الشام
2024-05-21 - 1445/11/13التعريف
العناصر
1- التعريف بالشام وحدودها
2- فضائل بلاد الشام ومناقبها
3- بلاد الشام في القرآن والسنة.
4- فتح بلاد الشام على عهد عمر بن الخطاب .
5- الفِتن والملاحِم وأشراط السَّاعة المتعلِّقة بالشَّام.
6- الحض على سكنى الشام.
الايات
1- قال الله تعالى: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ) [الأعراف: 137].
2- قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الإسراء: 1].
3- قال تعالى: (وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 70-71].
4- قال تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ) [الأنبياء: 81].
5- قال تعالى: (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ) [سبأ: 18].
6- قال تعالى: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ) [المائدة:٢١].
الاحاديث
1- عَنْ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "اللَّهُمَّ بارِكْ لنا في شامِنا، وفي يَمَنِنا. قالَ: قالوا: وفي نَجْدِنا؟ قالَ: قالَ: اللَّهُمَّ بارِكْ لنا في شامِنا وفي يَمَنِنا. قالَ: قالوا: وفي نَجْدِنا؟ قالَ: قالَ: هُناكَ الزَّلازِلُ والفِتَنُ، وبِها يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطانِ". رواه البخاري: (١٠٣٧)
2- عن زيد بن ثابت الأنصاري -رضي الله عنه- قال: "بينَما نحن عندَ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يومًا حين قال: طُوبى للشامِ، طُوبى للشامِ، قُلْتُ: ما بالُ الشامِ؟ قال: المَلائكةُ باسِطو أجنِحَتِها على الشامِ". رواه أحمد: (٢١٦٠٦).
3- عن عبد الله بن حوالة الأزدي قال: قال صلى الله عليه وسلم: "سيصيرُ الأمرُ إلى أن تكونوا جُنودًا مُجنَّدةً جندٌ بالشامِ وجندٌ باليمنِ وجندٌ بالعراق قال ابنُ حوالةَ خَرْ لي يا رسولَ اللهِ إن أدركتُ ذلك فقال عليك بالشامِ فإنها خِيرةُ اللهِ من أرضِه يجتبِي إليها خِيرتَه من عبادِه فأما إن أبيتُم فعليكم بيَمنِكم واسقُوا من غدرِكم فإنَّ اللهَ توكَّلَ لي بالشامِ وأهلِه". رواه أبو داود: (٢٤٨٣).
4- عن أبي أمامه -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صفوةُ اللهِ من أرضِه الشّامُ وفيها صفوتُه من خلقِه وعبادِه وليدخُلنَّ الجنَّةَ منكم من أمَّتي ثُلَّةٌ لا حسابَ عليهم ولا عذابَ". رواه الطبراني: (7796).
5- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ستكون هجرةٌ بعد هجرةٍ فخيارُ أهلِ الأرضِ ألزمُهم مهاجرَ إبراهيمَ ويبقى في الأرضِ شرارُ أهلِها تلفظُهم أرَضُوهم تقذُرُهم نفسُ اللهِ وتحشُرهُم النّارُ مع القِردةِ والخنازيرِ". رواه أبو داود: (2482).
6- عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا أنا نائمٌ رأيتُ عمودَ الكتابِ احتُمِل من تحتِ رأسي، فعُمِد به إلى الشّامِ ألا وإنَّ الإيمانَ حين تقعُ الفتنُ بالشّامِ". رواه أحمد: (٢١٧٨١).
7- عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: قال صلى الله عليه وسلم: "إني رأيتُ عمودَ الكتابِ انتُزِعَ من تحتِ وسادتي فنظرتُ فإذا هو نورٌ ساطعٌ عمد به إلى الشامِ ألا إنَّ الإيمانَ إذا وقعتِ الفتنُ بالشامِ". رواه أحمد: (١٧٧٧٥)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (3092)
8- عن معاوية بن قرة عن أبيه -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا فسد أهلُ الشامِ فلا خيرَ فيكم: لا تزالُ طائفةٌ من أُمَّتِي منصورينَ لا يَضُرُّهُمْ من خَذَلَهُمْ حتى تقومَ الساعةُ". رواه الترمذي: (٢١٩٢).
9- عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "أهلُ الشّامِ سوطُ اللهِ في أرضِه ينتقِمُ بهم ممَّن يشاءُ من عبادِه وحرامٌ على منافقِيهم أن يظهَروا على مؤمنِيهم ولا يموتوا إلّا همًّا وغمًّا". مجمع الزوائد: (١٠/٦٣).
10- عن أبي الدّرْدَاءِ أنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: "فُسطاطُ المسلمينَ يومَ الملحَمةِ، الغوطَةُ، إلى جانبِ مدينةٍ يقالُ لَها: دِمَشقُ". رواه أبو داود: (٤٢٩٨)، وأحمد: (٢١٧٢٥).
11- عن أبي هريرة -رضي الله عنه , أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا وقعتِ الملاحمُ بعث اللهُ من دمشقَ بعثًا من الموالي أكرمُ العربِ فرسًا وأجودُهم سلاحًا يُؤَيِّدُ اللهُ بهمُ الدِّينَ". رواه ابن ماجه: (٤٠٩٠). الألباني، السلسلة الصحيحة (٢٧٧٧).
12- عن أبي أمامه الباهلي -رضي الله عنه- قال: "قلت: يا نَبيَّ اللهِ، ما كان أوَّلُ بَدءِ أمْرِكَ؟ قال: دَعْوةُ أبي إبراهيمَ، وبُشرى عيسى، ورَأَتْ أُمِّي أنَّه يَخرُجُ منها نورٌ أضاءَتْ منه قُصورُ الشّامِ". رواه أحمد: (٢٢٢٦١).
13- وفي الحديث الطويل الذي رواه عتبة بن عبد السلمي -رضي الله عنه- قال: "جاء أعرابيٌّ إلى رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما حوْضُك الَّذي تُحدِّثُ عنه؟ فذكر الحديثَ إلى أن قال: فقال الأعرابيُّ: يا رسولَ اللهِ فيها فاكهةٌ؟ قال: نعم، وفيها شجرةٌ تُدعى طوبى هي تُطابِقُ الفردوسَ، فقال: أيَّ شجرةِ أرضِنا تُشبِهُ؟ قال: ليس تُشبِهُ شيئًا من شجرِ أرضِك ولكن أتيتَ الشّامَ؟، قال: لا يا رسولَ اللهِ. قال: فإنَّها تُشبِهُ شجرةً بالشّامِ تُدعى الجَوْزةَ تنبُتُ على ساقٍ واحدٍ، ثمَّ ينتشِرُ أعلاها، قال: فما عِظَمُ أصلِها؟ قال: لو ارتحلْتَ جذْعةٌ من إبلِ أهلِك ما قطعتَها حتّى تنكسِرَ تُرقوتُها هِرَمًا، قال: فيها عنبٌ؟ قال: نعم، قال: فما عِظَمُ العُنقودِ منها؟ قال: مسيرةُ شهرٍ للغُرابِ الأبقعِ لا يقعُ ولا ينثني ولا يفتُرُ، قال: فما عِظَمُ الحبَّةِ منه؟ قال: هل ذبح أبوك تيْسًا من غنمِه عظيمًا، فسلخ إهابَه، فأعطاه أمَّك، فقال: ادْبَغي هذا، ثمَّ افْري لنا منه ذَنوبًا يروي ماشيَتَنا؟ قال: نعم، قال: فإنَّ تلك الحبَّةَ تُشبِعُني وأهلَ بيتي، فقال النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: وعامَّةَ عشيرتِك". أخرجه عبدالرزاق في أماليه: (١٣٢)، والطبراني: (٣١٢).
14- وعَن حَكيمِ بن مُعاويةَ -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "هاهُنا تُحشَرونَ، هاهُنا تُحشَرونَ، هاهُنا تُحشَرونَ -ثَلاثًا- رُكبانًا، ومُشاةً، وعلى وُجوهِكم، قال ابنُ أبي بكيرٍ: فأشارَ بيَدِه إلى الشَّامِ، فقال: إلى هاهُنا تُحشَرونَ". رواه النسائي: (11431)، وأحمد: (20011).
15- عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عُقْرُ دَارِ الْإِسْلَامِ بِالشَّامِ". رواه الطبراني: (6359).
16- عَنْ عبدالله بن عمر قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " تخرجُ نارٌ من قبلِ حضرَموتَ تحشرُ الناسَ قال قلنا فما تأمرُنا يا رسولَ اللهِ قال عليكم بالشامِ". رواه الترمذي: (٢٢١٧)، وأحمد: (٥٧٣٨).
17- عَنْ أبي ذر الغفاري قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الشّامُ أرضُ المَحشَرِ والمنشَرِ". رواه البزار: (٣٩٦٥).
18- عَنْ معاوية بن حيدة القشيري قال: "قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، أين تَأمُرُني؟ قال: هاهُنا، ونَحا بيَدِه نحوَ الشّامِ، قال: إنَّكم مَحشورونَ رِجالًا ورُكْبانًا وتُجَرُّونَ على وُجوهِكم". رواه الترمذي: (٢٤٢٤)، وأحمد: (٢٠٠٣١).
الاثار
1- وكان عبد الله بن حوالة يقول عن الشام وأهله: "من تكفل الله به فلا ضيعة عليه". تاريخ الإسلام (١/٣٧٨).
2- قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "من شكَّ أن المحشر بالشام؛ فليقرأ هذه الآية: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ) [الحشر: 2]، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ: "اخرجوا، قالوا: إلى أين؟ قال: إلى أرض المحشر". مجمع الزوائد: (١٠/٣٤٦)
3- قال الحسن رحمه الله: "معنى أول الحشر: هو أن الشام أرض الحشر والمنشر". تفسير السمعاني: (5/ 395).
4- وعن الحسن بن جابر وأبي الزاهرية عن كعب؛ قال: "إن المعاقل ثلاثة: فمعقل الناس يوم الملاحم بدمشق، ومعقل الناس يوم الدجال نهر أبي قطرس، ومن الناس من يقول: بيت المقدس، ومعقلهم يوم يأجوج ومأجوج بطور سيناء". كتاب إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة: ص408.
5- قال أبو أمامة -رضي الله عنه- قال: "لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق إلى الشام، ويتحول شرار أهل الشام إلى العراق". رواه أحمد: (٢٢١٤٥).
6- قال عبدالله بن عمرٍو رضي الله عنهما: " عن عبدِ اللهِ بنِ، قال: يَأْتي على النّاسِ زمانٌ، لا يَبْقى فيه مُؤمِنٌ إلّا لَحِقَ بالشّامِ". رواه الحاكم: (٨٦٣٤).
القصص
1- قال سيف بن عمر: لما ارتحل أبو عبيدة من اليرموك فنزل بالجنود على مرج الصفر، وهو عازم على حصار دمشق إذ أتاه الخبر بقدوم مدد لهم من حمص، وجاءه الخبر بأنه قد اجتمع طائفة كبيرة من الروم بفحل من أرض فلسطين، وهو لا يدري بأي الأمرين يبدأ، فكتب إلى عمر في ذلك، فجاء الجواب أن ابدأ بدمشق فإنها حصن الشام وبيت مملكتهم، فانهد لها واشغلوا عنكم أهل فحل بخيول تكون تلقاءهم، فإن فتحها الله قبل دمشق فذلك الذي نحب، وإن فتحت دمشق قبلها فسر أنت ومن معك واستخلف على دمشق، فإذا فتح الله عليكم فحلا فسر أنت وخالد إلى حمص واترك عمرا وشرحبيل على الأردن وفلسطين. قال: فسرح أبو عبيدة إلى فحل عشرة أمراء، مع كل أمير خمسة أمراء، وعلى الجميع عمارة بن مخشي، صحابي، فساروا من مرج الصفر إلى فحل، فوجدوا الروم هنالك قريبا من ثمانين ألفا، وقد أرسلوا المياه حولهم حتى أردغت الأرض، فسموا ذلك الموضع الردغة، وفتحها الله على المسلمين، فكانت أول حصن فتح قبل دمشق، على ما سيأتي تفصيله، ولله الحمد.
