باطل
2024-03-02 - 1445/08/21التعريف
أولًا: المعنى اللغوي:
من المعلوم أن الباطل خلاف الحق وضده انظر: الصحاح؛ للجوهري: (٤-١٦٣٥)، مختار الصحاح؛ للرازي: (ص ٣٦).
ويعني: ذهاب الشيء وزواله، وقلة مكثه في الوجود والواقع، قال ابن فارس: «(بطل) الباء والطاء واللام أصل واحد، وهو ذهاب الشيء وقلة مكثه ولبثه. يقال: بطل الشيء يبطل بطلًا وبطولًا. وسمي الشيطان: الباطل؛ لأنه لا حقيقة لأفعاله، وكل شيء منه فلا مرجوع له ولا معول عليه، والبطل الشجاع... لأنه يعرض نفسه للمتالف» مقاييس اللغة، ابن فارس: (١-٢٥٨)، بتصرف يسير.
«وبطل الأجير بالفتح بطالةً، أي تعطل فهو بطال» الصحاح؛ للجوهري: (٤-١٦٣٥).
فالذي يربط تلك المعاني جميعها هو الزوال واللاقيمة؛ فالشيطان سرعان ما يزول شره، ويظهر وهنه، والبطل يزول بتعريض نفسه للخطر، والبطالة كذلك لا قيمة لصاحبها ولا أثر.
ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:
الباطل هو: ما لا ثبات له، ولا خير فيه، سواء أكان اعتقادًا، أم فعلًا، أم كلامًا، أم غيره انظر: التعريفات؛ لعلي الجرجاني: (ص ٤٢)، المفردات؛ للراغب: (ص ١٢٩)، الكليات؛ للكفوي: (ص ٢٤٤)، القاموس الفقهي؛ لسعيد أبو حبيب: (ص ٣٩)، معجم اللغة العربية المعاصرة؛ أحمد مختار: (١-٢١٩).
وما يجمع هذه المصطلحات مع المعنى اللغوي هو الزوال والذهاب، فما كان غير صحيح فهو إلى ذهاب، وفي عرف الفقهاء: الباطل كأنه لم يكن، فهو زائل، حتى كلمة بطل التي تقال للشجاع فلأنه يعرض نفسه للموت، ودمه للهدر، أو لأنه يبطل دم من تعرض له أي يذهبه ويزيله. انظر: التوقيف على مهمات التعاريف، للمناوي: (ص ٦٩).
ومن ثم فإن الارتباط بين المعنيين -اللغوي والاصطلاحي- يعد ارتباطًا وثيقًا؛ يقوم على أن الباطل لا قيمة له، ولا دوام؛ فسرعان ما يتلاشى بلا أثر يذكر.
العناصر
1- مفهوم الباطل
2- الباطل بين النفي والإثبات
3- أنواع الإبطال
4- سلوكيات باطلة
5- مفاسد تزيين الباطل
6- الصراع بين الحق والباطل
7- الموقف مع شدة الباطل
8- مصير الباطل والمبطلين
الايات
1- قال الله تعالى: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ * وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ * وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ * أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ [البقرة: 40-44].
2- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [البقرة: 264].
3- قال تعالى: (وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ * يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [آل عمران: 69-73].
4- قال تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران: 191].
5- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) [النساء: 29-30].
6- قال تعالى: (وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [النساء: 161].
7- قال تعالى: (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) [الأعراف: 138-141].
8- قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) [الأعراف: 172-173].
9- قال تعالى: (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) [الأنفال: 7-8].
10- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) [التوبة: 33-34].
11- قال تعالى: (فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) [يونس: 81-82].
12- قال تعالى: (يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) [هود: 13-17].
13- قال تعالى: (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) [الرعد: 17].
14- قال تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ * وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ * فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [النحل: 72-76].
15- قال تعالى: (وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا * وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا * وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا * سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا * أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا * وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا * وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) [الإسراء: 73-81].
16- قال تعالى: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا * وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا * وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا) [الكهف: 56].
17- قال تعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ * بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ * وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ * أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ * لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) [الأنبياء: 16-22].
18- قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) [الحج: 62].
19- قال تعالى: (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [العنكبوت: 52].
20- قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ [العنكبوت: 67].
21- قال تعالى: (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ * كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم: 59].
22- قال تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ * وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ * وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ * قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ * قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ * قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ) [سبأ: 43-50].
23- قال تعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ * أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ * كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) [ص: 27-29].
24- قال تعالى: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ * وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ) [غافر: 5-6].
25- قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ) [غافر: 78].
26- قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت: 41-42].
27- قال تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [الشورى: 24].
28- قال تعالى: (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ) [الدخان: 27].
29- قال تعالى: (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ) [محمد: 1-3].
30- قال تعالى: (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ) [المدثر: 45].
31- قال تعالى: (فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ...) [النساء: 140].
32- قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ) [البقرة: 204].
33- قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَآءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَاّ اللَّه وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الألبَابِ). [آلِ عِمْرَانَ: 7].
34- قال تعالى: (قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) [البقرة: 256].
