تبرج

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

التبرج لغة:

مصدر قولهم: تبرّجت المرأة تتبرّج، وهو مأخوذ من مادّة (ب ر ج) الّتي تدلّ على معنيين:

الأوّل: البروز والظّهور، والثّاني: الوزر والملجأ فمن الأوّل: البرج وهو سعة العين في شدّة سواد وشدّة بياض بياضها، ومن ذلك أخذ التّبرّج، وهو إظهار محاسنها، ومن الأصل الثّاني: البرج وهو واحد بروج السّماء، وأصل البروج: الحصون والقصور، وذكر الرّاغب: أنّ التّبرّج مأخوذ من الثّوب المبرّج أي الّذي صوّر عليه البروج، يقال: ثوب مبرّج: صوّرت عليه بروج فاعتبر حسنه، فقيل تبرّجت المرأة أي تشبّهت به في إظهار المحاسن، وقيل: اشتقاق ذلك من البرج وهو القصر، ومن ثمّ يكون معنى تبرّجت ظهرت من برجها أي قصرها، وقال المبرّد: إنّ التّبرّج مأخوذ من السّعة، يقال في أسنانه برج إذا كانت متفرّقة.

وقال ابن منظور: يقال تبرّجت المرأة: يعني أظهرت وجهها. وكذلك إذا أبدت محاسن جيدها ووجهها.

والتّبرّج إظهار الزّينة للنّاس الأجانب وهو المذموم، فأمّا للزّوج فلا، وقيل: هو إظهار المرأة زينتها ومحاسنها للرّجال. وقد مدح اللّه قوما من النّساء فقال سبحانه: (غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ) [النور: 60]: يعني لا يتكسّرن في مشيهنّ ولا يتبخترن. وأمّا ما نهى اللّه عنه المؤمنات من التّشبّه بالكافرات في التّبرّج في قوله تعالى (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) [الأحزاب: 33]. هذا كان في زمن ولد فيه إبراهيم النّبيّ- عليه السّلام- إذ كانت المرأة تلبس الدّرع من اللّؤلؤ غير مخيط الجانبين، وقيل: كانت تلبس الثّياب تبلغ المال لا تواري جسدها (ومعنى تبلغ المال أنّها ثياب غالية الثّمن) [المقاييس (1/ 238) والمفردات (38، 39)، لسان العرب (1/ 243). والصحاح (1/ 299)، وتفسير القرطبي (14/ 117) ] .

التبرج اصطلاحا:

قال الطّبريّ: التّبرّج هو التّبختر، وقيل: هو إشهار الزّينة، وإبراز المرأة محاسنها للرّجال  [تفسير الطبري (10/ 294) ] .

وقال القرطبيّ: التّبرّج: التّكشّف والظّهور للعيون، وقيل التّبرّج في قوله تعالى: (غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ) [النور: 60]، أنّهنّ كاسيات عاريات من لباس التّقوى، قال القرطبيّ: وهذا التّأويل أصحّ، وهو اللّائق بهنّ في هذه الأزمان وخاصّة الشّباب منهنّ، فإنّهنّ يتزيّنّ ويخرجن متبرّجات، فهنّ كاسيات بالثّياب عاريات من التّقوى حقيقة ظاهرا وباطنا، حيث تبدي زينتها، ولا تبالي بمن ينظر إليها، بل ذلك مقصودهنّ، وذلك مشاهد في الوجود منهنّ، ولو كان عندهنّ شيء من التّقوى لما فعلن ذلك، ولم يعلم ما هنالك»[تفسير القرطبي (12/ 60) ] .

وقال- رحمه اللّه تعالى-: في تفسير قوله- عزّ وجلّ- (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) [الأحزاب: 33] حقيقة التّبرّج: إظهار ما ستره أفضل [تفسير القرطبي (14/ 117) ] .

 

 

العناصر

 

1- معنى التبرج والفرق بينه وبين السفور .

 

 

2- مقارنة بين التبرج في الأمس والتبرج في الوقت الحالي .

 

 

3- صور من تبرج العديد من النساء وبعدهن عن حقيقة الحجاب الإسلامي .

 

 

4- دعوة الإسلام إلى القرار في البيوت، وعدم التبرج، وتزكية النفس .