وبعث أبو عبيدة جيشا يكون بين دمشق وبين فلسطين، وبعث ذا الكلاع في جيش يكون بين دمشق وبين حمص ; ليرد من يرد إليهم من المدد من جهة هرقل، ثم سار أبو عبيدة من مرج الصفر قاصدا دمشق، وقد جعل خالد بن الوليد في القلب، وركب أبو عبيدة وعمرو بن العاص في المجنبتين، وعلى الخيل عياض بن غنم،، وعلى الرجالة شرحبيل ابن حسنة، فقدموا دمشق وعليها نسطاس بن نسطورس، فنزل خالد بن الوليد على الباب الشرقي وإليه باب كيسان أيضا، ونزل أبو عبيدة على باب الجابية الكبير، ونزل يزيد بن أبي سفيان على باب الجابية الصغير، ونزل عمرو بن العاص وشرحبيل ابن حسنة على بقية أبواب البلد، ونصبوا المجانيق والدبابات وقد أرصد أبو عبيدة أبا الدرداء على جيش ببرزة يكونون ردءا له، وكذا الذي بينه وبين حمص، وحاصروها حصارا شديدا سبعين ليلة، وقيل: أربعة أشهر. وقيل: ستة أشهر. وقيل: أربعة عشر شهرا. فالله أعلم. وأهل دمشق ممتنعون منهم غاية الامتناع، ويرسلون إلى ملكهم هرقل وهو مقيم بحمص يطلبون منه المدد، فلا يمكن وصول المدد إليهم من ذي الكلاع الذي قد أرصده أبو عبيدة، -رضي الله عنه- بين دمشق وبين حمص - عن دمشق ليلة - فلما أيقن أهل دمشق أنه لا يصل إليهم مدد أبلسوا وفشلوا وضعفوا، وقوي المسلمون واشتد حصارهم، وجاء فصل الشتاء واشتد البرد وعسر الحال وعسر القتال، فقدر الله الكبير المتعالي، ذو العزة والجلال، أن ولد لبطريق دمشق مولود في تلك الليالي، فصنع لهم طعاما وسقاهم بعده شرابا، وباتوا عنده في وليمته قد أكلوا وشربوا وتعبوا، فناموا عن مواقفهم، واشتغلوا عن أماكنهم، وفطن لذلك أمير الحرب خالد بن الوليد، فإنه كان لا ينام، ولا يترك أحدا ينام، بل مراصد لهم ليلا ونهارا، وله عيون وقصاد يرفعون إليه أحوال المقاتلة صباحا ومساء، فلما رأى خمدة تلك الليلة، وأنه لا يقاتل على السور أحد، كان قد أعد سلاليم من حبال، فجاء هو وأصحابه من الصناديد الأبطال، مثل القعقاع بن عمرو ومذعور بن عدي، وقد أحضر جيشه عند الباب، وقال لهم: إذا سمعتم تكبيرنا فوق السور فارقوا إلينا. ثم نهد هو وأصحابه فقطعوا الخندق سباحة بقرب في أعناقهم، ثم نصبوا تلك السلالم وأثبتوا أعاليها بالشرفات، وأكدوا أسافلها خارج الخندق، وصعدوا فيها، فلما استووا على السور رفعوا أصواتهم بالتكبير، وجاء المسلمون فصعدوا في تلك السلالم وانحدر خالد وأصحابه الشجعان من السور إلى البوابين فقتلوهم، وقطع خالد وأصحابه أغاليق الباب بالسيوف وفتحوا الباب، فدخل الجيش الخالدي من الباب الشرقي، ولما سمع أهل البلد التكبير ثاروا، وذهب كل فريق إلى أماكنهم من السور، لا يدرون ما الخبر، فجعل كلما قدم أحد من أصحاب الباب الشرقي قتله أصحاب خالد، ودخل خالد البلدة عنوة، فقتل من [ ص: 580 ] وجده، وذهب أهل كل باب فسألوا من أميرهم الذي عند الباب من خارج الصلح - وقد كان المسلمون دعوهم إلى المشاطرة فيأبون عليهم - فلما دعوهم إلى ذلك أجابوهم، ولم يعلم بقية الصحابة ما صنع خالد، ودخل المسلمون من كل جانب وباب، فوجدوا خالدا وهو يقتل من وجده، فقالوا له: إنا قد أمناهم. فقال: إني فتحتها عنوة. والتقت الأمراء في وسط البلد عند كنيسة المقسلاط بالقرب من درب الريحان اليوم. هكذا ذكره سيف بن عمر وغيره، وهو المشهور أن خالدا فتح الباب قسرا. البداية والنهاية: (7/ 19، 20).