الاحاديث
1- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: دَخَلَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مَكَّةَ، وحَوْلَ البَيْتِ سِتُّونَ وثَلاثُ مِئَةِ نُصُبٍ، فَجَعَلَ يَطْعُنُها بعُودٍ في يَدِهِ، ويقولُ: (جاءَ الحَقُّ وزَهَقَ الباطِلُ، إنَّ الباطِلَ كانَ زَهُوقًا)، (جاءَ الحَقُّ وما يُبْدِئُ الباطِلُ وما يُعِيدُ). أخرجه البخاري: (٤٧٢٠)، ومسلم: (١٧٨١).
2- عن سهل بن حنيف -رضي الله عنه- قال: أَتَيْتُ أبا وائِلٍ أسْأَلُهُ، فَقالَ: كُنّا بصِفِّينَ فَقالَ رَجُلٌ: ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ يُدْعَوْنَ إلى كِتابِ اللَّهِ؟ فَقالَ عَلِيٌّ: نَعَمْ، فَقالَ سَهْلُ بنُ حُنَيْفٍ: اتَّهِمُوا أنْفُسَكُمْ فَلقَدْ رَأَيْتُنا يَومَ الحُدَيْبِيَةِ -يَعْنِي الصُّلْحَ الذي كانَ بيْنَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- والمُشْرِكِينَ- ولو نَرى قِتالًا لَقاتَلْنا، فَجاءَ عُمَرُ فَقالَ: ألَسْنا على الحَقِّ وهُمْ على الباطِلِ؟ أليسَ قَتْلانا في الجَنَّةِ، وقَتْلاهُمْ في النّارِ؟ قالَ: "بَلى" قالَ: فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ في دِينِنا ونَرْجِعُ، ولَمّا يَحْكُمِ اللَّهُ بيْنَنا، فَقالَ: "يا ابْنَ الخَطّابِ إنِّي رَسولُ اللَّهِ ولَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أبَدًا" فَرَجَعَ مُتَغَيِّظًا فَلَمْ يَصْبِرْ حتّى جاءَ أبا بَكْرٍ فَقالَ: يا أبا بَكْرٍ ألَسْنا على الحَقِّ وهُمْ على الباطِلِ؟ قالَ: "يا ابْنَ الخَطّابِ إنَّه رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ولَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أبَدًا"، فَنَزَلَتْ سُورَةُ الفَتْحِ. أخرجه البخاري: (٤٨٤٤)، ومسلم: (١٧٥٨).
9- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَصْدَقُ بَيْتٍ قالَهُ الشّاعِرُ: أَلا كُلُّ شيءٍ ما خَلا اللَّهَ باطِلُ". أخرجه البخاري: (٦٤٨٩)، ومسلم: (٢٢٥٦)
10- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنه- قالت: دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَذَكَرْتُ له، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: اشْتَرِي وأَعْتِقِي، فإنَّما الوَلاءُ لِمَن أعْتَقَ، ثُمَّ قامَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ العَشِيِّ، فأثْنى على اللَّهِ بما هو أهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: ما بالُ أُناسٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا ليسَ في كِتابِ اللَّهِ، مَنِ اشْتَرَطَ شَرْطًا ليسَ في كِتابِ اللَّهِ فَهو باطِلٌ، وإنِ اشْتَرَطَ مِئَةَ شَرْطٍ شَرْطُ اللَّهِ أحَقُّ وأَوْثَقُ. أخرجه البخاري: (٢١٥٥)، ومسلم: (١٥٠٤).
11- عن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنَّ الحَرُورِيَّةَ لَمّا خَرَجَتْ، وَهو مع عَلِيِّ بنِ أَبِي طالِبٍ -رضي الله عنه-، قالوا: لا حُكْمَ إلّا لِلَّهِ، قالَ عَلِيٌّ: كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيدَ بها باطِلٌ، إنَّ رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَصَفَ ناسًا، إنِّي لأَعْرِفُ صِفَتَهُمْ في هَؤُلاءِ يقولونَ الحَقَّ بأَلْسِنَتِهِمْ لا يَجُوزُ هذا، منهمْ، وَأَشارَ إلى حَلْقِهِ، مِن أَبْغَضِ خَلْقِ اللهِ إلَيْهِ منهمْ أَسْوَدُ، إحْدى يَدَيْهِ طُبْيُ شاةٍ، أَوْ حَلَمَةُ ثَدْيٍ فَلَمّا قَتَلَهُمْ عَلِيُّ بنُ أَبِي طالِبٍ -رضي الله عنه- قالَ: انْظُرُوا، فَنَظَرُوا فَلَمْ يَجِدُوا شيئًا، فَقالَ: ارْجِعُوا فَواللَّهِ، ما كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ، مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلاثًا، ثُمَّ وَجَدُوهُ في خَرِبَةٍ، فأتَوْا به حتّى وَضَعُوهُ بيْنَ يَدَيْهِ، قالَ عُبَيْدُ اللهِ: وَأَنا حاضِرُ ذلكَ مِن أَمْرِهِمْ، وَقَوْلِ عَلِيٍّ فيهم. رواه مسلم: (١٠٦٦).
