بيوت

2025-01-21 - 1446/07/21

التعريف

لغة:

 

قال ابن فارس: “(بيت) الباء والياء والتاء أصل واحد، وهو المأوى والمآب ومجمع الشمل، يقال: بيت وبيوت وأبيات. مقاييس اللغة: ١-٣٢٤

 

والبيت سمي بيتًا؛ لأنه يبات فيه ليلًا. انظر: تهذيب اللغة، الأزهري: ١٤-٢٣٨

 

قال الراغب: “أصل البيت: مأوى الإنسان بالليل؛ لأنه يقال: بات: إذا أقام بالليل، كما يقال: ظل بالنهار، ثم قد يقال للمسكن: بيت من غير اعتبار الليل فيه، وجمعه: أبيات وبيوت، لكن البيوت بالمسكن أخص، والأبيات بالشعر”. المفردات: ص١٥١.

 

اصطلاحا:

 

عرفه ابن العربي بقوله: “ كل ما علاك فأظلك فهو سقف، وكل ما أقلك فهو أرض، وكل ما سترك من جهاتك الأربع فهو جدار، فإذا انتظمت واتصلت فهو بيت”. أحكام القرآن: ٣-١٤٨.

 

وقال القرطبي: “البيت سمي بذلك؛ لأنها ذات سقف وجدار، وهي حقيقة البيتية، وإن لم يكن بها ساكن”. الجامع لأحكام القرآن: ٦-٣٢٥.

 

وعرفه إسماعيل حقي بقوله هي: “اسم مبنى مسقف مدخله من جانب واحد، بنى للبيتوتة سواء كان حيطانه أربعة أو ثلاثة”. روح البيان: ٤-٤٨٣.

 

وعرفه ابن عاشور بقوله: “البيت: اسم جنس للمكان المتخذ مسكنًا لواحد، أو عدد من الناس في غرض من الأغراض، وهو مكان من الأرض يحيط به ما يميزه عن بقية بقعته من الأرض ليكون الساكن مستقلًّا به لنفسه، ولمن يتبعه فيكون مستقرًّا له، وكنًّا يكنّه من البرد، وساترًا يستتر فيه عن الناس، ومحطًّا لأثاثه وشؤونه”. التحرير والتنوير: ١-٧٠٨.

 

العناصر

1- مفهوم البيوت

 

2- البيوت نعمة

 

3- أنواع البيوت

 

4- الخروج من البيت ابتغاء مرضاة الله

 

5- آداب دخول البيوت

 

6- البيوت والفتنة

 

7- البيوت والعذاب

 

8- النساء والبيوت

 

الايات

1- قال الله تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)[البقرة: 125].

 

2- قَالَ -تَعَالَى-: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا)[البقرة: 158].

 

3- قَالَ -تَعَالَى-: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[البقرة:189].

 

4- قال -تعالى-: (وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[آل عمران: 49].

 

5- قال -تعالى-: (قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ)[آلِ عِمْرَانَ:154].

 

6- قال -تعالى-: (واللاَّتي يأتِينَ الفاحِشةَ من نِسائِكُمْ فاسْتَشْهِدُوا عليهنَّ أربعةً منكم، فإن شهِدوا فأَمْسِكوهنَّ في البُيوتِ حتَّى يتوفَّاهنَّ الموتُ، أو يجعلَ اللهُ لهنَّ سَبيلاً) [النساء: 15].

 

7- قال -تعالى-: (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)[النِّسَاءِ:100].

 

8- قال -تعالى-: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ)[التوبة: 109].

 

9- قال -تعالى-: (كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ المُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ)[الأنفال: 5].

 

10- قال -تعالى-: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)[يونس:87]،

 

11- قال -تعالى-: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)[يوسف: 23].

 

12- قال -تعالى-: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ)[النحل: 68].

 

13- قال -تعالى-: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً) [الإسراء:7]. والمسجد الأقصى من بيوت الله

 

14- قال -تعالى-: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ) [النحل:80].

 

15- قال -تعالى-: (وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا) [الْإِسْرَاءِ: 93].

 

16- قال -تعالى-: (وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبَارَكاً وَأَنْتَ خير المنزلين) [المؤمنون:28-29].

 

17- قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ)[النُّورِ: 27-29].

 

18- قال -تعالى-: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)[النور: 36-38].

 

19- قال -تعالى-: (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا)[النور:61].

 

20- قال -تعالى-: (وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ)[الشعراء: 149-150].

 

21- قال -تعالى-: (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا)[النَّمْلِ: 52].

 

22- قال -تعالى-: (وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ)[القصص: 12].

 

23- قال -تعالى-: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)[العنكبوت: 41].

 

24- قال -تعالى-: (وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا)[الأحزاب:13].

 

25- قال -تعالى-: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)[الأحزاب: 33].

 

26- قال -تعالى-: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ)[الأحزاب: 34].

 

27- قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ:53].

 

28- قال -تعالى-: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)[سبأ: 15-17].

 

29- قال -تعالى-: (وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ)[الزُّخْرُفِ: 34-35].

 

30- قال -تعالى-: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[الذاريات:35-36].

 

31- قال -تعالى-: (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ)[الطور: 4].

 

32- قال -تعالى-: (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)[الْحَشْرِ: 2].

 

33- قال -تعالى-: (لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ)[الطَّلَاقِ: 1].

 

34- قال -تعالى-: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[التحريم: 11].

 

35- قال -تعالى-: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)[نوح: 28].

الاحاديث

1- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لمّا فرغَ سُلَيْمانُ بنُ داودَ من بناءِ بيتِ المقدِسِ سألَ اللَّهَ ثلاثًا حُكْمًا يصادفُ حُكْمَهُ وملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدِهِ وألّا يأتيَ هذا المسجدَ أحدٌ لا يريدُ إلّا الصَّلاةَ فيهِ إلّا خرجَ من ذنوبِهِ كيومِ ولدتْهُ أمُّهُ فقالَ النَّبيُّ صلّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أمّا اثنتانِ فقد أُعْطيَهُما وأرجو أن يَكونَ قد أُعْطيَ الثّالثةَ". رواه ابن ماجه: ١١٦٤، وصححه الألباني.

 

2- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اجْعَلُوا في بُيُوتِكُمْ مِن صَلاتِكُمْ ولا تَتَّخِذُوها قُبُورًا" أخرجه البخاري: ٤٣٢، ومسلم: ٧٧٧.

