بيئة
2022-10-10 - 1444/03/14التعريف
تعريف البيئة:
أ- البيئة لُغةً: المكان والمنزل، والاسم البِيئة، والباءة، والمباءة، وتُطْلَق على منزل القوم، حيث يَتَبَوَّؤُونَ من قِبَل وادٍ، أو سَنَد الجبل، ومنه المباءة: مَعْطِن الإبل؛ حيث تُنَاخُ في الموارد أو المراح الذي تبيت فيه (لسان العرب:1-382).
ب- البِيئة في الإسلام: كلمةٌ جامِعَةٌ تشمل جميع مناحِي الحياة، وقد تتَّسع البيئة لِتَشْملَ الأرض التي تقلُّنا، والسَّماء التي تظلُّنا، وقد تضيق لِتَخُص بيت الإنسان، وموقع عمله، وسُكناه، وهي باختصارٍ: "كلُّ شيءٍ يحيطُ بالإنسان، مِن مَوْجُودات، من ماء، وهواءٍ، وكائنات حَيَّةٍ، وجمادات، وهيَ المجالُ الطَّبيعي الذي يُمارِس فيه الإنسانُ حياته، ونشاطاته المختلفة؛ لِيُحَوِّلها إلى بيئةٍ مشيدة، التي في خانتها البِيئة الأخلاقيَّة، والاجتماعيَّة، والاقتصاديَّة، والسِّياسيَّة، والتِّكنُولوجيَّة".
الفَسَاد في البيئة: اتَّفَقَ العلماء على أنَّ الفَسَاد في البيئة كلمةٌ تَشْمل التَّلَوُّث، والتَّغَيُّرات المناخيَّة، وكلَّ شَيءٍ جَاوَزَ الحَدَّ، ومِن معانِي الفساد: "الجدْب - أي: التَّصَحُّر - وهو ما يَحْدُث اليوم على الأرضِ، حيثُ يُؤَكِّد العلماء أنَّ المساحةَ الخَضْراء تَتَقَلَّص؛ بِفِعْل الاسْتِخْدامات غير السَّلِيمة للأرض مِن قِبَل البَشَر، وسَوْف تَزْدَاد الأراضي الجَافَّة والمُتَصَحِّرة في الأعوام القادمة؛ بسَببِ زيادةِ التَّلَوُّث.
التَّلَوُّث في اللغة: جاء في مُعجَم "لسان العرب"، تحت كلمة "لوث": أنَّ التَّلَوُّثَ يعني: التَّلَطُّخ، يقال: تَلَوَّثَ الطِّين بالتِّبن، والجص بالرَّمل، ولَوَّثَ ثيابه بالطِّين؛ أي: لَطَّخَها، وَلَوَّثَ الماء: كَدَّره (لسان العرب:3/408-409).
واصطلاحًا: هو إدخالُ الإنسان - مُبَاشَرة أو بِطَرِيقٍ غيرِ مباشِر - لِمَواد، أوْ لِطَاقة في البيئة، والذي يَسْتَتْبع نتائج ضارَّة، على نَحْوٍ يُعَرِّض الصِّحَّة الإنسانيَّة لِلْخَطَر، ويَضُر بالمَوَارد الحيويَّة، وبالنُّظُم البِيئيَّة، وينال مِن قِيَم التَّمَتُّع بالبِيئة، أو يَعُوق الاستِخْدامات الأُخرى المَشْروعة للوَسط (الإسلام والبيئة؛ لمحمد مرسي:105).
ويعني أيضًا: "عمليَّة تَرَاكُمٍ لِبَعض العَنَاصر في البيئة، بِشَكْل يُؤَدِّي إلى الإضرار بهذه البِيئة والعناصر الحيَّة المختلفة المُرْتَبِطة بها؛ مثل: الإنسان، والحيوان، والنَّبات"(سلسلة عالم البيئة؛ مقدمة في اقتصاديات البيئة؛ د. محمد عبدالكريم علي عبدربه :64).