12- عن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ اللهَ أجاركم من ثلاثِ خِلالٍ: ألّا يدعوَ عليكم نبيُّكم فتَهلِكوا جميعًا، وألّا يَظهَرَ أهلُ الباطِلِ على أهلِ الحَقِّ، وألّا تجتَمِعوا على ضلالةٍ". رواه أبو داود: (٤٢٥٣)، وقال ابن حجر العسقلاني في بذل الماعون (٦٦): "إسناده حسن".
13- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن خاصمَ في باطلٍ وَهوَ يعلمُهُ، لم يزَلْ في سَخطِ اللَّهِ حتّى ينزِعَ عنهُ" أخرجه أبو داود: (٣٥٩٧)، وأحمد: (٥٣٨٥)، وصححه الألباني.
14- عن خباب بن الأرت -رضي الله عنه- قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا؟ قال: "كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أوعصب وما يصده ذلك عن دينه والله لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأمرَ حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون" رواه البخاري: (٦٩٤٣).
15- عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما ضلَّ قَومٌ بعدَ هُدًى كانوا عليهِ إلّا أوتُوا الجدَلَ، ثمَّ قرأَ (ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلّا جَدَلًا)". أخرجه الترمذي: (٣٢٥٣)، وابن ماجه: (٤٨)، وأحمد: (٢٢٢٠٤) واللفظ له، وحسنه الألباني.
16- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الاختيالُ الَّذي يُبغضُ اللَّهُ -عزَّ وجلَّ-: الخيلاءُ في الباطلِ". رواه النسائي: (٢٥٥٧)، وحسنه الألباني.
17- عقبة بن عامر الجهني -رضي الله عنه- أن رسولَ اللهِ -صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ- تلا: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ * لّا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت: ٤١-٤٢] فقالَ رسولُ اللهِ -صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: "إنَّكم لن تَرجِعوا إلى اللهِ بشيءٍ أَحبَّ إليه مِن شيءٍ خَرَجَ منه"؛ يعني القرآنَ. رواه الحاكم في المستدرك: (٣٦٩٦)، وقال: "صحيح الإسناد".
18- عن الأسود بن سريع -رضي الله عنه- قال: أتيتُ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فقُلتُ يا رسولَ اللهِ قد مدَحتُ اللهَ بمحامِدَ ومِدَحٍ وإيّاكَ فقال: أمّا إنَّ ربَّكَ يُحبُّ المدحَ فجعَلتُ أنشدُه فاستأذَن رجلٌ طوالٌ أصلَعٌ فقال لي النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- اسكُت فدخل فتكلَّمَ ساعةً ثمَّ خرَجَ فأنشدتُه ثمَّ جاء فسكَّتني ثمَّ خرَجَ فعل ذلكَ مرَّتينِ أو ثلاثًا فقُلتُ مَن هذا الَّذي سكَّتَّنِي لهُ قال: هذا رجلٌ لا يُحبُّ الباطلَ. أخرجه البخاري في الأدب المفرد: (٣٤٢)، وضعفه الألباني في ضعيف الأدب المفرد: (٥٥) بهذا التمام، ثم تراجع الشيخ، انظر: الصحيحة رقم: (3179).
19- عن جبير بن نفير قال: جلسنا إلى المقدادِ بنِ الأسودِ يومًا فمرَّ به رجلٌ فقال: طُوبى لهاتين العينيْنِ اللتين رَأَتا رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- واللهِ لوددنا أنّا رأيْنا ما رأيتَ وشهِدْنا ما شهدتَ فاستُغضبَ فجعلتُ أعجبُ ما قال إلا خيرًا ثم أقبلَ عليه فقال: "ما يحملُ الرجلُ على أن يتمنى محضرًا غيَّبَه اللهُ عنه لا يدري لو شهدَه كيف يكونُ فيه؟! واللهِ لقد حضر رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أقوامٌ كبَّهمُ اللهُ على مناخرِهم في جهنمَ لم يُجيبوهُ ولم يُصدِّقوهُ. أولا تحمدون اللهَ -عزَّ وجلَّ- إذ أخرجَكُم لا تعرفون إلا ربَّكم فتُصدِّقونَ بما جاء به نبيَّكم -صلى الله عليه وسلم- قد كُفِيتم البلاءَ بغيرِكم واللهِ لقد بُعِثَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- على أشدِّ حالٍ بُعِثَ عليها نبيٌّ قط في فترةٍ وجاهليةٍ ما يرون أنَّ دِينًا أفضلَ من عبادةِ الأوثانِ فجاء بفرقانٍ فرَّقَ به بين الحقِّ والباطلِ وفرَّقَ به بين الوالدِ وولدِه حتى إن كان الرجلُ ليرى والدَه أو ولدَه أو أخاه كافرًا وقد فتح اللهُ قُفْلَ قلبِه بالإيمانِ ويعلمُ أنَّهُ إن هلك دخل النارَ فلا تقرُّ عينُه وهو يعلمُ أنَّ حبيبَه في النارِ وأنها للتي قال اللهُ -عزَّ وجلَّ- (والَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ). أخرجه البخاري في الأدب المفرد: (٨٧) واللفظ له، وأخرجه أحمد: (٢٣٨١٠)، وابن حبان: (٦٥٥٢) باختلاف يسير، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (٦٤).