 

3- عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: أَشْرَفَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على أُطُمٍ مِن آطامِ المَدِينَةِ، فَقالَ: "هلْ تَرَوْنَ ما أرى؟ إنِّي لَأَرى مَواقِعَ الفِتَنِ خِلالَ بُيُوتِكُمْ كَمَواقِعِ القَطْرِ" أخرجه البخاري: ١٨٧٨، ومسلم: ٢٨٨٥.

 

4- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَتْرُكُوا النّارَ في بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنامُونَ" أخرجه البخاري: ٦٢٩٣، ومسلم: ٢٠١٥.

 

5- عن عمرو بن الأحوص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا واستوصوا بالنساء خيرًا، فإنما هن عوانٌ عندكم. ليس تملكون منهن شيئًا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينة. فإن فعلن فاهجروهن في المضاجعِ واضربوهن ضربًا غير مبرِّحٍ. فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلًا. ألا إنَّ لكم على نسائكم حقًّا. ولنسائكم عليكم حقًّا. فأما حقُّكم على نسائكم فلا يوطئنَ فرُشَكم من تكرهون ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون. ألا وحقُّهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن" رواه الترمذي: ١١٦٣.

 

6- عنِ أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال في الفتنةِ: "كسِّروا فيها قِسيَّكم، وقطِّعوا فيها أوتارَكم، والزمُوا فيها أجوافَ بيوتِكم، وكونوا كابنِ آدمَ" رواه الترمذي: ٢٢٠٤، وصحح الألباني.

 

7- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ" رواه مسلم: ٧٨٠.

 

8- عن عتبان بن مالك رضي الله عنه قال: اسْتَأْذَنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فأذِنْتُ له فَقالَ: "أيْنَ تُحِبُّ أنْ أُصَلِّيَ مِن بَيْتِكَ؟" فأشَرْتُ له إلى المَكانِ الذي أُحِبُّ، فَقامَ وصَفَفْنا خَلْفَهُ، ثُمَّ سَلَّمَ وسَلَّمْنا. أخرجه البخاري: ٦٨٦، ومسلم: ٣٣.

 

9- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجالِ، والمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّساءِ، وقالَ: أخْرِجُوهُمْ مِن بُيُوتِكُمْ وأَخْرَجَ فُلانًا، وأَخْرَجَ عُمَرُ فُلانًا.. أخرجه البخاري: ٦٨٣٤.

 

10- عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَعَلَّكُمْ سَتُدْرِكُونَ أَقْوَامًا يُصَلُّونَ صَلَاةً لِغَيْرِ وَقْتِهَا، فَإِذَا أَدْرَكْتُمُوهُمْ، فَصَلُّوا فِي ‌بُيُوتِكُمْ".

 

11- عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بينا أنا عند البيت بين النائم، واليقظان فأتينا السماء السابعة، قيل من هذا؟ قيل: جبريل، قيل من معك؟ قيل: محمد، قيل: وقد أرسل إليه، مرحبًا به، ولنعم المجيء جاء، فأتيت على إبراهيم فسلمت عليه، فقال: مرحبًا بك من ابن ونبي، فرفع لي البيت المعمور، فسألت جبريل، فقال: هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم". أخرجه البخاري: ٣٢٠٧، ومسلم: ١٦٤.

 

12- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تطهر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة". أخرجه مسلم: ٦٦٦.

 

13- عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده". أخرجه مسلم: ٢٦٩٩.

 

14- عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَسْتَأْذِنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى أُمِّي؟ فَقَالَ: "نَعَمْ"، فَقَالَ: إِنِّي مَعَهَا فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ: "اسْتَأْذِنْ عَلَيْهَا"، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي خَادِمُهَا، فَقَالَ: "أَتُحِّبُّ أَنْ تَرَاهَا عُرْيَانَةً؟"، قَالَ: لاَ، قَالَ: "فَاسْتَأْذَنْ عَلَيْهَا"(رواه مالك في الموطأ والبيهقي في السنن الكبرى، وصححه ابن حجر وغيره مرسلاً).

 

15- سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ فِي بَيْتٍ، فَقُمْتُ مُقَابِلَ الْبَابِ فَاسْتَأْذَنْتُ، فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنْ تَبَاعَدْ، ثُمَّ جِئْتُ، فَاسْتَأْذَنْتُ، فَقَالَ: "وَهَلِ الِاسْتِئْذَانُ إِلَّا مِنِ النَّظَرِ"(رواه الطبراني في الكبير، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح).

 

16- عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ خِرَاشٍ قَال: "جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ فَاسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ فِي بَيْتٍ فَقَال: أَأَلِجُ؟ فَقَال رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِخَادِمِهِ: "اخْرُجْ إِلَى هَذَا فَعَلِّمْهُ الاِسْتِئْذَانَ، فَقُلْ لَهُ: قُل: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَأَدْخُل؟"، فَسَمِعَ الرَّجُل ذَلِكَ مِنْ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَال: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَأَدْخُل؟ فَأَذِنَ لَهُ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَدَخَل"(رواه أبو داود وصححه الألباني).

 

17- جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: "أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أَمْرِ دَيْنٍ كَانَ عَلَى أَبِي، فَدَقَقْتُ الْبَابَ فَقَال: "مَنْ ذَا؟"، فَقُلْتُ: أَنَا، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُول: "أَنَا، أَنَا"، كَأَنَّهُ كَرِهَهُ"(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا).

 

18- عَنْ أَبِي مُوسَى -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِع"(رواه أبو داود، وصححه الألباني).

 

19- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- صَاحِبِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا جَاءَ الْبَابَ يَسْتَأْذِنُ لَمْ يَسْتَقْبِلْهُ" يَقُولُ: "يَمْشِي مَعَ الْحَائِطِ حَتَّى يَسْتَأْذِنَ، فَيُؤْذَنَ لَهُ، أَوْ يَنْصَرِفَ"(رواه أحمد في مسنده، وقال الأرناؤوط: "إسناده حسن"، والبخاري بالأدب المفرد، وقال الألباني: "حسن صحيح").