2- إسلام سلمان الفارسي -رضي الله عنه- وهو يكنى أبا عبد الله ومات بالمدائن في خلافة عثمان وكان والياً عليها روى ابن إسحاق والواقدي وغيرهما أنه قال كنت ابن دهقان قرية جي من أصبهان وبلغ من حب أبي إياي أن حبسني في البيت كما تحبس الجارية واجتهدت في المجوسية حتى صرت قطن بيت النار قال وأرسلني أبي يومئذ إلى ضيعة له فمررت بكنيسة النصارى فدخلت إليهم فأعجبني صلاتهم فقلت دين هؤلاء خير من ديني فسألتهم أين أصل هذا الدين قالوا بالشام فهربت من والدي حتى قدمت الشام ودخلت على الأسقف وجعلت أخدمه وأتعلم منه حتّى حضرته الوفاة فقلت الى من توصي بن فقال قد هلك الناس وتركوا دينهم إلى رجل بالموصل فالحق به فلما قضى نحبه لحقت بالرجل الذي أوصى به فلم يلبث ذلك إلا قليلاً حتى مات فقلت إلى من توصي بي قال ما أعلم رجلاً بقي على الطريقة المستقيمة إلا واحداً بنصيبين قال فلحقت بصاحب نصيبين وتلك الصومعة اليوم باقية بعد وهي التي تعبد فيها سلمان قبل الإسلام قال واحتضر صاحب نصيبين فبعثني إلى رجل بعمورية من أرض الروم قال فأتيته فأقمت عنده واكتسبت بقيرات وغنيمات فلما نزل به سلطان الموت قلت له بمن توصي بي قال قد ترك الناس دينهم وما بقي أحد منهم على الحق وأنه لقد أظل زمان نبي مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجراً إلى أرض بين حرتين بها نخل قلت وما علامته قال يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة قال ومر بي ركب من كلب فخرجت معهم فلما بلغوا وادي القرى ظلموني وباعوني من يهودي فكنت أعمل له في زرعه ونخله فبينا أنا عنده إذ قدم ابن عمّ له فابتاعني منه وحملني إلى المدينة فو الله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها وبعث الله محمداً بمكة ولا أسمع بشيءٍ منه فبينا أنا في رأس نخلة إذ أقبل ابن عمّ لسيدي فقال قاتل الله بني قيلة قد اجتمعوا على رجلٍ بقباء قدم عليهم من مكّة يزعمون انّه نبيّ فأخذتني العرواء والانتفاض ونزلت عن النخلة وجعلت استقصي في السؤال قال فما كلمني سيدي كلمة بل قال أقبل على شأنك ودع ما لا يعنيك قال فلما أمسيت أخذت شيئاً كان عندي من التمر فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقلت بلغني أنك رجل صالح وأن لك أصحاباً غرباء ذوي حاجة وهذا شيء كان عندي للصدقة فرأيتكم أحق به من غيركم فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلوا وأمسك فقلت في نفسي هذه واحدة وانصرفت فلما كان من الغد أخذت ما كان بقي عندي من التمر فأتيت به وقلت إني رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هديّة منى فقال صلعم كلوا وأكل معهم فعلمت أنه هو فأكببت عليه أقبله وأبكي فقال ما لك فقصصت عليه القصة فأعجبه ثم قال يا سلمان كاتب صاحبك فكاتبته على ثلاثمائة نخلة أحييها بالفقير وأربعين أوقية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعينوا أخاكم فأعانوني بالنخل حتى اجتمعت لي ثلاثمائة". البدء والتاريخ: (5/ 112).