الاثار
1- عن عمرَ -رضي الله عنه- أنَّه كتبَ إلى أبي موسى الأشعريِّ رضيَ اللهُ عنهُما: "لا يمنعكَ قضاءٌ قضيتَهُ ثمَّ راجعتَ فيه نفسكَ فهُديتَ لرُشدهِ أنْ تنقُضَهُ، فإنَّ الحقَّ قديمٌ لا يَنقضهُ شيءٌ، والرُّجوعُ إلى الحقِّ خيرٌ من التَّمادي في الباطلِ".
2- قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير التمني: «إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه، فيبطل الله ما يلقي الشيطان ويحكم آياته".
3- ورد عن ابن عباس من قوله: (ولا تلبسوا الحق بالباطل)، قال: "لا تخلطوا الصدق بالكذب".
4- رد عن ابن عباس قوله: "قال عبد الله بن الصيف، وعدي بن زيد، والحارث بن عوف، بعضهم لبعض: تعالوا نؤمن بما أنزل على محمد وأصحابه غدوةً ونكفر به عشيةً، حتى نلبس عليهم دينهم، لعلهم يصنعون كما نصنع، فيرجعوا عن دينهم!".
5- عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: "أعظمُ الناسِ خطايا يومً القيامةِ أكثرُهم خوضًا في الباطلِ". أخرجه الطبراني، وقال الحافظ العراقي: "سنده صحيح".
6- عن زاهر بن يربوع قال: قُلْتُ لأَبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ: أكرِيتَ كَرِيمَةَ مالِي؟ قال: لا، إنْ أَقْبَلوا فلا تَعْصُوهُمْ، وإنْ أَدْبَرُوا فلا تَسُبُّوهُمْ فَتَكُونَ عاصِيًا، تَحْصِبُ غيرَ ظالِمٍ، قُلْ هذا الحَقُّ، خُذِ الحقَّ، ودَعِ الباطِلَ، فإنْ أَخَذَ فذاكَ، وإنْ تجاوزَ إلى غَيْرِها فاصْبِر يَجْمَعُ اللهُ -تَعالى- لكَ يومَ القيامةِ في الميزانِ. رواه ابن حجر العسقلاني في المطالب العالية (١-٣٥٨): "صحيح موقوف".
7- عن قتادة قوله في قوله تعالى: (وإنه لكتاب عزيز): "أعزه الله لأنه كلامه، وحفظه من الباطل".
8- قَتَادَةَ: " (إِلَّا أَمَانِيَّ) [البقرة: 78] يَقُولُ: "يَتَمَنَّوْنَ عَلَى اللَّهِ الْبَاطِلَ وَمَا لَيْسَ لَهُمْ". تفسير الطبري: (2-156).
الاشعار
1- قال أبو إسحاق الألبيري:
مَا أميل النَّفس إِلَى الْبَاطِل *** وأهون الدُّنْيَا على الْعَاقِل
ديوان أبي إسحاق الألبيري: (57).
2- قال أحدهم:
كأنما الأصباحُ فيها باطل *** أزهقه اللهُ لحقٍ فبطل
ديوان المعاني: (1-374).
3- قال أحدهم:
وإنا نعيش اليوم في جاهلية *** مثقفة عمت بها النكبات
تجادل في مكر لتأييد باطل *** ودحض لحق أكدته ثقات
حأ
الحكم
1- "إِنَّهُ لَهِترُ أهْتَارٍ".
الهِتْر: العجب والداهية. يضرب للرجل الداهي المنكر. قال بعضهم: الهِتْر في اللغة العَجَب فسمي الرجل الدَّاهِي به، كأن الدَّهْر أبدَعَه وأبرزه للناس ليعجبوا منه، والهِتْر: الباطل، فإذا قيل "فلان هتر" أي من دَهَائه يَعْرِض الباطلَ في معرض الحق، فهو لا يخلوا أبداً من باطل، فجعلوه نفس الباطل. مجمع الأمثال: (1-27).
2- "إِذَا طَلَبْتَ الْباطِلَ أُبْدِعَ بِكَ".
يقال: أُبْدِعَ بالرجل، إذا حَسَرَ عليه ظهره، أو قام به، أو عطبت راحلته، وفي الحديث " إني أُبْدِعَ بي فَاحْمِلْنِي". ومعنى المثل إذا طلبت الباطل لم تَظْفَر بمطلوبك وانقطع بك عن الغرض، ويروى "أنجح بك" أي صار الباطل ذا نجح بك، ومعناه أن الباطل يعطي الأعداء منك مُرَادهم، وفي هذا نهي عن طلب الباطل. مجمع الأمثال: (1-44).
3- "اتَّخَذَ البَاطِلَ دَخَلاً". الدَّخَلُ والدَّخْلُ والدَّغَلُ: العيبُ والرِّيبة. يضرب للماكر الخادع. مجمع الأمثال: (1-145).
4- "جَاءَ بِالتُّرَّهِ". هو واحد التُّرَّهَات، وكذلك "جاء بالتَّهَاتِهِ" وهي جمع التَّهْتَهْة، وهي اللُّكْنة، قال القُطَامي:
ولم يكن ما اجْتَدَيْنَا من مَوَاعدها *** إلا التَّهَاتِهَ والأمنية السَّقَمَا
قال الأصمعي: التُّرَّهات: الطرقُ الصغار غير الجادة التي تتشعب عنها، والواحدة تُرَّهة فارسي معرب، ثم استعير في الباطل فقيل: التُّرَّهَاتُ البَسَابِسُ، والترهَاتُ الصَّحَاصِحُ، وهي من أسماء الباطل. مجمع الأمثال: (1-168).