العناصر
1- بديع خلق الله للكون وإتقانه له
2- الحكمة من استخلاف الله للإنسان في الأرض
3- العمارة الحقيقة للأرض وبعض صور عمارتها
4- تحريم الإفساد في الأرض
5- صور من الإفساد في الأرض وتلويث البيئة
6- دور البيت والمجتمع المسلم في المحافظ على البيئة
7- نشر الوعي البيئي أمانة شرعية
الايات
1- قال الله تعالى: (قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)[البقرة:60]. ومن الإفساد الإفساد في البيئة
2- قال تعالى: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)[المائدة:32]. الإنسان جزء لا يتجزأ من البيئة.
3- قال تعالى: (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ)[البقرة:205].
4- قال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ)[الأنعام:38].
5- قال تعالى: (وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ)[الأعراف:10].
6- قال تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)[الْأَعْرَافِ: 55-56].
7- قال تعالى: (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)[الأعراف: 128- 129].
8- قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ * فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ * قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ * وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ * وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ * وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ * وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ * وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ * حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ * وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ * وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ * وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[هود:25-44]. أثر عصيان الرسل على البيئة.. ولكل قوم معصية وما أثرته على بيئتهم واستخلافهم بأقوام آخرين.
9- قال تعالى: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)[هود:61].
10- قال تعالى: (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ * إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ * يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ * وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ * وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ * قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ * قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ * قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ * فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ)[هود:74-83]. أثر اللواط على البيئة
11- قال تعالى: (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ * وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ * هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ * وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ)[النحل:4-16].
12- قال تعالى: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ)[النَّحْلِ:61]. أثر المعاصي على البيئة.
13- قال تعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا)[الإسراء:27].
14- قال تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا)[الإسراء:32].
15- قال تعالى: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا * كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا * وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا * لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا * وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا * وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا)[الكهف:32-42]. أثر الشرك على البيئة
16- قال تعالى: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ)[النمل:88].
17- قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[الروم:30].
18- قال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)[الروم:41]. أثر المعاصي على البيئة.
19- قال تعالى: (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ * أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً)[لقمان:19-20]. الضجيج والضوضاء سبب في تشتيت الذهن، وغياب التركيز، وتضييع لنعمة الهدوء والطمأنينة، ولحسن التفكير، وتعويق للإنتاج والعطاء المثمر في البئية.
20- قال تعالى: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ)[السَّجْدَةِ:7].
21- قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ * وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ * فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)[سبأ:15-19]. أثر الكفر بالنعمة على البيئة
22- قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[الْجَاثِيَةِ: 12].
23- قال تعالى: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ * وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ * وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ)[الرحمن:5-9].
24- قال تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحديد:25].
25- قال تعالى: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ * فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ * فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ * وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ * فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ * قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ * قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ * عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ * كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)[القلم:17-33]. أثر منع الزكاة على البيئة.
26- قال تعالى: (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)[عبس:24-32].
27- قال تعالى: (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا)[الشمس:12-15].
الاحاديث
1- عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَثَلُ القائِمِ على حُدُودِ اللَّهِ والواقِعِ فيها، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا على سَفِينَةٍ، فأصابَ بَعْضُهُمْ أعْلاها وبَعْضُهُمْ أسْفَلَها، فَكانَ الَّذِينَ في أسْفَلِها إذا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا على مَن فَوْقَهُمْ، فقالوا: لو أنّا خَرَقْنا في نَصِيبِنا خَرْقًا ولَمْ نُؤْذِ مَن فَوْقَنا، فإنْ يَتْرُكُوهُمْ وما أرادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وإنْ أخَذُوا على أيْدِيهِمْ نَجَوْا، ونَجَوْا جَمِيعًا.
البخاري (ت ٢٥٦)، صحيح البخاري ٢٤٩٣
2- عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كُلوا واشرَبوا وتَصدَّقوا والبَسوا، غيرَ مَخيلةٍ، ولا سَرفٍ، وقال يزيدُ مرَّةً: في غيرِ إسرافٍ، ولا مَخيلةٍ"(رواه أحمد:٦٦٩٥ وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن).