3- حدث أبو عبيدة عن رؤبة قال: لقي الفرزدقُ جريرا بدمشق، فقال: يا أبا حَزْرة أراك تَمَرَّغ في طواحين الشأم بعد، فقال جرير: أيهاه إذا سمعت بسُرَي القين فإنه مصبح، قال: فعجبت كيف تأتَّي لهما، يعني لفظ التمرغ ولفظ القَيْن، وذلك أن الفرزدق كان يقول لجرير "ابن المراغة" وهو يقول للفرزدق "ابن القَيْن". مجمع الأمثال: (1/ 41).
4- وقال السدي: انطلق إبراهيم ولوط قبل الشام فلقي إبراهيم سارة، وهي ابنة ملك حران، وقد طعنت على قومها في دينهم فتزوجها على أن لا يغيرها. رواه ابن جرير، وهو غريب، والمشهور أنها ابنة عمه هاران الذي تنسب إليه حران، ومن زعم أنها ابنة أخيه هاران أخت لوط، كما حكاه السهيلي، عن القتبي، والنقاش فقد أبعد النجعة، وقال بلا علم، وادعى أن تزويج بنت الأخ كان إذ ذاك مشروعا فليس له على ذلك دليل. ولو فرض أن هذا كان مشروعا في وقت، كما هو منقول عن الربانيين من اليهود، فإن الأنبياء لا تتعاطاه، والله أعلم. ثم المشهور أن إبراهيم عليه السلام لما هاجر من بابل خرج بسارة مهاجرا من بلاده، كما تقدم، والله أعلم. وذكر أهل الكتاب أنه لما قدم الشام أوحى الله إليه إني جاعل هذه الأرض لخلفك من بعدك فابتنى إبراهيم مذبحا لله شكرا على هذه النعمة، وضرب قبته شرقي بيت المقدس، ثم انطلق مرتحلا إلى اليمن، وأنه كان جوع أي قحط وشدة، وغلاء فارتحلوا إلى مصر. البداية والنهاية: (1/ 150).
الاشعار
1- قَالَ أُسَامَة بن الْحَارِث الْهُذلِيّ
لعمري لقد أمهلت فِي نهي خَالِد *** إِلَى الشَّام إِمَّا يَعْصِينَك خَالِد
وأمهلت فِي إخوانه فَكَأَنَّمَا *** تسمع بِالنَّهْي النعام الشوارد.
المستقصى في أمثال العرب: (1/ 195).
2- وقول أبي بكر بن حجة، رحمه الله تعالى:
بوادي حماة الشام أيمن الشط *** وحقك تطوى شقة الهم بالبسط
بلاد إذا ما ذقت كوثر مائها *** أهيم كأني قد ثملت بإسفنط
فمن يجتهد في أنَّ بالأرض بقعة *** تماثلها قل: أنت مجتهد مخطي
وصوب حديثي مائها وهوائها *** فإن أحاديث الصحيحين ما تخطي
زهر الأكم في الأمثال والحكم|: (2/ 31).
3- وجاء في شعر محمد المجذوب حيث يقول:
في الشام أهلي وبغداد الهوى وأنا *** بالرقمتين وفي الفسطاط إخواني
ولي بطيبة أوطار مجنحة *** تسمو بروحي فوق العالم الفاني
وفي كراتشي وجاكرتا وأنقرة *** هوى عليه فؤادي خافق حاني
وليس طرطوس مهما لج بي دمها *** أدنى إلى القلب من فاس وتطوانِ
في كل قطر من الإسلام لي وطن *** هامت به النفس من قاص ومن دانِ
توزَّع القلب حب بين أربعة *** فكل دار بها قومي وخلاني
دنيا بناها لنا الهادي فأحكمها *** أعظم باحمد من هاد ومن بانِ
صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال: (1/ 312).
4-قال أبو العلاء المعري:
إنّ العراقَ وإنّ الشّامَ مذْ زَمَنٍ *** صِفرانِ، ما بهما للمُلكِ سلطان
ديوان أبي العلاء المعري ص: 1350.
5- قال الأقيشر السعدي:
خَرَجْتُ مِنَ المِصْرِ الحَوَارِيِّ أهْلُهُ *** بِلاَ نُدْبَةٍ فِيهَا حْتِسَابٌ وَلاَ جُعْلِ
إلى جَيْشِ أهْلِ الشَّامِ أُغْزِيتُ كَارِهاً *** سَفَاهاً بلا سَيْفٍ حَدِيدٍ وَلاَ نَبْلِ
وَلكِنْ بِتُرْسٍ لَيْسَ فِيهَا حَمَالَةٌ *** وَرُمْحٍ ضَعِيفِ الزُّجِّ مُنْصَدِعِ النَّصْلِ
ديوان الأقيشر السعدي ص: 43.