 

20- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ فَجَاءَ مَعَ الرسولِ فهو إذنُه"(رواه البخاري في "الأدب المفرد"، وصححه الألباني). فإِذَا دُعِيَ لمناسبةٍ أو غيرِها، وَأَتَى مُجِيبًا لِلدَّعْوَةِ فِي وَقْتِهَا فَدَعْوُتُهُ تَكْفِي عَنْ طَلَبِ الْإِذْنِ، وَكَذَلكَ إِذَا أَرْسَلَ لَكِ صَاحِبُ الدَارِ منْ يَأتِي بك.

 

21- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كَانَتْ أَبْوَابُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تُقْرَعُ بِالْأَظَافِيرِ"(رواه البخاري بالأدب المفرد، وصححه الألباني).

 

22- عَنْ ثَوْبَانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا يَحِلُّ لِامْرِئ مُسْلِمٍ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى جَوْفِ بَيْتٍ حَتَّى يَسْتَأْذِنَ، لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ أَنْ يَنْظُرَ فِي جَوْفِ بَيْتِ امْرِئٍ حَتَّى يَسْتَأذِنَ، فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ دَخَلَ"(رواه البخاري في "الأدب المفرد"، وصححه الألباني).

 

23- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: أَتَى أَعْرَابِيٌّ بَابَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَلْقَمَ عَيْنَهُ خَصَاصَةَ الْبَابِ (هِيَ الْفُرْجَة، وَالْمَعْنَى: جَعَلَ فُرْجَة الْبَاب مُحَاذِيَةً لِعَيْنِهِ) "فَبَصُرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَامَ إِلَيْهِ فَأَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ لِيَفْقَأَ عَيْنَهُ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَخْتِلُ الرَّجُلَ لِيَطْعَنَهُ" فَلَمَّا أَنْ بَصُرَ الرَّجُلُ أَخْرَجَ رَأسَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَمَا إِنَّكَ لَوْ ثَبَتَّ لَفَقَأتُ عَيْنَكَ"(ذكره في الجامع الصحيح للسنن والمسانيد، وعزاه للبخاري، ومسلم، والنسائي، وأحمد).

 

24- عن ابْنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ إِلَّا بِإِذْنِهِ حَتَّى تَخْتَلِطُوا بِالنَّاسِ فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ" قِيلَ لِابْنِ عُمَرَ: فَإِنْ كَانُوا أَرْبَعَةً؟، قَالَ: "لَا بَأسَ بِهِ"(رواه البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأحمد).

 

25- عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- وَمَعَهُ رَجُلٌ يُحَدِّثُهُ، فَدَخَلْتُ مَعَهُمَا، فَضَرَبَ بِيَدِهِ صَدْرِي، وَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا تَنَاجَى اثْنَانِ فلَا تَجْلِسْ إِلَيْهِمَا حَتَّى تَسْتَأذِنَهُمَا؟"(رواه أحمد، وصححه الألباني).

 

26- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَجْلِسَ الرَّجُلُ بَيْنَ الرَّجْلَيْنِ إِلَّا بِإِذْنِهِمَا"، وفي رواية: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ اثْنَيْنِ إِلَّا بِإِذْنِهِمَا"( أخرجه أبو داود: 4844-4845 "، وحسنه الألباني).

 

27- عَنْ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا زَارَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَجَلَسَ عِنْدَهُ، فلَا يَقُومَنَّ حَتَّى يَسْتَأذِنَهُ"(رواه الديلمي في "مسند الفردوس": ١٢٠٠، وصححه الألباني).

 

28- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ: أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ"(رواه مسلم: ٢٠١٨).

 

29- عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " إذا ولجَ أحدُكم بيتَه فليقلْ اللهمَّ إني أسألُك خيرَ المولجِ وخيرَ المخرجِ باسمِ اللهِ ولجنا وباسمِ اللهِ خرجنا وعلى اللهِ ربِّنا توكلنا ثم ليسلمْ على أهلِه"(رواه أبو داود، وقال ابن باز في مجموع فتاوى ابن باز (٢٦/٣٥): إسناده حسن)

 

30- عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ يَكُنْ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ"(رواه الترمذي، وقال الألباني في الكلم الطيب (٦٣): حسن صحيح).

 

31- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ، إِنْ عَاشَ رُزِقَ وَكُفِيَ، وَإِنْ مَاتَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنةَ: مَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ فَسَلَّمَ، فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللّهِ، وَمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ"( أخرجه أبو داود (٢٤٩٤)، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (١٠٩٤)، وابن حبان (٤٩٩) واللفظ له، وقال الألباني في صحيح الترغيب (١٦٠٩): "صحيح").

 

32- عن عبيدالله بن محصن -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَن أصبحَ منكم آمنًا في سربِهِ، مُعافًى في جسدِهِ عندَهُ قوتُ يومِهِ، فَكَأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا". رواه الترمذي: ٢٣٤٦، وحسنه الألباني.

 

33- عن أبي موسى الأشعري -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَثَلُ البَيْتِ الذي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، والْبَيْتِ الذي لا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، مَثَلُ الحَيِّ والْمَيِّتِ". أخرجه البخاري: ٦٤٠٧، ومسلم: ٧٧٩.

 

34- عن ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْبَحَ يَوْمًا واجِمًا، فَقالَتْ مَيْمُونَةُ: يا رَسولَ اللهِ، لَقَدِ اسْتَنْكَرْتُ هَيْئَتَكَ مُنْذُ اليَومِ، قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنَّ جِبْرِيلَ كانَ وَعَدَنِي أَنْ يَلْقانِي اللَّيْلَةَ فَلَمْ يَلْقَنِي، أَمَ واللَّهِ ما أَخْلَفَنِي، قالَ: فَظَلَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَومَهُ ذلكَ على ذلكَ، ثُمَّ وَقَعَ في نَفْسِهِ جِرْوُ كَلْبٍ تَحْتَ فُسْطاطٍ لَنا، فأمَرَ به فَأُخْرِجَ، ثُمَّ أَخَذَ بيَدِهِ ماءً فَنَضَحَ مَكانَهُ، فَلَمّا أَمْسى لَقِيَهُ جِبْرِيلُ، فَقالَ له: قدْ كُنْتَ وَعَدْتَنِي أَنْ تَلْقانِي البارِحَةَ، قالَ: أَجَلْ، وَلَكِنّا لا نَدْخُلُ بَيْتًا فيه كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ، فأصْبَحَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَومَئذٍ فأمَرَ بقَتْلِ الكِلابِ، حتّى إنَّه يَأْمُرُ بقَتْلِ كَلْبِ الحائِطِ الصَّغِيرِ، وَيَتْرُكُ كَلْبَ الحائِطِ الكَبِيرِ. رواه مسلم: ٢١٠٥.