3- عن عبدالله بن عمر قال: أقبلَ علينا رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فقالَ: "يا معشرَ المُهاجِرينَ خمسٌ إذا ابتُليتُمْ بِهِنَّ وأعوذُ باللَّهِ أن تدرِكوهنَّ لم تَظهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قطُّ حتّى يُعلِنوا بِها إلّا فَشا فيهمُ الطّاعونُ والأوجاعُ الَّتي لم تَكُن مَضت في أسلافِهِمُ الَّذينَ مَضوا ولم ينقُصوا المِكْيالَ والميزانَ إلّا أُخِذوا بالسِّنينَ وشدَّةِ المئونَةِ وجَورِ السُّلطانِ عليهِم ولم يمنَعوا زَكاةَ أموالِهِم إلّا مُنِعوا القَطرَ منَ السَّماءِ ولَولا البَهائمُ لم يُمطَروا ولم يَنقُضوا عَهْدَ اللَّهِ وعَهْدَ رسولِهِ إلّا سلَّطَ اللَّهُ عليهم عدوًّا من غيرِهِم فأخَذوا بعضَ ما في أيدَيهِم وما لَم تَحكُم أئمَّتُهُم بِكِتابِ اللَّهِ ويتخيَّروا مِمّا أنزلَ اللَّهُ إلّا جعلَ اللَّهُ بأسَهُم بينَهُم"(رواه ابن ماجه:٣٢٦٢، وحسنه الألباني).
4- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: لَمّا قَدِمَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- المَدِينَةَ، وُعِكَ أبو بَكْرٍ، وبِلالٌ، قالَتْ: فَدَخَلْتُ عليهما، فَقُلتُ: يا أبَتِ كيفَ تَجِدُكَ؟ ويا بلالُ كيفَ تَجِدُكَ؟ قالَتْ: فَكانَ أبو بَكْرٍ إذا أخَذَتْهُ الحُمّى يقولُ: كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ في أهْلِهِ... والمَوْتُ أدْنى مِن شِراكِ نَعْلِهِ وَكانَ بلالٌ إذا أقْلَعَ عنْه الحُمّى يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ ويقولُ:
أَلا لَيْتَ شِعْرِي هلْ أبِيتَنَّ لَيْلَةً *** بوادٍ وحَوْلِي إذْخِرٌ وجَلِيلُ
وَهلْ أرِدَنْ يَوْمًا مِياهَ مَجَنَّةٍ *** وهلْ يَبْدُوَنْ لي شامَةٌ وطَفِيلُ
قالَتْ عائِشَةُ: فَجِئْتُ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فأخْبَرْتُهُ فقالَ: "اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلَيْنا المَدِينَةَ كَحُبِّنا مَكَّةَ، أوْ أشَدَّ وصَحِّحْها وبارِكْ لنا في صاعِها ومُدِّها، وانْقُلْ حُمّاها فاجْعَلْها بالجُحْفَةِ"(أخرجه البخاري:٥٩٢٦، ومسلم:١٣٧٦).
5- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ علَى الطُّرُقَاتِ"، فَقالوا: ما لَنَا بُدٌّ، إنَّما هي مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قالَ: "فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فأعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا"، قالوا: وَما حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قالَ: "غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ"(رواه البخاري:2465).
6- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ"(رواه مسلم:٣٥).
7- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يَبُولَنَّ أحَدُكُمْ في الماءِ الدّائِمِ ثُمَّ يَغْتَسِلُ منه"(رواه مسلم:٢٨٢).
8- عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اتَّقوا الملاعنَ الثَّلاثَ: البَرازَ في المواردِ وقارعةِ الطَّريقِ والظِّلِّ"(رواه أبو داود:٢٦، وحسنه الألباني).
9- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا اسْتَيْقَظَ أحَدُكُمْ مِن نَوْمِهِ، فلا يَغْمِسْ يَدَهُ في الإناءِ حتّى يَغْسِلَها ثَلاثًا؛ فإنَّه لا يَدْرِي أيْنَ باتَتْ يَدُهُ"(رواه مسلم:٢٧٨).
10- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "غَطُّوا الإناءَ، وأَوْكُوا السِّقاءَ؛ فإنَّ في السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فيها وَباءٌ، لا يَمُرُّ بإناءٍ ليسَ عليه غِطاءٌ، أوْ سِقاءٍ ليسَ عليه وِكاءٌ؛ إلّا نَزَلَ فيه مِن ذلكَ الوَباءِ" وفي رِوايةٍ: "فإنَّ في السَّنَةِ يَوْمًا يَنْزِلُ فيه وَباءٌ"(رواه مسلم:٢٠١٤).
11- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلّا كانَ له به صَدَقَةٌ"(أخرجه البخاري:٢٣٢٠، ومسلم:١٥٥٣).
12- عن سعيد بن زيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن أحيا أرضًا ميتةً فَهيَ لَهُ، وليسَ لعِرقِ ظالمٍ حقٌّ"(رواه أبو داود:٣٠٧٣، وصححه الألباني).
13- عن عبدالله بن حبشي الخثعمي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قطَعَ سِدْرَةً صَوَّبَ اللهُ رأسَه في النارِ"(رواه أبو داود:٥٢٣٩، وصححه الألباني). أي من دون سبب
14- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ في الجَنَّةِ، في شَجَرَةٍ قَطَعَها مِن ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كانَتْ تُؤْذِي النّاسَ"(أخرجه مسلم:١٩١٤).
15- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال:نَهى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عن بَيْعِ الثِّمارِ حتّى يَبْدُوَ صَلاحُها (أخرجه البخاري:١٤٨٧، ومسلم:١٥٣٦).
16- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- أنَّ رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- نَهى عن بَيْعِ النَّخْلِ حتّى يَزْهُوَ، وَعَنِ السُّنْبُلِ حتّى يَبْيَضَّ، وَيَأْمَنَ العاهَةَ نَهى البائِعَ والْمُشْتَرِيَ (رواه مسلم:١٥٣٥).
17- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أنَّ امْرَأَةً بَغِيًّا رَأَتْ كَلْبًا في يَومٍ حارٍّ يُطِيفُ ببِئْرٍ، قدْ أدْلَعَ لِسانَهُ مِنَ العَطَشِ، فَنَزَعَتْ له بمُوقِها فَغُفِرَ لَها"(رواه مسلم:٢٢٤٥).
18- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: سَأَلْتُ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الطّاعُونِ، فأخْبَرَنِي أنَّه "عَذابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ على مَن يَشاءُ، وأنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، ليسَ مِن أحَدٍ يَقَعُ الطّاعُونُ، فَيَمْكُثُ في بَلَدِهِ صابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أنَّه لا يُصِيبُهُ إلّا ما كَتَبَ اللَّهُ له، إلّا كانَ له مِثْلُ أجْرِ شَهِيدٍ"(رواه البخاري:٣٤٧٤).
19- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ بشاةٍ مَيِّتَةٍ، فَقالَ: "هَلّا اسْتَمْتَعْتُمْ بإهابِها؟" قالوا: إنَّها مَيِّتَةٌ، قالَ: "إنَّما حَرُمَ أكْلُها"(رواه البخاري:٥٥٣١، ومسلم:٣٦٣).
20- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن عُرِضَ عليه رَيْحانٌ فلا يَرُدُّهُ، فإنَّه خَفِيفُ المَحْمِلِ طَيِّبُ الرِّيحِ"(رواه مسلم:٢٢٥٣).
القصص
1- يذكر بِرْنَارَدْشُو: أنَّه عندما ابْتَدَأتْ بريطانيا في استعمار العالم الإسلامي، عملتْ على إجبار سُكَّان جُزُر "السندويتش" على تَرْك الإسلام، فما أن نجحتْ في ذلك، حتى ابْتَدأتِ الأَوْبِئة الفَتَّاكة تظهر بينهم، وتقضي عليهم؛ بِسَبب تَرْكهم لِتَعاليم النَّظَافة في هذا الدِّين(كتابه: حيرة الطَّبيب).