 

 

5- المرأة سلاح وأداة هدم يستخدمه دعاة التقدم لهدم الإسلام .

 

 

6- من أعظم أسباب فساد الأخلاق تبرج النساء .

 

 

7- من مقاصد الشريعة حفظ الأعراض من أجل ذلك فرض الله على المرأة الحجاب وعدم الاختلاط و غير ذلك من الوسائل المؤدية إلي انتشار الفاحشة والفساد .

 

 

8- التحذير من التعلق بالدنيا وأهمية الاقبال على الله وعدم اتباع الهوى .

 

 

9- خطورة المنكر حينما يصبح ظاهرة اجتماعية وعظم المسئولية على أولي الأمر .

 

 

10- دعوة للتوبة والمبادرة بها وبيان عاقبة التبرج في الدنيا والآخرة .

 

الايات

1- قال الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) [النساء:94].

 

2- قوله تعالى: (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْواحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [الأعراف:150].

 

3- قوله تعالى: (فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا) [مريم:84].

 

4- قوله تعالى : (فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) [طه:114].

 

5- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) [الحجرات:6].

 

6- قوله تعالى: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) [القيامة:16].

الاحاديث

1- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- أنّه قال: إنّ أناسا من عبد القيس قدموا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالوا: يا نبيّ اللّه، إنّا حيّ من ربيعة، وبيننا وبينك كفّار مضر. ولا نقدر عليك إلأ في الأشهر الحرم فمرنا بأمر نأمر به من وراءنا، وندخل به الجنّة إذا نحن أخذنا به، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع: اعبدوا اللّه ولا تشركوا به شيئا، وأقيموا الصّلاة، وآتوا الزّكاة، وصوموا رمضان، وأعطوا الخمس من الغنائم. وأنهاكم عن أربع: عن الدّبّاء، والحنتم، والمزفّت، والنّقير" قالوا: يا نبيّ اللّه، ما علمك بالنّقير؟ قال: "بلى جذع تنقرونه، فتقذفون فيه من القطيعاء" ، قال سعيد: أو قال "من التّمر" "ثمّ تصبّون فيه من الماء، حتّى إذا سكن غليانه شربتموه حتّى إنّ أحدكم (أو أحدهم) ليضرب ابن عمّه بالسّيف وفي القوم رجل أصابته جراحة كذلك" قال: وكنت أخبؤها حياء من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقلت: ففيم نشرب يا رسول اللّه؟ قال: "في أسقية الأدم الّتي يلاث على أفواهها" قالوا: يا رسول اللّه، إنّ أرضنا كثيرة الجرذان ولا تبقى بها أسقية الأدم، فقال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "وإن أكلتها الجرذان وإن أكلتها الجرذان وإن أكلتها الجرذان" وقال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لأشجّ عبد القيس: "إنّ فيك لخصلتين يحبّهما اللّه ورسوله الحلم والأناة" [رواه البخاري- الفتح 1 (87)، ومسلم (18)].

 

2- عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "التّأنّي من اللّه والعجلة من الشّيطان، وما أحد أكثر معاذير من اللّه، وما شيء أحبّ إلى اللّه من الحمد" [الترغيب والترهيب، وقال المنذري، رواه أبو يعلى ورواته رواة الصحيح (3/418)، وهو في مجمع الزوائد (8/19)، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1572)].

 

3- عن عليّ بن أبي طالب- رضي اللّه عنه- قال: بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى اليمن قاضيا، فقلت يا رسول اللّه، ترسلني وأنا حديث السّنّ ولا علم لي بالقضاء؟ فقال: "إنّ اللّه سيهدي قلبك ويثبّت لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضينّ حتّى تسمع من الاخر كما سمعت من الأوّل؛ فإنّه أحرى أن يتبيّن لك القضاء" قال: فما زلت قاضيا، أو ما شككت في قضاء بعد. [رواه أبو داود (3582)، ابن ماجة (2310) وقال في الزوائد: هذا إسناد رجاله ثقات، أحمد (1/111) وقال أحمد شاكر في المسند: صحيح، رقم (666)، النسائي في خصائص على (9)، الحاكم (4/88) وقال: صحيح على شرطهما ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وقال الألباني: صحيح، إرواء الغليل (8/226) رقم (2500)].

