تدخين

2022-10-06 - 1444/03/10

التعريف

التدخين هو عملية يتم فيها حرق مادة والتي غالبًا ما تكون التبغ وبعدها يتم تذوق الدخان أو استنشاقه.

وتتم هذه العملية في المقام الأول باعتبارها ممارسة للترويح عن النفس عن طريق استخدام المخدرات، حيث يَصدر عن احتراق المادة الفعالة في المخدر، مثل النيكوتين مما يجعلها متاحة للامتصاص من خلال الرئة هناك آلاف من المواد الكيميائية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي.

العناصر

1- إباحة الإسلام للطيبات وتحريمه للخبائث

 

2- خطر التدخين والشيشة وتوابعها

 

3- مكونات الدخان

 

4- أضرار التدخين ومفاسده

 

5- إحصائيات حول التدخين

 

6- الوسائل المعينة على ترك التدخين

 

الايات

1- قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا)[البقرة:168].

 

2- قال تعالى: (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)[البقرة: 195].

 

3- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ)[البقرة:267].

 

4- قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)[النساء:29-30].

 

5- قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[المائدة:2].

 

6- قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ)[المائدة:4].

 

7- قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ)[الأعراف:156-157].

 

8- قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)[الرعد:11].

 

9- قال تعالى: (وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا)[الإسراء:26-27].

 

10- قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)[الإسراء:70].

 

11- قال تعالى: (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ)[العنكبوت:38].

 

12- قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)[الأحزاب: 58].

 

الاحاديث

1- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ تَحَسَّى سُمَّاً فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا"(أخرجه البخاري:٥٧٧٨، ومسلم:١٠٩).

 

2- عن مُعاويةُ -رضي الله عنه- قال: سَمِعت رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، يقولُ: إنَّ اللهَ حَرَّمَ ثلاثًا، ونَهى عن ثلاثٍ، فأمّا الثَّلاثُ اللاتي نَهى اللهُ عنهنَّ: فقِيلَ وقال، وإلحافُ السَّؤالِ، وإضاعةُ المالِ"(أخرجه البخاري:١٤٧٧، ومسلم:٥٩٣).

 

3- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لولا أن أشقَّ على أمَّتي لأمرتُهُم بالسِّواكِ معَ كلِّ صلاةٍ"(أخرجه البخاري:٨٨٧، ومسلم:٢٥٢).

 

4- عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: "إنِّي أُريدُ أن أَبعثَك على جَيشٍ فيُغنِمَك اللهُ، وأَرغَبَ لك رغبةً منَ المالِ صالحةً"، قُلتُ: إنِّي لم أُسلِمْ رغبةً في المالِ، إنَّما أَسلَمْتُ رغبةً في الإسلامِ، فَأكونَ معَ رَسولِ اللهِ، فَقال: "يا عمرُو،‍ نِعْمَ المالُ الصّالحُ للمَرءِ الصّالحِ"(أخرجه البخاري في الأدب المفرد:٢٩٩، وصححه الألباني).

 

5- عن أبي برزة الأسلمي نضلة بن عبيد -رضي الله عنه- قال: قال رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتّى يسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ"(أخرجه الترمذي:٢٤١٧، وصححه الألباني).

 

6- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: قال رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَن أكَلَ ثُومًا أوْ بَصَلًا، فَلْيَعْتَزِلْنَا -أوْ قالَ: فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا- ولْيَقْعُدْ في بَيْتِهِ" وأنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أُتِيَ بقِدْرٍ فيه خَضِرَاتٌ مِن بُقُولٍ، فَوَجَدَ لَهَا رِيحًا، فَسَأَلَ فَأُخْبِرَ بما فِيهَا مِنَ البُقُولِ، فَقالَ: "قَرِّبُوهَا". إلى بَعْضِ أصْحَابِهِ كانَ معهُ، فَلَمَّا رَآهُ كَرِهَ أكْلَهَا، قالَ: "كُلْ فإنِّي أُنَاجِي مَن لا تُنَاجِي"(رَوَاهُ البُخَارِيُّ:855، وَمُسلِمٌ:564).

