تشامل
2022-10-10 - 1444/03/14التعريف
التشامل لغة:
مصدر قولهم: تشامل أي أخذ جهة الشّمال وهو ضدّ التّيامن، وهو مأخوذ من مادّة (ش م ل) الّتي تدلّ على الجانب الّذي يخالف اليمين» [انظر مقاييس اللغة (3/ 214) ] .
، ومن ذلك: اليد الشّمال ومنه: الرّيح الشّمال، لأنّها تأتي عن شمال القبلة إذا استند المستند إليها من ناحية العراق، ويقال للثّوب يغطّى به: الشّمال تسمية له باسم العضو الّذي يستره، والاشتمال بالثّوب: أن يلتفّ به الإنسان فيطرحه على الشّمال، وفي الحديث نهي عن اشتمال الصّمّاء، أي أن يجلّل جسده كلّه بالكساء أو الإزار وأشمل الرّجل من الشّمال (أي دخل في جهة الشّمال) كقولهم: أجنب من الجنوب، ويقال: أشمل القوم: إذا دخلوا في ريح الشمال فإذا أردت أنّها أصابتهم قلت: شملوا. والشّمال: الرّيح الّتي تهبّ من ناحية القطب وفيها لغات. عديدة وجمعها شمالات، وشمائل. وغدير مشمول: تضربه ريح الشّمال حتّى يبرد، ومنه قيل للخمر: مشمولة إذا كانت باردة الطّعم، والنّار مشمولة: إذا هبّت عليها ريح الشّمال ويقال: شملت الرّيح تشمل شمولا أي تحوّلت شمالا، ريح الشّمال، واليد الشّمال (بالكسر) خلاف اليمين والجمع أشمل لأنّها مؤنّثة وشمائل أيضا على غير قياس.
وقال ابن منظور: جمع الشّمال: أشمل وشمائل، وشمل. وفي التّنزيل العزيز: (عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ) [النحل: 48]. وفيه أيضا: (وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ) [الأعراف: 17] والعرب تقول: فلان عندي باليمين أي بمنزلة حسنة، وإذا خسّت منزلته قالوا: أنت عندي بالشّمال. والشّمال: الشّؤم حكاه ابن الأعرابيّ والشّمال: الطّبع والجمع شمائل، وهو أيضا: الخلق [مقاييس اللغة (3/ 214)، المفردات للراغب (267)، والصحاح (5/ 1740)، وبصائر ذوي التمييز (3/ 246)، ولسان العرب (4/ 2339) ] . ويرادف التّشامل: التّياسر.
التشامل اصطلاحا:
وإذا كان التّشامل نقيض التّيمّن ويرادف التّياسر، وكان التّيمّن: هو الابتداء في الأفعال باليد اليمنى والرّجل اليمنى والجانب الأيمن فإنّنا نستطيع على ضوء ذلك أن نعرّف التّشامل بأنّه: الابتداء في الأفعال باليد اليسرى أو الرّجل اليسرى والجانب الأيسر.
العناصر
1- معنى التشامل .
2- التشامل مخالفة لسنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم .
3- أهل الشّمال في الآخرة هم أهل النّار .
4- أهل الشمال يحرمون التّوفيق في أمورهم .
5- البدء بالشّمال يكون في الأمور الدّنيّة والأحوال غير الكريمة .
6-التشامل فيه تشبّه بالشّيطان الرّجيم والكفّار أصحاب الجحيم .
7-نزع البركة ممّن يأكل بشماله ويشرب بشماله .
8- المؤمنون يأخذون كتبهم بأيمانهم ويأخذ أهل الشمال كتبهم بشمائلهم .
9- هل نثبت لله الشمال في يديه .
الايات
1- قال الله تعالى: (وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ * إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ * وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ * وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ * قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ) [الواقعة:41-56].
2- قوله تعالى: (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ * وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ * قُطُوفُها دانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ * يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ * ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ *هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ) [الحاقة:13-32].
الاحاديث
1- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين، وإذا انتزع فليبدأ بالشّمال، لتكن اليمنى أوّلهما تنعل وآخرهما تنزع» [رواه البخاري- الفتح 10 (5856). واللفظ له. ومسلم (2097) ] .
2- عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإنّ الشّيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله»).وفي رواية: «لا يأكلنّ أحد منكم بشماله، ولا يشربنّ بها؛ فإنّ الشّيطان يأكل بشماله ويشرب بها» [رواه مسلم (2020) ] .