الاشعار
1- قال الشاعر مؤكدًا على أهمية المحافظة على البيئة:
نُظَلِّـلُ تُرْبَـتَهَا بِالشَّـــــــــجَرْ *** وَنُبْعِدَ عَنْـهَا الأَذَى وَالضَّرَرْ
فَبِيئَـتُنَا أَصْبَحَـتْ فِي خَــــطَرْ *** وَتَطْـهِــيرُهَا هُوَ خَـيْرُ دَوَاءْ
2- روى الشاعر أعذب الكلمات عن البيئة كما يأتي:
إِلَى الجِدِّ هَيَّا نَشُـــدَّ الرِّحَـالْ *** وَبِالعِزِّ نَرْفَـعُ تَاجَ الكَـمَالْ
فَبيئتنا عُرٍفَـتْ بِالجَمَـــــــالْ *** وَعَذْبِ المِيَاهِ وَطِيبِ الهَوَاء
3- قال الشاعر أحمد شوقي عن جمال البيئة والطبيعة:
تلك الطبيعة ُ، قِف بنا يا ساري *** حتى أُريكَ بديعَ صُنْعِ الباري
الأَرضُ حولك والسماءُ اهتزَّتا *** لروائع الآياتِ والآثار
من كلّ ناطقة ِ الجلال، كأَنها *** أُمُّ الكتاب على لسان القاري
4- قال مأمون جرار في رابطة الأدب الاسلامي:
هو الحسنُ عنوان هذا الوجود *** فسَرّح عيونك فيه طويلا
وقف وتأمّل مجالي الجمال *** تجد كل ما في الوجود جميلا
ألم ترَ للفجر في صحوه *** يشقّ الظلام قليلا.. قليلا
وينشر في الكون لون النهار *** ويزرع في الصمت صوتا جليلا
يبث الحياة ويحيي الموات *** ويقرع للنائمين الطبولا
فتنبعث الطير من عُشها *** ترتل لله لحنا عليلا
تنبه في الروض شوق الحياة *** وتوقظ وردا أطال المقيلا
فينشر في النسمات شذى *** يرفّ إلى النائمين رسولا
هو الحسن يدعو الورى للفضاء *** فشقوا الستور وفكّوا الكبولا
لمن خلق الله حسن الشروق *** وأرسل فيه نسيما بَليلا
وبث على الورد قطر الندى *** يروق العيون ويشفي الغليلا
تأمل دقائق حسن الوجود *** بلونٍ على الله كان دليلا
ففي الزهر والورد لون بديع *** يشوق العيون ويسبي العقولا
حدائق في صنعها بهجة *** وآيات لون تنير السبيلا
هو الله أبدع هذا الوجود *** فوشّى الجبال وحلّى السهولا
ومن كل لون أباح الغيوم *** وأشرع للناهلين الأصيلا
كتاب جميل هو الكون فأقرأ *** صحائف منه.. ورتله قيلا
وخذ من جمال الوجود صراطا *** تحاذر عن دربه أن تميلا
فإن الجمال سبيل النجاة *** ومن فارق الحسن ضلَّ السبيلا
الحكم
1- "لقد ثبت بالتجربة أنه لا شيء أقوى أثرا من البيئة إلا العقيدة"(محمد قطب)
2- "إذا استمرينا في استغلال كوكب الأرض بدون اكتراث وبدون تعويض لمصادره، فما نحن إلا مستهلكون جشعون"(ساتيش كومار)
3- "التغير المناخي ليس مجرد مشكلة تخص المستقبل. بل هي مشكلة تؤثر علينا يوميا، وعلى كل الناس"(فاندانا شيفا)
4- "لن تستمر الأرض في تقديم محصولها، إلا مع إشراف مخلص. لا يمكن أن نقول أننا نحب الأرض ثم نتخذ خطوات لتدميرها ليستخدمها الأجيال القادمة"(البابا جون بول الثاني)
5- "في القريب لن تكون السيارات الصديقة للبيئة خياراً…بل ستكون ضرورة"(فوجيو تشو)
6- "أعظم تهديد لكوكبنا هو الاعتقاد بأن شخصا آخر سينقذه"(روبرت سوان)