 

7- عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: قال لهم رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "هَلُمُّوا إِليَّ". فأَقبَلُوا إليه فجَلَسُوا، فقال: "هذا رسولُ ربِّ العالمِينَ؛ جِبريلُ نَفَثَ في رُوعِي: إنَّه لا تَموتُ نفسٌ حتى تسْتكمِلَ رِزْقَها وإنْ أبطأَ عليها، فاتَّقُوا اللهَ؛ وأجْمِلُوا في الطَّلَبِ، ولا يحْمِلَنَّكم اسْتِبْطاءُ الرِّزقِ أن تَأخذُوهُ بِمعصيةِ اللهِ، فإنَّ اللهَ لا يُنالُ ما عِندَه إلا بِطاعتِه"(رَوَاهُ البَزَّارُ وَقَالَ الأَلبَانيُّ: حَسَنٌ صَحِيحٌ).

 

8- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: قال رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ"(أخرجه البخاري٨٥٤، ومسلم:٥٦٤).

 

9- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: قال رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ علَى ما ماتَ عليه"(رواه مسلم:٢٨٧٨).

 

10- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُّ أُمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرِينَ"(أخرجه البخاري:٦٠٦٩، ومسلم:٢٩٩٠).

 

11- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ"(رواه البخاري:٦٤١٢).

 

12- عن أبي كبشة الأنماري -رضي الله عنه- قال: قال رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّما الدُّنيا لأربعةِ نفرٍ عبدٍ رزقَهُ اللَّهُ مالًا وعلمًا فَهوَ يتَّقي ربَّهُ فيهِ ويصلُ فيهِ رحمَهُ ويعلمُ للَّهِ فيهِ حقًّا فَهذا بأفضلِ المنازلِ وعبدٍ رزقَهُ اللَّهُ علمًا ولم يرزقْهُ مالًا فَهوَ صادقُ النِّيَّةِ يقولُ لو أنَّ لي مالًا لعملتُ بعملِ فلانٍ فَهوَ بنيَّتِهِ فأجرُهما سواءٌ وعبدٍ رزقَهُ اللَّهُ مالًا ولم يرزقْهُ علمًا يخبطُ في مالِهِ بغيرِ علمٍ لا يتَّقي فيهِ ربَّهُ ولا يصِلُ فيهِ رحمَهُ ولا يعلمُ للَّهِ فيهِ حقًّا فهو بأخبَثِ المنازلِ وعبدٍ لم يرزقْهُ اللَّهُ مالًا ولا علمًا فَهوَ يقولُ لو أنَّ لي مالًا لعملتُ فيهِ بعملِ فلانٍ فَهوَ بنيَّتِهِ فوزرُهما سواءٌ"(أخرجه الترمذي:٢٣٢٥، وصححه الألباني).

 

13- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا ضررَ ولا ضِرارَ"(رواه ابن ماجه:١٩١٠، وقال الألباني: صحيح لغيره)

 

الاشعار

وَيَبْدُو للْفَتَى فِي نَوْعِ زَهْوٍ *** يَرُومُ بِشُرْبِهِ كِبْرًا وَفَخْرَا

فَيَسْرِي فِي الدِّمَا يَوْمًا فَيَوْمَا *** وَيَمْلِكُ قَلْبَهُ قَيْدًا وَأَسْرَا

فَهَلْ هُوَ عَاقِلٌ مَنْ بَاتَ فِعْلا *** يَشُقُّ لِنَفْسِهِ فِي الأَرْضِ قَبْرَا

فَأَقْبِحْ بِالصَّنِيعِ صَنِيعِ قَوْمٍ *** إِذَا لَمْ يُحْسِنُوا لِلنَّفْسِ زَجْرَا