6- قالت ليلى بنت عبد الله الأخيلية:
ستحملني ورحلي ذات وخد *** عَلَيْها بِنْتُ آباءٍ كِرامِ
إذا جعلت سواد الشأم جنباً *** وغُلَّق دونَها باب اللَّئامِ
فليسَ بعَائدٍ أبدا إلَيهِم *** ذوُو الحَاجاتِ في غَلَسِ الظَلاَمِ
أعاتِكَ لَوْ رَأَيْتِ غَدَاة بِنا *** عَزاءَ النّفْسِ عنكُمُ واعْتِزامِي
إذاً لعَلِمْتِ واسْتَيْقَنْتِ أنّي *** مشَيَّعةٌ، ولم تَرْعَيْ ذِمامي
ديوان ليلى الأخيلية ص: 46.
7- قال ابن القيسراني:
أحب الشآم أهوى العراق *** فخلفي هوى وأمامي هوى )
فيا معشر الناس أشكو الغرام *** إليكم فهل عندكم من دوا
ديوان ابن القيسراني ص: 12.
8- قال أبو فراس الحارث بن سعيد:
إنّ في الأسْرِ لَصَبّاً *** دمعهُ في الخدِّ صبُّ
هُوَ في الرّومِ مُقِيمٌ *** ولهُ في الشامِ قلبُ
مستجدٌ لمْ يصادف *** عِوَضاً مِمّنْ يُحِبّ
ديوان أبي فراس الحمداني ص: 47.
9- يقول أحمد شوقي:
سَخِروا من الدنيا كما سَخِرَتْ بهم *** وانبَتَّ من أَسبابها المُتَعَلَّق
يا مأتماً من عبدِ شمسً مثله *** للشمس يصنعُ في الممات وينشق
إن ضاق ظهرُ الأرضِ عنك فبطنها *** عمّا وراءَكَ من رُفاتٍ أَضْيق
لما جَمَعْتَ الشامَ من أَطرافِه *** وافى يعزِّي الشامَ فيك المشرقُ
يبكي لواءً من شبابِ أميّةٍ *** يَحمي حِمَى الحق المبينِ ويخفق
ديوان أحمد شوقي ص: 464.
الحكم
1- "لا طال توت الشام ولا عنب اليمن". الأمثال العربية والأمثال العامية مقارنة دلالية ص: 105
2- " أقفر من بَريَّة خسافٍ" هِيَ بَريَّة بَين السواجير وبالسٍ بِأَرْض الشَّام. جمهرة الأمثال: (2/ 132).
متفرقات
1- فِي قَوْلِهِ تعالى: {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ}( الحشر: 1) قال ابن تيميه رحمه الله: "نَبَّهَ عَلَى الْحَشْرِ الثَّانِي فَمَكَّةُ مَبْدَأٌ وإيليا مَعَادٌ فِي الْخَلْقِ وَكَذَلِكَ فِي الْأَمْرِ فَإِنَّهُ أُسْرِيَ بِالرَّسُولِ مِنْ مَكَّةَ إلَى إيليا. وَمَبْعَثُهُ وَمَخْرَجُ دِينِهِ مِنْ مَكَّةَ وَكَمَالُ دِينِهِ وَظُهُورُهُ وَتَمَامُهُ حَتَّى مَمْلَكَةِ الْمَهْدِيِّ بِالشَّامِ فَمَكَّةُ هِيَ الْأَوَّلُ وَالشَّامُ هِيَ الْآخِرُ: فِي الْخَلْقِ وَالْأَمْرِ فِي الْكَلِمَاتِ الْكَوْنِيَّةِ وَالدِّينِيَّةِ". مجموع الفتاوى: (27/ 507).