5- "جَرَى فُلَانٌ السُّمَّهَي". إذا جرى إلى غير أمرٍ يعرفه، والمعنى جَرَى في الباطل. مجمع الأمثال: (1-168).
6- "أَحَادِيثُ زَبَّانَ اسْتُهُ حينَ أَصْعَدا". يضرب لمن يتمنى الباطل. أي كان أحاديث هذا الرجل كذبا، وهذا مثل قولهم "أحاديثُ الضبع اسْتُها". مجمع الأمثال: (1-212).
7- "دُهْ دُرَّيْنِ سَعْدُ القَيْنُ".
هذا مثل قد تكلم فيه كثير من العلماء، فقال بعضهم: الأصل فيه أن العرب تعتقد أن العَجَمَ أهلُ مَكْر وخَديعة، وكان العجم يخالطوهم، وكانوا يَتَّجِرون في الدُّرِّ، ولا يحسنون العربية، فإذا أرادوا أن يُعَبروا عن العشرة قالوا: ده، وعن الثنين قالوا: دو، فوقع إليهم رجل معه خَرَزَات سود وبيض، فلَبَّسَ عليهم وقال: دُودُرَّيْن، أي نوعان من الدر، أو ده درين، أي قال عشرة منه بكذا، ففتشوا عنه فوجدوه كاذباً فيما زعم، فقالوا: دُهْ درين، ثم ضموا إلى هذا اللفظ "سعد القين" لأنهم عَرَفوه بالكذب حين قالوا: إذا سَمِعْتَ بِسُرَى القَيْن فإنه مُصْبح، فجمعوا بين هذين اللفظين في العبارة عن الكذب، وثنوا قولهم: "درين" لمزاوجة القين، فإذا أرادوا أن يعبروا عن الباطل تكلموا بهذا، ثم تصرفوا في الكلمة فقالوا: دهدرّ، ودهدنّ، ودهدار، وجعلوا كلها أسماء للباطل والكذب.
وقال بعضهم: أصله "ده دو" فَثَنَّوه عبارة عن تضاعف معنى الباطل والمبالغة فيه، كما جمعوا أسماء الدواهي فقالوا: الأقْوَرِين، والفتكرين، والبرجين، إشارة إلى اجتماع الشرِّ فيه، ثم غيروا أوله عن دَهْ بالفتح إلى دُهْ بالضم ليكونوا قد تصرفوا فيه بوجه ما. مجمع الأمثال: (1-266).
8- "ذَهَبَ فِي ضُلِّ بْنِ أُلٍّ". إذا ركبَ رأسَه في الباطل، يقال: ذهب في الضَّلَال والألال، والضلال والتلال، إذا ذهب في غير حق. مجمع الأمثال: (1-281).
9- "ذَهَبُوا في الْيَهْيَرِّ".
أي في الباطل، اليَهْيَرُّ يَفْعَلُ، لأنه ليس في الكلام فَعْيَلٌّ، وهو صَمْغ الطَّلْح، وأنشد أبو عمرو:
أطْعَمْتُ راعيّ مِنَ اليَهْيَرِّ *** فَظَلَّ يَعْوِي حبطا بِشَرِّ
أي من هذا الصمغ، وقال الأحمر: حَجَر يَهْير أي صُلْب، ويقال: أكْذَبُ من اليَهْيَرِّ، وهو السَّرَاب، وقال ابن السرَّاج: ربما زادوا فيه الألف، فقالوا يَهْيَرَّي، وهو من أسماء الباطل. مجمع الأمثال: (1-282).
10- "ذَهَبَتْ فِي وَادِي تِيهٍ بَعْدَ تِيهٍ". يضرب لمن يَسْلُكُ سبيلَ الباطل. مجمع الأمثال: (1-282).
11- "صَرَّحَ الحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ".
أي انكشَفَ الأمر وظهر بعد غيوبه، وقال أبو عمرو: أي انكشف الباطلُ واستبان الحق فَعُرِفَ. مجمع الأمثال: (1-398).
12- "ضَرِطُ الْبَلْقَاءَ جاَلَتْ فيِ الرَّسَنِ". قال ابن الأعرابي: يضرب للباطل الذي لا يكون، وللذي يَعِدُ الباطلَ. مجمع الأمثال: (1-421).
13- "قد اتَّخَذَ البَاطِلَ دَغَلاً". الدَّغَل: أصله الشجر الملتفُّ، أي قد اتَّخذ الباطلَ مأوىً يأوى إليه، أي لا يخلوا منه. يضرب لمن جَعَلَ الباطلَ مَطِية لنفسه. مجمع الأمثال: (2-104).
14- "لَا تَرْكَبَنَّ مِنْ بَنَانٍ نَيْسَبَاً". بنان: اسم أرضٍ، والنيسب: الطريق يضرب في النهي عن ارتكاب الباطل وإن جَرَّ إليك منفعةً. مجمع الأمثال: (2-245).