3- عن سهل بن سعد السّاعديّ- رضي اللّه عنه- أنّه قال: «إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ. فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟» فقال الغلام: لا، واللّه لا أوثر بنصيبي منك أحدا. فتلّه. رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في يده.[رواه البخاري- الفتح 5 (2451). ومسلم (2030) واللفظ له ] .
4- عن سلمة بن الأكوع- رضي اللّه عنه- أنّه قال: إنّ رجلا أكل عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بشماله، فقال: «كل بيمينك» قال: لا أستطيع. قال:«لا استطعت» ما منعه إلّا الكبر قال: فما رفعها إلى فيه» [رواه مسلم (2021) ] .
5- عن أبي سعيد- رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أبصر نخامة في قبلة المسجد فحكّها بحصاة، ثمّ نهى أن يبزق الرّجل بين يديه أو عن يمينه ولكن عن يساره أو تحت قدمه اليسرى.[رواه البخاري- الفتح 1 (414) واللفظ له. ومسلم (548) ] .
6- عن أبي قتادة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «الرّؤيا من اللّه، والحلم من الشّيطان، فإذا حلم أحدكم حلما يكرهه فلينفث عن يساره ثلاثا، وليتعوّذ باللّه من شرّها؛ فإنّها لن تضرّه» [رواه البخاري- الفتح 12 (6986). مسلم (2261) واللفظ له ] .
7- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: خطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: «يا أيّها النّاس، إنّكم محشورون إلى اللّه حفاة عراة غرلا. ثمّ قال: )كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ( [الأنبياء: 104]إلى آخر الآية. ثمّ قال: «ألا وإنّ أوّل الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم. ألا وإنّه يجاء برجال من أمّتي فيؤخذ بهم ذات الشّمال، فأقول: يا ربّ، أصحابي، فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصّالح: (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلمّا توفّيتني كنت أنت الرّقيب عليهم). فيقال إنّ هؤلاء لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم منذ فارقتهم» [رواه البخاري- الفتح 8 (4625) واللفظ له. ومسلم (2860) ] .
8- عن أنس- رضي اللّه عنه- أنّه قال:قدم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم المدينة وأنا ابن عشر. ومات وأنا ابن عشرين، وكنّ أمّهاتي يحثثنني على خدمته فدخل علينا دارنا فحلبنا له من شاة داجن وشيب. له من بئر في الدّار. فشرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال له عمر- وأبو بكر عن شماله-: يا رسول اللّه أعط أبا بكر، فأعطاه أعرابيّا عن يمينه وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الأيمن فالأيمن» [رواه البخاري- الفتح 5 (2571) مسلم (2029) واللفظ له ] .
9- عن عائشة- رضي اللّه عنها- أنّها قالت: «كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا اغتسل بدأ بيمينه فصبّ عليها من الماء فغسلها، ثمّ صبّ الماء على الأذى الّذي به بيمينه، وغسل عنه بشماله. حتّى إذا فرغ من ذلك صبّ على رأسه» [رواه البخاري- الفتح 1 (258) مسلم (321) واللفظ له] .
10- عن أبي قتادة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يمسكنّ أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول، ولا يتمسّح من الخلاء بيمينه. ولا يتنفّس في الإناء» [رواه البخاري- الفتح 1 (153). مسلم (267) واللفظ له ] .
الاثار
1- قال أنس بن مالك- رضي اللّه عنه-: من السّنّة إذا دخلت المسجد أن تبدأ برجلك اليمنى، وإذا خرجت أن تبدأ برجلك اليسرى.[ فتح الباري (1/ 623) وعزاه للحاكم ] .
الاشعار
1- قال بعض الشّعراء:
ولربّما اعتضد الحليم بجاهل *** لا خير في اليمنى بغير يسار
[الآداب الشرعية (2/ 218) ] .