 

4- عن سعد بن أبي وقّاص- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "التّؤدة في كلّ شيء إلّا في عمل الاخرة" [رواه أبو داود (4810) وقال الألباني (3/913): صحيح، وذكره ابن مفلح في الاداب الشرعية (2/240)، وقال: رجاله كلهم ثقات].

 

5- عن فضالة بن عبيد الأوسيّ- رضي اللّه عنه- قال: سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلا يدعو في صلاته لم يمجّد اللّه ولم يصلّ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "عجلت أيّها المصلّي" ثمّ علّمهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. وسمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلا يصلّي فمجّد اللّه وحمده وصلّى على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ادع تجب وسل تعط" [أخرجه النسائي (3/44) وذكره الألباني في الصحيحة (1/275) حديث (1217)، الترمذي (6/347)، وقال: حديث حسن].

 

6- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل "، فيقول: قد دعوت ربّي فلم يستجب لي" [البخاري- الفتح 11 (6340)، مسلم (2735) واللفظ له].

 

7- عن عبد اللّه بن سرجس المزنيّ أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "السّمت الحسن والتّؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النّبوّة" [الترمذي (4/2010) وقال: حديث حسن غريب وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب حسن صحيح (1696].

الاثار

1- قال عبد اللّه بن أبي سلمة: إنّ عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- كسا النّاس القباطيّ ثمّ قال: لا تدرّعنّها نساءكم.فقال رجل: يا أمير المؤمنين قد ألبستها امرأتي فأقبلت في البيت وأدبرت فلم أره يشفّ، فقال عمر: إن لم يكن يشفّ فإنّه يصف.[سنن البيهقي (2/234- 235)].

 

2- قال مجاهد بن جبر- رحمه اللّه تعالى- في تفسير قوله تعالى (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) [الأحزاب: 33] ذلك أنّ المرأة منهنّ كانت تخرج تمشي بين يدي الرّجال.[تفسير ابن كثير (3/482)].

 

3- قال قتادة-رحمه اللّه تعالى- في تفسير قوله تعالى (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) [الأحزاب: 33]كانت لهنّ مشية وتكسّر وتغنّج، فنهى اللّه تعالى المؤمنات عن ذلك إذا خرجن من بيوتهنّ.[ تفسير ابن كثير (3/482) بتصرف].

القصص

توبة فتاة متبرجة: إن الفرق بين المرأة المتحجبة الطاهرة، والمرأة المتبرجة السافرة، كالفرق بين الجوهرة الثمينة المصونة وبين الوردة التي في قارعة الطريق.فالمرأة المحجبة مصونة في حجابها، محفوظة من أيدي العابثين، وأعينهم.

 

أما المرأة المتبرجة السافرة، فإنها كالوردة على جانب الطريق، ليس لها من يحفظها أو يصونها، فسرعان ما تمتد إليها أيدي العابثين، فيعبثون بها، ويستمتعون بجمالها بلا ثمن حتى إذا ذبلتْ وماتتْ، ألقوها على الأرض، ووطئها الناس بأقدامهم.فماذا تختارين أختي المسلمة؟ أن تكوني جوهرة ثمينة مصونة، أم وردة على قارعة الطريق؟

 

وإليك أختي المسلمة هذه القصة، لفتاة كانت من المتبرجات، فتابت إلى الله، وعادت إليه، فها هي تروي قصتها فتقول: نشأتُ في بيتٍ مترفٍ وفي عائلة مترفة، ولما كبرتُ قليلاً بدأتُ أرتدي الحجاب، وكنت أرتديه على أنه من العادات والتقاليد لا على أنه من التكاليف الشرعية الواجبة التي يثاب فاعلها، ويعاقب تاركها، فكنتُ أرتديه بطريقة تجعلني أكثر فتنةً وجمالاً.