7- "من يزرع شجرة يحب الآخرين بجانب نفسه"(توماس فولر)
8- "بدون وجود الموطن الطبيعي للحيوان، سينتقل للعيش مع الإنسان"(أنتوني تي هيكس)
9- "حماية بيئتنا لا يعتبر رفاهية نختار الاستمتاع بها، بل هي مسألة بسيطة تتعلق بالنجاة"(أوليك-آيس)
10- "التسبب بضرر في كوكب الأرض يعني التسبب بضرر بأبنائك"(ويندال بيري)
11- "ما نفعله بغابات العالم ما هو إلا مرآه انعكاسية لما نفعله بأنفسنا وبالآخرين"(كريس ماسر)
12- "الحفاظ على البيئة هو عبارة عن حالة من الإنسجام بين الإنسان والأرض"(ألدو ليوبولد)
13- "رمي الطعام يشبه السرقة من طاولة الفقراء والجائعين"(البابا فرنسيس)
14- "ما فائدة البيت إذا لم يكن لديك كوكب متين لبناءه عليه؟"(هنري ديفيد ثورو)
15- "الماء هو الحياة، والماء النظيف يعني الصحة"(أودري هيبورن)
16- "عندما تهدر الطعام الطيب، تهدر الحياة"(كاثرين آن بورتر)
الدراسات
عَقَد علماء البيئة اجتِماعًا في فرنسا "مؤتمر باريس، 2 فبراير 2007"، وخرجوا بثلاثِ نتائج، اتَّفَق عليها أكثر من 500 عالِمٍ، مِن مختلف دول العالم:
1- لَقَدْ بدأتْ نِسَبُ التَّلَوُّث تَتَجاوَزُ حُدودًا لَمْ يسبقْ لها مثيلٌ مِن قبلُ في تاريخ البَشَريَّة، وهذا يُؤَدِّي إلى إفساد البِيئة في البَرِّ والبَحْر، ففِي البَرِّ: هنالكَ فسادٌ في التُّرْبة، وفسادٌ في المياه الجَوْفيَّة وتَلَوُّثها، وفسادٌ في النَّباتات، حيث اخْتَلَّ التَّوَازُن النَّباتِي على اليابِسة.
وفي البحر: بدأتِ الكُتَل الجَلِيديَّة في الذَّوبان؛ بسببِ ارْتفاعِ حرارة الجوِّ، وبدأتِ الكائنات البَحَريَّة بِالتَّضَرُّر نتيجة ذلك، إذًا هنالكَ فسادٌ في البِيئة، وهذا ما عَبَّر عنه أحدُ العلماء، يقول الدكتور "جفري شانتون" - أحدُ علماءِ البيئة في جامعة فلوريدا -: "إنَّ غاز الكربون ازْدَاد في الغلاف الجَوِّي بِشَكْلٍ، أصْبحَ يُنْذِر بفسادِ أرضنا" - وانظرْ كيف يستخدم هذا العالِمُ فِعْل الإفسادِ للبيئة - "وإنَّ درجة الحرارة للأرض سَتَرْتَفِع ثلاث درجات خلال هذا القرن، إن لَمْ تُتَّخَذِ الإجراءات المُنَاسبة، وإنَّ مُعَدَّلَ درجة الحرارة ارْتَفَع درجةً خلال المائة سنة الماضية، وهذا الارتفاع سوف يُؤَدِّي إلى الكثير منَ الكَوَارث الطَّبيعيَّة، مثل: الأعاصير، وازدياد التَّصَحُّر، والأمطار الحامضيَّة، وغير ذلك.
2- اتَّفَق 500 عالِم على أنَّ الإنسان هو المسؤول عن هذا الإفساد للبيئة، ويقولون: إنَّ الناس بِسَببِ إِفْراطهم، وعدم مُرَاعَاتهم للتَّوَازُن البِيئي الطَّبِيعي - فالحُرُوب والتَّلَوُّث والإِفْراط في اسْتِخدام التكنولوجيا، دون مُرَاعَاة البيئة وقَوَانِينها - كلُّ ذلك أَدَّى إلى تَسَارُعٍ في زيادةِ نسبة الكربون في الجوِّ، ممَّا أَدَّى إلى حدوثِ ظاهرةِ الاحْتِباسِ الحَرَاري.