الدراسات
1- يقول قسطاس إبراهيم النعيمي: ثبت علمياً أن كل حركة في جسم الإنسان تدور حسب نظام دقيق، بحيث تبدأ الحركات من الجهة اليمنى إلى الجهة اليسرى، ثم تتلاشى وتنتهي، من ذلك حركة الدم التي تبدأ أول نقطة فيها داخل جهاز الدورة الدموية من القلب، عندما تتقلص العضلات القلبية، لتضخ الكتلة الدموية، فيبدأ سير الدم النقي من تجاويف البطين إلى الشريان الأبهر الذي يتجه بشكل مقوس من الجهة اليمنى إلى الجهة اليسرى، بحيث يجعل جريان الدم سائراً بهذا الاتجاه، مبتدئاً من اليمين ومنتهياً في اليسار، بعد أن تتشعب الأوعية الدموية من الدقيق إلى الأدق، حتى تتلاشى حركة الدم، وتصبح غير منظورة لا تبصرها العين إلا بمساعدة العدسات المجهرية المكبرة. كما أن حركة الأمعاء تبدأ من باب المعدة الاثني عشر بحيث يكون اتجاه الحركة للمواد الغذائية من الجهة اليمنى، ثم تنعطف الحركة باتجاه اليسار وإلى أنحاء منطقة الامتصاص الشعرية في الأمعاء الدقيقة.
وحركة التنبيهات العصبية العجيبة الصنع في المراكز العصبية، والأسلاك الحسية والحركية المتصلة بها، تبدأ دورتها من الجهة اليمنى، وتنتهي في الطرف الأيسر عند أداء وظائفها الطبيعية الفسيولوجية [نظام التيامن فى الجسم البشرى نقلا عن موقع: http://www.ansar1.com].
وكما نعلم فإن المخ ينقسم إلى قسمين أيمن وأيسر والجزء الأيمن منه مسؤول عن الحركات الصادرة من الجزء الأيسر في الجسم، كذلك الجزء الأيسر من المخ هو المسؤول عن الحركات الصادرة من الجزء الأيمن من الجسم. وقد اكتشف الأطباء مؤخراً أن الجزء المسؤول عن العنف والشر في الإنسان يقع في الجزء الأيمن من المخ وأن استخدام الجزء الأيسر من الجسم يقوي دافع العنف والشر الموجود مركزه في الجزء الأيمن من المخ [الحكمة النبوية من الحث على التيامن: http://us.moheet.com].
ولعل علم النفس يفيدنا بأكثر من هذا في مجاله، فإن هناك علاقة بين من تعود على يمينه واعتمد عليها في أعماله ومدى تأثير ذلك على شخصيته وسلوكه وبين من تعود على شماله، وسأؤخر ما يتعلق بهذا الموضوع لبحث آخر. http://www.jameataleman.org/main/articles.aspx?article_no=1792 2- جاء في الطبيعة ما يشير إلى التمايز ما بين اليمين والشمال ومن هذا ما يلي: إن العلم التجريبي اليوم لا يبتعد عما قرره الشرع وندب إليه، فقد أثبت علم الفيزياء الحديث أن جهة اليمين واليسار ليسا سواسية فالجسيمات الذرية التي تتكون منها كل ذرة في الكون تفرق بين اليمين واليسار، هذا ما اكتشفه العالمان الصينيان (Yang) و (Lee) من جامعة كولومبيا في نيويورك، ونالا جائزة نوبل في الفيزياء عام 1957م. لقد كان من المسلّم به خلال عصور طويلة أن المكان الفيزيائي يتمتع بما يسمى التناظر المكاني أو مبدأ انحفاظ التماثل حيث يعني ذلك أن الاتجاه إلى اليمين أو الاتجاه إلى اليسار سيان وأن الاختيار بين اليمين واليسار عندما تكون الظروف متطابقة هي مجرد مسألة إنسانية بحتة دون أن تكون موجودة في الطبيعة. حيث تبين بما لا يدع مجالا للشك أن التمييز بين الجهة اليمنى واليسرى هو واحد من الخصائص الطبيعية التي تحكم عالم الجسيمات الذرية، والتي بالتالي تتشكل منها كل ذرة في كون الله الفسيح وكل جزيء حتى في أجسام أولئك الذين كانوا يجحدون أو يتهكمون. لقد أحدث الاكتشاف صدمة كبيرة في أوساط الفيزياء بعدما تم التأكد من أن الجسيمات الذرية تفضل اتجاهات معينة دون غيرها وتميز بين اليمين واليسار [التيامن والتياسر بين استحبابات الدين وسلوك الجسيمات الذرية سعيد حمود اليامي نقلا عن موقع: http://www.nooran.org].