 

35- عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: وَاعَدَ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فِي سَاعَةٍ يَأْتِيهِ فِيهَا، فَجَاءَتْ تِلْكَ السَّاعَةُ وَلَمْ يَأْتِهِ، وَفِي يَدِهِ عَصًا، فَأَلْقَاهَا مِنْ يَدِهِ، وَقَالَ: "مَا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَا رُسُلُهُ"، ثُمَّ الْتَفَتَ، فَإِذَا جِرْوُ كَلْبٍ تَحْتَ سَرِيرِهِ، فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ، مَتَى دَخَلَ هَذَا الْكَلْبُ هَاهُنَا؟"، فَقَالَتْ: وَاللهِ، مَا دَرَيْتُ، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ، فَجَاءَ جِبْرِيلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَاعَدْتَنِي فَجَلَسْتُ لَكَ فَلَمْ تَأْتِ"، فَقَالَ: "مَنَعَنِي الْكَلْبُ الَّذِي كَانَ فِي بَيْتِكَ، إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ". أخرجه مسلم: ٢١٠٤.

 

36- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا، ليسَ بكَلْبِ صَيْدٍ، ولا غَنَمٍ، نَقَصَ مِن عَمَلِهِ كُلَّ يَومٍ قِيراطٌ". أخرجه البخاري: ٣٣٢٤، ومسلم: ١٥٧٥.

 

37- عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَامَ عَلَى البَابِ، فَلَمْ يَدْخُلْهُ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الكَرَاهِيَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ، وَإِلَى رَسُولِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَاذَا أَذْنَبْتُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا بَالُ هَذِهِ النُّمْرُقَةِ؟"، قُلْتُ: اشْتَرَيْتُهَا لَكَ لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يَوْمَ القِيَامَةِ يُعَذَّبُونَ، فَيُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ"، وَقَالَ: "إِنَّ البَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لاَ تَدْخُلُهُ المَلاَئِكَةُ". أخرجه البخاري: ٢١٠٥، ومسلم: ٢١٠٧.

 

عن أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ قال: كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَومَ جُمُعَةٍ، فَقامَ النّاسُ، فَصاحُوا، فَقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، قَحَطَ المَطَرُ، واحْمَرَّتِ الشَّجَرُ، وهَلَكَتِ البَهائِمُ، فادْعُ اللَّهَ يَسْقِينا، فَقالَ: اللَّهُمَّ اسْقِنا مَرَّتَيْنِ، وايْمُ اللَّهِ، ما نَرى في السَّماءِ قَزَعَةً مِن سَحابٍ، فَنَشَأَتْ سَحابَةٌ وأَمْطَرَتْ، ونَزَلَ عَنِ المِنْبَرِ فَصَلّى، فَلَمّا انْصَرَفَ، لَمْ تَزَلْ تُمْطِرُ إلى الجُمُعَةِ الَّتي تَلِيها، فَلَمّا قامَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، صاحُوا إلَيْهِ تَهَدَّمَتِ البُيُوتُ، وانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فادْعُ اللَّهَ يَحْبِسْها عَنّا، فَتَبَسَّمَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ حَوالَيْنا ولا عَلَيْنا فَكَشَطَتِ المَدِينَةُ، فَجَعَلَتْ تَمْطُرُ حَوْلَها ولا تَمْطُرُ بالمَدِينَةِ قَطْرَةٌ، فَنَظَرْتُ إلى المَدِينَةِ وإنَّها لَفِي مِثْلِ الإكْلِيلِ. أخرجه البخاري: ١٠٢١، ومسلم: ٨٩٧.

 

 

الاثار

1- عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي بكة) قال: "كانت البيوت قبلة، ولكن كان أول بيت وضع لعبادة الله". أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 3-707.

 

2- قال سعيد بن المسيب في قوله تعالى: (ليس على الأعمى حرج...)[النور:٦١]: إن المسلمين كانوا إذا غزوا وخلفوا زمناهم، وكانوا يدفعون إليهم مفاتيح أبوابهم، ويقولون: قد أحللنا لكم أن تأكلوا مما في بيوتنا. وكانوا يتحرجون من ذلك، وقالوا: لا ندخلها وهم غيب. فنزلت هذه الآية رخصة لهم.

 

3- قَالَ مُجَاهِدُ وَغَيْرُهُ: أَي اِجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَسَاجِدَ بِكَثْرَةِ الصَّلَاةِ فِيْهَا. (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)[يونس:87].

 

4- سَأَلَ ابْنُ جُرَيْجٍ عَطَاءً عَنْ مَعْنَى قَوْلُهُ -تعالى-: (وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَال مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا)[النور:59]: فَقَالَ: "وَاجِبٌ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَسْتَأْذِنُوا إِذَا احْتَلَمُوا، أَحْرَارًا كَانُوا أَوْ عَبِيدًا".

القصص

1- عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما- إِذَا بَلَغَ بَعْضُ وَلَدِهِ الْحُلُمَ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِ إِلَّا بِإِذْنٍ.

 

2- جَاءَ رجل إِلَى بن مَسْعُودٍ فَقَالَ: أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي؟ فَقَالَ: "مَا عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهَا تُرِيدُ أَنْ تَرَاهَا".

 

3- سَأَلَ رَجُلٌ حُذَيْفَةَ أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي؟ قَالَ: "إِنْ لَمْ تَسْتَأْذِنْ عَلَيْهَا رَأَيْتَ مَا تَكْرَهُ".

 

4- قَالَ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى أُمِّي فَدَخَلَ وَاتَّبَعْتُهُ فَدَفَعَ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: "تَدْخُلُ بِغَيْرِ إِذْنٍ؟!".

الاشعار

1- قال أبو دهبل في مدح رسول الله:

إِنَّ ‌البُيوتَ مَعادِنٌ فَنِجارُهُ *** ذَهَبٌ وَكُلُّ بيوته ضَخمُ

ديوان أبي دهبل الجمحي: 66.

 

2- قال ذو الرمة:

أتعرف دار الحي بادت رسومها *** عفا بعدنا جرعاؤها وهشومها

ديوان ذي الرمة: 3-577.

