطاني الناشر: مطبعة سفير، الرياض توزيع: مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان، الرياض .

8- مسائل مهمات تتعلق بفقه الصوم والتراويح والقراءة على الأموات المؤلف: حسام الدين بن موسى محمد بن عفانة (1/47) .

9- شرح كتاب الجامع لأحكام الصيام وأعمال رمضان المؤلف: الشيخ الطبيب أحمد حطيبة هيئة التكبيرات والذكر بينها

http://www.islamweb.net (36/4) . 10- الموسوعة الفقهية إعداد: مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف الناشر: موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net (1/184) .