3- وجَّه العلماء في نهاية اجْتِماعهم نداءً عاجلاً، وإنْذَارًا لِجَميع دول العالم، أنْ يَتَّخِذُوا الإجراءات السَّريعة والمُناسِبة للحَدِّ منَ التَّلَوُّث،؛ لِتَلافِي الأخطار القادِمة النَّاتجة عنِ التَّلَوُّث الكبيرِ في الجوِّ، والبَحْر، واليابِسة (الفساد البيئي: معجزة قرآنيَّة، المصدر: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة)
متفرقات
1- قال ابن القيم -رحمه الله-: "والمقصود: أنَّ فساد الهواء جزءٌ من أجزاء السَّبب التام، والعِلَّة الفاعلة للطاعون، وأنَّ فساد جَوْهر الهواء هو الموجب لِحُدوث الوباء، وفساده يكون لاستحالة جَوْهره إلى الرَّداءة؛ لِغَلَبة إحدى الكَيْفيَّات الرَّديئة عليها؛ كالعُفُونة، والنَّتَن، والسُّمِّيَّة، في أي وقت كان من أوقات السَّنَة، وإن كان أكثر حُدُوثه في أواخر فصل الصَّيف، وفي الخريف"(الطب النبوي:108).
2- "أيَّ قَارِئٍ لِلْقُرآنِ سَتَستَوقِفُهُ أَسْمَاءُ سُوَرٍ كَثِيرَةٍ فِي القُرآنِ هِيَ عَنَاصِرُ مُكَوِّنَةٌ لِلْبِيئَةِ، وَمَا تَسْمِيَةُ السُّوَرِ بِهَا إِلاَّ دَلِيلُ اهتِمَامِ القُرآنِ بِهَذِهِ العَنَاصِرِ وَالظَّوَاهِرِ الطَّبِيعِيَّةِ وَالبِيئِيَّةِ وَمَا تَحْمِلُهُ مِنْ دَلاَلاَتٍ، فَيُمكِنُ لِمُتَصَفِّحِ القُرآنِ أَنْ يَجِدَ سُوَراً تَحْمِلُ أَسْمَاءَ الظَّوَاهِرِ وَالمَخْلُوقَاتِ السَّمَاوِيَّةِ كَـ(الرَّعْدِ وَالقَمَرِ وَالشَّمْسِ وَالنَّجْمِ وَالبُرُوجِ)، وَمُكَوِّنَاتِ الزَّمَانِ كَـ(اللَّيلِ وَالفَجْرِ وَالضُّحَى)، وَبَعْضِ الحَيَوانَاتِ كَـ(البَقَرَةِ وَالأَنْعَامِ وَالنَّحلِ وَالنَّملِ وَالعَنْكَبُوتِ وَالفِيلِ)، هَذَا فَضْلاً عَمَّا يَرِدُ فِي الآيَاتِ القُرآنِيَّةِ مِنْ حَدِيثٍ مُطَوَّلٍ عَنِ الجِبَالِ وَالبِحَارِ وَالأَنْهَارِ وَالأَشْجَارِ وَأَنْوَاعِهَا وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ العَنَاصِرِ البِيئِيَّةِ التِي خَلَقَهَا اللهُ.
وعَلَيْهِ فَالبِيئَةُ حَاضِرَةُ الذِّكْرِ فِي القُرآنِ بِقُوَّةٍ وَشُمُولِيَّةٍ لِجَمِيعِ عَنَاصِرِهَا، وَمَا ذِكْرُهَا إِلاَّ لاكتِشَافِهَا وَالاعتِبَارِ بِهَا وَالتَّأمُّلِ فِي خَلْقِهَا واكتِشَافِ قَوَانِينِهَا.