 

3- قال المرار الفقعسي:

لعا لغط جنح الظلام كأنها *** عجاريف غيث رائح متهزم

إذا ركدت حول ‌البيوت كأنما *** ترى الآل يجري عن قنابل صيم

شرح ديوان الحماسة المرزوقي: 207

 

4- قال أحدهم:

 لا تسأل الدار عمّن كان يسكُنها *** الباب يخبر أن القوم قد رحلوا

ما أبلغ الصمت لما جئت اسأله *** صمتٌ يُعاتب من خانوه وارتحلوا

يا طارق الباب رفقاً حين تطرُقه *** فإنه لم يعُد في الدار أصحاب

تفرقوا في دُروب الأرض وانتثروا *** كأنه لم يكُن انسٌ وأحبابُ

أرحم يديك فما في الدار من أحد *** لا ترجَ رداً فأهل الود قد راحوا

ولترحم الدار لا توقظ مواجعها *** للدورِ روح كما للناس ارواح!

 

5- قال عبدالله بن محمد بن مسعد:

بَكَتِ المَنازِلُ أهْلَها والدُّورُ *** فَنِيَ الجميعُ فمَنْ عَسَاهُ يزورُ

كيفَ المَزارُ وأهْلُها تحتَ الثَّرَى *** لم يَبْقَ إلَّا ذِكْرُهَا المَأثُورُ

ذَهبُوا بِآلامِ الحياةِ وحُزْنِها *** ومَضى سَرِيعًا أُلْفَةٌ وسُرورُ

يا مَنْ شَهِدْتِ على الدَّوامِ حَياتَهُم *** هل تُخْبِرينَا أمْ عَرَاكِ فُتُورُ

إنْ تُخْبِرِينا يا مَنازِلُ عنهُمُ *** فلَقدْ تكلَّمَ شَاهِدٌ وخَبِيرُ

لمَّا اسْتَقرُّوا قَائِمِينَ بِعَيْشِهِم *** فإذَا المَنَايَا بالحَصَادِ تَدُورُ

مَا كانَ أسْرعَ أنْ مَضَتْ أعْمَارُهُم *** ولَقدْ أتَاهُم في الحياةِ نَذِيرُ

قَصُرَ المُقَامُ وكانَ يُرْجَى طُولُهُ *** إنَّ المُقَامَ طَوِيلُهُ لَقَصِيرُ

مَا غَابَ عَنَّا حَالُهم ومَآلُهم *** كيفَ التَّغَافُلُ والحياةُ غُرورُ

نَسْعَى مع الآمالِ نَبْغِي حَظَّنا *** كُلٌّ إلى هَدَفٍ نَرَاهُ يَسِيرُ

ونَرَى المَطَالِبَ فِي الشَّبابِ فَتِيَّةً *** فإذا مَضَى وَلَّتْ وغَابَ نَصِيرُ

نَأسَى على الأشياءِ لا نَحْظَى بِها *** ولَرُبَّما فيها العَنَاءُ كَبِيرُ

والعَزمُ في كُلِّ الأمورِ مَطِيَّةٌ *** للفَوزِ لا يَعلُو عليهِ عَسِيرُ

والمَرْءُ إن رَامَ النَّجاحَ وعِندهُ *** عَزْمٌ يُقَوِّي النَّفسَ فَهْو جَدِيرُ

مِن بَعدِ تَوفِيقِ الإلَهِ وعَوْنِهِ *** رَبٌّ بِمَا سَلَكَ العِبَاد بَصِيرُ

والعَجْزُ عُنْوانُ التَّخَاذُلِ والرَّدَى *** عَيْبٌ على الإنسانِ وهْو قَدِيرُ

لم يَرْضَهُ أهْلُ الفَلاحِ سَجِيَّةً *** فالنَّفسُ من هذا الوَبَالِ نَفُورُ

ثُمَّ الصلاةُ على النبيِّ مُحمدٍ *** ما حَامَ طَيْرٌ في السَّماءِ يَطِيرُ

وكَذا السَّلامُ مَع الصَّلاةِ تَقَارَنَا *** حَقٌّ لهُ عِند الأنامِ شَهِيرُ

موقع الألوكة

 

6- قال نارت حسن الشيخ:

حَيِّ المَنازلَ في دِيارِ أحبَّتي *** فَهَواهمُ في الخافقَينِ دَواءُ

يُسقَونَ مِن وِردِ العُروبةِ صافياً *** وتُعكِّرُ الماءَ النَّقِيَّ دِلاءُ

أَمشِي على عَجَلٍ لأَلقَى رَكْبَهمْ *** فإذا القُلوبُ شِغافُها أَشلاءُ

سَحَبوا بِساطَ الوُدِّ لَمَّا أُغضِبوا *** لا الأرضُ تعرِفهُمْ وَلا العَلياءُ

وَكأنَّهمْ شَقُّوا بُطونَ صَواعقٍ *** في المَشرِقَينِ تَؤُزُّها الشَّحْناءُ

ما لي أَراهمْ يَنحَرونَ أصالةً *** هدْياً لِعِيدِ المُسلمينَ أَساؤُوا

يَا لَهْفَ نَفسِي كمْ يُؤرِّقُني الجَفَا *** ءُ، وتَشتَكِي مِن بُعدِنا الأَرجاءُ

وَالأُمَّةُ الثَّكْلَى تُنادِي أَهلَها *** مَهلاً عَلَيَّ، فَكُلُّكمْ أَبناءُ

آهٍ.. وَأَنتمْ تَسحَقُونَ تَوحُّداً *** فَحذارِ يَرصُدُ ثَغرَكُمْ أَعداءُ

وَكَفى بِنا أَلَماً تُباحُ دِماؤنا *** وَتصِيدُ حُلْمَ صِغَارِنا الأَرْزاءُ

لا تَبْذُرُوا شَوكَ الضَّغِينةِ بَينَكُمْ *** أَلِفٌ تؤلِّفُ شَمْلَكمْ؛ بَل يَاءُ

قُولُوا لِمَن جَعلَ النَّمِيمةَ سُلَّماً *** لِتَعِيثَ في سَاحاتِنا البَغضَاءُ:

يا مَن يَصُبُّ الزَّيتَ فَوقَ لَهِيبِنا *** إيَّاكَ تُحرِقُ ثَوبَكَ الرَّمْضاءُ

سَنُضِيءُ مِن ذاكَ اللَّهِيبِ مَشَاعِلاً *** لِيُنِيرَ أَروِقَةَ القُلُوبِ إِخَاءُ