إن النظرية العلمية التي قادت إلى هذا الاكتشاف الكبير اقترحت في البداية لتفسير بعض الظواهر الغريبة الناتجة عن تحلل الجسيمات الذرية تحت تأثير ما يسمى ب (القوة النووية الضعيفة) حيث كان يصعب تفسير بعض الانبعاثات الذرية تحت تأثير هذه القوة من تجربة لأخرى مما حير العلماء كثيرا وبرزت هذه النظرية كإحدى الحلول لهذا الإشكال ولكنه كان حلا غريبا لم يقتنع به أحد من الفيزيائيين حتى الكبار منهم وعلى رأسهم (Pauli) صاحب مبدأ الاستبعاد للإلكترونات.
إلا أن العالمان قاما بتطوير النظرية رياضيا ثم جرى التحقق من صحتها عمليا في مختبرات جامعة كولومبيا على يد العالمة الصينية (Wu) حيث تم استخدام مادة (الكوبات - 60) التي تطلق جسيمات (بيتا) وتم تبريد المادة إلى درجة حرارة منخفضة جدا هي (0،01) من الكالفن حتى يمكن رصد اتجاه مرور جسيمات بيتا أثناء انطلاقها. وبعدما جرى التحقق من اتجاه مرور هذه الجسيمات ثبت أنها فعلا تفضل الاتجاه إلى إحدى الجهتين دون الأخرى برغم تطابق الظروف وكأنما هذه الجسيمات تقرر الجهة التي تحب أن تسلكها ذاتيا وباختيار محض ليس له ما يفسره سوى أن الجسيمات فضلت جهة دون أخرى. وقد ثبت بعد ذلك في تجارب أخرى أن الجسيمات المضادة تفضل جهة معاكسة لما تفضله الجسيمات الاعتيادية، فمثلا في حال (الإلكترون) فإنه يعتبر يميني في سلوكه بينما (البوزيترون) وهو الجسيم المضاد للإلكترون في الشحنة والمطابق له في كل الخصائص الأخرى، هذا الجسيم يعتبر يساري في سلوكه، وأجريت التجربة كذلك عن ظاهرة تفكك (الميون) وهو جسيم ذري يتفكك إلى (الكترون) و(نيوترينو) مما جعل النظرية تصبح محققة تماما ويحصل صانعاها على جائزة نوبل في الفيزياء ويصاب الجميع بالذهول فقد ثبت أن الطبيعة تميز بين اليمين واليسار وليسا متطابقين أو أن المسألة عشوائية كما كان يظن من قبل [التيامن والتياسر بين استحبابات الدين وسلوك الجسيمات الذرية سعيد حمود اليامي نقلا عن موقع: http://www.nooran.org].
متفرقات
1- قال ابن عبد البرّ- رحمه اللّه تعالى-: من بدأ بالانتعال في اليسرى أساء لمخالفة السّنّة، ولكن لا يحرم عليه لبس نعله.[الفتح (10/ 312) ] .
2- قال الحليميّ- رحمه اللّه تعالى-: وجه الابتداء بالشّمال عند الخلع أنّ اللّبس كرامة لأنّه وقاية للبدن، فلمّا كانت اليمنى أكرم من اليسرى بدىء بها في الملبس وأخّرت في الخلع لتكون الكرامة لها أدوم وحظّها منها أكثر. [الفتح (10/ 312) ] .
3- قال النّوويّ- رحمه اللّه تعالى-: يستحبّ البداءة باليمين في كلّ ما كان من باب التّكريم أو الزّينة، والبداءة باليسار في ضدّ ذلك كالدّخول إلى الخلاء ونزع الخفّ والخروج من المسجد والاستنجاء وغيره من جميع المستقذرات.[ الفتح (10/ 324) ] .
الإحالات
1- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (9/4174) .
2- معجم مقاييس اللغة المؤلف : أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا المحقق : عبد السلام محمد هارون الناشر : دار الفكر الطبعة : 1399هـ - 1979م. (3/ 214) .
3- فتح الباري المؤلف : أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ) المحقق : عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحب الدين الخطيب رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه وذكر أطرافها : محمد فؤاد عبد الباقي الناشر : دار الفكر مصور عن الطبعة السلفية (10 رقم 5856) .
4- الآداب الشرعية والمنح المرعية الإمام أبي عبد الله محمد بن مفلح المقدسي سنة الولادة / سنة الوفاة 763هـ تحقيق شعيب الأرنؤوط / عمر القيام الناشر مؤسسة الرسالة سنة النشر 1417هـ - 1996م مكان النشر بيروت (2/ 218) .
5- كشف مؤامرة تحريم النقاب المؤلف : الشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم حفظه الله مصدر الكتاب : محاضرة مفرغة رابطها : http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=6771