وَإنَّ أَهمَّ مَا يَلفِتُ النَّظَرَ فِي حَدِيثِ القُرآنِ عَنْ هَذِهِ الأَشْيَاءِ ذِكْرُهُ لِلْوَظِيفَةِ الأَكْمَلِ لَهَا، وَهِيَ دَوْرُهَا الجَمَالِيُّ، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا) ، وَقَالَ جَلّ شَأْنُهُ: (وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلا بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ)؛ فَالجَمَالُ فِي الخَلْقِ إِنَّمَا هُوَ مَصلَحَةٌ كَمَالِيَّةٌ اعتَنَى بِهَا الإِسْلاَمُ؛ فَمِنْ بَابِ أَولَى اهتِمَامُهُ بِمَا هُوَ ضَرُورِيٌّ لِلْحَيَاةِ فِي هَذِهِ البِيئَةِ.
فَحِفْظُ التَّوَازُنِ البِيئيِّ لِلْخَلْقِ الإِلَهِيِّ كَمَا أَقَامَهُ اللهُ إِنَّمَا هُوَ آكَدُ فِي التَّكْلِيفِ مِنْ حِفْظِ الجَمَالِ الطَّبِيعِيِّ الذِي جَعَلَهُ اللهُ لَنَا، وَنِعْمَةُ الجَمَالِ فِي البِيئَةِ وَالطَّبِيعَةِ هَذِهِ تُرَتِّبُ عَلَينَا وَاجِباً شَرْعِيّاً نَحْوَها، وَهُوَ أَنْ نَسْعَى لاستِدَامَةِ هَذَا الجَمَالِ فِي الخَلْقِ، وَذَلِكَ بِتَعْمِيمِ الخُضْرَةِ وَمُكَافَحَةِ التَّصَحُّرِ وَتَنْمِيَةِ المَوَارِدِ الطَّبِيعِيَّةِ، وَذَلِكَ مِنْ خِلاَلِ الزِّرَاعَةِ والتَّشْجِيرِ، وَالأَحَادِيثُ النَّبَوِيَّةُ صَرِيحَةٌ فِي الحَثِّ عَلَى الزِّرَاعَةِ وَالغَرْسِ؛ فَعَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- : "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعاً، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلاَّ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ"، فَقَدْ جَعَلَ اللهُ ثَوَاباً دَائماً عَلَى الغَرْسِ، أيًّا كَانَ نَوْعُهُ وَأيًّا كَانَ المُستَفِيدُ مِنْهُ، فَالغَرْسُ وَالخُضْرَةُ خَيْرٌ فِي كُلِّ حَالٍ يَستَفِيدُ مِنْهُ الإِنْسَانُ وَالحَيَوانُ، وَيَحفَظُ التَّوَازُنَ فِي الطَّبِيعَةِ، وَعَنْ أَنَسٍ أَيْضاً قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- : "إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنِ استِطَاعَ ألاَّ تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَها فَلْيَفْعَلْ"، وَفِي هَذَا الحَدِيثِ حَثٌّ لِلْمُسلِمِ عَلَى استِمْرَارِ العَمَلِ بِمَا يُحْيِي البِيئَةَ، وَأَنْ يَحْرِصَ عَلَى ذَلِكَ بِغَضِّ النَّظَرِ عَمَّنْ يَجْـنِي ثَمَرَتَهُ وَنَتِيجَتَهُ؛ فَالغَرْسُ شَأْنٌ يَعْنِي النِّظَامَ البِيئيَّ، وَالحِفَاظُ عَلَيْهِ اليَوْمَ هُوَ حِفَاظٌ عَلَى حَيَاةِ الأَجْيَالِ القَادِمَةِ، وَتَدْمِيرُهُ عُدْوَانٌ قَدْ يُصِيبُ الإِنْسَانَ اليَوْمَ فَضْلاً عَنِ الأَجْيَالِ اللاَّحِقَةِ"(قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء في عمان).
الإحالات
1- البيئة ومشكلاتها؛ لرشيد الحمد و محمد سعيد صابريني.
2- البيئة والبعد الإسلامي؛ فؤاد عبد اللطيف السرطاوي.
3- البيئة والتلوث: دراسة تحليلية لأنواع البيئات و مظاهر التلوث؛ لمحمد ابراهيم.