وَيُصافِحَ النَّسْرُ الهِلالَ مُعانقاً *** وَيَطِيبَ في كَنَفِ السَّلامِ لِقاءُ

(مِصرُ)، (الجزائرُ).. مُقْلَتانِ لِعَاشِقٍ *** وَكِلاهُمَا عِندَ الصِّعَابِ سَواءُ

فَلْيخسأِ الوَاشُونَ إنْ هُمْ أَنكَروا *** وَلْيَخسأِ الحُسَّادُ وَالأُجَراءُ

وَلْيَحتسُوا كأسَ الهَزِيمةِ مُرَّةً *** عُدنَا كَما كنَّا، وَزالَ بَلاءُ

موقع الألوكة

 

 7- قال ابن جعفر العسقلاني:

خليلي ولى العمر منا ولم نتب *** وننوي فعال الصالحين ولكنا

فحتى متى نبني ‌بيوتا مشيدة *** وأعمارنا منا تهد وما تبنا؟

زهر الأكم: 2-230.

 

الحكم

1- قال تعالى: (مثل الَّذين اتَّخذُوا من دون الله أَوْلِيَاء كَمثل العنكبوت اتَّخذت بَيْتا)

 

2- قال أحدهم:

أيّها الموحي إلينا *** نفثه الصل الصموت

ما سكتنا عنك عيا *** رب نطقٍ في السكوت

لك بيت في ‌البيوت *** مثل بيت العنكبوت

إنَّ يهن وهنا ففيه *** حيلتا سكنى وقوت!

زهر الأكم: 1-353.

 

3- وَلست بولاج ‌الْبيُوت لفاقة *** وَلَكِن إِذا اسْتَغْنَيْت عَنْهَا ولجتها

جمهرة الأمثال: 1-491.

 

4- الْبيُوت على الْمحبَّة.

جمهرة الأمثال: 2-179.

 

5- قَوْلهم لم تبن ‌الْبيُوت على الْمحبَّة

أَي رُبمَا اجْتمع الْقَوْم على غير رضَا بَعضهم بِبَعْض ومحبة بَعضهم لبَعض وَلَكِن حَاجَة كل واحدٍ مِنْهُم إِلَى الآخر تجمعهم مَعْنَاهُ اصبر على أذية صديقك وَأهْلك فَإِن حَال النَّاس مَعَ أهلهم وأصدقائهم مثل حالك وَنَحْوه قَول الشَّاعِر:

وهموم بَيْتك إِن نظرت أقلهَا

جمهرة الأمثال: 2-200.

 

6- أينَ أهلُ المنازلِ *** تَحْتَ صُمِّ الجنادلِ

كانوا يسكنون ‌البيوت والقصور فأصبحوا يسكنون القبور

نظم اللآلئ: 9.

متفرقات

1- قال ابن كثير عن قوله تعالى: (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ) [التحريم: ١١]: "قَالَ الْعُلَمَاءُ: اخْتَارَتِ الْجَارَ قَبْلَ الدَّارِ".

 

2- قال أبو جعفر الطبري عن قوله تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة) [آل عمران:٩٦] قال: "ومعنى ذلك: إن أول بيت وضع للناس لعبادة الله فيه".

 

3- قال ابن كثير عند قوله تعالى: (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ)[الطور: 4]: "ثبت في الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة: "ثم رفع بي إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألفًا، لا يعودون إليه آخر ما عليهم"، يعني: يتعبدون فيه ويطوفون به كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم، كذلك ذاك البيت المعمور هو كعبة أهل السماء السابعة، ولهذا وجد إبراهيم الخليل عليه السلام مسندًا ظهره إلى البيت المعمور؛ لأنه باني الكعبة الأرضية، والجزاء من جنس العمل، وهو بحيال الكعبة، وفي كل سماء بيت يتعبد فيه أهلها ويصلون إليه، والذي في السماء الدنيا يقال له: بيت العزة".

 

4- قال القرطبي عند قوله تعالى: (قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت) [هود: ٧٣]: "هل هو خبر أو دعاء؟ وكونه إخبارا أشرف، لأن ذلك يقتضي حصول الرحمة والبركة لهم، المعنى: أوصل الله لكم رحمته وبركاته أهل البيت. وكونه دعاء إنما يقتضي أنه أمر يترجى ولم يحصل بعد. ونصب (أهل البيت) على الاختصاص، وهذا مذهب سيبويه. وقيل: على النداء. الثالثة- هذه الآية تعطي أن زوجة الرجل من أهل البيت، فدل هذا على أن أزواج الأنبياء من أهل البيت، فعائشة رضي الله عنها وغيرها من جملة أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، ممن قال الله فيهم: "ويطهركم تطهيرا". الجامع لأحكام القرآن.

 

5- قال النووي -رحمه الله- في شرحه حديث: "إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ"(رواه مسلم) قال: "معناه قال الشيطانُ لإخوانِه وأعوانِه ورفقتِه، وفى هذا استحبابُ ذكر الله -تعالى- عند دخولِ البيت، وعند الطعام".

 

6- قال ابن كثير عند قوله تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا)[النحل:80]. قال: "يَذْكُرُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- تَمَامَ نِعَمِهِ عَلَى عَبِيدِهِ، بِمَا جَعَلَ لَهُمْ مِنَ الْبُيُوتِ الَّتِي هِيَ سَكَنٌ لَهُمْ، يَأْوُونَ إِلَيْهَا، وَيَسْتَتِرُونَ بِهَا، وَيَنْتَفِعُونَ بِهَا سَائِرَ وُجُوهِ الِانْتِفَاعِ". نفسير ابن كثير

 

قالَ الطِّيبِيُّ في شرحه حديث: "ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ، إِنْ عَاشَ رُزِقَ وَكُفِيَ، وَإِنْ مَاتَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنةَ: مَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ فَسَلَّمَ، فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللّهِ، وَمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ"( أخرجه أبو داود (٢٤٩٤)،: "الضَّامِنُ بِمَعْنَى ذِي الضَّمَانِ، أَيْ: وَاجِبٌ عَلَى اللَّهِ -تَعَالَى- يَعْنِي بِمُقْتَضَى وَعْدِهِ أَنْ يَكْلَأَهُ مِنْ مُضَادِّ الدِّينِ وَالدُّنْيَا". فيض القدير شرح الجامع الصغير – المناوي