15- "لِسَانُ الباطِلِ عِيُّ الظَّاهِرِ والبَاطِنِ". مجمع الأمثال: (2-257).
16- "ما يَعْرِفُ الحَوَّ مِنَ اللَّوِّ". قَالَ بعضهم: أي الحقَّ من الباطل. مجمع الأمثال: (2-286).
17- "مَنْ خَاصَمَ بالبَاطِل أَنْجَحَ بِهِ". أي مَنْ طَلَبَ الباطلَ قعدت به حجتُه وغُلب. قَالَ أبو عبيد: معناه أن نُجْحَ الباطل عليه لَا له، يُقَال "نُجَحَ" إذا صار ذا نُجْح، بمعنى مَنْ خاصم بالباطل صار الباطل منجِحاً، أي ظافراً به. مجمع الأمثال: (2-309).
18- "مِنْ أَبْعَدِ أدْوَائِهَا تُكْوَى الإبل". يضرب للذي يَذْهَبُ في الباطل تائها ويَدَع ما يعنيه. مجمع الأمثال: (2-320).
19- "اتخذ الْبَاطِل دغلا". يضْرب لمن يتذرع بِالْبَاطِلِ إِلَى الظُّلم وَأَصله استتار اللص فِي الصَّحرَاء ليعدو على النَّاس والدغل الشّجر الملتف. المستقصى في أمثال العرب: (1-34).
20- "الحق أبلج، والباطل لجلج". الأبلج الواضح، ويقال: الصبح يبلج بلوجاء، وبلجت الشيء فتحته وأوضحته؛ وصبح أبلج: مشرق ومضيء. وكذا الحق أبلج أي واضح ظاهر لا التباس به؛ واللجلجة والتلجيج: التردد في الكلام. والمعنى إنَّ الباطل يردد من غير إنَّ ينفذ، وهو ظاهر. زهر الأكم في الأمثال والحكم: (2/125-126).
متفرقات
1- قال الزمخشري عند قوله تعالى: (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 191]: "المعنى: ما خلقته خلقًا باطلًا بغير حكمة، بل خلقته لداعي حكمة عظيمة، وهو أن تجعلها مساكن للمكلفين وأدلة لهم على معرفتك ووجوب طاعتك واجتناب معصيتك". تفسير الكشاف
2- قال البيضاوي عند قوله تعالى: (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 191]: "بل خلقته لحكم عظيمة من جملتها: أن يكون مبدأ لوجود الإنسان، وسببًا لمعاشه، ودليلًا يدله على معرفتك ويحثه على طاعتك لينال الحياة الأبدية والسعادة السرمدية في جوارك". أنوار التنزيل
3- قال ابن عاشور عند قوله تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ) [البقرة: 188] قال: "الإغارة ومن الميسر، ومن غصب القوي مال الضعيف، ومن أكل الأولياء أموال الأيتام واليتامى، ومن الغرر والمقامرة، ومن المراباة". التحرير والتنوير
4- قال البغوي عند قوله تعالى: (وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ) [النساء: 161] قال: "وأكلهم أموال الناس بالباطل، من الرشا في الحكم، والمآكل التي يصيبونها من عوامهم، عاقبناهم بأن حرمنا عليهم طيباتٍ، فكانوا كلما ارتكبوا كبيرةً حرم عليهم شيءٌ من الطيبات التي كانت حلالًا لهم". تفسير البغوي
5- قال الشيخ محمد رشيد رضا عند قوله تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ) [البقرة: 188] قال: "واختار لفظ (أَمْوَالَكُمْ) وهو يصدق بأكل الإنسان مال نفسه للإشعار بوحدة الأمة وتكافلها، وللتنبيه على أن احترام مال غيرك وحفظه هو عين الاحترام والحفظ لمالك؛ لأن استحلال التعدي وأخذ المال بغير حق يعرض كل مال للضياع والذهاب، ففي هذه الإضافة البليغة تعليلٌ للنهي، وبيانٌ لحكمة الحكم، كأنه قال: لا يأكل بعضكم مال بعضٍ بالباطل؛ لأن ذلك جناية على نفس الآكل، من حيث هو جناية على الأمة التي هو أحد أعضائها، لا بد أن يصيبه سهم من كل جناية تقع عليها، فهو باستحلاله مال غيره يجرئ غيره على استحلال أكل ماله عند الاستطاعة... وفي الإضافة معنى آخر قاله بعضهم، وهو للتنبيه على أنه يجب على الإنسان أن ينفق مال نفسه في سبيل الحق، وألا يضيعه في سبيل الباطل المحرمة". تفسير المنار
6- قال الزمخشري عند قوله تعالى: (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 42] قال: "الباء التي في بالباطل إن كانت صلة مثلها في قولك: لبست الشيء بالشيء خلطته به، كأن المعنى: ولا تكتبوا في التوراة ما ليس منها ، فيختلط الحق المنزل بالباطل الذي كتبتم، حتى لا يميز بين حقها وباطلكم، وإن كانت باء الاستعانة كالتي في قولك: كتبت بالقلم، كان المعنى: ولا تجعلوا الحق ملتبسًا مشتبهًا بباطلكم الذي تكتبونه". تفسير الكشاف
7- قال ابن عاشور عند قوله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ * يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [آل عمران: 70-71] قال: "فيهما التفاتٌ إلى خطاب اليهود، والاستفهام إنكاري. وإعادة ندائهم بقوله: يا أهل الكتاب ثانية لقصد التوبيخ وتسجيل باطلهم عليهم، ولبس الحق بالباطل تلبيس دينهم بما أدخلوا فيه من الأكاذيب والخرافات والتأويلات الباطلة، حتى ارتفعت الثقة بجميعه. وكتمان الحق يحتمل أن يراد به كتمانهم تصديق محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أن يراد به كتمانهم ما في التوراة من الأحكام التي أماتوها وعوضوها بأعمال أحبارهم وآثار تأويلاتهم، وهم يعلمونها ولا يعملون بها". التحرير والتنوير