2- قال العز بن عبد السلام: "لما بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- بالدعاء للشام بالبركة، وثنى باليمن، دل على تفضيل الشام على اليمن مع ما أثنى به على أهل اليمن في غير هذا الحديث، فإن البداية إنما تقع بالأهم فالأهم". ترغيب أهل الإسلام في سكنى الشام (ص: 34).
3- قال العز ابن عبد السلام رحمه الله في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم): "وهذه شهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم باختيار الشام، وبفضلها وباصطفائه ساكنيها، واختياره لقاطنيها، وقد رأينا ذلك بالمشاهدة، فإن من رأى صالحي أهل الشام ونسبتهم إلى غيرهم رأى بينهم من التفاوت ما يدل على اصطفائهم واجتبائهم". ترغيب أهل الإسلام في سكنى الشام (ص: 22).
4- وقال ابن العربي: "وأما مدحه صلى الله عليه وسلم للشام، فلأنه كان مأوى الجهاد والرباط، فإذا فسد أهله فسد الناس كلهم، لأنهم إذا تركوا الجهاد ذُلوا". عارضة الأحوذي: (9/ 45).
5- قال ابن كثير: "وتخصيص الشام بظهور نوره إشارة إلى استقرار دينه، ونبوته ببلاد الشام، ولهذا تكون الشام في آخر الزمان معقلاً للإسلام وأهله، وبها ينزل عيسى ابن مريم".
تفسير القرآن العظيم: (1/ 230).
6- قال ابن كثير رحمه الله: "سيَّرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجلاهم من المدينة، فكان منهم طائفة ذهبوا إلى أذرعات من أعلى الشام؛ وهي أرض المحشر والمنشر". تفسير القرآن العظيم: (4/ 397).
7- وقال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: "من بركة الشام أن كثيرًا من الأنبياء كانوا فيها، وأن الله اختارها مُهاجَرًا لخليله، وفيها أحد البيوت الثلاثة المقدسة؛ وهو بيت المقدس". تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، (ص: 526).
8- وقال العلامة الألباني رحمه الله: "فهذه أحاديث في فضائل الشام ودمشق... حتى يعلم الناس أن في فضل الشام أحاديثَ كثيرة صحيحة، خلافًا لظن بعض الكُتَّاب، وحتى يعرف المستوطنون فيه فضلَ ما أنعم الله به عليهم، فيقوموا بشكره بالعمل الصالح، وإخلاص العبادة لوجهه سبحانه وتعالى، وإلا فإن الأمر كما قال سلمان الفارسي لأبي الدرداء رضي الله عنه: إن الأرض المقدسة لا تُقدِّس أحدًا، وإنما يقدس الإنسان عمله". تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق للربعي (ص: 6).
9- قال الإمام ابن عطية الأندلسي -رحمه الله-: "الأرض... التي بارك فيها، ولا يتصف بهذه الصفة وينفرد بها أكثر من غيرها إلا أرض الشام لما بها من الماء والشجر والنعم والفوائد". المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز: (2/ 446).
10- في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "عقر دار الإسلام الشام"؛ قال الإمام ابن الأثير الجزري رحمه الله: "أي: أصله وموضعه، كأنه أشار به إلى وقت الفتن؛ أي: يكون الشام يومئذٍ آمنًا منها، وأهل الإسلام به أسلمَ". النهاية: (3/ 271).
11- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ثبت للشام وأهله مناقب بالكتاب والسنة وآثار العلماء... حيث ذكر الله أرض الشام... ووصفها بأنها الأرض التي باركنا فيها... وفيها المسجد الأقصى، وفيها مبعث أنبياء بني إسرائيل، وإليها هجرة إبراهيم، وإليها معراج ومسرى نبينا، ومنها معراجه، وبها ملكه، وعمود دينه وكتابه، والطائفة المنصورة من أمته، وإليها المحشر والمعاد". مجموع الفتاوى: (27/ 505).
الإحالات
1- تاريخ بلاد الشام منذ ما قبل الميلاد حتى نهاية العصر الأموي؛ لأحمد إسماعيل علي.
2- الاثار الشامية دارسات في تاريخ بلاد الشام؛ لمحمد عدنان البخيت.
3- تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق ودمشق للربعي، ومعه مناقب الشام وأهله؛ لشيخ الإسلام ابن تيمية.