 

8- قال ابن عاشور عند قوله تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا)[النحل:80]. قال: "هَذَا مِنْ تَعْدَادِ النِّعَمِ الَّتِي أَلْهَمَ اللَّهُ إِلَيْهَا الْإِنْسَانَ، وَهِيَ نِعْمَةُ الْفِكْرِ بِصُنْعِ الْمَنَازِلِ الْوَاقِيَةِ وَالْمُرَفَّهَةِ وَمَا يُشْبِهُهَا مِنَ الثِّيَابِ وَالْأَثَاثِ. وَكُلُّهَا مِنَ الْأَلْطَافِ الَّتِي أَعَدَّ اللَّهُ لَهَا عَقْلَ الْإِنْسَانِ وَهَيَّأَ لَهُ وَسَائِلَهَا. وَهَذِهِ نِعْمَةُ الْإِلْهَامِ إِلَى اتِّخَاذِ الْمَسَاكِنِ وَذَلِكَ أَصْلُ حِفْظِ النَّوْعِ مِنْ غَوَائِلِ حَوَادِثِ الْجَوِّ مِنْ شِدَّةِ بَرْدٍ أَوْ حَرٍّ وَمِنْ غَوَائِلِ السِّبَاعِ وَالْهَوَامِ. وَهِيَ أَيْضًا أَصْلُ الْحَضَارَةِ وَالتَّمَدُّنِ لِأَنَّ الْبُلْدَانَ وَمَنَازِلَ الْقَبَائِلِ تَتَقَوَّمُ مِنِ اجْتِمَاعِ الْبُيُوتِ. وَأَيْضًا تَتَقَوَّمُ مِنْ مُجْتَمَعِ الْحُلَلِ وَالْخِيَامِ.

 

وَبُيُوتٌ: يَجُوزُ فِيهِ ضَمُّ الْمُوَحَّدَةِ وَكَسْرُهَا، وَهُوَ جَمْعُ بَيْتٍ. وَالْبَيْتُ: مَكَانٌ يُجْعَلُ لَهُ بِنَاءٌ وَفُسْطَاطٌ يُحِيطُ بِهِ يُعَيِّنُ مَكَانَهُ لِيَتَّخِذَهُ جَاعِلُهُ مَقَرًّا يَأْوِي إِلَيْهِ وَيَسْتَكِنُّ بِهِ مِنَ الْحَرِّ وَالْقَرِّ. وَقَدْ يَكُونُ مُحِيطُهُ مِنْ حَجَرٍ وَطِينٍ وَيُسَمَّى جِدَارًا، أَوْ مِنْ أَخْشَابٍ أَوْ قَصَبٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ وَتُسَمَّى أَيْضًا الْأَخْصَاصُ. وَيُوضَعُ فَوْقَ مُحِيطِهِ غِطَاءٌ سَاتِرٌ مِنْ أَعْلَاهُ يُسَمَّى السَّقْفُ، يُتَّخَذُ مِنْ أَعْوَادٍ وَيُطَيَّنُ عَلَيْهَا، وَهَذِهِ بُيُوتُ أَهْلِ الْمُدُنِ وَالْقُرَى.

 

وَقَدْ يَكُونُ الْمُحِيطُ بِالْبَيْتِ مُتَّخَذًا مِنْ أَدِيمٍ مَدْبُوغٍ وَيُسَمَّى الْقُبَّةَ، أَوْ مِنْ أَثْوَابٍ تُنْسَجُ مِنْ وَبَرٍ أَوْ شَعْرٍ أَوْ صُوفٍ وَيُسَمَّى الْخَيْمَةَ أَوِ الْخِبَاءَ، وَكُلُّهَا يَكُونُ بِشَكْلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْهَرَمِيِّ تَلْتَقِي شُقَّتَاهُ أَوْ شُقَقُهُ مِنْ أَعْلَاهُ مُعْتَمِدَةً عَلَى عَمُودٍ وَتَنْحَدِرُ مِنْهُ مُتَّسِعَةً عَلَى شَكْلٍ مَخْرُوطٍ.

 

وَهَذِهِ بُيُوتُ الْأَعْرَابِ فِي الْبَوَادِي أَهْلِ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ يَتَّخِذُونَهَا لِأَنَّهَا أَسْعَدُ لَهُمْ فِي انْتِجَاعِهِمْ، فَيَنْقُلُونَهَا مَعَهُمْ إِذَا انْتَقَلُوا يَتَتَبَّعُونَ مَوَاقِعَ الْكَلَأِ لِأَنْعَامِهِمْ وَالْكَمْأَةِ لِعَيْشِهِمْ. وجَعَلَ هُنَا بِمَعْنَى أَوْجَدَ.

 

وَالسَّكَنُ: اسْمٌ بِمَعْنَى الْمَسْكُونِ. وَالسُّكْنَى: مَصْدَرُ سَكَنَ فُلَانٌ الْبَيْتَ، إِذَا جَعَلَهُ مَقَرًّا لَهُ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ السُّكُونِ، أَيِ الْقَرَارِ. وَقَوْلُهُ: مِنْ بُيُوتِكُمْ بَيَانٌ لِلسَّكَنِ، فَتَكُونُ مِنْ بَيَانِيَّةٌ، أَوْ تُجْعَلُ ابْتِدَائِيَّةً وَيَكُونُ الْكَلَامُ مِنْ قَبِيلِ التَّجْرِيدِ بِتَنْزِيلِ الْبُيُوتِ مَنْزِلَةَ شَيْءٍ آخَرَ غَيْرِ السَّكَنِ، كَقَوْلِهِمْ: لَئِنْ لَقِيتَ فُلَانًا لَتَلْقَيَنَّ مِنْهُ بَحْرًا. وَأَصْلُ التَّرْكِيبِ: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ بُيُوتَكُمْ سَكَنًا. وَشَمِلَ الْبُيُوتُ هُنَا جَمِيعَ أَصْنَافِهَا". التحرير والتنوير

 