8- قال ابن عطية عند قوله تعالى: (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ) [الروم: 58] قال: "ثم أخبر تعالى عن قسوة قلوبهم وعجرفة طباعهم في أنه ضرب لهم كل مثل، وبين عليهم بيان الحق، ثم هم مع ذلك الآية والمعجزة يكفرون ويلجون ويعمهون في كفرهم، ويصفون أهل الحق بالإبطال". تفسير المحرر الوجيز
9- قال الطبري عند قوله تعالى: (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلا مُبْطِلُونَ) [الروم: 58]: "ولقد مثلنا للناس في هذا القرآن من كل مثل احتجاجًا عليهم، وتنبيهًا لهم عن وحدانية الله. وقوله: (ولئنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ) يقول: ولئن جئت يا محمد هؤلاء القوم بآية، يقول: بدلالة على صدق ما تقول (لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ) يقول: ليقولن الذين جحدوا رسالتك، وأنكروا نبوتك، إن أنتم أيها المصدقون محمدًا فيما أتاكم به إلا مبطلون فيما تجيئوننا به من هذه الأمور". تفسير الطبري
10- قال الطبري عند قوله تعالى: (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا ...) [الرعد: 17] قال: "هذا مثل ضربه الله للحق والباطل، والإيمان به والكفر، يقول تعالى ذكره: مثل الحق في ثباته والباطل في اضمحلاله، مثل ماء أنزله الله من السماء إلى الأرض، (فَسالَتْ أوْدِيَةٌ بقَدَرِها)، يقول: فاحتملته الأودية بملئها، الكبير بكبره، والصغير بصغره، (فـاحْتَـمَلَ السَّيْـلُ زَبَدًا رَابـياً)، يقول: فاحتمل السيل الذي حدث عن ذلك الماء الذي أنزله الله من السماء، زبدًا عاليًا فوق السيل... فالحق هو الماء الباقي الذي أنزله الله من السماء، والزبد الذي لا ينتفع به هو الباطل". تفسير الطبري
11- قال السمرقندي عند قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ) [البقرة: 264] قال: "فالله تعالى أمر عباده برأفته أن لا يمنوا بصدقاتهم، لكي لا يذهب أجرهم، ثم ضرب لذلك، مثلًا فقال تعالى: كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر، يعني المشرك إذا تصدق، فأبطل الشرك صدقته، كما أبطل المن والأذى صدقة المؤمن، ثم ضرب لهما مثلًا جميعًا لصدقة المؤمن الذي يمن وبصدقة المشرك". تفسير بحر العلوم
12- قال الزمخشري عند قوله تعالى: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) [الأنبياء: 18] قال: "بل من عادتنا وموجب حكمتنا واستغنائنا عن القبيح أن نغلب اللعب بالجد، وندحض الباطل بالحق، واستعار لذلك القذف والدمغ تصويرًا لإبطاله وإهداره ومحقه، فجعله كأنه جرم صلب كالصخرة مثلًا، قذف به على جرم رخو أجوف فدمغه، ثم قال: ولكم الويل مما تصفون به مما لا يجوز عليه وعلى حكمته". الكشاف
13- قال الطبري عند قوله تعالى: (وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ) [الشورى: 24] قال: "ويذهب الله بالباطل فيمحقه". تفسير الطبري
14- قال الطبري عند قوله تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [الشورى: 24] قال: "يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: لو حدثت نفسك أن تفتري على الله كذبًا، لطبعت على قلبك، وأذهبت الذي أتيتك من وحيي، لأني أمحو الباطل فأذهبه، وأحق الحق، وإنما هذا إخبار من الله الكافرين به، الزاعمين أن محمدًا افترى هذا القرآن من قبل نفسه، فأخبرهم أنه إن فعل لفعل به ما أخبر به في هذه الآية". تفسير الطبري
15- قال مكي بن أبي طالب عند قوله تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [الشورى: 24]: "وهذا احتجاج عليهم لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأن معناه أن الله يزيل الباطل ولا يثبته، فلو كان ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم باطلًا لمحاه الله جل وعز وأنزل كتابًا على غيره. وهكذا جرت العادة في جميع المفترين أن الله سبحانه يمحو باطلهم بالحق والبراهين والحجج ويحق الحق بكلماته أي يبين الحق". تفسير مكّي
16- قال ابن كثير: "تهديدٌ ووعيد لكفار قريش؛ فإنه قد جاءهم من الله الحق الذي لا مرية فيه ولا قبل لهم به، وهو ما بعثه الله به من القرآن والإيمان والعلم النافع. وزهق باطلهم، أي اضمحل وهلك، فإن الباطل لا ثبات له مع الحق ولا بقاء (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) [الأنبياء: ١٨]". تفسير ابن كثير
18- قال ابن عاشور عند قوله تعالى: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) [الإسراء: 81] قال: "ودل فعل كان على أن الزهوق شنشنة الباطل، وشأنه في كل زمانٍ أنه يظهر ثم يضمحل".