 

أما معظم وقتي فكنتُ أقضيه في سماع لهو الحديث الذي يزيدني بعداً عن الله وغفلة. أما الإجازات الصيفية فكنّا نقضيها خارج البلاد، وهناك كنت ألقي الحجاب جانباً وأنطلق سافرة متبرجة، وكأن الله لا يراني إلا في بلدي، وكأنه لا يراقبني هناك. وفي إحدى الإجازات سافرنا إلى الخارج، وقدّر الله علينا بحادث توفي فيه أخي الأكبر، وأصيب بعض الأهل بكسور والآم، ثم عدنا إلى بلادنا. كان هذا الحادث هو بداية اليقظة، كنتُ كلما تذكرته أشعر بخوف شديد ورهبة، إلا أن ذلك لم يغير من سلوكي شيئاً، فما زلتُ أتساهل بالحجاب، وألبس الملابس الضيقة، وأستمع إلى ما لا ينفع من لهو الحديث. والتحقتُ بالجامعة، وفيها تعرفت على أخوات صالحات، فكنّ ينصحنني ويحرضن على هدايتي. 

 

وفي ليلة من الليالي ألقيت بنفسي على فراشي، وبدأت أستعرض سجل حياتي الحافل باللهو واللغو والسفور والبعد عن الله سبحانه وتعالى، فدعوت ربي والدموع تملأ عيني أن يهديني وأن يتوب عليّ. وفي الصباح، ولدتُّ من جديد، وقررتُ أن أواظب على حضور الندوات والمحاضرات والدروس التي تقام في مصلى الجامعة.

 

وبدأت - فعلاً- بالحضور، وفي إحدى المرات ألقتْ إحدى الأخوات محاضرة عن الحجاب وكررت الموضوع نفسه في يوم آخر، فكان له الأثر الكبير على نفسي وبعدها -والله الحمد- تبتُ إلى الله، والتزمتُ بالحجاب الشرعي، الذي أشعر بسعادة كبيرة وأنا أرتديه.

[العائدون إلى الله مجموعة من قصص التائبين ، من مشاهير وعلماء ودعاة وغيرهم يرونها بأنفسهم جمعها محمد بن عبدالعزيز المسند (2/21)].

الاشعار

1- رحم الله من قال:

هل إنهن إذا رفعن حجابا *** يبلغن من نيل العلا أسبابا

كلا فهتك الستر شر مصيبة *** يغدو بها صرح العفاف خرابا

حسبوا التمدن في السفور وما دروا *** أن السفور يُنصر الأعرابا

ويُضل عن طرق الهداية مؤمنا *** عرف الشريعة سنة وكتابا

ماذا تنال البنت إن كشفت عن ال *** وجه المصون وقصرت أثوابا

وتبرجت وجها لوجه بالبغا *** ة الجاهلين الصون والآدابا؟

هذا يغازلها وذا يرمي لها *** قولاً بذيئاً جيئة وذهابا

[موسوعة الرد على المذاهب الفكرية المعاصرة 1-29 جمع وإعداد: علي بن نايف الشحود (1/351)].

 

2- قال مصطفى صادق الرافعي:

دلالُكِ في التبرُّجِ مِنْ ضَلالِكْ *** وما عابَ الدَّلالَ سوى دلالِكْ

كَمُلْتِ تبرُّجًا فَكَمُلْتِ حُسْنًا *** ولكنْ جاءَ نقصُكِ مِنْ كمالِكْ

لِمَنْ تتبرَّجينَ وذي سبيلٌ *** وما هي أفْقُ شمسِكِ أو هلالِكْ

أما تخشينَ أَنَّكَ في طريقٍ*** يُزَفُّ بها الحرامُ على حَلالِكْ

وأنَّ ذئابَ هذا الْحُسْنِ تمشي *** مُسَعَّرَةَ اللحاظِ على غَزَالِكْ

وأنَّ الناسَ قد شَهِدوا نساءً *** سواقطَ كلُّهُنَّ على مِثَالِكْ

عرضتِ لكي نرى فلقد رأينا *** هناكَ الْحُسْنَ إلاّ في فِعَالِكْ

أهذي مشيةُ الخَفِرَاتِ أَمْ قَدْ *** غدا الشَّرَفُ المفدَّى في فِعَالِكْ

كأَنَّكِ لستِ بنتَ أبٍ وإِلاّ *** فما لأبيكِ لم يخطرْ بِبَالِكْ

أأختٌ أنتِ أَمْ زَوْجٌ وَأُمٌّ *** فما منهنَّ واحدةٌ كذلِكْ

وحالُكِ للأبوَّةِ كلُّ عارٍ *** وعارٌ للبنوَّةِ كلُّ حَالِكْ

برزتِ لِقَتْل ذلك أَمْ لهذا *** فما هذا وذلِكَ مِنْ رجالِكْ

وماذا في اختيالِكِ مِنْ معانِ *** يصوِّرُها شبابُكِ في اختبالِكْ

أيثبتُ ذا الحياءُ على أساسٍ *** وقد مَلَكَتْهُ زلزلةُ اخْتِيَالِكْ

قبيحٌ أَنْ تسيري في اعوجاجٍ *** على أنَّ العدالةَ كاعتدالِكْ

نقابٌ ذاكَ أَمْ لونٌ رقيقٌ *** نراه بينَ ألوانِ اختيالِكْ

كأَنَّكِ إذ صبغتِ الوَجْهَ رَوْضًا *** جعلتِ لنا نقابَكِ مِنْ ظِلالِكْ

وما هذا (الدِّهانُ) لناظِرِيْهِ *** سوى روحُ التلوُّنِ في خِلاَلِكْ

ألا إنَّ الغبارَ أذًى فمن ذا *** يظنُّ "غبارَ وَجْهِكِ" مِنْ جَمالِكْ

عليكِ حجابُ دينكِ فالزميهِ *** فإنَّكِ في الحياةِ حياةَ آلِكْ

وقارُ أبٍوعرضُ أخٍ وزوجٍ *** ومرآةُ السجايا في عيالِكْ

وأنتِ إذا هفوتِ فكلُّ مَجْدٍ *** لم طُرًّا يؤولُ إلى مَآلِكْ

ولم يُحْجُبْكِ دِيْنُ اللهِ إلا *** لِيَحْجُبَ كُلَّ سُوْءٍ عَنْ جَلالِكْ

فإِنَّ الناسَ ناسٌ حيثُ كانوا *** وأعينُهم وألسنُهم مَهَالِكْ

ومالَكِ تسألينَ الحقَّ مِنَّا *** وَخِلْقَتُكِ الجوابُ على سُؤَالِكْ

يريدُ اللهُ مِنْكِ الأمَّ أمًّا *** سواءٌ في رضاكِ وفي ملالِكْ

وخصَّكِ في الطبيعةِ بالمزايا *** تُعينُ كلَّ ما هُوَ في احتمالِكْ

فلا تتعلَّقي بمُحَالِ أمرِ *** سَيُذْهِبُ ممكناتِكِ في مُحالِكْ

سهولُ الخصبِ أنتِ لذا سهول *** ألا فدعي التخشُّنَ في جبالِكْ

أغرَّكِ فتيةٌ هُمْ عارٌ قومٍ *** إذا قِيْسُوا بفتيانِ الممالِكْ

حِبَالهمُ مهيَّأةٌ لكيدٍ *** فكيفَ إذا التففنَ على حِبَالِكْ

تراهم هاهنا وهناكَ دَعْوَى *** وهم ليسوا هُنَاكَ ولا هُنَالِكْ

[انظر قولي في المرأة لمصطفى صادق الرافعي (338)].

متفرقات

1- قال ابن عبد البرّ- رحمه اللّه تعالى- في شرح حديث ابن عمرو: " سيكون في آخر أمّتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهنّ كأسنمة البخت. العنوهنّ فإنّهنّ ملعونات".قال: أراد النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم النّساء اللّواتي يلبسن من الثّياب الشّيء الخفيف الّذي يصف ولا يستر، فهنّ كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة.[تنوير الحوالك للسيوطي (3/ 103) ] .

 

 

2- قال ابن جرير الطّبريّ- رحمه اللّه تعالى- عند تفسير قوله تعالى (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً)[الأحزاب: 59]يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم: يا أيّها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين لا تتشبّهن بالإماء في لباسهنّ إذ هنّ خرجن من بيوتهنّ لحاجتهنّ فكشفن شعورهنّ ووجوههنّ، ولكن ليدنين عليهنّ من جلابيبهنّ لئلّا يعرض لهنّ فاسق ...[ تفسير الطبري (22/ 23) ] .