9- قال الشوكاني عن قوله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)[الضحى:8]: "قَالَ قَتَادَةُ: إِنَّ اللَّهَ -سبحانه- سَائِلٌ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ عَمَّا أَنْعَمَ عَلَيْهِ، وَهَذَا هُوَ الظَّاهِرُ، وَلَا وَجْهَ لِتَخْصِيصِ النَّعِيمِ بِفَرْدٍ مِنَ الْأَفْرَادِ، أَوْ نَوْعٍ مِنَ الْأَنْوَاعِ لِأَنَّ تَعْرِيفَهُ لِلْجِنْسِ أَوِ الِاسْتِغْرَاقِ، وَمُجَرَّدُ السُّؤَالِ لَا يَسْتَلْزِمُ تعذيب المسؤول عَلَى النِّعْمَةِ الَّتِي يُسْأَلُ عَنْهَا، فَقَدْ يَسْأَلُ اللَّهُ الْمُؤْمِنَ عَنِ النِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْهِ فِيمَ صَرَفَهَا، وَبِمَ عَمِلَ فِيهَا؟ لِيَعْرِفَ تَقْصِيرَهُ وَعَدَمَ قِيَامِهِ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِ مِنَ الشُّكْرِ، وَقِيلَ: السُّؤَالُ عَنِ الْأَمْنِ وَالصِّحَّةِ، وَقِيلَ: عَنِ الصِّحَّةِ وَالْفَرَاغِ، وَقِيلَ: عَنِ الْإِدْرَاكِ بِالْحَوَاسِّ، وَقِيلَ: عَنْ مَلَاذِّ الْمَأْكُولِ وَالْمَشْرُوبِ، وَقِيلَ: عَنِ الْغَدَاءِ وَالْعَشَاءِ، وَقِيلَ: عَنْ بَارِدِ الشَّرَابِ وَظِلَالِ الْمَسَاكِنِ، وَقِيلَ: عَنِ اعْتِدَالِ الْخُلُقِ، وَقِيلَ: عَنْ لَذَّةِ النَّوْمِ، وَالْأَوْلَى الْعُمُومُ كَمَا ذَكَرْنَا". فتح القدير

 

10- قال الآلوسي عند قوله تعالى: (رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي) [نوح: ٢٨] قال: "قيل أراد منزله وقيل سفينته وقال الجمهور وابن عباس: أراد مسجده وفي رواية عن الحبر أنه أراد شريعته استعار لها اسم البيت كما قالوا قبة الإسلام وفسطاط الدين والمتبادر

المنزل وتخرج امرأته وابنه كنعان بقوله (مؤمنا)". روح المعاني

 

11- قال الطبري: "يعني تعالى ذكره بقوله: (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً) فتلك مساكنهم خاوية خالية منهم، ليس فيها منهم أحد، قد أهلكهم الله فأبادهم (بِمَا ظَلَمُوا) يقول تعالى ذكره: بظلمهم أنفسهم بشركهم بالله، وتكذيبهم رسولهم (إن في ذلك لآية لقوم يعلمون) يقول تعالى ذكره: إن في فعلنا بثمود ما قصصنا عليك يا محمد من القصة، لعظة لمن يعلم فعلنا بهم ما فعلنا، من قومك الذين يكذبونك فيما جئتهم به من عند ربك وعبرة". تفسير الطبري

 

12- قال الطبري عند قوله تعالى: (أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم) [طه:١٢٨]: "يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: أفلم يهد لقومك المشركين بالله، ومعنى يهد: يبين، يقول: أفلم يبين لهم كثرة ما أهلكنا قبلهم من الأمم التي سلكت قبلها التي يمشون في مساكنهم ودورهم، ويرون آثار عقوباتنا التي أحللناها بهم سوء مغبة ما هم عليه مقيمون من الكفر بآياتنا، ويتعظوا بهم، ويعتبروا، وينيبوا إلى الإذعان، ويؤمنوا بالله ورسوله، خوفًا أن يصيبهم بكفرهم بالله مثل ما أصابهم". الجامع لأحكام القرآن

 

13- قال الماوردي في قوله تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع...) [النور:٣٦]: "في هذه البيوت قولان:

أحدهما: أنها المساجد، قاله ابن عباس، والحسن، ومجاهد.

الثاني: أنها سائر البيوت، قاله عكرمة.

 

وفي قوله: (أذن الله أن ترفع) أربعة أوجه:

أحدها: أن تبنى، قاله مجاهد، كقوله: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت)[البقرة:١٢٧]. أي: يبني.

الثاني: أنها تطهر من الأنجاس والمعاصي، حكاه ابن عيسى.

الثالث: أن تعظم، قاله الحسن.

الرابع: أن ترفع فيها الحوائج إلى الله". تفسير الماوردي.

 

14- قال السعدي عند قوله تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا) [يونس:87] قال: "مروهم أن يجعلوا لهم بيوتًا، يتمكنون به من الاستخفاء فيها. (وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) أي: اجعلوها محلا، تصلون فيها، حيث عجزتم عن إقامة الصلاة في الكنائس، والبيع العامة". تفسير ابن سعدي.

 

15- قال السعدي عند قوله تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا...) [يونس: ٨٧] قال: "حين اشتد الأمر على قومهما، من فرعون وقومه، وحرصوا على فتنتهم عن دينهم. (أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا) أي: مروهم أن يجعلوا لهم بيوتًا، يتمكنون به من الاستخفاء فيها. (وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) أي: اجعلوها محلا، تصلون فيها، حيث عجزتم عن إقامة الصلاة في الكنائس، والبيع العامة. (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ) فإنها معونة على جميع الأمور، (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) بالنصر والتأييد، وإظهار دينهم، فإن مع العسر يسرًا، إن مع العسر يسرًا، وحين اشتد الكرب، وضاق الأمر، فرجه الله ووسعه. فلما رأى موسى، القسوة والإعراض من فرعون وملئه، دعا عليهم وأمن هارون على دعائه". تيسير الكريم الرحمن

 

16- قال الشيخ السعدي -رحمه الله- عند قوله تعالى: (وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)[النور: 28]: "أي: فلا تمتنعوا من الرجوع، ولا تغضبوا منه، فإن صاحبَ المنزلِ، لم يمنعْكم حقًا واجبًا لكم، وإنما هو متبرعٌ، فإن شاء أذن أو منع، فأنتم لا يأخذُ أحدُكم الكبرَ والاشمئزازَ من هذه الحال: (هُوَ أَزْكَى لَكُمْ) أي: أشدُ لتطهيركم من السيئات، وتنميتكم بالحسنات: (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)، فيجازي كلَ عاملٍ بعمله؛ من كثرة وقلة، وحُسن وعدمه". تفسير السعدي.