19- قال الخليل بن أحمد: "محق: محقه الله فانمحق وامتحق: أي ذهب خيره وبركته ونقص". العين؛ للخليل الفراهيدي: (٣-٥٦).
20- قال القرطبي عند قوله تعالى: (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) [الأنفال: 8]: " ليحق الحق أي يظهر دين الإسلام ويعزه ويبطل الباطل ولو كره المجرمون أي الكفر. وإبطاله إعدامه. كما أن إحقاق الحق إظهاره بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولو كره المجرمون". تفسير القرطبي
21- قال الطبري عند قوله تعالى: (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا) [الكهف: 59] قال: "القرى من عاد وثمود وأصحاب الأيكة أهلكنا أهلها لما ظلموا، فكفروا بالله وآياته، (ﯧ ﯨ ﯩ) يعني ميقاتًا وأجلًا حين بلغوه جاءهم عذاب فأهلكناهم به، يقول: فكذلك جعلنا لهؤلاء المشركين من قومك يا محمد الذين لا يؤمنون بك أبدًا موعدًا". تفسير الطبري
22- قال البيضاوي عند قوله تعالى: (فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ) [غافر: 78] قال: " (فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللَّهِ) بالعذاب في الدنيا أو الآخرة (قُضِيَ بِالْحَقِّ) بإنجاء المحق وتعذيب المبطل، (وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ) المعاندون باقتراح الآيات بعد ظهور ما يغنيهم عنها". أنوار التنزيل وأسرار التأويل
23- قال ابن القيم رحمه الله: "وفي اللسان آفتان عظيمَتان، إن خلص من إحداهما لم يخلص من الأخرى: آفة الكلام، وآفة السكوت، وقد يكون كلٌّ منهما أعظمَ إثمًا مِن الأخرى في وقتِها، فالساكت عن الحق شيطانٌ أخرسُ عاصٍ الله، مُراءٍ مُداهنٌ؛ إذا لم يخَف على نفسه، والمتكلِّم بالباطل شيطانٌ ناطقٌ عاصٍ لله، وأكثر الخلق منحرفٌ في كلامه وسكوته؛ فهُم بين هذين النوعين، وأهل الوسط -وهم أهل الصراط المستقيم- كَفُّوا ألسنتهم عن الباطل، وأطلقوها فيما يعود عليهم نفعُه في الآخرة". الجواب الكافي: (ص 188).
24- قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ) [آلِ عِمْرَانَ: 7] قال: "أي ضلال وخروج عن الحق إلى الباطل (فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ): أي إنما يأخذون منه بالمتشابه الذي يمكنهم أن يحرفوه إلى مقاصدهم الفاسدة وينزلوه عليها لاحتمال لفظه لما يعرفونه، فأما المحكم فلا نصيب لهم فيه لأنه دافع لهم وحجة عليهم، ولهذا قال اللَّه تعالى: (ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ): أي الإضلال لأتباعهم إيهاماً لهم أنهم يحتجون على بدعتهم بالقرآن، وهو حجة عليهم لا لهم.. وقوله تعالى: (وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ). تفسير ابن كثير.
25- قال الطبري في قوله تعالى عن المنافقين: (وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) [البقرة: 9]. قَالَ: "أَنَّهُمْ لَا يَشْعُرُونَ أَنَّهُمْ مُبْطِلُونَ فِيمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْبَاطِلِ مُقِيمُونَ". تفسير الطبري.
26- قال الطبري في قوله تعالى: (قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) [البقرة: 256] قال: "قَدْ وَضَحَ الْحَقُّ مِنَ الْبَاطِلِ، وَاسْتَبَانَ لِطَالِبِ الْحَقِّ وَالرَّشَادِ وَجْهُ مَطْلَبِهِ، فَتَمَيَّزَ مِنَ الضَّلَالَةِ وَالْغَوَايَةِ، فَلَا تُكْرِهُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ، وَمَنْ أَبَحْتُ لَكُمْ أَخْذَ الْجِزْيَةِ مِنْهُ، عَلَى دِينِكُمْ دِينِ الْحَقِّ؛ فَإِنَّ مَنْ حَادَ عَنِ الرَّشَادِ بَعْدَ اسْتِبَانَتِهِ لَهُ، فَإِلَى رَبِّهِ أَمْرُهُ، وَهُوَ وَلِيُّ عُقُوبَتِهِ فِي مَعَادِهِ". تفسير الطبري.
الإحالات
1- الفرقان بين الحق و الباطل؛ لابن تيمية.
2- المنهج القرآني الفاصل بين أصول الحق وأصول الباطل؛ لطه حامد الدليمي.