 

 

3- قال القرطبي- رحمه اللّه تعالى-: إنّ المرأة المتشبّهة بالرّجال تكتسب من أخلاقهم حتّى يصير فيها من التّبرّج والبروز ومشابهة الرّجال ما قد يفضي ببعضهنّ إلى أن تظهر بدنها كما يظهره الرّجل وتطلب أن تعلو على الرّجال كما يعلو الرّجال على النّساء، وتفعل من الأفعال ما ينافي الحياء والخفر المشروع للنّساء.[ حجاب المرأة المسلمة (77) ] .

 

 

4- قال الذّهبيّ- رحمه اللّه تعالى-: من الأفعال الّتي تلعن عليها المرأة إظهار الزّينة والذّهب واللّؤلؤ تحت النّقاب، وتطيّبها بالمسك والعنبر والطّيب إذا خرجت، ولبسها الصّباغات والأزر الحريريّة والأقبية القصار، مع تطويل الثّوب وتوسعة الأكمام وتطويلها، وكلّ ذلك من التّبرّج الّذي يمقت اللّه عليه، ويمقت فاعله في الدّنيا والآخرة، ولهذه الأفعال الّتي غلبت على أكثر النّساء قال عنهنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «اطّلعت على النّار فرأيت أكثر أهلها النّساء.[الكبائر (135) طبعة الريان] .

 

الإحالات

1- مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع المؤلف: محمد بن جميل زينو الناشر: دار الصميعي للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية الطبعة: التاسعة، 1417 ه - 1997م (2/189)].

2- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة الإرشاد المؤلف: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد (14/15).

3- صلاح البيوت في جهد الرسول - صلى الله عليه وسلم المؤلف: محمد علي محمد إمام الناشر: مطبعة السلام - ميت غمر، مصر الطبعة: الأولى، 2009 م (1/251).

4- معالم على طريق العفة المؤلف: د عبد الله بن عبد الرحمن الوطبان تقديم: فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر الناشر: مكتبة الصفدي عام النشر: 1412 ه (1/45).

5- الحجاب في الشرع والفطرة المؤلف: عبد العزيز بن مرزوق الطّريفي الناشر: دار المنهاج الطبعة: الأولى، 1436 ه - 2015 م (1/98).

6- إظهار الحق والصواب في حكم الحجاب والتبرج، والسفور، والخلوة بالمرأة الأجنبية، وسفرها بدون محرم، الاختلاط في ضوء الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح المؤلف: د.سعيد بن على بن وهف القحطاني تقديم: معالي العلامة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان الناشر: مطبعة سفير، الرياض توزيع: مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان، الرياض (1/314).

7- صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة المؤلف: أبو مالك كمال بن السيد سالم مع تعليقات فقهية معاصرة: فضيلة الشيخ/ناصر الدين الألباني ، فضيلة الشيخ/عبد العزيز بن باز ، فضيلة الشيخ/محمد بن صالح العثيمين الناشر: المكتبة التوفيقية، القاهرة - مصر عام النشر: 2003 م (3/36).

8- موسوعة الفقه الإسلامي المؤلف: محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري الناشر: بيت الأفكار الدولية الطبعة: الأولى، 1430 ه - 2009 م (4/99).

9- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف: عدد من المختصين بإشراف الشيخ/صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر: دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة: الرابعة (9/4120).

10- الدرر السنية في الأجوبة النجدية المؤلف: علماء نجد الأعلام المحقق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم الطبعة: السادسة، 1417ه/1996م (15/250).

11- جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة المؤلف: محمد ناصر الدين الألباني الناشر: المكتبة الإسلامية - عمان - الأردن الطبعة: الأولى - 1413 (1/55).

12- جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة المؤلف: محمد ناصر الدين الألباني الناشر: المكتبة الإسلامية - عمان - الأردن الطبعة: الأولى - 1413.

13- فتح الباري المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ) المحقق: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحب الدين الخطيب رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه وذكر أطرافها: محمد فؤاد عبد الباقي الناشر: دار الفكر مصور عن الطبعة السلفية (8/519).