فَإِنَّ النَّفْسَ مَطْلَبُهَا ذَمِيمٌ *** وَمَا انْفَكَّتْ تَرُومُ الْمَرْءَ شَرَّا

فَحَاذِرْ مِنْ تَسَلُّطِهَا وَإِلاَّ *** وَقَعْتَ مُكَبَّلاً فَقُهِرْتَ قَهْرًا

الدراسات

1- "من الواضح أن تدخين السجائر هو السبب الرئيسي للوفاة الذي يمكن الوقاية منه في مجتمعنا"(جيم إيفريت كوب)

 

                                                                                                                                                                                                       2- "في الوقت الذي نناشد فيه الحكومات الأجنبية لوقف تصدير الكوكايين ، فإن تصدير التبغ هو ذروة النفاق للولايات المتحدة"(جيم إيفريت كوب)

 

3- "بحلول عام 2025 ، سيموت 500 مليون شخص بسبب التدخين. الآن ، هذه حرب فيتنام كل يوم لمدة 27 عامًا. هذا هو غرق تيتانيك كل 27 دقيقة لمدة 27 عامًا"(جيم إيفريت كوب)

 

4- أكثر من خمسين ألف بحث عملي موثق من هيئات رسمية معتمدة من ثمانين دولة مختلفة، كلها تدين التدخين وتؤكد أنه مدمر للصحة وأنه المسؤول عن   من حالات سرطان الرئة وعن  من حالات سرطان الحنجرة ونسب مقاربة لحالات سرطان الفم والمريء والمثانة والمعدة والبنكرياس والكلية والدماغ إلى غير ذلك ليس هذا فحسب بل وتؤكد الدراسات أن أذى المدخن لا يقتصر على نفسه بل يتعداه إلى المقربين منه.

 

متفرقات

1- قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ -رَحِمَهُ اللهُ- عند قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ): "تَكْرِيمُ اللهِ لِلإِنْسَانِ يَتَجَلَّى فِي خَلْقِهِ لَهُ عَلَى أَحْسَنِ الْهَيْئَاتِ وَأَكْمَلِهَا، وَفِي أَنْ جَعَلَ لَهُ سَمْعًا وَبَصَرًا وَفُؤَادًا، يَفْقَهُ بِذَلِكَ كُلِّهِ وَيَنْتَفِعُ بِهِ، وَيُفَرِّقُ بَيْنَ الأَشْيَاءِ، وَيَعْرِفُ مَنَافِعَهَا وَخَوَاصَّهَا، وَمَضَارَّهَا فِي الأُمُورِ الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ".

 

2- قال الإمام الطبري -رحمه الله- عند قوله تعالى: (وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا)[الإسراء:26]: "يقول: ولا تفرّق يا محمد ما أعطاكَ الله من مالٍ في معصيتهِ تفريقاً"، وعن قتادة -رحمه الله- قال: "التبذير: النفقة في معصية الله، وفي غير الحقّ وفي الفساد"(تفسير الطبري).

 

3- قال الإمام ابن باز -رحمه الله-: "إذا كان الذي يأكل البصل والثوم لا يدخل المسجد، فكيف بالدخان الذي هو محرم وخبيث وضار بأهله وغيرهم ممن يشم رائحته؟!"(مجموع فتاوى ابن باز:6-127).

 

قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَازٍ -رَحِمَهُ اللهُ-: "قَدْ دَلَّتِ الْأَدِلَّةُ الشَّرْعِيَّةُ عَلَى أَنَّ شُرْبَ الدُّخَّانِ مِنَ الْأُمُورِ الْمُحَرَّمَةِ شَرْعًا، وَذَلِكَ لِمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنَ الْخُبْثِ وَالْأَضْرَارِ الْكَثِيرَةِ، وَاللهُ -سُبْحَانَهُ- لَمْ يُبِحْ لِعِبَادِهِ مِنَ الْمَطَاعِمِ وَالْمَشَارِبَ إلاَّ مَا كَانَ طَيِّبًا نَافِعًا، أَمَّا مَا كَانَ ضَارًّا لَهُمْ فِي دِينِهِمْ أَوْ دُنْيَاهُمْ أَوْ مُغَيِّراً لِعُقُولِهِمْ، فَإِنَّ اللهَ -سُبْحَانَهُ- قَدْ حَرَّمَهُ عَلَيْهِمْ، وَهُوَ -عَزَّ وَجَلَّ- أَرْحَمُ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ وَشَرْعِهِ وَقَدَرِهِ؛ فَلا يُحَرِّمُ شَيْئًا عَبَثًا، وَلَا يَخْلُقْ شَيْئًا بَاطِلاً، وَلا يَأْمُرُ بِشَيْءٍ لَيْسَ لِلْعِبَادِ فِيهِ فَائِدَةٌ؛ لأَنَّهُ -سُبْحَانَهُ- أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ وَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، وَهُوَ الْعَالِمُ بِمَا يُصْلِحُ الْعِبَادَ، وَيَنْفَعُهُمْ فِي الْعَاجِلِ وَالْآجِلِ؛ كَمَا قَالَ -سُبْحَانَهُ-: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا)[النساء: 11]، وَمِنَ الدَّلائِلِ الْقُرْآنِيَّةِ عَلَى تَحْرِيمِ شُرْبِ الدُّخَّانِ قَوْلُهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ)[المائدة: 4], وَقَالَ فِي وَصْفِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ)[الأعراف: 157]؛ فَأَوْضَحَ -سُبْحَانَهُ- فِي هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ الْكَرِيمَتَيْنِ، أَنَّهُ -سُبْحَانَهُ- لَمْ يُحِلَّ لِعِبَادِهِ إلاَّ الطَّيِّبَاتِ؛ وَهِيَ الأَطْعِمَةُ وَالْأَشْرِبَةُ النَّافِعَةُ، أَمَّا الْأَطْعِمَةُ وَالْأَشْرِبَةُ الضَّارَّةُ؛ كَالْمُسْكِرَاتِ وَالْمُخَدَّرَاتِ، وَسَائِرِ الأَطْعِمَةِ وَالأَشْرِبَةِ الضَّارَّةِ فِي الدِّينِ أَوْ الْبَدَنِ أَوْ الْعَقْلِ، فَهِيَ مِنَ الْخَبَائِثِ الْمُحَرَّمَةِ.

 

أَجْمَعَ الأَطِبَّاءُ وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْعَارِفِينَ بِالدُّخَّانِ وَأَضْرَارِهِ أَنَّ الدُّخَّانَ مِنَ الْمَشَارِبِ الضَّارَّةِ ضَرَرًا كَبِيرًا، وَذَكَرُوا أَنَّهُ سَبَبٌ لِكَثِيرٍ مِنَ الأَمْرَاضِ، فَمَا كَانَ بِهَذِهِ الْمَثَابَةِ فَلاَ شَكَّ فِي تَحْرِيمِهِ، وَوُجُوبِ الْحَذَرِ مِنْهُ، فَلَا يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَغْتَرَّ بِكَثْرَةِ مَنْ يَشْرَبُهُ، فَقَدْ قَالَ اللهُ -سُبْحَانَهُ- (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ)[الأنعام: 116]، وَقَالَ -عَزَّ وَجَلَّ-: (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا)[الفرقان: 44]"().

 

التحليلات

1- التجارة الخاسرة !؟ .. اقتصاديات التبغ والتدخين؛ د. محمد علي البار.

 

2- هل التبغ والتدخين من المحرمات ؟ د. محمد علي البار.

 

3- الطريق إلى الإقلاع عن التدخين؛ لأبي الحسن بن محمد الفقيه.

 

4- إعلام المسلمين بحكم اللحية والتدخين؛ ماجد إسلام البنكاني.